[361]


علي عليه السلام فذلك قول الله تعالى : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ) : زوج فاطمة بنت محمد ، فعلي من محمد ، ومحمد من علي ، والحسن والحسين وفاطمة نسب ، و علي الصهر .
( 1 ) 2 - مد : بإسناده عن الثعلبي ، عن أبي عبدالله القايني ، عن أبي الحسين النصيبي ، عن أبي بكر السبيعي الحلبي ، عن علي بن العباس المقانعي ، عن جعفر بن محمد بن الحسين ، عن محمد بن عمرو ، عن حسين الاشقر ، عن أبي قتيبة التميمي قال : سمعت ابن سيرين في قوله تعالى : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ) قال : نزلت في النبي وعلي بن أبي طالب عليهما الصلاة والسلام زوج فاطمة عليا عليهما السلام وهو ابن عمه وزوج ابنته [ فكان ] نسبا وصهرا ( 2 ) ( وكان ربك قديرا ) أي قادرا على ما أراد .
( 3 ) 3 - كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن عبدالله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن أحمد بن معمر الاسدي ، عن الحكم بن ظهير ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس في قوله تعالى : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ) قال : نزلت في النبي صلى الله عليه وآله حين زوج ( 4 ) عليا ابنته ، وهو ابن عمه ، فكان له نسبا وصهرا .
( 5 ) 4 - وقال أيضا : حدثنا عبدالعزيز بن يحيى ، عن المغيرة بن محمد ، عن رجاء بن سلمة ، عن نائل بن نجيح ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في هذه الآية قال : خلق الله آدم وخلق نطفة من الماء فمزجها ثم أبا فأبا ( 6 ) حتى أودعها إبراهيم عليه السلام ، ثم أما فاما ( 7 ) من طاهر الاصلاب إلى مطهرات الارحام حتى

_________________________________________________________
( 1 ) تفسير فرات : 107 .
وفيه ؟ ؟ فاطمة والحسن والحسين نسب .

-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 361 سطر 19 إلى صفحه 369 سطر 18 ( 2 ) كذا في ( ك ) وهو الصحيح ، أى زوج ابنته ابن عمه فحصل الصهر مع النسب .
وفى غيره من النسخ وكذا المصدر : زوج فاطمة عليا عليهما السلام ( وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ) .
( 3 ) العمدة : 151 .
( 4 ) في ( د ) : حيث زوج .
( 5 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
( 6 ) أى ثم أودعها أبا فأبا .
( 7 ) كذا في ( ك ) وفى غيره : ثم اما فاما وأبا فأبا .

[362]


صارت إلى عبدالمطلب ، ففرق ذلك النور فرقتين : فرقة إلى عبدالله فولد محمدا صلى الله عليه وآله ، و فرقة إلى أبي طالب فولد عليا عليه السلام ، ثم ألف الله النكاح بينهما فزوج الله عليا بفاطمة عليهما السلام ، فذلك قوله عزوجل : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا و كان ربك قديرا ) .
( 1 ) 5 - كشف : مما رواه أبوبكر بن مردويه : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ) هو علي وفاطمة عليهما السلام .
( 2 ) [ 6 - ضه : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خلق الله عزوجل نطفة بيضاء مكنونة ، فنقلها من صلب إلى صلب ، حتى نقلت النظفة إلى صلب عبدالمطلب ، فجعل نصفين : فصار نصفها في عبدالله ، ونصفها في أبي طالب ، فأنا من عبدالله ، وعلي من أبي طالب ، وذلك قول الله عزوجل : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا ) الآية .
( 3 ) وأقول : قد مضى في ذلك أخبار في باب ولادته وباب أسمائه عليه السلام .
] بيان : روى العلامة - رحمه الله - عن ابن سيرين مثله .
( 4 ) وقال الطبرسي - بردالله مضجعه - : أي خلق من النطفة إنسانا ، وقيل : أرادبه آدم عليه السلام فإنه خلق من التراب الذي خلق من الماء ، وقيل : أرادبه أولاد آدم عليه السلام فإنهم المخلوقون من الماء ( فجعله نسبا وصهرا ) أي فجعله ذانسب وصهر ، والصهر : حرمة الختونة ، و قيل : النسب : الذي لايحل نكاحه ، والصهر : الذي يحل نكاحه كبنات العم والخال ، عن الفراء ، وقيل : النسب سبعة أصناف والصهر خمسة ، ذكرهم الله في قوله : ( حرمت عليكم امهاتكم ( 5 ) ) وقيل : النسب : البنون ، والصهر : البنات اللاتي يستفيد الانسان

_________________________________________________________
( 1 ) كتر جامع الفوائد مخطوط .
( 2 ) كشف الغمة : 95 .
( 3 ) هذه الرواية توجد في هامش ( ك ) و ( د ) فقط ، وتفحصنا المصدر لم نجدها ، نعم أورد الفتال في الروضة ما يقرب منها .
( 4 ) كشف الحق 1 : 93 .
( 5 ) النساء : 23 .

[363]


بهن الاصهار ، فكأنه قال : فجعل مه البنين والبنات .
وقال ابن سيرين : نزلت في النبي وعلي بن أبي طالب صلوات الله عليهما ، زوج فاطمة عليا عليهما السلام ، فهو ابن عمه وزوج ابنته ، فكان نسبا وصهرا ( وكان ربك قديرا ) أي قادرا على ما أراد .
( 1 ) 

باب 16 : انه عليه السلام السبيل والصراط والميزان في القرآن  


1 - فس : ( انظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ( 2 ) ) قال : إلى ولاية علي ، وعلي هو السبيل ( يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ( 3 ) قال أبوجعفر عليه السلام : يقول : يا ليتني اتخذت مع الرسول عليا .
( 4 ) 2 - ير : أبومحمد عن عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر ، عن ابن أسباط البغدادي ، عن محمد بن الفضيل ، عن الثمالي ، عن أبي عبدالله عليه السلام ( هذا صراط علي مستقيم ) قال : هو والله علي عليه السلام هو والله الصراط والميزان .
( 5 ) 3 - شى : عن عبدالله بن سليمان قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : قوله : ( قدجاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا ( 6 ) ) قال : البرهان محمد عليه وآله والسلام ، والنور علي عليه السلام قال : قلت له : صراطا مستقيما ؟ قال .
الصراط المستقيم علي عليه السلام .
( 7 ) 4 - قب : الباقر عليه السلام في قوله تعالى : ( فضلوا فلا يستطيعون ) إلى ولاية علي

_________________________________________________________
( 1 ) مجمع البيان 7 : 175 .
( 2 ) بنى اسرائيل : 48 .
( 3 ) الفرقان : 27 .
( 4 ) تفسير القمى : 464 و 465 .
وفيه : مع الرسول عليا وليا .
( 5 ) بصائر الدرجات : 149 .
( 6 ) المائدة : 174 .
( 7 ) مخطوط .

[364]


( سبيلا ) وعلي هو السبيل .
جعفر وأبوجعفر عليهما السلام في قوله : ( إن الذين كفروا ) يعني بني امية ( و صدوا عن سبيل الله ( 1 ) ) عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام .
وفي رواية : يعني بالسبيل عليا عليه السلام ولا ينال ما عندالله إلا بولايته .
هارون ابن الجهم ، وجابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى ( فاغفر للذين تابوا ( 2 ) ) من ولايه جماعة بني امية ( و اتبعوا سبيلك ) آمنوا بولاية علي عليه السلام وعلي هو السبيل .
إبراهيم الثقفي بإسناده إلى أبي بردة الاسلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ( 3 ) ) سألت الله أن يجعلها لعلي عليه السلام ففعل .
( 4 ) كنز : عن الثقفي مثله .
( 5 ) 5 - قب : أبوالحسن الماضي قال : ( إذا جاءك المنافقون ( 6 ) ) بولاية وصيك ( قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون * اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله ) والسبيل هو الوصي ( إنهم ساء ما كانوا يعملون ) ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيك ، فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون ( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفرلكم رسول الله ( 7 ) ) ارجعوا إلى ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم ( لو وا رؤوسهم ورأيتعم يصدون ) عن ولاية علي ( وهم مستكبرون ) عليه .
أبوذر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خبر في قوله : ( واتبعوا سبيلك ( 8 ) ) يعني أليا عليه السلام .

_________________________________________________________
( 1 ) النساء : 167 .
( 2 ) المؤمن : 7 وما بعدها ذيلها .
( 3 ) الانعام : 153 .
( 4 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 559 .
( 5 ) مخطوط .
( 6 ) المنافقون : 1 ، وما بعدها ذيلها .
( 7 ) المنافقون : 5 ، وما بعدها ذيلها .
( 8 ) المؤمن : 7 .

[365]


ابن عباس في قوله : ( فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ( 1 ) ) الآيات ، إن سبيل الله في هذا الموضع علي بن أبي طالب عليه السلام قوله : ( وإنها لبسبيل مقيم ( 2 ) ) في الخبر : هو الوصي بعد النبي صلى الله عليه وآله .
الباقر عليهما السلام : ( اهذنا الصراط المستقيم ) قالا : دين الله الذي نزل به جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله ( صراط الذين أنعمت عليهم ) فهديتهم بالاسلام وبولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ولم تغضب عليهم ولم يضلوا [ ( غير ] المغصوب عليهم ) اليهود والنصارى والشكاك الذين لا يعرفون إمامة أميرالمؤمنين عليه السلام و [ ( لا ] الصالين ) عن إمامة ( 3 ) علي بن أبي طالب .
وقال أبوجعفر الهاروني في قوله : ( وإنه في ام الكتاب الدينا لعلي حكيم ( 4 ) ) - وام الكتاب : الفاتحة - يعني أن فيها ذكره قوله : ( اهدنا صراط المستقيم ) السورة .
علي بن عبدالله بن عباس ، عن أبيه ، وزيد بن علي بن الحسين عليهما السلام ( والله يدعو إلى دارالسلام ( 5 ) ) يعني به الجنة ( ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) يعني به ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ( 6 ) .
كنز : أبوعبدالله الحسين بن جبير في نخب المناقب بإسناده عنهما عليهما السلام مثله ( 7 ) .
6 - قب : جابر بن عبدالله : إن النبي صلى الله عليه وآله هيأ أصحابه عنده إذ قال : وأشار بيده إلى علي عليه السلام - : ( هذا صراط مستقيم .
( 8 ) فاتبعوه ) الآية ( 9 ) ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : كفاك يا عدوي ( 10 ) .

_________________________________________________________
( 1 ) الاعراف : 37 هود : 18 .
الكهف : 15 .
والمراد هنا ما في سورة هود فان ( سبيل الله ) ذكر فيها .
( 2 ) الحجر : 76 .
( 3 ) في ( ك ) : عن ولاية .
( 4 ) الزخرف : 4 .
( 5 ) يونس : 25 ، وما بعدها ذيلها .
( 6 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 559 و 560 .
( 7 ) مخطوط .
( 8 ) مريم : 36 .
يس : 61 .
الزخرف : 61 - 64 .
( 9 ) ظاهر العبارة يوهم أن ( فاتبعوه ) ذيل الاية وليس كذلك ، راجعها .
( 10 ) كناية عن الثانى لكونه من عدى ، والنسبة : عدوى .

[366]


ابن عباس : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحكم وعلي بين يديه مقابلته ( 1 ) ، ورجل عن يمينه ورجل عن شماله ، فقال : اليمين والشمال مضلة ، والطريق المستودي الجادة ، ثم أشار بيده : وإن هذا صراط علي مستقيم فاتبعوه .
الحسن قال : خرج ابن مسعود فوعظ الناس فقام إليه رجل فقال : يا أبا عبدالرحمان أين الصراط المستقيم ؟ فقال : الصراط المستقيم طرفه في الجنة ، وناحيته عند محمد وعلي ، و حافتاه دعاة ( 2 ) ، فمن استقامت له الجادة أتى محمدا ، ومن زاغ عن الجادة ( 3 ) تبع الدعاة .
الثمالي : عن أبي جعفر عليه السلام ( فاستمسك بالذي اوحي إليك إنك على صراط مستقيم ( 4 ) ) قال : إنك على ولاية علي عليه السلام وهو الصراط المستقيم ، ومعنى ذلك أن علي بن أبي طالب عليه السلام الصراط إلى الله كما يقال : فلان باب السلطان ، إذا كان يوصل به إلى السلطان ، ثم إن الطراط هو الذي عليه علي عليه السلام يدلك وضوحا على ذلك قوله : ( صراط الذين أنعمت عليهم ) يعني نعمة الاسلام لقوله : ( وأسبغ عليكم نعمه ( 5 ) ) والعلم ( وعلمك ما لم تكن تعلم ( 6 ) ) والذرية الطيبة ( إن الله اصطفى آدم ( 7 ) ) الآية وإصلاح الزوجات لقوله : ( فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه ( 8 ) ) فكان علي عليه السلام في هذه النعم في أعلى ذراها ( 9 ) .
7 - مع : أبي ، عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت ، عن عبدالله بن الصلت ، عن يونس ، عمن ذكره ، عن عبيدالله الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الصراط المستقيم أميرالمؤمنين عليه السلام ( 10 ) .

_________________________________________________________
( 1 ) في ( ك ) : مقابلة .
( 2 ) الحافة : الجانب والطرف ، والدعاة جمع الداعى : أى في طرفيه دعاة إلى الضلالة ( 3 ) أى مال عن الصراط السوى والطريق المستقيم .
( 4 ) الزخرف : 43 .
( 5 ) لقمان : 20 .
( 6 ) النساء : 113 .
( 7 ) آل عمران : 33 .
( 8 ) الانبياء : 90 .
( 9 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 560 و 561 .
( 10 ) معانى الاخبار : 34 .

[367]


8 - مع : الحسن بن محمد بن سعيد ، عن فرات بن إبراهيم ، عن عبيد بن كثير ، عن محمد بن مروان ، عن عبيد بن يحيى بن مهران ، عن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : في قول الله عزوجل : ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغصوب عليهم ولا الضالين ) قال : شيعة علي عليه السلام الذين انعمت عليهم بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام لم يغضب عليهم ولم يضلوا ( 1 ) .
9 - فض : بالاسانيد إلى جعفر بن محمد عليهما السلام قال : أوحى الله تعالى إلى نبيه ( فاستمسك بالذي اوحي إليك إنك على صراط مستقيم ( 2 ) ) فقال : إلهي ما الصراط المستقيم ؟ قال : ولاية علي بن أبي طالب ، فعلي هو الصراط المستقيم ( 3 ) .
10 - فس : جعفر بن أحمد ، عن عبدالكريم بن عبدالرحيم ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله الله تعالى لنبيه : ( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا ( 4 ) ) يعني عليا ، وعلي هو النور ، فقال : ( نهدي به من نشاء من عبادنا ) يعني عليا ، به هدى من هدى من خلقه .
وقال الله لنبيه : ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) يعني إنك لتأمر بولاية علي وتدعو إليها ، وعلي هو الصراط المستقيم ( صراط الله ) يعني عليا ( الذي له ما في السماوات وما في الارض ) يعني عليا إنه جعله خازنه على ما في السماوات وما في الارض من شئ وائتمنه عليه ( ألا إلى الله تصير الامور ( 5 ) .
) بيان : على هذا التأويل لبطن الآية الكريمة يمكن أن يكون المراد بالكتاب أو الايمان أو بهما معا أميرالمؤمنين عليه السلام فتستقيم النظم وإرجاع الضمير ( 6 ) ، وقد أوردنا

_________________________________________________________
( 1 ) معانى الاخبار : 46 .
( 2 ) الزخرف : 43 .
( 3 ) الروضة : 16 .
( 4 ) الشورى : 52 ، وما بعدها ذيلها .
( 5 ) تفسير القمى : 606 .
( 6 ) لان المرجع يكون على هذا واحدا كالضمير ، وأما على غير هذا المعنى فيشكل الامر في ارجاع الضمير كما لا يخفى .

[368]


الاخبار الكثيرة في أنه الكتاب والايمان في بطن القرآن وأيضا - على ما في الخبر - الموصول في قوله تعالى : ( الذي له ما في السماوات ) صفة للصراط وضمير ( له ) راجع إليه .
11 - فس : بالاسناد المتقدم عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزلت هاتان الآيتان هكذا ( 1 ) قول الله : ( حتى إذا جاءانا ) - يعني فلانا وفلانا - يقول أحدهما لصاحبه حين يراه : ( ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ) فقال الله تعالى لنبيه : قل لفلان وفلان وأتباعهما : ( لن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم ) آل محمد حقهم ( 2 ) ( أنكم في العذاب مشتركون ) ثم قال الله لنبيه : ( أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ) يعني من فلان وفلان ، ثم أوحى الله إلى نبيه : ( فاستمسك بالذي اوحي إليك ) في علي ( إنك على صراط مستقيم ( 3 ) يعني إنك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم ( 4 ) .
بيان : قال الطبرسي - رحمه الله - : قرأ أهل العراق غير أبي بكر ( حتى إذاجاءنا ) على الواحد ، والباقون ، ( جاءانا ) على الاثنين ، انتهى ( 5 ) .
أقول : قدمر في الآية السابقة ( 6 ) ( ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهوله قرين ( 7 ) ) ويظهر من بعض الاخبار أن الموصول كناية عن أبي بكر حيث عمي عن ذكر الرحمان يعني أميرالمؤمنين والشيطان المقيض ( 8 ) له هو عمر ( وإنهم ليصدونهم ) أي الناس ( عن السبيل ) وهو أميرالمؤمنين عليه السلام وولايته ( ويحسبون أنهم مهتدون ) ثم قال بعد ذلك : ( حتى إذا جاءانا ) يعني العامي عن الذكر وشيطانه : أبابكر وعمر ( قال ) أبوبكر لعمر : ( ياليت بيني وبينك بعد المشرقين ) ويؤيد أن المراد بالشيطان عمر ما رواه

_________________________________________________________
( 1 ) أى في بطن القرآن وتأويله .
( 2 ) ليست كلمة ( حقهم ) في المصدر .
( 3 ) الزخرف : 39 - 43 .
( 4 ) تفسير القمى : 612 .
( 5 ) مجمع البيان 9 : 47 .
( 6 ) اى في الاية السابقة على هذه الاية المذكورة في الخبر .
( 7 ) الزخرف : 63 .
( 8 ) على بناء المعفول : أى المقدر .

[369]


علي بن إبراهيم عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : ( ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدومين ( 1 ) ) قال : يعني الثاني ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام ( 2 ) .
وقد مضت الاخبار في ذلك في كتاب الامامة وغيره وسيأتي بعضها .
12 - فس : قال علي بن إبراهيم في قوله : ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ( 3 ) ) أي تدعو إلى الامامة المستوية ، ثم قال : ( صراط الله ) أي حجة الله ( الذي له ما في السماوات وما في الارض ألا إلى الله تصير الامور ) حدثني محمد بن همام ، عن سعيد بن محمد ، عن عباد بن يعقوب ، عن عبدالله بن الهيثم ، عن صلت بن الحر قال : كنت جالسا مع زيد بن علي فقرأ ( إنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) قال : هدى الناس ورب الكعبة إلى علي صلوات الله عليه ، ضل عنه من ضل واهتدى به من اهتدى ( 4 ) .
فر : أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن صبيح ، عن عبدالله بن الهيثم مثله ( 5 ) .
13 - ير : محمد بن الحسين ، عن النضر ، عن خالد بن حماد ، ومحمد بن الفضيل ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وآله : ( فاستمسك بالذي اوحي إليك إنك على صراط مستقيم ) قال : إنك على ولاية علي ، وعلي هو الصراط المستقيم ( 6 ) .
14 - ير : عبدالله بن عامر ، عن محمد البرقي ، عن الحسين بن عثمان ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : ( ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين ( 7 ) ) قال : تفسيرها في بطن القرآن ومن يكفر بولاية علي ، وعلي هو الايمان .
وقال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : ( وكان الكافر على ربه ظهيرا ( 8 ) ) قال :
-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 369 سطر 19 إلى صفحه 377 سطر 18

_________________________________________________________
( 1 ) الزخرف : 62 .
( 2 ) تفسير القمى : 612 .
( 3 ) الشورى : 52 ، وما بعدها ذيلها .
( 4 ) تفسير القمى : 606 .
( 5 ) تفسير فرات : 144 .
( 6 ) بصائر الدرجات : 20 .
( 7 ) المائدة : 5 .
( 8 ) الفرقان : 55 .

[370]


تفسيرها في بطن القرآن : علي هو ربه في الولاية والطاعة ، والرب هو الخالق الذي لا يوصف .
وقال أبوجعفر عليه السلام : إن عليا آية لمحمد وإن محمدا يدعو إلى ولاية علي عليه السلام أما بلغك قول رسول الله صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ؟ فوالى الله من والاه وعادى الله من عاداه .
وأما قوله : ( إنكم لفي قول مختلف ( 1 ) ) فإنه يعني أنه لمختلف عليه ( 2 ) ، قد اختلف هذه الامة في ولايته ، فمن استقام على ولاية علي دخل الجنة ، ومن خالف ولاية علي دخل النار .
وأما قوله : ( يؤفك عنه من افك ) فإنه يعني عليا عليه السلام من افك عن ولايته افك عن الجنة ، فذلك قوله : ( يؤفك عن من أفك ) .
وأما قوله : ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ( 3 ) إنك لتأمر بولاية علي و تدعو إليها وهو على صراط مستقيم ( 4 ) .
وأما قوله : ( فاستمسك بالذي اوحي إليك ) في علي ( إنك على صراط مستقيم ( 5 ) ) إنك على ولاية علي وهو على الصراط المستقيم ( 6 ) .
وأما قوله : ( فلما نسوا ما ذكروا به ( 7 ) ) يعني فلما تركوا ولاية علي وقد امروابها ( فتحنا عليهم أبواب كل شئ ) يعني دولتهم في الدنيا وما بسط لهم فيها ( 8 )

_________________________________________________________
( 1 ) الذاريات : 8 .
وما بعدها ذيلها .
( 2 ) في المصدر : فانه على ، يعنى انه لمختلف عليه .
( 3 ) الشورى : 52 .
( 4 و 6 ) في المصدر : وعلى هو الصراط المستقيم .
( 5 ) الزخرف : 43 وليست كلمة ( في على ) في المصدر .
( 7 ) الانعام : 44 ، وما بعدها ذيلها .
( 8 ) في المصدر : وما بسط اليهم فيها .