[ 71 ]


لم تصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة ، فقال : يا أبا اليقظان وأهل ذلك هي مني ، لقد كان لها ( 1 ) من أبي طالب ولد كثير ولقد كان خيرهم كثيرا وكان خيرنا قليلا ، فكانت تشبعني وتجيعهم ، وتكسوني وتعريهم ، وتدهنني وتشعثهم ، قال : فلم كبرت عليها أربعين تكبيرة يا رسول الله ؟ قال : نعم يا عمر التفت عن يميني فنظرت إلى أربعين صفا من الملائكة فكبرت لكل صف تكبيرة ، قال : فتمد دك في القبر ولم يسمع لك أنين ولا حركة ؟ قال : إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة ولم أزل أطلب إلى ربي عزوجل أن يبعثها ستيرة ، والذي نفس محمد بيده ماخرجت من قبرها حتى رأيت مصباحين من نور عند رأسها ومصباحين من نور عند يديها ومصباحين من نور عند رجليها ، وملكيها الموكلين بقبرها ، يستغفر ان لها إلى أن تقوم الساعة ( 2 ) .
ضه : عن ابن عباس مثله ، قال : وروي في خبر آخر طويل أن النبي صلى الله عليه وآله قال : يا عمار إن الملائكة قد ملات الافق ، وفتح لها باب من الجنة ، ومهدلها مهاد من مهاد الجنة ، وبعث إليها بريحان من رياحين الجنة ، فهي في روح وريحان وجنة ونعيم ، و قبرها روضة من رياض الجنة ( 3 ) .
بيان : الزحف : العدو ( 4 ) .
والاشعث : المغبر الرأس .
5 لى : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن أبي الحسن العبدي ( 5 ) ، عن الاعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن عبدالله بن عباس ، عن أبيه قال : قال أبوطالب لرسول الله صلى الله عليه وآله يا ابن أخ ، الله أرسلك ؟ قال : نعم ، قال : فأرني آية ، قال : ادع لي تلك الشجرة ، فدعاها فأقبلت حتى سجدت بين يديه ثم انصرفت ، فقال أبوطالب :

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ولقد كان لها .
( 2 ) امالى الصدوق .
189 و 190 .
( 3 ) روضة الواعظين : 123 .
( 4 ) * أقول : الزحف : هو الدبيب على الركبتين قليلا ، كما يقال ( زحف العسكر إلى العدو ) اذا مشوا إليهم في ثقل لكثرتهم ، فكان في كلامه سقط ، ( ب ) .
( 5 ) في المصدر : البغدادى .

[ 72 ]


أشهد أنك صادق ، يا علي صل جناح ابن عمك ( 1 ) .
قب : ابن عباس ، عن أبيه مثله ( 2 ) .
6 لى : ابن الوليد ، عن الحسن بن متيل ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن مروان بن مسلم ، عن ثابت بن دينار الثمالي ، عن سعيد بن جبير ، عن عبدالله بن عباس أنه سأله رجل فقال له : يا ابن عم رسول الله ، أخبرني عن أبي طالب هل كان مسلما ؟ فقال ( 3 ) : وكيف لم يكن مسلما وهو القائل : وقد علموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعبأ بقول الاباطل إن أبا طالب كان مثله كمثل أصحاب الكهف حين أسروا الايمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين ( 4 ) .
أقول : رواه السيد فخار بن معد الموسوي ، عن شاذان بن جبرئيل ، بإسناده إلى ابن الوليد ( 5 ) .
7 لى : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن المنذر بن محمد ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال : مثل أبي طالب مثل أهل الكهف حين أسروا الايمان وأظهروا الشرك ، فآتاهم الله أجرهم مرتين ( 6 ) .
كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عنه عليه السلام مثله ( 7 ) .

_________________________________________________________
( 1 ) امالى الصدوق : 365 أقول : والظاهر مما تقدم أن الصحيح : يا جعفر صل جناح ابن عمك .
( 2 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 88 .
( 3 ) في المصدر : قال .
( 4 ) امالى الصدوق : 366 .
( 5 ) الحجة على الذاهب إلى تكفير ابى طالب : 94 .
( 6 ) امالى الصدوق : 366 .
( 7 ) اصول الكافى 1 : 448 .

[ 73 ]


8 كا : محمد بن يحيى ، عن سعد بن عبدالله ، عن جماعة من أصحابنا ، عن أحمد بن هلال ، عن امية بن علي القيسي ، عن درست بن أبي منصور ، أنه سأل أبا الحسن الاول : أكان رسول الله محجوجا بأبي طالب ؟ فقال عليه السلام : لا ولكن ( 1 ) كان مستودعا للوصايا فدفعها إليه صلى الله عليه وآله ، قال : قلت : فدفع إليه الوصايا على أنه محجوج به ؟ فقال : لوكان محجوجا به ما دفع إليه الوصية ، قال : فقلت : فما كان حال أبي طالب ؟ قال : أقر بالنبي وبما جاء به ودفع إليه الوصايا ومات من يومه ( 2 ) .
بيان : أي هل كان أبوطالب حجة على رسول الله إماما له ؟ فأجاب عليه السلام بنفي ذلك معللا لانه كان مستودعا للوصايا ، دفعها إليه لا على أنه أوصى إليه وجعله خليفة له

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ولكنه .

-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 73 سطر 10 إلى صفحه 81 سطر 10 ( 2 ) اصول الكافي 1 : 445 .
* أقول روى المصنف قده في المجلد السادس : ( باب علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب وآثار الانبياء ومن دفعه اليه ) .
من كتاب كمال الدين حديثا هكذا .
ك ابى وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن جماعة من أصحابنا الكوفيين ، عن ابن بزيع ، عن أمية بن علي ، عن درست الواسطى ، أنه سأل أبالحسن موسى عليه السلام : أكان رسول الله محجوجا بآبى ؟ قال عليه السلام : لا ولكنه كان مستودعا للوصايا فدفعها إليه ، قال : قلت : فدفعها اليه على أنه محجوج به ؟ فقال : لوكان محجوجا به لما دفع إليه الوصايا : قلت : فما كان حال آبى ؟ قال : أقر بالنبي صلى الله عليه وآله وبما جاء به ودفع اليه الوصايا ومات آبى من يومه .
ثم قال رحمة الله : بيان : روى الكلينى هذا الخبر عن درست مثله الا أن فيه : كان رسول الله محجوجا بأبى طالب ، وكذا في آخر الخبر : فما كان حال أبى طالب ، والظاهر أن احدهما تصحيف الاخر لوحدة الخبر .
* أقول : فالمصنف قده عند ما يكتب هذا الخبر قد غفل عما قاله في المجلد السادس وقد كتبنا هناك : أن آبى ومثله آية ( بامالة الياء والتاء ) من ألقاب علماء النصارى وكان آبى هذا : اسمه بالط ( على مامر في ذاك الباب من الاخبار ) فصحف ( ابى بالط ) في نسخ الكافى ب ( ابى طالب ) ولوكان ذاك المستودع الموصايا هو أبا طالب بن عبدالمطلب ، لما أخر الاداء والدفع إلى يوم وفاته بل الظاهر أن الثانى عشر من اوصياء عيسى عليه السلام لما لم يكن ل ان يوصى إلى أحد ، استودع الوصايا حين وفاته عند من يوصلها إلى النبي صلى الله عليه وآله فكان آبى بالط آخر المستودعين الذين تناهت اليهم الوصايا فقدم إلى النبى لاداء الوديعة فدفع الوصايا اليه والدفع انما يقال : لا يصال الرجل ماليس له ، إلى صاحبه ، فلو كان النبي محجوجا به لما كان يقدم اليه لدفع الوصايا بل كان على النبى ان يقدم إليه لاخذ الوصايا كما هو سيره الاوصياء و الكعبة يزار ولا يزور .
راجع ج 17 ص 140 ( ب ) .

[ 74 ]


ليكون حجة عليه ، بل كما يوصل المستودع الوديعة إلى صاحبها ، فلم يفهم السائل ذلك وأعاد السؤال وقال : دفع الوصايا مستلزم لكونه حجة عليه ؟ فأجاب عليه السلام بأنه دفع إليه الوصايا على الوجه المذكور وهذا لا يستلزم كونه حجة بل ينافيه ( 1 ) .
وقول عليه السلام : ( مات من يومه ) أي يوم الدفع لا يوم الاقرار ، ويحتمل تعلقه بهما ويكون المراد الاقرار الظاهر الذي اطلع عليه غيره صلى الله عليه وآله .
هذا أظهر الوجوه عندي في حل الخبر ويحتمل وحوها اخر : منها أن يكون المعنى .
هل كان الرسول محجوجا مغلوبا في الحجة بسبب أبي طالب حيث قصر في هدايته إلى الايمان ولم يؤمن ؟ فقال عليه السلام : ليس الامر كذلك لانه كان قدآمن وأقر ، وكيف لا يكون كذلك والحال أن أبا طالب كان من الاوصياء ، وكان أمينا على وصايا الانبياء وحاملا لها إليه صلى الله عليه وآله ، فقال السائل : هذا موجب لزيادة الحجة عليهما ( 2 ) حيث علم نبوته بذلك ولم يقر ، فأجاب عليه السلام بأنه لو لم يكن مقرا لم يدفع الوصايا إليه .
ومنها أن المعنى : ولو كان محجوجا به وتابعا له لم يدفع الوصية إليه بل كان ينبغي أن تكون عند أبي طالب ، فالوصايا التي ذكرت بعد غير الوصية الاولى ، واختلاف التعبير يدل عليه ، فدفع الوصية كان سابقا على دفع الوصايا وإظهار الاقرار ، وأن دفعها كان في غير وقت ما يدفع الحجة إلى المحجوج ، بأن كان متقدما عليه ، أو أنه بعد دفعها اتفق موته ، والحجة يدفع إلى المحجوج عند العلم بموته ، أودفع بقية الوصايا ، فأكمل الدفع يوم موته .
9 ع ، ل : حدثنا أبومحمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيدالله ( 3 )

_________________________________________________________
( 1 ) فان ابا طالب لوكان حجة لما جاز له ان يدفع الوصايا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بل كان له ان يحفظها عنده ، فبهذا الدفع يستدل على عدم كونه حجة كما يستدل على ايمانه برسول الله ايضا ، فانه ولولم يكن مؤمنا به ومقرا بنبوته لما دفعها إليه .
( 2 ) أما على ابى طالب فواضح لعدم ايمانه واقراره مع علمه بنبوته ، واما على رسول الله فلا وجه لزيادة الحجة عليه صلى الله عليه وآله كما لا يخفى ومن هنا يظهران الصحيح : ( هذا موجب لزيادة الحجة عليه ) .
( 3 ) كذا في نسخ الكتاب والمصدر .
وفى جامع الرواة ( عبدالله ) راجع ج 1 : 226 .

[ 75 ]


ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن جده يحيى ، عن إبراهيم بن محمد بن يوسف المقدسي ، عن علي بن الحسن ، عن إبراهيم بن رستم ، عن أبي حمزة السكوني ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن عبدالرحمن بن سابط قال : كان النبي صلى الله عليه وآله يقول لعقيل : إني لاحبك يا عقيل حبين : حبا لك وحبالحب أبي طالب لك ( 1 ) .
10 ما : قد مر في خبر الاستسقاء أن النبي صلى الله عليه وآله لما دعا فاستجيب له ضحك و قال : لله در أبي طالب لوكان حيا لقرت عيناه ، من ينشدنا قوله ؟ ، فقام عمر بن الخطاب فقال : عسى أردت يا رسول الله : وما حملت من ناقة فوق ظهرها * أبر وأو في ذمة من محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ليس هذا من قول أبي طالب هذا من قول حسان بن ثابت ( 2 ) ، فقام علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : كأنك أردت يا رسول الله : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ربيع اليتامى عصمة للارامل تلوذبه الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل كذبتم وبيت الله يبزى محمد * ولما نماصع دونه ونقاتل ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل ( 3 ) بيان : الهلاك : الفقراء ، جمع الهالك .
وقال الجزري : في قصيدة أبي طالب يعاتب قريشا في أمر النبي صلى الله عليه وآله : كذبتم وبيت الله يبزى محمد * ولما نطاعن دونه ونناضل يبزى أي يقهر ويغلب ، أراد : لايبزى فخذف ( لا ) من جواب القسم وهي مرادة ،

_________________________________________________________
( 1 ) علل الشرائع : 56 .
الخصال 1 : 38 .
( 2 ) انظر إلى سعة اطلاعه وتبحره في فنون العلم : بحيث لايدرى أولا ان الشعر من حسان بن ثابت لا من أبى طالب : وثانيا لا يدرك مقتضى الحال : سلمنا أن الشعر لا بى طالب لكن الحال لا يقتضى انشاده ، ثم اعجب من هذا الذى يعجز عن درك صغار الامور كيف يباشر كبارها ويزعم أنه خليفة رسول الله في ارضه وحجته على خلقه .
( 3 ) امالى الشيخ : 46 وقد مر في ج 18 ص 2 .

[ 76 ]


أي لايقهر ولم نقاتل عنه وندافع ( 1 ) .
وقال : المعاصعة : المجادلة والمضاربة ( 2 ) .
11 ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن عبدالرحمن ، عن أبي إسحاق ، عن العباس بن معبد بن العباس ، عن بعض أهله ، عن العباس بن عبدالمطلب أنه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة قال له نبي الله صلى الله عليه وآله : يا قل كلمة واحدة أشفع لك بها يوم القيامة ( لا إله إلا الله ) فقال : لولا أن يكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة لاقررت عينيك ( 3 ) ، ولو سألتني هذه في الحياة لفعلت ، قال : وعنده جميلة بنت حرب حمالة الحطب ، وهي تقول له : يا أبا طالب مت على دين الاشياخ ! قال : فلما خفت صوته فلم يبق منه شئ قال : حرك شفتيه ، قال العباس ( 4 ) : وأصغيت إليه فقال قولا خفيفا ( لاإله إلا الله ) فقال العباس للنبي صلى الله عليه وآله : يا ابن أخي قد والله قال الذي سألته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لم أسمعه ( 5 ) .
بيان : الغضاضة بالفتح الذلة والمنقصة .
أقول : لعل المنقصة من أجل أنه يقال : كان في تمام عمره على الباطل ولما كان عند الموت رجع عنه ؟ ! ولعله على تقدير صحة الخبر إنما كلفه رسول الله صلى الله عليه وآله إظهار الاسلام مع علمه بتحققه ليعلم القوم أنه مسلم ، وامتناعه من ذلك كان خوفا من أن يعيش بعد ذلك ولا يمكنه نصره وإعانته ، فلما أيس من ذلك أظهر الايمان .
12 ع : الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، عن جده ، عن بكر بن عبدالوهاب ، عن عيسى بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله دفن فاطمة بنت أسد بن هاشم وكانت مهاجرة مبايعة بالروحاء مقابل حمام أبي قطيعة قال : وكفنها رسول الله صلى الله عليه وآله في قميصه ونزل في قبرها وتمرغ في لحدها ، فقيل له في ذلك ، فقال إن أبي ( 6 ) هلك

_________________________________________________________
( 1 ) النهاية 1 : 78 .
( 2 ) النهاية 4 : 97 .
( 3 ) في المصدر : لاقررت بعينيك .
والفرق واضح .
( 4 ) في المصدر : فقال العباس .
( 5 ) امالى الشيخ : 166 و 167 .
( 6 ) في ( ك ) فقال : أبي هلك .

[ 77 ]


وأنا صغير ، فأخذتني هي وزوجها فكانا يوسعان علي ويؤثر اني على أولادهما ، فأحببت أن يوسع الله عليها قبرها ( 1 ) .
13 ع : الحسن بن محمد العلوي ، عن جده ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن فاطمة بنت أسد بن هاشم أوصت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقبل وصيتها ، فقالت : يا رسول الله إني أردت أن أعتق جاريتي هذه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما قدمت من خير فستجدينه ، فلما ماتت رضوان الله عليها نزع رسول الله صلى الله عليه وآله قميصه ، وقال : كفنوها فيه ، واضطجع في لحدها ، فقال : أما قميصي فأمان لهايوم القيامة ، وأما اضطجاعي في قبرها فليوسع الله عليها ( 2 ) .
14 مع : ابن موسى ، عن الكليني ، عن الحسن بن محمد ، عن محمد بن يحيى الفارسي ، عن أبي حنيفة محمد بن يحيى ، عن الوليدين أبان ، عن محمد بن عبدالله بن مسكان ، عن أبيه ، قال : قال : أبو عبدالله عليه السلام : إن فاطمة بنت أسد رحمها الله جاءت إلى أبي طالب رحمه الله تبشره ( 3 ) بمولد النبي صلى الله عليه وآله فقال لها أبوطالب : إصبري لي سبتا آتيك بمثله إلا النبوة .
وقال : السبت ثلاثون سنة ، وكان بين رسول الله صلى الله عليه وآله وأميرالمؤمنين عليه السلام ثلاثون سنة ( 4 ) .
بيان : قال الفيروز آبادي : السبت : الدهر ( 5 ) .
15 مع : المكتب ( 6 ) والوراق ، والهمداني ، جميعا ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن المفضل ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام آمن ( 7 ) أبوطالب بحساب الجمل ،

_________________________________________________________
( 1 ) علل الشرائع : 160 .
( 2 ) علل الشرائع : 160 .
( 3 ) مبشرة خ ل .
( 4 ) معانى الاخبار : 403 .
( 5 ) القاموس 1 : 149 .
( 6 ) في المصدر : المؤدب .
( 7 ) في المصدر : أسلم .

[ 78 ]


وعقد بيده ثلاثة وستين ( 1 ) .
ثم قال عليه السلام : إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف ، أسروا الايمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين ( 2 ) .
16 كا : علي بن محمد بن عبدالله ، ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن عبدالله رفعه عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أبا طالب أسلم بحساب الجمل ، قال : بكل لسان ( 3 ) .
17 كا : محمد بن عبدالله ( 4 ) ، عن أحمد وعبدالله ابني محمد بن عيسى ، عن أبيهما ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن أبي عبدالله : عليه السلام قال : أسلم أبوطالب بحساب الجمل ، وعقد بيده ثلاثا وستين ( 5 ) .
18 قب : تفسير الوكيع قال : حدثني سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي ذر الغفاري قال : والله الذي لا إله إلا هو ما مات أبوطالب حتى أسلم بلسان الحبشة وقال لرسول الله صلى الله عليه وآله : أتفقه الحبشة ؟ قال : يا عم إن الله علمني جميع الكلام ، قال : ( يا محمد اسدن لمصافا قاطالاها ) يعني أشهد مخلصا : لا إله إلا الله ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : إن الله أقر عيني بأبي طالب ( 6 ) .
بيان : هذا الخبر يدل على أن قوله عليه السلام في الخبر السابق : ( بكل لسان ) رد لما يتوهم من ظاهر هذا الخبر أنه إنما أسلم بلسان الحبشة فقط ، ونفى ذلك فقال : بل أسلم بكل لسان ، ويمكن حمل هذا الخبر على أنه أظهر إسلامه في بعض المواطن لبعض المصالح بتلك اللغة ، فلاينا في كونه أظهر الاسلام بلغة اخرى أيضا في مواطن اخر .
19 ك ، مع : أبوالفرج محمد بن المظفر بن نفيس المصري ، عن محمد بن أحمد الداودي عن أبيه قال : كنت عند أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه ، فسأله رجل : ما

_________________________________________________________
( 1 ) في مجمع البحرين : قوله ( عقد بيده الخ ) أى عقد خنصره وبنصره والوسطى ووضع ابهامه عليها وأرسل السبابة .
اقول : ومبنى ذلك على ما ذكره العلماء المتقدمون في مفاصل أصابع اليدين وبيان عقود العدد وضبطها من الواحد إلى عشرة آلاف ، ولا نطيل الكلام بشرحه وسيأتى حل معنى الخبر عن المصنف قدس سره الشريف .
( 2 ) معانى الاخبار : 285 و 286 .
( 3 و 5 ) اصول الكافى 1 : 449 .
( 4 ) في المصدر : محمد بن يحيى .
( 6 ) تفحصنا المصدر ولم نجده .

[ 79 ]


معنى قول العباس للنبي صلى الله عليه وآله : إن عمك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل وعقد بيده ثلاثة وستين ؟ فقال : عنى بذلك : إله أحد جواد ، وتفسير ذلك أن الالف واحد واللام ثلاثون والهاء خمسة ، والالف واحد والحاء ثمانية والدال أربعة والجيم ثلاثة والواوستة والالف واحد والدال أربعة ، فذلك ثلاثة وستون ( 1 ) .
بيان : لعل المعنى أن أبا طالب أظهر إسلامه للنبي صلى الله عليه وآله أو لغيره بحساب العقود بأن أظهر الالف أولا بما يدل على الواحد ثم اللام بما يدل على الثلاثين وهكذا ، و ذلك لانه كان يتقي من قريش كما عرفت ، وقيل : يحتمل أن يكون العاقد هو العباس حين أخبر النبي صلى الله عليه وآله بذلك ، فظهر على التقديرين أن إظهار إسلامه كان بحساب الجمل ، إذبيان ذلك بالعقود لايتم إلا بكون كل عدد مما يدل عليه العقود دالا على حرف من الحروف بذلك الحساب .
وقد قيل في حل أصل الخبر وجوه اخر : منها أنه أشار بإصبعه المسبحة : ( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ) فإن عقد الخنصر والبنصر وعقد الابهام على الوسطى يدل على الثلاث والستين على اصطلاح أهل العقود ، وكأن المراد بحساب الجمل هذا ، والدليل على ما ذكرته ما ورد في رواية شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن في خبر طويل ننقل منه موضع الحاجة ، وهو أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وبكى وقال : يا محمد إني أخرج من الدنيا ومالي غم إلا غمك إلى أن قال صلى الله عليه وآله : يا عم إنك تخاف علي أذى أعادي ولا تخاف على نفسك عذاب ربي ؟ فضحك أبوطالب وقال : يا محمد دعوتني وكنت قدما أمينا ، وعقد بيده على ثلاث وستين : عقد الخنصر والبنصر وعقد الابهام على إصبعه الوسطى ، وأشار بإصبعه المسبحة ( 2 ) ، يقول : ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) فقام علي عليه السلام وقال : الله أكبر والذي بعثك بالحق نبيا لقد شفعك في عمك وهداه بك ، فقام جعفر وقال : لقد سدتنا في الجنة يا شيخي كما سدتنا في الدنيا ، فلما مات أبوطالب أنزل الله تعالى : ( يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون ( 3 ) ) رواه

_________________________________________________________
( 1 ) كمال الدين : 286 و 287 .
معانى الاخبار : 286 .
( 2 ) ولذلك يقال لتلك الا صبع : اصبع الشهادة فكان الذى يشهد يتبتل إلى الله ويشهده على ما في قلبه .
\ \ \ ( 3 ) العنكبوت : 56 .

[ 80 ]


ابن شهر آشوب في المناقب ( 1 ) .
وهذا حل متين لكنه لم يعهد إطلاق الجمل على حساب العقود .
ومنها : أنه أشار إلى كلمتي ( لا ) و ( إلا ) والمراد كلمة التوحيد ، فإن العمدة فيها والاصل النفي والاثبات .
ومنها : أن أبا طالب وأبا عبدالله عليه السلام ( 2 ) امرا بالاخفاء اتقاء ، فأشار بحساب العقود إلى كلمة سبح من التسبيحة ، وهي التغطية أي غط واستر فإنه من الاسرار .
وهذا هو المروي عن شيخنا البهائي طاب رمسه .
ومنها : أنه إشارة إلى أنه أسلم بثلاث وستين لغة ، وعلى هذا كان الظرف في مرفوعة محمد بن عبدالله ( 3 ) متعلقا بالقول .
ومنها : أن المراد أن أبا طالب علم نبوة نبينا صلى الله عليه وآله قبل بعثته بالجعفر ، والمراد ( 4 ) بسبب حساب مفردات الحروف بحساب الجمل .
ومنها : أنه إشارة إلى سن أبي طالب حين أظهر الاسلام .
ولا يخفى ما في تلك الوجوه من التعسف والتكلف سوى الوجهين الاولين المؤيدين بالخبربن ، والاول منهما أوثق وأظهر لان المظنون أن الحسين بن روح لم يقل ذلك إلا بعد سماعه من الامام عليه السلام .
[ وأقول : في رواية السيد فخار كما سيأتي ( بكلام الجمل ) وهو يقرب التأويل الثاني .
] 20 فس : نزلت النبوة على رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الاثنين ، وأسلم علي عليه السلام يوم الثلثاء ، ثم أسلمت خديجة بنت خويلد زوجة النبي صلى الله عليه وآله ، ثم دخل أبوطالب إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو يصلي وعلي بجنبه وكان مع أبي طالب جعفر ، فقال له أبوطالب : صل جناح ابن عمك ، فوقف جعفر على يسار رسول الله صلى الله عليه وآله ، فبدر رسول الله صلى الله عليه وآله من بينهما فكان يصلي رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وجعفر وزيد بن حارثة وخديجة ، إلى أن أنزل الله ( 5 ) .

_________________________________________________________
( 1 ) لم نجده في مظانه .
( 2 ) في ( م ) و ( د ) : أو أبا عبدالله عليه السلام .
( 3 ) راجع رقم 16 .
( 4 ) اى المراد من الجفر .
( 5 ) في المصدر : فلما اتى لذلك السنون انزل الله .