[ 31 ]


يف : من مناقب ابن المغازلي مرسلا مثله ( 1 ) .
أقول : وروي في الفصول المهمة ( 2 ) مثله .
وزاد بعد قوله : فسماه أبوطالب عليا : وقال : سميته بعلي كي يدوم له * عز العلو وفخر العز أدومه [ 27 ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن محمد بن سعيد ورزق الله بن سليمان واللفظ له عن الحسن بن علي المازدي ( 3 ) ، عن عبدالرزاق بن همام ، عن أبيه ، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها وزاد رزق الله : وشيعتنا ورقها ، الشجرة أصلها في جنة عدن ، والفرح والورق والثمر في الجنة ( 4 ) .
] 28 ما : المفيد ، عن علي بن الحسن البصري ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن محمد بن علي الاحمر ، عن نصر بن علي ، عن عبدالوهاب بن عبدالحميد ، عن حميد ، عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : كنت أنا وعلي على يمين العرش نسبح الله قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما خلق آدم جعلنا في صلبه ، ثم نقلنا من صلب إلى صلب في أصلاب الطاهرين وأرحام المطهرات حتى انتهينا إلى صلب عبدالمطلب ، فقسمنا قسمين فجعل في عبدالله نصفا وفي أبي طالب نصفا ، وجعل النبوة والرسالة في ، وجعل الوصية والقضية في علي ، ثم اختار لنا اسمين اشتقهما من أسمائه فالله محمود ( 5 ) وأنا محمد ، والله العلي وهذا علي ، فأنا للنبوة والرسالة وعلي للوصية والقضية ( 6 ) .
29 ما : ابن حشيش ، عن علي بن القاسم بن يعقوب ، عن محمد بن الحسين بن مطاع عن أحمد بن حسن القواس ( 7 ) ، عن محمد بن سلمة الواسطي ، عن يزيد بن هارون ، عن

_________________________________________________________
( 1 ) الطرائف : 6 .
( 2 ) ص : 12 .
( 3 ) في المصدر : الازدى .
( 4 ) امالى ابن الشيخ : 34 وهذه الرواية توجد في ( ك ) فقط .
( 5 ) في المصدر : فالله المحمود .
( 6 ) امالى الشيخ : 115 .
( 7 ) في المصدر : احمدبن حبر القواس .

[ 32 ]


حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال : ركب رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم بغلته ، فانطلق إلى جبل آل فلان وقال : يا أنس خذ البغلة وانطلق إلى موضع كذي وكذي تجد عليا جالسا يسبح بالحصى ، فاقرءه مني السلام واحمله على البغلة وأت به إلي ، قال أنس : فذهبت فوجدت عليا عليه السلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فحملته على البغلة فأتيت به إليه ، فلما أن بصر برسول الله صلى الله عليه وآله ( 1 ) قال : السلام عليك يا رسول الله ، قال : وعليك السلام يا أبا الحسن ، اجلس ( 2 ) فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيا مرسلا ، ما جلس فيه من الانبياء أحد إلا وأنا خير منه ، وقد جلس في موضع كل نبي أخ له ، ما جلس من الاخوة أحد إلا وأنت خير منه .
قال أنس : فنظرت إلى سحابة قد أظلتهما ودنت من رؤوسهما ، فمد النبي صلى الله عليه وآله يده إلى السحابة فتناول عنقود عنب ، فجعله بينه وبين علي وقال : كل يا أخي فهذه هدية من الله تعالى إلي ثم إليك .
قال أنس : فقلت : يا رسول الله علي أخوك ؟ قال : نعم علي أخي ، قلت ( 3 ) : يا رسول الله صف لي كيف علي أخوك ؟ قال : إن الله عزوجل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام ، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في ؟ ؟ علمه ( 4 ) إلى أن يخلق آدم ، فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة ، فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه الله ، ثم نقله في ( 5 ) صلب شيث ، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر ( 6 ) حتى صار في عبدالمطلب ، ثم شقه الله عزوجل نصفين ( 7 ) ، فصار نصفه في أبي : عبدالله بن عبدالمطلب ، ونصف في أبي طالب ، فأنا من نصف الماء وعلي من النصف الآخر ، فعلي أخي في الدنيا والآخرة .
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله : ( وهو الذي خلق من

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : فلما أن بصربه رسول الله .
( 2 ) ليست في المصدر كلمة ( اجلس ) .
( 3 ) في المصدر : فقلت .
( 4 ) اى في مكنون علمه الذى لايعلمه غيره سبحانه .
( 5 ) في المصدر : إلى .
( 6 ) في المصدر : من طهر إلى طهر .
( 7 ) في المصدر : بنصفين .

[ 33 ]


الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ) ( 1 ) .
30 ل : ابن الوليد ، عن محمد بن خالد الهاشمي ، عن الحسن بن حماد البصري عن أبيه ( 2 ) ، عن آبائه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عزوجل قبل أن يخلق آدم بأربعة ( 3 ) آلاف عام ، فلما خلق الله آدم سلك ذلك النور
-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 33 سطر 5 إلى صفحه 41 سطر 5 في صلبه ، فلم يزل الله عزوجل ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبدالمطلب ثم أخرجه من صلب عبدالمطلب فقسمه قسمين : فصير قسمي في صلب عبدالله ، وقسم علي في صلب أبي طالب ، فعلي مني وأنا من علي : لحمه من لحمي ودمه من دمي ، فمن أحبني فبحبي أحبه ، ومن أبغضه فببغضي أبغضه ( 4 ) .
كشف : من مناقب الخوارزمي بالاسناد عن الحسين بن علي ، عن أبيه عليهما السلام مثله ( 5 ) .
31 ع : أحمد بن الحسين النيسابوري ومالقيت أنصب منه عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم ، عن الحسن بن عزفة ، عن وكيع ، عن محمد بن إسرائيل ، عن أبي صالح ، عن أبي ذر رحمه الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول : خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد ، نسبح الله يمنة العرش قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما أن خلق الله آدم جعل ذلك النور في صلبه ، ولقد سكن الجنة ونحن في صلبه ، ولقدهم بالخطيئة ونحن في صلبه ، ولقد ركب نوح في السفينة ونحن في صلبه ، وقد قذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه ، فلم يزل ينقلنا الله عزوجل من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة حتى انتهى بنا إلى عبدالمطلب ، [ لم يلمني السفاح قط ] فقسمنا بنصفين : فجعلني في صلب عبدالله ، وجعل

_________________________________________________________
( 1 ) امالى الشيخ : 197 و 198 .
( 2 ) في السند سقط ، والصحيح كما في المصدر : عن أبيه ، عن ابى الجارود ، عن محمد بن عبدالله ، عن أبيه اه .
( 3 ) في المصدر وكشف الغمة وكذا في هامش ( ك ) و ( ت ) أربعة عشر .
( 4 ) الخصال 2 : 172 .
( 5 ) كشف الغمة : 86 و 87 .

[ 34 ]


عليا في صلب أبي طالب ، وجعل في النبوة والبركة ، وجعل في علي الفصاحة والفروسية ( 1 ) وشق لنا اسمين من أسمائه ، فذو العرش محمود وأنا محمد ، والله الاعلى وهذا علي ( 2 ) .
32 ع : إبراهيم بن هارون الهيثمي ( 3 ) ، عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج ( 4 ) ، عن عيسى بن مهران ، عن منذر الشراك ، عن إسماعيل بن علية ، عن أسلم بن ميسرة العجلي عن أنس بن مالك ، عن معاذبن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن الله عزوجل خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام ، قلت : فأين كنتم يا رسول الله ؟ قال : قدام العرش نسبح الله عزوجل ونحمده ونقدسه ونمجده ، قلت : على أي مثال ؟ قال : أشباح نور ، حتى إذا أراد الله عزوجل أن يخلق صورنا صيرنا عمود نور ، ثم قذفنا في صلب آدم ، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الامهات ، ولا يصيبنا نجس الشرك ، ولا سفاح الكفر ، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون ، فلما صيرنا إلى صلب عبدالمطلب أخرج ذلك النور فشقه نصفين : فجعل نصفه في عبدالله ونصفه في أبي طالب ، ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنه ، والنصف [ الذي لعلي ] إلى فاطمة بنت أسد ، فأخرجتني آمنة وأخرجت فاطمة عليا ، ثم أعاد عزوجل العمود إلى فخرجت مني فاطمة ، ثم أعاد عزوجل العمود إلى علي فخرج منه الحسن والحسين يعني من النصفين جميعا فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن ، وما كان من نوري فصار في ولد الحسين ، فهو ينتقل في الائمة من ولده إلى يوم القيامة ( 5 ) .
33 ل ، ن ، لى : محمد بن عمر الحافظ ، عن الحسن بن عبدالله بن محمد التميمي ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله خلقت أنا وعلي من نور

_________________________________________________________
( 1 ) الفروسية : الحذاقة والتدبير .
( 2 ) علل الشرائع : 56 .
( 3 ) في المصدر : الميثمى .
( 4 ) في نسخ الكتاب والمصدر : ابي البلخ .
وهو مصحف .
( 5 ) علل الشرائع : 80 .
( 6 ) الخصال 1 : 17 ، العيون : 220 ، امالى الصدوق : 142 .

[ 35 ]


34 ن : بهذا الاسناد قال : قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : الناس من أشجار شتى ، ، وأنا وأنت من شجرة واحدة ( 1 ) .
35 ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن المنذر ، عن أحمد بن يحيى ، عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله أخرجني ورجلا معي من ظهر إلى ظهر ( 2 ) : من صلب آدم حتى خرجنا من صلب أبينا ، فسبقته بفضل هذه على هذه وضم بين السبابة والوسطى وهو النبوة ، فقيل له : من هو يا رسول الله ؟ قال : علي بن أبي طالب ( 3 ) .
36 ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي الحسن الثالث ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال لي النبي صلى الله عليه وآله : يا علي خلقني الله تعالى وأنت من نوره حين خلق آدم ، فأفرغ ذلك النور في صلبه ، فأفضى به إلى عبدالمطلب ، ثم افترقا من عبدالمطلب : أنا في عبدالله وأنت في أبي طالب ، لا تصلح النبوة إلا لي ، ولا تصلح الوصية إلا لك ، فمن جحد وصيتك جحد نبوتي ومن جحد نبوتي أكبه الله على منخريه في النار ( 4 ) .
أقول : أوردت بعض أخبار نوره في باب بدء خلقهم ، وباب مناقب أصحاب الكساء وباب فضائل النبي صلى الله عليه وآله وباب أحوال أبي طالب ، وباب أن دعاء الانبياء استجيب بالتوسل بهم صلوات الله عليهم .
37 ما : ( 5 ) محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان ، عن أحمد بن محمد بن أيوب ، عن

_________________________________________________________
( 1 ) العيون : 223 .
( 2 ) في المصدر : من طهر إلى طهر .
( 3 ) امالى الشيخ .
217 .
( 4 ) امالى الشيخ : 185 .
( 5 ) من هنا إلى آخر الباب لايوجد في ( ت ) والظاهر أن المصنف قده قد كتب نسخة من هذا المجلد وأخرجها إلى البياض ثم ظفر بعد ذلك على روايات أخر تناسب الابواب فأدخلها فيها كما في هذا الباب * أقول : ولذا ترى أن الروايتين الاتيتين انما تناسبان صدر الباب وقد اوردتا في ذيله ، ثم اللازم أدخالهما قبل الحوالة : ( أقول : أوردت الخ ) وقد أدخلتا بعدها ( ب ) .

[ 36 ]


عمرو بن الحسن ( 1 ) القاضي ، عن عبدالله بن محمد ، عن أبي حبيبة ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عائشة ، قال ابن شاذان : وحدثني سهل ( 2 ) بن أحمد ، عن أحمد بن عمر الربيعي [ الربيقي ] عن زكريا بن يحيى ، عن أبي داود ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن العباس بن عبدالمطلب ، قال ابن شاذان : وحدثني إبراهيم بن علي بإسناده عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم السلام قال : كان العباس بن عبدالمطلب ويزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق عبدالعزى بإزاء بيت الله الحرام إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم ام أميرالمؤمنين عليه السلام وكانت حاملة بأميرالمؤمنين تسعة ( 3 ) أشهر وكان يوم التمام ، قال : فوقفت بإزاء البيت الحرام وقد أخذها الطلق فرمت بطرفها نحو السماء وقالت : أي رب إني مؤمنة بك وبماجاء به من عندك الرسول ، وبكل نبي من أنبيائك وبكل كتاب أنزلته ، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل ، وإنه بنى بيتك العتيق ، فأسالك بحق هذا البيت ومن بناه ، وبهذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلمني ويؤنسني بحديثه ، وأنا موقنة أنه إحدى آياتك ولادئلك ، لما يسرت علي ولادتي .
قال العباس بن عبدالمطلب ويزيد بن قعنب : فلما تكلمت ( 4 ) فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء ، رأينا البيت قد انفتح من ظهره ، ودخلت فاطمة فيه ، وغابت عن أبصارنا ( 5 ) ، ثم عادت الفتحة والتزقت بإذن الله ، فمنا ( 6 ) أن نفتح الباب لتصل ( 7 ) إليها بعض نسائنا فلم ينفتح الباب ، فعلمنا أن ذلك أمر من أمرالله تعالى ، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيام ، قال : وأهل مكة يتحدثون بذلك في أفواه السكك ، وتتحدث

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : عمر بن الحسن .
( 2 ) في ( ك ) : ( سهيل ) وهو مصحف .
( 3 ) في المصدر : لتسعة .
( 4 ) في المصدر : لما تكلمت .
( 5 ) في المصدر : وغابت من ابصارنا .
وهو مصحف .
( 6 ) اى أردنا وقصدنا .
( 7 ) في المصدر : ليصل .

[ 37 ]


المخدرات في خدورهن ، قال : فلما كان بعد ثلاثة أيام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه ، فخرجت فاطمة وعلي عليه السلام يديها ، ثم قالت : معاشر الناس إن الله عزوجل اختارني من خلقه وفضلني على المختارات ممن كن قبلي ( 1 ) ، وقد اختار الله آسية بنت مزاحم ، وإنها ( 2 ) عبدت الله سرا في موضع لايجب ( 3 ) أن يعبدالله فيها إلا اضطرارا ، وأن مريم بنت عمران اخنارها الله حيث يسر عليها ولادة عيسى ، فهزت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الارض حتى تساقط عليها رطبا جنيا ، وأن الله تعالى اختارني وفضلني عليهما وعلى كل من مضى قبلي من نساء العالمين ، لاني ولدت في بيته العتيق ، وبقيت فيه ثلاثة أيام ، آكل من ثمار الجنة وأرواقها ( 4 ) ، فلما أردت أن أخرج و ولدي علي يدي هتف بي هاتف وقال : يا فاطمة سميه عليا فأنا العلي الاعلى ، وإني خلقته من قدرتي ، وعزجلالي ( 5 ) وقسط عدلي ، واشتققت اسمه من اسمي ، وأدبته بأدبي وفوضت إليه أمري ، ووقفته على غامض علمي ، وولد في بيتي وهو أول من يؤذن فوق بيتي ، ويكسر الاصنام ويرميها على وجهها ، ويعظمني ويمجدني ويهللني ، وهو الامام بعد حبيبي ونبيي وخيرتي من خلقي محمد رسولي ، ووصيه ، فطوبى لمن أحبه ونصره ، و الويل لمن عصاه وخذله وجحد حقه .
قال : فلما رآه أبوطالب سر وقال علي عليه السلام : السلام عليك يا أبه ورحمة الله وبركاته ، ثم قال : دخل ( 6 ) رسول الله صلى الله عليه وآله فلما دخل اهتز له أميرالمؤمنين عليه السلام وضحك في وجهه وقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، قال : ثم تنحنح بإذن الله تعالى وقال : ( بسم الله الرحمن الرحيم * قد أفلح المؤمنون * الذينهم في صلاتهم خاشعون ) إلى آخر الآيات فقال رسول الله صلى الله عليه وآله قد أفلحوا بك ، وقرأ تمام الآيات إلى قوله : ( أولئك هم الوارثون *

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ممن مضى قبلى .
( 2 ) في المصدر : فانها .
( 3 ) في المصدر : وفى ( ح ) : لايحب وقد مضى نظيره في ص : 9 .
( 4 ) في ( ك ) واوراقها وهو مصحف وقد مضى في ص : 9 .
( 5 ) في المصدر : وعزة جلالى .
( 6 ) في المصدر : قال : ثم دخل .

[ 38 ]


الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت والله أميرهم [ أميرالمؤمنين ] تميرهم من علومهم ( 1 ) فيمتارون ، وأنت والله دليلهم وبك يهتدون .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة : اذهبي إلى عمه حمزة فبشريه به ، فقالت : وإذا خرجت ( 2 ) أنا فمن يرويه ؟ قال : أنا ارويه ، فقالت فاطمة : أنت ترويه ؟ قال : نعم فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله لسانه في فيه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، قال : فسمي ذلك اليوم يوم التروية ، فلما أن رجعت فاطمة بنت أسدرأت نورا قد ارتفع من علي إلى ؟ ؟ المساء ، قال : ثم شدته وقمطته بقماط ، فبترهما القماط ( 3 ) ، قال : فأخذت فاطمة قماطا جيدا فشدته به ، فبتر القماط ، ثم جعلته في قماطين فبترهما ، فجعلته ثلاثة فبترها ، فجعلته ( 4 ) أربعة أقمطة من رق ( 5 ) مصر لصلابته ، فبترها ، فجعلته خمسة أقمطة ديباج لصلابته فبترها كلها ، فجعلته ستة من ديباج وواحدا من الادم ، فتمطى فيها فقطعها كلها بإذن الله ، ثم قال بعد ذلك : يا امه لاتشدي يدي فإني أحتاج أن ابصبص ( 6 ) لربي بإصبعي ، قال : فقال أبوطالب عند ذلك : إنه سيكون له شأن ونبأ ، قال ( 7 ) : فلما كان من غد دخل رسول الله على فاطمة ، فلما بصر علي برسول الله صلى الله عليه وآله سلم عليه وضحك في وجهه ، وأشار إليه أن خذني إليك ، واسقني بما سقيتني بالامس ، قال : فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت فاطمة : عرفه ورب الكعبة ، قال : فلكلام فاطمة سمي ذلك اليوم يوم عرفة ، يعني ( 8 ) أن أميرالمؤمنين عليه السلام عرف رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما كان اليوم الثالث وكان العاشر من ذي الحجة أذن أبوطالب في الناس أذانا جامعا وقال : هلموا إلى وليمة ابني علي ، قال : ونحر

_________________________________________________________
( 1 ) كذا في نسخ الكتاب ، وفى المصدر : تميرهم من علومك .
( 2 ) في ( م ) و ( ح ) : اذا خرجت .
وفى المصدر : فاذا خرجت .
( 3 ) أى قطعه والقماط : خرقة عريضة تلف على الصبى ويشد به يداه ورجلاه .
( 4 ) في المصدر : فجعلت .
( 5 ) الرق بفتح الراء جلد رقيق يكتب فيه .
( 6 ) في المصدر : إلى أن أبصبص .
( 7 ) ليست في المصدر كلمة ( قال ) .
( 8 ) في المصدر : تعنى .

[ 39 ]


ثلاثمأة من الابل وألف رأس من البقر والغنم ، واتخذ وليمة عظيمة وقال : معاشر الناس ألا من أراد من طعام علي ولدي فهلموا وطوفوا بالبيت سبعا سبعا ( 1 ) ، وادخلوا وسلموا على ولدي علي ، فإن الله شرفه ، ولفعل أبي طالب شرف يوم النحر ( 2 ) .
بيان : لايخفى مخالفة هذا الخبر لمامر من التواريخ ، ويمكن حمله على النسئ ( 3 ) الذي كانت قريش ابتدعوه في الجاهلية ، بأن يكون ولادته عليه السلام في رجب أو شعبان ، وهم أوقعوا الحج في تلك السنة في أحدهما ، وبشعبان أوفق ، والله يعلم .
( * ) 38 كنز الكراجكى : روى المحدثون وسطر المصنفون أن أبا طالب وامرأته فاطمة بنت أسد رضوان الله عليهما لما كفلا رسول الله صلى الله عليه وآله ( 4 ) استبشرا بغرته

_________________________________________________________
( 1 ) كذا في نسخ الكتاب ، وفى المصدر : وطوفوا بالبيت سبعا .
( 2 ) امالى ابن الشيخ .
80 و 82 .
( 3 ) قال الله سبحانه : ( انما النسئ زيادة في الكفر ) الاية ، سورة التوبة 38 وقد اختلف المفسرون في معنى النسئ ، قال مجاهد : كان المشركون يحجون في شهر عامين ، فحجوا في ذى الحجة عامين ، ثم جحوا في المحرم عامين ، ثم حجوا في صفر عامين وكذلك في الشهور حتى وافقت الحجة التى قبل حجة الوداع في ذى القعدة ، ثم حج النبي صلى الله عليه وآله في العام القابل حجة الوداع فوافقت في ذى الحجة ، إلى آخرما ذكره وقال ابوريحان البيرونى في الاثار الباقية ما حاصله : إن السنة القمرية تتقدم على الشمسية عشرة أيام تقريبا في كل عام ، فاذا مضى ثلاثة اعوام صار المتأخر بمقدار شهر ، وكانوا يزيدون على السنة الثالثة شهرا ويجعلون اول السنة الرابعة من صفر ويسمونه محرما ، فكان يقع حجهم في تلك السنة في محرم ثم بعد سنتين في صفر وهكذا .
وذكر النيشابورى في تفسيره ما يقرب من ذلك .
اذا عرفت هذا فيمكن توجيه الخبر على ما ذكره المصنف قدس سره الشريف ، بأن يكون ولادته عليه السلام في رجب والمشركون أيضا أوقعوا الحج في تلك السنة فيه لاجل النسئ ، فصار ولادته عليه السلام في أيام الحج الذى ابتدعوه لا في ذى الحجة واقعا .
واما كونه بشعبان اوفق فلعله لاجل الرواية التى رواها صفوان الجمال عن ابى عبدالله عليه السلام وقد ذكرها المصنف راجع رقم 7 من الباب ص 7 .
( 4 ) الغرة بضم الغين : اول الشئ ومعظمه وطلعته .
وغرة الرجل : وجهه .
وكل ما بدا لك من ضوء أو صبح فقد بدت غرته .

_________________________________________________________
* أقول : الحق الواقع في معنى النسئ كما أشار اليه النبي صلى الله عليه وآله في خطبته عام حجة الوداع وشرحه المنجم الكبير أبوريحان : أن قريشا كانوا يكبسون في كل ثلثة اعوام شهرا لئلا يتقدم موسم الحج عن فصل معين قدراموه لصلاح تجاراتهم فج يصير العام الثالث عند الكبيسة ثلثة عشر شهرا فيسمون المحرم ذى الحجة ( ثانية ) ويبتدؤن بما بعده من الصفر فيعدون : محرم ، صفر الخ .
فمن ذلك النسئ ضل حسبان الشهور وعرفانها بحيث لايدرى متى رجب الواقعى ومتى الربيع

[ 40 ]


واستسعدا بطلعته ، واتخذاه ولدا لانهما لم يكونا رزقا من الولد أحدا ، ثم إنه نشأ أحسن نشوء ( 1 ) وأحسنه وأفضله وأيمنه ، فرأى فاطمة ورغبتها في الولد .
فقال لها : يا أمه قربي قربانا ( 2 ) لوجه الله تعالى خالصا ، ولا تشركي معه أحدا ، فإنه يرضاه منك ويتقبله ، ويعطيك طلبتك ويعجله ، فامتثلت فاطمة أمره وقربت قربانا ( 3 ) لله تعالى خالصا ، وسألته أن يرزقها ولدا ذكرا ( 4 ) فأجاب الله تعالى دعاءها وبلغ مناها ، ورزقها من الاولاد خمسة : عقيلا ثم طالبا ثم جعفرا ثم عليا ثم اختهم فاختة المعروفة بام هانئ ، فمماجاء من حديثها قبل أن ترزق أولادها أنها جلست يوما تتحدث مع عجائز العرب والفواطم من قريش ، منهم فاطمة ابنة عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم جدة رسول الله صلى الله عليه وآله لابيه ، وفاطمة ابنة زائدة بن الاصم ام خديجة ، وفاطمة ابنة عبدالله بن رزام ، وفاطمة ابنة الحارث ( 5 ) ، وتمام الفواطم التي انتمي إليهن رسول الله صلى الله عليه وآله : ام قصي وهي ابنة نضر ، فإنهن لجلوس إذ أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله بنوره الباهر وسعده الظاهر ، وقد تبعه بعض الكهان ( 6 ) ينظر إليه ويطيل فراسته فيه ، إلى أن أتى إليهن فسألهن عنه ، فقلن : هذا محمد ذوالشرف الباذخ ( 7 ) والفضل الشامخ ، فأخبرهن الكاهن بما يعلمه من رفيع قدره ، وبشرهن بما سيكون من مستقبل أمره ، وأنه سيبعث نبيا ، وينال منالا عليا ، قال : وإن التي تكفله منكن في صغره سيكفل لها ولدا يكون عنصره من عنصره ( 8 ) ، يختصه

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر .
أشرف نشوء .
( 2 ) في المصدر فرأى فاطمة ورغبتها في طلب الولد وقربانها وقتا بعد وقت ، فقال لها : يا امه اجعلى قربانك اه .
( 3 ) في المصدر : فامتثلت فاطمة أمره وقبلت قوله وقربت قربانا مضاعفا وجعلته اه .
( 4 ) في المصدر : ولدا صالحا ذكرا .
( 5 ) في المصدر : ابنة الحارث بن عكرشة .
( 6 ) جمع الكاهن : من يدعى معرفة الاسرار واحوال الغيب .
( 7 ) بذخ بذخا بفتح الثانى وكسره ارتفع وعظم شأنه .
( 8 ) العنصر : الاصل والحسب والمادة .
وله معان اخر غير مرادة هنا .

_________________________________________________________
والواقعى حتى أظهر ذلك النبي صلى الله عليه وآله عند تمام الدور ( 33 عاما ) وقال في خطبته عام حجة الوداع : الان استدار الزمان كهيئته يوم خلق السماوات والارض ، السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم الخ فنص على ان الاشهر قد وقعت في محالها الواقعية وان السنة اثنا عشر شهرا ولا يصير ثلثة عشر شهرا ابدا .
والمؤرخون انما كتبوا وحفظوا ولادة على عليه السلام في الثالث عشر من رجبهم لا رجب الواقعى