[181]


غيره عليه عند من شم رائحة الايمان .
175 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ( 1 ) " نزلت في علي عليه السلام وقال علي : نحن اولئك ( 2 ) .
أقول : رواه العلامة من طريق العامة ( 3 ) ، وقد مضت الاخبار الكثيرة في ذلك في كتاب الامامة ، 176 - كشف ، كنز : ابن مردويه بإسناده عن ابن عباس أنه قال : إن قوله تعالى : " أفمن يعلم أنما انزل إليك من ربك الحق ( 4 ) " هو علي بن أبي طالب عليه السلام ( 5 ) أقول : رواه العلامة رحمة الله من طريق الجمهور ( 6 ) .
177 - قب : عن الباقرين عليهما السلام في قوله تعالى : " أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق " علي " كمن هوأ عمى " أعداؤه " إنما يتذكر اولوالالباب " الائمة الذين غرس في قلوبهم العلم من ولد آدم ( 7 ) .
178 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون ( 8 ) " قال علي عليه السلام : قلت : يارسول الله ماهذه الفتنة ؟ قال : يا علي بك ، وأنت مخاصم ، فأعد للخصومة ( 9 ) .
أقول : روى في كشف الحق من طريقهم مثله ( 10 ) .
179 - فر : أحمد بن عيسى بن هارون ، معنعنا عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : ( 1 ) سورة فاطر : 32 .
( 2 ) كشف الغمة : 93 .
( 3 و 6 ) راجع كشف الحق 1 : 96 ، وكشف اليقين : 123 .
( 4 ) سورة الرعد : 19 .
( 5 ) كشف الغمة : 93 .
الكنز مخلوط .
( 7 ) ظفرنا بمثل الحديث في المجلد الاول من المناقب : 551 .
( 8 ) سورة العنكبوت : 1 و 2 .
( 9 ) كشف الغمة : 93 .
وفيه وأنت تخاصم .
( 10 ) راجع الجزء الاول : 96 .

[182]


كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أقبل علي عليه السلام فلما نظر إليه النبي صلى الله عليه وآله قال : الحمدالله رب العالمين لاشريك له ، قال : قلنا : صدقت يارسول الله الحمدالله رب العالمين لا شريك له ، قد ظننا أنك لم تقلهاإلا تعجبا من شئ رأيته ، قال : نعم لما رأيت عليا مقبلا ذكرت حديثا حدثني حبيبي جبرئيل ، قال : قال : إني سألت الله أن تجتمع الامة عليه ( 1 ) ، فأبى عليه إلا أن يبلو بعضهم ببعض ، حتى يميز الخبيث من الطيب ، وأنزل علي بذلك كتابا " الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " أما إنه قد عوضه مكانه بسبع خصال : يلي ستر عورتك ، ويقضي دينك وعداتك ، وهو معك على حوضك ، وهو متكئ لك ( 2 ) يوم القيامة ، ولن يرجع كافرا بعد إيمان ، ولا زانيا بعد إحصان ، وكم من ضرس قاطع له في الاسلام ، مع القدم في الاسلام ، والعلم بكلام الله ، والفقه في دين الله ، مع الطهر والقرابة ، والنجدة في الحرب ، وبذل الماعون ( 3 ) ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والولاية لوليسي والعداوة لعدوي ، بشره يامحمد بذلك .
وقال السدي الذين صدقوا علي وأصحابه ( 4 ) .
180 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل ( 5 ) عن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وآله وجه عليا في نفرمعه في طلب أبي سفيان ، فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال : إن القوم قد جمعوالكم ، فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فنزلتا ( 6 ) .
أقول : روى العلامة رفع الله مقامه من طريقهم مثله ( 7 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر ، أن يجمع الامة عليه .
( 2 ) : على عقر حوضك ، وهو مشكاة لك .
( 3 ) النجدة : الشجاعة .
والماعون : كل ما فيه منفعة .
( 4 ) تفسيرات فرات : 117 و 118 .
( 5 ) سورة آل عمران 173 و 174 .
( 6 ) كشف الغمة 93 .
( 7 ) راجع كشف الحق 1 : 96 ، وكشف اليقين : 123 و 124 .

[183]


وقال السيوطي : أخرج ابن جرير ( 1 ) عن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وآله أخرج عليا في نفر معه في طلب أبي سفيان ، فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال : إن القوم قد جمعوا لكم ، قالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، فنزلت فيهم هذه الآية ( 2 ) .
181 - فر : أبوالقاسم العلوي معنعنا عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى : " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( 3 ) " قال : استثنى الله تعالى أهل صفوته حيث قال : " إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " أدواالفرائض " وتواصوابالحق " الولاية ، وأوصوا ذراريهم ومن خلفوا من بعدهم بها وبالصبر عليها ( 4 ) .
كنز : محمدبن العباس ، عن محمد بن القاسم بن سلمة ، عن جعفر بن عبدالله المحمدي ، عن أبي صالح الحسن بن اسماعيل ، عن عمران بن عبدالله ، عن عبدالله بن عبيد ، عن محمدبن علي ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 5 ) .
فس : محمد بن جعفر ، عن يحيى بن زكريا ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمان بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ، وفيه : " إلا الذين آمنوا " بولاية أميرالمؤمنين عليه السلام " تواصوا بالحق " ذرياتهم ومن خلفوا بالولاية ، وتواصوا بها وصبرواعليها ( 6 ) .
بيان : قوله : " بالولاية " تفسير لقوله : " بالحق " 182 - كشف : عن ابن مردوية في قوله تعالى : " والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " عن ابن عباس " إن الانسان لفي خسر " يعني أباجهل " إلا الذين آمنوا " علي وسلمان " وتواصوا بالصبر " عن ابن عباس أنها علي عليه السلام ( 7 )

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ابن مردويه .
( 2 ) الدرالمنثور 2 : 103 .
( 3 ) سورة العصر : 3 .
( 4 ) تفسيرات فرات : 230 ، وفيه : بالولاية وبالصبر عليها .
( 5 ) الكنز مخطوط ، أوردها في البرهان 4 : 504 .
( 6 ) تفسيرالقمى : 738 و 739 .
( 7 ) كشف الغمة 94 ، وفيه : انها نزلت في على عليه السلام .

[184]


بيان : رواهما العلامة أعلى الله مقامه من طرقهم ( 1 ) ، واعتراض بعض النواصب على الاول ( 2 ) بأنه إذا اريد به أبوجهل يكون الاستثناء منقطعا ولم يقل به أحد ، فالمراد منه جميع أفراد الانسان ، وعلى هذا لايصح تخصيص المؤمنين بعلي عليه السلام وسلمان ، فإن غير هم من المؤمنين ليسوا في خسر ، والجواب أن قوله .
" لم يقل به أحد " دعوى باطل ، إذا حمل الاستثناء على المنقطع كثير من المفسرين منهم النيسابوري حيث قال : عن مقاتل إنه أبولهب ، وفي خبر مرفوع أنه أبوجهل ، كانوا يقولون : إن محمد لفي خسر ، فأقسم الله تعالى أن الامر بالضد مما توهموه ، وعلي هذا يكون الاستثناء منقطعا .
انتهى ( 3 ) .
وأما قوله : " إن غيرهما من المؤمنين ليسوا في خسر " فغير مسلم ، وإنما يكون كذلك لو اريد بالخسر الكفر ، ولو اريد به مطلق الذنب والتقصير فلا ، والنيسابوري ترقى عن هذا المقام أيضا وقال : إن كان العبد مشغولا بالمباحات فهو أيضا في شئ من الخسر ، لانه يمكنه أن يعمل فيه عملا يبقى أثره ولذته دائما ، وإن كان مشغولا بالطاعات فلا طاعة إلا ويمكن الاتيان بها على وجه أحسن ( 4 ) .
واعتراض على الثاني ( 5 ) بأن الصبر صفة من الاوصاف وليس هو من الاسامي حتى يراد شخص ، والجواب أن الاعتراض نشأ من سوء فهم السائل أوشدة تعصبه ، بل الظاهر أن يكون المراد الصبر على مشاق الولاية كما مر مصرحا في الاخبار السابقة ، وهذا يحتمل وجهين : الاول أن يكون المراد بالذين آمنوا أميرالمؤمنين عليه السلام تعظيما وتفخيما ، فيكون موافقا للخبر السابق .
الثاني أن يكون تفسيرا للحق أي المراد بالحق ولايته عليه السلام ، ولو سلم أنه تفسير للصبر فهوأ يضا يستقيم بوجهين : الاول أن يكون كني عنه بالصبر لكماله فيه ، فكانه صارعين تلك الصفة ، والثاني أن يكون المراد بالصبر

___________________________________________________________
( 1 ) راجع كشف الحق 1 : 96 ، وكشف اليقين : 125 .
( 2 ) أى كون المراد من الذين آمنوا على وسلمان .
( 3 و 4 ) غرائب القرآن 3 : 534 .
( 5 ) أى كون المراد من " تواصوا بالصبر " على عليه السلام .

[185]


ولايته التي لايتم إلا بالصبر ويلزمه ، فاطلق عليها كناية ، وأمثال تلك الاستعمالات في فصيح الكلام لاسيما في كلام الملك العلام غير عزيز ( 1 ) .
183 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " وبشرالمخبتين ( 2 ) " إلى قوله : " ومما رزقنا هم ينفقون " قال : منهم علي وسلمان ( 3 ) .
أقول : روى العلامة عنهم مثله ( 4 ) .
184 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " إن الذين سبقت لهم مناالحسنى اولئك عنها مبعدون ( 5 ) " عن النعمان بن بشير أن عليا عليه السلام تلاهاليلة وقال : أنا منهم ، و اقيمت الصلاة فقام وهو يقول : " لايسمعون حسيسها ( 6 ) .
بيان : روى العلامة رحمه الله نحوه ( 7 ) .
أقول : ظني أن مراده عليه السلام ليس محض أنه ليس من أهل النار ، بل لما قال تعالى : " إنكم وماتعبدون من دون الله حصب جهنم ( 8 ) " وتلك الآياته كالاستثناء عن هذه أشار إلى أنه عليه السلام سيعبده جماعة من الاشقياء ولايضره ذلك ، ويؤيده ماروي عن ابن مسعود قال : لما نزلت هذه الآية أتى عبدالله بن الزبعرى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يامحمد ألست تزعم أن عزيرا رجل صالح وأن عيسى رجل صالح وأن مريم امرأة صالحة ؟ قال : بلى قال : فإن هؤلاء يعبدون من دون الله فهم في النار ؟ فأنزل الله تعالى " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون " والحسنى : الخصلة الحسنى ، وهي السعادة أو

___________________________________________________________
( 1 ) وأنت خبير بأن الاشكال لايجرى اصلا على مافى المصدر المطبوع كما ذكرناه ، فلا حاجة عليه إلى ما ذكره المصنف من التفصى عن الاشكال .
( 2 ) سورة الحج : 34 ، وما بعدها ذيلها .
( 3 ) كشف الغمة : 94 .
( 4 ) راجع كشف الحق 1 : 97 .
وكشف اليقين : 125 .
( 5 ) سورة الانبياة 101 .
( 6 ) كشف الغمة : 94 .
( 7 ) راجع كشف الحق 1 : 97 ، وكشف التفين : 125 .
( 8 ) الانبياه : 98 .

[186]


التوفيق للطاعة أو البشرى بالجنة .
والحسيس : صوت يحس به .
185 - كشف : ابن مردويه عن علي عليه السلام في قوله تعالى : " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ( 1 ) " الحسنة حبنا أهل البيت ( 2 ) والسيسئة بغضنا ، من جاء بها أكبه الله على وجهه في النار ( 3 ) .
أقول : روى العلامة رحمه الله نحوه ( 4 ) .
186 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " إذا دعاكم لما يحييكم ( 5 ) " عن أبي جعفر عليه السلام دعا كم إلى ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ( 6 ) .
بيان : روى العلامة رحمه الله مثله ( 7 ) .
وإذا كان المراد بالولاية الخلاقة كما هو الظاهر فقد دلت الآية على وجوب إطاعته والاعتقاد بخلافته ، ولو كان المراد النصرة و المحبة فهو أيضا يدل على إمامته ، لان وجوب محبته ونصرته وكونهما مما يحيي المرء الحياة المعنوية الابدية مع تعقيبه بالتهديد والوعيد على الترك يدل على فضل عظيم اختص به ، فلم يجز تقديم غيره عليه كمامر مرارا ، 187 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون ( 8 ) " عن زاذان عن علي عليه السلام : تفترق هذه الامة على ثلاثة وسبعين فرقه ، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة ، وهم الذين قال الله تعالى : " وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدولون " وهم أنا وشيعتي ( 6 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) سورة الانعام : 160 .
( 2 ) في المصدر : عن على عليه السلام : الحسنة حبنا أهل البيت .
( 3 ) كشف الغمة : 94 و 95 .
( 4 ) راجع كشف الحق 1 : 97 ، وكشف اليقين : 125 .
( 5 ) سورة الانفال : 24 .
6 ) كشف الغمه : 95 .
( 7 ) راجع كشف الحق 1 : 97 ، وكشف اليقين : 126 .
( 8 ) سورة الاعراف : 181 .
( 9 ) كشف الغمة : 95 .

[187]


قب : زاذان عن أميرالمؤمنين عليه السلام مثله وروي عن الباقرين عليهما السلام أنهما قالا : نحن هم ( 1 ) .
بيان : رواه العلامة رحمه الله من طرقهم ( 2 ) .
قال الرازي : أكثر المفسرين على أن المراد من الامة ههنا قوم محمد صلى الله عليه وآله روى قتادة وابن جريح عن النبي صلى الله عليه وآله أنهم هذه الامة ( 3 ) .
وروي أيضا أنه صلى الله عليه وآله قال : هذه لكم ( 4 ) وقد أعطى الله قوم موسى مثلها .
وعن الربيع عن أنس أنه قرأ النبي صلى الله عليه وآله هذه الآية فقال : إن من امتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم .
وقال ابن عباس : يريد امة محمد صلى الله عليه وآله من المهاجرين والانصار ، انتهى ( 5 ) .
والرواية الاخيرة مما ذكره الرازي صريحة في تخصيص بعض الامة بكونهم على الحق كما ، وهذا هذاهو الحق كما دل عليه أيضا ما أثبتنا في بابه من افتراق الامة ، والجمع بينه وبين حديث ابن مردويه يقتضي أن يكون المراد بالقوم المذكور عليا وشيعته ، ومن البين أن الخلفاء الثلاثة وأشياعهم من أهل السنة ليسوا من شيعة علي ، لما أثبتنا في موضعه من المباينة والمخالفة بينهم وبين أميرالمؤمنين عليه السلام ، فيكونون على الباطل ، لان الحق لايكون في جهتين مختلفتين ، فتد بر .
188 - كشف : عن ابن مردويه قوله : " تراهم ركعا سجدا ( 6 ) " عن موسى بن جعفر عن ابائه عليهم السلام أنها نزلت في علي عليه السلام .
قوله تعالى : " يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ( 7 ) " عن جعفر بن محمد عليما السلام قال : هو علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ( 8 ) .
بيان : رواهما العلامة رفع الله مقامه من طرقهم ( 9 ) ، ويظهر من الخبرين أن ( 1 ) ظفر نا بمثل الحديث مع اختلافات بينهما في المجلد الاول .
567 و 567 .
( 2 ) راجع كشف الحق 1 : 98 ، وكشف اليقين : 126 .
( 3 ) في المصدر .
انها هذه الامة .
( 4 ) هذه فيهم .
( 5 ) مفاتيح الغيب 4 : 335 .
( 6 و 7 ) سورة الفتح : 29 .
( 8 ) كشف الغمة 95 و 96 .
( 9 ) راجع كشف الحق 1 : 97 و 98 ، وكشف اليقين : 127 و 130 .

[188]


الآية بطولها نازلة فيه صلوات الله عليه ، أو فيه وفي أتباعه وهو سيدهم وأميرهم ، وهي قوله تعالى : " محمد رسول الله " " والذين معه " معطوف على قوله : " محمد " وخبرهما " أشداء على الكفار رحماء بينهم " أي يغلظون على من خالف دينهم ، ويتراحمون فيما بينهم كما مرفي وصفه عليه السلام أيضا " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين تراهم ركعا سجدا " لانهم مشتغلون باصلاة في أكثر أوقاتهم " يبتغون فضلا من الله ورضوانا " أي الثواب والرضى " سيما هم في وجوهم من أثر السجود " أي السمة التي تحدث في جباههم من كثرة السجود ، أو التراب على الجباه ، لانهم يسجدون على التراب لاعلى الاثواب أوالصفرة والنحول ( 1 ) ، أونور وجوههم في القيامة " ذلك " إشارة إلى الوصف المذكور ، أوإشارة مبهمة يفسرها " كزرع " " مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل " أي صفتهم العجيبة الشأن المذكورة في الكتابين " كزرع أخرج شطأه " أي فراخه " فآزره " أي فقواه " فاستغلظ " أي فصارمن الدقة إلى الغلظة " فاستوى على سوقه " فاستقام على قصبه ، جمع ساق " يعجب الزراع " بغلظه وحس منظره ، مثل ضربه الله لقوته عليه السلام في الدين وتقويته للاسلام وغلبته وإضرابه وإتباعه على الكفاركما قال : " ليغيظ بهم الكفار " علة لتشبيههم بالزرع في ركامه ( 2 ) واستحكامه " وعدالله الذين آمنوا وعملواالصالحات منهم مغفرة و أجرا عظيما " ولعل ضمير " منهم " راجع إلى مطلق الذين معه لا إلى الموصوفين بالاوصاف المذكورة ، ولا يخفى أن وصفه تعالى إياه بتلك الاوصاف الشريفة فضل عظيم يمنع تقديم غيره عليه إذا روعي مع سائر فضائله .
189 - كشف : ابن مردويه " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغيرما اكتسبوا ( 3 ) "
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 188 سطر 19 الى ص 196 سطر 18 عن مقاتل بن سليمان أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام وذلك أن نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه ويعذ بونه ( 4 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) الصفر - بضم الصاد - : الذهب والنحاص الاحمر .
والنحول جمع النحل : الرقيق ، يقال : سيف رقيق ، والمراد هنا السيف .
( 2 ) الركام : المتراكم بعضه فوق بعض .
( 3 ) سورة الاحزاب : 58 .
( 4 ) كشف الغمة 95 ، وفيه : كانوا بؤذونه ويكذبون عليه .

[189]


أقول : رواه العلامة أيضا ( 1 ) .
190 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " واولوالارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين ( 2 ) " قيل : ذلك علي عليه السلام لانه كان مؤمنا مهاجرا ذارحم ( 3 ) .
بيان : رواه العلامة في كشف الحق ولم يأت بقيل ( 4 ) .
وقال صاحب إحقاق الحق رحمة الله : الآية نص في إمامة علي عليه السلام لدلالتها على أن الاولى بالنبي أيضا من اولي الارحام من كان مستجمعا للامور الثلاثة ، وقد أجمع أهل الاسلام على انحصار الامام بعد النبي صلى الله عليه وآله في علي والعباس وأبي بكر ، والعباس وإن كان مؤمنا ومن اولي الارحام لكن لم يكن مهاجرا بل كان طليقا ، وأبوبكر على تقدير صحة إيمانه و هجرته لم يكن من اولي الارحام ، فتعين أن يكون الاولى بالامامة والخلافة بعد النبي علي عليه السلام لاستجماعه الامور الثلاثة ( 5 ) .
191 - كشف : ابن مردويه قوله تعالى : " أطيعوالله وأطيعوالرسول واولي الامر منكم ( 6 ) " عن عبدالغفار بن قاسم قال : سألت جعفر بن محمد عليهما السلام عن اولي الامرفي هذه الآية فقال : كان والله علي منهم ( 7 ) .
أقول : رواه العلامة ( 8 ) ، وقد مر شرحه وتأييده في كتاب الامامة ، وروى العلامة في قوله تعالى : " الذين إذا أصابتهم مصيتة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المتهدون ( 9 ) " نزلت في علي عليه السلام لما وصل

___________________________________________________________
راجع كشف الحق 1 : 97 .
( 2 ) سورة الاحزاب : 6 .
( 3 ) كشف الغمة : 95 .
( 4 ) راجع كشف اليقين 1 : 97 ، وكشف اليقين : 127 .
( 5 ) احقاق الحق 3 : 420 .
( 6 ) سورة النساء : 59 .
( 7 ) كشف الغمة : 95 .
( 8 ) راجع كشف الحق 1 : 97 ، وكشف اليقين : 128 .
( 9 ) سورة البقرة : 156 و 157 .

[190]


إليه قتل حمزة فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فنزلت هذه الآية ( 1 ) .
192 - فس : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن محمد بن مهران ، عن ابن سنان ، عن ابن ظبيان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله : " ويوم تشقق السماء بالغمام ( 2 ) " قال : الغمام أميرالمؤمنين عليه السلام ( 3 ) .
بيان : قيل : المعنى : تتشقق السماء وعليها غمام ، وقيل : تتشقق عن الغمام الابيض لنزول الملائكة الحاملين لصحائف الاعمال .
أقول : على تأويله عليه السلام يحتمل أن يكون المعنى أن من في الغمام هو أميرالمؤمنين عليه السلام ينزل من السماء ، أوأنه كني عنه عليه السلام بالغمام لكثرة فيضه وفضله وعلمه وسخائه عليه السلام ، فإن السحاب يستعار في عرف العرب والعجم للعالم والسخي .
أقول : قال السيد ابن طاوس في كتاب سعدالسعود : رأيت في تفسير محمد بن عباس ابن مروان في تفسير قوله تعالى : " اولئك هم خير البرية ( 4 ) " أنها في أميرالمؤمنين علي وشيعته ، رواه من نحوستة وعشرين طريقا أكثرها برجال المخالفين ، ونحن نذكرمنهاطريقا واحدا : حدثنا أحمد بن محمد المحمود ، عن الحسن بن عبدالله بن عبدالرحمان الكندي ، عن الحسن بن عبيد بن عبدالرحمان ، عن محمد بن سليمان ، عن خالد بن السري ، عن النصربن إلياس ، عن عامر بن واثلة قال : خطبنا أميرالمؤمنين عليه السلام على منبر الكوفة فحمد الله وأثنى عليه ، وذكرالله بما هو أهله ، وصلى على نبيه ، ثم قال : أيها الناس سلوني سلوني ، فوالله لاتسألوني عن آية من كتاب الله إلا حد ثتكم عنها بما نزلت ( 5 ) بليل أوبنهار ؟ أوفي مقام أوفي مسير ؟ أوفي سهل أم في جبل ؟ وفيمن نزلت : أفي مؤمن أم في منافق ؟ وما عني به أخاصة أم عامة ؟ ولئن فقد تموني لايحد ثكم أحد حديثي ، فقام إليه ابن ( 1 ) كشف الحق 1 : 99 .
( 2 ) سورة الفرقان : 25 .
( 3 ) تفسيرالقمى : 465 .
( 4 ) سورة البينة : 7 .
( 5 ) في المصدر : بمن نزلت .