[101]

خلفه ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا - ثلاث مرات - وأنا عند عتبة الباب ، فقلت : وأنا منهم ؟ قال : إلى خير ، وما في البيت أحد غير هؤلاء وجبرئيل ، ثم أعذف خميصة كساء خيبري فجللهم به ( 1 ) وهو معهم ، ثم أتاهم جبرئيل بطبق فيه رمان وعنب ، فأكل النبي صلى الله عليه وآله فسبح ، ثم آكل الحسن والحسين عليهما السلام فتناولا منه فسبح العنب والرمان في أيديهما ، فدخل علي عليه السلام فتناول منه فسبح أيضا ، ثم دخل رجل من أصحاب وأراد أن يتناول فلم يسبح ، فقال : جبرئيل : إنما يأكل من هذا نبي ووصي وولد نبي .
4 - يج : روي عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث عليا يوما في حاجة ، فانصرف إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو في حجرتي ، فلما دخل علي من باب الحجرة استقبله رسول الله صلى الله عليه وآله إلى وسط واسع من الحجرة ، فعانقه وأظلتهما غمامة سترتهما عني ، ثم زالت عنهما ، فرأيت في يد رسول الله صلى الله عليه وآله عنقود عنب أبيض وهو يأكل ويطعم عليا ، فقلت : يا رسول الله تأكل وتطعم عليا ولا تطعمني ؟ قال : إن هذا من ثمار الجنة لا يأكله إلا نبي أو وصي نبي في الدنيا .
5 - يج : روي أن فاطمة عليها السلام قالت : يا رسول الله إن الحسن والحسين جائعان ، قال : ما لكما يا حبيبي ؟ قالا : نشتهي طعاما ، فقال : اللهم أطعمهما طعاما ، قال سلمان :
-بحار الانوار مجلد: 33 من ص 101 سطر 16 الى ص 109 سطر 16 فنظرت فإذا بيد النبي صلى الله عليه وآله سفرجلة مشبهة بالجرة الكبيرة ( 2 ) ، أشد بياضا من اللبن ، ففركها ( 3 ) بإبهامه فصيرها نصفين ، فدفع نصفها للحسن ونصفها للحسين ، فجعلت أنظر إليها وأنا أشتهي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هذا طعام من الجنة لا يأكله رجل حتى ينجو من الحساب غيرنا وإنك على خير ( 4 ) .
اقول أوردنا بعض الاخبار في باب سخاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه .
6 - قب : العلاني بإسناده إلى ابن عباس في خبر طويل أنه اجتمع النبي

___________________________________________________________
( 1 ) أغذف : أرسل .
الخميصة : ثوب اسود مربع .
جلل الشى : غطاه .
( 2 ) الجرة - يفتح الجيم - إناء من خزف له بطن كبير وعروتان وفم واسع .
( 3 ) فرك الجوز ونحوه : دلكه وحكه حتى ينقلع قشره .
والمراد هنا الشق .
( 4 ) لم نجد الروايات الثلاث في المصدر المطبوع .

[102]

صلى الله عليه وآله وعلي وجعفر عند فاطمة وهي في صلاتها ، فلما سلمت أبصرت عن يمينها رطبا على طبق ، وعلى يسارها سبعة أرغفة وسبع طيور مشويات ، وجام من لبن ، وطاس من عسل ، وكأس من شراب الجنة ، وكوز من ماء معين ( 1 ) ، فسجدت وحمدت وصلت على أبيها ، وقدمت الرطب ، فلما فرغوا من أكله قدمت المائدة ، فإذا بسائل ينادي من وراء الباب : أهل بيت الكرم هل لكم في إطعام المساكين ( 2 ) ؟ فمدت فاطمة يدها إلى رغيف ووضعت عليه طيرا وحملت بالجام وأرادت أن تدفع إلى السائل ، فتبسم رسول الله ( 3 ) في وجهها وقال : إنها محرمة على هذا السائل ، ثم نبأها بأنه إبليس لعنه الله وأنه لو واسيناه لصار من أهل الجنة ، فلما فرغوا من الطعام خرج علي من الدار وواجه إبليس وبكته ( 4 ) ووبخه وقال له : الحكم بيني وبينك السيف ، ألا تعلم بفناء من نزلت يالعين ؟ شوشت ضيافة نور الله في أرضه - في كلام له - فقال النبي صلى الله عليه وآله : كل أمره إلى ديان يوم الدين ، فقال إبليس : يا رسول الله اشتقت إلى رؤية علي فجئت آخذ منه الحظ الاوفر ، وايم الله إني من أودائه وإني لاواليه .
أبوصالح المؤذن في الاربعين بإسناده عن زينب بنت جحش في حديث دخول النبي صلى الله عليه وآله على فاطمة وقوله لها : هاتي ذلك الطريان ( 5 ) وكان من موائد الجنة فإذا سائل فقال : السلام عليكم يا أهل البيت أطعمونا مما رزقكم الله ، فرد النبي صلى الله عليه وآله يطعمك الله يا عبدالله ، فجاء مرة اخرى فرده ، إلى آخر الخبر .
كتاب أبي إسحاق العدل الطبري ، عن عمر بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال : دعانا رسول الله صلى الله عليه وآله أنا [ وعلي * ] وفاطمة والحسن والحسين ، ثم نادى بالصفحة ( 6 ) فيها طعام كهيئة السكنجبين وكهيئة الزبيب الطائفي الكبار ، فأكلنا منه ، فوقف سائل

___________________________________________________________
( 1 ) هو من قولهم " معن الماء " أى جرى .
( 2 ) في المصدر : المسكين .
( 3 ) في المصدر و ( م ) نبى الله .
( 4 ) بكته : ضربه بسيف أو عصا .
غلبه بالحجة .
( 5 ) في المصدر : هاتى ذاك الطيرتان .
( * ) كذا في النسخ لكنه زائد ( ب ) .
( 6 ) الصحفة : قصة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة .

[103]

على الباب ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله ، اخسأ ، ثم قال : ارفع ما فضل فرفعه ، فقالت فاطمة عليها السلام : يا رسول الله لقد رأيتك صنعت اليوم شيئا ( 1 ) ما كنت تفعله ؟ ، سأل سائل فقلت : اخسأ ، ورفعت فضل الطعام ولم أرك رفعت طعاما قط ، فقال صلى الله عليه وآله : إن طعام كان من طعام الجنة ، وإن السائل كان شيطانا ( 2 ) .
بيان : قال الجزري : فيه " إنه أكل قديدا على طريان " قال ابن السكيت : هو الذي يؤكل عليه ( 3 ) .
7 - كشف : عن أبي سعيد الخدري قال : أصبح علي ذات يوم فقال : يا فاطمة عندك شئ تغذينيه ؟ قالت : لا والذي أكرم أبي بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أصبح الغداة ( 4 ) عندي شئ اغديكه ، وما كان عندي شئ منذ يومين إلا شئ كنت اوثرك به على نفسي وعلى ابني هذين حسن وحسين ، فقال علي عليه السلام : يا فاطمة ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئا ؟ فقالت : يا أبا الحسن إني لاستحيي من إلهي أن تكلف نفسك ما لا تقدر عليه ، فخرج علي عليه السلام من عند فاطمة عليها السلام واثقا بالله حسن الظن به عزوجل ، فاستقرض دينارا فأخذه ليشتري لعياله ما يصلحهم ، فعرض له المقداد بن الاسود في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته ، فلما رآه علي عليه السلام أنكر شأنه فقال : يا مقداد ما أزعجك ( 5 ) هذه الساعة عن رحلك ؟ فقال : يا أبا الحسن خل سبيلي ولا تسألني عما ورائي ، قال : يا أخي لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك ، فقال : يا أبا الحسن رغبت إلى الله عزوجل وإليك أن تخلي سبيلي ولا تكشفني عن حالي ، فقال : يا أخي لا يسعك ( 6 ) أن تكتمني حالك ، فقال : يا أبا الحسن أما إذا أبيت فوالذي أكرم محمدا بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أزعجني من رحلي إلا الجهد ،

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : لقد رأيتك اليوم صنعت شيئا .
( 2 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 412 و 413 .
( 3 ) النهاية 3 : 37 .
والقديد : اللحم المقدد .
وقدد اللحم : جعله قطعا وجففه .
( 4 ) في المصدر : اليوم خ ل .
( 5 ) زعجه وازعجه : اقلقه وقلعه من مكانه .
( 6 ) في المصدر : إنه لا يمسك .

[104]

وقد تركت عيالي جياعا ، فلما سمعت بكاءهم لم تحملني الارض ، فخرجت مهموما راكبا رأسي ، هذه حالتي ( 1 ) وقصتي ، فانهملت عينا علي عليه السلام بالبكاء ( 2 ) حتى بلت دموعه لحيته ، فقال : أحلف بالذي حلفت به ما أزعجني إلا الذي أزعجك ، وقد اقترضت دينارا فهاكه ، فقد آثرك على نفسي .
فدفع الدينار إليه ورجع حتى دخل المسجد ، فصلى الظهر والعصر والمغرب ، فلما قضى رسول الله المغرب مر بعلي عليه السلام وهو في الصف الاول ، فغمزه برجله ، فقام علي عليه السلام فلحقه في باب المسجد ، فسلم عليه فرد رسول الله وقال : يا أبا الحسن هل عندك عشاء تعشيناه فنميل معك ؟ فمكث مطرقا لا يحير جوابا حياء من رسول الله ، وقد عرف ما كان من أمر الدنيا ومن أين أخذ وأين وجهه بوحي من الله إلى نبيه ، وأمره أن يتعشى عند علي عليه السلام تلك الليلة ، فلما نظر إلى سكوته قال : يا أبا الحسن مالك لا تقول لا فأنصرف أو نعم فأمضي معك ؟ فقال حياء وتكرما : فاذهب بنا ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فانطلقا حتى دخلا على فاطمة وهي في مصلاها قد قضت صلاتها وخلفها جفنة ( 3 ) تفور دخانا ، فلما سمعت كلام رسول الله صلى الله عليه وآله خرجت من مصلاها فسلمت عليه ، وكانت أعز الناس عليه ، فرد السلام ومسح بيديه على رأسها وقال لها : يا بنتاه كيف أمسيت رحمك الله ؟ قالت : بخير ، قال : عشينا رحمك الله وقد فعل ، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي فلما نظر علي إلى الطعام وشم ريحه رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا ، قالت له فاطمة : سبحان الله ما أشح نظرك وأشده ! هل أذنبت فيما بيني وبينك ذنبا استوجبت منك السخط ( 4 ) ؟ فقال : وأي ذنب أعظم من ذنب أصبته ( 5 ) ، أليس عهدي بك اليوم الماضي وأنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما منذ يومين ، قال : فنظرت إلى السماء وقالت : إلهي يعلم في سمائه

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : هذه حالى .
( 2 ) انهملت عينه : فاضت وسالت .
( 3 ) الجفنة - بفتح الجيم - القصعة الكبيرة .
( 4 ) في المصدر : استوجبت به منك السخط .
( 5 ) في المصدر : اصببته .

[105]

وأرضه أني لم أقل إلا حقا ، فقال لها : يا فاطمة أنى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه ولم أشم مثل رائحته قط ولم آكل أطيب منه ؟ قال : فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله كفه الطيبة المباركة بين كتفي علي فغمزها ثم قال : يا علي هذا بدل عن دينارك ، هذا جزاء دينارك من عند الله " إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " ثم استعبر النبي صلى الله عليه وآله باكيا ثم قال : الحمد لله الذي أبى لكما أن تخرجا من الدنيا حتى يجريك يا علي مجرى زكريا عليه السلام ويجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران عليها السلام .
قلت : حديث الطعام قد أورده الزمخشري في كشافه ( 1 ) عند تفسير قوله تعالى : " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا " الآية ( 2 ) .
بيان : قال الجوهري : [ بغيتك الشئ : طلبته لك ( 3 ) .
وقال : ] لوحته الشمس : غيرته وسفعت وجهه ( 4 ) .
[ وفي المصباح : ركب الشخص رأسه : إذا مضى على وجهه بغير قصد ( 5 ) .
8 - ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالرزاق بن سليمان ، عن الحسن بن علي الازدي ، عن عبدالوهاب بن همام الحميري ، عن جعفر بن سليمان ، عن أبي هارون العبدي ، عن ربيعة السعدي ، عن حذيفة بن اليمان قال : لما خرج جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلى النبي صلى الله عليه وآله قدم جعفر والنبي صلى الله عليه وآله بأرض خيبر ، فأتاه بالفرع من الغالية ( 6 ) والقطيفة ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : لادفعن هذه القطيفة إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فمد أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أعناقهم إليها ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : أين علي ؟ فوثب عمار بن ياسر فدعا عليا عليه السلام ، فلما جاء قال له النبي صلى الله عليه وآله : يا علي خذ هذه القطيفة إليك ، فأخذها علي وأمهل ( 7 ) حتى قدم المدينة ، فانطلق إلى البقيع

___________________________________________________________
( 1 ) ج 1 : 303 .
( 2 ) كشف الغمة : 141 و 142 .
والاية في سورة آل عمران : 37 .
( 3 ) الصحاح ج : 6 ص : 2282 .
( 4 ) ج : 1 ص : 402 .
( 5 ) المصباح المنير 1 : 127 .
( 6 ) في المصدر : من العالية .
( 7 ) أى صبر .

[106]

- وهو سوق المدينة - فأمر صائغا ( 1 ) ففصل القطيفة سلكا سلكا ، فباع الذهب وكان ألف مثقال ، ففرقه علي عليه السلام في فقراء المهاجرين والانصار ، ثم رجع إلى منزله ولم يترك ( 2 ) من الذهب قليلا ولا كثيرا ، فلقيه النبي صلى الله عليه وآله من غد في نفر من أصحابه فيهم حذيفة وعمار ، فقال : يا علي إنك أخذت بالامس ألف مثقال فاجعل غذائي اليوم وأصحابي هؤلاء عندك ، ولم يكن علي عليه السلام يرجع يومئذ إلى شئ من العروض ( 3 ) ذهب أو فضة ، فقال : حياء منه وتكرما : نعم يا رسول الله وفي الرحب والسعة ، ادخل يا نبي الله أنت ومن معك ، قال : فدخل النبي صلى الله عليه وآله ثم قال لنا : ادخلوا ، قال حذيفة : وكنا خمسة نفر أنا وعمار وسلمان وأبوذر والمقداد - رضي الله عنهم - فدخلنا ، ودخل علي على فاطمة يبتغي عندها شيئا من زاد ، فوجد في وسط البيت جفنة من ثريد تفور وعليها عراق كثير ، وكان رائحتها المسك ، فحلمها علي عليه السلام حتى وضعها بين يدي رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم ( 4 ) ومن حضر معه ، فأكلنا منها حتى تملانا ولا ينقص منها قليل ولا كثير ، قام النبي صلى الله عليه وآله حتى دخل على فاطمة وقال : أنى لك هذا الطعام يا فاطمة ؟ فرددت عليه ونحن نسمع قولهما فقالت : " هو من عندالله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " فخرج النبي صلى الله عليه وآله إلينا مستعبرا وهو يقول : الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيت لابنتي ما رأى زكريا لمريم عليها السلام كان إذا دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا فيقول لها : يا مريم أنى لك هذا فتقول : " هو من عندالله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " ( 5 ) .
بيان : " بالفرع من الغالية والقطيفة " أي بالنفيس العالي منهما .
وفي بعض النسخ " والغالية " فالمراد بالفرد القوس .
قال الفيروز آبادي : فرع كل شئ أعلاه ، والمال الطائل المعد ، والقوس علمت من طرف القضيب ، والقوس الغير المشقوقة أو الفرع من

___________________________________________________________
الصائغ : من حرفته معالجة الفضة والذهب ونحوهما بأن يعمل منهما حلى وأوانى .
وفى المصدر : فأمر صابغا .
( 2 ) في المصدر : ولم يترك له .
( 3 ) العرض : المتاع .
حطام الدنيا .
الغنيمة .
( 4 ) في المصدر : بين يدى النبى صلى الله عليه وآله .
( 5 ) امالى ابن الشيخ : 36 .

[107]

خير القسي ( 1 ) .
وفي الدر النظيم رواه عن حذيفة أيضا قال : لما خرج جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلى النبي صلى الله عليه وآله أرسل النجاشي من غالية وقطيفة منسوجة بالذهب هدية إلى النبي صلى الله عليه وآله فقدم جعفر والنبي صلى الله عليه وآله بأرض خيبر ، فأتاه بالقدح من الغالية والقطيفة إلى آخر الخبر ] .

___________________________________________________________
( 1 ) القاموس المحيط 3 : 61 و 62 .
والقسى جمع القوس .

[108]


ابواب النصوص الدالة على الخصوص على امامة أمير المؤمنين صلوات الله وسلامة عليه من طريق الخاصة والعامة وبعض الدلائل التي اقيمت عليها  



  باب 52 : أخبار الغدير وما صدر في ذلك اليوم من النص الجلي على امامته عليه السلام وتفسير بعض الايات النازلة في تلك الواقعة  

[ أقول : روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب وغيره بأسانيدهم عن المعلى بن خنيس عن أبي عبدالله عليه السلام قال : يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ فيه النبي صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين عليه السلام العهد بغدير خم ، فأقروا له بالولاية فطوبى لمن ثبت عليها والويل لمن نكثها ] .
1 - لى : الحسن بن محمد بن الحسن السكوني ، عن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، عن أبي جعفر بن السري ، وأبي نصر بن موسى الخلال معا ، عن علي بن سعيد ، عن ضمرة بن شوذب ، عن مطر ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة : قال : من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا وهو يوم غدير خم لما أخذ رسول الله بيد علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : ألست أولى بالمؤمنين ؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال له عمر : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، فأنزل الله عزوجل " اليوم أكملت لكم دينكم " ( 1 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) امالى الصدوق 2 و 3 .

[109]

يف : ابن المغازلي بإسناده إلى أبي هريرة مثله ( 1 ) ، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد مثله .
2 - لى : ابن السعيد الهاشمي ، عن فرات ، عن محمد بن ظهير ، عن عبدالله بن الفضل ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يوم غدير خم أفضل أعياد امتي وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لامتي ، يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين ، وأتم على امتي فيه النعمة ، ورضي لهم الاسلام دينا .
ثم قال صلى الله عليه وآله : معاشر الناس إن عليا مني وأنا من علي ، خلق من طينتي ، وهو إمام الخلق بعدي ، يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي ، وهو أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، وخير الوصيين ، وزوج سيدة نساء العالمين ، وأبوالائمة المهديين ، معاشر الناس من أحب عليا أحببته ، ومن أبغض عليا أبغضته ، ومن وصل عليا وصلته ، ومن قطع عليا قطعته ، ومن جفا عليا جفوته ، ومن والى عليا واليته ، ومن عادى عليا عاديته ، معاشر الناس أنا مدينة الحكمة وعلي بن أبي طالب بابها ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا ، معاش الناس والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصب عليا علما لامتي في الارض حتى نوه الله باسمه في سماواته ، وأوجب ولايته على ملائكته ( 2 ) .

-بحار الانوار مجلد: 33 من ص 109 سطر 17 الى ص 117 سطر 17 ايضاح : قال الجزري : فيه " امتي الغر المحجلون " أي بيض مواضع الوضوء من الايدي والاقدام ، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للانسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه ( 3 ) .
وقال : اليعسوب السيد والرئيس والمقدم وأصله فحل النحل ( 4 ) .
وقال : نوه به أي شهره وعرفه ( 5 ) .
3 - لى : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن أبي الحسن

___________________________________________________________
( 1 ) الطرائف : 35 .
( 2 ) امالى الصدوق : 76 و 77 .
( 3 ) النهاية 1 : 204 .
( 4 ) 3 : 94 .
( 5 ) 5 : 184 .

[110]

العبدي ، عن الاعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن عبدالله بن عباس قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما اسري به إلى السماء انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له النور ، وهو قول الله عزوجل : " خلق الظلمات والنور ( 1 ) " فلما انتهى به إلى ذلك النهر فقال له جبرئيل : يا محمد اعبر على بركة الله ، فقد نور الله لك بصرك ، ومدلك أمامك ، فإن هذا نهر لم يعبره أحد ، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ، غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ، ثم أخرج منه فأنفض أجنحتي فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا قربا ، له عشرون ألف وجه ، وأربعون ألف لسان ، كل لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر ، فعبر رسول الله صلى الله عليه وآله حتى انتهى إلى الحجب ، والحجب خمس مائة حجاب ، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمس مائة عام ، ثم قال : تقدم يا محمد ، فقال له : يا جبرئيل ولم لا تكون معي ؟ قال : ليس لي أن أجوز هذا المكان ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله ماشاء الله أن يتقدم حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى : أنا المحمود وأنت محمد ، شققت اسمك من اسمي ، فمن وصلك وصلته ، ومن قطعك بتكته ، انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك ، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا ، وأنك رسولي وأن عليا وزيرك ، فهبط رسول الله صلى الله عليه وآله فكره أن يحدث الناس بشئ كراهية أن يتهموه ، لانهم كانوا حديثي العهد ( 2 ) بالجاهلية ، حتى مضى لذلك ستة أيام ، فأنزل الله تبارك وتعالى " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضاق به صدرك ( 3 ) " فاحتمل رسول الله ذلك حتى كان يوم الثامن ، فأنزل الله تبارك وتعالى ( 4 ) " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ( 5 ) " وقال ( 6 ) رسول الله صلى الله عليه وآله : تهديد بعد وعيد ، لامضين أمر الله عزوجل ، فإن يتهموني

___________________________________________________________
( 1 ) هذا تفسير الاية ، وأصلها " وجعل الظلمات والنور " الانعام : 1 .
( 2 ) في المصدر : حديثى عهد .
( 3 ) سورة هود : 12 .
( 4 ) في المصدر : فأنزل الله تبارك وتعالى عليه .
( 5 ) سورة المائدة : 67 .
( 6 ) في المصدر : فقال .