[191]


الكواء فلما بصر به قال : متعنتا لاتسأل علما سل ( 1 ) فإذاسألت فاعقل ما تسأل عنه ، فقال : يا أميرالمؤمنين أخبرني عن قول الله عزوجل : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية " فسكت أميرالمؤمنين عليه السلام فأعادها عليه ابن الكواء فسكت ، فأعادها الثالثة فقال علي عليه السلام - ورفع صوته - ويحك ياابن الكواء اولئك نحن وأتباعنا يوم القيامة غرامحجلين .
رواء مرويين ، يعرفون بسيماهم ( 2 ) .
وروى فيه من نسخة عتيقة من تفسيرآخرعن حفص ، عن عبدالسلام الاصفهاني ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ( 3 ) " فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ لعلي عليه السلام بما أمر أصحابه ، وعقد له عليهم الخلافة في عشرة مواطن ثم انزل عليه : " ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " يعني التي عقدت عليهم لعلي أميرالمؤمنين عليه السلام ( 4 ) .
وروى أيضا من كتاب عبدالعزيز بن يحيى الجلودي قال : حدثنا أحمد بن أبان ، عن أحمد بن يحيى الصوفي ، عن إسماعيل بن أبان ، عن يحيى بن سلمة ، عن زيد بن الحارث عن عبدالرحمان بن أبي ليلى قال : لقد نزلت في علي عليه السلام ثمانون آية صفوا في كتاب الله ماشركه فيها أحد من هذه الامة ( 5 ) .
وروى البرسي في مشارق الانوار عن ابن عباس أن حمزة حين قتل يوم احد وعرف بقتله أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، نزلت " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون ( 6 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : متعنتأ لا تسأل تعلماهات سل .
( 2 ) سعد السعود : 108 .
( 3 ) سورة المائدة : 1 .
( 4 ) سعد السعود : 121 .
( 5 ) : 235 .
( 6 ) مشارق الانوار 236 ، والايتان في سورة البقره : 156 و 157 .

[192]


أقول : أوردت أخبارا كثيرة مشتملة على الآيات النازلة في شأنه عليه السلام في باب الغدير ، وباب احتجاجه عليه السلام على القوم ، وباب احتجاجه صلوات الله عليه على الزنديق المدعي للتناقض في القرآن ، وفي باب جوامع مناقبه وغيرها من الابواب الآتية .

أبواب النصوص على أميرالمؤمنين والنصوص على الائمة الاثنى عشر ( عليهم السلام )  


باب 40 : نصوص الله عليهم من خبر اللوح والخواتيم ، وما نص به عليهم في الكتب السالفة وغيرها  

1 - ك ، لى : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن الحسين الكنانى ، عن جده ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : إن الله عزوجل أنزل على نبيه كتابا قبل أن يأتيه الموت ، فقال : يا محمد هذاالكتاب وصيتك إلى النجيب من أهل بيتك ، فقال : ومن النجيب من أهلي ( 1 ) ياجبرئيل ؟ فقال : علي بن أبي طالب عليه السلام وكان على الكتاب خواتيم من ذهب ، فدفعه النبي صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام وأمره أن يفك خاتما منها ويعمل بما فيه ، ففك عليه السلام خاتما وعمل بما فيه ، ثم دفعه إلى ابنه الحسن عليه السلام ففك خاتما وعمل بما فيه ، ثم دفعه إلى الحسين عليه السلام ففك خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة ، فلا شهادة لهم إلا معك ، واشر نفسك ( 2 ) لله عزوجل ، ففعل ، ثم دفعه إلى علي بن الحسين عليه السلام ففك خاتما فوجد فيه : اصمت والزم منزلك

___________________________________________________________
( 1 ) في ( ك ) والامالى : وماالنجيب من اهلى .
( 2 ) في المصدرين : واشتر نفسك .
لكنه مصحف .

[193]


واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ، ففعل ، ثم دفعه إلى محمد بن علي عليه السلام ففك خاتما فوجد فيه : حدث الناس وأفتهم ، ولا تخافن إلا الله فإنه لاسبيل لاحد عليك ، ثم دفعه إلي ففككت خاتما فوجدت فيه : حدث الناس وأفتهم وانشر علوم أهل بيتك ، و صدق آباءك الصالحين ، ولاتخافن أحداإلا الله ( 1 ) ، وأنت في حرز وأمان ، ففعلت ، ثم أدفعه إلى موسى بن جعفر ، وكذلك يدفعه موسى إلى الذي من بعده ( 2 ) ، ثم كذلك أبدا إلى قيام المهدي عليه السلام ( 3 ) .
ما : الغضائري ، عن الصدوق ، عن ابن الوليد مثله ( 4 ) .
2 - ك ، ن : الطالقاني ، عن الحسن بن إسماعيل ، عن سعيد بن محمد بن نصر القطان عن عبيدالله بن محمد السلمي ، عن محمد بن عبدالرحيم ( 5 ) ، عن محمد بن سعيد بن محمد ، عن العباس بن أبي عمرو ، عن صدقة بن أبي موسى ، عن أبي نضرة قال : لما احتضر أبوجعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام عند الوفاة دعا بابنه الصادق صلى الله عليه وآله ليعهد إليه عهدا ( 6 ) ، فقال له أخوه زيدبن علي : لو امتثلت في بمثال الحسن والحسين لرجوت أن لاتكون أتيت منكرا ( 7 ) ، فقال له : ياأباالحسين إن الامانات ليست با لمثال ولاالعهود بالرسوم ، و إنما هي امور سابقة عن حجج الله عزوجل ، ثم دعا بجابربن عبدالله فقال له : ياجابر حدثنا بماعاينت من الصحيفة ( 8 ) ، فقال له جابر : نعم ياباجعفر ، دخلت إلى مولاتي ( 9 ) ( 1 ) في كمال الدين : ولا تخافن الاالله .
( 2 ) : إلى من بعده .
( 3 ) كمال الدين : 376 ، وفيه : إلى يوم قيام المهدى عليه السلام أمالى الصدوق : 241 ( 4 ) امالى الشيخ : 282 .
( 5 ) في كمال الدين : عن محمد بن عبدالرحمان .
( 6 ) : فعهد اليه عهدا .
( 7 ) اى كما أن الحسن عليه السلام فوض الامر بعده إلى اخيه الحسين عليه السلام فان تفوضنى انت ايضا ما اتيت بمنكر .
( 8 ) في كمال الدين : في الصحيفة .
( 9 ) في المصدرين : دخلت على مولاتى .

[194]


فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله لا هنئها بمولد الحسن عليه السلام ( 1 ) ، فإذا بيدها صحيفة بيضاء من درة ( 2 ) ، فقلت : يا سيدة النسوان ماهذه الصحيفة التي أراها معك ؟ قالت : فيها أسماء الائمة من ولدي ، قلت : لها ناوليني لانظر فيها ، قالت : ياجابر لولا النهي لكنت أفعل ، لكنه قد نهي أن يمسها إلا نبي أووصي نبى أوأهل بيت نبي ، ولكنه مأذون لك أن تنظر إلى باطنها من ظاهرها ، قال جابر : فقرات فاذا ( 3 ) : أبوالقاسم محمد بن عبدالله المصطفى امه آمنة ( 4 ) ، أبوالحسن علي بن أبي طالب المرتضى امه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف ، أبومحمد الحسن بن علي البر ، أبوعبدالله الحسين بن علي التقي ، امهما فاطمة بنت محمد ، أبومحمد علي بن الحسين العدل امه شهربانويه بنت يزدجرد ( 5 ) ، أبوجعفر محمد بن بن علي الباقر امه ام عبدالله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبوعبدالله جعفر بن محمد الصادق امه ام فروة بنت القاسم بن محمد بن محمد بن أبي بكر ، أبوإبراهيم موسى بن جعفر ( 6 ) امه جارية اسمها حميدة ، أبوالحسن علي بن موسى الرضا امه جارية واسمها نجمة ، أبوجعفر محمد بن علي الزكي امه جارية اسمها خيزران ، أبوالحسن علي بن محمد الامين امه جارية اسمها سوسن ، أبومحمدالحسن بن علي الرقيق ( 7 ) امه جارية اسمها سمانة وتكنى ام الحسن ، أبوالقاسم محمد بن الحسن هو حجة الله القائم ( 8 ) امه جارية اسمها نرجس - صلوات الله عليهم أجمعين - قال الصدوق رحمه الله : جاء هذا الحديث هكذابتسمية القائم عليه السلام ، والذي أذهب إليه النهي عن تسميته ( 9 ) .
ج : عن صدقة بن أبي موسى مثله ( 10 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدرين ، بمولد الحسين عليه السلام .
( 2 ) في كمال الدين : فاذا هى بصحيفة بيدها من درة بيضاء .
( 3 ) : فاذا فيها .
( 4 ) : امه آمنة بنت وهب .
( 5 ) بنت يزدجرد بن شاهنشاه .
( 6 ) : موسى بن جعفر الثقة .
( 7 ) في المصدرين : الرفيق .
( 8 ) في كمال الدين : هوحجة الله تعالى على خلقه .
( 9 ) كمال الدين : 178 .
عيون الاخبار : 24 و 25 .
( 10 ) لم نجده في الاحتجاج المطبوع .

[195]


3 - ك ، ن : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري معا ، عن صالح بن أبي حماد والحسن بن طريف معا ، عن بكر بن صالح ، وحدثنا أبي وابن المتوكل وما جيلوبه وأحمد بن علي بن إبراهيم وابن إبراهيم وابن ناتانة والهمداني رضي الله عنهم جميعا ، عن علي ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن عبدالرحمان بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال قال أبي لجابر بن عبدالله الانصاري ، إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلوبك فأسألك عنها ؟ قال له جابر : في أي الا وقات شئت ، فخلا به أبي عليه السلام فقال له : ياجابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي امي فاطمة ( 1 ) بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وما أخبرتك به امي أن في ذلك اللوح مكتوبا ، قال جابر : اشهد بالله إني دخلت على امك فاطمة في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله اهنئها ( 2 ) بولادة الحسين عليه السلام فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت انه زمرد ( 3 ) ، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس ( 4 ) ، فقلت لها : بأبي أنت وامي يابنت رسول الله ماهذا اللوح ؟ فقالت : هذا اللوح أهداه الله عزوجل إلى رسوله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني وأسماء الاوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليسر ني بذلك ( 5 ) ، قال جابر : فأعطتنيه امك فاطمة فقرأته وانتسخته ، فقال أبي عليه السلام فهل لك ياجابر أن تعرضه علي ؟ قال : نعم فمشى معه أبي عليه السلام حتى انتهى إلى منزل جابر ، فأخرج إلى أبي صحيفة من رق ، قال جابر : فاشهد بالله إني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا : بسم الله الرحمان الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم ( 6 ) لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله ، نزل به الروح الامين من عند رب العالمين ، عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي ، إني أنا الله لا إله إلا أنا ، قاصم الجبارين ( 7 ) ومذل الظالمين وديان ( 1 ) في المصدر ين : في يدامى فاطمة .
( 2 ) لاهنئها .
( 3 ) : ظننت أنه من زمرد .
( 4 ) في العيون : يشبه نورالشمس .
وفى كمال الدين : شبيهة بنورالشمس .
( 5 ) في المصدرين : ليبشرنى بذلك .
( 6 ) : هذا كتاب من الله العزيزالحكيم العليم .
( 7 ) قصم الله ظهر الظالم أى أنزل به البلية وأهلكه .

[196]


الدين ( 1 ) ، إني أنا الله لا إله إلا أنا ، فمن رجا غير فضلي أوخاف غير عدلي ( 2 ) عذبته عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين ، فإياي فاعبد وعلي فتوكل ، إني لم أبعث نبيا فاكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا ، وإني فضلتك على الانبياء ، وفضلت وصيك على الاوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك حسن وحسين ( 3 ) ، فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه ، وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة ، و ختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد ، وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامة معه ( 4 ) ، والحجة البالغة عنده ، بعترته اثيب واعاقب ، أولهم علي سيدالعابدين وزين أولياء الماضين ، وابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمي ، سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني لاكرمن مثوى جعفر ، ولاسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه ، انتجبت بعده موسى وانتجبت بعده فتنة عمياء حندس ( 5 ) ، لان خيط فرضي لاينقطع ( 6 ) وحجتي لاتخفى ، وأن أوليائي لايشقون ، ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي ، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي ، إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي ، وعلي وليي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوة و أمنحه بالاضطلاع بها ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلقي ، حق القول مني لاقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ، فهو وارث علمي ومعدن حكمي وموضع سري حجتي على خلقي ، جعلت الجنة مثواه ( 7 )

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدرين : وديان يوم الدين .

-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 196 سطر 19 الى ص 204 سطر 18 ( 2 ) في العيون اوخاف غير عدلى وعذابى .
( 3 ) : وبسبطيك الحسن والحسين .
( 4 ) وارفع الشهداء درجة عندى ، وجعلت كلمتى التامة معه .
( 5 ) ليست هذه الجملة في كمال الدين ، وفى العيون : واتيحت والحندس : الظلمة وسيأتى شرح الجملة في البيان .
( 6 ) في كمال الدين ، لان حفظه فرض لا ينقطع .
( 7 ) في العيون : لايؤمن عبد به الاجعلت الجنة مثواه .

[197]


وشفعته في سبعين ألفا من أهل بيته ( 1 ) كلهم قد استوجبواالنار ، واختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي ، اخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن ، ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب ، سيذل أوليائي في زمانه ( 2 ) ، ويتهادون رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الارض بدمائهم ، ويفشوالويل والرنين في نسائهم ، اولئك أوليائي حقا ، بهم أدفع ( 3 ) كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والاغلال ، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون .
قال عبدالرحمان بن سالم : قال أبوبصير : لولم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن أهله ( 4 ) .
ج : عن أبي بصير مثله ( 5 ) .
ختص : محمد بن معقل القرميسيني ، عن أبيه ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن الحسن بن طريف ، عن بكر بن صالح مثله ( 6 ) .
غط : جماعة ، عن محمد بن سفيان البزوفري ، عن أحمد بن إدريس والحميري معا ، عن صالح بن أبي حماد والحسن بن طريف معا ، عن بكر بن صالح ، عن عبدالرحمان بن سالم ، عن أبي بصير مثله ( 7 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدرين : في سبعين من أهل بيتة .
( 2 ) أى في زمن الغيبة وقبل ظهوره .
( 3 ) في العيون أرفع بهم .
( 4 ) كمال الدين : 179 و 180 .
عيون الاخبار : 25 - 27 .
( 5 ) الاحتجاج للطبرسى : 41 و 42 .
( 6 ) الاختصاص : 210 - 212 .
( 7 ) الغيبة للشيخ الطوسى : 101 - 103 .

[198]


نى : موسى بن محمد القمي ، وأبوالقاسم ، عن سعد بن عبدالله ، عن بكر بن صالح مثله ( 1 ) .
بيان : الرق بالفتح والكسر : الجلد الرقيق الذي يكتب فيه .
وفي رواية الكليني والنعماني والشيخ والطبرسي بعد قوله : " من رق " زيادة ( 2 ) : " فقال : ياجابر انظرفي كتابك لاقرا عليك ، فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي ، فما خالف حرف حرفا ، فقال جابر : فاشهد بالله " .
والسفير : الرسول المصلح بين القوم ، واطلق الحجاب عليه لانه واسطة بين الله وبين الخلق كالحجاب الواسطة ( 3 ) بين المحجوب والمحجوب عنه ، أو لان له وجهين : وجها إلى الله ووجها إلى الخلق ، والمراد بالاسماء إما أسماء ذاته المقدسة أوالائمة عليهم السلام كمامر مرارا .
والنعماء مفرد بمعنى النعمة العظيمة وهي النبوة وما يلزمها ويلحقها وبالآلاء ( 4 ) سائرالنعم والاوصياء عليهم السلام .
وفي أكثر الروايات " مديل المظلومين " بدل قوله : " مذل الظالمين " والا دالة : إعطاء الدولة والغلبة .
والمظلومون : الائمة وشيعتهم الذين ينصر هم الله في آخر الزمان وديان الدين أي المجازي لكل مكلف ما عمل من خيروشر يوم الدين .
وفي القاموس : الدين - بالكسر - الجزاء والاسلام والعبادة والطاعة والحساب والقهر و ! لسلطان والحكم والقضاء ، والديان : القهار والقاضي والحاكم والحاسب والمجازي ( 5 ) .
" فمن رجاغير فضلي " كأن المعنى أن كل ما يرجوه العباد من ربهم فليس جزاء لاعمالهم بحيث يجب على الله ذلك ، بل هو من فضله سبحانه ، وأعمالهم لا تكافئ عشرا من أعشار ما أنعم عليهم

___________________________________________________________
( 1 ) الغيبة للنعمانى : 29 - 31 .
وقد رواه الكلينى في اصول الكافى 1 : 527 و 528 .
والطبرسى في اعلام الورى : 371 - 373 .
( 2 ) هذه الزيادة موجودة في كمال الدين أيضا .
( 3 ) في ( د ) كالحجاب المتوسط .
( 4 ) أى المراد بالالاء .
( 5 ) القاموس المحيط 4 : 225 .

[199]


قبلها ، بل هي أيضا من نعمه تعالى ، وإن لزم عليه سبحانه إعطاء الثواب بمقتضى وعده ، فبعده أيضا من فضله .
وذهب الاكثر إلى أن المعنى : رجا فضل غيري ، ولا يخفى بعده لفظا ومعنى ، ويؤيدماذكرنا قوله : " أوخاف غير عدلي " إذا العقوبات التى يخافها العباد إنما هي من عدله ، وإن من اعتقد أنها ظلم فقد كفر .
" عذبته عذابا " أي تعذببا ويجوز أن يجعل مفعولا به على السعة .
" لا اعذبه " الضمير للمصدر أوللعذاب إن اريد به ما يعذب به على حذف حرف الجركما ذكره البيضاوي ( 1 ) .
" بشبليك " أي ولديك تشبيها لهما بولد الاسد في الشجاعة ، أوله صلى الله عليه وآله بالاسد فيها أو الاعم ( 2 ) ، أو المعنى : ولدي أسدك ، تشبيها لاميرالمؤمنين عليه السلام بالاسد .
وفي القاموس : الشبل - بالكسر - : ولد الاسد ( 3 ) .
قوله : " في أشياعه " أى بسبب كثرتهم وكمالهم .
قوله : " وانتجبت بعده فتنة " على بناء المفعول كناية عن اهتمامهم بشأن تلك الفتنة ، أوعلى بناءالمعلوم مجازا ، وفي

___________________________________________________________
( 1 ) راجع الجزء الاول من تفسيره ص 141 .
( 2 ) أى اما تشبيها لرسول الله صلى عليه وآله بالاسد في الشجاعة ، أوالاعم منه ومنهما صلوات الله عليهم .
( 3 ) القاموس المحيط 3 : 399 .
وفى ( د ) هنا زيادات نذكرها بعينها : أوالمعنى ولدى أسدك تشبيها لاميرالمؤمنين عليه السلام بالاسد ، وفى القاموس : الشبل - بالكسر - ولد الاسد اذا أدرك الصيد : ولد الولد ، وقيل : ولد البنت .
" خازن وحيى " أى حافظ كل ما اوحيته إلى أحد من الانبياء .
والملكئة التامة اما أسماء الله العظام أوعلم القرآن أوالاعم منه ومن سائرالعلوم ، أوحجج الله الكائنة في صلبه ، أوالامامة وشرائطها .
والحجة البالغة أى الكاملة البراهين التى أقامها الله ورسوله على امامته وامامة أولاده ، أوالمعجزات التى أعطاهم ، أوالشريعة الحقة .
" بعترته اثيب " أى بولايتهم لانها الركن الاعظم من الايمان وشرط قبول سائر الاعمال ، وبترك ولايتهم يعاقب على الترك وعلى الاعمال المقارنة له " أوليائى الماضين " تخصيص للفرد الاخفى .
و " ابنه " مبتدء وشبيه نعت له .
والمحمود نعت لجده ، ومحمد عطف بيان لابنه أوجده ، والباقر خبر أونعت والخبر محذوف ، أوابنه خبر مبتدء محذوف أى ثانيهم ، ويقال : بقره أى فتحه ووسعه " لاكرمن مثوى جعفر " أى مقامه العالى في الدنيا بظهور علمه وفضله على الناس .
" ولاسرنه في اشياعه " بوفورهم ومزيد علمهم وكمالهم ، أو المراد مقامه الرفيع في القيامة لشفاعة شيعته المهتدين به ، وسروره بقبول شفاعته فيهم ، أو الاعم منهما .

[200]


بعض النسخ " وأنتجت " من النتاج ، وهو أيضا يحتمل الوجهين ، وفي أكثر نسخ إعلام الورى " اتيحت " على بناء المجهول من قولهم : اتيح له أي قدر وهيئ وفي بعضها " انبحت " من نباح الكلب وصياحه .
وفي نسخ الكافي " ابيحت " بالباء من الاباحة على المجهول أيضا ، والاظهر ما في أكثر نسخ إعلام الورى ، وعلى أي حال لايخلو من تكلف .
وقوله : " لان خيط فرضي " إما علة لانتجاب موسى أو لما يدل عليه الفتنة من كون ما ادعوه من الوقف باطلا .
وفي النعماني " إلا أن خيط فرضي لاينقطع " وهو أظهر ، فيه بعده : " وحجتي لاتخفى ، وأوليائي بالكأس الاوفى يسقون أبدال الارض " وفى إكمال الدين " لايسبقون " بدل " لايشقون " .
ويقال : فلان مضطلع لهذا الامر أي قوي عليه .
والعفريت : الخبيث المارد .
والمراد بالعبد الصالح هنا ذوالقرنين ، فإن بلدة طوس من بنائه ، وقد صرح به في رواية النعماني .
والتهادي أن يهدي بعضهم إلى بعضهم .
والآصار جمع الاصر : الذنب والثقل .
ك ، ن : الحسن بن حمزة العلوي ، عن محمد بن الحسين بن درست ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن محمد بن عمران الكوفي ، عن ابن أبي نجران وصفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : ياإسحاق ألا ابشرك ؟ قلت : بلى جعلني الله فداك ياابن رسول الله ، فقال : وجدنا صحيفة بإملاء رسول الله وخط أميرالمؤ منين فيها : بسم الله الرحمان الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم ( 1 ) ، وذكر الحديث مثله سواء ، إلا أنه قال في حديثه في آخره : ثم قال الصادق عليه السلام : يا إسحاق هذا دين الملائكة والرسل فصنه عن غير أهله يصنك الله ويصلح بالك ، ثم قال : من دان بهذا أمن عقاب الله عزوجل ( 2 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) في كمال الدين : من الله العزيز الحكيم .
( 2 ) كمال الدين : 180 و 181 عيون الاخبار : 27 ، وفيه : أمن من عقاب الله عزوجل .
وأورده الطبرسى أيضا في اعلام الورى : 373 .