[461]
وقال ابن أبي الحديد : الطعن الدعسي : الذي يحشى به أجواف الاعداء .
وأصل
الدعس : الحشو يقال : دعست الوعاء أي خشوته .
[ قوله عليه السلام : ] ( وضرب طلحفى ) - بكسر الطاء وفتح اللام - أي شديد
واللام زائدة والياء للمبالغة
( وأميتوا الاصوات ) أي لاتكثروا الصياح .
والفضل : الفزع والجبن والضعف .
[ قوله عليه السلام : ] ( ولكن استسلموا ) أي انقادوا خوفا من السيف .
676 - نهج : [ و ] من كلام له عليه السلام وصى به شريح بن هانئ
لما جعله على مقدمته إلى الشام :
اتق الله في كل مساء وصباح وخف على نفسك الدنيا الغرور ولا تأمنها
على حال واعلم أنك إن لم تردع نفسك عن كثير مما تحب مخافة مكروهه سمت
بك الاهواء إلى كثير من الضرر فكن لنفسك مانعا رادعا ولنزوتك عند
الحفيظة واقما قامعا .
بيان : ( سمت بك ) قال ابن أبي الحديد : أي أفضت بك .
وفي النهاية :
فلان يسموا إلى المعالي إذا تطاول إليها .
والنزوة : الوثبة .
والحفيظة : الغضب .
وقال الجوهري : وقمه أي رده .
وقال أبوعبيدة : أي قهره .
677 - وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن نصر بن مزاحم
- ووجدته في أصل كتابه أيضا - عن عمر بن سعد بإسناده عن عبدالله
جندب عن أبيه أن عليا عليه السلام كان يأمرنا في كل موطن لقينا معه عدوه
[ ف ] يقول :
لاتقاتلوا القوم حتى يبدؤكم فهي حجة أخرى لكم عليهم فإذا
قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولاتكشفوا عورة
________________________________________________________
676 - رواه السيد الرضي رحمه الله في المختار : ( 56 ) من الباب الثاني من نهج البلاغة .
677 - رواه ابن أبي الحديد في شرح المختار : ( 54 ) من نهج البلاغة : ج 4 ص 26 ط
الحديث بمصر ، ورواه نصر في وقعة صفين ص 203 .
[462]
ولا تمثلوا بقتيل فإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا سرا ولا تدخلوا دارا
إلا بإذن ولا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم .
ولا تهيجوا امرأة بأذى ( 1 ) وإن شتمن أعراضكم وتناولن أمراءكم
وصلحاءكم فإنهن ضعاف القوى والانفس والعقول ولقد كنا لنؤمر بالكف
عنهن وهن مشركات وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالهراوة
والحديد فيعير بها عقبه من بعده .
378 - وقال ابن ميثم رحمه الله روي أن أميرالمؤمنين عليه السلام كان
إذا اشتد القتال ذكر اسم الله حين يركب ثم يقول : الحمدلله على نعمه علينا
وفضله العميم سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا
لمنقلبون .
ثم يستقبل القبلة ويرفع يديه ويقول :
اللهم إليك نقلت الاقدام وأفضت القلوب ومدت الاعناق وشخصت
الابصار وأنضيت الابدان .
اللهم قد صرح مكنون الشنان ، وجاشت مراجل الاضغان .
اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا وكثرة عدونا وتشتت أهواءنا .
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين .
ثم يقول سيروا على بركة الله ثم يقول :
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر يا الله يا أحد يا صمد يا رب
________________________________________________________
678 - رواه ابن ميثم رحمه الله في شرح المختار : ( 15 ) من باب الكتب من نهج البلاغة :
ج 4 ص 385 ط بيروت ، وفيه سقط في هذا الموضع منه ، بل وفي مواضع أخر من
هذه الطبعة .
( 1 ) هذا هو الصواب الموافق لما رواه الطبري في تاريخه : ج 4 ص 6 ، والموافق للمختار :
( 14 ) من باب الكتب من نهج البلاغة ، وفي أصلي هنا : ( إلا بإذني ) .
[463]
محمد .
بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إياك نعبد
وإياك نستعين اللهم كف عنا أيدي الظالمين .
وكان هذا شعاره بصفين .
679 - نهج : [ و ] كان عليه السلام يقول إذا لقي العدو محاربا : ( اللهم إليك
أفضت القلوب ) .
[ وساق الدعاء ] إلى قوله : ( وأنت خير الحاكمين ) [ و ] جعل قوله : ( ونقلت
الاقدام ) بعد قوله : ( وشخصت الابصار ) .
بيان : [ قال ] الخليل في العين : أفضى فلان إلى فلان أي وصل إليه
وأصله أنه صار في فضائه .
وقال ابن أبي الحديد : أفضت القلوب أي دنت وقربت ويجوز أن يكون
أفضت أي بسرها فحذف المفعول انتهى .
ويحتمل أن يكون من أفصيت إذا خرجت إلى الفضاء أي خرجت إلى
فضاء رحمتك بسؤالك .
وشخص بصره فهو شاخص إذا فتح عينيه وجعل لايطرف وأنضيت
الابدان أي أهزلت ومنه النضو ووهو البعير المهزول .
وصرح أي انكشف .
والشنأن : البعضة .
وجأشت القدر أي علت .
والمراجل : القدور .
وتشتت
أهوائنا أي تفرق آرائنا واختلاف آمالنا وقال في النهاية : فتح الحاكم بين
الخصمين إذا فصل بينهما والفاتح الحاكم .
________________________________________________________
679 - رواه السيد الرضي رفع الله مقامة في المختار : ( 15 ) من الباب الثاني من كتاب نهج
البلاغة .
ورواه ايضا في الحديث : ( 3 ) من باب : ( مقدار الحزية ) في اخر كتابالزكاة من من كتاب
الاستبصار - 2 ص 53 .
مما اختار من كلم اميرالمؤمنين .
[465]
680 - ف وصيته لزياد بن النضر حين أنفذه على مقدمته إلى صفين : اتق
الله في كل ممسى ومصبح وخف على نفسك الغرور ولا تأمنها على حال من
البلاء ، واعلم أنك إن لم تزع نفسك عن كثير مما تحب مخافة مكروهه سمت بك
الاهواء إلى كثير من الضر حتى تطعن ، فكن لنفسك مانعا وازعا عن الظلم
والغي والبغي والعدوان .
قد وليتك هذا الجند فلا تستذلنهم ولا تستطل عليهم فإن خيركم أتقاكم
تعلم من عالمهم وعلم جاهلهم واحلم عن سفيههم فإنك إنما تدرك الخير
بالعلم وكف الاذى والجهل .
ثم أردفه [ عليه السلام ] بكتاب يوصيه فيه ويحذره [ وهذا نصه : ]
( اعلم أن مقدمة القوم عيونهم وعيون المقدمة طلائعهم فإذا أنت خرجت
من بلادك ودنوت من عدوك فلا تسأم من توجيه الطلائع في كل ناحية وفي
________________________________________________________
680 - رواه الحسن بن علي بن شعبة رحمه الله في الحديث : ( 21 ) مما اختار من كلامه
عليه السلام في كتاب تحف العقول ص 130 ، وفي طبع آخر ص 191 .
[466]
بعض الشعاب والشجر والخمر وفي كل جانب حتى لايغتركم عدوكم
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 465 سطر 18 الى ص 473 سطر 18
[466]
بعض الشعاب والشجر والخمر وفي كل جانب حتى لايغتركم عدوكم
ويكون لكم كمين .
ولا تسير الكتايب والقبائل من لدن الصباح إلى المساء إلا على تعبئة فإن
دهمكم أمر أو غشيكم مكروه كنتم قد تقدمتم في التعبئة وإذا نزلتم بعد و
نزل بكم فليكن معسكركم في إقبال الشراف أو في سفاح الجبال وأثناء الانهار
كي ما تكون [ لكم ردءا ودونكم مردا ولتكن ] مقاتلتكم من وجه واحد أو اثنين .
واجعلوا رقباء في صياصي الجبال وبأعلى الشراف وبمناكب الانهار يرتوون
لكم لئلا يأتيكم عدو من مكان مخافة أو أمن .
وإذا نزلتم فانزلوا جميعا وإذا رحلتم فارحلوا جميعا .
وإذا غشيكم الليل فنزلتم فحفوا عسكركم بالرماح والترسة واجعلوا
رماتكم يلون ترستكم كيلا تصاب لكم غرة ولا تلقى لكم غفلة واحرس
عسكرك بنفسك وإياك أن ترقد إلى أن تصبح إلا غرارا أو مضمضمة ثم
ليكن ذلك شأنك ودأبك حتى ننتهي إلى عدوك .
وعليك بالتؤدة في حربك وإياك والعجلة إلا أن تمكنك فرصة وإياك أن
تقاتل إلا أن يبدؤك أو يأتيك أمري والسلام عليك ورحمة الله .
بيان : [ قوله عليه السلام : ] حتى تطعن بضم العين أي تكبر من
قولهم : طعن في السن وقد مضى شرحها وإنما كررنا للاختلاف بين الروايات .
681 - يب : سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن
________________________________________________________
681 - رواه الشيخ الطوسي رفع الله مقامه قبل عنوان : ( باب الخمس والغنائم ) في
الحديث الاخير ، من ( باب الخراج وعمارة الارضين ) من كتاب تهذيب الاحكام :
ج 4 ص 120 ، ط النجف ، ورواه أيضا في الحديث : ( 3 ) من باب ( مقدار الجزية ) في
آخر كتاب الزكاة من كتاب الاستبصار 2 ، 53 .
ورواه أيضا الشيخ الصدوق في الحديث : ( 95 ) في باب الخراج والجزية قبل باب
الصوم من كتاب من لايحضره الفقيه : ج 2 ص 26 .
[467]
بعض الشعاب والشجر والخمر وفي كل جانب حتى لايغتركم عدوكم
ويكون لكم كمين .
ولا تسير الكتايب والقبائل من لدن الصباح إلى المساء إلا على تعبئة فإن
دهمكم أمر أو غشيكم مكروه كنتم قد تقدمتم في التعبئة وإذا نزلتم بعد و
نزل بكم فليكن معسكركم في إقبال الشراف أو في سفاح الجبال وأثناء الانهار
كي ما تكون [ لكم ردءا ودونكم مردا ولتكن ] مقاتلتكم من وجه واحد أو اثنين .
واجعلوا رقباء في صياصي الجبال وبأعلى الشراف وبمناكب الانهار يرتوون
لكم لئلا يأتيكم عدو من مكان مخافة أو أمن .
وإذا نزلتم فانزلوا جميعا وإذا رحلتم فارحلوا جميعا .
وإذا غشيكم الليل فنزلتم فحفوا عسكركم بالرماح والترسة واجعلوا
رماتكم يلون ترستكم كيلا تصاب لكم غرة ولا تلقى لكم غفلة واحرس
عسكرك بنفسك وإياك أن ترقد إلى أن تصبح إلا غرارا أو مضمضمة ثم
ليكن ذلك شأنك ودأبك حتى ننتهي إلى عدوك .
وعليك بالتؤدة في حربك وإياك والعجلة إلا أن تمكنك فرصة وإياك أن
تقاتل إلا أن يبدؤك أو يأتيك أمري والسلام عليك ورحمة الله .
بيان : [ قوله عليه السلام : ] حتى تطعن بضم العين أي تكبر من
قولهم : طعن في السن وقد مضى شرحها وإنما كررنا للاختلاف بين الروايات .
681 - يب : سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن
________________________________________________________
681 - رواه الشيخ الطوسي رفع الله مقامه قبل عنوان : ( باب الخمس والغنائم ) في
الحديث الاخير ، من ( باب الخراج وعمارة الارضين ) من كتاب تهذيب الاحكام :
ج 4 ص 120 ، ط النجف ، ورواه أيضا في الحديث : ( 3 ) من باب ( مقدار الجزية ) في
آخر كتاب الزكاة من كتاب الاستبصار 2 ، 53 .
ورواه أيضا الشيخ الصدوق في الحديث : ( 95 ) في باب الخراج والجزية قبل باب
الصوم من كتاب من لايحضره الفقيه : ج 2 ص 26 .
[467]
إبراهيم بن عمران الشيباني عن يونس بن إبراهيم عن يحيى بن الاشعث
الكندي عن مصعب بن يزيد الانصاري قال : استعملني أميرالمؤمنين علي بن
أبي طالب عليه السلام على أربعة رساتيق المدائن : البهقباذات ونهر شيريا ونهر
جوير ونهر الملك وأمرني أن أضع على كل جريب زرع غليظ درهما ونصفا
وعلى كل جريب وسط درهما وعلى كل جريب زرع رقيق ثلثي درهم وعلى كل
جريب كرم عشرة دراهم وعلى كل جريب نخل عشرة دراهم وعلى كل جريب
البساتين التي تجمع النخل والشجر عشرة دراهم وأمرني أن ألقى كل نخل شاذ
عن القرى لمارة الطريق وابن السبيل ولا آخذ منه شيئا وأمرني أن أضع على
الدهاقين الذين يركبون البراذين ويتختمون بالذهب على كل رجل منهم ثمانية
وأربعين درهما وعلى أوساطهم والتجار منهم على كل رجل أربعة وعشرين
درهما وعلى سفلتهم وفقرائهم إثني عشر درهما على كل إنسان منهم قال :
فجبيتها ثمانية عشر ألف ألف درهم في سنة .
إيضاح : قال محمد بن إدريس رحمه الله في كتاب السرائر : ( بهر سير )
بالباء المنقطة من تحتها نقطة واحدة والسين غير المعجمة هي المدائن والدليل
على ذلك أن الراوي قال : استعملني على أربعة رساتيق ثم عد خمسة فذكر
المدائن ثم ذكر من جملة الخمسة ( بهر سير ) فعطف على اللفظ دون المعنى .
فإن قيل : لايعطف الشي ء على نفسه قلنا : إنما عطف على اللفظة دون
المعنى وهذا كثير في القرآن والشعر قال الشاعر :
إلى الملك القرم وابن الهمام * وليث الكتيبة في المزدحم
فكل هذه الصفات راجعة إلى موصوف واحد وقد عطف بعضها على
بعض لاختلاف ألفاظها .
ويدل على ما قلناه أيضا ما ذكره أصحاب السير في كتاب صفين قالوا : لما
سار أمير المؤمنين عليه السلام إلى صفين قالوا : ثم مضى نحو ساباط حتى
انتهى إلى مدينة ( بهر سير ) وإذا رجل من أصحابه ينظر إلى آثار كسرى وهو
يتمثل بقول ابن يعفور السهمي :
[468]
جرت الرياح إلى محل ديارهم * فكأنما كانوا على ميعاد
فقال عليه السلام : أفلا قلت : ( كم تركوا من جنات وعيون ، وزروع
ومقام كريم ، ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين ) الآية .
وأما البهقبا ذات فهي ثلاثة البهقباذ الاعلى وهي ستة طساسيج طسوج
بابل وخطرنية والفلوجة العليا والسفلى والنهرين وعين التمر .
والبهقباذ الاوسط أربعة طساسيج طسوج الجية والبداوة وسور ابريسما ونهر
الملك وبارسوما .
والبهقباذ الاسفل خمسة طساسيج منها طسوج فرات وبارقلي وطسوج
السيلحين الذي فيه الخورنق والسدير ذكر ذلك عبدالله بن خرداد به في كتاب
الممالك والمسالك ( 1 ) .
أقول : إنه رحمه الله بني كلامه على ما نقله من كتاب المقنعة وفيه :
( والبهقباذات ) مع العطف .
وعلى ما في [ كتاب ] التهذيب الظاهر إضافة الرساتيق إلى المدائن فيحتمل
أن يكون ( بهر سير ) عطفا على أربعة ويكون ( البهقباذات ) بيانا لاربعة رساتيق
المدائن أي استعملني على البهقباذات وعلى بهر سير .
وأن يكون معطوفا على رساتيق أي استعملني على أربعة أشياء أحدها
رساتيق المدائن وهي البهقباذات والثاني بهر سير وهكذا .
وأن يكون معطوفا على ( البهقباذات ) إحدى الرساتيق والمحل الذي يجري
فيه نهر شيربا ثانيها .
ثم اختلف في قراءة ( بهر سير ) فقد قرأ ابن ادريس كما عرفت ويؤيده ما
نقله ونقلنا أيضا في موضع آخر من كتاب صفين .
( 1 ) وقريبا منه ذكره الياقوت في كتاب معجم البلدان : ج 1 ، ص 516 وج 6 ص 131
[469]
وقرأ بعض الافاضل ( نهر سير ) بالنون والسين المهملة وبعضهم ( نهر شير )
بالنون والشين المعجمة وقال : هو النهر الذي عمله فرهاد لشيرين وهو من
أعمال المدائن ومنهم من قرأ ( بهر شير ) بالباء والشين المعجمة أي المعمول
لاجل اللبن .
وهو بعيد ومنهم من قرأ ( نهر سر ) بإسقاط الياء من بين المهملين أي
النهر الاعلى وكذا اختلف النسخ في ( نهر جوير ) ففي بعضها بالجيم فالواو
فالياء المثناة التحتانية فالراء المهملة وفي بعضها بإبدال اليا باء موحدة .
وفي
بعضها بإبدال الراء نونا .
وقال الفيروز آبادي : الطسوج كسفود : الناحية .
وفي
النهاية : هو استخراج المال من مظانه ( 1 ) .
682 - نهج : ومن كتاب له عليه السلام إلى أمرائه على الجيوش ( 2 ) :
من عبدالله علي أميرالمؤمنين إلى أصحاب المسالح أما بعد فإن حقا على
الوالي أن لا يغيره على رعيته فضل ناله ولا طول خص به وأن يزيده ما
قسم الله له من نعمه دنوا من عباده وعطفا على إخوانه .
ألا وإن لكم عندي أن لا أحتجز دونكم سرا إلا في حرب ولا أطوي
دونكم أمرا إلا في حكم ولا أوخر لكم حقا عن محله ولا أقف به دون مقطعه
وأن تكونوا عندي في الحق سواء فإذا فعلت ذلك وجبت لله عليكم النعمة ولي
عليكم الطاعة وأن لاتنكصوا عن دعوة ولاتفرطوا في صلاح وأن تخوضوا
الغمرات إلى الحق فإن أنتم لم تستقيموا لي على ذلك لم يكن أحد أهون علي
ممن اعوج منكم ثم أعظم له العقوبة ولا يجد عندي فيها رخصة فخذوا هذا
من أمرائكم وأعطوهم من أنفسكم ما يصلح الله به أمركم .
683 - ما : المفيد عن الكاتب عن الاجلح عن جندب بن أبي ثابت عن
________________________________________________________
( 1 ) لم أجد مادة ( طسج ) في سبعة الحديث ببيروت من كتاب النهاية .
682 - رواه السيد الرضي رحمه الله في المختار : ( 50 ) من الباب الثاني من كتاب نهج
البلاغة .
( 2 ) هذا هو الصواب ، وفي ط الكمباني من أصلي : ( من كلام له عليه السلام إلى أمرائه
على الجيوش ) .
[470]
ثعلبة بن زيد الحماني قال : كتب أميرالمؤمنين عليه السلام إلى أمراء الاجناد
وذكر نحوه وفيه : ( فضل ماله ولا مرتبة اختص بها ) وفيه : ( فإذا فعلت ذلك
وجبت لي عليكم البيعة ولي منكم الطاعة ) وفيه : ( لم يكن أحد أهون علي
ممن خالفني فيه ، ثم أحل بكم فيه عقوبته ولاتجدوا عندي ) إلى قوله [ عليه السلام : ]
( وأعطوا من أنفسكم هذا يصلح أمركم ) .
بيان : قال [ ابن الاثير ] في [ مادة : ( سلح ) من كتاب ] النهاية : المسلحة : القوم
الذين يحفظون الثغور من العدو ، وسموا مسلحة لانهم يكونون ذوي سلاح ، أو
لانهم يسكنون المسلحة وهي كالثغر والمرقب [ يكون ] فيه أقوام يرقبون العدو لان لا
يطرقهم على غفلة [ فإذا رأوه أعلموا أصحابهم ليتأهبوا له ] وجمع المسلح : مسالح .
قوله عليه السلام : ( أن لايغيره ) أي لايصير الفضل الذي ناله الوالي والطول
الذي خصه الله به وهو الولاية سبا لتغيره على رعييته بالخروج عن العدل والجفاء
عليهم .
[ قوله عليه السلام : ] ( أن لا أحتجز ) قال ابن ميثم : أي لا أمنع .
[ و ] قال ابن
أبي الحديد : أي لاأستتر .
وكلاهما غير موجودين في كلام أهل اللغة وإن كان ما ذكره الجوهري من أنه يقال :
احتجز الرجل بإزاره أي شد إزاره على وسطه قريبا مما ذكره ابن أبي الحديد لكنه بهذا
المعنى غير متعد وكذا استتر كما ذكره في تفسيره والمناسب [ هو ] ما ذكره ابن ميثم وإن
كان غير موجود في كلامهم .
واستثناء الحرب لانه خدعة ولايناسب إفشاء الاراء فيه .
( ولا أطوي دونكم أمرا ) أي أظهركم على كل ما في نفسي مما يحسن
إظهاركم عليه ، فأما الاحكام الشرعية والقضاء على أحد الخصمين فإني لا
________________________________________________________
683 - رواه الشيخ الطوسي رفع الله مقامه في الحديث : ( 33 ) من الجزء الثامن من أماليه :
ج 1 ، ص 136 ، ط 1 .
ورويناه عن مصدر آخر في المختار : ( 84 ) من باب الكتب من كتاب نهج
السعادة : ج 4 ص 228 ط 1 .