[321]
منها أكثر من البلاغ ( 1 ) ولا تمد واعينكم فيها إلى ما متع به المترفون ، ألا إن الدنيا
قد تنكرت وأدبرت واحلولت ( 2 ) وآذنت بوداع ، ألا وإن الآخرة قد حلت وأقبلت
باطلاع ، معاشر الناس كأني على الحوض ، انظروا ما يرد علي منكم ، وسيؤخر اناس
دوني فأقول : يا رب مني ومن امتي ، فيقال : هل شعرت بما عملوا بعدك ؟ والله ما
برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم معاشر الناس اوصيكم في عترتي وأهل بيتي خيرا ،
فإنهم مع الحق والحق معهم ، وهم الائمة الراشدون بعدي والامناء المعصومون ،
فقام إليه عبدالله بن العباس فقال : يا رسول الله كم الائمة بعدك ؟ قال : عدد نقباء بني
إسرائيل وحواري عيسى ، تسعة من صلب الحسين ومنهم مهدي هذه الامة ( 3 ) .
174 - نص : أبوالمفضل الشيباني ، عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي ، عن إسحاق
ابن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن الاجلح الكندي ، عن أبي امامة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : لما عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على ساق العرش بالنور : لا إله إلا
الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي ، ورأيت : عليا عليا عليا - ثلاث مرات -
[ ثم بعده الحسن والحسين ] ومحمدا ومحمدا وجعفرا وموسى والحسن والحجة ( 4 ) اثني
عشر اسما مكتوبا بالنور ، فقلت : يا رب أسامي من هؤلاء الذين قرنتهم بي ؟ فنوديت :
يا محمد هم الائمة بعدك والاخيار من ذريتك ( 5 ) .
قب : عن أبي امامة مثله ( 6 ) .
175 - نص : علي بن محمد ، عن أبي عبدالله محمد بن أحمد الصفواني ، عن أحمد بن يونس ،
___________________________________________________________
( 1 ) البلاغ : الكفاية .
( 2 ) الصحيح كما في المصدر : " اخلولقت " واخلولق الثوب : بلى .
والدار : خربت .
( 3 و 5 ) كفاية الاثر : 14 .
( 4 ) في المصدر : رأيت عليا عليا عليا ومحمدا محمدا محمدا وجعفرا وموسى والحسن والحجة
وعلى أى فلا يخلو عن اضطراب والصحيح ما في المناقب وهو : ونصرته بعلى ، ثم بعده الحسن
والحسين ، ورأيت عليا عليا عليا ، محمدا محمدا - مرتين - وجعفرا وموسى والحسن
والحجة .
( 6 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 210 .
[322]
عن إسرائيل ، عن جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن أبي امامة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : الائمة بعدي اثنا عشر كلهم من قريش ، تسعة من صلب الحسين
والمهدي منهم ( 1 ) .
176 - نص : محمد بن وهبان البصري ، عن الحسين بن علي البزوفري [ عن علي
ابن العباس ، عن عباد بن يعقوب ، عن ميمون بن أبي ثويرة ، عن أبي بكر بن عياش ]
عن أبي سليمان الضبي ، عن أبي امامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تقوم الساعة حتى
يقوم قائم الحق منا ، وذلك حين يأذن الله عزوجل ، فمن تبعه نجا ، ومن تخلف عنه هلك ،
فالله الله عباد الله ائتوه ولو على الثلج ، فإنه خليفة الله ، قلنا : يا رسول الله ومتى يقوم
قائمكم ؟ قال : إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا ، وهو التاسع من صلب الحسين
عليه السلام ( 2 ) .
177 - نص : القاضي أبوالفرج المعافا بن زكريا ، عن علي بن عقبة القاضي ، عن
موسى بن إسحاق الانصاري ، عن عبدالله بن مروان بن معاوية ، عن شداد بن عبدالرحمان
من أهل بيت المقدس ، عن إبراهيم بن أبي عيلة ، عن واثلة بن الاسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن ، أهوالهن عظيمة : عند الوفاة ، والقبر ، وعند
النشور ، وعند الكتاب ، وعند الحساب ، وعند الميزان .
وعند الصراط ، فمن أحبني وأحب
أهل بيتي واستمسك بهم من بعدي فنحن شفعاؤه يوم القيامة ، فقيل : يا رسول الله فكيف
الاستمساك بهم قال : إن الائمة بعدي اثنا عشر ، فمن أحبهم واقتدى بهم فاز ونجا ، ومن
تخلف عنهم ضل وغوى ( 3 ) .
178 - نص : محمد بن عبدالله الشيباني ، عن محمد بن جعفر بن محمد الرازي الكوفي
عن محمد بن عبدالرحمان بن محمد ، عن أبي أحمد الطوسي المشطوي ، وأحمد بن محمد المقري ، عن
محمد بن نجي ، عن داود بن الحسين ، عن خرام بن نجي الشامي ، عن عتبة بن تيهان
السلمي ، عن مكحول ، عن واثلة بن الاسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا يتم الايمان
___________________________________________________________
( 1 و 2 ) كفاية الاثر : 14 .
( 3 ) كفاية الاثر : 14 و 15 .
[323]
إلا بمحبتنا أهل البيت ، وإن الله تبارك وتعالى عهد إلي أنه لا يحبنا أهل البيت إلا
مؤمن تقي ، ولا يبغضنا إلا منافق شقي ، فطوبى لمن تمسك بي وبالائمة الاطهار
من ذريتي ، فقيل يا رسول الله فكم الائمة بعدك ؟ قال : عدد نقباء بني إسرائيل ( 1 ) .
179 - نص : علي بن الحسن بن محمد ، عن هارون بن موسى ، عن جعفر بن علي
ابن سهل الدقاق الدوري ، عن علي بن الحارث المروزي ، عن أيوب بن عاصم الهمداني ،
عن حفص بن غياث ، عن يزيد ، عن مكحول ، عن واثلة بن الاسقع يقول : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول : لما عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى ناداني جل جلاله
فقال : يا محمد ، قلت : لبيك سيدي ، قال : إني ما أرسلت نبيا فانقضت أيامه إلا أقام
بالامر من بعده وصيه ، فاجعل علي بن أبي طالب الامام الوصي بعدك ، فإني خلقتكما
من نور واحد ، وخلقت الائمة الراشدين من أنواركما ، أتحب أن تراهم يا محمد ؟ قلت :
نعم يا رب ، قال : ارفع رأسك ، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار الائمة بعدي اثنا عشر نورا
قلت : يا رب أنوار من هي ؟ قال : أنوار الائمة بعدك ، امناء معصومون ( 2 ) .
180 - نص : أبوعبدالله الحسن بن محمد بن سعيد ، عن الحسين بن علي البزوفري ،
عن موسى بن إسحاق الانصاري ، عن علي بن الحسن ، عن عيسى بن يونس ، عن ثور
- يعني ابن يزيد - عن خالد بن سعدان ، عن واثلة بن الاسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
أنزلوا أهل بيتي بمنزلة الرأس من الجسد وبمنزلة العينين من الرأس ، وإن الرأس لا
يهتدي إلا بالعين ، اقتدوا بهم من بعدي لن تضلوا ، فسألنا عن الائمة فقال : الائمة بعدي
من عترتي - أوقال : من أهل بيتي - عدد نقباء بني إسرائيل ( 3 ) .
181 - نص : أبوالمفضل الشيباني ، عن حيدر بن محمد ، عن محمد بن مسعود ، عن
يوسف بن السخت ، عن سفيان الثوري ، عن موسى بن أبي عبيدة ، عن أياس ، عن سلمة
ابن الاكوع ، عن أبي أيوب الانصاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أنا سيد
الانبياء وعلي سيد الاوصياء وسبطاي خير الاسباط ، ومنا الائمة المعصومون من صلب
الحسين ، ومنا مهدي هذه الامة ، فقام إليه أعرابي فقال : يارسول الله كم الائمة
___________________________________________________________
( 1 و 2 و 3 ) كفاية الاثر : 15 .
[324]
بعدك ؟ قال : عدد الاسباط وحواري عيسى ونقباء بني إسرائيل ( 1 ) .
182 - نص : أبوالمفضل والمعافابن زكريا والحسن بن علي الرازي جميعا عن
ابن عقدة ، عن محمد بن أحمد بن عيسى ، عن أحمد بن منيع ، عن يزيد بن هارون قال : حدثنا
مشيختنا وعلماؤنا عن عبدالقيس قالوا : لما كان يوم الجمل خرج علي بن أبي طالب حتى
وقف بين الصفين وقد أحاطت بالهودج بنو ضبة فنادى : أين طلحة وأين الزبير ، فبرزله الزبير
فخر جا حتى التقيا بين الصفين ، فقال : يازبير ما الذي حملك على هذا ؟ قال : الطلب بدم عثمان
قال : قاتل الله أولانا بدم عثمان ، أما تذكر يوما كنا في بني بياضة فاستقبلنا رسول الله
وهو متك عليك فضحكت إليك ( 2 ) وضحكت إلي فقلت : يارسول الله إن عليا لايترك
زهوه ( 3 ) ، فقال : ما به زهو ولكنك لتقاتله يوماوأنت ظالم له ؟ قال : نعم ولكن كيف
أرجع الآن إنه لهو العار ، قال : ارجع بالعار قبل أن يجتمع عليك العار والنار ، قال : كيف أدخل النار وقد شهد لي رسول الله بالجنة ؟ قال : متى ؟ قال : سمعت سعيد بن يزيد
يحدث عثمان بن عفان في خلافته أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : عشرة في الجنة قال : ومن
العشرة ؟ قال : أبوبكر وعمر وعثمان وأنا وطلحة حتى عدتسعة ، قال : فمن العاشر قال :
أنت ، قال : أما أنت شهدت لي بالجنة ، وأما أنا فلك ولاصحابك من الجاحدين ولقد حدثني
حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن سبعة ممن ذكر تهم في تابوت من نار في أسفل درك من
الجحيم ، على ذلك التابوت صخرة إذا أراد الله عزوجل عذاب أهل الجحيم رفعت تلك رفعت تلك
الصخرة قال : فرجع الزبير وهو يقول :
نادي علي بأمر لست أجهله * قد كان عمر أبيك الحق مذحين ( 4 )
فقلت حسبك من لومي أبا حسن * فبعض ماقلته اليوم يكفيني ( 5 )
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 324 سطر 19 الى ص 332 سطر 18
اخترت عارا على نار مؤججة * أنى يقوم بها خلق من الطين ؟
___________________________________________________________
( 1 ) كفاية الاثر : 15 .
( 2 ) في المصدر : فاستقبلنا رسول الله فسلمت عليه فضحكت اليك اه .
( 3 ) الزهو : الفخر .
( 4 ) في المصدر : قد كان عمر أبيك الخير مذحين .
( 5 ) فان بفض الذى قد قلت يكفينى .
خ ل .
[325]
فاليوم أرجع من غي إلى رشد * ومن مغالظة البغضا إلى الكين ( 1 ) .
ثم حمل علي عليه السلام على بني ضبة ، فما رأيتهم إلا كرماد اشتدت به الريح في يوم
عاصف ، ثم اخذت المرأة فحملت إلى قصر بني خلف ، فدخل علي والحسن والحسين وعمار
وزيد وأبوأيوب خالد بن زيد الانصاري ، ونزل أبوأيوب في بعض دور الهاشميين ،
فجمعنا إليه ثلاثين نفسا من شيوخ البصرة ، فدخلنا إليه وسلمنا عليه وقلنا : إنك قاتلت
مع رسول الله صلى الله عليه وآله ببدر وأحد المشركين ، والآن جئت تقاتل المسلمين ! فقال : والله لقد
سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إنك تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بعدي مع علي بن
أبي طالب عليه السلام ( 2 ) قلنا : الله إنك سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : الله لقد سمعت
يقول ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ، قلنا فحد ثنا بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله في علي ، قال
سمعتة يقول : علي مع الحق والحق معه ، وهو الامام والخليفة بعدي ، يقاتل على التأويل
كما قاتلت على التنزيل ، وابناء الحسن والحسين سبطاي من هذه الامة إمامان قاما أو
قعدا ، وأبوهما خير منها ، والائمة بعد الحسين تسعة من صلبه ، ومنهم القائم الذي يقوم
في آخر الزمان كما قمت في أوله ، يفتح حصون الضلالة .
قلنا : وذلك التسعة من هم ( 3 ) ؟ قال : هم الائمة بعد الحسين خلف بعد خلف ،
قلنا : فكم عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون بعده من الائمة ؟ قال : اثنا عشر ، قلنا :
فهل سماهم لك ؟ قال : نعم إنه قال صلى الله عليه وآله : لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق
العرش ( 4 ) فإذا هو مكتوب بالنور : لاإله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي
ورأيت أحد عشر اسما مكتوبا بالنور على ساق العرش بعد علي : الحسن والحسين عليا
عليا عليا ومحمدا محمدا وجعفرا وموسى والحسن والحجة ، قلت : إلهي وسيدي من هؤلاء
الذين أكرمتهم وقرنت أسماء هم باسمك ؟ فنوديت : يامحمد هم الاوصياء بعدك والائمة ،
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : إلى الين .
( 2 ) : يقول لعلى : انك تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين وقال لى : انك تقاتلهم
مع على بن ابى طالب عليه السلام .
( 3 ) في المصدر و ( د ) : قلنا فهذه التسعة من هم .
( 4 ) : نظرت على ساق العرش .
[326]
فطوبى لمحبيهم والويل لمبغضيهم .
قلنا : فلما لبني هاشم ؟ قال سمعته يقول : أنتم المستضعفون بعدي ، قلت : فمن
القاسطون والناكثون والمارقون ؟ قال : الناكثون الذين قاتلناهم ، سوف نقاتل القاسطين
وأما المارقين ( 1 ) فإني والله لا أعرفهم غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : في الطرقات
بالنهروانات ، قلنا : فحد ثنا بأحسن ماسمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : سمعته يقول :
مثل المؤمن عند الله كمثل ملك مقرب ، فإن المؤمن عند الله أعظم من ذلك وليس شئ
أحب إلى الله عزوجل من مؤمن تائب ومؤمنة تائبة ، قلنا : زدنا يرحمك الله ، قال : نعم
سمعته صلى الله عليه وآله يقول : لايتم الايمان إلا بولايتنا أهل البيت ، قلنا زدنا يرحمك الله ، قال :
نعم سمعته يقول : من قال لا إله إلا الله مخلصا فله الجنة ، قلنا : زدنا يرحمك الله ، قال :
نعم سمعته صلى الله عليه وآله يقول : من كان مسلما فلا يمكر ولا يخدع ، فإني سمعت جبرئيل عليه السلام
يقول : المكر والخديعة في النار ، قلنا : جزاك الله عن نبيك وعن الاسلام خيرا ( 2 ) .
بيان : " أنى " بالفتح .
و " يقوم " على الغيبة أي كيف يطيقها من خلق من الطين ؟
والكين : الخضوع والذلة والاصواب " اللين " كما في أكثر النسخ .
183 - نص : أبوالفضل الشيباني ، عن محمد بن الحسين بن حفص ، عن عباد بن
يعقوب ، عن علي بن هاشم ، عن محمد بن عبدالله ، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار ، عن أبيه ،
عن جده عمار قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض غزواته وقتل علي عليه السلام أصحاب
الالوية وفرق جمعهم وقتل عمرو بن عبدالله الجمحي وقتل شيبة بن نافع أتيت رسول الله
صلى الله عليه وآله وقلت : يارسول الله إن عليا قد جاهد في الله حق جهاده ، فقال : لانه
مني وأنا منه ، وإنه وارث علمي وقاضي ديني ومنجز وعدي والخليفة بعدي ، ولولاء لم
يعرف المؤمن المحض بعدي ، حربه حربي وحربي حرب الله ، وسلمه سلمي وسلمي سلم الله
ألا إنه أبوسبطي والائمة بعدي ، من صلبه يخرج الله تعالى الائمة الراشدين ، ومنهم
مهدي هذه الامة .
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدرو ( د ) : وسوف نقاتل القاسطين والمارقين اه .
( 2 ) كفاية الاثر : 15 و 16 .
[327]
فقلت : بأبي أنت وامي يارسول الله ما هذا المهدي ؟ قال : يا عمار إن الله تبارك
وتعالي عهد إلي أنه يخرج من صلب الحسين أئمة تسعة والتاسع من ولده يغيب عنهم ،
وذلك قوله عزوجل : " قل أرأيتم أن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ( 1 ) "
يكون له غيبة طويلة ، يرجع عنها قوم ويثبت عليها آخرون ، فإذا كان في آخر الزمان
يخرج فيملا الدنيا قسطا وعدلا ، ويقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، وهو سميي
وأشبه الناس بي يا عمار سيكون بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فاتبع عليا وحزبه فإنه
مع الحق والحق معه ( 2 ) .
يا عمار إنك ستقاتل بعدي مع علي صنفين : الناكثين
والقاسطين : تقتلك الفئة الباغية ( 3 ) ، قلت : يا رسول الله أليس ذلك على رضى الله ورضاك
قال : نعم على رضى الله ورضاي ، ويكون آخر زادك شربة من لبن تشربه .
فلما كان يوم صفين خرج عمار بن ياسر إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : يا أخا
رسول الله أتأذن لي في القتال ؟ فقال : مهلا رحمك الله ، فلما كان بعد ساعة أعاد عليه الكلام
فأجابه بمثله ، فأعاد عليه ثالثا فبكى أمير المؤمنين عليه السلام فنظر إليه عمار فقال : يا أمير
المؤمنين إنه يوم الذي وصفه رسول الله ؟ ! صلى الله عليه وآله ، ونزل ( 4 ) أمير المؤمنين عليه السلام عن بغلته
وعانق عمارا وودعه وقال : يا أبا اليقظان جزاك الله عن نبيك وعن الاسلام خيرا ( 5 ) ،
فنعم الاخ كنت ، ونعم الصاحب كنت ، ثم بكى عليه السلام وبكى عمار ، ثم قال : والله يا
أمير المؤمنين ما اتبعتك إلا ببصيرة ، فاني سمعت رسول الله يقول يوم خيبر ( 6 ) : يا عمار
ستكون بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فاتبع عليا وحزبه فإنه مع الحق والحق معه ، و
إنك ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين ، فجزاك الله يا أمير المؤمنين عن الاسلام أفضل
الجزاء ، لقد أديت وأبلغت ونصحت ، ثم ركب وركب أمير المؤمنين عليه السلام وبرز إلى القتال
___________________________________________________________
( 1 ) سورة الملك : 30 .
( 2 ) من هنا إلى آخر الرواية قد سقط عن ( ت ) و ( د ) .
( 3 ) في المصدر : ثم يقتلك الفئة الباغية .
( 4 ) في المصدر : وصفه لى رسول الله ، فنزل اه .
( 5 ) : جزاك الله عن الله وعن نبيك خيرا .
( 6 ) : يوم حنين .
[328]
ثم إنه دعا بشربة من ماء فقيل : ما معنا ماء ، فقام إليه رجل من الانصار فأسقاه شربة
من لبن فشربه ، ثم قال : هكذا عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون آخر زادي شربة من
لبن ( 1 ) ثم حمل على القوم فقتل ثمانية عشر نفسا ، فخرج إليه رجلان من أهل الشام
فطعناه وقتل رحمه الله ، فلما كان في الليل ( 2 ) طاف أمير المؤمنين عليه السلام في القتلى فوجد
عمارا ملقى بين القتلى ، فجعل رأسه على فخذه ثم بكى عليه السلام وأنشأ يقول :
ألا أيها الموت الذي لست تاركي * أرحني فقد أفنيت كل خليل
أراك بصيرا بالذين احبهم * كأنك تأتي نحوهم بدليل ( 3 )
184 - نص : علي بن الحسين بن محمد ، عن هارون بن موسى ، عن محمد بن علي بن
معمر ، عن عبدالله بن معبد ، عن موسى بن إبراهيم ، عن عبدالكريم بن هلال ، عن أسلم
عن أبي الطفيل ، عن عمار قال : لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة دعا بعلي عليه السلام فساره ( 4 )
طويلا ثم قال : يا علي أنت وصيي ووراثي ، قد أعطاك الله علمي وفهمي ، فإذا مت ظهرت
لك ضغائن في صدور قوم ، وغصبت على حقك ، فبكت فاطمة وبكى الحسن والحسين
عليهم السلام ، فقال لفاطمة : يا سيدة النسوان مم بكاؤك قالت : يا أبت أخشى الضيعة بعدك ، قال :
أبشري يا فاطمة فإنك أول من تلحقني من أهل بيتي ، فلا تبكي ولا تحزني فإنك سيدة
نساء أهل الجنة ، وأباك سيد الانبياء ، وابن عمك خير الاوصياء ( 5 ) ، وابناك سيدا شباب
أهل الجنة ، ومن صلب الحسين يخرج الله الائمة التسعة ، مطهرون معصومون ، ومنا
مهدي هذه الامة ، الخبر ( 6 ) .
185 - نص : محمد بن وهبان ، عن محمد بن عمر الجعابي ، عن إسماعيل بن محمد بن
شيبة ، عن محمد بن أحمد بن الحسن ، عن يحيى بن خلف ، عن عبدالرحمان ، عن يزيد بن
الحسن ، عن معاوية بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن اسيد قال : سمعت رسول
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : آخر زادى من الدنيا شربة من اللبن .
( 2 ) : فلما كان الليل .
( 3 و 6 ) كفاية الاثر : 16 و 17 .
وفيه : كانك تنحو نحوهم بدليل .
( 4 ) اى كلمة بسر .
( 5 ) في المصدر : سيد الاوصياء .
[329]
الله صلى الله عليه وآله يقول : على منبره : معاشر الناس إني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض ،
حوضا أعرض ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين
تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الاكبر كتاب الله سبب
طرفه بيد الله ( 1 ) وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لن تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل
بيتي ( 2 ) فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، معاشر
الناس كأني على الحوض أنتظر من يرد علي منكم ، وسوف يؤخر اناس من دوني
فأقول : يا رب مني ومن امتي ، فيقال : يا محمد هل شعرت بما عملوا ؟ إنهم ما برحوا بعدك
يرجعون على أعقابهم .
ثم قال : اوصيكم في عترتي خيرا - ثلاثا أو قال : في أهل بيتي - فقام إليه سلمان
فقال : يا رسول الله ألا تخبرني عن الائمة بعدك ؟ إنهم من عترتك ( 3 ) ؟ فقال : نعم الائمة
من بعدي من عترتي ، عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين ، أعطاهم الله علمي
وفهمي ، فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، فاتبعوهم فإنهم مع الحق والحق معهم ( 4 ) .
186 - نص : الحسين بن محمد بن سعيد ، عن محمد بن أبي عبدالله الاسدي ، عن محمد
بن أبي بشر ، عن الحسين بن أبي الهيثم ، عن هشام بن خالد ، عن صدقة بن عبدالله ، عن
هشام عن حذيفة بن اسيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول وسأله سلمان عن الائمة
فقال الائمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين ومنا مهدي هذه
الامة ، ألا إنهم مع الحق والحق معهم ، فانظروا كيف تخلفوني فيهم ( 5 ) .
187 - نص : علي بن الحسن بن محمد ، عن القاضي محمد بن عمر ، عن محمد بن أحمد بن
ثابت القيسي ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبي عمارة ، عن إسحاق بن أبي عمارة ، عن حبشي
( 1 ) في المصدر : بيدى الله .
( 2 ) في المصدر و ( د ) ولا تبدلوا في عترتي اهل بيتي .
( 3 ) كذا في ( ك ) وفى غيره من النسخ وكذا المصدر : أماهم من عترتك ؟ .
( 4 ) كفاية الاثر : 17 .
[330]
بن معاذ ، عن مسلم قال : حدثني حكيم بن جبير ، عن أبيه ، عن الشعبي ، عن أبي جحيفة
وهب السوائي ، عن حذيفة بن اسيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول على المنبر - و
سألوه عن الائمة إلا أنه لم يقل سلمان ( 1 ) - فقال : الائمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل
ألا إنهم مع الحق والحق معهم ( 2 ) .
بيان : أبوجحيفة بالجيم المضمومة ثم الحاء المهملة المفتوحة هو وهب بن عبدالله
السوائي بضم السين المهملة وتخيف الواو وبهمزة بعد الالف .
188 - نص : أحمد بن محمد بن عبيدالله بن الحسن العطاردي ، عن جده عبيدالله
بن الحسن ، عن أحمد بن عبدالجبار العطاردي ، عن محمد بن عبدالله الرقاشي ، عن جعفر
بن سليمان الضبعي ، عن يزيد الرشك - ويقال قيس - عن مطرف بن عبدالله ، عن عمران
بن حصين قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : معاشر الناس إني راحل عن قريب ومنطلق
إلى المغيب ، اوصيكم في عترتي خيرا ، فقام إليه سلمان فقال : يا رسول الله أليس الائمة
بعدك من عترتك ؟ فقال : نعم الائمة بعدي من عترتي بعدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من
صلب الحسين ، ومنا مهدي هذه الامة ، فمن تمسك بهم فقد تمسك بحبل الله ، لا
تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، واتبعوهم فإنهم مع الحق والحق معهم حتى يردوا علي
الحوض ( 3 ) .
189 - نص : محمد بن عبدالله بن المطلب ، عن أحمد بن محمد بن اسيد ، عن عبد
العزيز بن إسحاق بن جعفر ، عن عبدالوهاب بن عيسى المروزي ، عن الحسين بن علي بن
محمد البلوي ، عن عبدالله بن نجيج ، عن علي بن هاشم ، عن علي بن خرور ، عن الاصبغ
بن نباتة قال : سمعت عمران بن حصين يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي : أنت وارث
علمي وأنت الامام والخليفة بعدي ، تعلم الناس بعدي مالا يعلمون ، وأنت أبوسبطي و
وزوج ابنتي ، ومن ذريتكم العترة الائمة المعصومون ، فسأله سلمان عن الائمة فقال :
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : لم يكن سلمان .
( 2 ) كفاية الاثر : 17 .
( 3 ) كفاية الاثر : 17 و 18 .