[201]
ك ، ن : الطالقاني ، عن الحسن بن إسماعيل ، عن سعيد بن محمد القطان ، عن
الروياني ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن
أبي طالب ، قال حد ثني عبدالله بن محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهما السلام أن
محمد بن علي باقرالعلوم جمع ولده وفيهم عمهم زيد بن علي عليه السلام ثم أخرج إليهم كتابا
بخط علي عليه السلام وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله مكتوب فيه : هذا كتاب من الله العزيز العليم
- حديث اللوح إلى الموضع الذي يقول فيه - : واولئك هم المهتدون .
ثم قال في آخره
قال عبدالعظيم : العجب كل العجب لمحمد بن جعفر وخروجه وقد سمع أباه يقول هذا
ويحكيه ! ثم قال : هذا سر الله ودينه ودين ملائكته ، فصنه إلا عن أهله وأوليائه ( 1 ) .
4 - ك ، ن : ابن شاذويه والفامي معا ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن الفزاري ،
عن مالك السلولي ، عن درست ، عن عبدالحميد ، عن عبدالله بن قاسم ، عن عبدالله بن
جبلة ، عن أبي السفاتج ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن جابر
بن عبدالله الانصاري قال : دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وقد امها لوح يكاد
ضوؤه يغشى الابصار ، فيه اثنا عشر اسما : ثلاثه في ظاهره وثلاثه في باطنه وثلاثه في
آخره ( 2 ) وثلاثه أسماء في طرفه ، فعددتها فإذهي اثنا عشر ( 3 ) ، فقلت : أسماء من هؤلاء ؟
قالت : هذه أسماء الاوصياء ، أولهم ابن عمي وأحد عشر من ولدي آخرهم القائم ، قال
جابر : فرأيت فيها ( 4 ) : محمدا محمدا محمدا - في ثلاثه مواضع - وعليا عليا عليا عليا - في
أربعة مواضع - ( 5 ) .
5 - ك ، ن : العطار ، عن أبيه ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن محبوب ، عن
___________________________________________________________
( 1 ) كمال الدين : 181 .
عيون الاخبار : 27 و 28 .
وأورده الطبرسى ايضا في أعلام
الورى : 374 .
( 2 ) في المصدرين : وثلاثه أسماء في آخره .
( 3 ) في العيون : فاذا هى اثنا عشر اسما .
( 4 ) في العيون : فرأيت فيه .
( 5 ) كمال الدين : 181 .
عيون الاخبار : 28 .
وأورده الطبرسى أيضا في إعلام الورى :
373 و 374 .
[202]
أبي الجارود ، عن أبي جعفر ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : دخلت على فاطمة عليهما السلام
وبين يديها لوح فيه أسماء الاوصياء ، فعددت اثني عشر ، آخرهم القائم ، ثلاثة منهم محمد
وأربعة منهم علي عليهم السلام ( 1 ) .
ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن محبوب مثله ( 2 ) .
ك ، ن : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن عيسى وابن هاشم معا ، عن ابن محبوب
مثله ( 3 ) .
ك : ابن المتوكل ، عن محمد العطار والحميري معا ، عن ابن أبي الخطاب ، عن
ابن محبوب مثله ( 4 ) .
غط : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن الحميري ، عن أبيه ، عن الفراري ، عن محمد بن
نعمة السلولي ، عن وهيب بن حفص ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عبدالله بن خالد ، عن
أبي السفاتج ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه السلام ، عن جابر الانصاري مثله ( 5 ) .
6 - ما : الفحام ، عن عمه ، عن أحمد بن عبدالله بن علي الراس ، عن عبدالرحمان
ابن عبدالله العمري ، عن أبي سلمة يحيى بن المغيرة ، قال : حدثني أخي محمد بن المغيرة ،
عن محمد بن سنان ، عن سيدنا أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام قال : قال أبي لجابر بن عبدالله :
لي إليك حاجة اريد أن أخلو بك فيها ، فلما خلا به في بعض الايام قال له : أخبرني
عن اللوح الذي رأيته في يد امي فاطمة عليهما السلام قال جابر : اشهد بالله لقد دخلت على فاطمة
بنت رسول الله صلى الله عليه وآله لاهنئها بولدها الحسين عليه السلام ، فإذا بيدها لوح أخضر من زبر جدة
خضراء ، فيه كتاب أنور من الشمس وأطيب رائحة من المسك الاذفر ( 6 ) ، فقلت : ماهذا
يا بنت رسول الله ؟ فقالت : هذا لوح أهداه الله عزوجل إلى أبي ، فيه اسم أبي واسم بعلي
واسم الاوصياء بعده من ولدي ، فسألتها أن تدفعه إلي لانسخه ، ففعلت ، فقال له : فهل
___________________________________________________________
( 1 و 3 ) كمال الدين : 181 .
عيون الاخبار : 28 .
( 2 ) الخصال 2 : 78 .
( 4 ) كمال الدين : 157 .
( 5 ) الغيبة للشيخ الطوسى : 100 .
( 6 ) في المصدر : وأطيب من رائحة المسك الاذفر .
[203]
لك أن تعارضني بها ( 1 ) ؟ قال : نعم ، فمضى جابر إلى منزله وأتى بصحيفة من كاغذ ،
فقال له : انظر في صحيفتك حتى أقرأها حتى أقرأها عليك ، فكان في صحيفته مكتوب :
بسم الله الرحمان الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم ، أنزله الروح الامين إلى
محمد ( 2 ) خاتم النبيين ، يامحمد عظم أسمائي واشكر نعمائي ولاتجحد آلائي ، ولاترج سواي ( 3 )
ولا تخش غيري ، فإنه من يرج سواي ويخش غيري اعذ به عذابا لا اعذ به احدا من
العالمين ، يامحمد إني اصطفيتك على الانبياء ، وفضلت وصيك على الاوصياء وجعلت
الحسن عيبة ( 4 ) علمي من بعد انقضاء مدة أبيه ، والحسين خير اولاد الاولين والآخرين
فيه تثبت الامامة ، ومنه يعقب علي زين العابدين ، ومحمد الباقر لعلمي والداعي إلى سبيلي
على منهاج الحق ، وجعفر الصادق في القول والعمل ، تنشب من بعده ( 5 ) فتنة
صماء ، فالويل كل الويل للمكذب بعبدي وخيرتي من خلقي موسى ، وعلي الرضا
يقتله عفريت كافر بالمدينة ( 6 ) التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلق الله ، ومحمد الهادي
إلى سبيلي الذاب عن حريمي ، والقيم في رعيته حسن أغر ، يخرج منه ذوالاسمين
علي ( 7 ) ، والحسن ، والخلف محمد يخرج في آخرالزمان ، على رأسه غمامة بيضاء تظله من
الشمس ، ينادي بلسان فصيح يسمع الثقلين والخافقين ، وهو المهدي من آل محمد ، يملا
الارض عدلا كما ملئت جورا ( 8 ) .
7 - ع : أبي ، عن الحميري ، عن أبي القاسم الهاشمي ، عن عبيد بن قيس الانصاري
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : أن تتعارضنى به .
( 2 ) : على محمد .
( 3 ) : : ولا ترج سوائى .
( 4 ) العيبة : الزنبيل من أدم ، ما تجعل فيه الثياب كالصندوق .
والعيبة من الرجل : موضع سره .
( 5 ) يقال : نشب الحرب بين القوم أى ثارت واشتبكت .
وفى المصدر : وجعفر الصادق في العقل
والعمل ، ثبت بعده فتنه صماء .
( 6 ) في المصدر : يقتله عفريت كافر ، يدفن بالمدينة اه .
( 7 ) كذا في النسخ والمصدر ولم نفهم المراد .
( 8 ) امالى الشيخ : 182 و 183 .
[204]
عن الحسن بن سماعة ، عن جعفر بن سماعة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : نزل جبرئيل على
رسول الله صلى الله عليه وآله بصحيفة من السماء لم ينزل الله عزوجل كتابا قبله ولا بعده ، فيه خواتيم
من الذهب ، فقال له : يامحمد هذه وصيتك إلى النجيب من أهلك ، فقال له : ياجبرئيل من
النجيب من أهلي ؟ قال : علي بن أبي طالب عليه السلام ، إذا توفيت أن يفك خاتما ( 1 ) ويعمل
بما فيه ، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله فك علي خاتما ثم عمل بما فيه وما تعداه ، ثم دفعها
إلى الحسن بن علي عليه السلام ففك خاتما وعمل به ما تقدم ( 2 ) ، ثم دفعها إلى الحسين بن
علي عليه السلام ففك خاتما فوجد فيه : أخرج بقوم إلى الشهادة لهم معك ، واشر نفسك لله ( 3 )
فعمل بما فيه ما تعداه ، ثم دفعها إلى رجل بعده ففك خاتما فوجد فيه : أطرق ( 4 )
واصمت والزم منزلك ، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ، ثم دفعها إلى رجل بعده ففك
خاتما فوجد فيه : أن حدث الناس وأفتهم وانشر علم آبائك ، فعمل بما فيه ما تعداه ، ثم
دفعها إلى رجل بعده ففك خاتما فوجد فيه : أن حدث الناس وأفتهم وصدق أباك ( 5 ) ،
ولاتخافن إلا الله فإنك في حرز من الله وضمان ، وهو يدفعها إلى رجل بعده ، ويدفعها
من بعده إلى من بعده إلى يوم قيام المهدي ويوم القيامة ( 6 ) .
ك : ابن الوليد ، عن الصفار وسعد والحميري جميعا ، عن اليقطيني ، عن أبي القاسم
الهاشمي مثله ( 7 ) .
ك ، ن : أحمدبن ثابت الدواليبي ، عن محمد بن الفضل النحوي ، عن محمد بن
علي بن عبدالصمد الكوفي ، عن علي بن عاصم ، عن محمد بن علي بن موسى ، عن آبائه ،
عن الحسين بن علي عليهم السلام قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده ابي بن كعب ، فقال
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 204 سطر 19 الى ص 212 سطر 18
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : مرء اذا توفيت أن يفك خاتمها .
ومرجع الضمير : الصحيفة .
( 2 ) في المصدر .
ما تعداه .
( 3 ) في المصدر .
واشهر نفسك لله .
( 4 ) اطرق الرجل سكت ولم يتكلم .
( 5 ) في المصدر .
وصدق آباءك .
( 6 ) علل الشرائع 68 .
( 7 ) كمال الدين : 134 و 135 .
[205]
لي رسول الله صلى الله عليه وآله : مرحبا بك يا أباعبدالله يازبن السماوات والارضين ، فقال له ابي
وكيف يكون يارسول الله زين السماوات والارض ( 1 ) أحد غيرك ؟ فقال : ياابي والذي
بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي ( 2 ) في السماء أكبرمنه في الارض ، فأنه ( 3 ) لمكتوب
عن يمين عرش الله : مصباح هدى وسفينة نجاة وإمام غيروهن ( 4 ) وعزوفخر [ وبحرعلم ]
وذخر ، وإن الله عزوجل ركب في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية ، ولقد لقن دعوات
ما يدعو بهن مخلوق إلاحشره الله عزوجل معه ، وكان شفيعه في آخرته ، وفرج الله عنه
كربه ، وقضى بهادينه ، ويسر أمره ، وأوضح سبيله ، وقواه على عدوه ، ولم يهتك ستره ،
فقال له ابي بن كعب : ماهذه الدعوات يارسول الله ؟ قال : تقول إذا فرغت من صلاتك و
أنت قاعد : " اللهم إني أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك وسكان سماواتك وأنبيائك و
رسلك أن تستجيب لي فقد رهقني ( 5 ) من أمري عسر ، فأسألك أن تصلي على محمد وآل
محمد وأن تجعل لي من عسري يسرا ( 6 ) " فإن الله عزوجل يسهل أمرك ويشرح لك
صدرك ، ويلقنك شهادة أن لا إله إلا الله عند خروج نفسك .
قال له ابي : يارسول الله فماهذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين ؟ قال : مثل
هذه النطفة كمثل القمر ، وهي نطفة تبيين وبيان ( 7 ) ، يكون من اتبعه رشيدا ، ومن
ضل عنه هويا ( 8 ) ، قال : فما اسمه ومادعاؤه ؟ قال : اسمه علي ودعاؤه : " يادائم ياديموم
ياحي ياقيوم ياكاشف الغم ويافارج الهم ويا باعث الرسل وياصادق الوعد " من دعا بهذا
الدعاء حشره الله عزوجل مع علي بن الحسين ، وكان قائده إلى الجنة ، قال له ابي يا
( 1 ) في العيون : زين السماوات والارضين .
( 2 ) : ان ذكر الحسين بن على .
( 3 ) : وإنه .
( 4 ) : وامام خير ويمن .
( 5 ) رهقه - كفرح - : غشيه ولحقه .
( 6 ) في المصدرين : من امرى يسرا .
( 7 ) في المصدر : وهى نطفة بنين وبنات .
( 8 ) هوى الشئ : سقط من علو إلى اسفل ، وقيل : الهوى - بفتح الهاء - للارتفاع ، وبضمها
للانحدار .
[206]
رسول الله فهل له من خلف ووصي ؟ قال : نعم له مواريث السماوات والارض ، قال : مامعنى
مواريث السماوات والارض يارسول الله ؟ قال : القضاء بالحق والحكم بالديانة وتأويل
الاحكام وبيان مايكون ، قال : فما اسمه ؟ قال : اسمه محمد وإن الملائكة لتستأنس به في
السماوات ، ويقول في دعائه : " اللهم إن كان لي عندك رضوان وود فاغفرلي ولمن
تبعني من إخواني وشيعتي وطيب ما في صلبي " فركب الله عزوجل في صلبه نطفة مباركة
زكية ، وأخبرني عليه السلام ( 1 ) أن الله تبارك وتعالى طيب هذه النطفة وسماها عنده جعفرا
وجعله هاديا مهديا وراضيا مرضيا ، يدعو ربه فيقول في دعائه " يادان غير متوان ياأرحم
الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء ولهم عندك رضى ، واغفر ذنوبهم ويسر امورهم ،
واقض ديونهم واستر عوراتهم ، وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم ، يامن لايخاف الضيم ( 2 )
ولا تأخذه سنة ولانوم اجعل لي من كل غم فرجا " من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزو
جل أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنة .
ياابي إن الله تبارك وتعالى ركب على هذه النطفة زكية مباركة طيبة
أنزل عليها الرحمة وسماها عنده موسى ، قال له ابي : يارسول الله كأنهم يتواصفون
ويتناسلون ويتوارثون ، ويصف بعضهم بعضا ، فقال : وصفهم لي جبرئيل عن رب العالمين
جل جلاله ، قال : فهل لموسى من دعوة يدعوبها سوى دعاء آبائه ؟ قال : نعم يقول في
دعائه : " ياخالق الخلق وياباسط الرزق ويافالق الحب ( 3 ) ويابارئ النسم ومحيي الموتى
ومميت الاحياء ودائم الثبات ومخرج النبات افعل بي ما أنت أهله " من دعا بهذا الدعاء قضى الله
عزوجل له حوائجه ، وحشره عزوجل يوم القيامة مع موسى بن جعفر .
وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية ( 4 ) و
سماها عنده عليا ، يكون لله في خلقه رضيا في علمه وحكمه ، ويجعله حجة لشيعته
( 1 ) في المصدرين : واخبرنى جبرئيل عليه السلام .
( 2 ) الضيم : الظلم .
( 3 ) في المصدرين : ويافالق الحب والنوى .
( 4 ) في العيون : زكية رضية مرضية .
[207]
يحتجون به يوم القيامة ، وله دعاء يدعو به " اللهم أعطني الهدى وثبتني عليه ، واحشرني
عليه آمنا أمن من لاخوف عليه ولاحزن ولاجزع إنك أهل التقوى وأهل المغفرة " .
وإن الله عزوجل ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية ( 1 ) وسماها
عنده محمد بن علي ، فهو شفيع شيعته ووارث علم جده ، له علامة بينة وحجة ظاهرة ،
إذا ولد يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ويقول في دعائه : " يامن لاشبيه له ولا مثال
أنت الله لاإله إلا أنت ولا خالق إلا أنت ، تفني المخلوقين وتبقى ، أنت حلمت عمن عصاك
وفي المغفرة رضاك " من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن علي شفيعه يوم القيامة .
وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفه لاباغية ولاطاغية ، بارة مباركة طيبة طاهرة
سماها عنده علي بن محمد ، فألبسها السكينة والوقار ، وأودعها العلوم وكل سرمكتوم ،
من لقيه وفي صدره شئ أنبأه به ، وحذره من عدوه ، ويقول في دعائه : " يانور يابرهان
يامنير يامبين يارب اكفني شر الشرور وآفات الدهور ، وأسألك النجاة يوم ينفخ في
الصور " من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه وقائده إلى الجنة .
وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة ( 2 ) وسماها عنده الحسن ، فجعله نورا
في بلاده وخليفة في أرضه ، وعزا لامة جده ، وهاديا لشيعته ، وشفيعا لهم عند ربه ، و
نقمة على من خالفه ، وحجة لمن والاه ، وبرهانا لمن اتخذه إماما ، يقول في دعائه : " يا
عزيز العز في عزه ، ياعزيز أعز ني بعزتك ، وأيدني بنصرك ، وأبعد عني همزات
الشياطين ، وادفع عني بدفعك ، وامنع مني بمنعك ( 3 ) ، واجعلني من خيار خلقك ، يا
واحد ياأحد يافرد ياصمد " من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل معه ونجاه من النار
ولو وجبت عليه .
وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلب الحسن نطفة مباركة زكية طاهرة
مطهرة ، يرضى بها كل مؤمن ممن قد أخذ الله [ عليه ] ميثاقه في الولاية ، ويكفر بها
___________________________________________________________
( 1 ) في العيون : زكية رضية مرضية .
( 2 ) : نطفة طيبة .
( 3 ) في المصدرين : وامنع عنى بمنك .
[208]
كل جاحد ، فهو إمام تقي نقي سار مرضي ( 1 ) هاد مهدي ، يحكم بالعدل ويأمر به ،
يصدق الله عزوجل ويصدقه الله في قوله ، يخرج من تهامة حين تظهر الدلائل والعلامات
وله كنوز لا ذهب ولا فضة إلا خيول مطهمة ( 2 ) ورجال مسومة ، يجمع الله له من أقاصي
البلاد على عدد أهل بدر ( 3 ) ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، معه صحيفة مختومة فيها عدد
أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم ( 4 ) وطبائعهم وحلاهم وكناهم ، كدادون ( 5 )
مجدون في طاعته .
فقال له ابي : وما دلائله وعلاماته يا رسول الله ؟ قال : له علم إذا حان وقت خروجه
انتشر ذلك العلم من نفسه ، وأنطقه الله عزوجل فناداه العلم : اخرج يا ولي الله فاقتل
أعداء الله ، وله رايتان وعلامتان ( 6 ) ، وله سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك
السيف من غمده وأنطقه الله عزوجل ، فناداه السيف : اخرج يا ولي الله فلا يحل لك أن
تقعد عن أعداء الله ، فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم ( 7 ) ، ويقيم حدود الله ويحكم بحكم
الله ، يخرج جبرئيل عن يمنته ( 8 ) وميكائيل عن يسرته ( 9 ) ، وسوف تذكرون ما أقول لكم
ولو بعد حين ، وافوض أمري إلى الله عزوجل .
يا ابي طوبى لمن أحبه وطوبى لمن لقيه ( 10 ) ، وطوبى لمن قال به ، به ينجيهم الله
من الهلكة وبالاقرار بالله وبرسول الله وبجميع الائمة ، يفتح الله لهم الجنة ، مثلهم في
الارض كمثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغير أبدا ، ومثله في السماء كمثل القمر
___________________________________________________________
( 1 ) في العيون بار مرضى .
( 2 ) المطهم البارع الجمال من كل شئ .
( 3 ) في العيون على عدة اهل بدر .
( 4 ) وبلادهم .
( 5 ) كد : اشتد في العمل .
( 6 ) في العيون : وهما رايتان وعلامتان .
( 7 ) تقف - كحسب - : ظفر به أو أدركه .
( 8 ) في المصدرين : عن يمينه .
( 9 ) : عن يساره .
( 10 ) : تقديم وتاخير بين الجملتين .
[209]
المنير الذي لا يطفأ نوره أبدا ، قال ابي ، يا رسول الله كيف بيان حال هؤلاء الائمة عن الله
عزوجل ؟ قال : إن الله عزوجل أنزل علي اثنتي عشر صحيفة ، اسم كل إمام على
خاتمه ، وصفته في صحيفته ( 1 ) .
9 - غط : جماعة ، عن التعلكبري ، عن أحمد بن علي المعروف بابن الخضيب ، عن
بعض أصحابنا ، عن حنظلة بن زكريا التميمي ، عن أحمد بن يحيى الطوسي ، عن أبي بكر
عبدالله بن أبي شيبة ، عن محمد بن فضيل ، عن الاعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال :
نزل جبرئيل عليه السلام بصحيفة من عند الله عزوجل على رسول الله صلى الله عليه وآله فيها اثنا عشر خاتما
من ذهب ، فقال له : إن الله تعالى يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تدفع هذه الصحيفة إلى
النجيب من أهلك بعدك ، يفك منها أول خاتم ويعمل بما فيها ، فإذا مضى دفعها إلى
وصيه بعده ، وكذلك الاول يدفعها إلى الآخر واحدا بعد واحد ، ففعل النبي صلى الله عليه وآله
ما امر به ، ففك علي بن أبي طالب عليه السلام أولها وعمل بما فيها ، ثم دفعها إلى الحسن
عليه السلام ففك خاتمه وعمل بما فيها ، ثم دفعها إلى الحسين عليه السلام ثم دفعها
الحسين إلى علي بن الحسين عليه السلام ، ثم واحدا بعد واحد حتى ينتهي إلى آخرهم
عليهم السلام ( 2 ) .
10 - نى : علي بن أحمد البنديجي ، عن عبيدالله بن موسى العلوي ، عن علي بن
الحسين ، عن إسماعيل بن مهران ، عن المفضل بن صالح ، عن معاذ بن كثير ، عن أبي عبدالله
جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال : الوصية نزلت من السماء على رسول الله صلى الله عليه وآله كتابا مختوما
ولم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وآله كتاب مختوم إلا الوصية ، فقال جبرئيل : يا محمد هذه وصيتك
في امتك إلى أهل بيتك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أي أهل بيتي يا جبرئيل ؟ فقال :
نجيب الله منهم وذريته ( 3 ) ، ليرثك علم النبوة كما ورثه من قبل إبراهيم ، وكانت عليها
___________________________________________________________
( 1 ) كمال الدين : 154 - 157 .
عيون الاخبار : 35 - 38 ، وفيه : اسم كل امام في خاتمه
وقد أوردها الطبرسى في اعلام الورى 378 - 381 .
( 2 ) الغيبة للشيخ الطوسى : 97 .
( 3 ) في المصدر : وذريتك .
[210]
الخواتيم ، ففتح علي عليه السلام الخاتم الاول ومضى إلى ما امر به فيه .
ثم فتح الحسن عليه السلام
الخاتم الثاني ومضى إلى ما امر به ، ثم فتح الحسين عليه السلام الخاتم الثالث فوجد فيه : أن
قاتل واقتل وتقتل ، واخرج بقوم للشهادة لا شهادة لهم إلا معك ، ففعل ، ثم دفعها إلى علي
بن الحسين عليه السلام ومضى ، ففتح علي بن الحسين عليه السلام الخاتم الرابع فوجد فيه : أن أطرق
واصمت لما حجب العلم ، ثم دفعها إلى محمد بن علي عليه السلام ففتح الخاتم الخامس فوجد فيه
أن فسر كتاب الله وصدق أباك وورث ابنك العلم ، واصطنع الامة ، وقل الحق في
الخوف والامن ، ولا تخش إلا الله ، ففعل ، ثم دفعها إلى الذي يليه ، فقال معاذ بن كثير :
فقلت له : وأنت هو ؟ فقال : ما بك في هذا إلا أن تذهب يا معاذ فترويه عني ؟ نعم أنا هو ،
حتى عدد علي اثني عشر اسما ثم سكت ، فقلت : ثم من ؟ فقال حسبك ( 1 ) .
بيان : أطرق الرجل : سكت .
واصطنعت فلانا : ربيته .
11 - نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن محمد بن أحمد القلانسي ، عن
محمد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دفع رسول الله صلى الله عليه وآله
إلى علي عليه السلام صحيفة مختومة باثني عشرة خاتما ، وقال له فض الاول واعمل به ، و
ادفع إلى الحسن عليه السلام يفض الثاني ويعمل به ، ويدفع إلى الحسين عليه السلام ( 2 ) يفض
الثالث ويعمل بما فيه ، ثم إلى واحد واحد من ولد الحسين عليه السلام ( 3 ) .
12 - نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن علي بن إبراهيم ، عن
البرقي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أبي جميلة ( 4 ) ، عن أبي عبدالرحمان ، عن أبيه
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله جل اسمه نزل من السماء إلى كل إمام عهده وما يعمل
به ، وعليه خاتم فيفضه ويعمل بما فيه ( 5 ) .
13 - نى : ابن عقدة ومحمد بن همام وعبدالعزيز وعبدالواحد عبدالله بن يونس
___________________________________________________________
( 1 و 3 ) الغيبة للنعمانى : 24 .
( 2 ) في المصدر و ( د ) : ويعمل به ويدفعها إلى الحسين عليه السلام .
( 4 ) في المصدر : عن مفضل بن صالح عن ابى جميلة .
( 5 ) الغيبة للنعمانى : 25 .