[221]
إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل محمد إنك حميد مجيد ، قالت ام
سلمة ، فرفعت الكساء لادخل معهم فجذبه من يدي وقال : إنك لعلي خير ( 1 ) .
مد : بإسناده ، عن عبدالله بن أحمد ، عن أبيه ، عن نمير ، عن عبدالملك ، عن عطاء
مثل الحديث الاول ، ثم قال : قال عبدالملك : وحدثني بها أبوسلمة مثل حديث عطاء
وحدثني داود بن أبي عوف بن الحجاف ، عن شهر بن حوشب وذكر مثل الحديث
الثاني ( 2 ) .
29 - يف : ومن ذلك قوله دفعة اخرى من مسند أحمد بن حنبل بإسناده إلى
سهل قال : قالت ام سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله حين جاء نعي ( 3 ) الحسين بن علي لعنت
أهل العراق وقالت : قتلوه قتلهم الله ، غروه وأذلوه لعنهم الله ، فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله
وقدجاءته فاطمة غداة ببرمة قد صنعت فيه عصيدة ، تحملها في طبق حتى وضعتها بين
يديه ، فقال لها : اين ابن عمك ؟ قالت : هو في البيت ، قال : اذهبي فادعيه فأتيني ( 4 )
بابنيه ، قالت : وجاءت ( 5 ) تقود ابينها كل واحد منهمابيد ، وعلي يمشي في أثرها ( 6 ) حتى
دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وآله فأجلسهما في حجره ، وجلس علي عن يمينه وجلست فاطمة
عن يساره ، قالت ام سلمة : فاجتذب من تحتي كساء خيبريا كان بساطا لنا على المثابة
في المدينة ، فلقه رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذ طرفي الكساء وألوى بيده اليمنى إلى ربه عز و
جل وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قلت : يا رسول الله
ألست من أهلك ؟ قال : بلى ، قالت : [ قلت : ] فأدخلني في الكساء بعد ما قضي دعاؤه لابن عمه
علي وابنته فاطمة وابنيها عليهم السلام ( 7 ) .
_________________________________________________________
( 1 ) الطرائف : 30 .
وفيه : انك على خير .
( 2 ) العمدة : 17 .
( 3 ) نعى ينعى نعيا لنا والينا فلانا : أخبرنا بوفاته .
( 4 ) في المصدر : وائتينى .
( 5 ) في المصدر : فجاءت .
( 6 ) في المصدر : في اثرهم .
( 7 ) الطرائف : 30 .
ولعل الجملة الاخيرة كانت هكذا ان ام سلمة قالت : قلت فادخلنى في الكساء
فأدخلنى النبى صلى الله عليه وآله في الكساء بعد تمام دعائه في اهل بيته ، فلا تكون ام سلمة ممن تشملها الاية .
[222]
مد : بإسناده ، عن عبدالله بن أحمد ، عن أبيه ، عن أبي النصر هاشم بن القاسم ،
عن عبدالحميد بن بهرام ، عن سهل مثله ( 1 ) .
30 - يف : ومن ذلك في المعنى في تفسير الثعلبي عن أبي سعيد الخدري عن النبي
صلى الله عليه وآله قال : نزلت هذه الآية في خمسة : في وفي علي وفي حسن وحسين وفاطمة
( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ورواه أبوالحسن
علي بن أحمد الواحدي في الجزء الرابع من التفسير الوسيط بين المقبوض والبسيط - وهو
معتبر عندهم - عند تفسيره لآية الطهارة ، وهو من علماء المخالفين لاهل البيت عليهم السلام .
ومن ذلك في المعنى أيضا من تفسيره االثعلبي في تفسير ( 2 ) هذه الآية أيضا بإسناده إلى
مجمع بن الحارث بن تيم الله قال : دخلت مع امي على عائشة ، فسألتها امي قالت : أرأيت
خروجك يوم الجمل ؟ قالت : إنه كان قدرا من الله تعالى ، فسألتها عن علي عليه السلام قالت
سألتني عن أحب الناس كان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ( 3 ) لقد رأيت عليا وفاطمة وحسنا وحسينا
عليهم السلام وقد جمع رسول الله يغدف عليهم ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ( 4 )
فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 5 ) .
أقول : رواه الطبرسي من تفسير الثمالي ، وزاد في آخره : قالت : فقلت : يا رسول الله
أنا من أهلك ؟ قال : تنحي فإنك إلى خير ( 6 ) .
وفيما عندنا من تفسر الثعلبي بعد قولها :
( كان إلى رسول الله ) ( وزوج أحب الناس إلى رسول الله لقد رأيت اه .
) .
ثم قال السيد : ومن ذلك في المعنى في تفسير الثعلبي في تأويل هذه الآية بإسناده
إلى جعفر بن أبي طالب الطيار قال : لما نظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الرحمة هابطة من السماء
قال : من يدعو ؟ - مرتين - قالت زينب : أنا يا رسول الله ، فقال : ادعي لي عليا وفاطمة
والحسن والحسين ، قال : فجعل حسنا عن يمينه وحسينا عن شماله وعليا وفاطمة تجاهه
_________________________________________________________
( 1 ) العمدة : 18 .
( 2 ) في المصدر : في تأويل .
( 3 ) كأن ههنا سقطا وهو : قالت ام سلمة لقدرايت الخ ( ب ) .
( 4 ) كأن ههنا وخاصتى .
( 5 ) الطرائف : 30 .
( 6 ) مجمع البيان 8 : 357 .
[223]
ثم غشيهم كساء خيبريا ثم قال : اللهم إن لكل نبي أهلا وهؤلاء أهل بيتي ، فأنزل
الله عزوجل : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
فقالت زينب : يا رسول الله ألا أدخل معكم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : مكانك فإنك إلى خير
إن شاء الله .
ومن ذلك في المعنى في تفسير الثعلبي ( 1 ) أيضا في تأويل هذه الآية بإسناده إلى
أبي داود عن أبي الحمراء قال : أقمت بالمدينة تسعة أشهر كيوم واحد ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله
يجئ كل غداة فيقوم على باب علي وفاطمة عليهما السلام فيقول : الصلاة يرحمكم الله ( إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .
ومن ذلك في المعنى من صحيح أبي داود - وهو من كتاب السنن - وموطإ مالك عن
أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر لما نزلت هذه
الآية ، قريبا من ستة أشهر ، يقول : الصلاة يا أهل البيت ( إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( 2 ) ) .
أقول : روى ابن بطريق رحمه الله هذه الاخبار وغيرها مما سيأتي بأسانيد جمة في
كتاب العمدة تركنا إيرادها حذرا عن الاكثار والتكرار ( 3 ) .
34 - وروى السيد أيضا في كتاب سعد السعود من تفسير محمد بن العباس بن مروان
عن محمد بن العباس بن موسى ، عن يحيى بن محمد بن صاعد ، عن عمار بن خالد التمار ،
عن إسحاق بن يوسف ، عن عبدالملك بن أبي سليمان ، عن أبي ليل الكندي ، عن ام سلمة
زوج النبي صلى الله عليه وآله أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بيتها على منامة لها ، عليه كساء خيبري ،
فجاءت فاطمة ببرمة فيها حريرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ادعي لي زوج وابنيه حسنا و
حسينا ، فدعتهم ، فبينما هم يأكلون إذ نزلت على النبي صلى الله عليه وآله هذه الآية : ( إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) قالت : فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بفضل
_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : من تفسير الثعلبى .
( 2 ) الطرائف : 31 .
( 3 ) راجع العمدة : 16 - 23 .
[224]
الكساء فغشيهم إياه ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس و
طهرهم تطهيرا - قالها النبي ثلاث مرات - فأدخلت رأسي في الكساء فقلت : يا رسول الله
وأنا معكم فقال : إنك إلاى خير .
قال عبدالملك بن سليمان وأبوليل : سمعته عن ام سلمة ، قال عبدالملك : وحدثنا
داود بن أبي عوف ( 1 ) عن شهر بن حوشب ، عن ام سلمة بمثله .
[ قال عبدالملك : وحدثنا
عطاء بن أبي رياح عمن سمع ام سلمة بمثله ( 2 ) ] .
أقول : روي تخصيص آية الطهارة لهم
عليهم السلام من أحد عشر طريقا من رجال المخالف غير الاربع الطرق التي أشرنا
إليها ( 3 ) .
* [ ولنوضح بعض ألفاظ الروايات المتقدمة : اللفاع - ككتاب - الملحفة والكساء .
والتفع : التحف .
وفي النهاية : فيه : أنه أغدف على علي وفاطمة سترا أي أرسله وأسبله .
وقال فيه : أنه قيل له : هذا علي وفاطمة قائمين بالسدة فأذن لهما ، السدة : كالظلة
على الباب لتقي الباب من المطر ، وقيل : هي الباب نفسه ، وقيل : هي الساحة بين يديه
وقال : الخميصة : ثوب خزأو صوف معلم ، وقيل : لا تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء
معلمة .
والبرمة : القدر مطلقا أو من الحجارة .
وفي النهاية : الحريرة : الحسا المطبوخ من الدقيق والدسم والماء .
وقال : في
حديث علي عليه السلام : ( دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا على المنامة ) هي ههنا الدكان التي
ينام عليها ، وفي غير هذا هي القطيفة .
وقال فيه : أن جبرئيل رفع أرض قوم لوط ثم
ألوى بها حتى سمع أهل السماء ضغاء كلابهم ، أي ذهب بها ، يقال : ألوت به العنقاء أي
أطارته .
وقال العصيدة : دقيق يلت بالسمن ثم يطبخ .
وأقول : في أكثر نسخ الطرائف في حديث سهل : كان بساطا لنا على المثابة ، وفي
_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر بعد ذلك : يعنى أبا الحجاف .
( 2 ) ليس ما بين العلامتين في المصدر ، والظاهر انه سقط عند الطبع بقرينة قوله : ( غير الاربع
الطرق التى اشرنا اليها ) .
( 3 ) سعد السعود : 106 و 107 .
( 4 ) من هنا إلى قوله ( تتميم ) من مختصات ( ك ) .
[225]
بعضها : على المنامة ، وهو أظهر ، لكن قال بعد إتمام الخبر : رأيت في بعض رواية هذا
الحديث عن ام سلمة وقالت : وكنا على منامة ، فلا أعلم أيهما أصح : منامة أو المثابة ؟
انتهى .
وفي النهاية : المثابة : المنزل .
وفي الصحاح : المثابة : الموضع الذي يثاب إليه
أي يرجع إليه مرة بعد اخرى ، وإنما قيل للمنزل مثابة لان أهله يتصرفون في امورهم
ثم يثوبون إليه وأقول لو كانت الرواية صحيحة استعير هنا للدكان أو الطنفسة و
نحوها .
]
تتميم ( 1 ) : اعلم أن هذه الآية مما يدل على عصمة أصحاب الكساء عليهم السلام لان
الامة بأجمعها اتفقت على أن المراد بأهل البيت أهل بيت نبينا صلى الله عليه وآله وإن اختلف في
تعيينهم ، فقال عكرمة من المفسرين وكثير من المخالفين إن المراد بأهل البيت زوجات
النبي صلى الله عليه وآله وذهب طائفة منهم إلى أن المراد به علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين
عليهم السلام وزوجاته ، وقيل المراد أقارب الرسول الله صلى الله عليه وآله ممن تحرم عليهم الصدقة .
وذهب
أصحابنا رضوان الله عليهم وكثير من الجمهور - كما يظهر مما سبق وسيأتي من رواياتهم -
إلى أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، لا يشاركهم فيها غيرهم ، فأما
ما ينفي سوى ما ذهب إليه أصحابنا ويثبته فمامر من أخبار الخاصة والعامة ، وفيها
كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، ولنذكر لمزيد التشييد والتأكيد بعض
ما استخرجته من كتب المخالفين ، أو استخرجه أصحابنا من صحاحهم واصولهم التي عليها
مدارهم .
-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 225 سطر 19 إلى صفحه 233 سطر 18
فمنها ما رواه مسلم في صحيحه وابن الاثير في جامع الاصول في حرف الفاء وصاحب
المشكاة في الفصل الاول من باب فضائل أهل البيت عليهم السلام عن عائشة قالت : خرج النبي
صلى الله عليه وآله غداة وعليه مرط مرحل أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فأدخله ،
ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم
_________________________________________________________
( 1 ) كذا في ( ك ) وفى غيره : بيان .
[226]
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .
( 1 ) ورواه في الطرائف عن البخاري عن عائشة ( 2 ) .
وعن الجمع بين الصحيحين للحميدي في الحديث الرابع والستين من إفراد مسلم
من طريقه ، وعن صحيح أبي داود في باب مناقب الحسنين عليهما السلام وموضع آخر مثله ، و
روى ابن بطريق بإسناده عن البخاري ومسلم مثله ، ( 3 ) [ وقد أشار إليها ابن الاثير في
النهاية ، قال : فيه : ( إن رسول الله خرج ذات غداة وعليه مرط مرحل ) ( 4 ) وقال : المرط -
أي بالكسر - كساء يكون من صوف وربما كان من خز أو غيره ، وقال : المرحل :
هو الذي قد نقش فيه تصاوير الرحال وقال في جامع الاصول : المرحل : الموشى المنقوش ،
وقيل ( 5 ) : هو إزار خز فيه علم ] ( 6 ) .
ومنها ما رواه الترمذي في صحيحه ، ورواه في جامع الاصول في الموضع المذكور عن
ام سلمة قالت : إن هذه الآية نزلت في بيتها ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا ) قالت : وأنا جالسة عند الباب فقلت : يا رسول الله ألست من أهل
البيت ؟ فقال : إنك إلى خير ، أنت من أزواج رسول الله ، قالت وفي البيت رسول الله وعلي
وفاطمة والحسن والحسين ، فجللهم بكساء وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا : قال صاحب جامع الاصول : وفي رواية اخرى : أن النبي صلى الله عليه وآله
جلل على حسن وحسين وعلي وفاطمة ثم قال : هؤلاء أهل بيتي وحامتي أذهب عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا ، فقالت ام سلمة : وأنا منهم يا رسول الله ؟ قال : إنك إلى خير .
قال : أخرجه الترمذي ( 7 ) .
قال ابن عبدالبر في الاستيعاب : لما نزلت : ( إنما يريد
_________________________________________________________
( 1 ) صحيح مسلم 7 : 130 .
تيسير الوصول إلى جامع الاصول 3 : 260 .
مشكاة المصابيح : 560
( 2 ) الطرائف : 31 .
ولم نجده في صحيح البخارى ، ويظهر من العبارة ان المصنف أيضا
لم يجده فيه ، ولعل الرواية كانت موجودة في نسخة السيد بن طاووس قدس سره .
( 3 ) راجع العمدة : 18 و 19 .
( 4 ) النهاية 2 : 73 .
( 5 ) راجع الصحاح ج 4 ص 1707 .
( 6 ) تيسير الوصول 3 : 260 .
( 7 ) تيسير الوصول 3 : 259 .
[227]
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) دعا رسول الله فاطمة وعليا وحسنا
وحسينا في بيت ام سلمة وقال : اللهم إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا ( 1 ) .
ومنها ما رواه الترمذي وصاحب جامع الاصول عن عمرو بن أبي سلمة قال : نزلت
هذه الآية على النبي صلى الله عليه وآله : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا ) في بيت ام سلمة ، فدعا النبي فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف
ظهره ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت ام سلمة
وأنا منهم يا نبي الله ؟ قال : أنت على مكانك وأنت على خير .
ومنها ما رواه الترمذي وصاحب جامع الاصول عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان
يمرببات فاطمة إذا خرج إلى الصلاة حين نزل هذه الآية قريبا من ستة أشهر ، يقول : الصلاة
أهل البيت ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل ابيت ويطهركم تطهيرا ( 2 ) ) .
ومنها ما رواه مسلم في صحيحه وصاحب المشكاة في الفصل الاول من الباب المذكور
عن سعد بن أبي وقاص قال : لما نزلت هذ الآية ( ندع أبناء نا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم
وأنفسنا وأنفسكم ) دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهل
بيتي ( 3 ) .
وقد روى هذه الرواية في جامع الاصول إلا أنه قال : اللهم هؤلاء أهلي ، قال
أخرجه الترمذي ( 4 ) .
وروى يحيى بن الحسن بن بطريق ، عن الحافظ أبي نعيم ، عن عامر بن سعد ، عن
أبيه قال : نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله الوحي ، فدعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : هؤلاء أهل
بيتي .
قال : وقال أبونعيم : ورواه أحمد بن حنبل يرفعه إلى قتيبة مثله .
قال : وروى أبو
نعيم : بإسناده عن أبي سعيد أن ام سلمة حدثته أن هذه الآية نزلت في بيتها ( إنما
_________________________________________________________
( 1 ) الاستيعاب 3 : 370 .
( 2 ) تيسير الوصول 3 : 260 .
( 3 ) مشكاة المصابيح : 56 ولم نجده في صحيح مسلم .
( 4 ) تيسير الوصول 3 : 259 .
[228]
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) قالت : وأنا جالسة عند
باب البيت ، قالت : قلت يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : أنت على خير ، أنت من
أزواج النبي ، قالت : ورسول الله في البيت وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام .
وبإسناده عن أبي هريرة عن ام سلمة قالت : جاءت فاطمة عليها السلام ببرمة لها إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله قد صنعت لهاحساة ( 1 ) حملتها على طبق فوضعتها بين يديه ، فقال لها : اين
ابن عمك وابناك ؟ قالت : في البيت ، قال : اذهبي فادعيهم ، فجاءت إلى علي فقالت : أجب
رسول الله ، قالت ام سلمة ، فجاء علي يمشي آخذا بيد الحسن والحسين ، وفاطمة تمشي
معهم ، فلما رآهم مقبلين مديده إلى كساء كان على المنامة ، فبسطه فأجلسهم عليه ، فأخذ
بأطراف الكساء الاربعة بشماله ، فضمه فوق رؤوسهم وأهوى بيده اليمنى إلى ربه فقال :
اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
وبإسناده عن أبي عبدالله الجدلي قال : دخلت على عائشة فسألتها عن هذه الآية
فقالت : ائت ام سلمة ، ثم أتيت فأخبرتها بقول عائشة ، فقال : صدقت ، في بيتي نزلت
هذه الآية على رسول الله ، فقال : من يدعو لي عليا وفاطمة وابنيهما ؟ الحديث ( 2 ) .
وروى موفق بن أحمد الخوارزمي رفعه إلى ام سلمة قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال
لفاطمة ائتيني بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم فألقى عليهم كساء خيبريا فدكيا ، قالت :
ثم وضع يده عليهم وقال : اللهم إن هؤلاء أهل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل
محمد إنك حميد مجيد ، قالت ام سلمة : فرفعت الكساء لادخل معهم فجذبه من يدي وقال
إنك إلى خير ( 3 ) .
وروى مسلم في صحيحه عن يزيد بن حيان ورواه في جامع الاصول عنه قال :
انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلما جلسنا إليه قال له
_________________________________________________________
( 1 ) الحساة : طعام يعمل من الدقيق والماء ( 2 ) لم نجد الروايات في العمدة ، والظاهر ان المصنف نقلها عن المستدرك ، وهو مخطوط
لم نظفر بنسخته إلى الان .
( 3 ) لم نجد هذه الرواية بعينها فيما عندنا من تأليفاته ، نعم يوجد يقرب منها في كتابه
المناقب : 35 .
[229]
حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، رأيت رسول الله وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت
خلفه ، لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، حدثنا يازيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله قال : والله
يا ابن أخي لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي ( 1 ) من رسول
الله ، فما حدثتكم فاقبلوا ومالا احدثكم ( 2 ) فلا تكلفونيه ، ثم قال : قام رسول الله
فينا يوما خطيبا بماء يدعى خمسا بين مكة والمدينة فحمدالله وأثنى عليه ووعظ وذكر ،
ثم قال : أما بعد ألا يا أيها الناس إنما ( 3 ) أنا بشر يوشك أن يأتيني ( 4 ) رسول ربي فأجيب ،
وإني ( 5 ) تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله
واستمسكوابه ، فحث على كتاب الله فرغب فيه ، ( 6 ) ثم قال : وأهل بيتي ، اذكر كم
الله في أهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي ( 7 ) ، فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟
أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : ( 8 ) أهل بيته من حرم عليه الصدقة بعده ، ( 9 ) قال : و
مكن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس ، قال : كل هؤلاء حرم
علهيم الصدقة ؟ قال : نعم .
( 10 )
قال صاحب جامع الاصول : ( 1 ) وزاد في رواية : كتاب الله فيه الهدى والنور ،
_________________________________________________________
( 1 ) اى أحفظ .
( 2 ) ليست في المصدر كلمة ( احدثكم ) .
( 3 ) في المصدر : فانما .
( 4 ) في المصدر : أن يأتى .
( 5 ) في المصدر : وأنا .
( 6 ) في المصدر : ورغب فيه .
( 7 ) قد ذكرت هذه الجملة في المصدر ثلاث مرات .
( 8 ) في المصدر : قال : نساؤه من أهل بيته ولكن اه .
( 9 ) في المصدر : من حرم الصدقة بعده .
( 10 ) صحيح مسلم 7 : 122 و 123 .
وفيه في آخر الخبر : كل هؤلاء حرم الصدقة .
( 11 ) قد اشرنا سابقا إلى ان ابن الديبع لخص جامع الاصول الستة للجزرى في كتابه الموسوم
( تيسير الوصول إلى جامع الاصول ) ولم يرو جميع رواياتها فيه ، ومما يؤيد ما قلناه أن هذه
الرواية لا توجد في التيسير مع وجودها في صحيح مسلم ، فانظر كيف يسر الوصول وأسقط ما يراه
مخالفا لعقائده السخيفة ؟ ! .
[230]
من استمسك به وأخذبه كان على الهدى ومن أخطأه ضل .
في اخرى نحوه غير أنه
قال : ألاو إني تارك فيكم ثقلين : أحدهما كتاب الله وهو حبل الله ، من اتبعه كان على
الهدى ومن تركه كان على الضلالة ، وفيه : فقلنا : من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا ايم الله
أن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر فيطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته
أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده .
قال : أخرجه مسلم .
وقد حكى هذه الرواية يحيى بن الحسن بن بطريق عن الجمع بين الصحيحين
للحميدي من الحديث الخامس من إفراد مسلم من مسند ابن أبي أوفى بإسناده ، وعن
الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري من صحيح أبي داود السجستاني ،
وصحيح الترمذي عن حصين بن سبرة أنه قال لزيد بن أرقم : لقد لقيت يازيد خيرا كثيرا ،
الحديث ( 1 ) .
وروى الترمذي في صحيحه وصاحب جامع الاصول عن بريدة قال : كان أحب
النساء إلى رسول الله فاطمة ومن الرجال علي ، قال إبراهيم : يعني من أهل بيته .
وروى البخاري في صحيحه في باب مرض النبي صلى الله عليه وآله وقوله تعالى : ( إنك
ميت وإنهم ميتون ) ورواه في المشكاة عن عائشة قالت : كنا أزواج النبي عنده ، فأقبلت
فاطمة ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله شيئا ، فلما رآها رحب بها قال : مرحبا يا
بنتي ، ثم أجلسها عن يمينه ، ثم سارها ( 2 ) فبكت بكاء شديدا ، فلما رأى حزنها سارها
الثانية فإذا هي تضحك [ فقلت لها : خصك رسول الله من بين نسائه بالسرارثم أنت تبكين ؟ ]
فلما قام رسول الله سألتها عما سارك ؟ قالت : ما كنت لافشي على رسول الله سره ،
[ قالت : ] فلما توفي قلت : عزمت عليك بمالي من الحق عليك لما أخبرتني ( 3 ) [ ما
قال لك رسول الله ] قالت : أما الآن فنعم ، أما حين سارني في المرة الاولى فإنه أخبرني
أن جبرئيل كان يعا رضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني به الآن مرتين ، و
_________________________________________________________
( 1 ) العمد : 35 .
( 2 ) أى كلمها بسر .
( 3 ) ليت شعرى أى حق لعائشة على فاطمة عليها السلام وهى بضعة من الرسول صلى الله عليه وآله .
اللهم الا أن يكون حق السؤال الذى لم يجبه في حيات ابيها صلى الله عليه وآله كراهية افشاء السر .