[101]


ثم قال : أبشر يا هذا فإن العلي الاعلى ألهمني إلهاما فيه بشارتك .
فقال أبوطالب : وما هو ؟ قال : ولد يولد من ظهرك هو ولي الله عزوجل وإمام المتقين ، ووصي رسول رب العالمين ، فإن أنت أدركت ذلك الولد من ذلك ( 1 ) فاقرءه مني السلام وقل له ، إن المثرم يقرء عليك السلام ويقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا ( 2 ) رسول الله ، به تتم النبوة وبعلي تتم الوصية ، قال : فبكى أبوطالب وقال : فما اسم هذا المولود ( 3 ) ؟ قال : اسمه علي ، قال أبوطالب : إني لا أعلم حقيقة ما تقول إلا ببرهان مبين ودلالة واضحة ، قال المثرم : ما تريد ؟ قال : اريد أن أعلم أن ما تقوله حق وأن رب العالمين ألهمك ذلك ، قال : فما تريد أن أسأل لك الله تعالى أن يطعمك في مكانك هذا ؟ قال أبوطالب : أريد طعاما من الجنة في وقتي هذا ( 4 ) قال : فدعا الراهب ربه .
قال جابر : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فما استتم المثرم الدعاء حتى أتي بطبق عليه فاكهة من الجنة وعذق ( 5 ) رطب وعنب ورمان ، فجاء به المثرم إلى أبي طالب فتناول منه رمانة فنهض ( 6 ) من ساعته إلى فاطمة بنت أسد ، فلما أن نحى واستودعها ( 7 ) النور ارتجت الارض وتزلزلت بهم سبعة أيام حتى أصاب قريشا من ذلك شدة ، ففزعوا فقالوا : مروا بآلهتكم إلى ذروة جبل أبي قبيس حتى نسألهم يسكنون لنا ما قد نزل بنا وحل بساحتنا ، فلما أن اجتمعوا إلى ( 8 ) جبل أبي قبيس وهو يرتج ارتجاجا ويضطرب اضطرابا فتساقطت الآلهة على وجوهها ، فلما نظروا إلى ذلك قالوا : لا طاقة لنا بذلك ، ثم صعد أبوطالب الجبل وقال لهم : أيها الناس اعلموا أن الله عزوجل قد أحدث في هذه الليلة

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : من ظهرك .
( 2 ) في المصدر : وأشهد ان محمدا .
( 3 ) في المصدر : ما اسم هذا المولود .
( 4 ) ليست كلمة ( هذا ) في المصدر .
( 5 ) العذق : العنقود .
( 6 ) في المصدر : ثم نهض .
( 7 ) في المصدر : فلما أن استودعها النور ( 8 ) في المصدر : قال : فلما اجتمعوا على جبل اه .

[102]


حادثا وخلق فيها خلقا إن تطيعوه وتقروا له بالطاعة وتشهدوا له بالامامة المستحقة وإلا لم يسكن ما بكم حتى لا يكون بتهامة مسكن ( 1 ) ، قالوا : يا أبا طالب إنا نقول بمقالتك فبكى ورفع يديه وقال : إلهي وسيدي أسألك بالمحمدية المحمودة والعلوية العالية والفاطمية البيضاء إلا تفضلت على تهامة بالرأفة والرحمة .
قال جابر ( 2 ) : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فما استتم أبوطالب الكلام حتى سكنت الارض والجبال وتعجب الناس من ذلك ، قال جابر : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة فقد كانت العرب تكتب هذه الكلمات فيدعون بها عند شدائدهم في الجاهلية وهي لا تعلمها ولا تعرف حقيقتها حتى ولد علي بن أبي طالب عليه السلام فلما كان في الليلة التي ولد فيها علي عليه السلام أشرقت الارض وتضاعفت النجوم ، فأبصرت قريش من ذلك عجبا ، فصاح بعضهم في بعض : وقالوا : إنه قد حدث في السماء حادث ، أترون من إشراق السماء ( 3 ) وضيائها وتضاعف النجوم بها ؟ ! .
قال : فخرج أبوطالب وهو يتخلل سكك مكة ومواقعها وأسواقها ، وهو يقول لهم : أيها الناس ولد الليل في الكعبة حجة الله تعالى وولي الله ، فبقي الناس يسألونه عن علة ما يرون من إشراق السماء ، فقال لهم : أبشروا فقد ولد هذه الليلة ( 4 ) ولي من أولياء الله عزوجل ، يختم به جميع الخير ، ويذهب به جميع الشر ، ويتجنب الشرك والشبهات ، ولم يزل يلزم ( 5 ) هذه الالفاظ حتى أصبح فدخل الكعبة وهو يقول هذه الابيات : يا رب رب الغسق الدجي * والقمر المبتلج المضي بين لنا من حكمك المقضي * ماذا ترى لي في اسم ذا الصبي قال : فسمع هاتفا يقول : خصصتما بالولد الزكي * والطاهر المطهر الرضي

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : سكن .
( 2 ) ليست هذه الجملة إلى قوله ثانيا ( قال جابر ) في المصدر .
( 3 ) في المصدر : ألا ترون اشراق السماء اه .
( 4 ) في المصدر : في هذه الليلة .
( 5 ) في المصدر : يذكر .

[103]


إن اسمه من شامخ علي * علي اشتق من العلي فلما سمع هذا خرج من الكعبة وغاب عن قومه أربعين صباحا .
قال جابر : فقلت يا رسول الله عليك السلام إلى ( 1 ) أين غاب ؟ قال : مضى إلى المثرم ليبشره بمولد علي ابن أبي طالب ، وكان المثرم ( 2 ) قدمات في جبل لكام لانه عهد إليه إذا ولد هذا المولود أن يقصد جبل لكام ، فإن وجده حيا بشره وإن وجده ميتا أنذره .
فقال جابر : يا رسول الله كيف يعرف قبره وكيف ينذره ميتا ( 3 ) ؟ فقال : يا جابر اكتم ما تسمع فإنه من سرائر الله تعالى المكنونة وعلومه المخزونة ، إن المثرم كان قد وصف لابي طالب كهفا في جبل لكام وقال له : إنك تجدني هناك حيا أو ميتا ، فلما أن مضى أبوطالب إلى ذلك الكهف و دخله فإذا هو بالمثرم ميتا ، جسده ملفوف في مدرعته مسجى بها ( 4 ) وإذا بحيتين احداهما أشد بياضا من القمر ، والاخرى أشد سوادا من الليل المظلم ، وهما في الكهف ( 5 ) ، فدخل أبوطالب إليه وسلم عليه ، فأحيا الله عزوجل المثرم ، فقام قائما ومسح وجهه وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عليا ولي الله هو الامام من بعده .
ثم قال له المثرم : بشرني يا أباطالب فقد كان قلبي متعلقا بك حتى من الله علي بقدومك ( 6 ) ، فقال له أبوطالب : أبشر فإن عليا قد طلع إلى الارض ، قال : فما كان علامة الليلة التي ولد فيها ؟ حدثني بأتم ما رأيت في تلك الليلة ، قال أبوطالب : نعم شاهدته ( 7 ) فلما مر من الليل الثلث أخذ فاطمة بنت أسد ما يأخذ النساء عند الولادة ( 8 ) ، فقرأت عليها الاسماء التي فيها النجاة فسكنت بإذن الله تعالى ، فقلت لها : أنا آتيك بنسوة من

_________________________________________________________
( 1 ) ليست في المصدر كلمة ( إلى ) .
( 2 ) ليست هذه الجملة إلى قوله ( فان وجده ) في المصدر .
( 3 ) ليست كلمة ( ميتا ) في المصدر .
( 4 ) في المصدر : في مدرعتين مسجى بهما .
( 5 ) في المصدر : وهما يدفعان عنه الاذى ، فلما ابصرتا أبا طالب غابتا في الكهف .
( 6 ) في المصدر : فقد كان قلبى متعلقا حتى من الله علي بك .
( 7 ) في المصدر : نعم اخبرك بما شاهدته .
( 8 ) في المصدر : عند ولادتها .

[104]


أحبائك ليعينوك ( 1 ) على أمرك ، قالت : الرأي لك ، فاجتمعت النسوة عندها فإذا أنا بهاتف يهتف من وراء البيت : أمسك عنهن يا أبا طالب فإن ولي الله لا تمسه إلا يد مطهرة ، فلم يتم الهاتف فإذا أنا بأربع نسوة فدخلن ( 2 ) عليها وعليهن ثياب حرير ( 3 ) بيض ، وإذا روائحهن أطيب من ألمسك الاذفر ، فقلن لها ( 4 ) : السلام عليك يا ولية الله ، فأجابتهن بذلك فجلسن بين يديها ومعهن جؤنة من فضة ، فما كان إلا قليل حتى ولد أميرالمؤمنين ، فلما أن ولد أتيتهن فإذا أنا به قد طلع كأنه الشمس الطالعة .
فسجد ( 5 ) على الارض وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، وأني وصي نبيه ( 6 ) ، تختم به النبوة وتختم بي الوصية ، فأخذته إحداهن من الارض ووضعته في حجرها ، فلما وضعته ( 7 ) نظر إلى وجهها ونادى بلسان طلق ويقول ( 8 ) : السلام عليك يا اماه ، فقالت : وعليك السلام يا بني ، فقال : كيف والدي قالت : في نعم الله عزوجل يتقلب وفي خيرته يتنعم ، فلما ( 9 ) أن سمعت ذلك لم أتمالك أن قلت : يا بني أولست أباك ( 10 ) ؟ فقال : بلى ولكن أنا وأنت من صلب آدم ، فهذه امي حواء ، فلما سمعت ذلك غضضت وجهي ورأسي وغطيته بردائي وألقيت نفسي حياء منها عليها السلام ( 11 ) ثم دنت اخرى ومعها جؤنة مملوءة من المسك فأخذت عليا عليه السلام فلما نظر إلى وجهها قال : السلام عليك يا اختي ، فقالت : وعليك السلام يا أخي ، فقال : ما حال عمي ( 12 ) ؟ فقالت : بخير وهو

_________________________________________________________
( 1 ) كذا ، والصحيح : ليعنك .
( 2 ) في المصدر : قد دخلن .
( 3 ) في المصدر : من حرير .
( 4 ) ليست في المصدر كلمة ( لها ) .
( 5 ) في المصدر : فلما أن ولد بينهن فاذا به قد طلع فسجد اه .
( 6 ) ليست هذه الجملة في المصدر .
( 7 ) في المصدر : فلما حملته .
( 8 ) في المصدر : يقول .
( 9 ) في المصدر : في نعم الله عزوجل ، فلما اه .
( 10 ) في المصدر : أولست أنا أباك .
( 11 ) اى في زاوية البيت راجع ص : 14 .
( 2 ) اى في زاوية : ما خبر عمى ؟

[105]


يقرء عليك السلام ، فقلت : يا بني من هذه ومن عمك ؟ فقال : هذه مريم بنت عمران وعمي عيسى عليه السلام ، فضمخته بطيب كان معها في الجؤنة من الجنة ، ثم أخذته أخرى فأدرجته في ثوب كان معها .
قال أبوطالب : فقلت : لوطهرناه كان أخف عليه وذلك أن العرب تطهر مواليدها في يوم ولادتها فقلن : إنه ولد طاهرا مطهرا لانه لا يذيقه الله الحديد ( 1 ) إلا على يدي رجل يبغضه الله تعالى وملائكته والسماوات والارض والجبال ، وهو أشقى الاشقياء ، فقلت لهن : من هو ؟ قلن : هو عبدالرحمن بن ملجم لعنه الله تعالى ، وهو قاتله بالكوفة سنة ثلاثين من وفاة محمد صلى الله عليه وآله قال أبوطالب : فأنا كنت في استماع قولهن إذ أخذه ( 2 ) محمد بن عبدالله ابن أخي من يدهن ( 3 ) ووضع يده في يده وتكلم معه وسأله عن كل شئ ، فخاطب محمد صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام وخاطب علي عليه السلام محمدا صلى الله عليه وآله بأسرار كانت بينهما ثم غابت النسوة فلم أرهن ، فقلت في نفسي ليتني كنت أعرف الامرأتين الاخيرتين ، وكان علي أعرف ( 4 ) مني ، فسألته عنهن فقال لي : يا أبت أما الاولى فكانت امي حواء ، وأما الثانية التي ضمختني بالطيب فكانت مريم بنت عمران ، وأما التي أدرجتني في الثوب فهي آسية
-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 105 سطر 14 إلى صفحه 113 سطر 14 وأما صاحبة الجؤنة فكانت ام موسى عليه السلام ، ثم قال علي عليه السلام : الحق بالمثرم يا أبا طالب وبشره وأخبره بما رأيت فإنك تجده في كهف كذا في موضع كذا وكذا ، فلما فرغ من المناظرة مع محمد ابن أبي ومن مناظرتي عاد إلى طفوليته الاولى ، فأتيتك ، فأخبرتك وشرحت لك القصة بأسرها بما عاينت وشاهدت من ابني علي يا مثرم .
فقال أبوطالب : فلما سمع المثرم ذلك مني بكى بكاء شديدا في ذلك وفكر ساعة ثم سكن وتمطى ، ثم غطى رأسه وقال لي : غطني بفضل مدرعتي ، فغطيته بفضل مدرعته ، فتمدد فإذا هو ميت كما كان ، فأقمت عنده ثلاثة أيام اكلمه ، فلم يجبني

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : حر الحديد .
( 2 ) في المصدر : استمع قولهن ثم اخذه .
( 3 ) في المصدر : من أيديهن .
( 4 ) في المصدر : أعلم .

[106]


فاستوحشت لذلك ، فخرجت الحيتان وقالتا : الحق بولي الله فإنك أحق بصيانته وكفالته من غيرك ، فقلت لهما : من أنتما ؟ قالتا نحن عمله الصالح خلقنا الله عزوجل على الصورة التي ترى ، ونذب عنه الاذى ليلا ونهارا إلى يوم القيامة ، فإذا قامت الساعة كانت إحدانا قائدته والاخرى سائقته ودليله ( 1 ) إلى الجنة ، ثم انصرف أبوطالب إلى مكة .
قال جابر بن عبدالله : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : شرحت لك ما سألتني ووجب عليك الحفظ لها فإن لعلي عندالله من المنزلة الجليلة والعطايا الجزيلة ما لم يعط أحد من الملائكة المقربين ولا الانبياء المرسلين وحبه واجب على كل مسلم ، فإنه قسيم الجنة والنار ، ولا يجوز أحد على الصراط إلا ؟ ؟ من أعداء علي عليه السلام ( 2 ) ] كتاب غرر الدرر للسيد حيدر الحسيني ، عن الشيخ جمال الدين محمد بن عبدالرشيد الاصبهاني ، عن الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، عن الامام ركن الدين أحمد بن محمد بن إسماعيل الفارسي ، عن فاروق الخطابي ، عن حجاج بن منهال ، عن الحسن بن عمران الفسوي ، عن شاذان بن العلاء ، عن عبدالعزيز بن عبدالصمد بن مسلم بن خالد المكي ، عن أبي الزبير ، عن جابر مثله ( 3 ) .
34 ضه : قال أبوعبدالله عليه السلام : لما حضر أبا طالب الوفاة ( 4 ) جمع وجوه قريش فأوصاهم فقال : يا معشر قريش أنتم صفوة الله من خلقه ، وقلب العرب ، وأنتم خزنة الله في أرضه وأهل حرمه ، فيكم السيد المطاع ، الطويل الذراع ( 5 ) ، وفيكم المقدم الشجاع الواسع الباع ، اعلموا أنكم لم تتركوا للعرب في المفاخر نصيبا إلا حزتموه ( 6 ) ولا شرفا إلا أدركتموه ، فلكم على الناس بذلك الفضيلة ، ولهم به إليكم الوسيلة ، والناس لكم حرب وعلى

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ودليلة .
( 2 ) الفضائل : 6357 .
ولم نتعرض لتوضيح مشكلات الرواية لما قد سبق من المصنف ومناذيل الخبر راجع ص : 16 .
( 3 ) مخطوط ، ولم نظفر بنسخته إلى الان .
( 4 ) في ( م ) و ( د ) لما حضر أبوطالب الوفاة .
( 5 ) كناية عن الشجاعة .
( 6 ) حاز الشئ : ضمه وجمعه .

[107]


حربكم ألب ، وإني موصيكم بوصية فاحفظوها ، أوصيكم بتعظى هذه البنية فإن فيها مرضاة الرب وقواما للمعاش وثبوتا للوطأة ، وصلوا أرحامكم ففي صلتها منسأة في الاجل وزيادة في العدد ، واتركوا العقوق والبغي ففيهما هلكت القرون قبلكم ، أجيبوا الداعي وأعطوا السائل ( 1 ) فإن فيها شرفا للحياة والمماة ، عليكم بصدق الحديث وأداء الامانة فإن فيهما ( 2 ) نفيا للتهمة وجلالة في الاعين ، واجتنبوا ( 3 ) الخلاف على الناس وتفضلوا عليهم ( 4 ) فإن فيهما محبة للخاصة ومكرمة للعامة وقوة لاهل البيت .
وإني أوصيكم بمحمد خيرا فإنه الامين في قريش والصديق في العرب ، وهو جامع لهذه الخصال التي أوصيكم بها ، قد جاء كم ( 5 ) بأمر قبله الجنان وأنكره اللسان مخافة الشنآن ، وايم الله لكأني أنظر إلى صعاليك العرب وأهل العز في الاطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته وصدقوا كلمته وعظموا أمره ، فخاض بهم غمرات الموت ( 6 ) ، فصارت رؤساء ( 7 ) قريش وصناديدها أذنابا ، ودورها خرابا ، وضعفاؤها أربابا ، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه ، وأبعدهم منه أخطأهم لديه ، قد محضته العرب ودادها ، وصفت له ( 8 ) بلادها ، وأعطته قيادها ، فدونكم يا معشر قريش ابن أبيكم وأمكم ، كونوا له ولاة ولحربه ( 9 ) حماة ، والله لا يسلك أحدمنكم ( 10 ) سبيله إلا رشد ، ولا يأخذ أحد بهداه إلا سعد ، ولو كان لنفسي مدة وفي أجلي تأخير لكفيته الكوافي ولدافعت ( 11 ) عنه الدواهي ،

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : اجيبوا واعطوا السائل .
( 2 ) في المصدر : فان فيها .
( 3 ) في المصدر : وأقلوا .
( 4 ) في المصدر : وتفضلوا عليهم بالمعروف .
( 5 ) في المصدر : وقد جاءكم .
( 6 ) غمرة الشئ : شدته ومزدحمه .
( 7 ) في المصدر : رؤوس قريش .
( 8 ) في المصدر : وصنعت .
( 9 ) في المصدر : ولحزبه .
( 10 ) ليست في المصدر كلمة منكم .
( 11 ) في المصدر : ولدفعت .

[108]


غير أني أشهد بشهادته وأعظم مقالته ( 1 ) .
بيان : قال في القاموس : ألب إليه القوم : أتوه من كل جانب ، وهم عليه ألب وإلب : واحد مجتمعون عليه بالظم والعداوة ( 2 ) .
قوله : ( مخافة الشنآن ) هو بفتح النون وسكونها : البغضاء أي لم أظهره باللسان مخافة عداوه القوم .
وقال الجوهري : الصعلوك : الفقير ، وصعاليك العرب : ذؤبانها .
أقول : وروى بعض أرباب السير المعتبرة مثله .
ثم قال : وفي لفظ آخر : لما حضرته الوفاة دعا بني عبدالمطلب فقال : لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد وما اتبعتم أمره ، فأطيعوه تر شدوا .
وأقول : ألف السيد الفاضل السعيد شمس الدين أبوعلي فخار بن معد الموسوي كتابا في إثبات إيمان أبي طالب وأورد فيه أخبارا كثيرة من طرق الخاصة والعامة ، وهو من أعاظم محدثينا ، وداخل في أكثر طرقنا إلى الكتب المعتبرة وسنورد طريقنا إليه في المجلد الآخر من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى ، واستخرجنا من كتابه بحض الاخبار : 35 قال : أخبرني شيخنا أبوعبدالله محمد بن إدريس ، عن أبي الحسن علي بن إبراهيم عن الحسن بن طحان ، عن أبي علي الحسن بن محمد ، عن والده محمد بن الحسن ، عن رجاله ، عن الحسن بن جمهور ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عبدالرحمن ، عن مسمع كردين ، عن أبي عبدالله عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : هبط علي جبرئيل فقال لي : يا محمد إن الله عزوجل شفعك في ستة ( 3 ) : بطن حملتك آمنة بنت وهب ، وصلب أنزلك عبدالله ابن عبدالمطلب ، وحجر كفلك أبوطالب ، وبيت آواك عبدالمطلب ، وأخ كان لك في الجاهلية قيل : يا رسول الله وما كان فعله ؟ قال : كان سخيا يطعم الطعام ، ويجود بالنوال وثدي أرضعتك حليمة بنت أبي ذوئب ( 4 )

_________________________________________________________
( 1 ) روضة الواعظين : 121 و 122 .
( 2 ) القاموس : 1 : 37 .
( 3 ) في المصدر : مشفعك في ستة .
( 4 ) الحجة على الذاهب إلى تكفير ابى طالب : 7 .

[109]


36 وأخبرني الشيخ أبوعبدالله بهذا الاسناد عن محمد بن الحسن ، عن رجاله يرفعونه إلى إدريس وعلي بن أسباط جميعا قالا : إن أبا عبدالله عليه السلام قال : أوحى الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وآله : إني حرمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك ، وأهل بيت آووك ( 1 ) ، فعبدالله بن عبدالمطلب : الصلب الذي أخرجه ( 2 ) ، والبطن الذي حمله آمنة بنت وهب ، والحجر الذي كفله فاطمة بنت أسد ، وأما أهل البيت الذين آووه فأبوطالب ( 3 ) .
37 وأخبرني الشيخ أبوالفضل بن الحسين ، عن محمد بن محمد بن الجعفرية ؟ عن محمد بن الحسن بن أحمد ، عن محمد بن أحمد بن شهريار ، عن والده أحمد ، عن محمد بن شاذان ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبي علي ، عن الحسين بن أحمد ، عن أحمد بن هلال ، عن علي بن حسان عن عمه عبدالرحمن بن كثير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد ربك يقرؤك السلام ( 4 ) ويقول لك : إني قد حرمت النار على صلب أنزلك ، وعلى بطن حملك ، وحجر كفلك ، فقال جبرئيل ( 5 ) : أما الصلب الذي أنزلك فصلب عبدالله بن عبدالمطلب ، وأما البطن الذي حملك فآمنة بنت وهب ، وأما الحجر الذي كفلك فعبد مناف بن عبدالمطلب وفاطمة بنت أسد ( 6 ) .
38 وأخبرني الشيخ شاذان بن جبرئيل ، عن عبدالله بن عمر الطرابلسي ، عن القاضي عبدالعزيز ، عن محمد بن علي بن عثمان الكراجكي ، عن الحسن بن محمد بن علي ، عن منصور بن جعفر بن ملاعب ، عن محمد بن داود بن جندل ، عن علي بن الحرب ، عن زيد بن الحباب ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن إسحاق بن عبدالله ، عن العباس بن عبدالمطلب أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : ما ترجو لابي طالب ؟ فقال كل خير أرجو

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وأهل بيت آواك .
( 2 ) في المصدر : انزله .
( 3 ) المصدر نفسه : 8 وفيه : واما اهل البيت الذى آووه فأبوطالب .
( 4 ) في المصدر : ان الله تعالى يقرؤك السلام .
( 5 ) في المصدر : فقال : يا جبرئيل من يقول ذلك ؟ فقال اه .
( 6 ) المصدر نفسه : 8 و 9 وعبد مناف بن عبدالمطلب هو ابوطالب .

[110]


من ربي عزوجل ( 1 ) .
39 وبالاسناد عن الكراجكي ، عن محمد بن أحمد بن علي ، عن محمد بن عثمان بن عبدالله ، عن جعفر بن محمد ، عن عبيدالله بن أحمد ، عن محمد بن زياد ، عن مفضل بن عمر ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام أنه كان جالسا في الرحبة ( 2 ) والناس حوله ، فقام إليه رجل فقال : يا أميرالمؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك الله وأبوك معذب في النار ، فقال : مه فض الله فاك ( 3 ) ، والذي بعث محمدا بالحق نبيا لوشفع أبي في كل مذنب على وجه الارض لشفعه الله فيهم ، أبي معذب في النار ( 4 ) وابنه قسيم الجنة والنار ؟ ! والذي بعث محمدا بالحق إن نورأبي طالب ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار : نور محمد ونور فاطمة ونور الحسن ونور الحسين ونور ولده من الائمة ( 5 ) ، ألا إن نوره من نورنا ، خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام ( 6 ) .
40 وبالاسناد عن الكراجكي ، عن الحسين بن عبيدالله بن علي ، عن هارون بن موسى ، عن علي بن همام ( 7 ) ، عن علي بن محمد القمي ، عن منجح الخادم ، عن أبان بن محمد قال كتبت إلى الامام علي بن موسى عليه السلام : جعلت فداك إني شككت في إيمان أبي طالب قال : فكتب ( بسم الله الرحمن الرحيم ومن يبتغ غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ) أما إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار ( 8 ) .
41 وأخبرني عبدالحميد بن عبدالله ، عن عمر بن الحسين بن عبدالله بن محمد ، عن محمد

_________________________________________________________
( 1 ) المصدر نفسه : 14 و 15 .
( 2 ) الرحبة من الدار : ساحته .
( 3 ) فض الشئ : كسره فتفرقت كسره .
( 4 ) في المصدر : ابي يعذب في النار .
( 5 ) لم يذكر نور نفسه أدبا أو لان نور محمد صلى الله عليه وآله ونوره واحد كما يستفاد من الروايات .
( 6 ) المصدر نفسه : 15 .
واورده الكراجكى في كنز الفوائد : 80 .
( 7 ) في المصدر وكذا الكنز : عن أبي على بن همام .
( 8 ) المصدر نفسه : 16 .
واورده الكراجكى في كنز الفوائد : 80 .