[191]


وإن آمنا فإن هذا ذل حين يسلط علينا علي بن أبي طالب ، فقالوا : قد علمنا أن محمدا صادق فيما يقول ، ولكن نتوالاه ولا نطيع عليا فيما أمرنا ! فنزل : ( يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ) يعني ولاية علي ( وأكثرهم الكافرون ) بولاية علي .
علي بن جعفر ، عن أبي الحسن عليه السلام في قوله تعالى : ( وإذا قلنا للملائكة اسجد والآدم فسجدوا إلا إبليس أبي ( 1 ) ) أوحى الله إليه : يا محمد إني أمرت فلم اطع فلا تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيك .
خزيمة بن ثابت : فديت عليا إما الورى * سراج البرية مأوي التقى وصي الرسول وزوج البتول * إمام البرية شمس الضحى تصدق خاتمه راكعا * فأحسن بفعل إمام الورى ففضله الله رب العباد * وأنزل في شأنه هل أتى وله : ( أبا حسن تفديت نفسي واسرتي ) إلى آخر ما سيأتي عن حسان .
( 2 ) ثم قال : وأنشأحسان بن ثابت ، وهو في ديوان الحميري رضي الله عنه : علي أميرالمؤمنين أخو الهدى * وأفضل ذى نعل ومن كان حافيا وأول من أدى الزكاة بكفه * وأول من صلى ومن صام طاويا ( 3 ) فلما أتاه سائل مد كفه * إليه ولم يبخل ولم يك جافيا فدس إليه خاتما وهو راكع * ومازال أواها إلى الخيرداعيا ( 4 ) فبشر جبريل النبي محمدا * بذاك وجاء الوحي في ذاك ضايحا ( 5 )

_________________________________________________________
( 1 ) البقرة : 34 .
طه : 116 .
( 2 ) تحت رقم 16 من الباب .
( 3 ) أى جائعا ، وكأنه اشارة إلى صومه عليه السلام ثلاثة أيام وافطاره بالماء فقط ، وسيأتى تفصيله في البحث عن سورة ( هل أتى ) .
( 4 ) قال في القاموس ( 4 : 280 ) : الاواه : الموقن أو الدعاء أو الرحيم الرقيق .
( 5 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 514 - 417 .

[192]


14 - يل ، فض : بالاسناده يرفعه إلى جابر بن عبدالله الانصاري قال : كنا جلوسا عند رسول الله إذورد علينا أعرابي أشعث الحال ، عليه أثواب رثة ، والفقر بين عينيه ، فلما دخل وسلم قال شعرا : ( 1 ) أتيتك والعذراء تبكي برنة * وقد ذهلت ام الصبي عن الطفل واخت وبنتان وام كبيرة * وقد كدت من فقري اخالط في عقلي وقد مسني فقر وذل وفاقة * وليس لناشئ يمر ولا يحلي ( 2 ) وما المنتهى إلا إليك مفرنا ( 3 ) * وأين مفر الخلق إلا إلى الرسل قال : فلما سمع النبي صلى الله عليه وآله ذلك بكى بكاء شديدا ثم قال لاصحابه : معاشر المسلمين إن الله تعالى سبق إليكم جزاء ، ( 4 ) والجزاء من الله غرف في الجنة تضاهي غرف إبراهيم الخليل عليه السلام فمن كان منك ( 5 ) يواسي هذا الفقير ؟ فقال : ( 6 ) فلم يجبه أحد ، وكان في ناحية المسجد علي بن أبي طالب يصلي ركعات التطوع ( 7 ) كانت له دائما ، فأومأ إلى الاعرابي بيده فدنامنه ، فرفع ( 8 ) إليه الخاتم من يده وهو في صلاته ، فأخذه الاعرابي وانصرف وهو يقول : بعد الصلاة على الرسول ( 9 ) .

_________________________________________________________
( 1 ) في الفضائل : عليه ثياب رثة ، الفقر ظاهر بين عينيه ، ومعه عياله ، فلما دخل المسجد سلم على النبي صلى الله عليه وآله أنشد يقول اه .
وفي الروضة : فلما دخل سلم ووقف بين يدى رسل الله صلى الله عليه وآله وقال اه .
( 2 ) في الفضائل : وليس لنا مالا يمرو لا يحلى .
( 3 ) في الفضائل : ولسنانرى الا اليك فرارنا .
( 4 ) في الفضائل : ساق إليم ثوابا وقادا ليكم أجرا .
وفى الروضة : ساق اليكم اجرا .
( 5 ) في المصدر : فمن منكم .
وفى الروضة : ومن منكم .
( 6 ) ليست كلمة ( فقال ) في الروضة .
( 7 ) في الفضائل : ركعات تطوعا .
وفى الروضة : ركعتين تطوعا .
( 8 ) في المصدرين : فدفع .
( 9 ) ليست هذه الجملة في الروضة .
وفى الفضائل : فاخذه الاعرابي وانصرف ، وقد أحسن من قال : لى خمسة ترتجى بحبهم ال * دنيا ويرجى منهم الدين يأمن بين الانام تابعهم * لانهم في الورى ميامين

[193]


أنت مولى يرتجى به من الله في الدنيا إقامة الدين خمسة في الانام كلهم * وأنتم في الورى ميامين ثم إن النبي أتاه جبرئيل ونادى : ( 1 ) السلام عليكم يا رسول الله ربك يقرؤك السلام ويقول لك : اقرء ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) فعند ذلك قام النبي صلى الله عليه وآله قائما على قدميه وقال : معاشر المسلمين أيكم اليوم عمل خيرا حتى جعله الله ولي كل من آمن ؟ قالوا : يا رسول الله ما فينا من عمل خيرا سوى ابن عمك علي بن أبي طالب عليه السلام فإنه تصدق على الاعرابي ( 2 ) بخاتمه وهو يصلي ، قال النبي صلى الله عليه وآله : وجبت الغرف لابن عمي علي بن أبي طالب عليه السلام فقرأ ( 3 ) عليهم الآية ، قال : فتصدق الناس في ذلك اليوم على ذلك الاعرابي ( 4 ) ، فولى و هو يقول : أنا مولى لخمسة * انزلت فيهم السور أهل طه وهل أتى * فاقرؤا يعرف الخبر ( 5 ) والطواسين بعدها * والحواميم والزمر أنا مولى لهؤلاء * وعدو لمن كفر .
( 6 ) بيان : الرثة البذاذة وسوء الحال .
قوله : ( يمر ولا يحلي ) هما على الافعال من المرارة والحلاوة أي مالنا حلو ولامر ، قال الجوهري : أحليت الشئ : جعلته حلوا ،

_________________________________________________________
( 1 ) في الفضائل : ثم ان النبى غشيه الوحى اذهبط عليه جبرئيل ونادى .
وفى الروضة : ثم ان النبي اتاه الوحى ، عند ذلك جبرئيل نزل ونادى .

-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 193 سطر 19 إلى صفحه 201 سطر 18 ( 2 ) في الروضة : تصدق بخاتمه الاعرابى .
( 3 ) في الفضائل : ثم قرأ .
وفى الروضة : قال : فعند ذلك قرأ .
( 4 ) في المصدرين : فتصدق الناس على الاعرابى في ذلك اليوم .
( 5 ) في المصدرين : فاقرؤوا واعرفوا الخبر .
( 6 ) الفضائل : 156 .
الروضة : 28 .

[194]


يقال : ما أمر ولا أحلى إذا لم يقل شيئا .
( 1 ) 15 - قب ، كشف : الثعلبي في تفسيره يرفعه بسنده قال : بينا عبدالله بن عباس جالس على شفير زمزم يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذأ قبل رجل متعمم ( 2 ) بعمامة ، فجعل ابن عباس لا يقول : قال رسول الله إلا قال الرجل : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال ( 3 ) ابن عباس : سألتك بالله من أنت ؟ فكشف العمامة عن وجهه وقال : يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ( 4 ) أنا جندب بن جنادة البدري أبوذر العفاري ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله بهاتين وإلا فصمتا ( 5 ) ورأيته بهاتين وإلا فعميتا ، ( 6 ) يقول : علي قائد البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، أما إني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوما من الايام الظهر ( 7 ) فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا ( 8 ) ، فرفع السائل يده إلى المساء و قال : ( 9 ) اللهم اشهد أني سألت ( 10 ) في مسجد رسل الله فمل يعطني أحد شيئا ، وكان علي عليه السلام في الصلاة ( 11 ) راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى وكان متختما ( 12 ) فيها ، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصرة وذلك بمرأى من النبي صلى الله عليه وآله وهو يصلي ، ( 13 )

_________________________________________________________
( 1 ) الصحاح : ج 6 ص 2317 .
( 2 ) في الكشف : معتم .
وكلاهما صحيحان .
( 3 ) في الكشف : فجعل كلما قال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يقول الرجل : قاله رسول الله ، فقال له اه .
( 4 ) في الكشف : بعد ذلك : ومن لم يعرفنى فأنا اعرفه نفسى .
( 5 ) في الكشف : صمتا .
( 6 ) في الكشف : عميتا .
( 7 ) في الكشف : صلاة الظهر يوما من الايام .
( 8 ) ليست كلمة ( شيئا ) في الكشف .
( 9 ) لم يذكر من صدر الرواية إلى هنا في المناقب ، وقد قطعها كما يستفاد من عبارته حيث قال تفسير الثعلبى : في رواية أبى ذران السائل قال اه .
( 10 ) في ( ك ) : اللهم انى اشهد أنى سألت .
( 11 ) ليست كلمة ( في الصلاة ) في المصدرين .
( 12 ) في الكشف : وكان يتختم فيه .
ولم يذكر في المناقب هذه العبارة رأسا .
( 13 ) في المناقب : حتى أخذه من خنصره وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وآله اه .
وفى الكشف : فاخذ الخاتم من يده بعين رسول الله صلى الله عليه وآله اه .

[195]


فلما فرغ النبي صلى الله عليه وآله ( 1 ) من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إن أخي موسى سألك فقال : ( رب اشرح لي صدري ويسرلي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري ) فأنزلت عليه قرآنا ناطقا : ( سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا ( 2 ) ) اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك ، اللهم فاشرح لي صدري ويسرلى أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد عليا اشدد به ظهري .
( 3 ) قال أبوذر : فما استتم رسول الله صلى الله عليه وآله كلامه ( 4 ) حتى نزل جبرئيل من عندالله عزوجل فقال : يا محمد اقرء ، فأنزل الله عليه ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) .
( 5 ) أقول : قال السيد ابن طاوس : في الطرائف قال السدي وعتبة بن أبي حكيم و غالب بن عبدالله : إنما عني بهذه الآية علي بن أبي طالب عليه السلام لانه مر به سائل وهو راكع فب المسجد فأعطاه خاتمه .
ورواه الثعلبي من عدة طرق : فمنها ما رفعه إلى عباية بن ربعي قال : بينا عبدالله بن عباس جالس وذكر مثله سواء ( 6 ) .
وقال الشيخ أمين الدين الطبرسي : حدثنا السيد أبوالحمد مهدي بن نزار الحسني ، عن أبي القاسم الحسكاني ، عن محمد بن القاسم الفقيه الصيدلاني ، عن عبدالله بن محمد الشعراني عن أحمد بن علي بن زين الياشاني ( 7 ) ، عن المظفر بن الحسين الانصاري ، عن السندي ابن علي الوراق ، عن يحيى بن عبدالحميد الحماني ، عن قيس بن الربيع ، ع الاعمش عن عباية مثله ، ثم قال : وروى هذا الخبر الثعلبي في تفسيرة بهذا الاسناد بعينه ، وروى

_________________________________________________________
( 1 ) ليست كلمة ( النبى ) في الكشف .
وفى المناقب ( رسول الله ) بدله .
( 2 ) القصص : 35 .
( 3 ) في الكشف : أزرى .
( 4 ) في المناقب : الكلمة .
( 5 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 515 .
كشف الغمة : 91 و 92 .
( 6 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
( 7 ) في المصدر : البياشانى .

[196]


أبوبكر الرازي في كتاب أحكام القرآن - على ما حكاه المغربي عنه - والرماني والطبري أنها نزلت في علي عليه السلام حين تصدق بخاتمه وهو راكع ، وهو قول مجاهد والسدي ، وهو المروي أن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام وجميع علماء أهل البيت عليهم السلام ، وقال الكلبي : نزلت في عبدالله بن سلام وأصحابه لما أسلموا فقطعت اليهود ( 1 ) فنزلت الآية ، وفي رواية عطاء قال عبدالله بن سلام : أنا رأيت ( 2 ) عليا عليه السلام تصدق بخاتمه وهو راكع فنحن نتولاه ( 3 ) .
16 - كشف : نقلت من مناقب أبي المؤيد الخوارزمي يرفع إلى ابن عباس قال : أقبل عبدالله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله فقال ( 4 ) : يا رسول الله إن منازلنا بعيدة ليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس ، وإن قومنا لما رأونا آمنا بالله ورسوله وصدقناه رفضونا ، وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا ينا كحونا ولا يكلمونا ، فشق ذلك علينا ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ثم إن النبي صلى الله عليه وآله خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع ، وبصر بسائل ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : هل أعطاك أحد شيئا ؟ قال : نعم خاتما من ذهب ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله من أعطاكه ؟ قال : ذاك ( 5 ) القائم - وأومأ بيده إلى أميرالمؤمنين علي عليه السلام - فال صلى الله عليه وآله : على أي حال أعطاك ؟ قال : أعطاني وهو راكع ، فكبر النبي صلى الله عليه وآله ثم قرأ : ( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) .
فأنشأحسان بن ثابت ( 6 ) يقول :

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : فقطعت اليهود موالاتهم .
( 2 ) في المصدر : يا رسول الله أنا رأيت .
( 3 ) مجمع البيان 3 : 210 .
( 4 ) في المصدر : فقالوا .
( 5 ) في المصدر : ذلك .
( 6 ) هو من الانصار ، وأول من نظم الشعر الدينى في الاسلام ، لقب بشاعر النبي صلى الله عليه وآله شعرء من مصادر تاريخ تلك الحقبة من حياة الاسلام ، له ديوان معروف رواه ابوسعيد السكرى عن ابن حبيب ، طبع مرارا افضل طبعاته في مجموعة حبيب التذكارية في لندن 1910 م .

[197]


أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي * وكل بطئ في الهدى ومسارع أيذهب مدحي والمحبر ضائع * وما المدح في جنب الاله بضائع فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا * فدتك نفوس القوم يا خير راكع فأنزل فيك الله خير ولاية * وبينها في محكمات الشرائع ( 1 ) [ بيان : تحبير الخط والشعر وغيرهما تحسينه ] فأقول : رواه علي بن عيسى في كشف الغمة ( 2 ) عن ابن مردويه بأسانيد عن ابن عباس وروى السيوطي في الدر المنثور ( 3 ) عن ابن مردويه من طريق الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس .
وروى أيضا ابن بطريق من كتاب ما نزل من القرآن في أميرالمؤمنين عليه السلام تأليف الحافظ أبي نعيم الاصفهاني بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس .
ورواه الطبرسي عن السيد أبي الحمد ، عن الحسكاني بإسناده إلى أبي صالح عن ابن عباس مثله إلا أنه قال : خاتم من فضة ( 4 ) .
فر : عبيد بن كثير معنعنا عن ابن عباس مثله إلى قوله : ( هم الغالبون ) وزاد بعده ( 5 ) : فقال النبي صلى الله عليه وآله : الحمدلله الذي جعلها في وفي أهل بيتي ( 6 ) ، قال : وكان في خاتمه الذي أعطاه السائل : سبحان من فخري بأني له عبد ( 7 ) .
17 - فر : إسماعيل بن إبراهيم ، عن ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي ، عن ثعلبة ، عن سلميان بن ظريف ، عن محمد بن مسلم قال : كنا عند أبي جعفر عليه السلام جلوسا صفين ، وهو على السرير ود در علينا بالحديث ، وفينا من السرور وقرة العين ما شاء الله ، فكأنا

_________________________________________________________
( 1 ) كشف الغمة : 88 .
( 2 ) ص 93 .
( 3 ) ج 2 : 293 .
( 4 ) مجمع البيان 3 : 210 .
( 5 ) ما نقله المصنف بعنوان الزيادة منقول في تفسير فرات مستقلا عن أبي على احمد بن الحسين الحضرمي معنعنا عن ابن عباس .
( 6 ) في المصدر : الحمدلله الذى جعلها في سر أهل بيتى .
( 7 ) تفسير فرات : 39 .
وفى جميع نسخ الكتاب : سبحان من فخرلى .

[198]


في الجنة ، فبينا نحن كذلك إذا بالآذن فقال : سلام الجعفي بالباب ، فقال أبوجعفر عليه السلام ائذن له ، فدخلنا هم وغم ومشقة كراهية أن يكف عنا ما كنافيه ، فدخل وسلم عليه فرد أبوجعفر عليه السلام عليه السلام ، ثم قال سلام : يا ابن رسول الله حدثني عنك خيثمة عن قول الله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) أن الآية نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ( 1 ) قال : صدق خيثمة ( 2 ) .
18 - فر : الحسين بن الحكم معنعنا عن جعفر عليه السلام ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ( 3 ) .
19 - فر : جعفر بن محمد بن سعيد عن المنهال قال : سألت عن علي بن الحسين وعبدالله بن محمد عن قول الله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) قالا : في علي بن أبي طالب عليه السلام ( 4 ) .
20 - فر : الحسين بن سعيد معنعنا عن أبي جعفر عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يصلي ذات يوم في مسجده فمربه فقير ( 5 ) ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : هل تصدق عليك بشئ ؟ قال : نعم : مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه ، وأشار ( 6 ) بيده فإذا هو بعلي بن أبي طالب عليه السلام فنزلت هذه الآية : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هو وليكم من بعدي .
وقال ابن عباس : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة وقوله : ( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) علي بن أبي طالب عليه السلام ( 7 ) .
21 - فر : زيد بن حمزة بن محمد بن على بن زياد القصار معنعنا عن أميرالمؤمنين

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : الاية نزلت في على عليه السلام .
( 2 ) تفسير فرات : 3 .
( 3 ) تفسير فرات 37 .
( 4 ) تفسير فرات : 30 .
( 5 ) في المصدر : ان رسول الله كان ذات يوم في مسجده ، فمر مسكين اه .
( 6 ) في المصدر : فأشار .
( 7 ) تفسير فرات : 38 .
ولم يذكر ذيل الاية الاخيرة فيه .

[199]


علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان يقول : من أحب الله أحب النبي صلى الله عليه وآله ومن أحب النبي أحبنا ، ومن أحبنا أحب شيعتنا ، فإن النبي صلى الله عليه وآله ونحن وشيعتنا من طينة واحدة ، ونحن في الجنة ، لا نبغض من يحبنا ( 1 ) ولا نحب من أبغضنا ، اقرؤوا إن شئتم : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) إلى آخر الآية ، قال الحارث : صدق الله ما نزلت إلا فيه ( 2 ) .
22 - يف : من كتاب الجمع بين الصحاح الستة من صحيح النسائي عن ابن سلام قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت : إن قومنا حادونا لما صدقنا الله ورسوله ، وأقسموا أن لا يكلمونا ، فأنزل الله تعالى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) الآية ، ثم أذن بلال لصلاة الظهر ، فقام الناس يصلون فمن بين ساجد وراكع ، وسائل إذا سأل ، فأعطى علي خاتمه وهو راكع ، فأخبر السائل رسول الله صلى الله عليه وآله فقرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وآله ( إنما وليكم الله ورسوله ) إلى قوله : ( الغالبون ) .
ورواه الشافعي ابن المغازلي من خمس طرق : فمنها عن عبدالله بن عباس قال : مر سائل بالنبي صلى الله عليه وآله وفي يده خاتم قال : من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال : ذاك الراكع - وكان علي يصلي - فقال : الحمدلله الذي جعلها في وفي أهل بيتي .
ومن روايات الشافعي ابن المغازلي في المعنى يرفعه إلى علي بن عابس قال : دخلت أنا وأبومريم على عبدالله بن عطاء فقال أبومريم : كنت مع أبي جعفر عليه السلام جالسا إذمر ابن عبدالله بن سلام فقلت : جعلت فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب ، قال : لا ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب عليه السلام الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عزوجل : ( ومن عنده علم الكتاب ( 3 ) .
أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ( 4 ) .
إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) .
وذكر السدي في

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : من احبنا .
( 2 ) تفسير فرات : 41 .
( 3 ) الرعد : 43 .
( 4 ) هود : 17 .

[200]


تفسيره أن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ( 1 ) .
أقول : روى ابن بطريق في العمدة ( 2 ) مامر في روايات السيد وغيره بأسانيد جمة من صحاحهم فمن أراد تحقيق أسانيدها فليرجع إليها .
23 - وأقول : روي في جامع الاصول ( 3 ) من صحيح النسائي عن ابن سلام مثل الخبر الاول الذي رواه السيد إلا أنه قال : أتيت ( 4 ) رسول الله صلى الله عليه وآله ورهط من قومي فقلنا : ( إن قومنا ) إلى قوله : ( بين ساجد وراكع ، وسائل إذا سأل ( 5 ) فأعطاه علي ) إلى آخر الخبر .
وروى ابن بطريق أيضا في المستدرك عن الحافظ أبي نعيم بإسناده عن زيد بن الحسن عن أبيه قال : سمعت عمار بن ياسر يقول : وقف لعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوع ، فنزع خاتمه فأعطاه ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فأعلمه فنزلت هذه الآية : ( إنما وليكم الله ورسوله ) .
وبإسناده عن الضحاك عن ابن عباس في قوله عزوجل : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) يريد علي بن أبي طالب عليه السلام ( الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) قال عبدالله بن سلام : يا رسول الله أنا رأيت علي بن أبي طالب عليه السلام تصدق بخاتمه - وهو راكع - على محتاج ، فنحن نتولاه .
وبإسناده عن الكلبي ، عن أبي صالح عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وآله يتوضأ للصلاة فنزل عليه : ( إنما وليكم الله ) الآية ، فتوجه النبي صلى الله عليه وآله وخرج إلى المسجد

_________________________________________________________
( 1 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
( 2 ) 60 و 61 .
( 3 ) هذا الكتاب الذى دونه الجزرى من الصحاح الستة لم يطبع إلى الان ، ولخصه عبدالرحمن ابن على المعروف بابن الديبع الشيبانى ، وسماه ( تيسير الوصول إلى جامع الاصول من حديث الرسول ) وقد طبع بمصر سنة 1352 ه لكن لا يوجد بعض الروايات المروية عن الصحاح الستة فيه كهذه الرواية ، والظاهر انه اسقطه لاجل التلخيص او لامر سواه ، والله اعلم .
( 4 ) في ( م ) و ( ح ) : لقيت .
( 5 ) في ( م ) : بين ساجد وراكع وسائل ، اذا سائل يسأل :