[481]


وفيه نظر لانه لا معنى لاخراج الطين من الزرع لان لفظ حب الحصيد لا يفهم منه ذلك ( 1 ) .
وقال الجوهري : الغارب ما بين السنام والعنق .
ومنه قولهم : ( حبلك على غاربك ) أي اذهبي حيث شئت وأصله أن الناقة إذا رعت وعليهما الخطام ألقى على غاربها لانها إذا رأت الخطام لا يهنأها شئ .
والانسلال : الانطلاق في استخفاء .
والمخلب كمنبر : ظفر كل سبع وأفلت الطائر وغيره : تخلص وأفلته غيره .
والحبائل جمع حبالة بالكسر وهي ما يصاد بها من أي شئ كان .
والمداحض : المزالق والمراد هنا مواضع الشبهة وكل ما يؤدي إلى حرام .
والمداعب من الدعابة وهي المزاح .
وفي النهاية : الزخرف في الاصل : الذهب وكمال حسن الشئ .
وقال : المضامين : جمع مضمون ، ومضمون الشئ : ما احتوى واشتمل ذلك الشئ عليه .
والقالب بالفتح قالب الخف ونحوه وما يفرغ فيه الجواهر .
وبالكسر البسر الاحمر ( حسيا ) أي مدركا بالحس وفي بعض النسخ ( جنسيا ) أي منسوبا إلى جنس من الاجناس الموجودة المشاهدة .
وقال الجوهري هوى بالفتح يهوي : سقط إلى أسفل والمهوى والمهواة : ما بين الجبلين و ( الصدر ) بالتحريك : الرجوع عن الماء خلاف الورد والمعنى أوردتهم مهالك ليست من محال الصدور والورود ولا يرجى النجاة منها .
ودحضت رجله : زلقت ولجة الماء ولجه : معظمه وركوبها كناية عن ركوب
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 481 سطر 19 الى ص 489 سطر 18 أهوالها وفتنها أو طلب العلو فيها .
و ( ازور عنه ) : عدل وانحرف .
وقال ابن أبي الحديد : ضيق المناح : كناية عن شدائد الدنيا كالفقر والمرض والحبوس والسجون ولا يبالي بها لان كل ذلك حقير في جنب السلامة من فتنة الدنيا ( كيوم حان انسلاخه ) أي قرب انقضاؤه ( ولا أسلس لك )

________________________________________________________
( 1 ) هذا آخر ما ذكره المصنف بنحو الايجاز عن ابن ميثم رحمه الله في شرح هذه الفقرة في شرحه على نهج البلاغة : ج 4 ص 113 .

[482]


أي لاأنقاد .
والاستثناء من اليمين بمشيئة الله تعليقها بالمشيئة بقول : انشاء الله وهو مستحب في سائر الامور وقال [ ابن الاثير ] في النهاية ( هس لهذا الامر يهش هشاشة ) إذا فرح بذلك واستبشر وارتاح له وخف .
وقال : نضب الماء غار ونفد .
وقال الجوهري : ماء معين أي جار أي أبكى حتى لايبقى في عيني ماء .
وقال ابن أبي الحديد : الرعي بكسر الراء الكلاء .
وقال الجوهري : ربض الغنم مأواها .
وربوض الغنم والبقر والفرس والكلب مثل بروك الابل والربيض : الغنم برعاتها المجتمعة في مربضها .
وقال الهجوع : النوم ليلا .
وقال : الهمل بالتحريك : الابل بلا راع يقال : إبل همل وهاملة ويقال : فلان يعرك الاذى بجبنه أي يحتمله ذكره الفيروز آبادي وقال : ما اكتحلت عمضا أي ما تمت .
والكرى : النعاس .
افترشت أرضها أي اكتفت بها فراشا .
وتوسدت كفها أي جعلتها وسادة واكتف بها مع أنه مستحب .
والهمهمة : الصوت الخفي ويدل على استحباب إخفاء الذكر .
وتقشعت أي تفرقت وزالت وذهبت كما يتقشع السحاب .
687 - نهج : ومن كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله : أما بعد فإنك ممن استظهر به على إقامة الدين وأقمع به نحوة الاثيم وأسد به لهاة الثغر المخوف فاستعن بالله على ما أهمك واخلط الشدة بضغث من اللين وارفق ما كان الرفق أرفق واعتزم بالشدة حين لايغني عنك إلا الشدة واخفض للرعية جناحك وألن لهم جانبك وآس بينهم في اللحظة والنظرة والاشارة والتحية حتى لايطمع العظماء في حيفك ولا ييئس الضعفاء من عدلك والسلام .
بيان : الاستظهار : الاستعانة .
والقمع : القهر والتذليل .
والنخوة : الكبر .

________________________________________________________
687 - رواه السيد الرضي رحمه الله في المختار : ( 46 ) من باب الكتب من كتاب نهج البلاغة .

[483]


والاثيم : المذنب .
وقال في النهاية : اللهوات : جمع لهاة وهي اللحمات في سقف أقصى الفم انتهى .
ولعله أريد بها هنا الفم مجازا .
والضغث : بالكسر : قطعة حشيش مختلطة الرطب باليابس وفي تشبيه اللين بالضغث لطف فإنه لايكون إلا لينا .
وقال ابن أبي الحديد : المراد مزج الشدة بشئ من اللين فاجعلهما كالضغث .
وفيه بعد .
وقال الجوهري : اعتزمت على كذا وعزمت بمعنى .
والاعتزام : لزوم القصد في المشي .
انتهى .
ولعل المراد هنا المعنى الثاني إشارة إلى أنه مع الاضطرار إلى الشدة ينبغي عدم الافراط فيه .
وخفض الجناح كناية عن الرفق أو الحراسة .
وإلانة الجانب : ترك الغلظة والعنف في المعاشرة .
( وآس بينهم ) أي اجعلهم أسوة .
وروى ( وساو بينهم ) والمعنى واحد .
واللحظة : المراقبة وقيل : النظر بمؤخر العين .
688 - نهج : من كتاب له عليه السلام أما بعد فإن الدنيا مشغلة عن غيرها ولم يصب صاحبها منها شيئا إلا فتحت له حرصا عليها ولهجا بها ، ولن يستغني صاحبها بما نال فيها عما لم يبلغه منها ومن وراء ذلك فراق ما جمع ونقض ما أبرم ولو اعتبرت بما مضى حفظت ما بقي والسلام .
بيان : المشغلة كمرحلة : ما يشغلك .
وفي بعض النسخ : ( مشغلة ) على بناء الافعال فلو صحت الرواية بطل ما حكم به الاكثر من رداءة ( أشغله ) واللهج بالشئ : الولوع به .
قوله عليه السلام : ( ولو اعتبرت ) قال ابن أبي الحديد : أي لو اعتبرت بما مضى من عمرك لحفظت باقيه أن تنفقه في الضلال وطلب الدنيا وتضيعه .
688 - رواه السيد الرضي رضي الله تعالى عنه في المختار : ( 49 ) من الباب الثاني من كتاب نهج البلاغة ، قال : ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا .

[484]


وقال ابن ميثم : أي لو اعتبرت بما مضى من القرون الخالية لحفظت ما بقي من السعادة الاخروية أقول : قال ابن أبي الحديد : قد ذكر نصر بن مزاحم هذا الكتاب وقال إنه عليه السلام كتبه إلى عمرو بن العاص وفيه زيادة لم يذكرها الرضي ( 1 ) .
689 - نهج : من كتاب له عليه السلام إلى سلمان الفارسي رحمه الله قبل أيام خلافته : أما بعد فإنما مثل الدنيا مثل الحية لين مسها قاتل سمها فأعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها وضع عنك همومها لما أيقنت به من فراقها وكن آنس ما تكون بها أحذر ما تكون منها ، فإن صاحبها .
كلما إطمأن فيها إلى سرور أشخصته عنه إلى محذور أو إلى إيناس أزالته عنه إلى إيحاش .
بيان : [ قوله عليه السلام : ] لقلة ما يصحبك منها أي لقلة ما تستفيد من لذتها والانتفاع بها والتعبير بالقلة على سبيل التنزل أي لانك لاتصحب منها شيئا .
وقيل : المراد بما يصحبه منها : الكفن .
وقيل : القبر .
690 - نهج : روي أن شريح بن الحارث قاضي أميرالمؤمنين عليه

________________________________________________________
( 1 ) ذكره ابن أبي الحديد في شرح المختار : ( 49 ) من باب الكتب من نهج البلاغة : ج 17 ، ص 15 ، ط مصر ، وفي ط الحديث ببيروت : ج 5 ص 11 .
وأيضا رواه ابن أبي الحديد عن نصر في شرح المختار : ( 35 ) من باب خطب نهج البلاغة : ج 2 ص 227 ط مصر .
وأما نصر بن مزاحم فرواه في أواسط الجزء الثاني من كتاب صفين ص 110 ، ط مصر ، وفي طبع آخر ص 124 .
ورويناه حرفيا نقلا عن كتاب صفين في المختار : ( 93 ) من باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ، من كتاب نهج السعادة : ج 4 ص 251 ط 1 .
689 - رواه السيد الرضي رفع الله مقامه في المختار : ( 68 ) من الباب الثاني من كتاب نهج البلاغة .
ورويناه عن مصادر كثيرة في المختار الثاني من باب كتب أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب نهج السعادة : ج 4 ص 8 .
690 - رواه السيد الرضي رحمه الله في المختار الثالث من باب الكتب من كتاب نهج البلاغة .

[485]


السلام اشترى دارا على عهده بثمانين دينارا فبلغه ذلك واستدعاه وقال له : بلغني أنك ابتعت دارا بثمانين دينارا وكتبت كتابا وأشهدت شهودا فقال له شريح : قد كان ذلك يا أميرالمؤمنين قال : فنظر إليه نظر مغضب ثم قال : يا شريح أما إنه سيأتيك من لاينظر في كتابك ولا يسألك عن بينتك حتى يخرجك منها شاخصا ويسلمك إلى قبرك خالصا فانظر يا شريح لا تكون ابتعت هذه الدار من غير مالك أو نقدت الثمن من غير حل لك فإذا أنت قد خسرت دار الدنيا ودار الآخرة أما إنك لو كنت أتيتني عند شرائك ما اشتريت لكتبت لك كتابا على هذه النسخة فلم ترغب في شراء هذه الدار بدرهم فما فوقه والنسخة هذه : هذا ما اشترى عبد ذليل من ميت قد أزعج للرحيل اشترى منه دارا من دار الغرور من جانب الفانين وخطة الهالكين وتجمع هذه الدار حدد أربعة : الحد الاول : ينتهي إلى دواعي الآفات .
والحد الثاني : ينتهي إلى دواعي المصيبات .
والحد الثالث : ينتهي إلى الهوى المردي .
والحد الرابع ينتهي إلى الشيطان المغوى وفيه يشرع باب هذه الدار .
اشترى هذا المغتر بالامل من هذا المزعج بالاجل هذه الدار بالخروج من عز القناعة والدخول في ذل الطلب والضراعة فما أدرك هذا المشتري فيما اشترى من درك فعلى مبلبل أجسام الملوك وسالب نفوس الجبابرة ومزيل ملك الفراعنة مثل كسرى وقيصر وتبع وحمير ومن جمع المال على المال فأكثر ومن بنى

________________________________________________________
ورواه أيضا عنه المصنف في الحديث : ( 48 ) من الباب : ( 107 ) من المجلد التاسع من بحار الانوار : ج 9 ص 545 ط الكمباني ، وفي ط الحديث : ج 41 ص 157 .
ورويناه عن مصادر في المختار : ( 168 ) من باب الخطب من كتاب نهج السعادة : ج 1 ، ص 602 ط 2 .

[486]


وشيد وزخرف ونجد وادخر واعتقد ونظر بزعمه للولد إشخاصهم جميعا إلى موقف العرض والحساب وموضع الثواب والعقاب إذا وقع الامر بفصل القضاء وخسر هنالك المبطلون شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى وسلم من علائق الدنيا .
أقول سيأتي برواية أخرى مع شرحه في أبواب خطبه ومواعظه ( 1 ) .
691 - نهج : ومن كتاب له عليه السلام إلى العمال الذين يطأ عملهم الجيش : من عبدالله علي أميرالمؤمنين إلى من مر به الجيش من جباة الخراج وعمال البلاد أما بعد فإني قد سيرت جنودا هي مارة بكم إنشاء الله وقد أوصيتهم بما يجب لله عليهم من كف الاذى وصرف الشذى وأنا أبرء إليكم وإلى ذمتكم من معرة الجيش إلا من جوعة المضطر لايجد عنها مذهبا إلى شبعه فنكلوا من تناول منهم ظلما عن ظلمهمهم وكفوا أيدي سفهائكم عن مضارتهم والتعرض لهم فيما استثنيناه منهم وأنا بين أظهر الجيش فارفعوا إلي مضالمكم وما عراكم مما يغلبكم من أمرهم وما لاتطيقون دفعه إلا بالله وبي أغيره بمعونة الله .
بيان : يطأ عملهم أي يسيرون في أرضهم والبلاد التي تحت عملهم وحكمهم .
وقال الجوهري : جبيته جباية وجبوته جباوة : جمعته وقال : الشذى مقصورا : الاذى والشر [ قوله : ] ( وإلى ذمتكم ) قال ابن أبي الحديد : أي اليهود والنصارى الذين بينكم قال صلى الله عليه واله : ( من آذى ذمتي فكأنما آذاني ) .

________________________________________________________
( 1 ) رواه المصنف في الباب : ( 12 ) من كلام أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب البحار : ج 17 ، ص 77 ط الكمباني ، وفي ط الحديث : ج 77 ص 377 .
691 - رواه السيد الرضي رحمه الله في المختار : ( 60 ) من باب كتب أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب نهج البلاغة .

[487]


وقال ابن ميثم : أي إلى ذمتكم التى أخذتها من إسارة الجيش فإنه ليس بأمري من ذلك إلا معرة جوعة المضطر والمعرة : الاثم والامر القبيح المكروه والاذى [ وهذا ] : ويدل على أنه يجوز للجائع المضطر من الجيش الاخذ بقدر الشبع .
و [ قال ابن الاثير ] في النهاية التنكيل : المنع والتنحية و ( وأنا بين أظهر الجيش ) أي أنا قريب منكم وسائر على أثرهم .
وقال ابن ميثم : ( كناية عن كونه مرجع أمرهم ) ( وعراه يعروه ) غشيه أو قصده .
وتغيير ما عراهم : دفع الظلم عنهم .
692 - نهج : [ و ] من كتاب [ له عليه السلام ] كتبه - لما استخلف - إلى أمراء الاجناد : أما بعد فانما أهلك من كتاب قبلكم أنهم منعوا الناس الحق فاشتروه وأخذوهم بالباطل فاقتدوه .
إيضاح : ( فاشتروه ) قال ابن أبي الحديد : أي فاشترى الناس الحق منهم بالرشا والاموال أي لم يضعوا الامور مواضعها ولا ولوا الولايات مستحقيها وكانت أمورهم تجري على وفق الهوى والاغراض الفاسدة فاشترى الناس منهم الميراث والحقوق كما يشترى السلع بالاموال ! ! وروي ( فاستروه ) بالسين المهملة أي اختاروه تقول استريت خيار المال أي اخترته ويكون الضمير عائدا إلى الظلمة لا إلى الناس أي منعوا الناس حقهم من المال واختاروه لانفسهم واستأثروا به وأخذوهم بالباطل أي حملوهم على الباطل فجاء الخلف من بعد السلف فاقتدوا بآبائهم وأسلافهم في إرتكاب ذلك الباطل ظنا منهم أنه حق لما قد ألفوه ونشاؤا عليه .
وقال ابن ميثم : اشتروه أي باعوه وتعوض ؟ ا عنه بالباطل لما منعوا منه كقوله تعالى : * ( وشروه بثمن بخس ) * وكذلك قوله عليه السلام ( أخذوهم بالباطل فاقتدوه ) أي اقتدوا الباطل وسلكوا فيه مسلك من أخذهم به كقوله

________________________________________________________
692 - رواه السيد الرضي رضوان الله عليه في المختار الاخير من الباب الثاني من كتاب نهج البلاغة .

[488]


تعالى : * ( فبهديهم اقتدوه ) * انتهى .
قيل : ويحتمل إرجاع الضمير المرفوع في قوله عليه السلام : ( اشتروه ) إلى الناس والمنصوب إلى المنع المذكور في ضمن قوله ( منعوا ) أي إنما أهلك من كان قبلكم أن الظالمين منهم تصرفوا في أمورهم وصاروا خلفاء فيهم حكاما بينهم وهو معنى منعهم الحق فرضوا بذلك وتعوضوا به عن الحق وخلفائه فالاشتراء كناية عن الرضا أو إستعارة لتعوضهم أو مجاز فيه .
وأما الضمير المنصوب في قوله عليه السلام ( فاقتدوه ) فيحتمل الارجاع إلى الاخذ فيكون نظيرا لسابقه أو إلى الباطل .
أقول وفي بعض النسخ ( فافتدوه ) بالفاء أي أخذوهم بأحكام الجور فأعطوا الفداء ليتخلصوا منهم فالضمير راجع إلى الباطل ولعله أنسب .
693 - نهج : وقال عليه السلام لزياد بن أبيه وقد استخلفه لعبد الله بن العباس على فارس وأعمالها في كلام طويل كان بينهما نهاه فيه عن تقديم الخراج : استعمل العدل واحذر العسف والحيف ، فإن العسف يعود بالجلاء والحيث يدعو إلى السيف .
بيان : قال في القاموس : عسف السلطان : ظلم وفلانا استخدمه والحيف : الميل والجور والظلم فيحتمل أن يكون المراد بالحيث الميل إلى بعض الرعايا بالاعزاز والاحترام وتفضيل بعضهم على بعض فإن ذلك يورث العداوة بينهم وعدم طاعة بعضهم للوالي فيكون داعيا إلى القتال .
أو المراد بالعسف الاستخدام كما هو دأب الملوك في استخدام الرعايا وأخذ دوابهم فالحيف بمعنى الظلم أي ساير أنواعه .

________________________________________________________
693 - رواه السيد الرضي رفع الله مقامه في آخر نهج البلاغة تحت الرقم : ( 476 ) من قصار كلام أميرالمؤمنين عليه السلام .

[489]


وقال ابن أبي الحديد : كانت عادة أهل فارس في أيام عثمان أن يطلب الوالي منهم خراج أملاكهم قبل بيع الثمار على وجه الاستلاف وكان ذلك يجحف بالناس .
694 - نهج : ومن كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أما بعد فإن دهاقين أهل بلدك شكوا منك قسوة وغلظة واحتقارا وجفوة فنظرت فلم أرهم أهلا لان يدنو الشركهم ولا أن يقصوا ويجفوا لعهدهم فالبس لهم جلبابا من اللين تشوبه بطرف من الشدة وداول لهم بين القسوة والرأفة وامزج لهم بين التقريب والادناء ، والابعاد والاقصار إنشاءالله .
بيان : الدهقان : بالضم والكسر : رئيس القرية وهو معرب والقسوة : الصلابة .
والجفوة : نقيض الصلة .
قوله عليه السلام : ( فلم أرهم ) أي لاتقربهم إليك قربا كاملا لشركهم ولاتبعدهم عنك بعدا كاملا لانهم معاهدون وأهل الذمة فعاملهم بين المعاملتين .
والجلباب : الازار والرداء أو الملحفة أو المقنعة .
والطرف بالتحريك الطائفة من الشئ .
والمداولة : المناوبة أي كن قاسيا مرة ولينا أخرى .
695 - نهج : ومن كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه وهو خليفة عامله عبدالله بن العباس على البصرة وعبدالله يومئذ عامل أميرالمؤمنين عليه السلام عليها وعلى كور الاهواز وفارس وكرمان : وإنى أقسم بالله قسما صادقا لئن بلغني أنك خنت من فئ المسلمين شيئا
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 489 سطر 19 الى ص 497 سطر 18

________________________________________________________
694 - رواه السيد الرضي رحمه الله في المختار : ( 20 ) من باب الكتب من كتاب نهج البلاغة .
وقريبا منه رويناه في المختار : ( 117 ) من باب كتب أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب نهج السعادة : ج 5 ص 27 ط 1 .
695 - رواه السيد الرضي رحمه الله في المختار : ( 21 ) من باب كتب أميرالمؤمنين عليه السلام من نهج البلاغة .

[490]


صغيرا أو كبيرا لاشدن عليك شدة تدعك قليل الوفر ثقيل الظهر ضئيل الامر والسلام .
إيضاح : قال ابن ميثم : زياد هو ابن سمية أم أبي بكرة دعي ابي سفيان وروي أن أول من دعاه ابن أبيه عائشة حين سئلت لمن يدعى وكان كاتب المغيرة بن شعبة ثم كتب لابي موسى ثم كتب لابن عامر ثم كتب لابن عباس وكان مع علي عليه السلام فولاه فارس وكتب إليه معاوية يتهدده فكتب إليه : أتتوعدني وبيني وبينك ابن أبي طالب أما والله لئن وصلت إلي لتجدني أحمر ضرابا بالسيف ثم دعاه معاوية أخا له وولاه بعد أميرالمؤمنين عليه السلام البصرة وأعمالها وجمع له بعد المغيرة بن شعبة العراقين وكان أول من جمعا له .
وقال الجوهري : الكورة : المدينة والصقع [ والصقع : الناحية ] والجمع كور .
وقال : الفارس : الفرس وبلادهم وقال : الشدة بالفتح الحملة الواحدة .
وقال : الوفر : المال الكثير أي تفقرك بأخذ ما أخذت من أموال المسلمين : ( ثقيل الظهر ) بالاوزار والتبعات وقيل كناية عن الضعف وعدم النهوض لما يحتاج إليه .
الضئيل : الحقير أي تسلب جاهك بسلب مالك .
نهج : ومن كتاب له عليه السلام إلى زياد أيضا : فدع الاسراف مقتصدا واذكر في اليوم غدا وأمسك من المال بقدر ضرورتك وقدم الفضل ليوم حاجتك .
أترجو أن يؤتيك الله أجر المتواضعين وأنت عنده من المتكبرين ؟ وتطمع وأنت متمرغ في النعيم تمنعه الضعيف والارملة أن يوجب لك ثواب المتصدقين ؟ وإنما المرء مجزي بما أسلف وقادم على ما قدم والسلام .

________________________________________________________
696 - رواه السيد الرضي رضي الله عنه في المختار : ( 22 ) من الباب الثاني من كتاب نهج البلاغة .
وقريبا منه رويناه عن مصدرين آخرين في المختار : ( 142 ) وتاليه من باب كتب أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب نهج السعادة : ج 5 ص 165 ، ط 1 .