[ 41 ]


382 - يج : روي عن زاذان وجماعة من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام قالوا : كنا معه بصفين فلما أن صاف معاوية أتاه رجل من ميمنته فقال : يا أميرالمؤمنين في ميمنتك خلل فقال : ارجع إلى مقامك فرجع ثم أقبل ثانية فقال : يا أميرالمؤمنين في ميمنتك خلل فقال : ارجع إلى مقامك فرجع ثم أتاه ثالثة كأن الارض لاتحمله فقال : يا أميرالمؤمنين في ميمنتك خلل فقال عليه السلام : قف فوقف فقال عليه السلام : علي بمالك الاشتر [ فأتاه مالك ] فقال عليه السلام : يا مالك قال لبيك يا أمرالمؤمنين قال : ترى ميسرة معاوية قال : نعم .
قال : ترى صاحب الفرس المعلم .
قال : نعم .
قال : الذي عليه [ القباء ] الاحمر .
قال : نعم .
قال : انطلق فأتني برأسه فخرج مالك فدنا منه وضربه فسقط رأسه ثم تناوله فأقبل به إلى أميرالمؤمنين فألقاه بين يديه فأقبل علي عليه السلام على الرجل فقال : نشدتك الله هل كنت إذ نظرت إلى هذا فرأيته وحليه وهو ملا قلبك فرأيت الخلل في أصحابك ؟ قال : اللهم نعم فأقبل علي علينا ونحن حوله فقال : أخبرني بهذا والله رسول الله أفترونه بقي بعد هذا شئ ؟ ثم قال للرجل : ارجع إلى مقامك .
383 - يج : روي عن أبي سعيد عقيصا قال : خرجنا مع علي عليه السلام يزيد صفين فمرننا بكربلاء فقال : هذا موضع الحسين عليه السلام وأصحابه ثم سرنا حتى انتهينا إلى راهب في صومعته وتقطع الناس من العطش وشكوا إلى علي عليه السلام ذلك وأنه قد أخذ بهم طريقا لاماء فيه من البر

________________________________________________________
382 - ورواه الراوندي في الخرائج ص 170 .
وربما يشير إلى هذا الحديث ما رواه الطبري قبل عنوان : ( خبر هاشم بن عتبة .
.
) من تاريخه : ج 4 ص 29 ، وفي ط : ج 5 ص 42 .
383 - ورواه الراوندي في الخرائج ص 199 ، أما التاليين فغير موجودين فيه .
وقريبا منه رواه نصر بن مزاحم ( عن عبدالعزيز بن سياه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي سعيد التيمي [ دينار ] المعروف بعقيصا .
.
) كما في أوائل الجزء الثالث من كتاب صفين ، ص 145 ، ط مصر .
وقريبا منه رواه بسند آخر في ص 147 .
ورواه أيضا الاسكافي المتوفى عام : ( 240 ) في كتاب المغيار والموازنة ، ص 134 ، ط 1 .
ورواه أيضا الخوارزمي في الفصل : ( 3 ) من الفصل ( 16 ) من مناقبه ، ص 167 ، ط النجف .

[ 42 ]


وترك طريق الفرات فدنا من الراهب فهتف به وأشرف إليه قال : أقرب صومعتك ماء ؟ قال : لافثنى رأس بغلته فنزل في موضع فيه رمل وأمر الناس أن يحفروا الرمل فحفروا فأصابوا تحته صخرة بيضاء فاجتمع ثلاثمائة رجل فلم يحركوها فقال عليه السلام : تنحوا فإني صاحبها ثم أدخل يده اليمنى تحت الصخرة فقلعها من موضعها حتى رآها الناس على كفه فوضعها ناحية فإذا تحتها عين ماء أرق من الزلال وأعذب من الفرات فشرب الناس واستقوا وتزودوا ثم رد الصخرة إلى موضعها وجعل الرمل كما كان وجاء الراهب فأسلم وقال : إن أبي أخبرني عن جده وكان من حواري عيسى أن تحت هذا الرمل عين ماء وأنه لايستنبطها إلا نبي أو وصي نبي وقال لعلي عليه السلام : أتأذن لي أن أصحبك في وجهك هذا قال عليه السلام : ألزمني ودعا له ففعل فلما كان ليلة الهرير قتل الراهب فدفنه بيده وقال عليه السلام لكأني أنظر إليه وإلى منزله في الجنة ودرجته التي أكرمه الله بها .
384 - يج : روي أنه لما طال المقام بصفين شكوا إليه نفاد الزاد والعلف بحيث لم يجد أحد من أصحابه شيئا يؤكل فقال عليه السلام طيبوا نفسا فإن غدا يصل إليكم ما يكفيكم فلما أصبحوا وتقاضوه صعد عليه السلام على تل كان هناك ودعا بدعاء سأل الله أن يطعمهم ويعلف دوابهم ثم نزل ورجع إلى مكانه فما استقر إلا وقد أقبلت العير بعد العير عليها اللحمان والتمر والدقيق المير بحيث امتلات بها البراري وفرغ أصحاب الجمال جميع الاحمال من الاطعمة وجميع ما معهم من علف الدواب وغيرها من الثياب وجلال الدواب وجميع ما يحتاجون إليه حتى الخيط والمخيط ثم انصرفوا ولم يدر أحد من أي البقاع وردوا من الانس أم من الجن وتعجب الناس من ذلك .
385 - يج : روى علي بن حسان عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خرج أميرالمؤمنين عليه السلام يريد صفين فلما عبر الفرات وقرب من الجبل وحضر وقت صلاة العصر أمعن بعيدا ثم توضأ فأذن فلما فرغ من الاذان انفلق الجبل عن هامة بيضاء ولحية ووجه أبيض فقال :

[ 43 ]


السلام عليك يا أميرالمؤمنين ورحمة الله وبركاته مرحبا بوصي خاتم النبيين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين فقال علي عليه السلام : وعليك السلام يا أخي شمعون بن حمون الصفا ووصي روح القدس عيسى بن مريم كيف حالك ؟ قال : بخير يرحمك الله انا منتظر نزول روح القدس فاصبر يا أخي على ما أنت عليه من الاذى فاصبر يا أخي حتى تلقى الحبيب غدا فلم أعلم أحدا أحسن بلاء في الله منكم ولا أعظم ثوابا ولا أرفع مكانا وقد رأيت ما لقي أصحابك بالامس من بني إسرائيل فإنهم نشروا بالمناشير وصلبوا على الخشب فلو تعلم تلك الوجوه المارقة المفارقة لك ما أعد الله لها من عذاب النار والسخط والنكال لاقصرت ، ولو تعلم هذه الوجوه المتمنية بك ما لها من الثواب في طاعتك لتمنت أن تقرض بالمقاريض وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته قال : والتأم عليه الجبل وخرج [ علي عليه السلام ] إلى القتال .
فسأله عمار بن ياسر ومالك الاشتر وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص وأبو أيوب الانصاري وقيس بن سعد الانصاري وعمرو بن الحمق الخزاعي وعبادة بن الصامت عن الرجل فأخبرهم أنه شمعون بن حون الصفا وكانوا قد سمعوا كلامهما فزدادوا بصيرة في المجاهدة معه .
وقال عبادة بن الصامت وأبوأيوب : بأمهاتنا وآبائنا نفديك يا أميرالمؤمنين فوالله لننصرنك كما نصرنا أخاك رسول الله والله ما تأخر عنك من المهاجرين والانصار إلا شقي .
فدعا لهما بالخير .
386 - جا : علي بن بلال عن علي بن عبدالله الاصفهاني عن الثقفي عن إسماعيل يسار عن عبدالله بن ملح عن عبدالوهاب بن إبراهيم عن أبي صادق عن مزاحم بن عبدالوارث عن محمد بن زكريا عن شعيب بن واقد عن محمد بن سهل [ عن أبيه ] عن قيس مولى علي بن أبي طالب عليه السلام مثله .
387 - شي : عن عبدالرحمن بن جندب [ ظ ] قال : لما أقبل الناس مع أمير

________________________________________________________
386 - رواه الشيخ المفيد قدس سره في المجلس : 12 من أماليه ص 105 .

[ 44 ]


المؤمنين عليه السلام من صفين أقبلنا معه فأخذ طريقا غير طيقنا الذي أقبلنا فيه حتى إذا جزنا النخيلة ورأينا أبيات الكوفة إذا شيخ جالس في ظل بيت على وجهه أثر المرض فأقبل إليه أميرالمؤمنين ونحن معه حتى سلم عليه وسلمنا معه فرد ردا حسنا فظننا أنه قد عرفه فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : ما لي أرى وجهك منكسرا مصفارا فمم ذاك أمن مرض ؟ فقال : نعم .
فقال : لعلك كرهته ؟ فقال : ما أحب أنه يعتريني ولكن احتسب الخير فيما أصابني ( 1 ) قال : فابشر برحمة الله وغفران ذنبك فمن أنت يا عبدالله ؟ قال : أنا صالح بن سليم .
قال : ممن ؟ قال : أما الاصل فمن سلامان بن طي وأما الجوار والدعوة فمن بني سليم بن منصور فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : ما أحسن إسمك واسم أبيك واسم أجدادك واسم من اعتزيت إليه فهل شهدت معنا غزاتنا هذه ؟ فقال : لاوقد أردتها ولكن ماترى في من لجب الحمى خذلني عنها .
فقال أميرالمؤمنين : * ( ليس على الضعفاء ولا على ) *

________________________________________________________
- 387 - رواه العياشي رحمه الله في تفسير الآية : ( 91 ) من سورة التوبة من تفسيره : ج 2 ص 103 .
ورواه عنه السيد البحراني في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان : ج 2 ص 150 ، ط 2 .
ورواه أيضا الطبري عن أبي مخنف عن عبدالرحمان بن جندب ، عن أبيه في أواخر حوادث سنة ( 37 ) من تاريخه : ج 1 ، ص 3345 ، وفي ط : ج 4 ص 43 ، وفي ط الحديث ببيروت : ج 5 ص 60 .
وتقدم أيضا بسند آخر عن كتاب صفين في أواسط الباب : ( 12 ) تحت الرقم : ( 334 ) ص 506 ط الكمباني .
وبعض كلام أميرالمؤمنين المذكور فيه رواه السيد الرضي في المختار : ( 42 ) وما بعده من قصار نهج البلاغة .
ورواه أيضا الشيخ الطوسي بسند آخر في الحديث ( 2 ) من المجلس ( 9 ) من الجزء الثاني من أمالية .
( 1 ) كذا في أصلي ، وفي تاريخ الطبري : ( قال ما أحب أنه بغيري .
قال : أليس احتسابا للخير فيما أصابك منه ؟ قال : بلى .
قال : فابشر برحمة ربك .
.
) .
وقريبا منه رواه الاسكافي المتوفى عام : ( 240 ) في كتاب المعيار ص 192 ، ط 1 .

[ 45 ]


المرضى ولا على الذين يجدون ) * إلى آخر الآية [ 91 / من سورة البراءة ] [ ثم قال : فخبرني ] ماقول الناس فيما بيننا وبين أهل الشام ؟ قال : منهم المسرور والمحبور فيما كان بينك وبينهم وهم أغش الناس لك فقال له : صدقت قال : ومنهم الكاسف : لآسف ( 1 ) لما كان من ذلك واولئك نصحاء الناس لك فقال له : صدقت جعل الله ماكان من شكواك حطا لسيئاتك فإن المرض لا أجر فيه ولكن لايدع على العبد ذنبا إلا حطه وإنما الاجر في القول باللسان والعمل باليد والرجل وإن الله ليدخل بصدق النية والسريرة الصالحة [ عالما ] جما من عباده الجنة .
بيان : قال الجوهري : حبرني هذا الامر أي سرني وقال : رجل كاسف البال أي سئ الحال وكاسف الوجه أي عابس .
والجم : الكثير .
388 - يل فض : بالاسناد يرفعه إلى عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : لما سار أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى صفين وقف بالفرات وقال لاصحابه : أين المخاض .
فقالوا : أنت أعلم يا أمير المؤمنين فقال لبعض أصحابه : امض إلى هذا التل وناد يا جلند أين المخاض ؟ قال : فصار حتى وصلت تل ونادى يا جلند فأجابه من تحت الارض خلق كثير ! قال فبهت ولم يعلم ما يصنع فأتى إلى الامام وقال : يا مولاي جاوبنى خلق كثير فقال : يا قنبر امض وقل : يا جلند بن كركر أين المخاض ؟ قال : فكلمه واحد وقال : ويلكم من عرف اسمي واسم أبي وأنا في هذا المكان وقد بقي قحف رأسي عظم نخر رميم ولي ثلاث آلاف سنة ما يعلم المخاض هو والله أعلم مني يا ويلكم ما أعمى قلوبكم وأضعف نفوسكم ويلكم امضوا إليه واتبعوه فأين خاض خوضوا معه فإنه أشرف الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله .

________________________________________________________
( 1 ) هذا هو الصواب المذكور في تفسير البرهان ، وفي ط الكمباني من البحار : ( العاصف .
.
) .
388 - الفضائل لشاذان بن جبرائيل ط النجف ص 14 .
مع مغايرات غير يسيرة في اللفظ .
هذا ومؤلفه مجهول الهوية .

[ 46 ]


بيان : مخاض الماء : الموضع الذي يجوز الناس فيه مشاة وركبانا .
389 - يل فض : بالاسناد يرفعه إلى ابن عباس قال : أقبلنا مع علي بن أبي طالب عليه السلام من صفين فعطش الجيش ولم يكن بتلك الارض ماء فشكوا ذلك إلى وارث علم النبوة فجعل يدور في تلك الارض إلى أن استبطن البر فرآى صخرة عظيمة فوقف عليها وقال : السلام عليك أيتها الصخرة فقالت : السلام عليك يا وارث علم النبوة فقال لها : أين الماء ؟ قال : تحتي يا وصي محمد صلى الله عليه وآله قال : فأخبر الناس بما قالت الصخرة له قال : فانكبوا إليها بمائة نفر فعجزوا أن يحركوها فعند ذلك قال عليه السلام : إليكم عنها ثم أنه عليه السلام وقف عليها وحرك شفتيه ودفعها بيده فانقلبت كلمح البصر وإذا تحتها عين ماء أحلى من العسل وأبرد من الثلج فسقوا المسلمين وسقوا خيولهم وأكثروا من الماء ثم إنه عليه السلام أقبل إلى الصخرة وقال لها : عودي إلى موضعك قال ابن عباس : فجعلت تدور على وجه الارض كالكرة في الميدان حتى أطبقت على العين ثم رجعوا ورحلوا عنها .
390 - يج : عن أبي هاشم الجعفري عن أبيه عن الصادق عليه السلام قال : لما فرغ علي عليه السلام من صفين وقف على شاطئ الفرات وقال : أيها الوادي من أنا فاضطرب وتشققت أمواجه وقد نظر الناس فسمعوا من الفرات صوتا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأن عليا أميرالمؤمنين حجة الله على خلقه .
391 - يج : عن عبدالله بن السكسكي عن أبي عبدالله عن أبيه عليهما السلام أن عليا عليه السلام لما قدم من صفين وقف على شاطئ الفرات ثم انتزع سهما من كنانته ثم أخرج منها قضيبا أصفر فضرب به الفرات وقال :

________________________________________________________
389 - لم أجد في الفضائل رواية بهذا النص إلا أنه في ص 107 ذكر ما يقرب منه .
390 - رواه القطب الدين الراوندي رحمه الله في كتاب الخرائج .
391 - 392 - رواهما قطب الدين الراوندي في كتاب الخرائج .
ورواه مسندا الشيخ منتجب الدين رحمه الله في الحكاية الاولى من خاتمة أربعينه ص 75 .

[ 47 ]


انفجري فانفجرت إثنتا عشرة عينا كل عين كالطود والناس ينظرون إليه ثم تكلم بكلام لم يفهموه فأقبلت الحيتان رافعة رؤسها بالتهليل والتكبير وقالت : السلام عليك يا حجة الله على خلقه في أرضه ويا عين الله في عباده خذلك قومك بصفين كما خذل هارون [ موسى ( خ ل ) ] بن عمران قومه .
فقال لهم : أسمعتم ؟ قالوا : نعم قال : فهذه آية لي عليكم وقد أشهدتكم عليه .
392 - يج : عن عبدالواحد بن زيد قال : كنت حاجا إلى بيت الله فبينا أنا في الطواف إذ رأيت جاريتين عند الركن اليماني تقول إحداهما للاخرى : لا وحق المنتجب للوصية والقاسم بالسوية والعادل في القضية بعل فاطمة الزكية الرضية المرضية ما كان كذا .
فقلت من هذا المنعوت ؟ فقالت : هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام علم الاعلام وباب الاحكام قسيم الجنة والنار رباني الامة .
قلت : من أين تعرفينه ؟ قالت : كيف لا أعرفه وقد قتل أبي بين يديه بصفين ولقد دخل على أمي لما رجع فقال يا أم الايتام كيف أصبحت ؟ قالت : بخير ثم أخرجتني وأختي هذه إليه وكان قد ركبتني من الجدري ما ذهب به بصري فلما نظر عليه السلام إلى تأوه وقال : ما إن تأوهت من شئ رزئت به * كما تأوهت للاطفال في الصغر قد مات والدهم من كان يكفلهم * في النائبات وفي الاسفار والحضر ثم أمر يده المباركة على وجهي فانفتحت عيني لوقتي وساعتي فوالله إني لانظر إلى الجمل الشارد في الليلة المظلمة ببركته عليه السلام .

[ 49 ]


الباب الخامس عشر : باب ماجرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [ التحامل على ] علي عليه السلام 

393 - لي : القطان عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن علي بن زياد عن الهيثم بن عدي عن الاعمش عن يونس بن أبي إسحاق قال : حدثنا أبوالصفر عن
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 49 سطر 7 الى ص 57 سطر 7 عدي بن أرطأة قال : قال معاوية يوما لعمرو بن العاص : يا أبا عبدالله أينا أدهى ؟ قال عمرو : أنا للبديهة وأنت للروية قال معاوية : قضيت لي على نفسك وأنا أدهى منك في البديهة قال عمرو : فأين كان دهاؤك يوم رفعت المصاحف ؟ قال : بها غلبتني يا أبا عبدالله أفلا أسألك عن شئ تصدقني فيه ؟ قال : والله إن الكذب لقبيح فاسأل عما بدا لك أصدقك فقال : هل غششتني منذ نصحتني ؟ قال : لاقال : بلى والله لقد غششتني أما إني لا أقول في كل المواطن ولكن في موطن واحد قال : وأي موطن ؟ قال : يوم دعاني علي بن أبي طالب للمبارزة فاستشرتك فقلت : ماترى يا أبا عبدالله فقلت : كفو كريم فأشرت علي بمبارزته وأنت تعلم من هو فعلمت أنك غششتني قال : يا أمير المؤمنين دعاك رجل إلى مبارزة عظيم الشرف جليل الخطر وكنت من مبارزته

________________________________________________________
393 - رواه الشيخ الصدوق رحمه الله في الحديث : ( 5 ) من المجلس : ( 17 ) من أماليه ص 69 .

[ 50 ]


على إحدى الحسنين إما أن تقتله فتكون قد قتلت قتال الاقران وتزداد به شرفا إلى شرفك وتخلو بملكك وإما أن تعجل إلى مرافقة الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا قال معاوية : هذه شر من الاولى والله إني لاعلم أني لو قتلته دخلت النار ولو قتلني دخلت النار قال له عمرو : فما حملك على قتاله ؟ قال : الملك عقيم ولن يسمعها منى أحد بعدك .
394 - ما : المفيد عن محمد بن عمران عن محمد بن إسحاق عن الوليد بن محمد بن إسحاق عن أبيه قال : استأذن عمرو بن العاص على معاوية بن أبي سفيان فلما دخل عليه استضحك معاوية فقال له عمرو : ما أضحكك يا أميرالمؤمنين أدام الله سرورك ؟ قال : ذكرت ابن أبي طالب وقد غشيك بسيفه فاتقيته ووليت فقال : أتشمت بي يا معاوية فأعجب من هذا يوم دعاك إلى البراز فالتمع لونك وأطت أضلاعك وانتفخ سحرك والله لو بارزته لاوجع قذالك وأيتم عيالك وبزك سلطانك وأنشأ عمرو يقول : معاوي لاتشمت بفارس بهمة * لقى فارسا لا تعتليه الفوارس معاوي لو أبصرت في الحرب مقبلا * أبا حسن تهوي عليك الوساوس وأيقنت أن الموت حق وأنه * لنفسك إن لم تمعن الركض خالس دعاك فصمت دونه الاذن إذ دعا * ونفسك قد ضاقت عليها الامالس أتشمت بي أن نالني حد رمحه * وعضضني ناب من الحرب ناهس فأي امرئ لاقاه لم يلق شلوه * بمعترك تسفى عليه الروامس أبى الله إلا أنه ليث غابة * أبوأشبل تهدى إليه الفرائس فإن كنت في شك فأرهج عجاجة * وإلا فتلك الترهات البسابس فقال معاوية مهلا يا أبا عبدالله ولا كل هذا قال : أنت استدعيته .
بيان : استضحك لعله مبالغة في الضحل أو أراد أن يضحك عمروا .

________________________________________________________
394 - رواه شيخ الطائفة في الحديث : ( 30 ) من الجزء ( 5 ) من أماليه : ج 1 ص 134 .