[181]
غيره عليه عند من شم رائحة الايمان .
175 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من
عبادنا ( 1 ) " نزلت في علي عليه السلام وقال علي : نحن اولئك ( 2 ) .
أقول : رواه العلامة من طريق العامة ( 3 ) ، وقد مضت الاخبار الكثيرة في ذلك
في كتاب الامامة ،
176 - كشف ، كنز : ابن مردويه بإسناده عن ابن عباس أنه قال : إن قوله
تعالى : " أفمن يعلم أنما انزل إليك من ربك الحق ( 4 ) " هو علي بن أبي طالب عليه السلام ( 5 )
أقول : رواه العلامة رحمة الله من طريق الجمهور ( 6 ) .
177 - قب : عن الباقرين عليهما السلام في قوله تعالى : " أفمن يعلم أنما أنزل إليك
من ربك الحق " علي " كمن هوأ عمى " أعداؤه " إنما يتذكر اولوالالباب " الائمة
الذين غرس في قلوبهم العلم من ولد آدم ( 7 ) .
178 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : الم أحسب الناس أن يتركوا أن
يقولوا آمنا وهم لايفتنون ( 8 ) " قال علي عليه السلام : قلت : يارسول الله ماهذه الفتنة ؟ قال : يا
علي بك ، وأنت مخاصم ، فأعد للخصومة ( 9 ) .
أقول : روى في كشف الحق من طريقهم مثله ( 10 ) .
179 - فر : أحمد بن عيسى بن هارون ، معنعنا عن جابر بن عبدالله الانصاري قال :
( 1 ) سورة فاطر : 32 .
( 2 ) كشف الغمة : 93 .
( 3 و 6 ) راجع كشف الحق 1 : 96 ، وكشف اليقين : 123 .
( 4 ) سورة الرعد : 19 .
( 5 ) كشف الغمة : 93 .
الكنز مخلوط .
( 7 ) ظفرنا بمثل الحديث في المجلد الاول من المناقب : 551 .
( 8 ) سورة العنكبوت : 1 و 2 .
( 9 ) كشف الغمة : 93 .
وفيه وأنت تخاصم .
( 10 ) راجع الجزء الاول : 96 .
[182]
كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أقبل علي عليه السلام فلما نظر إليه النبي صلى الله عليه وآله قال :
الحمدالله رب العالمين لاشريك له ، قال : قلنا : صدقت يارسول الله الحمدالله رب العالمين لا
شريك له ، قد ظننا أنك لم تقلهاإلا تعجبا من شئ رأيته ، قال : نعم لما رأيت عليا مقبلا
ذكرت حديثا حدثني حبيبي جبرئيل ، قال : قال : إني سألت الله أن تجتمع الامة
عليه ( 1 ) ، فأبى عليه إلا أن يبلو بعضهم ببعض ، حتى يميز الخبيث من الطيب ، وأنزل
علي بذلك كتابا " الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون * ولقد
فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " أما إنه قد عوضه
مكانه بسبع خصال : يلي ستر عورتك ، ويقضي دينك وعداتك ، وهو معك على حوضك ،
وهو متكئ لك ( 2 ) يوم القيامة ، ولن يرجع كافرا بعد إيمان ، ولا زانيا بعد إحصان ،
وكم من ضرس قاطع له في الاسلام ، مع القدم في الاسلام ، والعلم بكلام الله ، والفقه في
دين الله ، مع الطهر والقرابة ، والنجدة في الحرب ، وبذل الماعون ( 3 ) ، والامر بالمعروف
والنهي عن المنكر ، والولاية لوليسي والعداوة لعدوي ، بشره يامحمد بذلك .
وقال السدي
الذين صدقوا علي وأصحابه ( 4 ) .
180 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا
بنعمة من الله وفضل ( 5 ) عن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وآله وجه عليا في نفرمعه في طلب
أبي سفيان ، فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال : إن القوم قد جمعوالكم ، فقالوا حسبنا الله
ونعم الوكيل ، فنزلتا ( 6 ) .
أقول : روى العلامة رفع الله مقامه من طريقهم مثله ( 7 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر ، أن يجمع الامة عليه .
( 2 ) : على عقر حوضك ، وهو مشكاة لك .
( 3 ) النجدة : الشجاعة .
والماعون : كل ما فيه منفعة .
( 4 ) تفسيرات فرات : 117 و 118 .
( 5 ) سورة آل عمران 173 و 174 .
( 6 ) كشف الغمة 93 .
( 7 ) راجع كشف الحق 1 : 96 ، وكشف اليقين : 123 و 124 .
[183]
وقال السيوطي : أخرج ابن جرير ( 1 ) عن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وآله أخرج عليا في
نفر معه في طلب أبي سفيان ، فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال : إن القوم قد جمعوا لكم ،
قالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، فنزلت فيهم هذه الآية ( 2 ) .
181 - فر : أبوالقاسم العلوي معنعنا عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى :
" إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( 3 ) " قال : استثنى
الله تعالى أهل صفوته حيث قال : " إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات " أدواالفرائض " وتواصوابالحق " الولاية ، وأوصوا ذراريهم ومن خلفوا
من بعدهم بها وبالصبر عليها ( 4 ) .
كنز : محمدبن العباس ، عن محمد بن القاسم بن سلمة ، عن جعفر بن عبدالله المحمدي ،
عن أبي صالح الحسن بن اسماعيل ، عن عمران بن عبدالله ، عن عبدالله بن عبيد ، عن محمدبن
علي ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 5 ) .
فس : محمد بن جعفر ، عن يحيى بن زكريا ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمان
بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ، وفيه : " إلا الذين آمنوا " بولاية أميرالمؤمنين عليه السلام
" تواصوا بالحق " ذرياتهم ومن خلفوا بالولاية ، وتواصوا بها وصبرواعليها ( 6 ) .
بيان : قوله : " بالولاية " تفسير لقوله : " بالحق "
182 - كشف : عن ابن مردوية في قوله تعالى : " والعصر إن الانسان لفي خسر
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " عن ابن عباس " إن الانسان لفي خسر " يعني أباجهل
" إلا الذين آمنوا " علي وسلمان " وتواصوا بالصبر " عن ابن عباس أنها علي عليه السلام ( 7 )
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ابن مردويه .
( 2 ) الدرالمنثور 2 : 103 .
( 3 ) سورة العصر : 3 .
( 4 ) تفسيرات فرات : 230 ، وفيه : بالولاية وبالصبر عليها .
( 5 ) الكنز مخطوط ، أوردها في البرهان 4 : 504 .
( 6 ) تفسيرالقمى : 738 و 739 .
( 7 ) كشف الغمة 94 ، وفيه : انها نزلت في على عليه السلام .
[184]
بيان : رواهما العلامة أعلى الله مقامه من طرقهم ( 1 ) ، واعتراض بعض النواصب على
الاول ( 2 ) بأنه إذا اريد به أبوجهل يكون الاستثناء منقطعا ولم يقل به أحد ، فالمراد
منه جميع أفراد الانسان ، وعلى هذا لايصح تخصيص المؤمنين بعلي عليه السلام وسلمان ، فإن
غير هم من المؤمنين ليسوا في خسر ، والجواب أن قوله .
" لم يقل به أحد " دعوى باطل ،
إذا حمل الاستثناء على المنقطع كثير من المفسرين منهم النيسابوري حيث قال : عن مقاتل
إنه أبولهب ، وفي خبر مرفوع أنه أبوجهل ، كانوا يقولون : إن محمد لفي خسر ، فأقسم
الله تعالى أن الامر بالضد مما توهموه ، وعلي هذا يكون الاستثناء منقطعا .
انتهى ( 3 ) .
وأما قوله : " إن غيرهما من المؤمنين ليسوا في خسر " فغير مسلم ، وإنما يكون كذلك
لو اريد بالخسر الكفر ، ولو اريد به مطلق الذنب والتقصير فلا ، والنيسابوري ترقى
عن هذا المقام أيضا وقال : إن كان العبد مشغولا بالمباحات فهو أيضا في شئ من الخسر ،
لانه يمكنه أن يعمل فيه عملا يبقى أثره ولذته دائما ، وإن كان مشغولا بالطاعات
فلا طاعة إلا ويمكن الاتيان بها على وجه أحسن ( 4 ) .
واعتراض على الثاني ( 5 ) بأن الصبر صفة من الاوصاف وليس هو من الاسامي
حتى يراد شخص ، والجواب أن الاعتراض نشأ من سوء فهم السائل أوشدة تعصبه ، بل
الظاهر أن يكون المراد الصبر على مشاق الولاية كما مر مصرحا في الاخبار السابقة ،
وهذا يحتمل وجهين : الاول أن يكون المراد بالذين آمنوا أميرالمؤمنين عليه السلام تعظيما
وتفخيما ، فيكون موافقا للخبر السابق .
الثاني أن يكون تفسيرا للحق أي المراد بالحق
ولايته عليه السلام ، ولو سلم أنه تفسير للصبر فهوأ يضا يستقيم بوجهين : الاول أن يكون كني
عنه بالصبر لكماله فيه ، فكانه صارعين تلك الصفة ، والثاني أن يكون المراد بالصبر
___________________________________________________________
( 1 ) راجع كشف الحق 1 : 96 ، وكشف اليقين : 125 .
( 2 ) أى كون المراد من الذين آمنوا على وسلمان .
( 3 و 4 ) غرائب القرآن 3 : 534 .
( 5 ) أى كون المراد من " تواصوا بالصبر " على عليه السلام .
[185]
ولايته التي لايتم إلا بالصبر ويلزمه ، فاطلق عليها كناية ، وأمثال تلك الاستعمالات في
فصيح الكلام لاسيما في كلام الملك العلام غير عزيز ( 1 ) .
183 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " وبشرالمخبتين ( 2 ) " إلى قوله :
" ومما رزقنا هم ينفقون " قال : منهم علي وسلمان ( 3 ) .
أقول : روى العلامة عنهم مثله ( 4 ) .
184 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " إن الذين سبقت لهم مناالحسنى اولئك
عنها مبعدون ( 5 ) " عن النعمان بن بشير أن عليا عليه السلام تلاهاليلة وقال : أنا منهم ، و
اقيمت الصلاة فقام وهو يقول : " لايسمعون حسيسها ( 6 ) .
بيان : روى العلامة رحمه الله نحوه ( 7 ) .
أقول : ظني أن مراده عليه السلام ليس محض أنه ليس من أهل النار ، بل لما قال تعالى :
" إنكم وماتعبدون من دون الله حصب جهنم ( 8 ) " وتلك الآياته كالاستثناء عن هذه أشار
إلى أنه عليه السلام سيعبده جماعة من الاشقياء ولايضره ذلك ، ويؤيده ماروي عن ابن مسعود
قال : لما نزلت هذه الآية أتى عبدالله بن الزبعرى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يامحمد ألست
تزعم أن عزيرا رجل صالح وأن عيسى رجل صالح وأن مريم امرأة صالحة ؟ قال : بلى
قال : فإن هؤلاء يعبدون من دون الله فهم في النار ؟ فأنزل الله تعالى " إن الذين سبقت
لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون " والحسنى : الخصلة الحسنى ، وهي السعادة أو
___________________________________________________________
( 1 ) وأنت خبير بأن الاشكال لايجرى اصلا على مافى المصدر المطبوع كما ذكرناه ، فلا حاجة
عليه إلى ما ذكره المصنف من التفصى عن الاشكال .
( 2 ) سورة الحج : 34 ، وما بعدها ذيلها .
( 3 ) كشف الغمة : 94 .
( 4 ) راجع كشف الحق 1 : 97 .
وكشف اليقين : 125 .
( 5 ) سورة الانبياة 101 .
( 6 ) كشف الغمة : 94 .
( 7 ) راجع كشف الحق 1 : 97 ، وكشف التفين : 125 .
( 8 ) الانبياه : 98 .
[186]
التوفيق للطاعة أو البشرى بالجنة .
والحسيس : صوت يحس به .
185 - كشف : ابن مردويه عن علي عليه السلام في قوله تعالى : " من جاء بالحسنة
فله عشر أمثالها ( 1 ) " الحسنة حبنا أهل البيت ( 2 ) والسيسئة بغضنا ، من جاء بها أكبه الله
على وجهه في النار ( 3 ) .
أقول : روى العلامة رحمه الله نحوه ( 4 ) .
186 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " إذا دعاكم لما يحييكم ( 5 ) " عن أبي
جعفر عليه السلام دعا كم إلى ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ( 6 ) .
بيان : روى العلامة رحمه الله مثله ( 7 ) .
وإذا كان المراد بالولاية الخلاقة كما هو
الظاهر فقد دلت الآية على وجوب إطاعته والاعتقاد بخلافته ، ولو كان المراد النصرة و
المحبة فهو أيضا يدل على إمامته ، لان وجوب محبته ونصرته وكونهما مما يحيي
المرء الحياة المعنوية الابدية مع تعقيبه بالتهديد والوعيد على الترك يدل على فضل
عظيم اختص به ، فلم يجز تقديم غيره عليه كمامر مرارا ،
187 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه
يعدلون ( 8 ) " عن زاذان عن علي عليه السلام : تفترق هذه الامة على ثلاثة وسبعين فرقه ، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة ، وهم الذين قال الله تعالى : " وممن خلقنا
امة يهدون بالحق وبه يعدولون " وهم أنا وشيعتي ( 6 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) سورة الانعام : 160 .
( 2 ) في المصدر : عن على عليه السلام : الحسنة حبنا أهل البيت .
( 3 ) كشف الغمة : 94 و 95 .
( 4 ) راجع كشف الحق 1 : 97 ، وكشف اليقين : 125 .
( 5 ) سورة الانفال : 24 .
6 ) كشف الغمه : 95 .
( 7 ) راجع كشف الحق 1 : 97 ، وكشف اليقين : 126 .
( 8 ) سورة الاعراف : 181 .
( 9 ) كشف الغمة : 95 .
[187]
قب : زاذان عن أميرالمؤمنين عليه السلام مثله وروي عن الباقرين عليهما السلام أنهما قالا :
نحن هم ( 1 ) .
بيان : رواه العلامة رحمه الله من طرقهم ( 2 ) .
قال الرازي : أكثر المفسرين على
أن المراد من الامة ههنا قوم محمد صلى الله عليه وآله روى قتادة وابن جريح عن النبي صلى الله عليه وآله أنهم
هذه الامة ( 3 ) .
وروي أيضا أنه صلى الله عليه وآله قال : هذه لكم ( 4 ) وقد أعطى الله قوم موسى
مثلها .
وعن الربيع عن أنس أنه قرأ النبي صلى الله عليه وآله هذه الآية فقال : إن من امتي قوما
على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم .
وقال ابن عباس : يريد امة محمد صلى الله عليه وآله من
المهاجرين والانصار ، انتهى ( 5 ) .
والرواية الاخيرة مما ذكره الرازي صريحة في تخصيص
بعض الامة بكونهم على الحق كما ، وهذا هذاهو الحق كما دل عليه أيضا ما أثبتنا في بابه من
افتراق الامة ، والجمع بينه وبين حديث ابن مردويه يقتضي أن يكون المراد بالقوم
المذكور عليا وشيعته ، ومن البين أن الخلفاء الثلاثة وأشياعهم من أهل السنة ليسوا
من شيعة علي ، لما أثبتنا في موضعه من المباينة والمخالفة بينهم وبين أميرالمؤمنين عليه السلام ،
فيكونون على الباطل ، لان الحق لايكون في جهتين مختلفتين ، فتد بر .
188 - كشف : عن ابن مردويه قوله : " تراهم ركعا سجدا ( 6 ) " عن موسى بن
جعفر عن ابائه عليهم السلام أنها نزلت في علي عليه السلام .
قوله تعالى : " يعجب الزراع ليغيظ بهم
الكفار ( 7 ) " عن جعفر بن محمد عليما السلام قال : هو علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ( 8 ) .
بيان : رواهما العلامة رفع الله مقامه من طرقهم ( 9 ) ، ويظهر من الخبرين أن
( 1 ) ظفر نا بمثل الحديث مع اختلافات بينهما في المجلد الاول .
567 و 567 .
( 2 ) راجع كشف الحق 1 : 98 ، وكشف اليقين : 126 .
( 3 ) في المصدر .
انها هذه الامة .
( 4 ) هذه فيهم .
( 5 ) مفاتيح الغيب 4 : 335 .
( 6 و 7 ) سورة الفتح : 29 .
( 8 ) كشف الغمة 95 و 96 .
( 9 ) راجع كشف الحق 1 : 97 و 98 ، وكشف اليقين : 127 و 130 .
[188]
الآية بطولها نازلة فيه صلوات الله عليه ، أو فيه وفي أتباعه وهو سيدهم وأميرهم ، وهي
قوله تعالى : " محمد رسول الله " " والذين معه " معطوف على قوله : " محمد " وخبرهما " أشداء
على الكفار رحماء بينهم " أي يغلظون على من خالف دينهم ، ويتراحمون فيما بينهم كما
مرفي وصفه عليه السلام أيضا " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين تراهم ركعا سجدا "
لانهم مشتغلون باصلاة في أكثر أوقاتهم " يبتغون فضلا من الله ورضوانا " أي
الثواب والرضى " سيما هم في وجوهم من أثر السجود " أي السمة التي تحدث في جباههم
من كثرة السجود ، أو التراب على الجباه ، لانهم يسجدون على التراب لاعلى الاثواب
أوالصفرة والنحول ( 1 ) ، أونور وجوههم في القيامة " ذلك " إشارة إلى الوصف المذكور ،
أوإشارة مبهمة يفسرها " كزرع " " مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل " أي صفتهم العجيبة الشأن
المذكورة في الكتابين " كزرع أخرج شطأه " أي فراخه " فآزره " أي فقواه " فاستغلظ "
أي فصارمن الدقة إلى الغلظة " فاستوى على سوقه " فاستقام على قصبه ، جمع ساق " يعجب
الزراع " بغلظه وحس منظره ، مثل ضربه الله لقوته عليه السلام في الدين وتقويته للاسلام
وغلبته وإضرابه وإتباعه على الكفاركما قال : " ليغيظ بهم الكفار " علة لتشبيههم
بالزرع في ركامه ( 2 ) واستحكامه " وعدالله الذين آمنوا وعملواالصالحات منهم مغفرة و
أجرا عظيما " ولعل ضمير " منهم " راجع إلى مطلق الذين معه لا إلى الموصوفين
بالاوصاف المذكورة ، ولا يخفى أن وصفه تعالى إياه بتلك الاوصاف الشريفة فضل عظيم
يمنع تقديم غيره عليه إذا روعي مع سائر فضائله .
189 - كشف : ابن مردويه " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغيرما اكتسبوا ( 3 ) "
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 188 سطر 19 الى ص 196 سطر 18
عن مقاتل بن سليمان أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام وذلك أن نفرا من المنافقين
كانوا يؤذونه ويعذ بونه ( 4 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) الصفر - بضم الصاد - : الذهب والنحاص الاحمر .
والنحول جمع النحل : الرقيق ، يقال : سيف رقيق ، والمراد هنا السيف .
( 2 ) الركام : المتراكم بعضه فوق بعض .
( 3 ) سورة الاحزاب : 58 .
( 4 ) كشف الغمة 95 ، وفيه : كانوا بؤذونه ويكذبون عليه .
[189]
أقول : رواه العلامة أيضا ( 1 ) .
190 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " واولوالارحام بعضهم أولى ببعض في
كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين ( 2 ) " قيل : ذلك علي عليه السلام لانه كان مؤمنا مهاجرا
ذارحم ( 3 ) .
بيان : رواه العلامة في كشف الحق ولم يأت بقيل ( 4 ) .
وقال صاحب إحقاق
الحق رحمة الله : الآية نص في إمامة علي عليه السلام لدلالتها على أن الاولى بالنبي أيضا من
اولي الارحام من كان مستجمعا للامور الثلاثة ، وقد أجمع أهل الاسلام على انحصار
الامام بعد النبي صلى الله عليه وآله في علي والعباس وأبي بكر ، والعباس وإن كان مؤمنا ومن
اولي الارحام لكن لم يكن مهاجرا بل كان طليقا ، وأبوبكر على تقدير صحة إيمانه و
هجرته لم يكن من اولي الارحام ، فتعين أن يكون الاولى بالامامة والخلافة بعد
النبي علي عليه السلام لاستجماعه الامور الثلاثة ( 5 ) .
191 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " أطيعوالله وأطيعوالرسول واولي الامر
منكم ( 6 ) " عن عبدالغفار بن قاسم قال : سألت جعفر بن محمد عليهما السلام عن اولي الامرفي
هذه الآية فقال : كان والله علي منهم ( 7 ) .
أقول : رواه العلامة ( 8 ) ، وقد مر شرحه وتأييده في كتاب الامامة ، وروى
العلامة في قوله تعالى : " الذين إذا أصابتهم مصيتة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون اولئك
عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المتهدون ( 9 ) " نزلت في علي عليه السلام لما وصل
___________________________________________________________
راجع كشف الحق 1 : 97 .
( 2 ) سورة الاحزاب : 6 .
( 3 ) كشف الغمة : 95 .
( 4 ) راجع كشف اليقين 1 : 97 ، وكشف اليقين : 127 .
( 5 ) احقاق الحق 3 : 420 .
( 6 ) سورة النساء : 59 .
( 7 ) كشف الغمة : 95 .
( 8 ) راجع كشف الحق 1 : 97 ، وكشف اليقين : 128 .
( 9 ) سورة البقرة : 156 و 157 .
[190]
إليه قتل حمزة فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فنزلت هذه الآية ( 1 ) .
192 - فس : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن محمد بن مهران ، عن ابن سنان ، عن ابن
ظبيان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله : " ويوم تشقق السماء بالغمام ( 2 ) "
قال : الغمام أميرالمؤمنين عليه السلام ( 3 ) .
بيان : قيل : المعنى : تتشقق السماء وعليها غمام ، وقيل : تتشقق عن الغمام
الابيض لنزول الملائكة الحاملين لصحائف الاعمال .
أقول : على تأويله عليه السلام يحتمل أن يكون المعنى أن من في الغمام هو أميرالمؤمنين
عليه السلام ينزل من السماء ، أوأنه كني عنه عليه السلام بالغمام لكثرة فيضه وفضله وعلمه
وسخائه عليه السلام ، فإن السحاب يستعار في عرف العرب والعجم للعالم والسخي .
أقول : قال السيد ابن طاوس في كتاب سعدالسعود : رأيت في تفسير محمد بن عباس
ابن مروان في تفسير قوله تعالى : " اولئك هم خير البرية ( 4 ) " أنها في أميرالمؤمنين علي
وشيعته ، رواه من نحوستة وعشرين طريقا أكثرها برجال المخالفين ، ونحن نذكرمنهاطريقا
واحدا : حدثنا أحمد بن محمد المحمود ، عن الحسن بن عبدالله بن عبدالرحمان الكندي ، عن
الحسن بن عبيد بن عبدالرحمان ، عن محمد بن سليمان ، عن خالد بن السري ، عن النصربن
إلياس ، عن عامر بن واثلة قال : خطبنا أميرالمؤمنين عليه السلام على منبر الكوفة فحمد الله وأثنى
عليه ، وذكرالله بما هو أهله ، وصلى على نبيه ، ثم قال : أيها الناس سلوني سلوني ،
فوالله لاتسألوني عن آية من كتاب الله إلا حد ثتكم عنها بما نزلت ( 5 ) بليل أوبنهار ؟
أوفي مقام أوفي مسير ؟ أوفي سهل أم في جبل ؟ وفيمن نزلت : أفي مؤمن أم في منافق ؟
وما عني به أخاصة أم عامة ؟ ولئن فقد تموني لايحد ثكم أحد حديثي ، فقام إليه ابن
( 1 ) كشف الحق 1 : 99 .
( 2 ) سورة الفرقان : 25 .
( 3 ) تفسيرالقمى : 465 .
( 4 ) سورة البينة : 7 .
( 5 ) في المصدر : بمن نزلت .