[ 51 ]
والتمع لونه : ذهب وتغير .
وأط الرجل ونحوه يئط أطيطا : صوت .
ويقال
للجبان : انتفخ سحرك أي رئتك .
وبزه : سلبه .
وقال الجوهري : البهمة بالضم : الفارس الذي لايدرى من أين يؤتى من
شدة بأسه ويقال أيضا للجيش بهمة ومنه قولهم : فلان فارس بهمة وليث
غابة .
وفي القاموس : الامليس وبهاء : الفلات ليس بها نبات والجمع أماليس ،
وأمالس شاذ .
وقال : نهس اللحم كمنع وسمع : أخذ بمقدم أسنانه ونتفه
وقال : الشلو بالكسر : العضو والجسد من كل شئ كالشلا .
وكل مسلوح أكل
منه شئ وبقيت منه بقية وقال : الروامس : الرياح الدوافن للآبار وقال :
أرهج : أثار الغبار .
وقال : العجاج : الغبار وقال : الترهة كقبرة : الباطل .
وقال :
الترهات البسابس وبالاضافة : الباطل .
395 - كشف : لما عزم معاوية على قتال علي عليه السلام شاور فيه ثقاته وأهل
ودة فقالوا : هذا أمير عظيم لايتم إلا بعمرو بن العاص فإنه قريع زمانه في
الدهاء والمكر وقلوب أهل الشام مائلة إليه وهو يخدع ولا يخدع فقال : صدقتم
ولكنه يحب عليا فأخاف أن يمتنع فقالوا : رغبه بالمال واعطه مصر فكتب إليه
من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفان إمام المسلمين وخليفة رسول
رب العالمين ذي النورين ختن المصطفى على ابنتيه وصاحب جيش العسرة وبئر
رومة المعدوم الناصر الكثير الخاذل المحصور في منزله المقتول عطشا وظلما في
محرابه المعذب بأسياف لفسقة إلى عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلى الله
عليه وآله وثقته وأمير عسكره بذات السلاسل المعظم رأيه المفخم تدبيره أما
بعد فلن يخفى عليك احتراق قلوب المؤمنين وفجعتهم بقتل عثمان وما ارتكبه
جاره بغيا وحسدا وامتناعه عن نصرته وخذلانه إياه حتى قتل في محرابه فيا لها
________________________________________________________
395 - ذكره الاربلي رحمه الله فيما ساقه من قضايا صفين في أواسط قضاياها من كتاب
كشف الغمة : ج 1 ، ص 254 .
[ 52 ]
مصيبة عمت الناس وفرضت عليهم طلب دمه من قتلته وأنا أدعوك إلى الحظ
الاجزل من الثواب والنصيب الاوفر من حسن المآب بقتال من آوى قتلة
عثمان .
فكتب إليه عمرو بن العاص : من عمرو بن العاص صاحب رسول الله
صلى الله عليه وآله إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد فقد وصل كتابك فقرأته
وفهمته فأما ما دعوتني إليه من قتال علي فقد دعوتني والله إلى خلع ربقة الاسلام
من عنقي والتهور في الضلالة معك وإعانتي إياك على الباطل واختراط السيف
في وجه علي بن أبي طالب عليه السلام وهو أخو رسول الله صلى الله عليه وآله
ووصيه ووارثه وفاضي دينه ومنجز وعده وزوج ابنته سيدة نساء العالمين وأبو
السبطين سيدي شباب أهل الجنة .
وأما قولك : إنك خليفة عثمان فقد صدقت ولكن تبين اليوم عزلك من
خلافته وقد بويع لغيره فزالت خلافتك .
وأما ما عظمتني به ونسبتني إليه من صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله
وأني صاحب جيشة فلا أعتر بالتزكية ولا أميل بها عن الملة .
وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيه إلى
البغي والحسد لعثمان وسميت الصحابة فسفة وزعمت أنه أشلاهم على قتله
فهذا كذب وغواية ويحك يا معاوية أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه
بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وبات على فراشه وهو صاحب السبق
إلى الاسلام والهجرة وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله : هو مني وأنا منه
وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي .
وقال فيه يوم الغدير : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله .
وقال فيه يوم خيبر : لاغطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله .
[ 53 ]
وقال فيه يوم الطير : اللهم ائتني بأحب خلقلك إليك فلما دخل قال :
وإلي وإلي .
وقال فيه يوم النضير : علي إمام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره
مخذول من خذله .
وقال فيه : علي وليكم بعدي .
وأكد القول علي وعليك وعلى جميع
المسلمين وقال : إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي .
وقال أنا مدينة العلم وعلي بابها .
وقد علمت يا معاوية ما أنزل الله من الآيات المتلوات في فضائله التي لايشركه
فيها أحد ، كقوله تعالى : ( يوفون بالنذر ) [ 7 / الدهر ، وكقوله ] : ( إنما وليكم الله
ورسوله ) [ 55 / المائدة ، وكقوله ] : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه )
[ 17 / هود ، وكقوله ] : ( رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ) [ 23 / الاحزاب ، وكقوله ] :
( قل لا أسألكم عليه أج را إلا المودة في القربى ) [ 23 / الشورى ] .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما ترضى أن يكون سلمك سلمي
وحربك حربي وتكون أخي ووليي في الدنيا والآخرة يا أبا الحسن من أحبك فقد
أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أحبك أدخله الله الجنة ومن أبغضك
أدخله الله النار .
وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل ودين
والسلام .
فكتب إليه معاوية يعرض عليه الاموال والولايات وكتب في آخر كتابه :
جهلت ولم تعلم محلك عندنا * فأرسلت شيئا من خطاب وما تدري
فثق بالذي عندي لك اليوم آنفا * من العز والاكرام والجاه والنصر
فاكتب عهدا ترتضيه مؤكدا * وأشفعه بالبذل مني وبالبر
فكتب إليه عمرو بأنيات - ليس بالشعر الجيد - يطلب فيها مصر ( 1 ) [ وأولها : ]
[ 54 ]
أبى القلب مني أن أخادع بالمكر * بقتل ابن عفان اجر إلى الكفر
فكتب له معاوية بذلك وأنفذه إليه ففكر عمرو ولم يدر ما يصنع وذهب
عنه النوم فقال :
تطاول ليلي بالهموم الطوارق * وصافحت من دهري وجوه البوائق
ءأخدعه والخدع مني سجية * أم أعطيه من نفسي نصيحة وامق
أم أقعد في بيتي وفي ذاك راحة * لشيخ يخاف الموت في كل شارق
فلما أصبح دعا مولاه وردان وكان عاقلا فشاوره في ذلك فقال وردان : إن
مع علي آخرة ولا دنيا معه وهي التي تبقى لك وتبقى فيها وإن مع معاوية دنيا
ولا آخرة معه وهي التي لاتبقى على أحد فاختر ماشئت فتبسم عمرو وقال :
يا قاتل الله وردانا وفطنته * لقد أصاب الذي في القلب وردان
لما تعرضت الدنيا عرضت لها * بحرص نفسي وفي الاطباع ادهان
نفس تعف وأخرى الحرص يغلبها * والمرء يأكل نتنا وهو غرثان
أما علي فدين ليس بشركه * دنيا وذاك له دنيا وسلطان
فاخترت من طمعي دنيا على بصري * وما معي بالذي اختار برهان
إني لاعرف مافيها وأبصره * وفي أيضا لما أهواه ألوان
لكن نفسي تحب العيش في شرف * وليس يرضى بذل العيش إنسان
ثم إن عمرا رحل إلى معاوية فمنعه ابنه عبدالله ووردان فلم يمتنع فلما
بلغ مفرق الطريقين الشام والعراق قال له وردان : طريق العراق طريق الآخرة
وطريق الشام طريق الدنيا فأيهما تسلك ؟ قال : طريق الشام !
توضيح : قال الجوهري : القريع : الفحل والسيد ، يقال : فلان قريع
دهره وقريعك الذي يقارعك .
________________________________________________________
- ( 1 ) هذا كان مؤخرا في أصلي فقدمناه لكونه أوفق ، والقصة ذكرها الخوارزمي حرفية في
الفصل الثالث من الفصل ( 16 ) من مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام ص 129 .
[ 55 ]
وقال في النهاية : فيه ذكر بئر رومة هي بضم الراء اسم بئر بالمدينة اشتراها
عثمان وسبلها .
وفي القاموس : أشلا دابته : أراها المخلاة لتأتيه .
والناقة : دعاها
للحلب .
والوامق : المحب .
والشارق : الشمس .
وشرقت الشمس : طلعت
والغرثان : الجائع .
396 - نهج : ولم يبايع حتى شرط أن يؤتيه على البيعة ثمنا فلا ظفرت
يد المبايع وخزيت أمانة المبتاع فخذوا للحرب أهبتها وأعدوا لها عدتها فقد
شب لظاها وعلا سناها [ واستشعروا الصبر فإنه أدعى إلى النصر ] .
بيان :
قوله عليه السلام : ( ولم يبايع ) قال الشارحون : إشارة إلى ما اشتهر من
أن أميرالمؤمنين عليه السلام لما نزل بالكوفة بعد فراغه من البصرة كتب إلى
معاوية كتابا يدعوه إلى البيعة فدعا قوما من أهل الشام إلى الطلب بدم عثمان
فأجابوه وأشار إليه أخوه بالاستعانة بعمرو بن العاص فلما قدم عليه وعرف
حاجته إليه تباعد عنه وجعل يمدح عليا عليه السلام في وجهه حتى رضي
معاوية أن يعطيه المصر فبايعه فذلك معنى قوله عليه السلام ( أن يؤتيه على
البيعة ثمنا ) ثم أردف ذلك بالدعاء على البائع لدينه وهو عمرو بعدم الظفر في
الحرب أو بالثمن أو بشئ مما يأمله وألحقه بالتوبيخ للمبتاع وهو معاوية بذكر
هوان أمانته عليه وهي بلاد المسلمين وأموالهم .
ويحتمل أن يكون إسناد الخزي إلى الامانة إسنادا مجازيا .
وذهب بعض الشارحين إلى أن المراد بالبائع معاوية وبالمبتاع عمرو .
وهو
ضعيف لان الثمن إذا كان مصرا فالمبتاع هو معاوية كذا ذكره ابن ميثم .
وقال ابن أبي الحديد في أكثر النسخ ( فلا ظفرت يد المبايع ) بميم
المفاعلة .
والظاهر ما رويناه .
________________________________________________________
396 - رواه السيد الرضي رفع الله مقامه في ذيل المختار : ( 26 ) من نهج البلاغة .
[ 56 ]
قوله عليه السلام : ( فقد شب لظاها ) أي أوقدت نارها وأثيرت وروي
بالبناء للفاعل أي ارتفع لهبها .
والسنا - بالقصر - : الضوء .
أقول : قال ابن أبي الحديد : روى ابن قتيبة في [ كتاب ] عيون الاخبار ( 1 )
قال : رأى عمرو بن العاص معاوية يوما فضحك فقال : مم تضحك يا أمير
المؤمنين أضحك الله سنك ؟ قال : أضحك من حضور ذهنك حين إبدائك
سوأتك يوم ابن أبي طالب عليه السلام والله لقد وجدته منانا ولو شاء أن
يقتلك لقتلك فقال عمرو : يا أميرالمؤمنين أما والله إني لعن يمينك حين دعاك
إلى البراز فاحولت عيناك وانتفخ سحرك وبدا منك ما أكره ذكره فمن نفسك
أضحك أو فدع
________________________________________________________
( 1 ) - رواه ابن أبي الحديد في شرح المختار : ( 68 ) من نهج البلاغة في عنوان ( أخبار
الجبناء ونوادرهم ) من شرحه : ج 2 ص 333 .
والحديث ذكره ابن قتيبة في أواسط كتاب الحرب من كتاب عيون الاخبار : ج 1 ،
ص 169 ، ط بيروت .
[ 57 ]
398 - نهج ج : احتجاجه عليه السلام على معاوية في جواب كتاب كتبه
إليه - وفي غيره من المواضع - وهو من أحسن الحجاج وأصوبه :
.
أما بعد فقد بلغني ( 1 ) كتابك تذكر اصطفاء الله تعالى محمدا صلى الله عليه
وآله لدينه وتأييده إياه بمن أيده من أصحابه فلقد خبأ لنا الدهر منك عجبا إذ
طفقت تخبرنا ببلاء الله عندنا ونعمته علينا في نبينا فكنت في ذلك كنا قل التمر
إلى هجر أوداعي مسدده إلى النضال .
________________________________________________________
398 - رواه السيد الرضي رحمه الله في المختار : ( 28 ) من باب الكتب من نهج البلاغة .
ورواه الطبرسي رضي الله عنه في عنوان ( احتجاجه على معاوية .
.
) من كتاب
الاحتجاج ص 176 .
( 1 ) كذا في طبع الكمباني من البحار وبها مشه وفي النهج والاحتجاج : فقد أتاني .
وفيهما : تذكر
فيه .
[ 58 ]
وزعمت أن أفضل الناس في الاسلام فلان وفلان فذكرت أمرا إن تم
اعتزلك كله وإن نقص لم يلحقك ثلمه ، وما أنت والفاضل والمفضول
والسائس والمسوس وما للطلقاء وأبناء الطلقاء والتمييز بين المهاجرين الاولين
وترتيب درجاتهم وتعريف طبقاتهم ؟ هيهات لقد حن قدح ليس منها فطفق
يحكم فيها من عليه الحكم لها .
ألا تربع أيها الانسان على ظلعك وتعرف قصور ذرعك وتتأخر حيث
أخرك القدر ؟ فما عليك غلبة المغلوب ولا لك ظفر الظافر وإنك لذهاب
في التيه رواغ عن القصد .
ألا ترى - غير مخبر لك ولكن بنعمة الله أحدث - أن قوما استشهدوا في
سبيل الله من المهاجرين ولكل فضل حتى إذا استشهد شهيدنا قيل : سيد
الشهداء وخصه رسول الله صلى الله عليه وآله بسبعين تكبيرة عند
صلاته عليه .
أولا ترى أن قوما قطعت أيديهم في سبيل الله ولكل فضل حتى إذا فعل
بواحدنا كما فعل بواحدهم قيل : الطيار في الجنة وذو الجناحين .
ولولا ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه لذكر ذاكر فضائل جمة تعرفها قلوب
المؤمنين ولاتمجها آذان السامعين فدع عنك من مالت به الرمية فإنا صنائع
ربنا والناس بعد صنائع لنا لم يمنعنا قديم عزنا وعادى طولنا على قومك أن
خلطناكم بأنفسنا فنكحنا وأنكحنا فعل الاكفاء ولستم هناك .
وأنى يكون ذلك كذلك ومنا النبي ومنكم المكذب ومنا أسد الله ومنكم
أسد الاحلاف ومنا سيدا شباب أهل الجنة ومنكم صبية النار ومنا خير نساء
العالمين ومنكم حمالة الحطب في كثير مما لنا وعليكم .
فإسلامنا ما قد سمع ، وجاهليتكم مالا تدفع ( 1 ) وكتاب الله يجمع لنا ما
شذ عنا وهو قوله [ تعالى ] * ( وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) * [ 75 /
________________________________________________________
( 1 ) وفي النهج : وجاهليتنا .
وفي النهج والاحتجاج : لاتدفع .
[ 59 ]
الانفال : 8 ] وقوله تعالى : * ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي
والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ) * [ 68 / آل عمران : 3 ] فنحن مرة أولى
بالقرابة وتارة أولى بالطاعة .
ولما احتج المهاجرون على الانصار يوم السقيفة برسول الله صلى الله عليه
وآله فلجوا عليهم فإن يكن الفلج به فالحق لنا دونكم وإن يكن بغيره
فالانصار على دعواهم .
وزعمت أني لكل الخلفاء حسدت وعلى كلهم بغيت فإن يكن ذلك كذلك
فليس الجناية عليك فيكون العذر إليك .
وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
وقلت ( إني كنت أقادكما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع ) ولعمرالله لقد
أردت أن تذم فمدحت وأن تفضح فافتضحت وما على المسلم من غضاضة
في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه ولا مرتابا بيقينه وهذه حجتي إلى
غيرك قصدها ولكني أطلقت لك منها بقدر ما سنح من ذكرها .
ثم ذكرت ما كان من أمري وأمر عثمان فلك أن تجاب عن هذه لرحمك
منه فأينا كان أعدى له وأهدى إلى مقاتله ؟ أمن بذل له نصرته فاستقعده
واستكفه أم من استنصره فتراخى عنه وبث المنون إليه حتى أتى قدره عليه كلا
والله ( لقد علم الله المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلم إلينا ولا يأتون
البأس إلا قليلا ) ( 1 ) وما كنت لاعتذر من أني كنت أنقم عليه أحداثا فإن كان
الذنب إليه إرشادي وهدايتي له فرب ملوم لاذنب له .
وقد يستفيد الظنة المتنصح
( وما أردت إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت
وإليه أنيب ) .
( 1 ) اقتباس من الآية ( 18 ) من سورة الاحزاب ( 33 ) ، وفيها : ( قد يعلم الله المعوقين ) .
وما يأتي بعد
سطرين اقتباس من الآية 88 / هود .
[ 60 ]
وذكرت أنه ليس لي ولاصحابي عندك إلا السيف فلقد أضحكت بعد
استعبار متى ألفيت بني عبدالمطلب عن الاعداء ناكلين وبالسيوف مخوفين .
فالبث قليلا يلحق الهيجا حمل
فسيطلبك من تطلب ويقرب منك ما تستبعد وأنا مرقل نحوك في جحفل
من المهاجرين والانصار والتابعين بإحسان شديد زحامهم ساطع قتامهم
متسربلين سرابيل الموت أحب اللقاء إليهم لقاء ربهم قد صحبتهم ذرية بدرية
وسيوف هاشمية قد عرفت مواقع نصالها في أخيك وخالك وجدك وأهلك
وما هي من الظالمين ببعيد .
بيان :
قال ابن أبي الحديد ( 1 ) بعد إيراد هذا الكتاب : سألت النقيب أبا جعفر
يحيى بن أبي زيد قلت أرى هذا الجواب منطبقا على كتاب معاوية الذي بعثه
مع أبي مسلم الخولاني إلى علي عليه السلام فإن كان هذا هو الجواب فالجواب
الذي ذكره أرباب السيرة وأورده نصر بن مزاحم في كتاب صفين إذن غير
صحيح وإن كان ذاك الجواب فهذا الجواب إذا غير صحيح ولاثابت .
فقال لي : بل كلاهما ثابت مروي وكلاهما كلام اميرالمؤمنين عليه السلام
وألفاظه ثم أمرني أن أكتب ما يمليه علي فكتبته .
قال رحمه الله :
كان معاوية يتسقط عليا عليه السلام ويبغي عليه ما عساه [ أن ]
يذكره من حال أبي بكر وعمر وأنهما غصباه حقه ولا يزال يكيده بالكتاب
يكتبه والرسالة يبعثها يطلب غرته لينفث بما في صدره من حال أبي بكر وعمر
إما مكاتبة أو مراسلة فيجعل ذلك حجة عليه عند أهل الشام ويضيفه إلى ما
قدره في أنفسهم من ذنوبه كما زعم فكان غمصه عندهم بأنه قتل عثمان أو
مالا على قتله وأنه قتل طلحة والزبير واسر عائشة وأراق دماء أهل البصرة
________________________________________________________
( 1 ) ذكره ابن أبي الحديد في شرح الكتاب وهو المختار : ( 28 ) من باب الكتب من نهج
البلاغة .