[381]
فقال عمر ( 1 ) : إني لست هناك لكني ارشدك إلى من هو أعلم امتنا بالكتاب والسنة
وجميع ما قد تسأل عنه ( 2 ) وهو ذاك - وأومأ إلى علي عليه السلام - فقال له اليهودي : ياعمر
إن كان هذا كما تقول فما لك وبيعة الناس وإنما ذاك أعلمكم ؟ فزبره عمر ( 3 ) ، ثم إن اليهودي
قام إلى علي عليه السلام فقال : أنت كما ذكر عمر ؟ فقال : وما قال عمر ؟ فأخبره ، قال : فإن كنت كما قال
عمر سألتك عن أشياء اريد أن أعلم هل يعلمها أحد منكم فأعلم أنكم في دعوا كم خير الامم
وأعلمها صادقون ، ومع ذلك أدخل في دينكم الاسلام ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : نعم أنا
كما ذكر لك عمر ، سل عما بدالك اخبرك عنه إن شاء الله .
قال : أخبرني عن ثلاثه وثلاثه وواحدة ، قال له علي عليه السلام يا يهودي لم لم تقل :
أخبرني عن سبع ؟ فقال اليهودي : إنك إن أخبرتني بالثلاث سألتك عن الثلاث وإلا
كففت ، وإن أجبتني في هذه السبع فأنت أعلم أهل الارض وأفضلهم وأولى الناس بالناس
فقال : سل عما بدالك يايهودي ، قال : أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الارض
وأول شجرة غرست على وجه الارض ، وأول عين نبعت على وجه الارض ، فأخبره
أميرالمؤمنين عليه السلام ، ثم قال له اليهودي : فأخبرني عن هذه الامة كم لها من إمام هدى ؟ وأخبرني
عن نبيكم محمد أين منزله في الجنة ؟ وأخبرني من معه في الجنة ؟ فقال له أميرالمؤمنين
عليه السلام : إن لهذه الامة اثني عشرإما هدى من ذرية نبيها ، وهم مني ، وأما
منزل نبينا صلى الله عليه وآله في الجنة فهي أفضلها وأشرفها جنة عدن ، وأما من معه في منزله منها
فهؤلاء الاثنا عشر من ذريته ، وامهم وجدتهم - ام امهم - وذراريهم لايشر كهم فيها
أحد ( 4 ) .
عم : عن الكليني مثله ( 5 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : فقال له عمر .
( 2 ) : وجميع ما قد يسأل عنه .
( 3 ) زبره عن الامر : منعه ونهاء عنه .
والسائل : انتهره .
( 4 ) الغيبة للشيخ الطوسى : 106 و 107 .
( 5 ) اعلام الورى : 367 .
[382]
* [ بيان : قوله عليه السلام : " من ذرية نبيها " أقول : يخطر بالبال في حل الاشكال
الوارد عليه من عدم كون أميرالمؤمنين من الذرية وجوه :
الاول أن السائل لما علم بوفور علمه عليه السلام وما شاهد من آثار الامامة والوصاية
فيه أنه أول الاوصياء عليهم السلام فكأن سؤاله عن التتمة ، فالمراد بالاثني عشر تتمتهم وتكملتهم
غيره عليه السلام .
الثاني أن يكون إطلاق الذرية عليه للتغليب وهو مجاز شائع .
الثالث أن استعير لفظ الذرية للعترة ويريد بها ما يعم الولادة الحقيقة والمجازية
فإن النبي صلى الله عليه وآله كان والد جميع الامة لاسيما بالنسبة إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فإنه كان
مربيه ومعلمه ، وعلاقة المجاز هنا كثيرة .
الرابع أن يكون " من ذرية نبيها " خبر مبتدء محذوف ، أى بقيتهم من الذرية
أوهم من الذرية بارتكاب استخدام في الضمير بإرجاع الضمير إلى الاغلب تجوزا ، وأكثر
تلك الوجوه يجري في قوله : " من ذريته " وكذا قوله : " امهم " يعني فاطمة
" وجدتهم " يعني خديجة عليهما السلام وقوله : " وهم مني " على الاول والرابع ظاهر ، وعلى
الوجهين الاخيرين يمكن أن ترتكب تجوز في كلمة " من " بما يشمل العينية أيضا ،
أو يقال : ضمير " هم " راجع إلى الذرية مطلقا إشارة إلى أن جميع ذرية النبي من ولده
كما قال النبي صلى الله عليه وآله فيه : " هو أبوولدي " أوالمعنى : ابتدؤوا مني أي أنا أولهم .
أقول : قد أوردنا كثيرا من الاخبار في ذلك في باب احتجاجاته صلوات الله عليه على
اليهود ، وباب ما ورد من المعضلات على الائمة بعد الرسول صلى الله عليه وآله ،
9 - كتاب المقتضب : لابن عياش ، عن أحمد بن محمد بن زياد القطان ، عن محمد بن
غالب الضبي ، عن هلال بن عقبة ، عن حيان بن أبي بشر ، عن معروف بن خر بوذ ، عن
أبي الطفيل قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : ليلة القدر في كل سنة ينزل فيه على الوصاة
بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ما ينزل ، قيل له : ومن الوصاة ياأميرالمؤمنين ؟ قال : أنا وأحد عشر
من صلبي هم الائمة المحدثون ، قال معروف : فلقيت أبا عبدالله مولى ابن عباس بمكة ( 1 )
( * ) هذا البيان يوجد في ( ك ) و ( د ) فقط .
( 1 ) في المصدر : في مكة .
[383]
فحدثته بهذا الحديث فقال : سمعت ابن عباس يحدث بذلك ويقرأ " وما أرسلنا من قبلك
من نبي ولارسول ولامحدث " وقال : هم والله المحدثون ( 1 )
1 - نص : علي بن محمد ، عن محمد بن عمر الجعابي ، عن أحمد بن واقد ، عن إبراهيم بن
عبدالله ، عن عبدالله بن عبدالحميد ، عن أبي ضمرة ، عن عباية ، عن الاصبغ قال : سمعت
الحسن بن علي عليه السلام يقول الائمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله اثنا عشر ، من صلب أخي الحسين
ومنهم مهدي هذه الامة ( 2 ) .
2 - نص : الحسين بن علي رحمة الله ، عن هارون بن موسى ، عن محمد بن همام ، عن
جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ، عن الحصين بن علي ، عن فرات بن أحنف ، عن جابر بن يزيد
الجعفي ، عن محمد بن علي الباقر ، عن علي بن الحسين زين العابدين عليهم السلام قال : قال الحسن بن
علي عليه السلام : الائمة [ بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ] عدد نقباء بنى إسرائيل ، ومنا مهدي هذه
الامة ( 3 ) .
3 - نص : محمد بن الحسن بن الحسين بن أيوب ، عن محمد بن الحسين البزوفري
عن أحمد بن محمد الهمداني ، عن القاسم بن محمد بن حماد ، عن غياث بن إبراهيم ، عن إسماعيل
ابن أبي زياد ، عن يونس بن أرقم ، عن أبان بن أبى عياش ، عن سليمان القصري قال :
سألت الحسن بن علي عليهما السلام عن الائمة فقال : عدد شهور الحول ( 4 ) .
4 - نص : المعافا بن زكريا ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن الحسن بن سعيد ، عن أبيه ،
___________________________________________________________
( 1 ) المقتضب : 34 .
( 2 ) كفاية الاثر : 29 و 30 .
( 3 و 4 ) كفاية الاثر : 30 .
[384]
عن جعدة بن الزبير ، عن عمران بن يعقوب بن عبدالله ، عن يحيى بن جعدة بن هبيرة ، عن
الحسين بن علي صلوات الله عليه وسأله رجل عن الائمة فقال : عدد نقباء بني إسرائيل
تسعة من ولدي آخرهم القائم ، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أبشروا ثم أبشروا
- ثلاث مرات - إنما مثل أهل بيتي كمثل حديقة اطعم منها فوج عاما ثم اطعم منها
فوج عاما ، آخرها ( 1 ) فوجا يكون أعرضها بحرا ( 2 ) وأعمقها طولا وفرعا وأحسنها جنى
وكيف تهلك امة أنا أولها واثنا عشر من بعدي من السعداء اولي الالباب والمسيح بن
مريم آخرها ؟ ولكن يهلك فيما بين ذلك ثبج الهرج ليسوا مني ولست منهم ( 3 ) .
5 - نص : على بن الحسين ، عن محمد بن الحسين الكوفي ، عن محمد بن محمود ، عن أحمد
ابن عبدالله الذهلى ، عن أبي حفص الاعشى ، عن عنبسة بن الازهر ، عن يحيى بن عقيل
عن يحيى بن نعمان قال كنت عند الحسين عليه السلام إذا دخل عليه رجل من العرب متلثما ( 4 )
أسمر شديد السمرة ( 5 ) ، فسلم فرد عليه الحسين عليه السلام فقال : يا ابن رسول الله مسألة ، فقال
هات ، قال : كم بين الايمان واليقين ؟ قال : أربع أصابع ، قال كيف ؟ قال : الايمان ما
سمعناه واليقين ما رأيناه ، وبين السمع والبصر أربع أصابع قال : فكم بين السماء والارض
قال : دعوة مستجاتة ، قال : فكم بين المشرق والمغرب ؟ قال : مسيرة يوم للشمس ، قال : فما عز
المرء ؟ قال : استغناؤه عن الناس ، قال : فما أقبح شئ ؟ قال : الفسق في الشيخ قبيح ،
والحدة في السلطان قبيحة ، والكذب في ذي الحسب قبيح ، والبخل في ذي الغناء ، والحرص
في العالم ، قال : صدقت يا ابن رسول الله فأخبرني عن عدد الائمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله قال
اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل ، قال : فسمهم لي ، قال ( 6 ) : فأطرق الحسين عليه السلام ثم
___________________________________________________________
( 1 ) كذا في ( ك ) وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : ثم اطعم منها فوجا عاما إلى آخرها .
وعلى أى لا يخلوا عن اضطراب ، والظاهر : لعل آخرها .
( 2 ) في المصدر : يكون اعرضها سجرا .
وسجرالماء النهر : ملاء .
وسجر البحر : فاض .
( 3 ) كفاية الاثر : 30 .
( 4 ) ليست كلمة " متلئما " في المصدر .
( 5 ) السمرة : لون بين السواد والبياض .
( 6 ) ليست كلمة " قال " في المصدر .
[385]
رفع رأسه فقال : نعم اخبرك يا أخا العرب ، إن الامام والخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
أبي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والحسن وأنا وتسعة من ولدي ، منهم علي ابني ،
وبعده محمد ابنه ، وبعده جعفر ابنه ، وبعده موسى ابنه ، وبعده علي ابنه وبعده محمد ابنه ،
وبعده علي ابنه ، وبعده الحسن ابنه ، بعده الخلف المهدي ، هو التاسع من ولدي يقوم
بالدين في آخرالزمان .
قال : فقام الاعرابي وهو يقول :
مسح النبي جبينه * فله بريق في الخدود
أبواه من أعلا قريش وجدة خير الجدود ( 1 )
6 - ن : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي ، عن وكيع ، عن الربيع
بن سعد ، عن عبدالرحمان بن سليط قال : قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام منا
اثنا عشر مهديا أولهم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم التاسع من ولدي ، وهو
القائم بالحق ، يحيي الله تعالى به الارض بعد موتها ، ويظهر به دين الحق على الدين
كله ولوكره المشركون ، له غيبة يرتد فيها قوم ويثبت على الدين فيها آخرون فيؤذون
ويقال لهم : " متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ؟ " أما إن الصابر في غيبته على الاذى و
التكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ( 2 ) .
مقتضب الاثر لابن عياش عن المهداني مثله ( 3 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) كفاية الاثر : 31 .
( 2 ) عيون الاخبار : 40 .
( 3 ) ص 27 و 28 .
[386]
1 - ج : عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي خالد الكابلي ( 1 ) ، قال : دخلت على
سيدي علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام فقلت : له يا ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله - أخبرني
بالذين فرض الله طاعتهم ومودتهم وأوجب على عباده ( 2 ) الاقتداء بهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ،
فقال لي : يا كنكر إن اولي الامر الذين جعلهم الله أئمة للناس وأوجب عليهم طاعتهم
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ثم الحسن ثم الحسين ابنا علي بن أبي طالب ، ثم
انتهى الامر إلينا ، ثم سكت ، فقلت له : يا سيدي روي لنا عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه
قال : لا تخلو الارض من حجة الله على عباده فمن الحجة والامام بعدك ؟ فقال : ابني محمد
واسمه في التوراة باقر ، يبقر العلم بقرا ، هو الحجة والامام بعدي ، ومن بعد محمد ابنه جعفر
واسمه عند أهل السماء الصادق ، فقلت له : يا سيدي كيف صار اسمه الصادق وكلكم
صادقون ؟ قال : حدثني أبي عن أبيه عليهما السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إذا ولد ابني
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق ، فإن الخامس
الذي ( 3 ) من ولده الذي اسمه جعفر يدعي الامامة اجتراء على الله وكذبا عليه ، فهو
عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله ، المدعي لما ليس له بأهل ، المخالف على أبيه ،
والحاسد لاخيه ، ذلك الذي يكشف سر الله عند غيبة ولي الله .
ثم بكى علي بن الحسين بكاء شديدا ثم قال : كأني بجعفر الكذاب وقد حمل
طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله والمغيب في حفظ الله ، والتوكيل بحرم أبيه ، جهلا منه
بولادته وحرصا على قتله إن ظفر به ، وطمعا في ميراث أبيه ( 4 ) حتى يأخذه بغير حقه .
___________________________________________________________
( 1 ) اسمه " كنكر " وقيل وردان .
( 2 ) في المصدر : واوجب على خلقه .
( 3 ) ليست كلمة " الذى " في المصدر .
( 4 ) في المصدر : وحرصا على قتله ان ظفر به طمعا في ميراث أبيه
[387]
قال أبوخالد : فقلت له : يا ابن رسول الله فإن ذلك الكائن ؟ قال : ( 1 ) إي وربي إن ذلك
لمكتوب ( 2 ) عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله .
قال أبوخالد : فقلت : يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ثم يكون ماذا ؟ قال : ثم تمتد الغيبة بولي
الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله والائمة بعده ، يابا خالد إن أهل زمان غيبته و
القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره عليه السلام أفضل من أهل كل زمان ، لان الله تعالى
ذكره أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عنهم بمنزلة المشاهدة ،
وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف ، اولئك
المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا ، وقال عليه السلام : انتظار الفرج
من أعظم الفرج ( 3 )
ك ( 4 ) : علي بن عبدالله ، عن محمد بن هارون ، عن عبدالله بن موسى ، عن عبدالعظيم
الحسني ، عن صفوان بن يحيى ، عن إبراهيم بن أبي زياد ، عن الثمالي ، عن الكابلي مثله
ثم قال : حدثنا بهذا الحديث ابن موسى والسناني والوراق جميعا ، عن محمد الكوفي ،
عن عبدالعظيم الحسني ، عن صفوان ، عن إبراهيم بن أبي زياد ، عن الثمالي ، عن الكابلي
عن علي بن الحسين عليه السلام .
قال الصدوق : ذكر زين العابدين عليه السلام جعفر الكذاب ( 5 ) دلالة في إخباره بما
يقع منه ، وقد روي مثل ذلك ( 6 ) عن أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام أنه لم
يسر به لما ولد ، وأنه أخبرنا بأنه سيضل خلقا كثيرا ، وكل ذلك دلالة له عليه السلام فإنه
لا دلالة له على الامامة ( 7 ) أعظم من الاخبار بما يكون قبل أن يكون ، كما كان مثل ذلك
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وان ذلك لكائن ؟ فقال اه .
( 2 ) في المصدر : انه لمكتوب .
( 3 ) الاحتجاج للطبرسى : 173 .
( 4 ) في ( ك ) : نص .
وهو سهو ولا توجد الرواية في كفاية الاثر .
( 5 ) في المصدر : لجعفر الكذاب .
( 6 ) في المصدر : وقد نقل مثل ذلك .
( 7 ) في المصدر : وذلك دلالة له عليه السلام أيضا لانه لا دلالة على الامامة اه .
[388]
دلالة لعيسى بن مريم عليه السلام على نبوته إذ أنبا الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم
وكما كما النبي صلى الله عليه وآله حين قال أبوسفيان في نفسه : من فعل مثل ما فعلت ؟ جئت فدفعت
يدي في يده ! ألا كنت أجمع عليه الجموع ( 1 ) من الاحابيش بركابه ( 2 ) وكنت ألقاه بهم
لعلي كنت أدفعه ؟ ! فناداه النبي صلى الله عليه وآله من خيمته : إذا كان الله يخزيك يا أبا سفيان ، و
ذلك دلالة له عليه السلام كدلالة عيسى بن مريم عليه السلام وكل من أخبر من الائمة عليهم
السلام بمثل ذلك ( 3 ) فهي دلالة تدل الناس على أنه إمام مفترض الطاعة من الله تبارك
وتعالى ( 4 ) .
2 - نص : الحسين بن علي ، عن هارون بن موسى ، عن الحسين بن حمدان ، عن
عثمان بن سعيد ، عن محمد بن مهران ، عن محمد بن إسماعيل الحسني ، عن خالد بن المفلس
عن نعيم بن جعفر ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي خالد الكابلي قال : دخلت على علي
بن الحسين عليهما السلام وهو جالس في محرابه فجلست حتى انثنى ( 5 ) وأقبل علي
بوجهه يمسح يده على لحيته ، فقلت : يا مولاي أخبرني كم يكون الائمة بعدك ؟ قال عليه السلام :
ثمانية ، قلت : وكيف ذاك ؟ قال عليه السلام : لان الائمة بعد رسول الله اثنا عشر إماما عدد
الاسباط ، ثلاثة من الماضين ، أنا الرابع ( 6 ) ، وثمانية من ولدي ، أئمة أبرار من أحبنا
وعمل بأمرنا كان معنا في السنام الاعلى ، ومن أبغضنا وردنا أو رد واحدا منها فهو كافر
بالله وآياته ( 7 ) .
3 - نص : أبوالمفضل الشبياني ، عن جعفر بن محمد العلوي ، عن علي بن الحسن
بن علي بن عمر علي بن الحسين ، عن حسين بن زيد ، عن عمه عمر بن علي ، عن أبيه
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 388 سطر 19 الى ص 396 سطر 18
___________________________________________________________
( 1 ) في هامش ( ك ) الزنج ص .
( 2 ) في المصدر : من الاحابيش وكنانة .
( 3 ) في المصدر : وكان من اخبار الائمة بمثل ذلك .
( 4 ) كمال الدين : 184 - 186 .
( 5 ) أى انعطف .
( 6 ) في المصدر : وأنا الرابع .
( 7 ) كفاية الاثر : 31 .
[389]
علي بن الحسين عليهما السلام قال : كان يقول عليه السلام : " ادعوا لي ابني الباقر " وقلت " لابني
الباقر " يعني محمدا ، فقلت : له يا أبه ولم سميته الباقر ؟ قال : فتبسم وما رأيته يتبسم
قبل ذلك ، ثم سجد لله تعالى طويلا فسمعته عليه السلام يقول في سجوده : اللهم لك الحمد سيدي
على ما أنعمت به علينا أهل البيت ، يعيد ذلك مرارا ، ثم قال : يا بني إن الامامة في
ولده إلى أن يقوم قائمنا عليه السلام فيملاها قسطا وعدلا [ كما ملئت ظلما وجورا ] وإنه
الامام وأبوالائمة ، معدن الحلم وموضع العلم ، يبقره بقرا والله لهو أشبه الناس
برسول الله صلى الله عليه وآله ، فقلت : فكم الائمة بعده ؟ قال : سبعة ، ومنهم المهدي الذي يقوم
بالدين في آخر الزمان ( 1 ) .
4 - نص : علي بن الحسن ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن إسحاق إجازة أرسلها
إلى محمد بن أحمد بن سليمان ( 2 ) ، عن عبدالله بن عمر البلوي ، عن إبراهيم بن عبدالله بن
العلاء ، عن أبيه ، عن زيد بن علي بن الحسين عليه السلام قال : بينا أبي مع بعض أصحابه إذ
قام إليه رجل فقال : يا ابن رسول الله هل عهد إليكم نبيكم كم يكون بعده أئمة ؟ قال :
نعم اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل ( 3 ) .
5 - نص : الحسين بن محمد بن سعيد ، عن علي بن عبدالله الخديجي ، عن الحسين
بن جعفر ، عن الحسين بن الحسن الفزاري الاشقر ، عن محمد بن كثير بياع الهروي ، عن
محمد بن عبيدالله الفزاري ، عن الحسين بن علي بن الحسين عليهما السلام قال : سأل رجل أبي عليه السلام
عن الائمة فقال : اثنا عشر ، سبعة من صلب هذا ووضع يده على كتف أخي
محمد ( 4 ) .
___________________________________________________________
( 1 و 3 ) كفاية الاثر : 31 .
( 2 ) في المصدر : و ( د ) : اجازة أرسلها إلى مع محمد بن أحمد بن سليمان .
( 4 ) كفاية الاثر : 31 و 32 .
[390]
1 - نص : المعافا بن زكريا ، عن محمد بن مزيد الازهري ، عن محمد بن مالك بن
الابرد ، عن محمد بن فضيل ، عن غالب الجهني ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : إن الائمة
بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كعدد نقباء بني إسرائيل وكانوا اثني عشر ، الفائز من والاهم والهالك
من عاداهم .
ولقد حدثني أبي عن أبيه قال : قال رسول الله لما اسري بي إلى السماء
نظرت فإذا على ساق العرش مكتوب " لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته
بعلي " ورأيت في مواضع " عليا عليا عليا ومحمدا ومحمدا وجعفرا وموسى والحسن والحسن
والحسين والحجة ( 1 ) " فعددتهم فإذا هم اثنا عشر ، فقلت : يا رب من هؤلاء الذين أراهم ؟
قال : يا محمد هذا نور وصيك وسبطيك ، وهذه أنوار الائمة من ذريتهم ، بهم اثيب وبهم
اعاقب ( 2 ) .
2 - نص : أبوالمفضل الشيباني ، عن جعفر بن محمد العلوي ، عن عبيدالله بن أحمد
بن نهيك ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن عطية ، عن عمر بن يزيد ، عن الورد بن كميت
عن أبيه الكميت بن أبي المستهل قال : دخلت على سيدي أبي جعفر محمد بن علي
الباقر عليهما السلام فقلت : يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم أبياتا أفتأذن لي في إنشادها ؟ فقال :
إنها أيام البيض ، قلت : فهو فيكم خاصة قال : هات ( 3 ) ، فأنشأت أقول :
أضحكني الدهر وأبكاني * والدهر ذو صرف وألوان ( 4 )
___________________________________________________________
( 1 ) لعل الراوى ذكر هذا الترتيب .
( 2 ) كفاية الاثر : 32 .
( 3 ) يستفاد من هذا كراهية انشاد الشعر في أيام البيض الا ما كان فيهم عليهم السلام .
( 4 ) صرف الدهر وصروفه ، نوائبه وحدثانه .
أو المراد بالصرف : التغيير .