[ 91 ]
أدلكم على خير الناس خالا وخالة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الحسن والحسين
فإن خالهما القاسم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وخالتهما زينب بنت رسول الله ، ثم قال بيده :
هكذا يحشرنا الله ( 1 ) ، ثم قال : اللهم إنك تعلم أن الحسن في الجنة والحسين في
الجنة ، وجدهما في الجنة وجدتهما في الجنة ، وأباهما في الجنة وامهما في
الجنة ، وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة ، وخالهما في الجنة وخالتهما في
الجنة ، اللهم إنك تعلم أن من يحبهما في الجنة ومن يبغضهما في النار .
قال : فلما قلت ذلك للشيخ قال : من أنت يا فتى ؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال :
أعربي أنت أم مولى ؟ قال قلت : بل عربي ، قال : فأنت تحدث بهذا الحديث وأنت في هذا
الكساء ؟ ! فكساني خلعته ( 2 ) وحملني على بغلته فبعتهما ( 3 ) بمائة دينار ، فقال : يا شاب
أقررت عيني فوالله لاقرن عينك ولارشدنك إلى شاب يقر عينك اليوم ، قال :
فقلت : أرشدني ، قال : لي أخوان أحدهما إمام والآخر مؤذن ، أما الامام فإنه يحب
عليا منذ خرج من بطن امه ، وأما المؤذن فانه يبغض عليا منذ خرج من بطن امه ،
قال : قلت : أرشدني ، فأخذ بيدي حتى اتى باب الامام ، فاذا أنا برجل قد خرج إلي
فقال : أما البغلة والكسوة فأعرفهما ، والله ما كان فلا يحملك ويكسوك إلا أنك
تحب الله عزوجل ورسوله ، فحدثني بحديث في فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ،
قال : فقلت : أخبرني أبي عن أبيه جده ، قال : كنا قعودا عند النبي صلى الله عليه وآله
إذ جاءت فاطمة عليها السلام تبكي بكاء شديدا ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : ما يبكيك يا فاطمة ؟
قالت : يا أبت عيرتني نساء قريش وقلن : إن أباك وزوجك من معدم ( 4 ) لا مال له ،
فقال لها النبي صلى الله عليه وآله : لا تبكين فوالله ما زوجتك حتى زوجل الله من فوق عرشه ،
وأشهد بذلك جبرئيل وميكائيل ، وإن الله عزوجل اطلع على أهل الدنيا فاختار
___________________________________________________________
( 1 ) قال بيده أو برأسه : أشار .
والظاهر ان معنى الجملة أن رسول الله صلى الله عليه وآله
ضمهما إلى صدره وأشار إلى الناس : هكذا يحشرنا الله .
( 2 ) الخلعة بكسر الخاء الثوب الذى يعطى منحة ، كل ثوب تخلعه عنك .
خيار المال .
( 3 ) في المصدر و ( م ) فبعتها .
( 4 ) المعدم : الفقير .
[ 92 ]
من الخلائق أباك فبعثه نبيا ، ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق عليا فزوجك إياه
واتخذه وصيا ، فعلي أشجع الناس قلبا ، وأحلم الناس حلما ، وأسمح الناس كفا ،
وأقدم الناس سلما ، وأعلم الناس علما ، والحسن والحسين ابناه وهما سيدا شباب أهل
الجنة ، واسمهما في التوراة شبر وشبير ، لكرامتهما ( 1 ) على الله عزوجل ، يا فاطمة
لا تبكين فوالله إنه إذا كان يوم القيامة يكسى أبوك حلتين وعلي حلتين ولواء الحمد
بيدى ، فاناوله عليا لكرامته على الله عزوجل ، يا فاطمة لا تبكين فإني إذا دعيت إلى
رب العالمين يجئ علي معي ، وإذا شفعني الله عزوجل شفع عليا معي ، يا فاطمة
لا تبكين إذا كان يوم القيامة ينادي مناد في أهوال ذلك اليوم : يا محمد نعم الجد جدك
إبراهيم خليل الرحمان ، ونعم الاخ أخوك علي بن أبي طالب ، يا فاطمة علي يعينني
على مفايتح الجنة ، وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غدا في الجنة .
فلما قلت ذلك قال : يا بني ممن أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : أعربي
أم مولى ؟ قلت : بل عربي ، قال : فكساني ثلاثين ثوبا وأعطاني عشرة آلاف درهم ، ثم
قال : يا شاب قد أقررت عيني ولي إليك حاجة ، قلت : قضيت إن شاء الله ، قال : فاذا
كان غدا فائت مسجد آل فلان كيما ترى أخي المبغض لعلي عليه السلام قال : فطالت علي تلك
الليلة ، فلما أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي فقمت في الصف ، فإذا إلى جانبي
شاب متعمم ، فذهب ليركع فسقطت عمامته ، فنظرت في وجهه فإذا رأسه رأس خنزير ووجهه
وجه خنزير ، فوالله ما علمت ما تكلمت به في صلاتي ( 2 ) حتى سلم الامام ، فقلت : يا ويحك
ما الذي أرى بك ؟ فبكى وقال لي : انظر إلى هذه الدار ، فنظرت فقال لي : كنت مؤذنا
لآل فلان ، كلما أصبحت لعنت عليا ألف مرة بين الاذان والاقامة ، وكلما كان يوم
الجمعة لعنته أربعة آلاف مرة ، فخرجت من منزلي فأتيت داري فاتكأت على هذا الدكان
الذي ترى ، فرأيت في منامي كأني بالجنة وفيها رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي فرحين ،
ورأيت كأن النبي عن يمينه الحسن وعن يساره الحسين ومعه كأس ، فقال : يا حسين
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وكرامتهما .
( 2 ) : في صلاته .
[ 93 ]
اسقني ، فسقاه ، ثم قال : اسق الجماعة ، فشربوا ، ثم رأيته كأنه قال : اسق المتكئ
على هذا الدكان ، فقال له الحسن : يا جد اتأمرني أن أسقي هذا وهو يلعن والدي في كل
يوم ألف مرة بين الاذان والاقامة وقد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرة ؟ فأتاني
النبي صلى الله عليه وآله فقال لي : مالك عليك لعنة الله تلعن عليا وعلي مني وتشتم عليا وعلي
مني ؟ فرأيته كأنه تفل في وجهي وضربني برجله وقال : قم غير الله ما بك من نعمة ،
فانتبهت من نومي فإذا رأسي رأس خنزير ووجهي وجه خنزير .
ثم قال لي أبوالجعفر أمير المؤمنين : أهذان الحديثان في يدك ؟ فقلت : لا ، فقال :
يا سليمان حب علي إيمان وبغضه نفاق ، والله لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ،
قالت : قلت : الامان يا أمير المؤمنين ، قال : لك الامان ، قلت : فما تقول : في قاتل الحسين
عليه السلام ؟ قال : إلى النار وفي النار ، قلت : وكذلك من قتل ولد رسول الله إلى النار وفي
النار ؟ قال : الملك عقيم يا سليمان ! اخرج فحدث بما سمعت ( 1 ) .
بشا : وجدت بخط والدي أبي القاسم : حدثنا عبدالله بن عدي بجرجان ، عن
أبي يعقوب الصوفي ، عن ابن عبدالرحمان الانصاري ، عن الاعمش وذكر مثله بأدنى تغيير
وتبديل في الالفاظ ( 2 ) .
-بحار الانوار مجلد: 33 من ص 93 سطر 15 الى ص 101 سطر 15
[ بيان : في القاموس : العشاء كسماء طعام العشي ، وتعشى ، أكله ، وعشاء عشوا
وعشيا : أطعمه إياه كعشاه وأعشاه ( 3 ) .
واقول : وروى هذا الحديث الخوارزمي في مناقبه أطول وأبسط من ذلك ( 4 ) ،
ورواه صاحب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة وهو أيضا من المخالفين ، وساق الحديث
نحو ما مر إلى قوله : حتى سلم الامام فالتفت إليه وقلت له : ما هذا الذي أرى بك ؟ فقال
لي : لعلك صاحب أخي بالامس ؟ قلت : نعم ، فأخذ بيدي وأقامني وهو يبكي حتى أتينا
إلى منزله ، فقال لي : ادخل فدخلت ، فقال : انظر إلى هذا الدكان ، فنظرت إلى دكة ،
___________________________________________________________
( 1 ) امالى الصدوق : 260 - 264 .
( 2 ) بشارة المصطفى : 138 - 142 .
( 3 ) القاموس المحيط 4 : 362 .
( 4 ) راجع ص 191 - 203 .
[ 94 ]
فقال : كنت مؤدبا أودب الصبيان على هذه الدكة ، وكنت ألعن عليا بين كل أذان وإقامة
ألف مرة ، وإنه كان قد لعنته في يوم الجمعة بين الاذان والاقامة أربعة آلاف مرة ،
فخرجت من المسجد وأتيت الدار ، فانطرحت على هذه الدكة نائما ، فرأيت في منامي
إلى آخر الخبر ] .
56 - يف : ذكر الحاكم النيسابوري وهو من ثقاة الاربعة المذاهب في تاريخ
النيسابوري في ترجمة هارون ، وبدأ بذكر هارون الرشيد ، رفعه إلى ميمون الهاشمي
إلى الرشيد ، قال : جرى ذكر آل أبي طالب عند الرشيد فقال : يتوهم على العوام أني
أبغض عليا وولده ، والله ما ذلك يظنونه ، وإن الله يعلم شدة حبي لعلي والحسن
والحسين عليهم السلام ومعرفتي بفضلهم ولكنا طلبنا بثارهم حتى أقضى الله هذا الامر إلينا ،
فقربناهم وخلطناهم ، فحسدونا وطلبوا ما في أيدينا ! وسعوا في الارض فسادا ! ولقد
حدثني أبي عن أبيه عن جده عبدالله بن عباس قال : كنا ذات يوم مع رسول الله صلى الله على وآله وسلم
إذ أقبلت فاطمة عليها السلام وهي تبكي ، وساق الحديث إلى قوله : ثم قال : اللهم إنك تعلم أن
الحسن والحسين في الجنة ، وأباهما في الجنة وامهما في الجنة وعمهما في الجنة ، وعمتهما
في الجنة ، وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنة ، ومن أحبهما في الجنة ومن أبغضهما في
النار ، وقال سليمان : وكان هارون يحدثنا وعيناه تدمعان وتخنقه العبرة ! ( 1 ) .
57 - يف : ابن المغازلي بإسناده قال : دخل الاعمش على المنصور وهو جالس
للمظالم فلما بصربه ( 2 ) قال له : يا سليمان تصدر ؟ قال : لا ، أتصدر حيث جلست ( 3 ) ، ثم
قال : حدثني الصادق عليه السلام قال : حدثني الباقر عليه السلام قال : حدثني السجاد عليه السلام قال
حدثني الشهيد أبوعبدالله عليه السلام قال : حدثني أبي وهو الوصي علي بن أبي طالب عليه السلام
قال : حدثني النبي صلى الله عليه وآله قال : أتاني جبرئيل آنفا فقال : تختموا بالعقيق فإنه
أول حجر شهد لله تعالى بالوحدانية ، ولي بالنبوة ( 4 ) ، ولعلي بالوصية ، ولولده
___________________________________________________________
( 1 ) لم نجد في الطرائف المطبوع ، والظاهر أنه سقط عند الطبع .
( 2 ) في المصدر : فلما نظر به .
( 3 ) في المصدر و ( م ) قال : أنا صدر حيث جلست .
( 4 ) في المصدر : ولمحمد بالنبوة .
[ 95 ]
بالامامة ، ولشيعته بالجنة ، قال : فاستدار الناس بوجوههم نحوه فقيل له : تذكر قوما
فعلم من لا يعلم ، فقال : الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ،
والباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، السجاد علي بن الحسين ، والشهيد
الحسين بن علي ، والوصي هو التقي علي بن أبي طالب عليهم السلام ( 1 ) .
58 - أقول : قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : روى إبراهيم بن ديزيل
الهمداني في كتاب صفين عن يحيى بن سليمان ، عن يعلى بن عبيد الحنفي ، عن
إسماعيل السدي ، عن زيد بن أرقم قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في الحجرة
يوحى إليه ونحن ننتظره حتى اشتدت الحر ، فجاء علي بن أبي طالب عليه السلام ومعه
فاطمة وحسن وحسين عليهم السلام فقعدوا في ظل حائط ينتظرونه ، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله
رآهم فأتاهم ، ووقفنا نحن مكاننا ، ثم جاء إلينا هو يظللهم بثوبه ممسكا بطرف الثوب
وعلي ممسك بطرفه الآخر وهو يقول : اللهم إني احبهم فأحبهم ، اللهم إني سلم لمن
سالمهم وحرب لمن حاربهم ، قال : فقال ذلك ثلاث مرات انتهى ( 2 ) .
59 - وروى ابن شيرويه في الفردوس عن علي عن النبي صلى الله عليه وآله قال : لما اسري
بي رأيت على باب الجنة مكتوبا بالذهب لا بماء الذهب : لا إله إلا الله ، محمد حبيب الله ( 3 ) ،
علي ولي الله ، فاطمة أمة الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، على باغضيهم لعنة الله .
60 - وعن أبي هريرة : يحشر الانبياء يوم القيامة ليوافوا يومهم المحشر ، ويبعث
صالح على ناقته ، ويبعث ابناي الحسن والحسين على ناقتي العضباء ، وابعث على البراق
خطوها عند أقصى طرفها ، وعن علي عليه السلام عنه صلى الله عليه وآله قال : تحشر ابنتي فاطمة ومعها ثياب
مصبوغة بدم ، فتتعلق بقائمة من قوائم العرش فقتول : يا عدل احكم بيني وبين قاتل
ولدي ، فيحكم لابنتي ورب الكعبة ( 4 ) .
61 - فس : محمد بن أبي عبدالله ، عن سعد بن عبدالله ، عن الاصفهاني ، عن
___________________________________________________________
( 1 ) الطرائف : 32 و 33 .
وفيه : والتقى وهو الوصى اه .
( 2 ) لم نظفر بموضعه في المصدر .
( 3 ) رسول الله خ ل .
( 4 ) مخطوط .
[ 96 ]
المنقري ، عن يحيى بن سعيد العطار قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : في قول الله
تبارك وتعالى : " مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ( 1 ) " قال : علي وفاطمة
عليهما السلام بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه " يخرج منهم اللؤلؤ والمرجان ( 2 ) "
قال : الحسن والحسين عليهما السلام ( 3 ) .
62 - كشف : الحافظ أبوبكر بن مردويه قوله تعالى : " مرج البحرين يلتقيان "
عن أنس قال : علي وفاطمة " يخرج منهما اللؤلو والمرجان " قال : الحسن والحسين .
وعن ابن عباس : علي وفاطمة " بينهما برزخ " النبي صلى الله عليه وآله " يخرج منهما " الحسن
والحسين صلوات الله عليهما .
( 4 )
63 - كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن أحمد ، عن محفوظ بن بشر ، عن عمرو بن شمر ،
عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " مرج البحرين يلتقيان " قال : علي وفاطمة
" بينهما برزخ لا يبغيان " قال : لا يبغي علي على فاطمة ولا تبغي فاطمة على علي " يخرج
منهما اللؤلؤ والمرجان " قال : الحسن والحسين عليهما السلام من رأى مثل هؤلاء الاربعة علي
وفاطمة والحسن والحسين ؟ لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا كافر ، فكونوا مؤمنين بحب
أهل البيت ، ولا تكونوا كفارا ببغض أهل البيت فتلقوا في النار ( 5 ) .
فر : علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن أبي ذر الغفاري مثله سواء ( 6 ) .
فر : أبوالقاسم العلوي معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى : " مرج البحرين
يلتقيان " قال : قال : علي وفاطمة " بينهما برزخ لا يبغيان " قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " يخرج
منهما اللؤلؤ والمرجان " قال : الحسن والحسين عليهما السلام ( 7 ) .
فر : علي بن عتاب والحسين بن سعيد وجعفر بن محمد الفزاري بأسانيدهم عن
الصادق عليه السلام مثله .
وروي مثله عن الرضا عليه السلام ( 8 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) سورة الرحمن : 19 و 20 .
( 2 ) سورة الرحمان : 22 .
( 3 ) تفسير القمى : 659 .
( 4 ) كشف الغمة : 95 .
( 5 ) الكنز مخطوط .
وأوردها في البرهان : 4 : 265 .
( 6 - 8 ) تفسير فرات : 177 .
[ 97 ]
بيان : أقول : رواه العلامة قدس الله روحه عن ابن عباس ( 1 ) ، والطبرسي
نور الله ضريحه عن سلمان الفارسي وسعيد بن جبير وسفيان الثوري ثم قال : ولاغرو أن
يكونا عليهما السلام بحرين ، لسعة فضلهما وكثرة خيرهما ، فإن البحر إنما يسمى بحرا لسعته
وقال : معنى " مرج " أرسل ( 2 ) .
وقال الجوهري : الغرو العجب ، يقال : لاغرو أي
ليس بعجب ( 3 ) .
أقول : م قد أثبتنا كثيرا من أخبار هذا الباب في أبواب أحوال الانبياء عليهم السلام
لا سيما أحوال آدم عليه السلام ، وفي أبواب أحوال فاطمة عليها السلام وفي باب فضائل حمزة وجعفر ،
وباب أحوال عباس وعقيل ، وفي كثير من أبواب كتاب الامامة .
ورأيت في بعض مؤلفات أصحابنا أن ام أيمن قالت : مضيت ذات يوم إلى منزل مولاتي
فاطمة الزهراء عليها السلام لازورها في منزلها ، وكان يوما حارا من أيام الصيف ، فأتيت إلى
باب دارها وإذا بالباب مغلق ، فنظرت من شقوق الباب فإذا بفاطمة الزهراء نائمة عند
الرحى ، ورأيت الرحى تطحن البر وهي تدور من غير يد تديرها ، والمهد أيضا إلى
جانبها والحسين عليه السلام نائم فيه والمهد يهتز ولم أرمن يهزه ( 4 ) ، ورأيت كفا يسبح
الله تعالى قريبا من كف فاطمة الزهراء ، قالت ام أيمن : فتعجبت من ذلك فتركتها ،
ومضيت إلى سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمت عليه وقلت له : يا رسول الله إني رأيت
عجبا ما رأيت مثله أبدا ، فقال لي ، ما رأيت يا ام أيمن ؟ فقلت : إني قصدت منزل
سيدتي فاطمة الزهراء ، فلقيت الباب مغلقا وإذا أنا بالرحى تطحن بالبر وهي تدور من
غير يد تديرها ، ورايت مهد الحسين يهتز من غير يد تهزه ، ورأيت كفا يسبح الله
تعالى قريبا من كف فاطمة عليها السلام ولم أر شخصه ، فتعجبت من ذلك يا سيدي ، فقال :
يا ام أيمن اعلمي أن فاطمة الزهراء صائمة ، وهي متعبة جائعة ، والزمان قيظ ( 5 ) ،
___________________________________________________________
( 1 ) راجع كشف الحق 1 : 128 .
وكشف اليقين : 93 .
( 2 ) مجمع البيان 9 : 201 .
( 3 ) الصحاح ج : ص .
( 4 ) هز الشئ وبالشئ : حركه .
( 5 ) القائظ والقيظ : الشديد الحر .
[ 98 ]
فألقى الله تعالى عليها النعاس فنامت ، فسبحان من لا ينام ، فوكل الله ملكا يطحن عنها
قوت عيالها ، وأرسل الله ملكا آخر يهز مهد ولدها الحسين عليه السلام لئلا يزعجها من
نومها ، ووكل الله ملكا آخر يسبح الله عزوجل قريبا ( 1 ) من كف فاطمة يكون ثواب
تسبيحه لها ، لان فاطمة لم تفتر عن ذكر الله ، فإذا نامت جعل الله ثواب تسبيح ذلك
الملك لفاطمة ، فقلت : يا رسول الله أخبرني من يكون الطحان ؟ ومن الذي يهز مهد
الحسين ويناغيه ( 2 ) ؟ ومن المسبح ؟ فتبسم النبي صلى الله عليه وآله ضاحكا وقال : أما الطحان
فجبرئيل ، وأما الذي يهز مهد الحسين فهو ميكائيل ، وأما الملك المسبح فهو
إسرافيل .
[ 64 - كنز الكراجكى : عن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن سهل بن أحمد ، عن عبد
الله الديباجي ( 3 ) ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : دخلت
الجنة فرأيت على بابها مكتوبا ( 4 ) : لا إله إلا الله ، محمد حبيب الله ، علي بن أبي طالب
ولي الله ، فاطمة أمة الله ، والحسن والحسين صفوة الله ، على مبغضيهم لعنة الله .
65 - وعن ابن شاذان ، عن عمر بن إبراهيم المقري ، عن عبدالله بن محمد البغوي ،
عن عبدالله بن عمر ( 5 ) ، عن عبدالملك بن عمير ، عن سالم البزاز ، عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خير هذه الامة من بعدي علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن
والحسين ، فمن قال غير هذا فعليه لعنة الله ] ( 6 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) أى شبيها .
( 2 ) ناغى الصبى : كلمه بما يعجبه ويسره .
( 3 ) في المصدر بعد ذلك : قال حدثنا محمد بن محمد بن محمد بن الاشعث بمصر ، قال : حدثنا
موسى ابن إسماعيل ، عن أبيه اه .
( 4 ) في المصدر : مكتوبا بالذهب .
( 5 ) : عن عبيد الله بن عمر .
( 6 ) كنز الكراجكى : 63 .
[ 99 ]
1 - لى : القطان ، عن عبدالرحمان بن محمد الحسيني ، عن فرات بن إبراهيم ،
عن الحسن بن الحسين ، عن علي بن أحمد بن الحسين ، عن الحسن بن جبرئيل ، عن
إبراهيم بن جبرئيل ، عن أبي عبدالله الجرجاني ، عن نعيم النخعي ، عن الضحاك ، عن
ابن عباس قال : كنت جالسا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وبين يديه علي بن أبي
طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام إذ هبط عليه جبرئيل ( 1 ) وبيده تفاحة ، فحيى
بها النبي ، وحيى بها النبي صلى الله عليه وآله عليا ، فتحيى بها علي عليه السلام وردها إلى النبي
صلى الله عليه وآله فتحيى بها النبي صلى الله عليه وآله وحيى بها الحسن عليه السلام فقبلها وردها إلى النبي
صلى الله عليه وآله فتحيى بها النبي صلى الله عليه وآله وحيى بها الحسين ، فتحيى بها الحسين وقبلها وردها
إلى النبي صلى الله عليه وآله فتحيى بها النبي ، وحيى بها فاطمة ، فقبلتها وردتها إلى النبي ،
وتحيى بها النبي ثانية وحيى بها عليا عليه السلام ، فتحيى بها علي عليه السلام ثانية فلما هم
أن يردها إلى النبي صلى الله عليه وآله سقطت التفاحة من أطراف أنامله فانفلقت بنصفين ، فسطع
منها نور حتى بلغ السماء الدنيا ، وإذا عليه سطران مكتوبان " بسم الله الرحمان الرحيم
هذه تحية من الله عزوجل إلى محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن
والحسين سبطي رسول الله ، وأمان لمحبيهم يوم القيامة من النار " ( 2 ) .
[ بيان : في القاموس : التحية : السلام ، وحياة تحية ، والبقاء والملك ،
وحياك الله : أبقاك أو ملكك انتهى ( 3 ) .
وكأن المراد بالتحية هنا الاتحاف والاهداء ،
وبالتحيي قبولها ] .
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : إذ هبط جبرئيل .
( 2 ) امالى الصدوق : 355 .
( 3 ) القاموس المحيط 4 : 322 .
[100]
2 - ما : الحفار ، عن علي بن أحمد الحلواني ، عن محمد بن القاسم المقري ، عن
الفضل بن حباب ، عن مسلم بن إبراهيم ، عن أبان ، عن قتادة ، عن أبي العالية ، عن ابن
عباس قال : كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وآله إذا هبط عليه الامين جبرئيل ومعه جام من
البلور الاحمر مملوءا مسكا وعنبرا - وكان إلى جنب رسول الله علي بن أبي طالب وولداه
الحسن والحسين عليهم التحية والاكرام - فقال له : السلام عليك ، الله يقرأ عليك السلام
ويحييك بهذه التحية ، ويأمرك أن تحيي ( 1 ) عليا وولديه ، قال ابن عباس : فلما
صارت في كف رسول الله صلى الله عليه وسلم هللت ثلاثا وكبرت ثلاثا ، ثم قال قالت بلسان ذرب ( 2 )
طلق - يعني الجام - " بسم الله الرحمان الرحيم طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى "
فاشتمها النبي صلى الله عليه وآله وحيى ( 3 ) بها عليا ، فلما صارت في كف علي قالت : " بسم
الله الرحمن الرحيم إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون " فاشتمها علي عليه السلام وحيى بها الحسن ، فلما صارت في كف
الحسن قالت : " بسم الله الرحمان الرحيم عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه
مختلفون " فاشتمها الحسن وحيى بها الحسين ، فلما صارت في كف الحسين عليه السلام
قالت : " بسم الله الرحمان الرحيم قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن
يقترف حسنة نزدله فيها حسنا إن الله غفور شكور " ثم ردت إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالت :
" بسم الله الرحمان الرحيم الله نور السماوات والارض " قال قال ابن عباس : فلا أدري أسماءا
صعدت ( 4 ) أم في الارض توارت بقدرة الله تعالى عزوجل ( 5 ) .
3 - يج : روي عن ام سلمة أن فاطمة عليها السلام جاءت إلى النبي حاملة حسنا
وحسينا وقد حملت فخار فيه حريرة : فقال : ادعي ابن عمك ، فأجلس أحدهما على فخذه
اليمنى والآخر على فخذه اليسرى ، وجعل عليا وفاطمة أحدهما بين يديه والآخر
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : أن تحيى بها اه .
( 2 ) ذرب اللسان : حديدة .
( 3 ) في المصدر : " وحبا " وكذا فيما يأتى .
أى أعطاه إياه بلا جزاء .
( 4 ) في المصدر : أفى السماء صدقت .
( 5 ) امالى الشيخ : 227 و 228 .