[441]
648 - ب : أبو البختري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليه السلام
عن مروان بن الحكم قال : لما هزمنا علي بالبصرة رد على الناس أموالهم من
أقام بينة أعطاه ومن لم يقم بينة على ذلك حلفه فقال له قائلون : يا علي أقسم
الفئ بيننا والسبي قال : فلما كثروا عليه قال : أيكم يأخذ أم المؤمنين في
سهمه فسكتوا .
649 - ع : أبي عن سعد عن الحميري عن مسعدة بن زياد عن جعفر عن
أبيه عليهما السلام مثله .
650 - ع : أبي عن سعد عن النهدي عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن
________________________________________________________
648 - رواه الحميري رحمه الله في الحديث السابع مما رواه عن أبي البختري في أواسط كتاب
قرب الاسناد ، ص 62 ط .
1 .
649 - رواه الشيخ الصدوق رفع الله مقامه في الحديث : ( 69 ) من الباب الاخير من كتاب
علل الشرائع : ج 2 ص 603 .
650 - رواه الشيخ الصدوق رضوان الله عليه في الحديث : ( 122 ) من كتاب علل
الشرائع : ج 1 ، ض 146 .
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 441 سطر 19 الى ص 449 سطر 18
[442]
زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إنما أشار علي عليه السلام
بالكف عن عدوه من أجل شيعتنا لانه كان يعلم أنه سيظهر عليهم بعده
فأحب أن يقتدي به من جاء بعده فيسير فيهم بسيرته ويقتدي بالكف
بعده .
651 - ع : علي بن حاتم عن محمد بن جعفر الرازي عن ابن أبي الخطاب
عن ابن بزيع عن يونس عن بكار بن أبي بكر الحضرمي قال : سمعت أبا عبد
الله يقول : لسيرة علي بن أبي طالب عليه السلام في أهل البصرة كانت خيرا
لشيعته مما طلعت عليه الشمس إنه علم أن للقوم دولة فلو سباهم سبيت
شيعته قال : قلت : فأخبرني عن القائم عليه السلام يسير بسيرته ؟ قال : لا
إن عليا سار فيهم بالمن لما علم من دولتهم وإن القائم يسير فيهم بخلاف تلك
السيرة لانه لا دولة لهم .
652 - ع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف عن حماد عن
حريز عن زرارة .
عن أبي جعفر عليه السلام قال : لولا أن عليا عليه السلام سار في أهل
حربه بالكف عن السبي والغنيمة للقيت شيعته من الناس بلاء عظيما ثم قال :
والله لسيرته كانت خيرا لكم مما طلعت عليه الشمس .
653 - ع ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن علي بن الحكم
عن الربيع بن محمد :
عن عبدالله بن سليمان قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام إن الناس
________________________________________________________
651 - رواه الشيخ الصدوق رحمه الله في الحديث : ( 9 ) من الباب : ( 122 ) من كتاب علل
الشرائع : ج 1 ، ص 150 .
652 - رواه الشيخ الصدوق رحمه الله في الحديث ( 11 ) أو ذيل الحديث : ( 10 ) من كتاب
علل الشرائع : ج 1 ص 150 .
653 - رواه الشيخ الصدوق رضوان الله عليه في الحديث الاول من الباب : ( 123 ) من
كتاب علل الشرائع : ج 1 ، ص 154 .
[443]
يروون أن عليا عليه السلام قتل أهل البصرة وترك أموالهم فقال : إن دار
الشرك يحل ما فيها ودار الاسلام لايحل ما فيها فقال : إن عليا عليه السلام
إنما من عليهم كما من رسول الله صلى الله عليه وآله على أهل مكة وإنما
ترك علي عليه السلام أموالهم لانه كان يعلم أنه سيكون له شيعة وأن دولة
الباطل ستظهر عليهم فأراد أن يقتدي به في شيعته وقد رأيتم آثار ذلك هوذا
يسار في الناس بسيرة علي عليه السلام ولو قتل علي عليه السلام أهل البصرة
جميعا وأخذ أموالهم لكان ذلك له حلالا لكنه من عليهم ليمن على شيعته من
بعده .
وقد روي أن الناس اجتمعوا إلى أميرالمؤمنين عليه السلام يوم البصرة
فقالوا : يا أميرالمؤمنين اقسم بيننا غنائمهم قال : أيكم يأخذ أم المؤمنين في
سهمه .
654 - ع ما أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الحسن بن علي فضال عن
ثعلبة بن ميمون :
عن الحسن بن هارون قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام جالسا
فسأله المعلى بن خنيس أيسير القائم بخلاف سيرة أمير المؤمنين ؟ فقال : نعم
وذلك أن عليا عليه السلام سار فيهم بالمن والكف لانه علم أن شيعته سيظهر
عليهم عدوهم من بعده وإن القائم عليه السلام إذا قام سار فيهم بالبسط
والسبي وذلك أنه يعلم أن شيعته لن يظفر عليهم من بعده أبدا .
655 - ف : سأل يحيى بن أكثم عن علة اختلاف سيرة أميرالمؤمنين عليه
السلام في أهل صفين وفي أهل الجمل : فكتب أبوالحسن الثالث عليه السلام
وأما قولك : إن عليا عليه السلام قتل أهل صفين مقبلين ومدبرين وأجاز على
________________________________________________________
654 - رواه الشيخ الصدوق رحمه الله في الباب : ( 158 ) من كتاب علل الشرائع : ج 1 ،
ص 210 .
655 - رواه الحسن بن علي بن شعبة رحمه الله في أجوبة الامام الهادي عليه السلام وكلمه
من كتاب تحف العقول ص 359 ط النجف .
[444]
جريحهم وأنه يوم الجمل لم يتبع موليا ولم يجز على جريح ومن ألقى سلاحه
آمنه ومن دخل داره آمنه فإن أهل الجمل قتل إمامهم ولم نكن لهم فئة يرجعون
إليها وإنما رجع القوم إلى منازلهم غير محاربين ولا مخالفين ولا منابذين رضوا
بالكف عنهم فكان الحكم فيهم رفع السيف عنهم والكف عن أذاهم إذ لم
يطلبوا عليه أعوانا وأهل صفين كانوا يرجعون إلى فئة مستعدة وإمام يجمع لهم
السلاح : الدروع والرماح والسيوف ويسني لهم العطاء ويهيئ لهم الانزال يعود
مريضهم ويجبر كسيرهم ويداوي جريحهم ويحمل راجلهم ويكسو حاسرهم
ويردهم فيرجعون إلى محاربتهم وقتالهم فلم يساو بين الفريقين في الحكم لما
عرف من الحكم في قتال أهل التوحيد لكنه شرح ذلك لهم فمن رغب عرض
على السيف أن يتوب من ذلك .
بيان : الانزال : جمع النزل وهو ما يهئ للنزيل والحاسر : الذي لا مغفر عليه
ولادرع .
656 - قب : في ليلة الهرير لم تكن صلواتهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء
عند وقت كل صلاة إلا التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد والدعاء فكانت تلك
صلاتهم لم يأمرهم بإعادتها .
وكان عليه السلام لايتبع موليهم ولا يجيز على جريحهم ولم يسب ذراريهم
وكان لايمنع من مناكحتهم وموارثتهم .
[ قال ] أبوعلي الجبائي في كتاب الحكمين : الذي روي أنه عليه السلام سبا قوما
من الخوارج أنهم كانوا قد ارتدوا وتنصروا .
وكان عليان المجنون مقيما بالكوفة وكان قد ألف دكان طحان فإذا اجتمع
الصبيان عليه وآذوه يقول : قد حمي الوطيس وطاب اللقاء وأنا على بصيرة من
أمري ثم يثب ويحمحم وينشد :
________________________________________________________
656 - رواه ابن شهر اشوب رحمه الله في أواخر عنوان : ( فصل في ظالميه ومقاتليه ) من
كتاب مناقب آل أبي طالب : ج 3 ص 20 ط النجف .
[445]
آريني سلاحي لا أبا لك إنني * أرى الحرب لاتزداد إلا تماديا
ثم يتناول قصبة ليركبها فإذا تناولها يقول :
أشد على الكتيبة لا أبالي * أحتفي كان فيها أو سواها
قال فينهزم الصبيان بين يديه فإذا لحق بعضهم يرمي الصبي بنفسه إلى
الارض فيقف عليه ويقول : عورة مسلم وحمى مؤمن ولولا ذلك لتلفت نفس
عمرو بن العاص يوم صفين ثم يقول : لاسيرن فيكم سيرة أميرالمؤمنين لا
أتبع موليا ولا أجيز على جريح ثم يعود إلى مكانه ويقول :
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه * خشاش كرأس الحية المتوقد
إيضاح : قال في النهاية : في حديث حنين ( الآن حمي الوطيس ) الوطيس
شبه التنور .
وقيل هو الضراب في الحرب .
وقيل : هو الوطئ الذي يطس
الناس أي يدقهم .
وقال الاصمعي : هي حجارة مدورة إذا حميت لم يقدر أحد يطؤها .
ولم يسمع هذا الكلام من أحد قبل النبي صلى الله عليه وآله وهو من
فصيح الكلام عبر به عن اشتباك الحرب وقيامها على ساق انتهى .
والحمحمة : صوت الفرس .
والحتف : الموت .
والحمى : مايمنع منه أي حرمة المؤمن
وقال الجوهري : الضرب : الرجل الخقيف اللحم قال طرفة : ( أنا الرجل .
.
)
البيت .
وقال : قال أبوعمرو : رجل خشاش بالفتح وهو الماضي من الرجال
ثم ذكر البيت أيضا .
657 - كا : علي عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن
________________________________________________________
657 - رواه الكليني رفع الله مقامه في الحديث : ( 5 ) من الباب الذي يلي ( باب إعطاء
الامان ) من كتاب الجهاد من الكافي : ج 5 ص 33 .
ورواه عنه الشيخ الطوسي رحمه الله في باب سيرة الامام من كتاب التهذيب :
ج 6 ص 155 ، ط النجف .
[446]
عقبة بن بشير عن عبدالله بن شريك عن أبيه قال : لما هزم الناس يوم الجمل
قال أميرالمؤمنين عليه السلام لاتتبعوا موليا ولاتجهزوا على جريح ومن أغلق
بابه فهو آمن .
فلما كان يوم صفين قتل المقبل والمدبر وأجاز على الجريح .
فقال أبان بن تغلب لعبدالله بن شريك : هذه سيرتان مختلفتان فقال : إن
أهل الجمل قتل طلحة والزبير وإن معاوية كان قائما بعينه وكان قائدهم .
658 - كا : العدة عن سهل عن جعفر بن محمد الاشعري عن ابن
القداح :
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دعا رجل بعض بني هاشم إلى البراز
فأبى أن يبارزه فقال له أمير المؤمنين : ما منعك أن تبارزه ؟ قال : كان فارس
العرب وخشيت أن يغلبني فقال له أميرالمؤمنين : فإنه بغى عليك ولو بارزته
لغلبته ولو بغى جبل على جبل لهد الباغي .
وقال أبوعبدالله عليه السلام إن الحسين بن علي عليهما السلام دعا
رجلا إالى المبارزة فعلم به أميرالمؤمنين عليه السلام فقال لئن عدت إلى مثل
هذا لاعاقبنك ولئن دعاك أحد إلى مثلها فلم تجبه لاعاقبنك أما علمت أنه
بغى .
بيان : الهد : الهدم الشديد والكسر ولعله كان لتعليم الغير مع أنه
مكروه بدون إذن الامام كما ذكره الاصحاب وليس بمحرم .
659 - كا : علي عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي حمزة عن عقيل
________________________________________________________
658 - رواه الكليني قدس الله نفسه في ( باب طلب المبارزة ) من كتاب الجهاد من الكافي :
ج 5 ص 35 ط الاخوندي .
ورواه أيضا الشيخ الطوسي رضوان الله عليه في الحديث الثاني من باب النوادر
من كتاب الجهاد من التهذيب : ج 6 ص 169 .
659 - رواه الكليني رضوان الله تعالى عليه في الحديث الاول من الباب : ( 15 ) من كتاب
[447]
الخزاعي أن أميرالمؤمنين كان إذا حضر الحرب يوصي المسلمين بكلمات
فيقول : تعاهدوا الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فإنها كانت
على المؤمنين كتابا موقوتا وقد علم ذلك الكفار حين سئلوا : ( ما سلككم في
سقر قالوا لم نك من المصلين ) وقد عرف حقها من طرقها وأكرم بها من
المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زين متاع ولاقرة عين من مال ولا ولد يقول
الله عزوجل : * ( رجال لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة ) *
[ 37 / النور : 24 ] .
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله منصبا لنفسه بعد البشرى له بالجنة
من ربه فقال عزوجل : * ( وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) * الآية [ طه :
20 ] وكان يأمر بها أهله ويصبر عليها نفسه .
ثم إن الزكاة جعلت مع الصلاة قربانا لاهل الاسلام على أهل الاسلام
ومن لم يعطها طيب النفس بها يرجو بها من الثواب ما هو أفضل منها فإنه
جاهل بالسنة مغبون الاجر ضال العمر طويل الندم بترك أمر الله عزوجل
والرغبة عما عليه صالحوا عبادالله يقول الله عزوجل : * ( ومن يتبع غير سبيل
المؤمنين نوله ما تولى ) * من الامانة فقد خسر من ليس من أهلها وضل عمله .
عرضت على السموات المبنية والاض المهاد والجبال المنصوبة فلا أطول ولا
أعرض ولا أعلى ولا أعظم لو امتنعن من طول أو عرض أو عظم أو قوة أو
عزة امتنعن ولكن أشفقن من العقوبة .
ثم إن الجهاد أشرف الاعمال بعد الاسلام وهو قوام الدين والاجر فيه
عظيم مع العزة والمنعة وهو الكره ( 1 ) فيه الحسنات والبشرى بالجنة بعد الشهادة
وبالرزق غدا عند الرب والكرامة يقول الله عزوجل : * ( ولا تحسبن الذين
قتلوا في سبيل الله ) * الآية .
________________________________________________________
الجهاد من الكافي : ج 5 ص 36 ط الآخوندي .
( 1 ) هذا هو الصواب وفي الكافي والبحار ( الكرة ) .
لاحظ بيان المصنف الآتي .
[448]
ثم إن الرعب والخوف من جهاد المستحق للجهاد والمتوازرين على الضلال
ضلال في الدين وسلب للدنيا مع الذل والصغار وفيه استيجاب النار بالفرار
من الزحف عند حضرة القتال يقول الله عزوجل : * ( يا أيها الذين آمنوا إذا
لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار ) * فحافظوا على أمر الله عزوجل
في هذه المواطن التي الصبر عليها كرم وسعادة ونجاة في الدنيا والآخرة من
فظيع الهول والمخافة فإن الله عزوجل لا يعبأ بما العباد مقترفون ليلهم ونهارهم
لطف به علما وكل ذلك * ( في كتاب لايضل ربي ولا ينسى ) * فاصبروا
وصابروا واسئلوا النصر ووطنوا أنفسكم على القتال واتقوا الله عزوجل : * ( فإن
الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) * .
وفي حديث يزيد بن إسحاق عن أبي صادق : قال : سمعت عليا
صلوات الله عليه يحرض الناس في ثلاثة مواطن الجمل وصفين ويوم النهر
يقول :
________________________________________________________
عبادالله اتقوا الله وغضوا الابصار واخفضوا الاصوات ووطنوا أنفسكم
على المنازلة والمجادلة والمبارزة والمناضلة والمنابذة والمعانقة والمكادمة واثبتوا
واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم
واصبروا إن الله مع الصابرين ) *
660 - كتاب صفين لنصر بن مزاحم عن عمر بن سعد عن إسماعيل
بن يزيد عن أبي صادق [ عن ] الحضرمي مثله وزاد في آخره
اللهم الهمهم الصبر وانزل عليهم النصر وأعظم لهم الاجر .
661 - كا : وفي حديث عبدالرحمان بن جندب عن أبيه إن أميرالمؤمنين
________________________________________________________
660 - رواه نصر بن مزاحم المنقري قبيل آخر الجزء الثالث من كتاب صفين ص 204 ط
مصر :
ورويناه عنه وعن نصر وعن مصادر أخر في المختار : ( 45 ) من باب وصايا أمير
المؤمنين عليه السلام من كتاب نهج السعادة ج 8 ص 340 ط 1 .
661 - رواه الكليني رحمه الله في الحديث الرابع من الباب : ( 15 ) من كتاب الجهاد من
[449]
عليه السلام كان يأمر في كل موطن لقينا فيه عدونا فيقول :
لاتقاتلوا القوم حتى يبدؤكم فإنكم بحمدالله على حجة وترككم إياهم
حتى بدؤكم حجة أخرى لكم فإذا هزمتموهم فلا تقتلوا لهم مدبرا ولاتجيزوا
على جريح ولا تكشفوا عورة ولا تمثلوا بقتيل .
بيان :
روى ابن أبي الحديد الخبر الثاني من كتاب نصر بن مزاحم عن عمرو بن
سعد عن إسماعيل بن يزيد عن أبيه عن أبي صادق :
وروى السيد الرضي رضي الله عنه الحديث الاول في النهج ( 1 ) هكذا - بعد ما
ساق أول الخطبة إلى قوله : ( كتابا موقوتا ) - :
ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا * ( ما سلككم في سقر ؟
قالوا : لم نكن من المصلين ) * وإنها لتحت الذنوب حت الورق وتطلقها إطلاق
الربق .
وشبهها رسول الله صلى الله عليه وآله بالحمة تكون على باب الرجل فهو
يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات فما عسى أن يبقى عليه من الدرن
وقد عرف حقها .
[ وساقه ] إلى قوله :
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله نصبا بالصلاة بعد التبشير له بالجنة
لقول الله سبحانه : * ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) * فكان يأمر بها أهله
ويصبر عليها نفسه .
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 449 سطر 19 الى ص 457 سطر 18
ثم إن الزكاة جعلت مع الصلاة قربانا لاهل الاسلام فمن أعطاها
[ وساق الكلام ] إلى قوله عليه السلام :
________________________________________________________
الكافي : ج 5 ص 41 .
( 1 ) رواه السيد الرضي رفع الله مقامه في المختار : ( 197 ) من كتاب نهج البلاغة .
[450]
ولكن أشفقن من العقوبة وعقلن ما جهل من هو أضعف منهن وهو
الانسان إنه كان ظلوما جهولا .
إن الله سبحانه لايخفى عليه ما العباد مقترفون في ليلهم ونهارهم لطف
به خبرا وأحاط به علما ، أعضاؤكم شهوده وجوار حكم جنوده ، وضمائركم
عيونه وخلواتكم عيانه انتهى .
قوله عليه السلام ( من طرقها ) لعله من الطروق بمعنى الاتيان بالليل أي
واظب عليها في الليالي وقيل أي جعلها دأبه وصنعته من قولهم هذا طرقة رجل
أي صنعته .
ولا يخفى ما فيه ولا يبعد أن يكون تصحيف طوق بها على المجهول أي
ألزمها كالطوق بقرينة ( أكرم بها ) على بناء المجهول أيضا .
وفي النهج : ( وقد عرف حفها رجال من المؤمنين الذين لايشغلهم عنها
زينة متاع ولاقرة عين من ولد ولا مال ) .
وقال الجوهري : نصب الرجل - بالكسر - نصبا : تعب وأنصبه غيره
قوله عليه السلام : ( على أهل الاسلام ) الظاهر أنه سقط هنا شئ .
وفي النهج : قربانا لاهل الاسلام فمن أعطاها طيب النفس بها فإنها تجعل
له كفارة ومن النار حجازا ووقاية فلا يتبعنها أحد نفسه ولا يكثرن عليها لهفه
فإن من أعطاها غير طيب النفس بها يرجو بها ما هو أفضل منها فهو جاهل
بالسنة مغبون الاجر ضال العمل طويل الندم .
ثم أداء الامانة فقد خاب من ليس من أهلها إنها عرضت على السموات
المبنية والارضين المدحوة والجبال ذات الطول المنصوبة فلا أطول ولا أعرض
ولا أعلا ولا أعظم منها ولو امتنع شئ بطول أو عرض أو قوة أو عز لامتنعن
ولكن أشفقن من العقوبة .
إلى آخر ما مر .
قوله عليه السلام : ( من الامانة ) لعله بيان لسبيل المؤمنين أي المراد بسبيل