[161]

عبدالعظيم الحسني عن الصادق عليه السلام في خبر قال رجل من بني عدي : اجتمعت إلي قريش فأتينا النبي صلى الله عليه وآله فقالوا : يا رسول الله إنا تركنا عبادة الاوثان واتبعناك ، فأشركنا في ولاية علي عليه السلام فنكون شركاء ، فهبط جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد " لئن أشركت ليحبطن عملك " الآية قال الرجل : فضاق صدري فخرجت هاربا لما أصابني من الجهد ، فإذا أنا بفارس قد تلقاني على فرس أشقر ( 1 ) ، عليه عمامة صفراء يفوح منه رائحة المسك ، فقال : يا رجل لقد عقد محمد عقدة لا يحلها إلا كافر أو منافق ، قال : فأتيت النبي صلى الله عليه وآله فأخبرته ، فقال : هل عرفت الفارس ؟ ذلك جبرئيل عرض عليكم ولاية ( 2 ) إن حللتم العقد أو شككتم كنت خصمكم يوم القيامة .
الباقر عليه السلام قال : قام ابن هند وتمطى ( 3 ) وخرج مغضبا واضعا يمينه على عبد الله بن قيس الاشعري ويساره على المغيرة بن شعبة وهو يقول : والله لا نصدق محمدا على مقالته ، ولا نقر عليا بولايته ، فنزل " فلا صدق ولا صلى ( 4 ) " الآيات ، فهم به رسول الله صلى الله عليه وآله أن يرده فيقتله ، فقال له جبرئيل عليه السلام : " لا تحرك به لسانك لتعجل به ( 5 ) " فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وآله .
وقال عليه السلام في قوله تعالى : " قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله ( 6 ) " : ذلك قول أعداء الله لرسول الله صلى الله عليه وآله ( 7 ) من خلفه ، وهو يرون أنه لا يسمع قولهم : لو أنه جعلنا أئمة دون علي ، أو بدلنا آية مكان آية ، قال الله عزوجل ردا عليهم : " قل ما يكون لي أن ابدله ( 8 ) " الآية .
وقال أبوالحسن الماضي عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا الناس إلى ولاية علي عليه السلام

___________________________________________________________
( 1 ) الشقرة لون يأخذ من الاحمر والاصفر .
( 2 ) في المصدر : ذلك جبرئيل عرض عليكم عقد ولاية اه .
( 3 ) اى تبختر وتكبر .
( 4 ) سورة القيامة : 31 .
( 5 ) : 16 .
( 6 و 8 ) سورة يونس : 15 .
( 7 ) في المصدر : لرسوله .

[162]

ليس إلا ، فاتهموه وخرجوا من عنده ، فأنزل الله " قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا * قل إني لن يجيرني من الله " إن عصيته " أحد ولن أجد من دونه ملتحدا * إلا بلاغا من الله ورسالاته " في علي " ومن يعص الله ورسوله " في ولاية علي " فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا ( 1 ) " .
وعنه عليه السلام في قوله تعالى : " واصبر على ما يقولون " فيك " واهجرهم هجرا جميلا * وذرني والمكذبين " بوصيك " اولي النعمة ومهلهم قليلا ( 2 ) " .
وعن بعضهم عليهم السلام في قوله تعالى : " ويل يومئذ للمكذبين " يا محمد بما اوحي إليك من ولاية علي " ألم نهلك الاولين " الذين كذبوا الرسل في طاعة الاوصياء " كذلك نفعل بالمجرمين ( 3 ) " من أجرم إلى آل محمد صلى الله عليه وآله وركب من وصيه ما ركب .
أبوعبدالله عليه السلام " ويستنبؤونك أحق هو " ما تقول في علي " قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين ( 4 ) " .
أبوعبيد والثعلبي والنقاش وسفيان بن عيينة والرازي والقزويني والنيسابوري والطبرسي والطوسي في تفاسيرهم ( 5 ) أنه لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم ما بلغ وشاع ذلك في البلاد أتى الحارث بن النعمان الفهري - وفي رواية أبي عبيد جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري - فقال يا محمد : أمرتنا عن الله بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وبالصلاة والصوم والحج والزكاة فقبلنا منك ، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شئ منك أم من الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله ، فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر ، فسقط

___________________________________________________________
( 1 ) سورة الجن : 21 - 23 .
( 2 ) سورة المزمل : 10 و 11 .
( 3 ) سورة المرسلات : 15 - 18 .
( 4 ) سورة يونس : 53 .
( 5 ) في تفسير سورة المعارج .

[163]

على هامته وخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله تعالى " سأل سائل بعذاب واقع ( 1 ) " الآية ، وفي شرح الاخبار أنه نزل " أفبعذابنا يستعجلون ( 2 ) " ورواه أبونعيم الفضل ابن دكين .
وفي الخبر أن النبي صلى الله عليه وآله كان يخبر عن وفاته بمدة ويقول : قد حان مني خفوق ( 3 ) من بين أظهركم ، وكانت المنافقون يقولون : لئن مات محمد صلى الله عليه وآله لنخرب دينه ( 4 ) ، فلما كان موقف الغدير قالوا : بطل كيدنا ، فنزلت " اليوم يئس الذين كفروا ( 5 ) " الآية .
وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسل لما فرغ وتفرق الناس اجتمع نفر من قريش يتأسفون على ما جرى ، فمر بهم ضب ، فقال بعضهم : ليت محمدا أمر علينا هذا الضب دون علي ! فسمع ذلك أبوذر فحكى ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله ، فبعث إليهم وأحضرهم وعرض عليهم مقالهم ، فأنكروا وحلفوا ، فأنزل الله تعالى " يحلفون بالله ما قالوا ( 6 ) " الآية ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ما أظلت الخضراء ، الخبر .
وفي رواية أبي بصير عن الصادق عليه السلام في خبر أن النبي صلى الله عليه وآله قال : أما جبرئيل نزل علي وأخبرني أنه يؤتى يوم القيامة بقوم إمامهم ضب ، فانظروا أن لا تكونوا اولئك فإن الله تعالى يقول : " يوم ندعو كل اناس بإمامهم ( 7 ) " .
أمالي أبي عبدالله النيسابوري وأمالي أبي جعفر الطوسي في خبر عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام أنه قال : حدثني أبي عن أبيه أن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الارض ن إن لله تعالى في الفردوس قصرا لبنة من فضة ولبنة من ذهب ، فيه مائة ألف قبة حمراء ومائة ألف خيمة من ياقوتة خضراء ، ترابه المسك والعنبر ، فيه أربعة أنهار :

___________________________________________________________
( 1 ) سورة المعارج : 1 .
( 2 ) سورة الشعراء : 204 .
سورة الصافات : 176 .
( 3 ) خفق النجم : غاب .
( 4 ) في المصدر : ليحزب دينه .
( 5 ) سورة المائدة : 3 .
( 6 ) سورة التوبة : 74 .
( 7 ) بنى اسرائيل : 71 .

[164]

نهر من حمر ونهر من ماء ونهر من لبن ونهر من عسل ، حواليه أشجار جميع الفواكه ، عليه الطيور أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من يا قوت ، تصوت بألوان الاصوات ، إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات ، يسبحون الله ويقدسونه ويهللونه ، فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء وتتمرغ ( 1 ) في ذلك المسك والعنبر ، فإذا اجتمع الملائكة طارت فتنفض ( 2 ) ذلك عليهم ، وإنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة ( 3 ) ، فإذا كان آخر اليوم نودوا : انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطر والزلل إلى قابل في هذا اليوم تكرمة لمحمد وعلي ، الخبر .
مصباح المتجهد في خطبة الغدير : إن أمير المؤمنين عليه السلام قال : إن هذا يوم عظيم الشأن ، فيه وقع الفرج ورفع الدرج وصحت الحجج ، وهو يوم الايضاح والافصاح عن المقام الصراح ( 4 ) ، ويوم كمال الدين ويوم العهد المعهود ويوم الشاهد والمشهود ، ويوم تبيان العقود عن النفاق والحجود ، ويوم البيان عن حقائق الايمان ، ويوم دحر الشيطان ( 5 ) ، ويوم البرهان ، هذا اليوم الفصل الذي كنتم توعدون ، هذا يوم الملا الاعلى الذي أنتم عنه معرضون ، هذا يوم الارشاد ويوم محنة العباد ( 6 ) ، ويوم الدليل على الذواد هذا يوم إبداء أحقاد الصدور ( 7 ) ومضمرات الامور ، هذا يوم النصوص على أهل الخصوص ، هذا يوم شيث هذا يوم إدريس هذا يوم يوشع هذا يوم شمعون ( 8 ) .
41 - شى : عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبى قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يذكر في حديث غدير خم أنه لما قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام ما قال وأقامه للنا سرخ إبليس صرخة فاجتمعت له العفاريت ، فقالوا : يا سيدنا ما هذه الصرخة ؟ فقال : ويلكم يومكم

___________________________________________________________
( 1 ) اى تتقلب .
( 2 ) في المصدر : فيفيض .
( 3 ) النثار : ما ينثر في العرس على الحاضرين .
( 4 ) الصراح : الخالص من كل شئ .
( 5 ) الدحر : الطرد .
( 6 ) في المصدر : ويوم المحنة للعباد .
( 7 ) : اخفاء الصدور .
( 8 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 527 - 540 .

[165]

كيوم عيسى ، والله لاضلن فيه الخلق ، قال : فنزل القرآن " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين ( 1 ) " فقال : صرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت فقالوا : يا سيدنا ما هذه الصرخة الاخرى ؟ فقال : ويحكم حكى الله والله كلامي قرآنا ، وأنزل عليه " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين " ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال : وعزتك وجلالك لالحقن الفريق بالجميع ، قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله : " بسم الله الرحمان الرحيم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " قال : صرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت فقالوا : يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة ؟ قال : والله من أصحاب علي ، ولكن بعزتك وجلالك يا رب لازينن لهم المعاصي حتى ابغضهم إليك ، قال : فقال أبوعبدالله عليه السلام : والذي بعث بالحق محمدا للعفاريت وألابالسة على المؤمنين أكثر من الزنابير على اللحم ، والمؤمن أشد من الجبل والجبل يستقل منه بالفأس فينحت ( 2 ) منه والمؤمن لا يستقل على دينه ( 3 ) .
42 - جع : أخبرنا علي بن عبدالله الزيادي ، عن جعفر بن محمد الدوريستي ، عن أبيه ، عن الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ( 4 ) ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن زرارة قال : سمعت الصادق عليه السلام ( 5 ) قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى مكة في حجة الوداع فلما انصرف منها - وفي خبر آخر : وقد شيعه من مكة اثنا عشر ألف رجل من اليمن وخمسة ألف رجل من المدينة - جاءه جبرئيل في الطريق فقال له : يا رسول الله إن الله تعالى يقرؤك السلام ، وقرأ هذه الآية " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك " فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : يا جبرئيل إن الناس حديثو عهد بالاسلام
-بحار الانوار مجلد: 33 من ص 165 سطر 19 الى ص 173 سطر 18 فأخشى أن يضطربوا ولا يطيعوا ، فعرج جبرئيل عليه السلام إلى مكانه ونزل عليه في يوم الثاني ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نازلا بغدير ، فقال له : يا محمد ( 6 ) " يا أيها الرسول بلغ ما انزل

___________________________________________________________
( 1 ) سورة سبا : 20 .
( 2 ) اى ينجر .
( 3 ) تفسير العياشى مخطوط ، واورده في البرهان 2 : 427 و 428 .
( 4 ) في المصدر : عن سعيد .
( 5 ) : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام .
( 6 ) : فقال له يا محمد : قال الله تعالى اه .

[166]

إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " فقال له : يا جبرئيل أخشى من أصحابي أن يخالفوني ، فعرج جبرئيل ونزل عليه في اليوم الثالث وكان رسول الله صلى الله عليه وآله بموضع يقال له غدير خم وقال له ( 1 ) : " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " فلما سمع رسول الله هذه المقالة قال للناس : أنيخوا ناقتي فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى ابلغ رسالة ربي ، وأمر أن ينصب له منبر من أقتاب الابل ، وصعدها وأخرج معه عليا عليه السلام وقام قائما وخطب خطبة بليغة وعظ فيها وزجر ، ثم قال في آخر كلامه : يا أيها الناس ألست أولى بكم منكم ؟ فقالوا : بلى يا رسول الله ثم قال : قم يا علي ، فقام علي عليه السلام فأخذ بيده فرفعها حتى رئي بياض إبطيهما ، ثم قال : ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، ثم نزل من المنبر ، وجاء أصحابه إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهنؤوه بالولاية ، وأول من قال له عمر بن الخطاب ، فقال له : يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، ونزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل : " يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ( 3 ) " قال : يعرفون يوم الغدير وينكرونها يوم السقيفة ! فاستأذن حسان بن ثابت أن يقول أبياتا في ذلك اليوم فأذن له ، فأنشأ يقول : " يناديهم يوم الغدير نبيهم " إلى قوله : رضيتك من بعدي إماما وهاديا .
هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا فخص بهادون البرية كلها * عليا وسماه العزيز المواخيا فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك ، فلما كان بعد ثلاثة وجلس النبي صلى الله عليه وآله مجلسه أتاه رجل من بني مخزوم يسمى

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وقال له : يا رسول الله قال الله تعالى اه .
( 2 ) : ابطيه .
( 3 ) سورة النحل : 83 .

[167]

عمر بن عتبتة - وفي خبر آخر حارث بن النعمان الفهري - فقال : يا محمد أسألك عن ثلاث مسائل ، فقال : سل عما بدالك ، فقال : أخبرني عن شهادة أن لا إلا الله وأن محمدا رسول الله أمنك أم من ربك ؟ قال النبي صلى الله عليه وآله : اوحي إلي من الله ( 1 ) والسفير جبرئيل والمؤذن أنا ، وما آذنت إلا من أمر ربي ، قال : فأخبرني عن الصلاة والزكاة والحج والجهاد أمنك أم من ربك ؟ قال النبي صلى الله عليه وآله مثل ذلك ، قال : فأخبرني عن هذا الرجل - يعني علي بن أبي طالب عليه السلام - وقولك فيه : من كنت مولاه فهذا علي مولاه إلى آخره أمنك أم من ربك ؟ قال النبي صلى الله عليه وآله : الوحي إلي من الله والسفير جبرئيل والمؤذن أنا وما آذنت إلا ما أمرني ( 2 ) ، فرفع المخزومي رأسه إلى السماء فقال : اللهم إن كان محمد صادقا فيما يقول فأرسل علي شواظا ( 3 ) من نار - وفي خبر آخر في التفسير : فقال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء - وولى ، فوالله ما سار غير بعيد حتى أظلته سحابة سوداء فأرعدت وأبرقت فأصعقت ، فأصابته الصاعقة ( 4 ) فأحرقته النار ، فهبط جبرئيل وهو يقول : اقرء يا محمد " سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع " السائل عمر ، والمحترق عمر ( 5 ) ، فقال النبي صلى الله عليه وآله لاصحابه : رأيتم ؟ قالوا : نعم ، وسمعتم ؟ قالوا : نعم ، قال : طوبى لمن والاه والويل لمن عاداه ، كأني أنظر إلى علي وشيعته يوم القيامة يزفون على نوق من رياض الجنة شباب متوجون مكحلون لاخوف عليهم ولاهم يحزنون ، قد ايدوا ( 6 ) برضوان من الله أكبر ، ذلك هو الفوز العظيم ، حتى سكنوا حظيرة القدس من جوار رب العالمين ، لهم فيها ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين وهم فيها خالدون ، ويقول لهم الملائكة : " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ( 7 ) " .
43 - بشا : الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن الحسين بن الحسن بن زيد ، عن

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : الوحى إلى من الله .
( 2 ) : الا ما أمرنى ربى .
( 3 ) الشواظ : لهب لا دخان فيه .
( 4 ) في المصدر و ( م ) : فأصابته صاعقة .
( 5 ) : والمتحرق عمر .
( 6 ) : قد ابدوا .
( 7 ) جامع الاخبار : 10 - 13 .

[168]

أبيه ، عن جده زيد بن محمد ، عن الحسن بن أحمد السبيعي ، عن محمد بن عبدالعزيز ، عن إبراهيم بن ميمون ، عن موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق السبيعي قال : سمعت البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم ونحن نرفع أغصان الشجر عن رأسه ، فقال : لعن الله من ادعى إلى غير أبيه ، ولعن الله من توالى إلى غير مواليه ، والولد للفراش ، وليس للوارث وصية ، ألا وقد سمعتم مني ورأيتموني ؟ ألا من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار ، ألا إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ، أنا فرطكم على الحوض فمكاثر بكم الامم يوم القيامة ، فلا تسودوا وجهي ، ألا لاستنقذن رجالا من النار وليستنقذن من يدي آخرون ، ولاقولن : يا رب أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، ألا وإن الله وليي وأنا ولي كل مؤمن ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم قال : إني فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، طرفه بيدي وطرفه بأيديكم ، فاسألوهم ولا تسألوا غيرهم فتضلوا ( 1 ) .
44 - بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن أحمد بن محمد بن حماد ، عن ابن عقدة ، عن أبي جعفر بن محمد بن هشام ، عن علي بن الحسين بن أبي بردة البجلي ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الحارث ، عن علي عليه السلام قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الغدير بيدي فقال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ( 2 ) .
45 - كنز : محمد بن العباس ، عن الحسين بن أحمد ، عن اليقطيني ، عن ابن فضال ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن عطية العوفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أخذ بيد علي عليه السلام بغدير خم فقال صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه كان إبليس لعنه الله حاضرا بعفاريته ، فقالت له حيث قال صلى الله عليه وآله " من كنت مولاه فعلي مولاه " : والله ما هكذا قلت لنا ، لقد أخبرتنا أن هذا إذا مضى افترق أصحابه ، وهذا أمر مستقر كلما

___________________________________________________________
( 1 ) بشارة المصطفى : 166 و 167 .
( 2 ) : 204 .

[169]

أراد أن يذهب واحد بدر آخر ( 1 ) ، فقال : افترقوا فإن أصحابه قد وعدوني أن لا يقروا له بشئ مما قال ! قوله عزوجل : " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين " .
ويؤيده ما رواه علي بن إبراهيم بإسناده عن زيد الشحام قال : دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه السلام وسأله عن قوله عزوجل : " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين " قال : لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين عليه للناس وهو قوله تعالى : " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك " في علي " وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام بغدير خم وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، حثت ( 2 ) الابالسة التراب على رؤوسها ، فقال لهم إبليس الاكبر لعنه الله : مالكم ؟ قالوا : قد عقد هذا الرجل عقدة لا يحلها إنسي إلى يوم القيامة ، فقال لهم إبليس : كا ! الذين حوله قد وعدوني فيه عدة ولن يخلفوني فيها ! فأنزل الله سبحانه هذه الآية " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين " يعني بأمير المؤمنين عليه السلام وعلى ذريته الطيبين ( 3 ) .
46 - فر : جعفر بن محمد الازدي ، عن محمد بن الحسين الصائغ ، عن الحسن بن علي الصيرفي ، عن محمد البزاز ، عن فرات بن أحنف ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت ( 4 ) : جعلت فداك للمسلمين عيد أفضل من الفطر والاضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة ؟ قال : فقال لي : نعم ( 5 ) أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة ، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين ، وأنزل على نبيه محمد " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " قال : قلت : وأي يوم هو ؟ قال : فقال لي : إن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية والامامة من بعده ( 6 ) ففعل ذلك

___________________________________________________________
( 1 ) أى أسرع .
( 2 ) حثا التراب : صبه .
والجملة جواب لما .
( 3 ) الكنز مخطوط .
واورده في البرهان 3 : 350 .
( 4 ) في المصدر : قلت له .
( 5 ) : قال : نعم .
( 6 ) : أن يعقد الوصية والامامة للوصى من بعده .

[170]

جعلوا ذلك اليوم عيدا ، وإنه اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله عليا للناس علما ، وانزل فيه ما انزل ، وكمل فيه الدين ، وتمت فيه النعمة على المؤمنين ، قال : قلت : وأي يوم هو في السنة ؟ قال : فقال لي : إن الايام تتقدم وتتأخر ، وربما كان يوم السب والاحد والاثنين ( 1 ) إلى آخر أيام السبعة ، قال : قلت : فما ينبغي لنا أن نعمل في ذلك اليوم ؟ قال : هو يوم عبادة وصلاة وشكر الله وحمد له ، وسرور لما من الله به عليكم من ولايتنا ، وإني احب لكم أن تصوموه ( 2 ) .
47 - فر : الحسن بن سعيد معنعنا عن إبراهيم بن محمد بن إسحاق وكان من أصحاب جعفر عليه السلام يقول : في قول الله عزوجل : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " قال : في علي عليه السلام ( 3 ) .
48 - فر : فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا عن زيد بن أرقم قال : لما نزلت هذه الآية في ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام : " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك " قال : فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله يد علي بن أبي طالب عليه السلام ثم رفعها وقال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ( 4 ) .
49 - فر : الحسين بن الحكم معنعنا عن عبدالله بن عطاء قال : كنت جالسا عند أبي جعفر عليه السلام ( 5 ) قال : اوحي إلى النبي صلى الله عليه وآله : قل للناس من كنت مولاه فعلي مولاه ، فلم يبلغ ذلك وخاف الناس ، فاوحي إليه " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " فأخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام يوم غدير ( 6 ) وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ( 7 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وربما كان السبت او الاحد او الاثنين .
( 2 ) تفسير فرات : 12 .
وفيه : وانى احب ان تصوموا فيه .
( 3 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
( 4 و 7 ) تفسير فرات : 36 .
( 5 ) في المصدر : مع ابى جعفر عليه السلام .
( 6 ) : يوم غدير خم .