[151]
ولهذه الابيات قصة عجيبة حكاها لي بعض إخواننا قال : أنشدت ليلة هذه الابيات
وبت متفكرا فيها ، فنمت فرأيت أمير المؤمنين عليه السلام في منامي ، فقال لي : أنشدني أبيات
الكميت ، فأنشدته إياها ، فلما أنهيتها قال عليه السلام :
فلم أر مثل ذاك اليوم يوما * ولم أر مثله حقا اضيعا
قال : فانتبهت مذعورا ( 1 ) .
وقال السيد الحميري :
يا بايع الاخرى بدنياه * ليس بهذا أمر الله
من أين أبغضت علي الرضى * وأحمد قد كان رضاه
من الذي أحمد من بينهم * يوم غدير الخم ناواه ؟
أقامه من بين أصحابه * وهم حواليه فسماه
هذا علي بن أبي طالب * مولى لمن كنت مولاه
فوال من والا يا ذال العلى * وعاد من قد كان عاداه
37 - شى : عن جابر بن أرقم قال : بينا نحن في مجلس لنا وأخي زيد بن أرقم
يحدثنا إذ أقبل رجل على فرسه عليه زي السفر ( 2 ) ، فسلم علينا ثم وقف فقال : أفيكم
زيد بن أرقم ؟ فقال زيد : أنا زيد بن أرقم فما تريد ؟ فقال الرجل : أتدري من أين جئت ؟
قال : لا ، قال : من فسطاط مصر ( 3 ) لاسألك عن حديث بلغني عنك تذكره عن رسول الله
صلى الله عليه وآله ، فقال له زيد : وما هو ؟ قال : حديث غدير خم في ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ،
فقال : يا ابن أخي إن قبل غدير خم ما احدثك به : إن جبرئيل الروح الامين عليه السلام
نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم
في ذلك ليقوم به في الموسم ، فلم ندر ما نقول له ، وبكى صلى الله عليه وآله فقال له جبرئيل عليه السلام :
مالك يا محمد أجزعت من أمر الله ؟ فقال : كلا يا جبرئيل ولكن قد علم ربي ما لقيت من
قريش إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادي ، وأهبط إلي جنودا من السماء
___________________________________________________________
( 1 ) اى خائفا دهشا .
( 2 ) الزى ، الهيئة .
هيئة الملابس .
( 3 ) اسم موضع بمصر بناه عمرو بن عاص حين ولاها ، اورد قصته مفصلة في المراصد 3 : 1036 .
[152]
فنصروني ، فكيف يقروا لعلي من بعدي ؟ فانصرف عنه جبرئيل ثم نزل عليه " فلعلك
تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك ( 1 ) " .
فلما نزلنا الجحفة وضربنا أخبيتنا ( 2 ) نزل جبرئيل بهذه الآية " يا أيها
الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من
الناس " فبينا نحن كذلك إذ سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ينادي : أيها الناس أجيبوا
داعي الله أنا رسول الله ، فأتيناه مسرعين في شدة الحر ، فإذا هو واضع بعض ثوبه على رأسه
وبعضه على قدمه من الحر ، وأمر بقم ما تحت الدوح ، فقم ما كان ثمة من الشوك
والحجارة ، فقال رجل : ما دعاه إلى قم هذا المكان وهو يريد أن يرحل من ساعته إلا
ليأتينكم اليوم بداهية ، فلما فرغوا من القم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يؤتى بأحلاس
دوابنا وأقتاب إبلنا وحقائبنا ( 3 ) ، فوضعنا بعضها على بعض ، ثم ألقينا عليها ثوبا ، ثم
صعد عليها رسول الله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
يا أيها الناس إنه نزل علي عشية عرفة أمر ضقت به ذرعا مخافة تكذيب أهل
الافك ( 4 ) ، حتى جاءني في هذا الموضع وعيد من ربي إن لم أفعل ، ألا وإني غير هائب لقوم
ولا محاب لقرابتي ، أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : الله ورسوله ، قال : اللهم
اشهد وأنت يا جبرئيل فاشهد حتى قالها ثلاثا ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فرفعه
إليه ثم قال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من واله وعاد من عاداه ، وانصر من
نصره واخذل من خذله - قالها ثلاثا - ثم قال : هل سمعتم ؟ فقالوا : اللهم بلى ، قال :
فأقررتم ؟ قالوا : بلى ، ثم قال صلى الله عليه وآله : اللهم اشهد وأنت يا جبرئيل فاشهد ، ثم نزل .
فانصرفنا إلى رحالنا وكان إلى جانب خبائي خباء لنفر من قريش وهم ثلاثة ، ومعي حذيفة
ابن اليمان ، فسمعنا أحد الثلاثة وهو يقول : والله إن محمدا لاحمق إن كان يرى أن الامر
___________________________________________________________
( 1 ) سورة هود : 12 .
( 2 ) جمع الخباء : ما يعمل من صوف او وبر او شعر للسكن .
( 3 ) الحلس : كل ما يوضع على ظهر الدابة تحت السرج او الرحل .
القتب : الرحل .
الحقيبة :
الخريطة التى يضع المسافر فيها الزاد ونحوه .
( 4 ) الافك : الكذب .
[153]
يستقيم لعلي من بعده ! وقال آخر : أتجعله أحمق ألم تعلم أنه مجنون قد كاد أن يصرع
عند أمرأة ابن أبي كبشة ؟ وقال الثالث : دعوه إن شاء أن يكون أحمق وإن شاء أن
يكون مجنونا ! والله ما يكون ما يقول أبدا ، فغضب حذيفة من مقالتهم ، فرفع جانب
الخباء فأدخل رأسه إليهم وقال : فعلتموها ورسول الله صلى الله عليه وآله بين أظهركم ووحي الله
ينزل عليكم ! والله لاخبرنه بكرة بمقالتكم ، فقالوا له : يابا عبدالله وإن لههنا وقد
سمعت ما قلنا ؟ اكتم علينا فإن لكل جوار أمانة ، فقال لهم : ما هذا من جوار الامانة
ولا من مجالسها ، ما نصحت الله ورسوله إن أنا طويت عنه ( 1 ) هذا الحديث ، فقالوا له :
يابا عبدالله فاصنع ما شئت فوالله لنحلفن أنا لم نقل وإنك قد كذبت علينا ، أفتراه
يصدقك ويكذبنا ونحن ثلاثة ؟ فقال لهم : أما أنا فلا ابالي إذا أديت النصحية إلى
الله وإلى رسوله ، فقولوا ما شئتم أن تقولوا .
ثم مضى حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي إلى جانب محتب بحمائل سيفه ( 2 ) ،
فأخبره بمقالة القوم ، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله فأتوه ، فقال لهم : ماذا قلتم ؟ فقالوا :
والله ما قلنا شيئا ، فإن كنت بلغت عنا شيئا فمكذوب علينا ! فهبط جبرئيل بهذه الآية
" يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم ( 3 ) " وقال علي عليه السلام
عند ذلك : ليقولوا ما شاءوا ، والله إن قلبي بين أضلاعي ( 4 ) ، وإن سيفي لفي عنقي ،
ولئن هموا لاهمن ، فقال جبرئيل للنبي صلى الله عليه وآله ، اصبر للامر الذي هو كائن ، فأخبر
النبي صلى الله عليه وآله عليا بما أخبره به جبرئيل ، فقال : إذا أصبر للمقادير .
قال أبوعبدالله عليه السلام : وقال رجل من الملا شيخ : لئن كنا بين أقوامنا كما يقول
هذا لنحن أشر من الحمير ، قال : وقال اخر شاب إلى جنبه : لئن كنت صادقا لنحن أشر
من الحمير ( 5 ) ،
___________________________________________________________
( 1 ) طوى الحديث : كتمه .
( 2 ) احتبى بالثوب : اشتمل .
( 3 ) سورة التوبة : 74 .
( 4 ) كناية عن عدم خوفه عليه السلام عنهم .
( 5 ) تفسير العياشى مخطوط ، واورده في البرهان 2 : 145 و 146 .
[154]
38 - عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لما قال
النبي صلى الله عليه وآله ما قال في غدير خم وصاروا بالاخبية مر المقداد بجماعة منهم وهم يقولون :
والله إن كنا أصحاب كسرى وقيصر لكنا في الخز والوشي ( 1 ) والديباج والنساجات ،
وإنا معه في الاخشنين ، نأكل الخشن ونلبس الخشن ، حتى إذا دنا موته وفنيت أيامه
وحضر أجله أراد أن يوليها عليها من بعده ، أما والله ليعلمن ، قال : فمضى المقداد وأخبر
النبي صلى الله عليه وآله به فقال : الصلاة جامعة ، قال : فقالوا : قد رمانا المقداد فنقوم نحلف عليه ،
قال : فجاؤوا حتى جثوا بين يديه ، فقالوا : بآبائنا وامهاتنا يا رسول الله لا والذي
بعثك بالحق والذي أكرمك بالنبوة ما قلنا ما بلغك ، لا والذي اصطفاك على البشر ،
قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله : " بسم الله الرحمن الرحيم يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة
الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا " بك يا محمد ليلة العقبة " وما نقموا إلا أن أغناهم الله
ورسوله من فضله ( 2 ) " كان أحدهم يبيع الرؤوس وآخر يبيع الكراع ( 3 ) وينقل القرامل
فأغناهم الله برسوله ، ثم جعلوا حدهم وحديدهم عليه !
قال أبان بن تغلب عنه عليه السلام : لما نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام يوم غدير غم
فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ضم رجلان من قريش رؤوسهما وقالا : والله لا نسلم
له ما قال أبدا ، فاخبر النبي صلى الله عليه وآله فسألهم عما قالا فكذبا وحلفا بالله : ما قالا شيئا ،
فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله " يحلفون بالله ما قالوا " الآية قال أبوعبدالله عليه السلام
لقد توليا وما تابا ( 4 ) .
بيان : قال الفيروز آبادي : كان المشركون يقولون للنبي صلى الله عليه وآله : " ابن أبي
كبشة " شبهوه بابن أبي كبشة رجل من خزاعة خالف قريشا في عبادة الاوثان ، أو هي
كنية وهب بن عبد مناف جده صلى الله عليه وآله من قبل امه ، لانه كان نزع إليه في الشبه ،
___________________________________________________________
( 1 ) وشى الثوب : حسنه بالالوان .
( 2 ) سورة التوبة : 47 .
( 3 ) الكراع - بضم الكاف - مستدق الساق من البقر والغنم .
وقيل : الكراع من الدواب :
مادون الكعب .
( 4 ) تفسير العياشى مخطوط ، وأورده في البرهان 2 : 146 و 147 .
[155]
أو كنيته زوج حليمة السعدية ( 1 ) .
وقال : القرمل كجعفر شجر ضعيف بلا شوك ، وكزبرج
ما تشده المرأة في شعرها ( 2 ) .
39 - قب : الواحدي في أسباب نزول القرآن ، بإسناده عن الاعمش وأبي الحجاف
عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، وأبوبكر الشيرازي فيما نزل من القرآن في
أمير المؤمنين عليه السلام بالاسناد عن ابن عباس ، والمرزباني في كتابه عن ابن عباس قال :
نزلت هذه الآية " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك " يوم غدير خم في علي
ابن أبي طالب عليه السلام .
تفسير ابن جريح وعطاء والثوري والثعلبي أنها نزلت في فضل علي بن
أبي طالب عليه السلام .
إبراهيم الثقفي بإسناده عن الخدري وبريدة الاسلمي ومحمد بن علي أنها نزلت
يوم الغدير في علي عليه السلام .
تفسير الثعالبي قال جعفر بن محمد عليه السلام : معناه : بلغ ما انزل إليك من ربك في
فضل علي بن أبي طالب عليه السلام ، فلما نزلت هذه الآية أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي فقال
من كنت مولاه فعلي مولاه .
وعنه بإسناده عن الكلبي نزل أن يبلغ فيه ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي
عليه السلام فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقوله :
" يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك " فيه خمسة أشياء : كرامة وأمر وحكاية
وعزل وعصمة ، أمر الله نبيه أن ينصب عليا أماما ، فتوقف فيه لكراهته تكذيب القوم ،
فنزل " فلعلك باخع نفسك " الآية ، فأمرهم رسول الله صلى أن يسلموا على علي عليه السلام
بالامرة ، ثم نزل بعد أيام " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك " وجاء في
تفسير قوله : فأوحى إلى عبده ما أوحى ( 3 ) " ليلة المعراج في علي عليه السلام فلما دخل
___________________________________________________________
( 1 ) القاموس المحيط 2 : 285 .
( 2 ) 4 : 37 .
( 3 ) سورة النجم : 10 .
[156]
وقته قال : بلغ ما انزل إليك من ربك وما اوحي أي بلغ ما انزل إليك في علي
عليه السلام ليلة المعراج .
أبوسعيد الخدري وجابر الانصاري قالا : لما نزلت " اليوم أكملت لكم دينكم "
قال النبي صلى الله عليه وآله : الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي
وولاية علي بن أبي طالب عليه السلام بعدي .
رواه النطنزي في الخصائص .
العياشي عن الصادق عليه السلام " اليوم أكملت لكم دينكم " بإقامة حافظة " وأتممت
عليكم نعمتي " بولايتنا " ورضيت لكم الاسلام دينا " أي تسليم النفس لامرنا .
الباقر والصادق عليهما السلام : نزلت هذه الآية يوم الغدير ، وقال يهودي لعمر : لو كان
هذا اليوم فينا لاتخذناه عيدا ، فقال ابن عباس : وأي يوم أكمل من هذا العيد ؟ .
ابن عباس إن النبي صلى الله عليه وآله توفي بعد هذه الآية بأحد وثمانين يوما ( 1 ) .
بيان : أقول : هذا على ما رواه العامة من كون وفاة الرسول صلى الله عليه وآله في ثاني عشر
شهر ربيع الاول يكون نزول الآية بعد يوم الغدير بقليل ( 2 ) .
40 - قب : السدي : لم ينزل الله بعد هذه الآية حلالا ولا حراما ، وحج رسول الله
في ذي الحجة والمحرم وقبض ، وروي أنه لما نزل " إنما وليكم الله ورسوله " أمره
الله تعالى أن ينادي بولاية علي عليه السلام فضاق النبي بذلك ذرعا لمعرفته بفساد قلوبهم ،
فأنزل " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك " ثم أنزل " اذكروا نعمة الله عليكم " ثم
نزل " اليوم أكملت لكم دينكم " وفي هذه الآية خمس بشارات : إكمال الدين وإتمام
النعمة ورضى الرحمان وإهانة الشيطان ويأس الجاحدين قوله تعالى : " اليوم يئس الذين
كفروا من دينكم " وفي الخبر : الغدير عيد الله الاكبر .
ابن عباس : اجتمعت في ذلك اليوم خمسة أعياد : الجمعة والغدير وعيد اليهود
والنصارى والمجوس ، ولم يجتمع هذا فيما سمع قبله .
وفي رواية الخدري أنه كان
يوم الخميس .
___________________________________________________________
( 1 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 526 و 527 .
( 2 ) ويمكن ان يكون نزلت في يوم الغدير لنقص كل من ذى الحجة والمحرم وصفر ،
لكنه بعيد .
[157]
والعلماء يطبقون ( 1 ) على قبول هذا الخبر ، وإنما وقع الخلاف في تأويله ، ذكره
محمد بن إسحاق ، وأحمد البلاذري ، ومسلم بن الحجاج ، وأبونعيم الاصفهاني ، وأبوالحسن
الدار قطني وأبوبكر بن مردويه ، وابن شاهين ، وأبوبكر الباقلاني ، وأبوالمعاني الجويني
وأبوإسحاق الثعلبي ، وأبوسعيد الخركوشي ، وأبوالمظفر السمعاني ، وأبوبكر بن
شيبة ، وعلي بن الجعد ، وشعبة ، والاعمش ، وابن عباس ، وابن الثلاج ، والشعبي ،
والزهري ، والاقليشي ( 2 ) وابن البيع ، وابن ماجة ، وابن عبد ربه ، والالكافي ،
وأبويعلى الموصلي ، من عدة طرق ، وأحمد بن حنبل من أربعين طريقا ، وابن بطة من
ثلاث وعشرين طريقا ، وابن جرير الطبري من نيف وسبعين طريقا في كتاب الولاية ،
وأبوالعباس بن عقدة من مائة وخمس طرق ، وأبوبكر الجعابي من مائة وخمس وعشرين
طريقا ، وقد صنف علي بن هلال المهلبي كتاب الغدير ، وأحمد بن محمد بن سعيد ( 3 ) كتاب
من روى غدير خم ، ومسعود الشجري كتابا فيه رواة هذا الخبر وطرقها ، واستخرج
منصور اللاتي الرازي في كتابه أسماء رواتها على حروف المعجم .
وذكر عن صاحب الكافي أنه قال : روى لناقصة غدير خم القاضي أبوبكر الجعابي عن
أبي بكر وعمرو وعثمان وعلي عليه السلام وطلحة والزبير والحسن والحسين عليهما السلام وعبدالله بن جعفر
وعباس بن عبدالمطلب وعبدالله بن عباس وأبوذر ( 4 ) وسلمان وعبدالله بن عباس وعبدالرحمان
وأبوقتادة وزيد بن أرقم وجرير بن حميد وعدي بن حاتم وعبدالله بن أنيس والبراء بن
عازب وأبوأيوب و [ أبو ] برذة السلمي وسهل بن حنيف وسمرة بن جندب وأبوالهيثم
وعبدالله بن ثابت الانصاري وسلمة بن الاكوع والخدري وعقبة بن عامر وأبورافع وكعب
-بحار الانوار مجلد: 33 من ص 157 سطر 19 الى ص 165 سطر 18
ابن عجرة وحذيفة بن اليمان وأبوسعيد البردي ( 5 ) وحذيفة بن اسيد وزيد بن ثابت
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : العلماء مطبقون .
( 2 ) قال في القاموس ( 2 : 285 ) : اقليش - بالضم - بلد بالاندلس ، منه أحمد بن
معد بن عيسى .
( 3 ) في المصدر : سعد .
( 4 ) كذا في النسخ والمصدر في جميع المواضع بالرفع ، لكن القاعدة تقتضى الخفض .
( 5 ) وابن مسعود خ ل .
وفى المصدر : وأبومسعود البدرى .
وفى هامشه : اسمه عقبة بن عمرو بن
ثعلبة ، قال ابن حجر في التقريب : صحابى جليل مات قبل الاربعين .
[158]
وسعد بن عباد وخزيمة بن ثابت وحباب بن عتبة وجند بن سفيان ( 1 ) وعمر بن أبي سلمة
وقيس بن سعد وعبادة بن الصامت وأبوزينت وأبوليلى وعبدالله بن ربيعة واسامة بن زيد
وسعد بن جنادة وحباب بن سمرة ( 2 ) ويعلى بن مرة وابن قدامة الانصاري وناجية بن عميرة
وأبوكاهل وخالد بن الوليد وحسان بن ثابت والنعمان بن عجلان وأبورفاعة وعمرو بن الحمق
وعبدالله بن يعمر ومالك بن حوريث وأبوالحمراء وضمرة بن الحديد وحشي بن حرب
وعروة بن أبي الجعد وعامر بن النميري وبشير بن عبدالمنذر ورفاعة بن عبدالمنذر وثابت بن
وديعة وعمرو بن حريث وقيس بن عاصم وعبدالاعلى ابن عدي وعثمان بن حنيف وابي
ابن كعب ، ومن النساء : فاطمة الزهراء وعائشة وام سلمة وام هانئ وفاطمة بنت حمزة .
وقال صاحب الجمهرة في الخاء والميم : خم موضع نص النبي صلى الله عليه وآله فيه على
علي عليه السلام .
وذكره عمرو بن أبي ربيعة في مفاخرته ، وذكره حسان في شعره .
وفي
رواية عن الباقر عليه السلام قال : لما قال النبي صلى الله عليه وآله يوم غدير خم بين ألف وثلاث مائة
رجل " من كنت مولاه فعلي مولاه " الخبر .
الصادق عليه السلام : تعطى ( 3 ) حقوق الناس بشهادة
شاهدين وما اعطي أمير المؤمنين حقه بشهادة عشرة آلاف نفس ! يعني الغدير ، والغدير
في وادي الاراك على عشرة فراسخ من المدينة وعلى أربعة أميال من الجحفة عند شجرات
خمس دوحات عظام .
أنشد الكميت عند الباقر عليه السلام .
ويوم الدوح دوح غدير خم * أبان له الولاية لو اطيعا
ولكن الرجال تبايعوها * فلم أر مثلها خطرا منيعا
[ ولم أر مثل هذا اليوم يوما * ولم أر مثله حقا اضيعا ]
فلم أقصد بهم لعنا ولكن * أساء أولهم صنيعا
فصار لذاك أقربهم لعدل * إلى جور وأحفظهم مضيعا
أضاعوا أمر قائدهم فضلوا * وأقربهم لدى الحدثان ريعا
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وخباب بن عتبة وجندب بن سفيان .
( 2 ) : وخباب بن سمرة .
( 3 ) في المصدر : نعطى .
[159]
تناسوا حقه فبغوا عليه * بلا ترة وكان لهم قريعا ( 1 )
والمجمع عليه أن الثامن عشر من ذي الحجة كان يوم غدير خم ، فأمر النبي
صلوات الله عليه مناديا فنادى : الصلاة جامعة ، وقال : من أولى بكم من أنفسكم ؟
قالوا : الله ورسوله ، فقال : اللهم اشهد ، ثم أخذ بيد علي عليه فقال : من كنت مولاه
فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من
خذله .
ويؤكد ذلك أنه استشهد به أمير المؤمنين عليه السلام يوم الدار ، حيث عدد فضائله
فقال : أفيكم من قال له رسول الله ، من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ فقالوا : لا ، فاعترفوا بذلك
وهم جمهور الصحابة .
فضائل أحمد وأحاديث أبي بكر بن مالك وإبانة ابن بطة وكشف الثعلبي عن
البراء قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع كنا بغدير خم ، فنادى :
إن الصلاة جامعة ، وكسح للنبي ( 2 ) تحت شجرتين ، فأخذ بيد علي عليه السلام فقال : ألست
أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال : أولست أولى من كل مؤمن
بنفسه ؟ قالوا بلى ، قال : هذا مولى من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ،
فقال : فلقيه عمر بن الخطاب فقال له ، هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن
ومؤمنة .
أبوسعيد الخدري في خبر : ثم قال النبي صلى الله عليه وآله : ياقوم هنؤوني هنؤوني إن
الله تعالى خصني بالنبوة وخص أهل بيتي بالامامة فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين
عليه السلام فقال : طوبى لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
الخركوشي في شرف المصطفى عن البراء بن عازب في خبر : فقال النبي صلى الله عليه وآله : اللهم
وال من والاه وعاد من عاداه ، فلقيه عمر بعد ذلك فقال : هنيئا لك يا أبن أبي طالب
أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ، ذكر أبوبكر الباقلاني في التمهيد متأولا له .
السمعاني في فضائل الصحابة بإسناده عن سالم بن أبي الجعد قال : قيل لعمر بن الخطاب
___________________________________________________________
( 1 ) الترة مصدر قولك : وترحقه يتره : نقصه اياه .
والقريع هنا : الغالب في المقارعة .
( 2 ) في المصدر : وكسح النبى .
( 3 ) سورة الحاقة : 44 - 51 .
[160]
إنك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله قال : إنه مولاي .
معاوية بن عمار عن الصادق عليه السلام في خبر : لما قال النبي صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه
فعلي مولاه قال العدوي : لا والله ما أمره بهذا وما هو إلا شئ يتقوله ! فأنزل الله تعالى
" ولو تقول علينا بعض الاقاويل " إلى قوله : " على الكافرين " يعني محمدا " وإنه لحق
اليقين " يعني به عليا .
حسان الجمال عن أبي عبدالله عليه السلام في خبر فلما رأوه رافعا يده - يعني رسول
الله صلى الله عليه وآله - قال بعضهم : انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون ! فنزل جبرئيل
بهذه الآية " إن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم ( 1 ) " إلى آخر السورة .
عمر بن يزيد سأل أبا عبدالله عليه السلام عن قوله تعالى : " قل إنما أعظكم بواحدة ( 2 ) "
قال : بالولاية ، قلت ( 3 ) : وكيف ذلك ؟ قال : إنه لما نصبه للناس قال : " من كنت مولاه
فعلي مولاه " ارتاب الناس فقالوا : إن محمد ليدعونا في كل وقت إلى أمر جديد ، وقد
بدأ بأهل بيته يملكهم رقابنا ، ثم قرأ " قل إنما أعظكم بواحدة " فقال أديت إليكم ما
افترض عليكم ربكم " أن تقوموا لله مثنى وفرادى " .
المرتضى قال في التنزيه : إن النبي صلى الله عليه وآله لما نص على أمير المؤمنين بالامامة
في ابتداء الامر جاءه قوم من قريش وقالوا له : يا رسول الله إن الناس قريبوا عهد بالاسلام
ولا يرضون أن تكون النبوة فيك والامامة في ابن عمك ، فلو عدلت بها إلى غيره ( 4 )
لكان أولى ! فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله ما فعلت ذلك لرأيي فأتخير فيه ، ولكن الله أمرني
به وفرضه علي ، فقالوا له : فإذا لم تفعل ذلك مخافة الخلاف على ربك فأشرك معه في
الخلافة رجلا من قريش يسكن إليه الناس ، ليتم لك الامر ولا تخالف الناس عليك ،
فنزل " لئن أشرك ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ( 5 ) " .
___________________________________________________________
( 1 ) سورة القلم : 51 .
( 2 ) سورة سبأ : 46 .
( 3 ) في المصدر : قال : قلت :
( 4 ) في المصدر : فلو عدلت بها إلى حين .
( 5 ) سورة الزمر : 65 .