[401]
ربي حاجة إلا أعطاني ( 1 ) خيرا منها ، فوقع في مسامعي ( 2 ) ( إنما أنت منذر ولكل قوم
هاد ) فقلت : إلهي أنا المنذر فمن الهادي ؟ فقال الله : يا محمد ( 3 ) ذاك علي بن أبي طالب
غايه المهتدين ( 4 ) ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين من امتك ( 5 ) برحمتي إلى
الجنة ( 6 ) .
12 فر : جعفر بن محمد بن بشرويه ( 7 ) القطان بإسناده عن ابن عباس في قوله
تعالى : ( ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فاولئك هم الفائزون ) ( 8 ) قال : نزلت
في علي بن أبي طالب عليه السلام ( 9 ) .
[ 13 كا : بإسناده عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ( إنما أنت منذر ولكل
قوم هاد ) فقال : رسول الله المنذر ( 10 ) وعلى الهادي ، يا با محمد هل من هاد اليوم ؟ فقلت : بلى جعلت
فداك ، ما زال منكم هاد من بعد هاد ( 11 ) حتى دفعت إليك ، فقال : رحمك الله يا با محمد لو
كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب ، لكنه حي
بجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى .
( 12 )
14 كا : بإسناده عن عبدالرحيم القصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى :
( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) فقال : رسول الله المنذر ( 13 ) وعلي الهادي ، أما والله
_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ولا حاجة سألت الا اعطانى اه .
( 2 ) جمع المسمع بكسر الميم الاذن .
( 3 ) في المصدر : فقال يا محمد .
( 4 ) في ( ك ) : آية المهتدين .
-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 401 سطر 19 إلى صفحه 409 سطر 18
( 5 ) في المصدر : من يهدى من امتك اه .
( 6 ) تفسير فرات : 78 .
( 7 ) في المصدر : شيرويه .
( 8 ) النور : 52 .
( 9 ) تفسير فرات : 102 .
( 10 و 13 ) في ( ك ) : فقال رسول الله : أنا المنذر .
وهو وهم مظاهر .
( 11 ) في المصدر : هاد بعد هاد .
( 12 ) اصول الكافى 1 : 192 ، والروايتان توجدان في هامش ( ك ) و ( د ) فقط .
[402]
ما ذهبت بنا وما زالت فينا إلى الساعة .
( 1 ) ]
15 ير : أبويزيد ، عن الحسين ، عن أحمد بن أبي حمزة ، عن أبان بن عثمان ،
عن أبي مريم ، عن عبدالله بن عطاء قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في هذه الآية ( إنما
أنت منذر ولكل قوم هاد ) : قال : رسول الله المنذر ، وبعلي يهتدي المهتدون .
( 2 )
فر : الحسين بن الحكم معنعنا عن عبدالله بن عطاء مثله .
( 3 )
قب : عبدالله مثله .
( 4 )
16 ير : علي بن الحسين ، عن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن محمد
الاشعري ، عن محمد بن مروان ، عن نجم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ( إنما أنت
منذر ولكل قوم هاد ) قال : المنذر رسول الله صلى الله عليه وآله والهادي علي عليه السلام .
( 5 )
17 ير : محمد بن الحسين ، عن عمرو بن عثمان ، عن المفضل ، عن جابر ، عن أبي
جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) قال : رسول
الله صلى الله عليه وآله المنذر وعلي الهادي .
( 6 )
ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين ، عن محمد بن خالد ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي
جعفر عليه السلام .
والنضر عن يحيى الحلبي عن أيوب بن الحر ، عن أبي بصير ، عن أبي
جعفر عليه السلام مثله .
( 7 )
ير : أحمد ، عن الحسين ، عن صفوان ، عن ابن حازم ، عن عبدالرحيم القصير ، عن
أبي جعفر عليه السلام مثله .
( 8 )
18 فس : أبي ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، ( 9 ) عن سعدان بن مسلم ،
عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : ( ذلك الكتاب لاريب فيه ) قال :
الكتاب علي لاشك فيه ( هدى للمتقين ) قال عليه السلام : تبيان لشيعتنا .
( 10 )
_________________________________________________________
( 1 ) اصول الكافى 1 : 192 .
( 2 و 85 ) بصائر الدرجات : 9 .
( 3 ) تفسير فرات : 76 .
( 4 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 567 .
( 9 ) في المصدر : عن موسى بن يونس .
( 10 ) تفسير القمى : 27 ، وفيه : بيان لشيعتنا .
[403]
19 قب : أبوصالح عن ابن عباس في قوله تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري
فإن له معيشة ضنكا ( 1 ) ) أي من ترك ولاية علي أعماه الله وأصمه عن الهدى .
كتاب ابن رميح ( 2 ) ( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين * إن
هو إلا ذكر للعالمين ( 3 ) ) قال : أميرالمؤمنين عليه السلام .
وقال ابن عباس في قوله : ( ذكرا : رسولا ( 4 ) ) ، النبي ذكر من الله ، وعلي
ذكر من محمد كما قال : ( وإنه لذكر لك ولقومك ( 5 ) ) .
الباقر عليه السلام في قوله تعالى : ( لو أن هداني لكنت من المتقين ( 6 ) ) قال : لولاية
علي عليه السلام فرد الله عليهم ( بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من
الكافرين ) .
( 7 )
20 شى : عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علهيم السلام
قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : فينا نزلت هذه الآية : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أن المنذر وأنت الهادي يا علي .
( 8 )
21 شى : عن عبدالرحيم القصير قال : كنت يوما من الايام عند أبي جعفر عليه السلام
فقال : يا عبدالرحيم ، قلت : لبيك ، قال : قول الله ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )
إذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا المنذر وعلي الهادي من الهادي اليوم ؟ قال : فسكت طويلا
ثم رفعت رأسي فقلت : جعلت فداك هي فيكم توارثونها رجل فرجل حتى انتهت إليك ،
فأنت جعلت فداك الهادي ، قال : صدقت يا عبدالرحيم ، إن القرآن حي لا يموت ، و
الآية حية لا تموت ، فلو كانت الآية إذا نزلت في الاقوام ماتو اماتت الآية ، لمات القرآن ، ( 9 )
_________________________________________________________
( 1 ) طه : 124 .
( 2 ) في المصدر : كتاب ابن رميح قال أبوجعفر عليه السلام اه .
( 3 ) سورة ص : 86 و 87 .
( 4 ) الطلق : 10 .
( 5 ) الزخرف : 44 .
( 6 ) الزمر : 57 ، وما بعدها ذيلها .
( 7 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 576 و 577 .
( 8 ) مخطوط .
( 9 ) كذا في ( ك ) وفى ( د ) : إذا نزلت في الاقوام ما توا لماتت الاية .
[404]
ولكن هي جارية في الباقين ( 1 ) كما جرت في الماضين .
وقال عبدالرحيم : قال أبوعبدالله عليه السلام :
إن القرآن حي لم يمت ، وإنه يجري كما يجري الليل والنهار ، وكما يجري الشمس
والقمر ، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا .
( 2 )
22 شى : عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته
يقول في قول الله تعالى : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنا المنذر
وعلي الهادي ، وكل إمام هاد للقرن الذي هو فيه .
( 3 )
23 شى : عن يزيد بن معاوية ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : ( إنما
أنت منذرو لكل قوم هاد ) فقال [ قال ] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنا المنذر ، وفي كل زمان إمام منا
يهديهم إلى ما جاء به نبي الله صلى الله عليه وآله : والهداة من بعده علي والاوصياء من بعده واحد بعد
واحد ، أما والله ما ذهبت منا ولا زالت فينا إلى الساعة ، رسول الله المنذر وبعلي يهتدي
المهتدون .
( 4 )
24 شى : عن جابر ، عن أبي جعفر قال قال النبي صلى الله عليه وآله : أنا المنذر وعلي
الهادى إلى أمري .
( 5 )
25 شى : عن يريد العجلي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : ( أو من
كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ( 6 ) ) قال : الميت الذي لا يعرف هذا
الشأن يعني هذا الامر ( وجعلنا له نورا ) إماما يأتم به يعني علي بن أبي طالب عليه السلام
قلت : فقوله : ( كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ( 7 ) ) فقال ( 8 ) بيده هكذا : هذا
الخلق الذي لا يعرفون شيئا ( 9 ) .
26 شى : عن أبي بصير في قول الله : ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا
النور الذي انزل معه ( 10 ) ) قال أبوجعفر عليه السلام : النور هو علي عليه السلام ( 11 ) .
_________________________________________________________
( 1 ) في ( د ) للباقين .
( 52 ) تفسير العياشى مخطوط .
( 6 و 7 ) الانعام : 122 .
( 8 ) أى أشار .
( 9 و 11 ) تفسير العياشى مخطوط .
( 10 ) الاعراف : 152 .
[405]
27 فس : ( أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه ( 1 ) ) قال نزلت في
أميرالمؤمنين عليه السلام ( 2 ) .
بيان : قال البيضاوي ( 3 ) وغيره : إنها نزلت في علي وحمزة عليهما السلام ، وتتمة الآية
في أبي لهب وولده .
28 مناقب ابن شاذان : روي من طريق العامة بإسنادهم إلى عبدالله بن عمر قال
قال رسول الله : بي انذرتم وبعلي بن أبي طالب اهتديتم ، وقرأ ( إنما أنت منذر ولكل
قوم هاد ، وبالحسن اعطيتم الاحسان وبالحسين تسعدون [ و ] به تشبثون ، ألا وإن الحسين
باب من أبواب الجنة ، من عانده حرم الله عليه ريح الجنة .
29 فرائد السمطين : بإسناده عن علي بن أحمد الواحدي ، قال من الآيات
التي فيها علي عليه السلام تلو النبي صلى الله عليه وآله قوله تعالى : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) .
[ أقول : وروى الاخبار المتقدمة بأسانيده عن ابن عباس وأبي هريرة وروى المالكي
في الفصول المهمة عن ابن عباس مثل مامر ] .
وأقول : قال ابن بطريق في المستدرك روى الحافظ أبونعيم بإسناده عن أبي داود ، عن
أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا
بذكر الله تطمئن القلوب ( 4 ) ) أتدري من هم يا ابن ام سليم ؟ قلت : من هم يا رسول الله
قال : نحن أهل البيت وشيعتنا .
[ وأقول : وجدت في كتاب منقبة المطهرين للحافظ بهذا الاسناد مثله ] .
تبيان : قال السيد رحمه الله في كتاب سعد السعود : إنه روى الشيخ محمد بن العباس بن
مروان في تفسيره كون الهادي عليا في قوله تعالى : ( ولكل قوم هاد ) بخمسين طريقا و
نحن نذكر منها واحدا ( 5 ) ، رواه عن علي بن أحمد ، عن حسن بن عبدالواحد ، عن الحسن
بن الحسين ، عن محمد بن بكر ، ويحيى بن مساور ، عن أبي الجارود ، عن أبي داود السبيعي
_________________________________________________________
( 1 ) الزمر : 22 .
( 2 ) تفسير القمى : 577 .
( 3 ) راجع تفسيره 2 : 144 .
وما ذكره المصنف منقول بالمعنى
( 4 ) الرعد : 28 .
( 5 ) في المصدر : طريقا واحدا .
[406]
عن أبي الاسلمي ، عن النبي صلى الله عليه وآله ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) قال : فوضع يده
على منكب علي فقال : هذا الهادي من بعدى ( 1 ) .
[ وأقول : إذا عرفت ذلك ف ] ا علم أن قوله تعالى : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )
يحتمل بحسب ظاهر اللفظ وجهين : أحدهما أن يكون قوله ( هاد ) خبرا لقوله : ( أنت )
أي أنت هاد لكل قوم ( 2 ) ، والثاني أن يكون ( هاد ) مبتدءا والظرف خبره ، فقيل :
إن المراد بالهادي هو الله تعالى ، وقيل ( 3 ) : المراد كل نبي في قومه ، والحق أن
المعنى : أن لكل قوم في كل زمان إمام هاد يهديهم إلى مراشدهم ، نزلت في أميرالمؤمنين
عليه السلام ثم جرت في الاوصياء بعده ، كما دلت عليه الاخبار المستفيضة من الخاصة والعامة
في هذا الباب ، وقدمر كثير منها في كتاب الامامة .
وروى الطبرسي نزوله في علي عليه السلام عن ابن عباس ، وقتادة ، والزجات ، وابن زيد
وروى عن أبي القاسم الحسكاني مثل مامر برواية ابن شهر آشوب ( 4 ) .
وقال الرازي في
تفسيره : ذكروا ههنا أقوالا إلى أن قال : والثالث : المنذر : النبي والهادي علي ،
قال ابن عباس : وضع رسول الله يده على صدره فقال : أنا المنذر وأوما ( 5 ) إلى منكب علي
وقال : أنت الهادي ، يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي .
انتهى ( 6 ) .
ولا يخفى دلالة الآية بعد ورود تلك الاخبار على أنه لايخلو كل زمان من إمام
هاد ، وأن أميرالمؤمنين عليه السلام هو الهادي والخليفة والامام بعد النبي صلى الله عليه وآله لاغيره بوجوه
شتى :
الاول : مقابلته للنبي بأنه منذر وعلي هاد ، ولا يريب عاقل عارف بأساليب ( 7 )
الكلام أن هذا يدل على كونه بعده قائما بما كان يقوم به ، بل وأكثر لانه نسب صلى الله عليه وآله
_________________________________________________________
( 1 ) سعد السعود : 99 .
( 2 ) وعلى هذا فتكون الواو عاطفة ، بخلاف الاحتمال الثانى فتكون للاستيناف .
( 3 ) أى على الاحتمال الثانى .
( 4 ) مجمع البيان 6 : 278 .
( 5 ) في المصدر : ثم أوما .
( 6 ) مفاتيح الغيب 5 : 190 .
وفيه : من بعدى .
( 7 ) جمع الاسلوب : الفن .
الطريق .
[407]
محض الانذار إلى نفسه والهداية التي أقوى منه إليه .
الثاني : الحصر المستفلو من قوله صلى الله عليه وآله أنت الهادي ، إذ تعريف الخبر باللام يدل
على الحصر ، وكذا في قوله عليه السلام : وأنا الهادي إلى ماجاء ، وبه كذا في قوله صلى الله عليه وآله : و
الهادي على ، فإن تعريف المبتدء باللام أيضا يدل عليه .
الثالث تقديم الظرف في قوله : بك يهتدي المهتدون ، الدال على الحصر أيضا ، و
كذا أمثاله من الالفاظ السابقة ، وبهذه الاخبار يظهر أن حديث ( أصحابي كالنجوم بأيهم
اقتديتم اهتديتم ) من مفترياتهم كما اعترف بكونه موضوعا شارح الشفاء وضعف
رواته ، وكذا ابن حزم والحافظ زين الدين العراقي ، وسيأتي القوم في ذلك إن شاء
الله تعالى .
1 قب : علماء أهل البيت : الباقر والصادق الكاظم والرضا عليهم السلام وزيد بن
علي في قوله تعالى : ( والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون ( 1 ) ) قالوا : هو
علي عليه السلام .
وروت العامة عن إبراهيم بن الحكم ، عن أبيه ، عن السدي ، عن ابن عباس ، و
روى عبيدة بن حميد ، عن منصور ، عن مجاهد ، وروى النطنزي في الخصائص ، عن ليث
عن مجاهد ؟ وروى الضحاك أنه قال ابن عباس : فرسول الله صلى الله عليه وآله جاء بالصدق وعلي
صدق به ،
الرضا عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وآله : ( وكذب بالصدق ) الصدق علي بن
أبي طالب عليه السلام .
_________________________________________________________
( 1 ) الزمر : 33 .
[408]
الصادق والرضا عليهما السلام قالا : إنه محمد وعلي صلوات الله عليهما .
الكلبي وأبوصالح عن ابن عباس ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع
الصادقين ( 1 ) ) أي كونوا مع علي بن أبي طالب عليه السلام ذكره الثعلبي في تفسيره عن جابر
عن أبي جعفر عليه السلام ، وعن الكلبي عن ابن عباس ، وذكره إبراهيم الثقفي
عن ابن عباس والسدي وجعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام .
شرف النبي عن الخركوشي ، والكشف عن الثعلبي قالا : روى الاصمعي عن
أبي عمرو بن العلاء ، عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام في هذه الآية قال :
محمد وعلي .
وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : فنحن الصادقون عترته ، وأنا أخوه في الدنيا والآخرة .
وفي التفسير : المراد بالصادقين هم الذين ذكرهم الله تعالى في قوله : ( رجال صدقوا
ما عاهدوا الله عليه ( 2 ) ) .
عمرو بن ثابت ، عن أبي إسحاق ، عن علي عليه السلام قال : فينا نزلت : ( رجال صدقوا
ما عاهدوا الله عليه ) فأنا والله المنتظر وما بدلت تبديلا .
أبوالورد ، عن أبي جعفر عليه السلام ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) قال :
علي وحمزة وجعفر ( فمنهم من قضى نحبه ) قال : عهده ، وهو حمزة وجعفر ( ومنهم من ينتظر )
قال : علي بن أبي طالب عليه السلام .
وقال المتكلمون : ومن الدلالة على إمامة علي عليه السلام قوله : ( يا أيها الذين آمنوا
اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) فوجدنا عليا بهذه الصفة لقوله : ( والصابرين في البأساء
والضراء وحين البأس ) يعني الحرب ( اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون ( 3 ) )
_________________________________________________________
( 1 ) التوبة : 119 .
( 2 ) الاحزاب : 23 .
( 3 ) البقرة : 177 وهذا استدلال لطيف جدا ، فان القرآن يفسر بعضه بعضا ، فأمر الله
تعالى في آية سورة التوبة بالكون مع الصادقين والتبعية منهم ، وفى آية سورة البقرة بين معنى
الصادق ومصداقه بقوله : ( ولكن البرمن آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبين
[409]
فوقع الاجماع بأن عليا أولى بالامامة من غيره ، لانه لم يفر من زحف ( 1 ) قط كما فر
غيره في غير موضع ( 2 ) .
[ 2 فس : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : ( من المؤمنين
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ( 3 ) ) لا يغيروا أبدا ( 4 ) ( فمنهم من قضى نحبه ) أي أجله
وهو حمزة وجعفر بن أبي طالب ( ومنهم من ينتظر ) أجله ( 5 ) ، يعني عليا عليه السلام يقول :
( وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ) الآية ( 6 ) ] .
3 كشف : مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله : ( وكونوا مع الصادقين )
قال ابن عباس : كونوا مع علي وأصحابه .
قوله : تعالى : ( والذي جاء بالصدق وصدق به ) الذي جاء بالصدق رسول الله صلى الله عليه وآله و
الذي صدق به علي بن أبي طالب عليه السلام ، قاله مجاهد .
قوله : ( والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم
_________________________________________________________
( 1 ) وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام
الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس
اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون ) والمتكلمون وان تمسكوا بقوله : ( والصابرين ) فقط
على ما يستفاد من العبارة لكن يجرى الاستدلال ويجوز بكل جملة من جملاتها ، فهو أول من آمن
واستفام في إيمانه ، وهو الذى أعطى الزكاة في الركوع كما سبق تفصيله ، وأعطى قوته المسكين
واليتيم والاسير لوجه الله وعلى حبه ، وهو الصابر في البأسل والضراء ، والذاب عن رسول الله
في الهيجاء ، وهو الصادق حقا الذى امر الناس بالكون معه ، فتقديم غيره انكار للقرآن وتكذيب
-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 409 سطر 19 إلى صفحه 417 سطر 18
بآياته ، ومن أظلم ممن كذب بآياته ؟ انه لا يفلح الظالمون .
( 2 ) الزحف : الجيش الكثير يزحف إلى العدو ، ويقال : زحف العسكر إلى العدو ، اذا مشوا
اليهم في ثقل لكثرة عددهم .
( 2 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 572 و 573 .
( 3 ) الاحزاب : 23 ، وما بعدها ذيلها .
( 4 ) في المصدر : لا يفروا أبدا .
( 5 ) في المصدر : أى أجله .
( 6 ) تفسير القمى : 527 .
[410]
أجرهم ونورهم ( 1 ) ) نزلت في علي عليه السلام وروى أبوبكر بن مردويه عن ابن عباس في قوله
( كونوا مع الصادقين ) قال : مع علي عليه السلام ( 2 ) .
4 كنز : محمد بن العباس ، عن الرجال الثقاة ، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار وهو مؤمن آل يس ، وخربيل مؤمن
آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب ، وهو أفضل الثلاثة .
وروى أيضا بحذف الاسانيد عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : هبط
على النبي صلى الله عليه وآله ملك له عشرون ألف رأس ، فوثب ( 3 ) النبي صلى الله عليه وآله يقبل يده فقال له
الملك : مهلا مهلا يا محمد فأنت والله أكرم على الله من أهل السماوات وأهل الارضين ، و
الملك يقال له ( محمود ) فإذا بين منكبيه مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله علي الصديق
الاكبر ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : حبيبي محمود ! منذكم هذا مكتوب بين منكبيك ؟ قال :
من قبل أن يخلق الله آدم اباك بإثني عشر ألف عام .
( 4 )
5 كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن محمد بن زكريا ، عن
أحمد بن محمد بن يزيد ، عن سهل بن عامر البجلي ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي إسحاق ،
عن جابر ، عن أبي عبدالله عليه السلام عن محمد بن الحنفية قال : قال علي عليه السلام : [ كنت عاهدت
الله ورسوله ] أنا وعمي حمزة وأخي جعفر وابن عمي عبيدة بن الحارث على أمر وفينا
[ به ] لله ولرسوله ، فتقدمني أصحابي وخلفت ( 5 ) بعدهم لما أراد الله عزوجل ،
فأنزل الله تعالى فينا : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه )
حمزة وجعفر وعبيدة ( ومهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) فأنا المنتظر وما بدلت
تبديلا .
( 6 )
_________________________________________________________
( 1 ) الحديد : 19 .
( 2 ) كشف الغمة : 92 و 93 .
( 3 ) نهض وقام .
( 4 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
وفى الحديث غرابة ولم يذكر السند .
( 5 ) خلف الرجل : بقى بعده وقام مقام .
( 6 ) مخطوط .