[371]
وأما قوله : ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذاهم مبلسون ) يعني قيام
القائم عليه السلام ( 1 ) .
بيان : قوله : ( والرب هو الخالق الذي لا يوصف ) أي الرب بدون الاضافة لا
يطلق إلا على الله ، وأما معها فقد يطلق على غيره تعالى : كقول يوسف عليه السلام ( ارجع
إلى ربك ( 2 ) ) .
15 شى : عن عبدالله بن المغيرة ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سئل عن
قول الله تعالى : ( ولئن قتلتم في سبيل الله أومتم ( 3 ) ) قال : أتدري يا جابر ما سبيل الله ؟
فقلت : لا والله إلا أن أسمعه منك ، قال : سبيل الله علي وذريته ، فمن قتل في ولايته قتل
في سبيل الله ، ومن مات في ولايته مات في سبيل الله ، ليس من يؤمن من هذه الامة إلا
وله قتله ومبتة ، قال : إنه من قتل ينشر حتى يموت ومن مات ينشر حتى يقتل ( 4 ) .
فر : جعفر الفزاري معنعنا عن أبي جعفر عليه السلام مثله إلى قوله : مات في سبيل الله ( 5 )
16 شى : عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( وأن هذا صراطي
مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ( 6 ) ) قال : أتدري ما يعني بصراطي
مستقيما ؟ قلت : لا ، قال : ولاية علي والاوصيا ، قال : وتدري ما يعني فاتبعوه ، قلت
لا ، قال : يعني علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : وتدري ما يعني ولا تتبعوا السبل فتفرق
بكم عن سبيله ؟ قلت : لا ، قال : ولاية فلان وفلان ، قال : وتدري ما يعني فتفرق بكم
عن سبيله ؟ قال : يعنى سبيل علي عليه السلام .
( 7 )
17 فر : الحسين بن سعيد معنعنا عن زيد بن علي بن أبي طالب في قوله :
_________________________________________________________
( 1 ) بصائر الدرجات : 21 و 22 .
( 2 ) يوسف : 50 .
( 3 ) آل عمران : 157 .
( 4 ) تفسير العياشى مخطوط .
( 5 ) تفسير فرات : 18 .
( 6 ) الانعام : 153 .
( 7 ) تفسير العياشى مخطوط .
والظاهر أن يكون كذا : قلت : لا ، قال : يعنى سبيل على .
[372]
( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ( 1 ) ) قال : إلى ولاية
أميرالمؤمنين عليه السلام .
18 فر : الحسين بن سعيد معنعنا عن سلام بن المستنير قال : دخلت على أبي
جعفر عليه السلام فقلت : جعلني الله فداك إني أكره أن أشق عليك فإن أذنت لي أن أسألك
سألتك ، فقال : سلني عما شئت ، قال : قلت أسألك عن القرآن ؟ قال : نعم ، قال : قلت :
ما قول الله عزوجل في كتابه : ( قال هذا صراط علي مستقيم ( 2 ) ) ؟ قال : صراط علي
بن أبي طالب عليه السلام فقلت : صراط علي عليه السلام ؟ قال : صراط علي عليه السلام .
( 3 )
19 فر : عبيد بن كثير معنعنا عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قول الله تعالى :
( وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لنا كبون ( 4 ) ) قال : عن ولايتي .
( 5 )
20 فس : قوله تعالى : ( وإنه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم ( 6 ) ) يعني
_________________________________________________________
( 1 ) يونس : 25 .
( 2 ) الحجر : 41 .
( 3 ) تفسير فرات : 81 والمشهور في قراءة هذه الاية أن ( على ) حرف جر دخل على ياء المتكلم ،
ولكن قرأ يعقوب وابورجاء وابن سيرين وقتادة والضحاك ومجاهد وقيس بن عبادة وعمرو
بن ميمون على ما حكاه الطبرسى بالرفع ، على أن يكون ( على ) اسما ، قال في فصل الخطاب :
ان قراءته ( صراط على ) بجر ( على ) وإضافة ( صراط ) إليه ، وربما يتوهم بعيدا أن هذه
الرواية ايضا ناظرة إلى هذه القراءة ، كما أن بعضهم قال : ذكر اسم على عليه السلام في القرآن
صريحا في هذا الموضع ، لكنه بعيد جدا اذلم نعرف من القراءة من قرأ الاية كذلك وقراءة أهل
البيت عليهم السلام موافقة لقراءة بعض القراء غالبا ، كما يشهد به التتبع وذكره أهل التحقيق ،
ولا ضرورة في ذلك ، والظاهر ان سلاما سأله عن معنى الصراط المستقيم ، فقال عليه السلام : هو
صراط على بن ابى طالب عليه السلام ، هذا كله على عبارة المتن ، وأما المصدر فذكر فيه : قلت :
ما قول الله عزوجل في كتابه ( هذا صراط مستقيم ) ؟ قال : صراط على بن ابى طالب عليه السلام .
وعلى هذا فالاية المسؤول عنها غير الاية المذكورة في المتن كما لا يخفى .
( 4 ) المؤمنون : 74 .
( 5 ) تفسير فرات : 101 و 102 .
( 6 ) الزخرف : 4 .
[373]
أميرالمؤمنين صلوات الله عليه مكتوب في سورة الحمد في قوله : ( اهدنا الصراط المستقيم )
قال أبوعبدالله عليه السلام : هو أميرالمؤمنين عليه السلام .
( 1 )
21 مع : أحمد بن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جده ، عن حماد بن عيسى ، عن
أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل ( إهدنا صراط المستقيم ) قال : هو أميرالمؤمنين
عليه السلام ومعرفته ، والدليل على أنه أميرالمؤمنين قوله عزوجل : ( وإنه في ام
الكتاب لدينا لعلي حكيم ) وهو أميرالمؤمنين في ام الكتاب في قوله : ( اهذنا الصراط
المستقيم ) .
( 2 )
22 فس : ( الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ( 3 ) ) قال الميزان
أميرالمؤمنين عليه السلام والدليل على ذلك قوله في سورة الرحمان ( والسماء رفعها ووضع
الميزان ( 4 ) ) قال : يعني الامام .
( 5 )
23 أقول : قال ابن بطريق في المستدرك قوله تعالى ( وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة
عن الصراط لنا كبون ) قال أبونعيم بإسناده عن الاصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام : عن
ولايتنا .
[ 24 يف : روى الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي ، بإسناده إلى قتادة ، عن الحسن
البصري قال : كان يقرأ هذا الحرف : صراط علي مستقيم فقلت للحسن : وما معناه قال :
يقول : هذا طريق علي بن أبي طالب ودينه طريق ودين مستقيم ، فاتبعوه وتمسكوا به ،
فإنه واضح لاعوج فيه .
( 6 ) ]
25 كشف : ابن مردويه في قوله تعالى : ( هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل و
هو على صراط مستقيم ( 7 ) ) عن ابن عباس هو علي عليه السلام .
( 8 )
_________________________________________________________
( 1 ) تفسير القمى : 606 .
( 2 ) معانى الاخبار : 32 و 33 .
( 3 ) الشورى : 17 .
( 4 ) الرحمن : 7 .
( 5 ) تفسير القمى : 601 .
( 6 ) الطرائف : 24 ولا توجد في ( ت ) .
( 7 ) النحل : 76 .
( 8 ) كشف الغمة : 96 .
[374]
بيان : روى نحوه العلامة رضي الله عنه في كشف الحق ، ( 1 ) وعلي بن إبراهيم
في تفسيره ، ( 2 ) وأول الآية : ( وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شئ
وهو كل على مولاه أينما يوجهه لايأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو
على صراط مستقيم ) قال البيضاوي : اي ولد أخرس لايفهم ولا ينطق ( 3 ) ولا يقدر على شئ
من الصنائع والتدابير ( 4 ) ( وهو كل ) : عيال وثقل على من يلي أمره ، حيثما يرسله
مولاه في أمر لا يأتي بنجح وكفاية مهم ، ثم قال : هذا تمثيل ثان ضربه الله لنفسه وللاصنام
لابطال المشاركة بينه وبينها ، أو للمؤمن والكافر ، انتهى .
( 5 )
أقول : لا يبعد أن يكون ظهورها ( 6 ) للاصنام الظاهرة التي عبدت من دون الله ، و
بطنها للاصنام التي نصبوها للخلافة في مقابل خليفة الله ، فإنه نوع من العبادة ، وقد سمى
الله طاعة الطواغيت عبادة لهم في مواضع كمامر مرارا ، ويظهر من الخبر أن الرجل
الاول من كان معارضا لاميرالمؤمنين عليه السلام من عجلهم وسامريهم وأشباههما فإنهم كانوا
بكما عن بيان الحق ، لا يقدرون على شئ من الخير ، ولا يتأتى منهم شئ من امور الدين
وهداية المسلمين ، هل يستوون ومن يأمر بالعدل وهو في جميع الاقوال والاحوال
على صراط مستقيم ؟ وقد مضى تحقيق أنهم السبيل والصراط في كتاب الامامة .
_________________________________________________________
( 1 ) ص 98 .
( 2 ) ص 363 .
( 3 ) في المصدر : لايفهم ولا يفهم .
( 4 ) في المصدر : : من الصنائع والتدابير لنقصان عقله .
( 5 ) تفسير البيضاوي 1 : 260 و 261 .
( 6 ) في النسخ المخطوطة ( ظهرها ) وهو أنسب بقرينة ما يأتى بعده وفى ( ت ) : ظاهرها .
[375]
1 فس : ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ) نزلت في
أميرالمؤمنين عليه السلام ( ويرجو رحمة ربه ) قل يا محمد : ( هل يستوي الذين يعلمون والذين
لا يعلمون * إنما يتذكر اولو الالباب ) يعني اولي العقول .
( 1 )
2 كا : بإسناده عن عمار الساباطي قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله تعالى :
( وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا إليه ( 2 ) ) قال : نزلت في أبي الفصيل ، وذلك
أنه كان عنده أن رسول الله صلى الله عليه وآله ساحر وإذا مسه الضر يعني السقم دعا ربه منيبا
إليه يعني تائبا إليه من قوله في رسول الله : ساحر فإذا خوله نعمة منه يعني العافية
نسي ما كان يدعو إليه من قبل يعني التوبة ( 3 ) مما كان يقول في رسول الله بأنه ساحر ،
ولذلك قال الله عزوجل : ( قل تمتع فكفرك قليلا إنك من أصحاب النار ) يعني
بإمرتك على الناس بغير حق من الل ورسوله .
ثم قال ( 4 ) أبوعبدالله عليه السلام : ثم إن
الله عطف القول على علي عليه السلام يخبر بحاله وفضله عنده ، فقال : ( أمن هو قانت آناء
الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون ) محمدا رسول الله
( والذين لا يعلمون ) أن محمدا رسول الله بل يقولون إنه ساحر كذاب ( إنما يتذكر
اولو الالباب ) وهم شيعتنا .
ثم قال ( 5 ) أبوعبدالله عليه السلام : هذا تأويله يا عمار .
( 6 )
كنز : الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن عمار مثله .
( 7 )
_________________________________________________________
* لزمر : 9 .
( 1 ) تفسير القمى : 575 .
( 2 ) الزمر : 8 ، وما بعدها ذيلها .
( 3 ) في المصدر : يعنى نسى التوبة إلى الله عزوجل اه .
( 4 و 5 ) في المصدر : قال : ثم قال اه .
( 6 ) روضة الكافى : 204 و 205 .
( 7 ) مخطوط .
[376]
1 كشف : أورد الثعلبي والواحدي وغيرهما من علماء التفسير أن الاغنياء
أكثروا مناجاة النبي صلى الله عليه وآله وغلبوا الفقراء على المجالس عنده حتى كره رسول الله صلى الله عليه وآله
ذلك واستطالة جلوسهم وكثرة مناجاتهم ، فأنزل الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا
إذا ناجيتم الرسول فقد موابين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهرا ( 1 ) ) فأمر بالصدقة
أمام المناجاة ( 2 ) ، وأما أهل العسرة فلم يجدوا ، وأما الاغنياء فبخلوا ، وخف ذلك
على رسول الله صلى الله عليه وآله وخف ذلك الزحام ، ( 3 ) وغلبوا على حبه والرغبة في مناجاته
حب الحطام ! ( 4 ) واشتد على أصحابه ، فنزلت الآية التي بعدها راشقة ( 5 ) لهم بسهام
الملام ، ناسخة بحكمها حيث أحجم ( 6 ) من كان دأبه الاقدام .
وقال علي عليه السلام : إن
في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل أحد بها بعدي ، ( 7 ) وهي آية المناجاة ،
فإنها لما نزلت كان لي دينار فبعته بدراهم ، ( 8 ) وكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت
حتى فنيت ، فنسخت بقوله : ( ءأشفقتم أن تقدموابين يدي نجواكم صدقات ( 9 ) ) الآية .
_________________________________________________________
( 1 ) المجادلة : 12 .
( 2 ) في المصدر : امام النجوى .
( 3 ) زحمه زحاما : دافعه في محل ضيق .
( 4 ) حطام الدنيا : ما فيها من مال قليل أو كثير .
( 5 ) أى طاعنة .
( 6 ) أحجم عن الشئ : كف .
( 7 ) في المصدر : ولا يعمل بها احدى بعدى .
( 8 ) فان كل دينار يعادل عشرة دراهم .
( 9 ) المجادلة : 13 .
[377]
[ ونقل الثعلبي قال : قال علي عليه السلام : لما نزلت دعاني رسول الله فقال : ما ترى ؟ ترى
دينارا ؟ فقلت : لايطيقونه ، قال : فكم ؟ قلت : حبة أو شعيرة ، قال : إنك لزهيد ! فنزلت :
( ءأشفقتم أن تقدموا ) الزهيد : القليل وكأنه يريد مقلل ( 1 ) .
إذا انسكبت دموع في خدود * تبين من بكى ممن تباكى ]
وقال ابن عمر : ثلاث كن لعلي عليه السلام لوأن لي واحدة منهن كانت أحب إلي
من حمر النعم : ( 2 ) تزويجه بفاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، آية النجوى .
( 3 )
يف : من الجمع بين الصحاح الستة ومناقب ابن المغازلي وتفسير الثعلبي عن
مجاهد إلى آخر الاخبار ( 4 ) .
أقول : روى الطبرسي مثل تلك الاخبار على هذا الترتيب ثم قال : قال مجاهد
وقتادة : لما نهوا عن مناجاته حتى يتصدقوا لم يناجه إلا علي بن أبي طالب عليه السلام قدم
دينارا فتصدق بها ، ثم نزلت الرخصة ( 5 ) .
2 كشف : العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا
ناجيتم الرسول فقد موا بين يدي نجواكم صدقة ) نزلت في علي عليه السلام ( 6 ) .
وروى مثله أبوبكر بن مردويه بعدة طرق ( 7 ) .
أقول : روى ابن بطريق في العمدة تلك الاخبار الماضية والآتية بأسانيد كثيرة
عن الثعلبي وابن المغازلي ورزين العبدري وغيرهم ( 8 ) ، وروى في المستدرك عن أبي نعيم
بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول ) قال :
_________________________________________________________
( 1 ) * أقول الزهيد : الحقير .
القليل أو الذى يقنع بالقليل كما يقال واد زهيد : قليل الاخذ
-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 377 سطر 19 إلى صفحه 385 سطر 18
للماء وقال في النهاية : فجعل يزهدها ساعة الجمعة اى يقللها ومنه حديث على رضى الله
عنه ( انك لزهيد ) ( ب ) .
( 2 ) النعم بفتح النون والعين : الابل والاحمر منه ثمين غال جدا .
( 3 ) كشف الغمة : 48 .
( 4 ) الطرائف : 12 .
( 5 ) مجمع البيان 9 : 253 .
وما ذكره المصنف منقول بالمعنى .
( 6 ) كشف الغمة : 92 .
( 7 ) كشف الغمة : 93 .
( 8 ) راجع العمدة : 93 و 94 .
[378]
إن الله تعالى حرم كلام رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا أراد الرجل أن يكلمه تصدق بدرهم ثم
كلمه بما يريد ، فكف الناس عن كلام رسول الله وبخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه ! قال :
وتصدق علي عليه السلام ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره .
وبإسناده عن مجاهد قال : قال علي عليه السلام : نزلت هذه الآية فما عمل بهاأحد
غيري ثم نسخت .
وبإسناده عن علي بن علقمة عن علي عليه السلام قال : لما نزلت [ هذه ( 1 ) ] ( يا أيها
الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول ) قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : ما تقول في دينار ؟ قلت :
لا يطيقونه ، قال : كم ؟ قلت : شعيرة ، قال : إنك لزهيد فنزلت ( إأشفقتم أن تقدموا بين
يدي نجواكم صدقات ) الآية ، قال فبي خفف الله عن هذه الامة ، فلم ينزل في أحد قبلي
ولم ينزل في أحد بعدي .
يف : ابن مردويه في المناقب بأربع طرق أحدها يرفعه إلى سالم بن أبي الجعد
عن علي عليه السلام مثله .
3 فس : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم
صدقة ) قال : إذا سألتم رسول الله حاجة فتصدقوا بين يدي حاجتكم ليكون أقضى لحوائجكم
فلم يفعل ذلك أحد إلا أميرالمؤمنين صلوات الله عليه ، فإنه تصدق بدينار وناجى رسول الله
بعشر نجوات ( 2 ) .
حدثنا أحمد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ،
عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ( إذا ناجيتم الرسول فقدموا
بين يدي نجواكم صدقة ) قال : قدم علي بن أبي طالب عليه السلام بين يدي نجواه صدقة ، ثم
نسخها قوله : ( ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ) .
وحدثنا عبدالرحمن بن محمد الحسني ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن مروان ، عن
عبيد بن خنيس ، عن صباح ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد قال : قال علي صلوات الله
_________________________________________________________
( 1 ) ليست كلمة ( هذه ) في غير ( ك ) .
( 2 ) في المصدر : عشر نجوات .
[379]
عليه : إن في كتاب الله لآية ما عمل بهاأحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي : آية النجوي
إنه كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فجعلت أقدم بين يدي كل نجوه ( 1 ) اناجيها
النبي درهما ، قال : فنسختها قوله : ( ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ) إلى
قوله : ( والله خبير بما تعملون ) ( 2 ) .
4 عم : عن مجاهد قال : قال علي عليه السلام : آية من القرآن لم يعمل أحد بها
قبلي ( 3 ) ولا يعمل بها أحد بعدي : آية النجوى ، كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم ،
فكلما أردت أن اناجي النبي تصدقت بدرهم ، ثم نسخت بقوله : ( فإن لم تجدوا فإن الله
غفور رحيم ) وفي رواية اخرى : بي خفف الله عن هذه الامة ، فلم ينزل في أحد بدي .
وروى السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس قال : كان الناس يناجون رسول الله في الخلاء ( 4 )
إذا كانت لاحدهم حاجة ، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وآله ففرض الله على من ناجاه سرا أن
يتصدق بصدقة ، فكفوا عنه وشق ذلك عليهم ( 5 ) .
5 يف : في الجمع بين الصحاح الستة قال أبوعبدالله البخاري : قوله تعالى :
( إذا ناجيتم الرسول فقد موابين يدي نجواكم صدقة ) نسختها آية : ( فإذ لم تفعلوا فتاب
الله عليكم ) قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام : ما عمل بهذه الآية غيري ، وبي خفف الله عن
هذه الامة أمر هذه الآية ( 6 ) .
ووجدت في كتاب عتيق رواية أبي عمير الزاهد في تفسير كلام لعلي عليه السلام قال : لما
نزلت آية الصدقة مع النجوى دعا النبي صلى الله عليه وآله عليا فقال : ما تقدمون ( 7 ) من الصدقة
_________________________________________________________
( 1 ) النجوة : السربين اثنين .
وفى المصدر : كل نجوى .
( 2 ) تفسير القمى : 670
( 3 ) في المصدر : لم يعمل بها احد قبلى .
( 4 ) الخلاء : المكان الفارغ ليس فيه أحد اى كانوا يبالغون في مناجاة الرسول حتى اذا
انفرد في خلوة ليشغل بنفسه أو بعبادة ربه .
( 5 ) اعلام الورى : 112 .
( 6 ) الطرائف : 13 .
( 7 ) في ( ك ) : ما يقدمون .
[380]
بين يدي النجوى ؟ قال : يقدم أحدهم حبة من الحنطة فما فوق ذلك ، قال : فقال له
المصطفى صلى الله عليه وآله : إنك لزهيد أي فقير فقال ابن عباس : فجاء علي في حاجة بعد ذلك
الوقت والناس قد اجتمعوا ، فوضع دينارا ثم تكلم ، وما كان يملك غيره ، قال تخلى
الناس ( 1 ) ، ثم خفف عنهم برفع الصدقة .
[ 6 كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن عقبة ، ومحمد بن القاسم معا ، عن الحسين بن
الحكم ، عن حسن بن حسين ، عن حنان بن علي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن
عباس في قوله عزوجل : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقد موا بين يدي
نجوا كم صدقة ) قال : نزلت في علي عليه السلام خاصة ، كان له دينار فباعه بعشرة دراهم ،
فكان كلما ناجاه قدم درهما حتى ناجاه عشر مرات ، ثم نسخت فلم يعمل بها أحد قبله
ولا بعده ( 2 ) .
7 كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن عباس ، عن محمد بن مروان ، عن إبراهيم بن
الحكم بن ظهير ، عن أبيه ، عن السدي ، عن خير ، عن علي عليه السلام قال : كنت أول
من ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم وكلمت رسول الله عشر
مرات ، كلما أردت أن اناجيه تصدقت بدرهم ، فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال المنافقون : ما يألو ما ينجش لابن عمه ( 3 ) ! حتى نسخها الله عزوجل فقال : ( ءأشفقتم
أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ) إلى آخر الآية ، ثم قال عليه السلام : فكنت أول من
عمل بهذه الآية وآخر من عمل بها ، فلم يعمل بها أحد قبلي ولا بعدي ( 4 ) .
8 كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن محمد بن زكريا ، عن أيوب
بن سليمان ، عن محمد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى
( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقد موابين يدي نجواكم صدقة ) قال : إنه
_________________________________________________________
( 1 ) أى تركوا الرسول الله صلى الله عليه وآله .
( 2 و 4 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
ولم تذكر هذه الروايات في ( ت ) .
( 3 ) في هامش ( د ) : بيان : ما يألو أى ما ينصر فيما ينجش ، وليس ( ما ) في بعض النسخ .
و
النجش أن يزيد في سلعة أكثر من ثمنها وليس قصدهأن يشتريها بل ليغر غيره فيوقعه فيه .