[381]


حرم كلام رسول الله صلى الله عليه وآله ثم رخص لهم في كلامه بالصدقة ، فكان إذا أراد الرجل أن يكلمه تصدق بدرهم ثم كلمه بما يريد ، قال : فكف الناس عن كلام رسول الله صلى الله عليه وآله و بخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه ، فتصدق علي عليه السلام بدينار كان له ، فباعه بعشرة دراهم في عشر كلمات سألهن رسول اله ، ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره ، وبخل أهل الميسرة أن يفعلوا ذلك ! فقال المنافقون : ما صنع علي بن أبي طالب الذي صنع من الصدقة إلا أنه أراد أن يروج لابن عمه ! فأنزل الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم ) من إمساكها ( وأطهر ) يقول : وأزكى لكم من المعصية ( فإن لم تجدوا ) الصدقة ( فإن الله غفور رحيم * ءأشفقتم ) يقول الحكيم ءأشفقتم يا أهل الميسرة ( أن تقدموا بين يدي نجواكم ) يقول قدام نجواكم يعني كلام رسول الله صدقة على الفقراء ؟ ( فإذلم تفعلوا ) يا أهل الميسرة ( وتاب الله عليكم ) يعني تجاوز عنكم إذ لم تفعلوا ( فأقيموا الصلاة ) يقول : أقيموا الصلوات الخمس ( وآتوا الزكوة ) يعني أعطوا الزكاة ، يقول : تصدقوا ، فنسخت ما امروا به عند المناجاة بإتمام الصلاة و إيتاء الزكاة ( وأطيعوا الله ورسوله ) بالصدقة في الفريضة والتطوع ( والله خبير بما تعملون ) أي بما تنفقون خبير ( 1 ) .
أقول : قال الشيخ ( 2 ) شرف الدين بعد نقل هذه الاخبار : اعلم أن محمد بن العباس رحمه الله ذكر في تفسيره سبعين حديثا من طريق الخاصه والعامة ، يتضمن أن المناحي للرسول هو أميرالمؤمنين عليه السلام دون الناس أجمعين ، اخترنا منها هذه الثلاثة أحاديث ففيها غنية ، ونقلت من مؤلف شيخنا أبوجعفر الطوسي رحمه الله هذا الحديث ، ذكره أنه في جامع الترمذي وتفسير الثعلبي بإسناده عن علقمة الانماري يرفعه إلى علي عليه السلام أنه قال : بي خفف الله عن هذه الامة ، لان الله امتحن الصحابة بهذه الآية فتقاعسوا ( 3 )

_________________________________________________________
( 1 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
( 2 ) الظاهر أن هذا التعبير لكثرة سنه أو غزارة علمه ، والا فهو من السادات الاستر آباديين ، راجع الذريعة ( 3 : 4 .
3 و 5 : 66 ) .
( 3 ) تقاعس عن الامر : تأخر .

[382]


عن مناجاة الرسول ، وكان قد احتجب في منزله من مناجاة كل أحد إلا من تصدق بصدقة وكان معي دينار فتصدقت به ، فكنت أنا سبب التوبة من الله على المسلمين حين عملت بالآية ولولم يعمل بها أحد لنزل العذاب لامتناع الكل من العمل بها .
] بيان : عمله صلوات الله عليه بآية النجوى دون غيره من الصحابة مما أجمع عليه المحدثون والمفسرون وسيأتي الاخبار الكثيرة في ذلك في باب سخائه عليه السلام .
* 9 [ وروى الحافظ أبونعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام بسنده عن ابن جريح عن عطاء ، عن ابن عباس ، وعن مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال لما نرل ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول ) الآية لم يكن أحد يقدر أن يناجي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يتصدق قبل ذلك ، فكان أول من تصدق علي بن أبي طالب عليه السلام فصرف دينارا بعشرة دراهم وتصدق بها وناجى رسول الله بعشرة كلمات .
10 وبإسناده عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : إن الله عزوجل حرم كلام الرسول ، فإذا أراد الرجل أن يكلمه تصدق بدرهم ثم تكلمه بما يريد ، فكف الناس عن كلام الرسول وبخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه ! قال : وتصدق علي عليه السلام ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره ، فقال المنافقون : ما صنع علي الذي صنع من الصدقة إلا أنه أراد أن يروج لابن عمه .
11 وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد ، عن علي عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : ما تقول في دينار ؟ قلت : لايطيقونه ، قال : كم ؟ قلت : شعيرة ، قال إنه لزهيد ( 1 ) فنزلت ( ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ) الآية ، قال : فبي خفف الله عزوجل عن هذه الامة ، فلم تنزل في أحد قبلي ولم ينزل في أحد بعدي ، قال : ورواه إبراهيم بن أبي الليث ، عن الاشجعي ، ورواه القاسم الحرمي ، عن الثوري .
12 وروى إبراهيم بن محمد في فرائد السمطين بإسناده عن علي عليه السلام أنه ناجى

_________________________________________________________
( 1 ) ( * ) من هنا إلى قوله فيما يأتى : ( وقال البيضاوى ) يوجد في هامش ( ك ) و ( د ) فقط .
و الظاهر ان المصنف قد ظفر بكتاب أبونعيم بعد تأليف الكتاب واستدرك مافات منه في الهوامش .
( 2 ) كذا في النسختين ، ولعله مصحف ( إنك لزهيد ) كما مضى سابقا .

[383]


رسول الله عشر مرات بعشر كلمات قدمها عشر صدقات ، فسأل في الاولى : ما الوفاء ؟ قال : التوجيد : شهادة أن لا إله إلا الله ، ثم قال : وما الفساد ؟ قال : الكفر والشرك بالله عزو جل ، قال : وما الحق ؟ قال : الاسلام ، والقرآن ، والولاية إذا انتهت اليك ، قال : وما الحيلة ؟ قال : ترك الحيلة ( 1 ) ، قال : وما علي ؟ قال : طاعة الله وطاعة رسوله ، قال : وكيف أدعو الله تعالى ؟ قال : بالصدق واليقين ، قال : وما أسأل الله تعالى ؟ قال : العافية ( 2 ) ، قال : وماذا أصنع لنجاة نفسي ؟ قال : كل حلالا وقل صدقا ، قال : وما السرور قال : الجنة ، قال : وما الراحة ؟ قال : لقاء الله تعالى ، فلما فرغ نسخ حكم الآية .
أقول : ثم روى المضامين السابقة بأسانيد جمة .
] وقال البيضاوي : وفي هذا الامر تعظيم الرسول ، وإنفاع الفقراء والنهي عن الافراط في السؤال ، والميزبين المؤمن المخلص والمنافق ( 3 ) ، ومحب الآخرة ومحب الدنيا ؟ واختلف في أنه للندب أو للوجوب ، لكنه منسوخ بقوله ، ( ءأشفقتم ) وهو وإن اتصل به تلاوة لم يتصل به نزولا .
وعن علي عليه السلام أن في كتاب الله آية ما عمل بها أحد غيري كان لي دينار فصرفته ، فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم ، وهو على القول بالوجوب لا يقدح في غيره ، فلعله لم يتفق للاغنياء مناجاة في مدة بقائه ، إذ روي أنه لم يبق إلا عشرا ، وقيل إلا ساعة ، انتهى ( 4 ) .
أقول : لا يخفى أن اختصاصه بتلك الفضيلة الدالة على غاية حبه للرسول وزهده في الدنيا وإيثاره الآخرة عليها ومسارعته في الخيرات والطاعات يدل على فضله على سائر

_________________________________________________________
( 1 ) وأنت اذا تأملت في هذه الكلمات العشر وما فيها من الحكم والخير الكثير التى لا يعطيها الله ولا يؤتيهاالا خاصة خلقه والصالحين من عبيده تجد أنها جديرة بأن يبذل بازائها الدنيا وما فيها ، كيف لا وقد بذل أميرالمؤمنين عليه السلام كل ما كان يملك وهو دينار واحد كما استفدنا من الروايات السابقة ليأخذ هذه الكنوز الغالية من الحكم ؟ ولعمرى لوكان له عليه السلام ملايين لبذل جميعها بازائها ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
( 2 ) المراد من العافية عافية الدين والدنيا والاخرة كما يستفاد من بعض الادعية .
( 3 ) في المصدر : بين المخلص والمنافق .
( 4 ) تفسير البيضاوي 2 : 214 .

[384]


الصحابة المستلزم لاحقيته للامامة وقبح تقديم غيره عليه ويدل على نقص عظيم وجرم جسيم لمن تقدم عليه في الخلافة ، لتقصيرهم في هذا الامر الحقير الذي كان يتأتى بأقل من درهم ، فاختاروا بذلك مفارقة الرسول ! صلى الله عليه وآله وتركوا صحبته الشريفة ! وتقصيرهم في ذلك يدل على تقصيرهم في الطاعات الجليلة والامور العظيمة بطريق أولى ، فكم بين من يبذل نفسه لرسول الله لتحصيل رضاه ( 1 ) وبين من يبخل بدرهم لادراك سعادة نجواه ؟ بل يدل ترك إنفاقهم على نفاقهم كما اعترف به البيضاوي في أول الامر ( 2 ) ، وما اعتذر به أخيرا ( 3 ) فلا يخفى بعده ومخالفته لما يدعون من بذلهم الاموال الجزيلة في سبيل الله ، وكيف لا يقدر من يبذل مثل تلك الاموال الجزيلة على إنفاق بعض درهم بل شق تمرة في عشره أيام ؟ كما ذكره أكثر مفسريهم كالزمخشري ( 4 ) وابن المرتضى ( 5 ) وغيرهما ، وأعجب من ذلك ما اعتذر به القاضي عبدالجبار بتجويز عدم اتساع الوقت لذلك فإنه مع استحالته في نفسه عند الاكثر ( 6 ) ينافيه أكثر الروايات الواردة في هذا الباب ، فإن أكثرها دلت على أنه ناجاه عشر مرات قبل النسخ ، مع قطع النظر عن رواية عشرة أيام ، وأيضا ذكر التوبة بعد ذلك يدل على تقصيرهم .
وأفحش من ذلك ما ذكره الرازي الناصبي حيث قال : سلمنا أن الوقت قد وسع إلا أن الاقدام على هذاالعمل مما يضيق قلب الفقير الذي لايجد شيئا وينفر الرجل الغني ، فلم يكن في تركه معرة ( 7 ) لان الذي يكون سبب الالفة أولى عما يكون سببا للوحشة ، وأيضا الصدقة عند المناجاة واجبة وأما المناجاة فليست بواجبة ولا مندوبة ! بل الاولى ترك المناجاة ! كما بينا من أنها لوكانت كانت سببا لسأمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم انتهى ( 8 )

_________________________________________________________
( 1 ) كما فعله أميرالمؤمنين مرات عديدة ، منها ليلة المبيت ويوم الاحد وغيرهما .
( 2 ) حيث قال : والميزبين المؤمن المخلص والمنافق .
( 3 ) من أنه لم يتفق للاغنياء ذلك .
( 4 ) في الكشاف ج 3 : 171 .
( 5 ) كذا في ( ك ) وكأنه مصحف والبيضاوى ( ب ) .
( 6 ) فان النسخ قبل العمل لايجوز عند الاكثر إلا ما كان للاختيار والامتحان ، وهذا المورد ليس منه ، سلمنا لكن الناس بأجمعهم غير أميرالمؤمنين عليه السلام لم يخرجوا من هذا الاختيار و الامتحان مقبولين فائزين أيضا ، بل بعضهم لم يقبلوا الاية رأسا كما يظهر من كلام الرازى فيما بعد .
( 7 ) المعرة : السماءة والاثم .
( 8 ) مفاتيح الغيب 8 : 118 .
وما ذكره المصنف منقول بالمعنى .

[385]


أقول : لا أظن عاقلا يفهم من كلامه هذا سوى التعصب والعناد أو يحتاج إلى بيان لخطائه لظهور الفساد ، ولعل النصب أعمى عينه عن سياق الآية وما عاتب الله تعالى تاركي ذلك بقوله : ( ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ) وقوله : ( فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم ) وعن افتخار أميرالمؤمنين عليه السلام بذلك ، إذ على ما زعمه هذا الشقي كان اللازم عليه صلوات الله عليه الاعتذار لا الافتخار ، وعن تمني ابن صنمه الذي سبق في الاخبار ( 1 ) ، وعن أنه وإن فرض أنه يضيق قلب فقير لايقدر على الانفاق ، فهو يوسع قلب فقير آخر يصل إليه هذا المال ويسره ( 2 ) ، وعن أن الانس برسول ربه يجبر وحشة هذا الغني المطبوع على قلبه لو سلم أن فيها مفسدة ، ولم يتفطن أن ذلك اعتراض على الله في بعث هذا الحكم والخطاب ، وبعد أن يسقط ( 3 ) بزعمه عن صنميه ومناتيه ( 4 ) اللوم والعتاب لايبالي بنسبة الخطاء إلى رب الارباب إن هذا لشئ عجاب ! ولوضوح تعصبه في هذا الباب تعرض النيسابوري أيضا للجواب وقال : هذا الكلام لا يخلو عن تعصب ما ، ومن أين يلزمنا أن نثبت مفضولية علي عليه السلام في كل خصلة ؟ ولم لايجوز أن تحصل له فضيلة لم توجد لغيره من أكابر الصحابة ؟ ثم ذكر رواية ابن عمر وتمنيه ثبوت هذه الفبضيلة له ، ثم قال : وهل يجوز منصف أن مناجاة النبي منقصة ( 5 ) ! على أنه لم يرد في الآية النهي عن المناجاة وإنما ورد تقديم الصدقة على المناجاة ، فمن عمل بالآية حصلت له الفضيلة من جهتين ، من وجهة سد خلة ( 6 ) بعض الفقراء ، ومن جهة محبة نجوى الرسول صلى الله عليه وآله ففيها القربة منه وحل المسائل العويصة ( 7 ) وإظهار أن نجواه أحب إلى المناجي من المال ، انتهى ( 8 ) .

-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 385 سطر 19 إلى صفحه 393 سطر 18

_________________________________________________________
( 1 ) راجع الخبر الاول وغيره .
( 2 ) على ان ذلك جار في جميع الاحكام التى لها مساس بالثرة كالزكاة وغيرها .
( 3 ) كذا في ( ك ) ، وفى غيره : وبعد أن أسقط .
( 4 ) مناة اسم صنم كانوا يعبدونه في الجاهلية .
( 5 ) في المصدر : وهل يقول منصف ان مناجاة النبى نقيصة .
( 6 ) الخلة : الحاجة والفقر .
( 7 ) أى الصعبة .
( 8 ) غرائب القرآن 3 : 412 .

[386]



باب 19 : أنه صلوات الله عليه الشهيد والشاهد والمشهود  


1 مع : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن عمران بن موسى ، عن الخشاب ، عن علي ابن حسان ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : ( وشاهد ومشهود ( 1 ) ) قال : النبي صلى الله عليه وآله وأميرالمؤمنين عليه السلام ( 2 ) .
كا : محمد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطاب ، عن علي بن حسان مثله ( 3 ) .
2 ما : بإسناد أخي دعبل ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام أن أميرالمؤمنين عليه السلام كان يوم الجمعة على المنبر يخطب ( 4 ) فقال : والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله عزوجل ، أعرفها كما أعرفه ، فقام إليه رجل فقلا : يا أميرالمؤم نين ما آيتك التي نزلت فيك ؟ فقال : إذا سألت فافهم ولا عليك أن لا تسأل عنها غيري ، أقرءت سورة هود ؟ قال : نعم يا أميرالمؤمنين ، قال : أفسمعت الله عزوجل يقول : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ( 5 ) ) ؟ قال : نعم ، قال : فالذي على بينة منه ( 6 ) محمد صلى الله عليه وآله والذي يتلوه شاهد منه وهو الشاهد وهو منه أنا علي بن أبي طالب وأنا الشاهد وأنا منه صلى الله عليه وآله ( 7 ) .

_________________________________________________________
( 1 ) البروج : 3 .
( 2 ) معانى الاخبار : 299 .
( 3 ) اصول الكافى 1 : 425 .
( 4 ) في المصدر : يخطب على المنبر .
( 5 ) هود : 17 .
( 6 ) في المصدر : فالذى قال على بينة من ربه اه .
( 7 ) امالى الشيخ : 236 و 237 .

[387]


3 فس : أبي ، عن يحيى بن عمران ( 1 ) ، عن يونس ، عن أبي بصير والفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه السلام قال إنما نزلت : ( أفمن كان على بينة من ربة ) يعني رسول الله صلى الله عليه وآله ( ويتلوه شاهد منه ) يعني عليا أميرالمؤمنين عليه السلام ( إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى اولئك يؤمنون به ) فقد موا وأخروا في التأليف ( 2 ) .
4 ج : عن سليم بن قيس قال : قال رجل لاميرالمؤمنين عليه السلام ( 3 ) : أخبرني بأفضل منقبة لك ، قال : ما أنزل الله في كتابه ؟ قال : وما أنزل فيك ؟ قال : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) قال ( 4 ) : أنا الشاهد من رسول الله صلى الله عليه وآله الخبر ( 5 ) .
5 ير : محمد بن الحسين ، عن عبدالله بن حماد ، عن أبي الجارود ، عن الاصبغ بن نباتة قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : لوكسرت لي وسادة ( 6 ) فقعدت عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وأهل الانجيل بإنجيلهم ، وأهل الزبور بزبورهم ، وأهل الفرقان بفرقانهم ، بقضاء يصعد إلى الله يزهر ( 7 ) ، والله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أونهار إلا وقد علمت فيمن انزلت ، ولا أحد ممن مر على رأسه المواسي من قريش إلا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار ، فقام إليه رجل فقال : يا أميرالمؤمنين ما الآية التي نزلت فيك ؟ قال له : أما سمعت الله يقول : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) قال : رسول الله صلى الله عليه وآله على بينة من ربه وأنا

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : عن يحيى بن ابى عمران .
( 2 ) تفسير القمى : 236 و 237 .
والاية هكذا ( افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة اولئك يؤمنون به ) وقوله : ( فقدموا وأخروا في التأليف ) اى في تفسير الاية ، ويمكن ان يكون اشارة إلى ما سبق من المصنف ايضا من ان القرآن لم يتألف بالترتيب الذى نزل ، وهذا غير التحريف الذى ثبت عدم وقومه في محله وهو واضح .
( 3 ) في المصدر : سأل رجل على بن ابى طالب عليه السلام فقال وأنا أسمع اه .
( 4 ) ليست كلمة ( قال ) في المصدر .
( 5 ) الاحتجاج : 84 .
( 6 ) كسر الوسادة : ثناها واتكأ عليها .
والوسادة : المخدة .
المتكأ .
( 7 ) أى يتلالا .
وهو كناية من احكامه بحيث لا يعتريه الزلل والخطأ .

[388]


شاهد له [ فيه ] وأئلوه معه ( 1 ) .
بيان : المواسي جمع موسى وهو ما يحلق الشعر .
6 شى : عن بريد بن معاوية العجلي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : الذي على بينة من ربه رسول الله صلى الله عليه وآله والذي تلاه من بعده الشاهد منه أميرالمؤمنين عليه السلام ثم أوصياؤه واحدا بعد واحد ( 2 ) .
7 شى : عن جابر عن عبدالله بن يحيى ، قال ، سمعت عليا عليه السلام وهو يقول : ما من رجل من قريش إلا وقد انزلت فيه آية أو آيتان من كتاب الله ، فقال رجل من القوم فما [ ا ] نزل فيك يا أميرالمؤمنين ؟ فقال : أما تقرء الآية التي في هود : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) محمد صلى الله عليه وآله على بينة من ربه وأنا الشاهد ( 3 ) .
فر : عبيد بن كثير معنعنا عن عبدالله بن يحيى مثله ( 4 ) .
8 قب : الطبري بإسناده ، عن جابر بن عبدالله ، عن علي عليه السلام ، وروى الاصبغ وزين العابدين والباقر والصادق والرضا عليهم السلام أنه قال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه : ( أفمن كان على بينة من ربه ) [ محمد ] ( ويتلوه شاهد ) أنا .
الحافظ أبونعيم بثلاثة طرق ، عن عباد بن عبدالله الاسدي في خبر قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) رسول الله صلى الله عليه وآله على بينة من ربه وأنا الشاهد .
ذكره النطنزي في الخصائص .
حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ( أفمن كان على بينة من ربه ) قال : هو رسول الله صلى الله عليه وآله ( ويتلوه شاهد منه ) قال : علي بن أبي طالب عليه السلام ، كان والله لسان رسول الله صلى الله عليه وآله .
كتاب فصيح : الخطيب إنه سأله ابن الكواء فقال : وما انزل فيك ؟ قال قوله : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) وقد روى زاذان نحوا من ذلك .

_________________________________________________________
( 1 ) بصائر الدرجات 35 و 36 ( 2 و 3 ) مخطوط .
( 4 ) تفسير فرات 69 .

[389]


الثعلبي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) الشاهد علي عليه السلام وقد رواه القاضي أبوعمر وعثمان بن أحمد ، وأبو نصر القشيري في كتابيهما ، والفلكي المفسر رواه عن مجاهد ، وعن عبدالله بن شداد الثعلبي في تفسيره ، عن حبيب بن يسار ، عن زاذان ، وعن جابر بن عبدالله كليهما عن علي عليه السلام قال ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) فرسول الله على بينة من ربه ، ويتلوه شاهد منه أنا .
وقرأ ابن مسعود أفمن اوتي علم من ربه ( 1 ) ويتلوه شاهد منه ، علي كان شاهد النبي على امته بعده ، فشاهد النبي يكون أعدل الخلائق فكيف يتقدم عليه دونه .
قوله تعالى : ( فكيف إذا جئنامن كل امة بشهيد وجئنابك على هؤلاء شهيدا ( 2 ) ) فالانبياء شهداء على اممهم ، ونبينا صلى الله عليه وآله شهيد على الانبياء ، وعلي شهيد للنبي صلى الله عليه وآله ثم صار في نفسه شهيدا ( 3 ) .
قوله تعالى : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ) ( 4 ) الآية ، وقد بينا صحته فيما تقدم .
سليم بن قيس الهلالي عن علي عليه السلام إن الله تعالى إيانا عنى بقوله : ( شهداء على الناس ( 5 ) ) فرسول الله صلى الله عليه وآله شاهد علينا ، ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه ، ونحن الذين قال الله تعالى : ( وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ( 6 ) ) ويقال إنه المعني بقوله : ( وجئ بالنبيين و الشهداء ( 7 ) ) .
مالك بن أنس ، عن سمي بن أبي صالح في قوله : ( ومن يطع الله والرسول فاولئك

_________________________________________________________
( 1 ) كذا في النسخ والمصدر وفى ( ت ) علما من ربه .
تصحيحا .
( 2 ) النساء : 41 .
( 3 ) أى لما صارت الولاية إليه صار شهيدا على الامة .
( 4 ) الرعد : 43 ( 5 ) البقرة : 143 .
الحج .
78 .
( 6 ) البقرة : 143 .
( 7 ) الزمر : 69 .

[390]


مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء ( 1 ) قال : الشهداء يعني عليا وجعفرا وحمزة والحسن والحسين عليهم السلام هؤلاء سادات الشهداء ( والصالحين ) يعني سلمان وأباذر والمقداد وعمارا وبلالا وخبابا ( وحسن اولئك رفيقا ) يعني في الجنة ( ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما ) : أن منزل علي وفاطمة والحسن والحسين ومنزل رسول الله صلى الله عليه وآله واحد ( 2 ) .
9 جا : علي بن بلال ، عن علي بن عبدالله ، عن الثقفي ، عن إسماعيل بن أبان عن الصباح بن يحيى ، عن الاعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبدالله قال : قام ( 3 ) رجل إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : يا أميرالمؤمنين أخبرني عن قوله تعالى : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) قال : قال عليه السلام : رسول الله الذي كان على بينة منه ( 4 ) وأنا الشاهد له ومنه ، والذي نفسي بيده بيده ما أحد جرت عليه المواسي من قريش إلا وقد أنزل الله فيه من كتابه طائفة ( 5 ) ، والذي نفسي بيده لان يكونوا يعلمون ما قضى الله لنا أهل البيت على لسان النبي الامي أحب إلي من أن يكون ملء هذه الرحبة ( 6 ) ذهبا ، والله ما مثلنا في هذه الامة إلا كمثل سفينة نوح وكباب حطة في بني إسرائيل ( 7 ) .
فر : محمد بن عيسى بن زكريا الدهقان معنعنا عن عباد بن عبدالله مثله ( 8 ) .
فر : عن الحسين بن سعيد معنعنا عن عباد بن عبدالله مثله ( 9 ) .
10 فر : جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن زاذان في قوله : ( أفمن كان على بينة

_________________________________________________________
( 1 ) النساء : 69 .
وما بعدها ذيلها .
( 2 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 568 و 569 .
( 3 ) في المصدر : قدم .
( 4 ) في المصدر : على بينة من ربه .
( 5 ) أى طائفة من الايات .
( 6 ) الرحبة الارض الواسعة ورحبة المسجد : ساحته والرحبة محلة بالكوفة .
( 7 ) مجالس المفيد : 86 ، وفيه : أو كباب حطة .
( 8 ) تفسير فرات : 64 .
( 9 ) تفسير فرات : 65 .