[181]
التراب وأراد الناس الانصراف جعل رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لها ، ابنك ابنك لا جعفر ولا
عقيل ، ابنك ابنك علي بن أبي طالب ، قالوا ( 1 ) : يا رسول الله فعلت فعلا ما رأينا مثله قط :
مشيك حافي القدم ، وكبرت سبعين تكبيرة ، ونومك في لحدها وجعل قميصك كفنها ( 2 ) .
وقولك لها ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل ، فقال صلى الله عليه وآله : أم التأني في وضع أقدامي ورفعها
في حال التشييع للجنازة فكلثرة ازدحام الملائكة ، وأما تكبيري سبعين تكبيرة فإنها
صلى عليها سبعون صفا من الملائكة ، وأما نومي في لحدها فإني ذكرت في حال ( 3 ) حياتها
ضغطة القبر فقالت : واضعفاه ! فنمت في لحدها لاجل ذلك حتى كفيتها ذلك ، وأما
تكفيني لها ( 4 ) بقميصي فإني ذكرت لها [ في حياتها القيامة ( 5 ) و ] حشر الناس عراة
فقالت : واسو أتاه ! فكفنتها بها ( 6 ) لتقوم يوم القيامة مستورة ، وأما قولي لها : ( ابنك
ابنك لا جعفر ولا عقيل ) فإنها لما نزل عليه الملكان وسألاها عن ربها فقالت : الله ربي ،
وقالا ( 7 ) : من نبيك ؟ قالت : محمد نبيي ، فقالا ( 8 ) : من وليك وإمامك ؟ فاستحيت أن
تقول : ولدي ، فقلت لها : قولي : ابنك علي بن أبي طالب ، فأقر الله بذلك عينها ( 9 ) .
أقول : قال ابن أبي الحديد : امه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
أول هاشيمة ولدت لهاشمي ، كان علي أصغر بنيها وجعفر أسن منه بعشر سنين ، وعقيل
أسن من جعفر بعشر سنين ، وطالب أسن من عقيل بعشر سنين ، وفاطمة بنت أسد أمهم
جميعا ، وأم فاطمة بنت أسد فاطمة بنت هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن وهب
_________________________________________________________
( 1 ) في الصمدرين : فقالوا له .
( 2 ) في الصمدرين : وجعلن قميصك عليها .
( 3 ) في الروضة : فانى ذكرت لها في ايام حياتها .
وفى الفضائل : فانى ذكرت لها في
حال حياتها .
( 4 ) في الصمدرين وفى ( م ) : وامما تكفينها .
( 5 ) ليست هذه الجملة في الصمدرين .
( 6 ) في الصمدرين : فكفنتها به .
( 7 و 8 ) في الصمدرين : وقالا لها .
( 9 ) الفضائل : 106 و 107 .
الروضة : * .
[182]
بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شهاب بن مهارب بن فهر ( 1 ) ، وأمها عاتكة بنت أبي همهمة
واسمه عبدالعزى بن عامر بن عمروبن وديعة بن الحارث بن فهر ، أسلمت بعد عشرة من
المسلمين فكانت الحادى عشر ، وكان رسول الله يكرمها ويعظمها ويدعوها امي ، وأوصت
إليه حين حضرتها الوفاة فقبل وصيتها وصلى عليها ونزل في لحدها واضطجع معها فيه بعد أن
ألبسها قميصه ، وفاطمة أول امرأة بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله من النساء .
وام أبي طالب بن
عبدالمطلب : فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخذوم ، وهي ام عبدالله والد سيدنا
رسول الله صلى الله عليه وآله وام الزبير بن عبدالمطلب وسائر ولد عبدالمطلب بعد لا مهات شتى ( 2 ) .
_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : عمروبن شيبان بن مهارب بن فهر .
( 2 ) شرح نهج البلاغة لابن ابى الحديد ج 1 : 6 .
[183]
1 - لى : علي بن حاتم ، بن أحمد الهمداني ، عن جعفر بن عبدالله المحمدي ، عن
كثير بن عياش ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : ( إنما
وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) الآية قال : إن رهطا من اليهود أسلموا ، منهم عبدالله
بن سلام وأسد وثعلبة وابن يامين وابن صوريا ، فأتوا النبي صلى الله عليه وآله فقالوا : يا بني الله إن
موسى أوصى إلى يوشع بن نون فمن وصيك يا رسول الله ؟ ومن ولينا بعدك ؟ فنزلت هذه
الآية : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : قوموا ، فقاموا فأتوا المسجد فإذا سائل خارج ،
فقال : ياسائل أم أعطاك أحد شيئا ؟ قال : نعم هذا الخاتم ، قال : من أعطاكه ؟ قال :
أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلي ، قال : على أي حال أعطاك ؟ قال كان راكعا ، فكبر
النبي صلى الله عليه وآله وكبر أهل المسجد ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : علي بن أبي طالب وليكم بعدي ،
قالوا : رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وبعلي بن أبي طالب وليا ، فأنزل الله
عزوجل : ( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ( 1 ) ) فروي
عن عمر بن الخطاب أنه قال : والله لقد تصدقت بأربعين خإتما وأنا راكع لينزل في ما نزل
في علي بن أبي طالب فما نزل ( 2 ) !
_________________________________________________________
( * ) الاعراف : 55 .
ولا نكرر موضع هذه الاية بتكرارها في هذا الباب .
( 1 ) المائدة : 6 .
( 2 ) امالى الصدوق : 75 .
[184]
قب : مرسلا عنه مثله ( 1 ) .
2 - ج : في رسالة أبي الحسن العسكري إلى أهل الاهواز في الجبر والتفويض
قال : وأصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله صلى الله عليه وآله
حيث قال : إني مستخلف فيكم خليفتين : كتاب الله وعترتي ، وما إن تمسكتم بهمالن تضلوا
بعدي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
واللفظة الاخرى عنه في هذا المعنى
بعينه قوله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن
يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا .
فلما وجدنا شواهد هذا
الحديث نصا في كتاب الله مثل قوله : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك لاميرالمؤمنين
عليه السلام أنه تصدق بخاتمه وهو راكع فشكر الله ذلك له وأنزل الآية فيه ثم وجدنا رسول الله قد
أبانه من أصحابه بهذه اللفظة : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه .
وقوله صلى الله عليه وآله ، علي يقضي ديني وينجز موعدي وهو خليفتي عليكم بعدي .
وقوله صلى الله عليه وآله
حيث استخلفه على المدينة فقال : يا رسول الله أتخلفني على النساء والصبيان ؟ فقال : أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟ .
فعلمنا أن الكتاب
شهد بتصديق هذه الاخبار وتحقيق هذه الشواهد فيلزم ( 2 ) الامة الاقرار بها إذا كانت
هذه الاخبار وافقت القرآن ووافق القرآن هذه الاخبار .
والخبر ( 3 ) .
3 - ما : المفيد ، عن الكاتب ، عن الزعفراني ، عن الثقفي ، عن محمد بن علي ، عن
العباس بن عبدالله ، عن عبدالرحمن بن الاسود اليشكري ، عن عون بن عبيدالله ، عن أبيه
عن جده أبي رافع قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله يوما وهو نائم وحية في جانب البيت
فكرهت أن أقتلها فاوقظ النبي صلى الله عليه وآله فظننت أنه يوحى إليه ، فاضطجعت ( 4 ) بينه وبين
_________________________________________________________
( 1 ) مناقب آل أبي طالب ج 1 : 515 .
( 2 ) في المصدر : فلزم .
( 3 ) الاحتجاج : 249 .
( 4 ) ضجع واضطجع : وضع جنبه بالارض .
[185]
الحية فقلت : إن كان منها سوء كان إلي دونه ، فمكثت هنيئة فاستيقظ النبي صلى الله عليه وآله وهو
يقرء ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) حتى أتى على ( 1 ) آخر الآية ، ثم قال :
الحمدلله الذي أتم لعلي نعمته ، وهنيئا له بفضل الله الذي آتاه ، ثم قال لي : مالك ههنا ؟
فأخبرته بخبر الحية ، فقال لي : اقتلها ، ففعلت ، ثم قال : يا بارافع كيف أنت وقوم
يقاتلون عليا وهو على الحق وهم على الباطل ؟ جهادهم حق لله عز اسمه ، فمن لم يستطع
فبقلبه ( 2 ) وليس من ورائه شئ فقلت : يا رسول الله ادع الله لي إن أدركتهم أن يقويني على
قتالهم ، قال : فدعا النبي صلى الله عليه وآله وقال : إن لكل نبي أمينا وإن أميني أبورافع ،
الخبر ( 3 ) .
أقول : روى ابن بطريق في المستدرك عن الحافظ أبي نعيم بإسناده إلى عون
مثله إلى قوله : وليس وراءه شئ .
4 - أقول : ورواه السيوطي في الدر المنثور عن ابن مردويه والطبراني وأبي نعيم
بأسانيدهم عن أبي رافع إلى قوله : وهنيئا لعلي بفضل الله الذي آتاه ( 4 ) ، ثم قال : و
أخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عباس قال : تصدق علي بخاتمه وهو راكع ،
فقال النبي صلى الله عليه وآله للسائل : من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال : ذاك الراكع ، فأنزل الله فيه
( إنما وليكم الله ورسوله ) وأخرج عبدالرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبوالشيخ وابن
مردويه عن ابن عباس في قوله : ( إنما وليكم الله ورسوله ) الآية ، قال : نزلت في علي
بن أبي طالب عليه السلام .
وأخرج الطبراني في الاوسط بسند فيه مجاهيل ، وابن مردويه عن عمار بن ياسر
-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 185 سطر 19 إلى صفحه 193 سطر 18
قال : وقف لعلي عليه السلام سائل وهو راكع في صلاة تطوع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل ،
فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فأعلمه ذلك ، فنزلت على النبي صلى الله عليه وآله هذه الآية ، فقرأها
_________________________________________________________
( 1 ) ( 1 ) ليست كلمة ( على ) في المصدر .
( 2 ) اى يجاهد بقلبه بالتبرى عنهم وفي المصدر : ليس من وراثه شئ .
( 3 ) أمالى الشيخ : 37 .
( 4 ) وفيه بدل هذه الجملة : ( وهيأ لعلى بفضل الله اياه ) ويظهر من عبارة المصنف أن السيوطى
أورد ما نقله عنه بعد هذه الرواية ، وليس كذلك هذه الرواية متأخرة عما نقله المصنف عنه .
[186]
على أصحابه ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .
وأخرج أبوالشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال :
نزلت هذه الاية على رسول الله صلى الله عليه وآله في بيته ودخل المسجد ( 1 ) وجاء الناس يصلون
بين راكع وساجد وقائم يصلي ، فإذا سائل فقال : يا سائل هل أعطاك أحد شيئا ؟ قال : لا
إذا ذاك الراكع - يشير لعلي بن أبي طالب عليه السلام - أعطاني خاتمه .
وأخرج ابن أبي حاتم وأبوالشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال : تصدق
علي بخاتمه وهو راكع ، فنزلت الاية .
وأخرج ابن جرير عن مجاهد وعن السدي وعتبة بن حكيم مثله .
انتهت أخبار السيوطي ، أخذناها من عين كتابه ( 2 ) .
5 - فس : ( إنما وليكم الله ورسوله ) الاية حدثني أبي ، عن صفوان ، عن أبان
بن عثمان ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : بينما ( 3 ) رسول الله صلى الله عليه وآله جالس و
عنده قوم من اليهود فيهم عبدالله بن سلام إذ نزلت عليه هذه الاية فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله
إلى المسجد فاستقبله سائل فقال : هل أعطاك أحد شيئا ؟ قال : نعم ذاك المصلي ، فجاء
رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا هو أميرالمؤمنين عليه السلام ( 4 ) .
6 - شف : محمد بن جرير الطبري ، عن القاضي أبي الفرج المعافى ، عن محمد بن القاسم
بن زكريا المحاربي ، عن القاسم بن هشام بن يونس النهشلي ، عن الحسن بن الحسين ،
عن معاذ بن مسلم ، عن عطاء بن السائب ( 5 ) ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قول
الله عزوجل : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون ) قال : اجتاز عبدالله بن سلام ورهطه معه ( 6 ) برسول الله صلى الله عليه وآله
_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله ودخل المسجد .
( 2 ) الدر المثور ج 2 : 293 و 294 .
( 3 ) في المصدر : بينا رسول الله .
( 4 ) تفسير القمى : 185 وفه : فاذا هوعلى اميرالمؤمنين عليه السلام .
( 5 ) في ( ك ) عن عطاء بن السياب .
( 6 ) في المصدر : ورهط معه .
[187]
فقالوا : يا رسول الله بيوتنا قاصية ( 1 ) ولا نجد متحدثا دون المسجد ، إن قومنا لما رأونا
قدصدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا لنا العداوة والبغضاء ، وأقسموا أن لا يخالطونا
ولا يكلمونا ، فشق ذلك علينا ، فبيناهم يشكون إلى النبي صلى الله عليه وآله إذ نزلت هذه الآية :
( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم
راكعون ) فلما قرأها عليهم قالوا : قد رضينا بما رضي الله ورسوله ، ورضينا بالله ورسوله
وبالمؤمنين ، وأذن بلال العصر وخرج النبي صلى الله عليه وآله فدخل والناس يصلون ما بين راكع
وساجد وقائم وقاعد ، وإذا مسكين يسأل ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : هل أعطاك أحد شيئا ؟
فقال : نعم قال : ماذا ؟ قال : خاتم فضة ، قال : من أعطاكه ( 2 ) ؟ قال : ذاك الرجل
القائم ، قال النبي صلى الله عليه وآله ( 3 ) : على أي حال أعطاكه ؟ قال : أعطانيه وهو راكع ، فنظرنا
فإذا هوأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ( 4 ) .
7 - شى : عن خالد بن يزيد ، عن معمر بن المكي ، عن إسحاق بن عبدالله بن
محمد بن علي بن الحسين ، عن الحسن بن زيد ، عن أبيه زيد بن الحسن عن جده عليهم السلام
قال : سمعت عمار بن ياسر يقول : وقف لعلي بن أبي طالب عليه السلام سائل وهو راكع في صلاة
تطوع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فأعلمه بذلك ، فنزل على النبي
هذه الآية : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون ) إلى آخر الآية ، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وآله علينا ثم قال : من كنت مولاه
فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ( 5 ) .
8 - شى : عن ابن أبي يعقور قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : أعرض عليك ديني
الذي أدين الله به ؟ قال : هاته ، قلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، و
اقر بماجاء به من عندالله قال : ثم وصفت له الائمة حتى انتهيت إلى أبي جعفر عليه السلام
_________________________________________________________
( 1 ) أى بعيدة .
( 2 ) في المصدر : من أعطاك ؟ .
( 3 ) في ( م ) و ( ح ) ، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله .
( 4 ) اليقين : 51 .
( 5 ) تفسير العياشى مخطوط .
وخرجها البحراني في البرهان ج 1 : 482 .
[188]
قلت : وأقول فيك ماأقول فيهم ، فقال : أنهاك أن تذهب باسمي في الناس ، قال أبان : قال
ابن أبي يعفور : قلت له مع الكلام الاول ( 1 ) : وأزعم أنهم الذين قال الله في القرآن : أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول واولي الامرمنكم ( 2 ) ) فقال أبوعبدالله عليه السلام : والآية الاخرى فاقرء
قال : قلت له : جعلت فداك أي آية ؟ قال : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ( 3 ) ) .
9 - شى : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس ( 4 )
في بيته وعنده نفر من اليهود - أو قال : خمسة من اليهود - فيهم عبدالله بن سلام فنزلت
هذه الآية : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون ) فتركهم رسول الله صلى الله عليه وآله في منزله وخرج إلى المسجد ، فإذا بسائل ،
قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أصدق عليك أحد بشئ ؟ قال : نعم هو ذاك المصلي فإذا هو علي
عليه السلام ( 5 ) .
10 - شى : عن المفضل بن صالح ، عن بعض أصحابه ، عن أحدهما عليهما السلام أنه قال
لما نزلت هذه الآية ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) شق ذلك على النبي صلى الله عليه وآله
وخشي أن يكذبه قريش ، فأنزل الله ( ياأيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ( 6 ) )
الآية ، فقام بذلك يوم غديرخم ( 7 ) .
11 - شى : عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : ( إنما وليكم الله ورسوله
والذين آمنوا ) قال : هم الائمة عليهم السلام ( 8 ) .
12 - شى : عن أبي جميلة ، عن بعض أصحابه ، عن أحدهما عليهما السلام قال : إن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن الله أوحى إلي أن احب أربعة : عليا وأباذر وسلمان والمقداد
_________________________________________________________
( 1 ) اى حين وصفت الائمة عليهم السلام وأقررت بولايتهم .
( 2 ) النساء : 59 .
( 3 و 5 - 8 ) تفسير العياشى مخطوط .
واوردها في البرهان ج 1 : 483 و 484 .
( 4 ) ليست كلمة ( جالس ) في ( د ) .
( 6 ) المائدة : 67 .
[189]
فقلت : ألا ؟ ! فما كان من كثرة الناس ؟ ! أما كان أحد يعرف هذالامر ؟ فقال : بلى ثلاثة ،
قلت : هذه الآيات التي انزلت ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) وقوله : ( أطيعوا
الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر ) أماكان أحد يسأل فيم نزلت ؟ فقال : من ثم أتاهم ،
لم يكونوا يسألون ( 1 ) .
13 - قب : قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) اجتمعت الامة أن هذه الآية نزلت في علي
عليه السلام لما تصد بخاتمه وهو راكع ، لاخلاف بين المفسرين في ذلك ، ذكره الثعلبي
والماوردي والقشيري والقزويني والرازي والنيسابوري والفلكي والطوسي والطبري ( 2 )
في تفاسيرهم عن السدي والمجاهد والحسن والاعمش وعتبة بن أبي حكيم وغالب بن عبدالله
وقيس بن الربيع وعباية الربعي وعبدالله بن عباس وأبي ذر الغفاري ، وذكره ابن البيع
في معرفة اصول الحديث عن عبدالله بن عبيدالله بن عمر بن علي بن أبي طالب ، والواحدي
في أسباب نزول القرآن عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، والسمعاني في
فضائل الصحابة عن حميد الطويل ، عن أنس ، وسلمان بن أحمد في معجمه الاوسط عن
عمار ، وأبوبكر البيهقي في المقنف ، ومحمد الفتال في التنوير وفي الروضة عن عبدالله بن سلام
وأبى صالح والشعبي والمجاهد ، وزرارة بن أعين عن محمد بن علي عليه السلام ، والنظنزي في
الخصائص ، عن ابن عباس ، والابانة عن الفلكي عن جابر الانصاري ، وناصح التميمي
وابن عباس والكلبي في روايات مختلفة الالفاظ متفقة المعاني ، وفي أسباب النزول عن
الواحدي ( 3 ) أن عبدالله بن سلام أقبل ومعه نفر من قومه وشكوا بعد المنزل عن المسجد و
قالوا : إن قومنا لما رأونا أسلمنا رفضونا ( 4 ) ولا يكلمونا ولا يجالسونا ولا ينا كحونا ،
_________________________________________________________
( 1 ) تفسير العياشى : مخطوط وخرجها البحرانى في البرهان ج 1 ص 483 (
( 2 ) أورده الرازى في تفسيره مفاتيح الغيب ج 3 ص 431 ع ابن عباس وابى ذر ، والنيسابورى
في غرائب القرآن ج 2 ص 28 عن ابن عباس ، والطوسى في التبيان ج 1 : 548 .
( 3 ) ص 148 وبين ما ذكر الواحدى وعبارات المتن اختلافات يسيرة غير مخلة بالمعنى .
( 4 ) اى تركونا .
[190]
فنزلت هذه الآية فخرج النبي صلى الله عليه وآله إلى المسجد فرأى سائلا فقال : هل أعطاك أحدشيئا ؟ قال :
نعم خانم فضة - وفي رواية خاتم ذهب - قال : منأعطاكه ؟ قال : أعطانيه هذا الراكع .
كتاب أبي بكر الشيرازي أنه لم سأل السائل وضعها على ظهره إشارة إليه أن
ينزعها فمد السائل يده ونزع الخاتم من يده ودعاله ، فباهى الله تعالى ملائكته بأميرالمؤمنين عليه السلام
وقال : ملائكتي أما ترون عبدي جسده في عبادتي وقلبه معلق عندي وهو يتصدق وبماله طلبا
لرضاي ؟ اشهدكم أني رضيت عنه وعن خلفه - يعني ذريته - ونزل جبرئيل بالآية .
وفي المصباح ( 1 ) : تصدق به يوم الرابع والعشرين من ذي الحجة ، وفي رواية
أبي ذر أنه كان في صلاة الظهر وروي أنه كان في نافلة الظهر .
أسباب النزول عن الواحدي ( ومن يتول الله ) يعني يحب الله ( ورسوله والذين
آمنوا ) يعني عليا ( فإن حزب الله ) يعني شيعة الله ورسوله ووليه ( هم الغالبون ) يعني
هم العالون ( 2 ) على جميع العباد ، فبدأ في هذه الآية بنفسه ثم بنبيه ثم بوليه ، وكذلك
في الآية الثانية .
وفي الحساب ( إنما ولكيم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و
يؤتون الزكاة وهم راكعون ) وزنه : محمد المصطفى رسول الله صلى الله عليه وآله وبعده : المترضى
علي ابن أبي طالب وعترته ، وعدد حساب كل واحد منهما ثلاثة آلاف وخمسمائة
وثمانون ( 3 ) .
الكافي ( 4 ) : جعفر بن محمد بن أبيه عن جده عليهم السلام قال : لما نزلت ( إنما وليكم الله
ورسوله ) اجتمع نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجد المدينة وقال بعضهم لبعض :
ما تقولون في هذه الآية ؟ قال بعضهم : إنا ( 5 ) إن كفرنا بهذه الآية لكفر نابسائرها ، ( 6 )
_________________________________________________________
( 1 ) ص 530 .
( 2 ) في المصدر : هم الغلبون .
( 3 ) الموازنة غير صحيحة .
( 4 ) اصول الكافى 1 : 427 .
( 5 ) ليست في المصدر كلمة ( انا ) .
( 6 ) في المصدر : نكفر بسائرها .