[161]
أنه قال في قوله الله تعالى : " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا و
جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون " قال ابن عباس : ذهب
علي بشرفها وفضلها ( 1 ) .
142 - كنز : قوله تعالى : " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ( 2 ) " الآية تأويله
حديث لطيف وخبر طريف ، وهو ما نقله ابن شهر آشوب في كتابه ( 3 ) مرفوعا عن رجاله
عن ابن عباس أنه قال : أهدى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ناقتين عظيمتين سمينتين ، فقال
للصحابة : هل فيكم أحد يصلي ركعتين بوضوئهما وقيامهما وركوعهما وسجودهما وخشوعهما
ولم يهتم فيهما بشئ من امور الدنيا ، ولا يحدث قلبه بفكر الدنيا اهدي إليه إحدى هاتين
الناقتين ، فقالها مرة ومرتين وثلاثا فلم يجبه أحد من أصحابه ، فقام إليه أمير المؤمنين
فقال : أنا يا رسول الله اصلي الركعتين اكبر التكبيرة الاولى إلى أن اسلم منها لا احدث
نفسي بشي من امور الدنيا .
فقال : صل يا علي صلى الله عليك ، قال : فكبر أمير المؤمنين
عليه السلام ودخل في الصلاة ، فلما سلم من الركعتين هبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله
فقال : يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك : أعطه إحدى الناقتين ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله : أنا شارطته إن يصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه بشئ من امور الدنيا أن اعطيه
إحدى الناقتين ، وإن جلس في التشهد فتفكر في نفسه أيهما يأخذ ! ، فقال جبرئيل :
يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك ، تفكر أيهما يأخذ أسمنهما فينحرها فيتصدق
بها لوجه الله تعالى ، فكان تفكره لله تعالى لا لنفسه ولا للدنيا ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله و
أعطاه كلتيهما ، فنحرهما وتصدق بهما ، فانزل الله تعالى فيه هذه الآية ، يعني به
أمير المؤمنين عليه السلام أنه خاطب نفسه في صلاته لله تعالى ، لم يتفكر فيهما بشئ من امور
الدنيا ( 4 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) الكنز مخطوط ، أورده في البرهان 4 : 215 .
( 2 ) سورة ق : 37 .
( 3 ) راجع المناقب 1 : 215 و 252 .
( 4 ) الكنز مخطوط ، أوردها في البرهان 4 : 228 .
[162]
143 - كنز : قوله تعالى : " إنما توعدون لصادق ( 1 ) " تأويله ما روي عن محمد البرقي ،
عن سيف بن عميرة ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قوله
تعالى : " إنما توعدون لصادق " في علي ، وهكذا نزلت ( 2 ) .
144 - كنز : روى محمد بن العباس ، عن محمد بن همام ، عن عيسى بن داود ، بإسناده يرفعه
إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده علي عليهم السلام في قوله عزوجل
" إذ يغشى السدرة ما يغشى ( 3 ) " قال : النبي صلى الله عليه وآله لما اسري به إلى ربه قال : وقف
بي جبرئيل عند شجرة عظيمة لم أر مثلها ، على كل غصن منها ملك ، وعلى كل ورقة منها
ملك ، وعلى كل ثمرة منها ملك ، وقد تجللها نور من نور الله تعالى ، فقال جبرئيل : هذه
سدرة المنتهى ، كان ينتهي الانبياء قبلك إليها ، ثم لا يجاوزونها ( 4 ) ، وأنت تجوزها إن
شاء الله ، ليريك من آياته الكبرى ، فاطمئن أيدك الله بالثبات حتى تستكمل كرامات
ربك ، وتصير إلى جواره ، ثم صعد بي إلى تحت العرش ، فدنا إلي رفرف أخضر ، فرفعني
الرفرف بإذن الله إلى ربي ، فصرت عنده ، وانقطع عني أصوات الملائكة ودويهم ، و
ذهبت المخاوف والروعات ، وهدأت نفسي واستبشرت ، وجعلت أنتبه وأنقبض ( 5 ) ، و
وقع علي السرور والاستبشار ، وظننت أن جميع الخلق قد ماتوا ، ولم أر غيري أحدا
من خلقه ، فتركني ما شاء ثم رد علي روحي فأفقت ، وكان توفيقا من ربي أن غمضت
عيني ، فكل بصري ، فجعلت أبصر بقلبي كما أبصر بعيني بل أبعد وأبلغ ، فذلك قوله
تعالى : " ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى ( 6 ) " وإنما كنت أبصر
من خيط الابرة ( 7 ) نورا بيني وبين ربي ، لا تطيقه الابصار ، فناداني ربي فقال الله
___________________________________________________________
( 1 ) سورة الذاريات : 5 .
( 2 ) الكنز مخطوط ، أوردها في البرهان 4 : 230 .
( 3 ) سورة النجم : 16 .
( 4 ) في البرهان : ثم لا يتجاوزونها .
( 5 ) في البرهان : وجعلت أمتد وأنقبض .
( 6 ) سورة النجم : 17 و 18 .
( 7 ) في ( د ) من مثل خيط الابرة .
[163]
تبارك وتعالى : يا محمد ، قلت : لبيك ربي وسيدي وإلهي لبيك ، قال : هل عرفت قدرك
عندي ؟ وموضعك ومنزلتك لدي ؟ قلت : نعم يا سيدى ، قال : يا محمد هل عرفت موقعك
مني وموقع ذريتك ؟ قلت : نعم يا سيدي ، قال : فهل تعلم يا محمد فيم اختصم الملا
الاعلى ؟ قلت : يا رب أنت أعلم وأحكم وأنت علام الغيوب ، قال : اختصموا في الدرجات
والحسنات فهل تدري ما الدرجات والحسنات ؟ قلت : أنت أعلم يا سيدى وأحكم ، قال :
إسباغ الوضوء في المفروضات ( 1 ) ، والمشي بالاقدام إلى الجماعات ، معك ومع الائمة من
ولدك ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة وإفشاء السلام ، وإطعام الطعام ، والتهجد بالليل و
الناس نيام .
ثم قال : " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " قلت : " والمؤمنون كل آمن
بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك
ربنا وإليك المصير " قال : صدقت يا محمد " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها
ما اكتسبت " فقلت : " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا
كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا و
ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " قال : ذلك لك يا محمد ولذريتك ، يا محمد ،
قلت : لبيك ربي وسعديك سيدى وإلهي ، قال : أسألك عما أنا أعلم به منك : من خلفت
في الارض بعدك ؟ قلت ، خير أهلها أخي وابن عمي وناصر دينك والغاضب لمحارمك إذا
استحلت وهتكت غضب النمر ( 2 ) إذا اغضب : علي بن أبي طالب ، قل : صدقت يا محمد
اصطفيتك بالنبوة ، وبعثتك بالرسالة ، وامتحنت عليا بالشهادة على امتك ، وجعلته حجة
في الارض معك وبعدك ، وهو نور أوليائي ، وولي من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها
المتقين يا محمد وزوجته فاطمة ، فإنه وصيك ووارثك ووزيرك ، وغاسل عورتك ، وناصر
دينك ، والمقتول على سنتي وسنتك ، يقتله شقي هذه الامة .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ثم إن ربي أمرني بامور وأشياء ، وأمرني أن أكتمها ،
___________________________________________________________
( 1 ) اسباغ الوضوء : اتمامه .
( 2 ) النمر ضرب من السباع .
[164]
ولم يؤذن لي في إخبار أصحابي ، ثم هوى بي الرفرف فإذا أنا بجبرئيل يتناولني منه حتى
صرت إلى سدرة المنتهى ، فوقف بي تحتها ، ثم أدخلني جنة المأوى ، فرأيت مسكني و
مسكنك يا علي فيها ، فبينما جبرئيل يكلمني إذ علاني نور الله ، فنظرت من مثل مخيط
الابرة إلى ما كنت نظرت إليه في المرة الاولى ، فناداني ربي جل جلاله : يا محمد ، قلت :
لبيك ربي وإلهي وسيدي ، قال : سبقت رحمتي غضبي لك ولذريتك ، أنت صفوتي من
خلقي ، وأنت أميني وحبيبي ورسولي ، وعزتي وجلالي لو لقيني جميع خلقي يشكون
فيك طرفة عين أو نقصونك أو ينقصون صفوتي من ذريتك لادخلنهم ناري ولا ابالي ،
يا محمد علي أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم ، أبو
السبطين المقتولين ظلما ( 1 ) ، ثم فرض علي الصلاة وما أراد تبارك وتعالى ، وقد كنت
قريبا منه في المرة الاولى مثل ما بين كبد القوسين إلى سيته ( 2 ) ، فذلك قوله تعالى :
" قاب قوسين أو أدنى " من ذلك ( 3 ) .
145 - كنز : قوله تعالى : " علمه البيان " ( 4 ) تأويله ما رواه محمد بن العباس ، عن
الحسن بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن يعقوب ، عن غير واحد ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : سورة الرحمان نزلت فينا من أولها إلى آخرها ، ويؤيده ما رواه أيضا عن
أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد ،
عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سألته عن قول الله تعالى : " الرحمان
علم القرآن " قال : الله علم القرآن ، قلت : فقوله : " خلق الانسان علمه البيان " قال :
ذلك أمير المؤمنين علمه الله تعالى بيان كل شئ يحتاج إليه الناس ( 5 ) .
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 164 سطر 19 الى ص 172 سطر 18
146 - كنز : روى محمد بن العباس ، عن أحمد بن عبدالرحمان ، عن محمد بن سليمان
بن بزيع ، عن جميع بن المبارك ( 6 ) ، عن إسحاق بن محمد ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه
___________________________________________________________
( 1 ) في البرهان و ( د ) أبوالسبطين سيدى شباب جنانى ، المقتولين لى ظلما .
( 2 ) كبد القوس : مقبضها .
وسيته : ما عطف من طرفيها .
( 3 ) الكنز مخطوط ، أوردها في البرهان 4 : 250 و 251 .
( 4 ) سورة الرحمان : 4 .
( 5 ) الكنز مخطوط ، أورده في البرهان 4 : 264 .
( 6 ) في البرهان : عن جميل بن المبارك .
[165]
عن آبائه عليهم السلام أنه قال : إن النبي صلى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام إن زوجك يلاقي بعدي
كذا وكذا ، فخبرها بما يلقى بعده ، فقالت : يا رسول الله ألا تدعو الله أن يصرف ذلك عنه ؟
فقال : قد سألت الله ذلك له فقال : إنه مبتلى ومبتلى به ، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال : " قد
سمع الله قول التي تجادلك في زوجها " الآية ( 1 ) .
147 - كنز : روى الشيخ الطوسي ، عن عبدالواحد بن الحسن ، عن محمد بن محمد
الجويني ، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : لمبارزة علي لعمرو بن عبد ود أفضل من عمل
امتي إلى يوم القيامة ، وهي التجارة المربحة المنجية ، يقول الله تعالى : " يا أيها الذين
آمنوا هل أدلكم على تجارة " الآية ( 2 ) .
148 - كنز : محمد بن العباس ، عن الحسن بن محمد ، عن محمد بن علي الكناني ،
عن حسين بن وهب ، عن عيسى بن هشام ( 3 ) ، عن داود بن سرحان ، قال : سألت جعفر بن
محمد عليهما السلام عن قوله تعالى " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا " ( 4 ) قال ذلك علي عليه السلام
إذا رأوا منزلته ومكانه من الله أكلوا أكفهم على ما فرطوا في ولايته ( 5 ) .
149 - كنز : روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي عن رجاله بإسناده يرفعه
إلى محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : سألته عن قوله تعالى : " ن والقلم
وما يسطرون " قال " ن " إسم لرسول الله صلى الله عليه وآله و " القلم " إسم لامير المؤمنين عليه السلام ( 6 ) .
150 - كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن العباس ، عن حسن بن محمد ، عن يوسف
بن كليب ، عن خالد ( 7 ) ، عن جعفر بن عمر ، عن حنان ، عن أبي أيوب الانصاري قال :
لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فرفعها وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه
___________________________________________________________
( 1 ) الكنز مخطوط ، اوردها 4 : 301 ، والاية في سورة المجادلة : 1 .
( 2 ) الكنز مخطوط ، أوردها في البرهان 4 : 330 ، والاية في سورة الصف : 10 .
( 3 ) في البرهان : عن عبيس بن هاشم .
( 4 ) سورة الملك : 27 .
( 5 ) الكنز مخطوط ، أوردها في البرها 4 : 365 .
( 6 ) : 4 : 367 .
( 7 ) في البرهان : عن خالد ، عن حفص ، عن عمرو بن حنان ، اه .
[166]
قال الناس ( 1 ) : إنما افتتن بابن عمه ! ونزلت " فستبصر ويبصرون بأيكم
المفتون ( 2 ) .
151 - اقول : روى ابن بطريق في المستدرك بإسناده عن أبي نعيم ، بإسناده عن
الاعمش ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس ، قال لما نزلت " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا
المودة في القربى ( 3 ) " قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين يأمرنا الله بمودتهم ؟ قال : علي و
فاطمة وأولادهما .
قوله تعالى : " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ( 4 ) " أبونعيم
بإسناده إلى عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : إلى
ولايتنا .
وبإسناده عن عمرو بن علي بن رفاعة قال : سمعت علي بن عبدالله بن العباس يقول :
" وتواصوا بالصبر " علي بن أبي طالب عليه السلام .
وبإسناده عن الضحاك ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى " والعصر إن الانسان لفي
خسر ( 5 ) " يعني أبا جهل " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ( 6 ) " ذكر عليا عليه السلام
وسلمان .
قوله : " والسابقون الاولون ( 7 ) " ذكر عليا وسلمان " وبشر المخبتين " إلى قوله
" ومما رزقناهم ينفقون ( 8 ) " قال : علي وسلمان .
وبإسناده عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : " واركعوا مع الراكعين ( 9 ) " نزلت
___________________________________________________________
( 1 ) في البرهان : قال اناس .
( 2 ) الكنز مخطوط ، أوردها في البرهان 4 : 370 : والاية في سورة القلم 5 و 6 .
( 3 ) سورة الشورى : 23 .
( 4 ) طه : 82 .
( 5 و 6 ) سورة العصر : 1 و 2 .
( 7 ) سورة التوبة : 101 .
( 8 ) الحج : 34 و 35 .
( 9 ) البقرة : 43 .
[167]
في رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام خاصة ، وهما أول من صلى وركع ( 1 ) .
152 - يف : الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي ( 2 ) في قوله تعالى " فاسألوا أهل
الذكر إن كنتم لا تعلمون ( 3 ) بإسناده إلى ابن عباس قال : " أهل الذكر " يعني أهل بيت
محمد .
علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أهل العقل والعلم والبيان ، هم أهل بيت
النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة لهذا .
وروي أيضا من طريق آخر عن سفيان الثوري ، عن السدي ، عن الحارث ، بأتم
من هذه الالفاظ ( 4 ) .
أقول : روى العلامة رحمه الله أيضا بالاسنادين ( 5 ) .
ثم قال السيد : ومن ذلك أيضا ما رواه الحافظ محمد بن مؤمن في كتابه المذكور
بإسناده إلى قتادة ، عن الحسن البصري ، قال : كان يقرأ هذا الحرف " صراط علي
مستقيم " فقلت للحسن : وما معناه قال يقول : هذا طريق علي بن أبي طالب عليه السلام ودينه
طريق ودين مستقيم فاتبعوه وتمسكوا به فإنه واضح لا عوج فيه .
ومن ذلك ما رواه أيضا محمد بن مؤمن في كتابه في تفسير قوله تعالى " وربك يخلق
ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ( 6 ) " بإسناده إلى أنس بن مالك قال : سألت رسول الله
صلى الله عليه وآله ( 7 ) " وربك يخلق ما يشاء " قال : إن الله تعالى خلق آدم من طين
كيف شاء ، ثم قال : " ويختار " إن الله تعالى اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق ،
فانتجبنا ، فجعلني الرسول وجعل علي بن أبي طالب الوصي .
ثم قال : " ما كان لهم الخيرة "
يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا ولكني أختار من أشاء فأنا وأهل بيتي صفوة الله وخيرته
من خلقه ، ثم قال : " سبحان الله عما يشركون " يعني : الله منزه عما يشركون به كفار
مكة .
___________________________________________________________
( 1 ) المستدرك مخطوط .
( 2 ) في بعض النسخ : محمد بن موسى الشيرازى ، في المواضع وهومصحف ( ب ) .
( 3 ) سورة النحل : 43 ، الانبياء : 7 .
( 4 ) الطرائف : 23 .
( 5 ) راجع كشف الحق 1 : 100 .
( 6 ) سورة القصص : 67 .
( 7 ) في المصدر : سالت رسول الله صلى الله عليه وآله عن معنى قوله .
[168]
ثم قال : " وربك يعلم " يا محمد " ما تكن صدورهم " من بغض المنافقين لك ولاهل
بيتك " وما يعلنون " من الحب لك ولاهل بيتك .
ومن ذلك ما رواه الثعلبي في تفسيره ورواه الواحدي في أسباب النزول ( 1 ) عن البخاري
ومسلم في تفسير قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء
تلقون إليهم بالمودة " الآية وفي روايتهم زيادة لبعض على بعض ومختصر ذلك أن حاطب
ابن أبي بلتعة كتب مع سارة مولاة أبي عمرو بن صافي كتابا إلى أهل مكة يخبرهم بتوجه
النبي إليهم ، ويحذرهم منه ، فعرفه جبرئيل عليه السلام عن الله تعالى بذلك ، قال : فبعث
عليا وعمارا وعمر والزبير وطلحة والمقداد بن الاسود وأبا مرثد في ذلك وعرفهم ما
عرفه الله تعالى به وأن الكتاب مع الجارية سارة ، فوجدوها في بطن خاخ ( 2 ) على ما وصفه
رسول الله لهم ، فحلفت أنه ليس معها كتاب ففتشوها فلم يجدوا معها كتابا ، فهموا
بالرجوع فقال علي عليه السلام والله ما كذبنا ، وسل سيفه وقال : أخرجي الكتاب وإلا والله
لاجردنك ( 3 ) ولاضربن عنقك ، فلما رأت الجد أخرجت الكتاب ، فأخذه فأتى به
النبي صلى الله عليه وآله ( 4 ) .
153 - فس : " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم ندقه عن عذاب أليم ( 5 ) " قال : نزلت
في من يلحد بأمير المؤمنين عليه السلام ويظلمه ( 6 ) .
154 - فس : " وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ( 7 ) "
قال : شجرة الزيتون ، وهو مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام ( 8 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) راجع ص 315 و 316 .
( 2 ) في بعض النسخ " حاج " وهو مصحف ( ب ) .
( 3 ) في أسباب النزول : والله لاجزرنك .
( 4 ) الطرائف : 24 .
( 5 ) سورة الحج : 25 .
( 6 ) تفسير القمى : 25 .
( 7 ) سورة المؤمنون : 20 .
( 8 ) تفسير القمى : 446 فيه مثل لرسول الله ا ه .
[169]
155 - فس : " وكان الكافر على ربه ظهيرا ( 1 ) " قال علي بن إبراهيم : قد يسمى
الانسان ربا ( 2 ) كقوله : " اذكرني عند ربك ( 3 ) " وكل مالك شئ يسمى ربه
فقوله : " وكان الكافر على ربه ظهيرا " فقال : الكافر الثانى كان على أمير المؤمنين
ظهيرا ( 4 ) .
156 - فس : " والسماء ذات الحبك ( 5 ) " قال : السماء رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي
عليه السلام ذات الحبك .
وقوله : " إنكم لفي قول مختلف ( 6 ) " يعني مختلف في علي
اختلفت هذه الامة في ولايته ، فمن استقام على ولاية علي عليه السلام دخل الجنة ، ومن خالف
ولاية علي دخل النار " يؤفك عنه من افك ( 7 ) " فإنه يعني عليا عليه السلام من افك عن
ولايته افك عن الجنة ( 8 ) .
بيان : قال البيضاوي : ذات الحبك ذات الطرائق ، والمراد إما الطرائق المحسوسة
التي هي مسير الكواكب ، أو المعقولة التي يسلكها النظار ويتوصل بها إلى المعارف .
أو النجوم ، فإن لها طرائق أو أنها تزينها ( 9 ) .
أقول : على تأويله عليه السلام لعل المعنى أن عليا هو الحبك بمعنى الزينة أو الطريق
قوله " يؤفك " أي يصرف .
157 - فس : حدثني أبي رفعه قال : قال أبوعبدالله عليه السلام لما نزلت الولاية وكان
من قوله رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم : سلموا على علي بإمرة المؤمنين ، فقالا : من الله أو
من رسوله ؟ فقال لهما ( 10 ) : نعم حقا من الله ومن رسوله إنه أمير المؤمنين وإمام المتقين ،
___________________________________________________________
( 1 ) سورة الفرقان : 55 .
( 2 ) في المصدر : قد يسمى الانسان بهذه الاسم لغة .
( 3 ) سورة يوسف : 42 .
( 4 ) تفسير القمى : 467 .
( 5 - 7 ) سورة الذاريات : 7 و 8 .
( 8 ) تفسير القمى : 647 .
( 9 ) تفسير البيضاوى 2 : 194 .
( 10 ) في المصدر : فقالوا : أمن الله ومن رسوله ؟ فقال لهم .
[170]
وقائد الغر المحجلين ، يقعده الله يوم القيامة على الصراط ، فيدخل أولياءه الجنة ويدخل
أعداءه النار ، فأنزل الله عزوجل " ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها فقد جعلتم الله عليكم
كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ( 1 ) " يعني قول رسول الله صلى الله عليه وآله من الله ومن رسوله ، ثم
ضرب له مثلا فقال : " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم
دخلا بينكم ( 2 ) " .
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال : " التي نقضت غزلها " امرأة من بني
تميم بن مرة يقال لها رابطة ( 3 ) بنت كعب بن سعد بن تيم بن كعب بن لؤي بن غالب ، كانت
حمقاء ، تغزل الشعر فإذا غزلته نقضته ، ثم عادت فغزلته ، فقال الله : " كالتي نقضت غزلها
من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم " قال : إن الله تبارك وتعالى أمر بالوفاء
ونهى عن نقض العهد فضرب لهم مثلا .
قال علي بن إبراهيم : تتمة الكلام السابق في قوله تعالى " أن تكون أئمة هي
أزكى من أئمتكم " فقيل يابن رسول الله نحن نقرؤها " هي أربى من امة " قال : ويحك
وما أربى - وأومأ بيده فطرحها ( 4 ) - " إنما يبلوكم الله به " يعني بعلي بن أبي طالب
يختبركم " وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم امة
واحدة ( 5 ) " قال : على مذهب واحد وأمر واحد " ولكن يضل من يشاء " قال : يعذب
بنقض العهد ( 6 ) " ويهدي من يشاء " قال : يثيب " ولتسألن عما كنتم تعملون " قوله :
" ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم " قال : هو مثل لامير المؤمنين عليه السلام " فتزل قدم بعد
ثبوتها " يعني بعد مقالة النبي صلى الله عليه وآله فيه " وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله " يعني
عن علي " ولكم عذاب عظيم ( 7 ) " .
___________________________________________________________
( 1 و 2 ) سورة النحل : 91 و 92 .
( 3 ) في المصدر : امرأة من بنى تيم بن مرة يقال لها ربطة .
( 4 ) : وأومأ بيده بطرحها
( 5 ) سورة النحل : 93 ، وما بعدها ذيلها .
( 6 ) في المصدر : يعذب من يشاء بنقض العهد .
( 7 ) تفسير القمى : 364 و 365 .