[351]


آية وفيها ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي رأسها وأميرها .
( 1 ) 36 - فر : معنعنا عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : ( فما يكذبك بعد بالدين ( 2 ) ) قال : أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ( 3 ) .
37 - فس ( 4 ) جعفر بن أحمد ، عن عبدالرحيم بن عبدالكريم ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله : ( إنما توعدون لصادق ( 5 ) ) يعني في علي عليه السلام ( وإن الدين لواقع ( 6 ) ) يعني عليا ، وعلي هو الدين ( 7 ) .
بيان : الدين : الجزاء ، ولعل المعنى أنه عليه السلام يلي .
( 8 ) الجزاء والحساب بأمره تعالى يوم القيامة ، ففيه تقدير مضاف أى صاحب الدين ، أو المعنى أن الدين والجزاء إنما هو على ولايته وتركها ، فالمعنى : ولاية علي هو الدين ، وعلى الاخير يحتمل أن يكون المراد بالدين مرادف الاسلام والايمان .
38 - فس : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ( 9 ) ) قال : ذاك أميرالمؤمنين عليه السلام ( فلهم أجر غير ممنون ) أى لا يمتن ( 10 ) عليهم به ، ثم قال لنبيه : ( فما يكذبك بعد بالدين ) قال : أميرالمؤمنين عليه السلام ( أليس الله بأحكم الحاكمين ( 11 ) ) .
بيان : قيل غير ممنون أي غير منقطع .

_________________________________________________________
( 1 ) كشف الغمة : 88 .
( 2 ) التين : 7 .
( 3 ) تفسير فرات : 217 .
( 4 ) في ( ك ) : ( فر ) وهو سهو .
( 5 و 6 ) الذاريات : 5 و 6 .
( 7 ) تفسير القمى : 647 .
( 8 ) اى يباشر .
( 9 ) التين : 6 وما بعدها ذيلها .
( 10 ) في المصدر : لايمن .
( 11 ) تفسير القمى : 730 .

[352]


* [ 39 - أقول : وروى الحافظ أبونعيم ، عن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن الحسين الحضرمي ، عن القاسم بن ضحاك ، عن عيسى بن راشد ، عن علي بن حزيمة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : ما أنزل الله سورة في القرآن إلا كان علي أميرها وشريفها ، ولقد عاتب الله أصحاب محمد وما قال لعلي إلا خيرا .
40 - وروى أيضا عن محمد بن المظفر ، عن علي بن محمد بن أحمد بن أبي القوام ، عن أبيه ، عن نوح بن محمد القرشي ، عن الاعمش ، عن زيد بن وهب ، عن حذيفة أن ناسا تذاكروا فقالوا : ما نزلت آية في القرآن ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا في أصحاب محمد صلى الله عليه وآله فقال حذيفة : ما نزلت آية في القرآن ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا كان لعلي بن أبي طالب عليه السلام لبها ولبابها ( 1 ) ( 41 - وعن محمد بن عمرو بن غالب ، عن محمد بن أحمد بن خيثمة ، عن عباد بن يعقوب ، عن موسى بن عثمان الحضرمي ، عن الاعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما أنزل الله آية فيها ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي رأسها وأميرها .
وعن محمد بن عمر بن أسلم ، عن علي بن العباس ، عن عباد بن يعقوب مثله .
42 - وعن محمد بن عمر ، عن عبدالله بن محمد البزاز ، عن أحمد بن الحسين النسائي ، عن حفص بن عصر العمري ، عن عصام بن طليق ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : ما أنزل الله من آية ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي سيدها وأميرها وشريفها .
43 .
وعن محمد بن أحمد بن علي ، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، عن موسى بن عثمان ، عن الاعمش ، عن عباية ، عن ابن عباس ، قال : ما في القرآن ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي رأسها وقائدها .
44 - وعن محمد بن عمر ، عن خلف بن أحمد الشمري ، عن سليمان بن أبى شيح ، عن الحكم بن ظهير ، عن السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس ، قال : ما نزل من آية ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي رأسها وسيدها وشريفها .

_________________________________________________________
( 1 ) ( * ) من هنا إلى وقوله فيما بعد : ( وسيأتى الاخبار الكثيرة ) من مختصات ( ك ) فقط .
( 1 ) اللب واللباب - بضم اللام في كليهما - : الخالص المختار من كل شئ .

[353]


46 - وعن ابن حبان ، عن عمر بن عبدالله بن الحسن ، عن أبي سعيد الاشج ، عن عبدالله بن خراش الشيباني ، عن العوام بن حوشب ، عن مجاهد قال : ما كان في القرآن ( يا ايها الذين آمنوا ) فإن لعلي سابقة ذلك ، لانه سبقهم إلى الاسلام .
47 - وبإسناده عن ابن جبير ، عن ابن عباس قال : ما نزلت ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي سيدها وشريفها .
48 - وعن محمد بن عمر ، عن عبدالله بن محمد البزاز ، عن أحمد بن الحسين النسائي عن حفص بن عمر ، عن الهيثم بن عدي ، عن ابن أبي ليلى ، عن داود بن علي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : ما من آية ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي بن أبي طالب أميرها وشريفها .
49 - وبإسناده عن عطاء ، عن ابن عباس قال : ما أنزل الله من آية ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي أميرها وشريفها .
] وسيأتي الاخبار الكثيرة في تأويل تلك الآيات في أكثر الابواب لا سيما باب سبق إسلامه .
وباب أنه خير الخلق بعد الرسول الله صلى الله عليه وآله .

باب 14 : قوله تعالى ( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا )  


[ 1 - كا : بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ) قال : ولاية أميرالمؤمنين هى الود الذي
-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 353 سطر 19 إلى صفحه 361 سطر 18 قال الله تعالى ( 2 ) .
2 - شى : عن عمار بن سويد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وآله

_________________________________________________________
* مريم : 96 .
( 1 ) اصول الكافى 1 : 431 .

[354]


لاميرالمؤمنين عليه السلام في آخلا صلاته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول : اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين ، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين ، فأنزل الله ( إن الذين آمنوا ) إلى قوله ( ودا ) قال : ولاية أميرالمؤمنين هي الود الذي قال الله ، ( وتنذر به قوما لدا ) بني أمية فقال رمع ( 1 ) ، والله لصاع من تمر في شن بال ( 2 ) أحب إلي مما سأل محمد ربه أفلا سأل ملكا يعضده ؟ أو كنزا يستظهر به على فاقته ؟ فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها ( فعلك تارك بعض ما يوحى إليك ( 3 ) ) .
3 - فس : حدثنا جعفر بن أحمد ، عن عبدالله بن موسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ( 4 ) ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : ( سيجعل لهم الرحمان ودا ) هي الود الذي ذكره الله قلت : قوله : ( فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ( 5 ) ) قال إنما يسر الله ( 6 ) على لسان نبيه حين أقام ( 7 ) أميرالمومنين عليه السلام علما ، فبشر به المؤمنين وأنذر به الكافرين ، وهم القوم الذين ذكرهم الله ( قوما لدا ) كفارا ( 8 ) .
] 4 - فس : قال الصادق عليه السلام : كان سبب نزول هذه الآية أن أميرالمؤمنين عليه السلام كان جالسا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له : قل يا علي : اللهم اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا ، فأنزل الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ( 9 ) ) .
5 - قب : أبوروق عن الضحاك ، وشعبة ، عن الحكم ، عن عكرمة ، والاعمش عن

_________________________________________________________
( 1 ) المراد مقلوبه .
( 2 ) الشن : القربة الخلقة : بلى الثوب : رث فهو بال .
والمرادهنا .
المبالغة في الاقتصاد و القناعة والفقر .
( 3 ) تفسير العياشى مخطوط .
وآلاية في سورة هود : 12 .
( 4 ) في المصدر عن الحسن بن على ، عن أبى حمزة .
( 5 ) مريم : 19 .
( 6 ) في المصدر : يسره الله .
( 7 ) في المصدر : حتى أقام .
( 8 ) تفسير القمى .
417 .
وفيه : اى كفارا .
وهذه الروايات الثلاث من مختصات ( ك ) .
( 9 ) تفسير القمى : 416 .

[355]


سعيد بن جبير ، والغريري السجستاني في غريب القرآن عن أبي عمرو كلهم عن ابن عباس أنه سئل عن قوله : ( سيجعل لهم الرحمان ودا ) فقال نزل في علي عليه السلام لانه ما من مسلم إلا ولعلي في قلبه محبة .
أبونعيم الاصفهاني ، وأبوالمفضل الشيباني ، وابن بطة العكبري - والاسناد عن محمد بن الحنفية وعن الباقر عليه السلام - في خبر قالا : لا يلفى مؤمن إلا وفي قلبه ود لعلي بن أبي طالب ولاهل بيته عليهم السلام .
زيدبن علي : إن عليا عليه السلام أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال له رجل : إني احبك في الله تعالى ، فقال : لعلك يا علي اصطنعت إليه معروفا ؟ قال : لا والله ما اصطنعت إليه معروفا ، فقال : الحمدلله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق ( 1 ) إليك بالمودة ، فنزلت هذه الآيات .
وروى الشعبي ( 2 ) ، وزيد بن علي ، والاصبغ بن نباتة ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام ، وأبوحمزة الثمالي عن الباقر عليه السلام ، وعبدالكريم الخزاز ، وحمزة الزيات ، عن البراء بن عازب ، كلهم عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام : قل : اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في قلوب المؤمنين ودا ، فقالهما علي عليه السلام وأمن رسول الله صلى الله عليه وآله فنزلت هذه الآية .
رواه الثعلبي في تفسيره عن البراء بن عازب ، ورواه النظنزي في الخصائص عن البراء ، وابن عباس ومحمد بن علي عليهما السلام وفي رواية : قال عليه السلام : ( إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا * فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين ) وهو علي ( 3 ) ( وتنذر به قوما لدا ) قال بنو امية قوما ظلمة ( 4 ) .
6 - فض : بالاسانيد إلى ابن عباس أنه قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي بن

_________________________________________________________
( 1 ) تاق اليه : اشتاق .
( 2 ) في المصدر : وروى الثعلبي .
وهو سهو لما يأتى .
( 3 ) في المصدر : قال هو على .
( 4 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 573 - 574 .
وفيه : بنوامية قوم ظلمة .

[356]


أبي طالب عليه السلام ( 1 ) وصلى أربع ركعات فلما أسلم رفع رسول الله صلى الله عليه وآله يده ( 2 ) إلى السماء وقال : اللهم سألك موسى بن عمران أن تشرح له صدره وتيسر أمره وتحل ( 3 ) عقدة من لسانه يفقهوا قوله ، وتجعل له وزيرا من أهله تشد ( 4 ) به أزره ، وأنا محمد أسألك أن تشرح لي صدري ، وتيسر لي أمري ، وتحل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، وتجعل لي وزيرا من أهلي تشد به أزري ( 5 ) ، قال ابن عباس : سمعت مناديا ينادي من السماء : يا محمد قد اوتيت سؤلك ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ادع يا أبا الحسن ، ارفع يدك إلى السماءو قل ( 6 ) : اللهم اجعل لي عندك عهدا ، واجعل لي عندك ودا ( 7 ) ، فلما دعا نزل جبرئيل وقال : اقرء يا محمد ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ) فتلاها النبي صلى الله عليه وآله فتعجب الناس ( 8 ) من سرعة الاجابة فقال : اعلموا أن القرآن ( 9 ) أربعة أرباع : ربع فينا أهل البيت ، وربع قصص وأمثال ، وربع فضائل وإنذار ( 10 ) ، وربع أحكام ، والله أنزل في علي كرائم القرآن ( 11 ) .
فر : أحمد بن موسى معنعنا عن ابن عباس مثله ( 12 ) .
7 - كشف : مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : ( سيجعل لهم

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : اخذ على عليه السلام يده بيده رسول الله صلى الله عليه وآله .
والظاهر انه سهو والصحيح ما في المتن وتفسير فرات .
( 2 ) في المصدر : فلما سلم رفع يده اه .
( 3 ) في المصدر : وتحلل .
وكذا فيما يأتى .
( 4 ) في المصدر : من أهله هارون تشدد اه .
( 5 ) في المصدر : من أهلى عليا أخى تشدد به أزرى .
والازر : الظهر .
( 6 ) في المصدر : فرفعهما وقال .
( 7 ) في المصدر : عهدا معهودا ، واجعل عندك عهدا واردا .
ولا يخلو عن سهو .
( 8 ) في المصدر : فتعجب الصحابة .
( 9 ) في المصدر : فقال : اتعجبون ؟ ان القرآن اه .
( 10 ) في المصدر : وربع فرائض .
( 11 ) الروضة : 16 .
والظاهر أن المراد بالكرائم هنا : الفضائل .
( 12 ) تفسير فرات : 89 .

[357]


الرحمان ودا ) قال ابن عباس نزلت : في علي بن أبي طالب ، جعل الله له ودا في قلوب المؤمنين وروى الحافظ أبوبكر بن مردويه عن البراء قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب : يا علي قل : اللهم اجعل في عندك عهدا ، واجعل لي عندك ودا ، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فنزلت .
وقد أورده بذلك من عدة طرق ( 1 ) .
فر : محمد بن أحمد معنعنا عن أبي جعفر عليهما السلام مثله ( 2 ) .
وروى ابن بطريق في المستدرك عن الحافظ أبي نعيم بإسناده عن البراء بن عازب و بإسناده عن ابن عباس مثله .
مد ( 3 ) : بإسناده عن الثعلبي ، عن عبدالخالق بن علي ، عن أبي علي محمد بن أحمد الطواف ، عن الحسن بن علي الفارسي ، عن إسحاق بن بشير الكوفي ، عن خالد بن يزيد ، عن حمزة الزيات ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن البراء بن عازب مثله ( 4 ) .
8 - كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن عثمان ، عن أبي شيبة ، عن عون بن سلام ، عن بشر بن عمارة الخثعمي ( 5 ) ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه السلام ( إن الذين آمنوا وعملواالصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ) قال محبة في قلوب المؤمنين ( 6 ) .
فر : محمد أحمد ، معنعنا عن ابن عباس مثله ( 7 ) .
9 - كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن محمد بن زكريا ، عن يعقوب بن جعفر بن سليمان ، عن علي بن عبدالله بن العباس ، عن أبيه ، في قوله عزوجل : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ) قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ، فما من مؤمن إلا وفي قلبه حب لعلي عليه السلام ( 8 ) .

_________________________________________________________
( 1 ) كشف الغمة : 92 .
( 2 ) تفسير فرات : 88 .
( 3 ) في ( ك ) : ( كنز ) وهو سهو .
( 4 ) العمدة : 151 .
وفيه : عن اسحاق بن بشر الكوفى .
( 5 ) في ( م ) و ( د ) : بشير بن عمارة الخثعمى .
( 6 و 8 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
( 7 ) تفسير فرات : 88 .

[358]


10 - فر : جعفر بن أحمد الازدي معنعنا عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : أصبحت والله يا علي عنك راضيا ، وأصبح والله ربك عنك راضيا ، وأصبح كل مؤمن ومؤمنة عنك راضين إلى أن تقوم الساعة .
قال : قلت : يا رسول الله قد نعيت إلي نفسك ( 1 ) فياليت نفسي المتوفاة قبل نفسك ، قال : أبى الله في علمه إلا ما يريد .
قال : فادع الله ( 2 ) لي بدعوات يصينني بعد وفاتك ، قال : يا علي ادع لنفسك بما تحب [ وترضى ] حتى اؤمن ، فإن تأميني لك لايرد ، قال : فدعا أميرالمؤمنين عليه السلام : اللهم ثبت مودتي في قلوب المؤمنين والمؤمنات إلى يوم القيامة ، فقال ( 3 ) رسول الله صلى الله عليه وآله : آمين ، فقال : يا أميرالمؤمنين ادع ، فدعا بتثبيت مودته في قلوب المؤمنين والمؤمنات إلى يوم القيامة ، حتى دعا ثلاث مرات ، كلما دعا عوة قال النبي صلى الله عليه وآله : آمين ، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ) إلى آخر السورة ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : المتقون علي بن أبي طالب وشيعته .
( 4 ) تتميم : قال الطبرسي - رحمه الله - : قيل فيه أقوال : أحدها أنها خاصة في أميرالمؤمنين عليه السلام ، فما من مؤمن إلا وفي قلبه محبة لعلي عليه السلام ، عن ابن عباس ، وفي تفسير أبي حمزة الثمالي عن الباقر عليه السلام نحومن رواية ابن مردويه ، ( 5 ) وروي نحوه عن جابر بن عبدالله .
والثاني : أنها عامة في جميع المؤمنين يجعل الله لهم المحبة والالفة ( 6 ) في قلوب الصالحين .
والثالث : أنا معناه : يجعل الله لهم محبة في قلوب أعدائهم ومخالفيهم ليدخلوا في دينهم و

_________________________________________________________
( 1 ) أى قد أخبرت بوفاتك .
( 2 ) كذا في النسخ والمصدر ، والظاهر : قال : قلت : فادع الله اه .
( 3 ) في المصدر : قال : فقال اه .
( 4 ) تفسير فرات : 88 و 89 .
وقد ذكرت في غير ( ك ) من النسخ بعد هذه الرواية رواية عن التهذيب وفى ذيلها بيان لها لكنها لا تناسب هذا الباب لانها ناظرة إلى معنى الصراط والسبيل ، فلذا أعرضنا عن ذكرها هنا .
( 5 ) قد ذكر الرواية في التفسير ولاجل أن المصنف أورد نحوها قبلا ( تحت رقم 7 ) لم يتعرض لذكرها ثانيا .
( 6 ) في المصدر : والمقة .
ومعناه الود والحب .

[359]


يتعز زواربهم .
( 1 ) والرابع : يجعل بعضهم يحب بعضا .
والخامس : أن معناه : سيجعل لهم ودا في الآخرة فيحب بعضهم بعضا كمحبة الوالد ولده ، انتهى .
( 2 ) أقول : ذكر النيسابوري في تفسيره ( 3 ) وابن حجر في صواعقه ( 4 ) أنها نزلت فيه ، وقال العلامة في كشف الحق : روى الجمهور عن ابن عباس أنها نزلت فيه .
( 5 ) * 11 - [ وروى الحافظ أبونعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام عن محمد بن المظفر ، عن زيد بن محمد بن المبارك الكوفي ، عن أحمد بن موسى بن إسحاق ، عن الحسين بن ثابت بن عمر وخادم موسى بن جعفر عليهما السلام ، عن أبيه ، عن شعبة عن الحكم ، عن عكرمة عن ابن عباس قال : أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم - ونحن بمكة - بيدي علي عليه السلام فصلى أربع ركعات على ثبير ، ( 6 ) ثم رفع رأسه إلى السماء وقال لعلي : يا أبا الحسن ارفع يديك إلى السماء وادع ربك وسله يعطك ، فرفع علي يديه إلى السماء وهو يقول : اللهم اجعل لي عندك عهدا ، واجعل لي عندك ودا ، فأنزل الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ) فتلا النبي صلى الله عليه وآله على أصحابه فعجبوا من ذلك عجبا شديدا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : مم تعجبون ؟ إن القرآن أربعة أرباع : فربع فينا أهل البيت ، وربع في أعدائنا ، وربع حلال وحرام ، وربع فرائض وأحكام ، وإن الله عزوجل أنزل في علي كرائم القرآن .
] وسيأتي في باب حبه عليه السلام أخبار في ذلك ، وإذا ثبت بنقل المخالف والمؤلف أنها نزلت فيه دلت على فضيلة عظيمة له عليه السلام .
ويمكن الاستدلال بها علي إمامته بوجوه .

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ويعتزوا بهم .
( 2 ) مجمع البيان 6 : 532 و 533 .
( 3 ) ج 2 : 520 .
( 4 ) ص 170 .
( 5 ) كشف الحق : 90 .
* من هنا إلى قوله ( وسيأتى ) يوجد في هامش ( ك ) و ( د ) فقط .
( 6 ) ثبير - بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة - اسم اربعة مواضع منها ثبير منى .
قال الاصمعى : ثبير الاعرج هو المشرف بمكة .
( مراصد الاطلاع 1 : 292 ) .

[360]


الاول : أن نزول تلك الآية بعد هذا الدعاء الذي علمة الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدل على أنها مودة خاصة به ، ليس كمودة سائر الصالحين ، وهذه فضيلة اختص بها ، ليس لغيره مثلها ، فهو إمامهم ، لقبح تفضيل المفضول ، وأيضا ظواهر أكثر الاخبار في هذا الباب تدل على أن حبه عليه السلام من لوازم الايمان وأركانه ودعائمه .
الثاني : أن ( الصالحات ) جمع مضاف ( 1 ) يفيد العموم ، فيدل على عصمته عليه السلام و هي من لوازم الامامة .
الثالث : أن بغض الفاسقين لفسقهم واجب ، فكون حبه في قلوب جميع المؤمنين و إخباره تعالى أنه سيجعل ذلك على وجه التشريف يدل على عصمته ويدل على إمامته ، وكل منها وإن سلم أنه لم يصلح لكونه دليلا فهو يصلح لتأييد الدلائل الاخرى .

باب 15 : قوله تعالى : ( وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا )  


1 - فر : علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى : ( هو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ) قال : خلق الله نطفة بيضاء مكنونة ، فجعلها في صلب آدم ، ثم نقلها من صلب آدم إلى ثلب شيث ، ومن صلب شيث إلى صلب أنوش ، ومن صلب أنوش إلى صلب قينان ، حتى توارثتها كرام الاصلاب ومطهرات الارحام ، حتى جعلها الله في صلب عبدالمطلب ، ثم قسمها نصفين : فألقى نصفها إلى صلب عبدالله ونصفهاإلى صلب أبي طالب ، وهي سلالة ، ( 2 ) فولد من عبدالله محمد صلى الله عليه وآله ومن أبي طالب

_________________________________________________________
( 1 ) أى مضاف باللام ، وقد ثبت في محله أن الجمع المحلى باللام يفيد العموم * أقول : أو المراد أن الالف واللام عوض عن المضاف إليه والاصل صالحات الاعمال ( ب ) .
* الفرقان : 54 .
( 2 ) السلالة : الخلاصة .