[ 21 ]


وثانيها أنه دين الله والاسلام ( 1 ) ، وثالثها ما وراه أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : نحن حبل الله الذي قال : " واعتصموا بحبل الله جميعا " والاولى حمله على الجميع ويؤيده ( 2 ) ما رواه أبوسعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه أنه قال : أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين ، إن اتخذتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، انتهى ( 3 ) .
أقول : وفسر الاكثر الحبل في الآية الاخرى ( 4 ) بالعهد والايمان .

باب 28 : بعض ما نزل في جهاده عليه السلام زائدا على ما سيأتي في باب شجاعته عليه السلام  

1 - فس : أبي ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : " فإما نذهبن بك ( 5 ) " يا محمد من مكة إلى المدينة " فإنا " رادوك إليها و " منتقمون " منهم بعلي بن أبي طالب ( 6 ) .
2 - شى : عن البرقي ، عمن رواه رفعه إلى أبى بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام " لينذر بأسا شديدا من لدنه ( 7 ) " قال البأس الشديد علي عليه السلام وهو لدن رسول الله صلى الله عليه وآله قاتل معه عدوه ، فذلك قوله : " لينذر بأسا شديدا من لدنه " ( 8 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : دين الله الاسلام .
( 2 ) : والذى يؤيده .
( 3 ) مجمع البيان 2 : 482 .
( 4 ) وهى " الا بحبل من الله وحبل من الناس " آل عمران : 112 .
( 5 ) الزخرف : م 41 .
وما بعدها ذيلها .
( 6 ) تفسير القمى : 610 .
( 7 ) الكهف : 2 .
( 8 ) مخطوط .

[ 22 ]


بيان على التفاسير المشهورة ، الضمير في قوله : " من لدنه " راجع إلى الله تعالى ، وعلى هذا التأويل راجع إلى قوله تعالى : " عبده " ( 1 ) .
3 - كشف : من سورة الحج في البخاري ومسلم ( 2 ) من حديث أبي ذر أنه كان يقسم قسما أن " هذان خصمان اختصموا في ربهم ( 3 ) " نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث الذين بارزوا المشركين يوم بدر : عتبة وشيبة ابنا الربيعة والوليد بن عتبة أخرجه العز المحدث الحنبلي ( 4 ) .
بيان : قال الطبرسي : قيل : نزلت في ستة نفر من المؤمنين والكفار تبارزوا يوم بدر ، وهم : حمزة بن عبدالمطلب قتل عتبة بن ربيعة ، وعلي بن أبي طالب قتل الوليد بن عتبة ، وعبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب قتل شيبة بن ربيعة ، عن أبي ذر الغفاري و عطاء ، وكان أبوذر يقسم بالله تعالى أنها نزلت فيهم ، ورواه البخاري في الصحيح ( 5 ) .
4 - مد : من صحيح البخاري ( 6 ) عن الحجاج بن منهال ، عن معمر بن سليمان عن أمه ، عن أبي مخلد ، عن قيس بن عباد ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : أنا أول من يبحثو بين يدي الرحمان للخصومة يوم القيامة ، قال قيس : وفيهم نزلت : " هذان خصمان اختصموا في ربهم " قال : هم الذين بارزوا يوم بدر : علي وحمزة وعبيدة ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة .
وعن الثعلبي ، عن قيس بن عباد ، عن أبي ذر مثل الخبر السابق ( 7 ) .
5 - كشف : روى أبوبكر من مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : " يوم لا يخزي

___________________________________________________________
( 19 الواقع في الاية الاولى من السورة .
( 2 ) صحيح البخارى ج 3 : 4 صحيح مسلم ج 8 : 246 .
( 3 ) الحج : 19 .
( 4 ) كشف الغمة : 92 .
( 5 ) مجمع البيان : 7 : 77 .
( 6 ) ج 3 : 3 و 4 .
( 7 ) العمدة : 161 و 162 .

[ 23 ]


الله النبي والذين آمنوا معه ( 1 ) " قال : أول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم لخلته من الله عزوجل ، ثم محمد لان صفوة الله ، ثم علي يزف ( 2 ) إلى الجنان ، ثم قرأ ابن عباس الآية وقال : علي عليه السلام وأصحابه ( 3 ) .
وروى أيضا عن ابن عباس في قوله تعالى : " فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون " قال : منتقمون بعلي عليه السلام ( 4 ) .
6 - فر : أبوالقاسم العلوي ، عن فرات بن إبراهيم ، عن الفضل بن يوسف ، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، عن أبيه ، عن السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس في قوله تعالى : " فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون " قال : بعلي بن أبي طالب عليه السلام ( 5 ) أقول : روى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم ، بإسناده عن زر بن حبيش ، عن حذيفة مثله .
من فضائل السمعاني بإسناده عن أبي زبير عن جابر مثله .
أقول : روى العلامة - رحمه الله - مثله ( 6 ) .
وقال الشيخ الطبرسي - قدس الله روحه - : قال الحسن وقتادة : إن الله أكرم نبيه بأن لم يره تلك النقمة ، ولم ير في امته إلا ما قرت به عينه ، وقد كان بعده نقمة شديدة ، وقد روي أنه صلى الله عليه وآله أري ما يلقى امته بعده ، فما زال منقبضا ولم ينبسط ضاحكا حتى لقي الله تعالى .
وروى جابر بن عبدالله الانصاري قال : إني لادناهم من رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع بمنى قال : لا ألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، وايم الله لئن فعلتموها لتعرفنني في الكتيبة التي تضاربكم ، ثم التفت إلى خلفه فقال : أو علي أو

___________________________________________________________
( 1 ) التحريم 8 .
( 2 ) أى يمشى ويسرع ويقال : زف العروس إلى زوجها : هداها .
( 3 ) كشف الغمة : 93 .
( 4 ) كشف الغمة : 95 .
( 5 ) تفسير فرات : 150 و 151 .
( 6 ) راجع كشف اليقين : 128 .

[ 24 ]


علي - ثلاث مرات - فرأينا أن جبرئيل غمزه ( 1 ) ، فأنزل الله على أثر ذلك " فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون " بعلي بن أبي طالب عليه السلام انتهى ( 2 ) .
أقول : روى ابن بطريق في العمدة عن ابن المغازلي ، عن الحسن بن أحمد بن موسى عن هلال بن محمد ، عن إسماعيل بن علي ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام عن جابر مثله ، وزاد في آخره : " أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ( 3 ) " ثم نزلت : " قل رب إما تريني ما يوعدون * رب فلا تجعلني في القوم الظالمين ( 4 ) " ثم نزلت : " فاستمسك بالذي اوحي اليك ( 5 ) " في علي " إنك على صراط مستقيم " وإن عليا لعلم للساعة " وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون " عن علي بن أبي طالب عليه السلام ( 6 ) [ وروى أبونعيم في منقبة المطهرين بإسناده عن حذيفة : " إنا منتقمون " يعني بعلي بن أبي طالب عليه السلام ] .
7 - فر : الحسين بن الحكم معنعا عن ابن عباس في قوله تعالى : " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ( 7 ) " نزلت الآية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وحمزة وعبيدة وسهل بن حنيف والحارث بن صمة وأبي دجانة ( 8 ) [ كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن عبيد ، ومحمد بن القاسم معا ، عن حسين بن الحكم عن حسين بن حسين ، عن حيان بن علي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس مثله ( 9 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) أى أشار اليه .
( 2 ) مجمع البيان 9 : 49 .
( 3 ) الزخرف : 42 .
( 4 ) المؤمنون : 93 و 94 .
( 5 ) الزخرف : 43 ، وما بعدها ذيلها .
( 6 ) العمدة : 185 .
( 7 ) الصف : 4 .
( 8 ) تفسير فرات : 184 .
( 9 ) مخطوط .

[ 25 ]


8 - كنز : محمد بن العباس ، عن الحسين بن محمد ، عن حجاج بن يوسف ، عن بشر بن الحسين ، عن الزبير بن عدي ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله عزوجل : " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " قال : قلت له : من هؤلاء قال : علي بن أبي طالب عليه السلام وحمزة أسد الله ورسوله ، وعبيدة بن الحارث ، ومقداد بن الاسود ( 1 ) .
9 - كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزين بن يحيى ، عن ميسرة بن محمد ، عن إبراهيم بن محمد ، عن ابن فضيل ، عن حنان بن عبيدالله ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : علي صلوات الله عليه إذا صف في القتال كأنه بنيان مرصوص ( 2 ) ، يتبع ما قال الله فيه ، فمدحه الله ، وما قتل المشركين كقتله أحد ( 3 ) ] 10 - كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن العباس ، عن عباد بن يعقوب ، عن فضل بن القاسم عن سفيان الثوري ، عن زبيد النامي ، عن مرة ، عن عبدالله بن مسعود أنه كان يقرأ " وكفى الله المؤمنين القتال ( 4 ) " بعلي " وكان الله قويا عزيزا ( 5 ) " .
11 - وروى أيضا عن محمد بن يونس ، عن مبارك ، عن يحيى بن عبدالحميد الحماني عن يحيى بن معلى الاسلمي ، عن محمد بن عمار بن زريق ، عن أبي إسحاق ، عن أبي زياد بن مطر قال : كان عبدالله بن مسعود يقرأ " وكفى الله المؤمنين القتال " بعلي عليه السلام .
[ وروى أيضا عن محمد بن يونس ، عن مبارك ، عن يحيى بن عبدالحميد قال : ] قال أبو زياد : هو في مصحفه هكذا رأيتها ( 6 ) .
12 - كشف : روى أبوبكر بن مردويه عن ابن مسعود مثله ( 7 ) .
[ وروى أبونعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي بإسناده عن ابن مسعود أنه

___________________________________________________________
( 1 و 3 ) مخطوط .
( 2 ) المرصوص : المنضم بعضه على بعض .
كناية عن استقامته في الحرب .
( 4 ) الاحزاب : 25 ، وما بعدها ذيلها .
( 5 و 6 ) مخطوط .
( 7 ) كشف الغمة : 93 .

[ 26 ]


كان يقرأ هذه الآية " وكفى الله المؤمنين القتال ، بعلي بن أبي طالب عليه السلام .
] أقول : روى ابن بطريق في المستدرك عن الحافظ أبي نعيم ، بإسناده عن مرة ، عن ابن مسعود مثله .
بيان : قال العلامة - رحمه الله - في قراءة ابن مسعود : بعلي بن أبي طالب عليه السلام ( 1 ) : أقول : يدل على كونه أشجع الامة وأنصرهم للرسول صلى الله عليه وآله ، وهذه فضيلة عظيمة تمنع تقديم غيره عليه .
13 - مد : بإسناده عن الثعلبي في تفسير قوله تعالى : " ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون ( 2 ) " قال : نزلت في يوم احد ، قال : فقتل علي بن أبي طالب عليه السلام طلحة وهو يحمل لواء قريش ، فأنزل الله تعالى نصره على المؤمنين قال الزبير بن العوام : فرأيت هندا وصواحبها هاربات مصعدات في الجبل باديات خرامهن ! ( 3 ) فكانوا يتمنون الموت من قبل أن يلقوا علي بن أبي طالب عليه السلام ( 4 ) .
يف : عن الثعلبي مثله ( 5 ) .
أقول : قال السيد بن طاوس - رحمه الله - في كتاب سعد السعود : رأيت في كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام من نسخة قديمة ولم يذكر مؤلفه ما هذا لفظه : محمد بن عمير ، عن محمد بن جعفر ، عن سويد بن سعيد ، عن عقيل بن أحمد ، عن أبي عمرو بن العلا ، عن الشعبي قال : انصرف علي بن أبي طالب عليه السلام من وقعة احد وبه ثمانون جراحة تدخل فيها الفتائل ، فدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله ( 6 ) وهو على نطع ( 7 ) ، فلما رآه بكى وقال :

___________________________________________________________
( 1 ) راجع كشف الحق 1 : 96 .
( 2 ) آل عمران ، 143 .
( 3 ) في المصدر و ( ت ) : خدامهن .
والظاهر أنه مصحف " حرامهن " استعير به من العورة ، أى كن يبدين عوراتهن لينصرف أمير المؤمنين عليه السلام عن تعقيبهم .
( 4 ) العمدة : ( 5 ) الطرائف : 24 .
( 6 ) الصحى كما في المصدر : فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله .
( 7 ) النطع : بساط من الجلد .

[ 27 ]


إن رجلا يصيبه هذا في سبيل الله لحق على الله أن يفعل به ويفعل ( 19 ، فقال علي عليه السلام مجيبا له - وبكى ثانية - : وأما أنت يا رسول الله فالحمد لله الذي لم يرني وليت عنك ولا فررت ، ولكني كيف حرمت الشهادة ، فقال له : إنها من وارئك إن شاء الله تعالى ثم قال له النبي صلى الله عليه وآله : إن أبا سفيان يوعدنا ويقول : ما بيننا وبينكم حمراء الاسد ( 2 ) ، فقال علي عليه السلام : لا بأبي أنت وامي يا رسول الله لا أرجع عنهم ولو حملت على أيدي الرجال ، فأنزل الله عزوجل " وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ( 3 ) .

باب 29 : أنه صلوات الله عليه صالح المؤمنين  

1 - فس : " وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ( 4 ) " يعني أمير المؤمنين عليه السلام " والملائكة بعد ذلك ظهير " لامير المؤمنين عليه السلام ، حدثنا محمد بن جعفر ، عن محمد بن عبدالله ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن حميد ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما " إلى قوله : " صالح المؤمنين " قال : صالح المؤمنين علي عليه السلام ( 5 ) .
2 - قب : تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان النسوي ، والكلبي ، ومجاهد ، و أبي صالح ، والمغربي عن ابن عباس أنه رأت حفصة النبي في حجرة عائشة مع مارية

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ولفعل .
( 2 ) موضع على ثمانية اميال [ من المدينة ] اليه انتهى النبى صلى الله عليه وآله يوم احد تابعا للمشركين ( مراصد الاطلاع 1 : 424 ) .
( 3 ) سعد السعود : 111 و 112 .
والاية في سورة آل عمران : 146 .
( 4 ) التحريم : 4 ، وما بعد ذيلها .
( 5 ) تفسير القمى : 677 و 678 .

[ 28 ]


القبطية ، قال : أتكتمين علي حديثي ؟ قالت : نعم ، قال : فإنها علي حرام ليطيب قلبها فأخبرت عائشة وبشرتها من تحريم مارية ، فكلمت عائشة النبي في ذلك ، فنزل " وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ( 1 ) " إلى قوله : " هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين " قال : صالح المؤمنين والله علي عليه السلام الله والله حسبه : " والملائكة بعد
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 28 سطر 5 الى ص 36 سطر 5 ذاك ظهير " .
البخاري وأبويعلى الموصلي قال ابن عباس : سألت عمر بن الخطاب عن المتظاهرتين قال : حفصة وعائشة .
السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس ، وأبوبكر الحضرمي ، عن أبي جعفر عليه السلام والثعلبي بالاسناد عن موسى بن جعفر عليهما السلام ، وعن أسماء بنت عميس ، عن النبى صلى الله عليه وآله قال : " وصالح المؤمنين " علي بن أبي طالب عليه السلام .
زيد بن علي ، والناصر للحق : " وصالح المؤمنين " علي بن أبي طالب عليه السلام .
ورواه أبونعيم الاصفهاني بالاسناد عن أسماء بنت عميس ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وآله أن عليا باب الهدى بعدي ، والداعي إلى ربي ، وهو صالح المؤمنين ، " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا ( 2 ) " الآية .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام على المنبر : " أنا أخو المصطفى خير البشر ، من هاشم سنامه ( 3 ) الاكبر ، ونبأ عظيم جرى به القدر ، وصالح المؤمنين مضت به الآيات والسور " وإذا ثبت أنه صالح المؤمنين فينبغي كونه أصلح من جميعهم بدلالة العرف والاستعمال ، كقولهم فلان عالم قومه وشجاع قبيلته ( 4 ) .
[ 3 - لى : بإسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : معاشر الناس من أحسن من الله قيلا ؟ ومن أصدق من الله حديثا ؟ معاشر الناس إن ربكم جل جلاله

___________________________________________________________
( 1 ) التحريم : 3 .
( 2 ) فصلت : 33 .
( 3 ) يقال : فلان سنام قومه أى كبيرهم .
( 4 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 562 .

[ 29 ]


أمرني أن اقيم ( 1 ) عليا علما وإماما وخليفة ووصيا ، وأن أتخذه وزيرا ( 2 ) ، معاشر الناس إن عليا باب الهدى بعدي والداعي إلى ربي وهو صالح المؤمنين ، الخبر ( 3 ) .
] 4 - كشف : العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : " فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين " قال مجاهد : وهو علي عليه السلام .
وروى أبوبكر بن مردويه بإسناده عن أسماء بنت عميس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
وعن ابن عباس مثله ( 4 ) .
5 - كنز : محمد بن العباس ، عن جعفر بن محمد الحسيني ، عن عيسى بن مهران ، عن مخول بن إبراهيم ، عن عبدالرحمان بن الاسود ، عن محمد بن عبدالله بن أبي رافع قال : لما كان اليوم الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وآله غشي عليه ثم أفاق ، وأنا أبكي واقبل يديه و أقول : من لي ولوالدي بعدك يا رسول الله ؟ قال : لك الله بعدي ووصيي صالح المؤمنين علي بن أبي طالب ( 5 ) .
6 - وقال أيضا : حدثنا محمد بن سهل القطان ، عن عبدالله بن محمد البلوي ، عن إبراهيم بن عبدالله القلا ، عن سعيد بن يربوع ، عن أبيه ، عن عمار بن ياسر قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : ألا ابشرك ؟ قلت : بلى يا رسول الله وما زلت مبشرا بالخير ، قال : لقد أنزل الله فيك قرآنا ، قال قلت : وما هو يا رسول الله ؟ قال : قرنت بجبرئيل ، ثم قرأ " وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرا " فأنت والمؤمنون من بنيك الصالحون ( 6 ) .
7 - وقال أيضا حدثنا أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضالة ، عن أبي جميلة ، عن محمد الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله عرف أصحابه

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ان اقيم لكم .
( 2 ) في المصدر : وأن اتخذه أخا ووزيرا .
( 3 ) أمالى الصدوق : 20 ، ولا توجد الرواية الا في هامش ( ك ) فقط .
( 4 ) كشف الغمة : 92 و 93 .
( 5 و 6 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .

[ 30 ]


أمير المؤمنين عليه السلام مرتين ، وذلك أنه قال لهم : أتدرون من وليكم بعدي ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : فإن الله تبارك وتعالى قد قال : " فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين - يعني أمير المؤمنين - وهو وليكم بعدي ؟ والمرة الثانية في غدير خم حين قال : من كنت مولاه فعلي مولاه .
وروي عن ابن عباس مثله ( 1 ) .
8 - فر : أبوالقاسم الحسينى معنعنا عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " إن الله هو مولاه جبريل وصالح المؤمنين " قال : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام صالح المؤمنين وقال أبوجعفر عليه السلام : لما نزلت الآية قال النبي صلى الله عليه وآله : يا علي أنت صالح المؤمنين .
وكذا قال مجاهد وقال سالم : ادع الله لي ، قال أحياك الله حياتنا وأماتك مماتنا ، وسلك بك سلبنا ، قال سعيد : فقتل مع زيد بن علي .
وقال ابن عباس : صالح المؤمنين علي وأشياعه وقالت أسماء بنت عميس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في هذه الآية : علي بن أبي طالب صالح المؤمنين : وقال سلام : سمعت خيثمة يقول : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : نزلت هذه الآية في علي عليه السلام ، قال سلام : فحججت فلقيت أبا جعفر عليه السلام وذكرت له قول خيثمة فقال : صدق خيثمة أنا حدثته بذلك : قال : قلت له : رحمك الله ادع الله لي ، فدعا كما مر وقال عرف رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وأصحابه مرتين : الاولى قال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، والاخرى : أخذ بيد أمير المؤمنين عليه السلام وقال : يا أيها الناس هذا صالح المؤمنين ( 2 ) .
أقول : روى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم ، بإسناده عن عبدالله بن جعفر عن أسماء بنت عميس قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقرأ هذه الآية " فإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين " قال صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يف : الثعلبي وابن المغازلي بإسنادهما مثله ( 3 ) .
9 - مد : بإسناده عن الثعلبي ، عن ابن فتحويه ، عن أبي علي المقري ، عن أبي

___________________________________________________________
( 1 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
( 2 ) تفسير فرات : 185 و 186 ، وقد لفق المصنف الروايات ، راجع المصدر .
( 3 ) الطرائف : 24 .