[151]
أبوبشر عن سعيد بن جبير عن عائشة في كتاب السؤدد .
وفي رواية : فقالت عائشة : وما السيد
قال : من افترضت طاعته كما افترضت طاعتي .
أبوحنيفة بإسناد له إلى ام هانئ ( 1 ) قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي : أنت سيد الناس
في الدنيا وسيد الناس في الآخرة .
[ 122 كنزالكراجكى : حدثني الحسين بن محمد الصيرفي وكان مشتهرا بالعناد
لآل محمد والمخالفة لهم عن محمد بن عمر الجعابي ، عن محمد بن محمد بن سليمان ، عن أحمد بن
محمد بن يزيد بن سليمان ، عن إسماعيل بن أبان ، عن أبي مريم ، عن عطاء ، عن ابن عباس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ربي لا إمارة لي معه ، وأنا رسول ربي ولا إمارة معي ( 2 ) ، و
علي ولي من كنت وليه ولا إمارة معه ( 3 ) .
123 ومنه عن محمد بن أحمد بن شاذان ، ، عن علي بن أحمد بن متويه ، عن علي
بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ، عن علي بن عثمان ، عن محمد بن فرات ، عن
محمد بن علي ، عن أبيه ، عن الحسين بن علي ، عن أبيه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
علي بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي ، وحجة الله وحجتي ، وباب الله وبابي ، وصفي الله
وصفيي ، وحبيب الله وحبيبي ، وخليل الله وخليلي ، وسيف الله وسيفي ، وهو أخي و
صاحبي ووزيري ووصيي ، محبه محبي ، ومبغضه مبغضي ، ووليه وليي ، وعدوه عدوي
وزوجته ابنتي ، وولده ولدي ، وحربه حربي ، وقوله قولي ، وأمره أمري ، وهو سيد
الوصيين وخير امتي ( 4 ) .
124 ومنه عن ابن شاذان ، عن خال امه جعفر بن محمد بن قولويه ، عن علي بن
الحسين ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي
حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام قال : قال :
رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله فرض عليكم طاعتي ونهاكم عن معصيتي ، وأوجب عليكم اتباع
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : : إلى فاختة ام هانئ .
( 2 ) أى لا امارة لاحد معى ما دمت حيا .
( 3 ) كنزالكرجكى : 154 .
( 4 ) كنزالكراجكى : 185 .
[152]
أمري ، وفرض عليكم من طاعة علي بن أبي طالب ( 1 ) بعدي كما فرض عليكم من طاعتي
ونهاكم عن معصيتي ( 2 ) ، وجعله أخي ووزيري ووصيي ووارثي ، وهو مني وأنامنه ، حبه
إيمان وبغضه كفر ، ومحبه محبي ومبغضه مبغضي ، وهو مولى من أناه مولاه وأنا مولى
كل مسلم ومسلمة ، وأنا وهو أبواهذه الامة ( 3 ) .
125 ومنه عن ابن شاذان ، عن أحمد بن محمد بن محمد رضي الله عنه ، عن محمد بن جعفر
عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن زياد بن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن
عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما أظلت الخضراء وما أقلت ( 4 ) الغبراء بعدي أفضل
من علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وإنه إمام امتي وأميرها ، وإنه لوصيي و
وخليفتي عليها ، من اقتدى به بعدي اهتدى ، ومن اهتدى بغيره ضل وغوى إني أنا
النبي المصطفى ، ما أنطق بفضل علي بن أبي طالب عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ،
نزل به الروح المجتبى ، عن الذي له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت
الثري ( 5 ) .
126 ومنه عن ابن شاذان عن محمد بن محمد بن مرة ، عن الحسن بن علي العاصمي ،
عن محمد بن عبدالمالك ( 6 ) بن أبي الشوارب ، عن جعفر بن سليمان الضبعي ، عن سعد بن
طريف ، عن الاصبغ قال : سئل سلمان الفارسي عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : عليكم بعلي بن أبي طالب فإنه مولاكم فأحبوه ، وكبيركم
فاتبعوه ، وعالمكم فأكرموه ، وقائدكم إلى الجنة فعزروه ( 7 ) ، و [ إذا ] دعاكم فأجيبوه ( 8 ) ، و
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وفرض عليكم من طاعته طاعة على بن ابى طالب .
( 2 ) في المصدر : ونهاكم عن معصيته كما نهاكم عن معصيتى .
( 3 ) كنز الكراجكى : 185 و 186 .
( 4 ) في المصدر : ولا أقلت .
( 5 ) كنزالكراجكى : 208 .
( 6 ) في المصدر و ( د ) عبدالملك .
( 7 ) عزرة : فخمه وعظمه .
( 8 ) في المصدر : وإذا دعاكم فأجيبوه .
[153]
إذا أمركم فأطيعوه ، أحبوه لحبي وأكرموه لكرامتي ، ما قلت لكم في علي إلا ما أمرني
به ربي ( 1 ) ] .
127 قب : تفسيري أبي عبيدة وعلي بن حرب الطائي قال عبدالله بن مسعود :
الخلفاء أربعة : آدم ( إني جاعل في الارض خليفة ( 2 ) ) وداود ( يا داود إنا جعلناك
خليفة في الارض ( 3 ) ) يعني بيت المقدس ، وهارون قال موسى : ( اخلفني في قومي ( 4 ) )
وعلي ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ( 5 ) ) يعني عليا ( ليستخلفنهم في
الارض كما استخلف الذين من قبلهم ) آدم وداود وهارون ( وليمكنن لهم دينهم الذي
ارتضى لهم ( يعني الاسلام ( وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ) يعني أهل مكة ( ( يعبدونني
لا يشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك ) بولاية علي بن أبي طالب ( فاولئك هم
الفاسقون ) يعني العاصين لله ولرسوله .
وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : من لم يقل إني رابع
الخلفاء فعليه لعنة الله ، ثم ذكر نحو هذا المعنى .
أبوعبدالله عليه السلام إذا كان يوم القيامة نودي : أين خليفة الله في أرضه ؟ فيقوم داود
فيقال : لسنا أردناك وإن كنت خليفة الله في أرضه ، فيقوم أميرالمؤمنين عليه السلام فيأتي
النداء : يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه وحجته على
عباده ، فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق ( 6 ) بحبله في هذا اليوم ليستضئ بنوره
ويشيعه إلى الجنة .
ونهى هارون الرشيد أن يقال لعلي عليه السلام ( خليفة ) قال أبومعاوية الضرير :
يا أميرالمؤمنين قالت تيم : منا خليفة رسول الله ، وقالت بنو امية : منا خليفة الخلفاء ، فأين
___________________________________________________________
( 1 ) كنزالكراجى : 209 .
( 2 ) سورة البقرة : 30 .
( 3 ) سورة ص : 26 .
( 4 ) سورة الاعراف : 142 .
( 5 ) سورة النور : 55 ، وما بعد هاذيلها .
( 6 ) في المصدر : فيتعلق .
[154]
حظكم يا بني هاشم من الخلافة ، والله ما حظكم منها إلا علي بن أبي طالب ، فرجع الرشيد
عما كان يقول .
معجم الطبراني عن عليم الجهني ، وفي أخبار أهل البيت عليهم السلام عن أسعد
بن زرارة عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ليلة أسرى بي ربي فأوحي إلي في علي بثلاث : أنه إمام
المتقين وسيد المسلمين ( 1 ) وقائد الغر المحجلين .
وفي رواية أبي الصلت الاهوازي : يا
علي إنك سيد المسلمين ( 2 ) وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين .
يوسف القطان في تفسيره ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن
عباس في قوله تعالى : ( يوم ندعو كل اناس بإمامهم ( 3 ) ) قال : إذا كان يوم القيامة
دعا الله عزوجل أئمة الهدى ومصابيح الدجى وأعلام التقى أميرالمؤمنين والحسن والحسين
عليهم السلام ثم يقال لهم : جوزوا الصراط أنتم وشيعتكم وادخلوا الجنة بغير حساب ،
ثم يدعو أئمة الفسق قال : والله ( 4 ) يزيد منهم فيقال له : خذ بيد شيعتك إلى النار
بغير حساب .
أنبأني الحافظ أبوالعلاء بإسناده عن شريك بن عبدالله ، عن أبي ربيعة ، عن
أبي بريدة ، عن أبيه قال النبي صلى الله عليه وآله : لكل نبي وصي ووارث ، وإن عليا وصيي
ووارثي .
فضائل الصحابة عن أحمد ، عن زيد بن أبي أوفى قال صلى الله عليه وآله في خبر : وأنت بمنزلة
هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي ، قال : وما أرث منك يا رسول
الله ؟ قال : ما ورث الانبياء قبلي ، قال : وما ورث الانبياء قبلك ؟ قال : كتاب الله و
سنة نبيه .
زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : ورث علي عليه السلام علم رسول الله صلى الله عليه وآله وورثت فاطمة
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وسيد المرسلين .
( 2 ) في المصدر : سيد المرسلين .
( 3 ) سورة بنى اسرائيل : 71 .
( 4 ) في المصدر : وإن والله .
[155]
عليها السلام تركته .
والخبر المشهور : أنت وارث علم الاولين والآخرين ( 1 ) .
128 يف : ابن المغازلي بإسناده عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : من ناصب عليا على الخلافة بعدي فهو كافر وقد حارب الله ورسوله ، ومن شك
في علي فهو كافر ( 2 ) .
129 ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن علي بن عبدالله ، عن موسى بن
سعيد ، عن عبدالله بن القاسم ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أبوجعفر
عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى جعل عليا علما بينه وبين خلقه ، ليس بينهم وبينه
علم غيره ، فمن تبعه كان مؤمنا ، ومن جحده كان كافرا ، ومن شك فيه كان مشركا ( 3 ) .
130 ما : المفيد ، عن الكاتب ، عن الزعفراني ، عن الثقفي ، عن عثمان بن أبي
شيبة ، عن عمرو بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال أميرالمؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام على منبر الكوفة : أيها الناس إنه كان لي من رسول الله عشر
خصال ، لهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أنت
أخي في الدنيا والآخرة ، وأنت أقرب الخلائق إلي يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبار
ومنزلك في الجنة مواجه منزلي كما يتواجه منازل الاخوان في الله عزوجل ، وأنت
الوارث مني ، وأنت الوصي من بعدي في عداتي واسرتي ، وأنت الحافظ لي في أهلي عند
غيبتي ، وأنت الامام لامتي ، وأنت القائم بالقسط في رعيتي ، وأنت وليي ووليي ولي
الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ( 4 ) .
131 يف : من كتاب شواهد التنزيل بإسناده إلى عبدالله بن عباس في قوله :
( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ( 5 ) )
قال : لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وآله : من ظلم عليا مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما
___________________________________________________________
( 1 ) مناقب آل أبى طالب : 1 ، 553 555 .
( 2 ) الطرائف : 7 .
( 3 ) ثواب الاعمال : 201 .
( 4 ) امالى الشيخ : 121 .
( 5 ) سورة الانفال : 25 .
[156]
جحد نبوتي ونبوة الانبياء قبلي .
ومن كتاب أبي عبدالله محمد بن علي السراج في تأويل
هذه الآية بإسناده إلى عبدالله بن مسعود أنه قال : قال النبي صلى الله عليه وآله يا ابن مسعود إنه
قد نزلت علي آية ( واتقوا فتنة ) الآية ، وأنا مستودعكها ( 1 ) ، فكن لما أقول واعيا وعني
له مؤديا ، من ظلم عليا مجلسي هذا كمن جحد نبوتي ونبوة من كان قبلي ، فقال له
الراوي : يا باعبدالرحمان أسمعت هذا من رسول الله ؟ قال : نعم ، قال قلت : فكيف وليت
الظالمين ؟ قال : لاجرم جلبت عقوبة عملي ، وذلك أني لم أستأذن إمامي كما استأذنه جندب
وعمار وسلمان ، وأنا أستغفر الله ربي وأتوب إليه ! ( 2 ) .
132 قب : تاريخ الطيب ، والاحن والمحن روى أنس أنه نظر النبي صلى الله عليه وآله
إلى علي عليه السلام فقال : أنا وهذا حجة الله على خلقه .
الفردوس عن الديلمي قال صلى الله عليه وآله :
أنا وعلي حجة الله على عباده ( 3 ) .
أقول : قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : روى ابن عباس
قال : دخلت على عمرفي أول خلافته وقد القي له صاع من تمر على خصفة ( 4 ) فدعاني إلى
الاكل فأكلت تمرة واحدة ، وأقبل يأكل حتى أتى عليه ، ثم شرب من جرة ( 5 ) كان
عنده ، واستلقى على مرفقة ( 6 ) له وطفق بحمد الله ( 7 ) يكرر ذلك ، ثم قال : من أين
جئت يا عبدالله ؟ قلت : من المسجد ، قال : كيف خلفت بني عمك ؟ ( 8 ) فظننته يعني
عبدالله بن جعفر قلت : خلفته يلعب مع أترابه ( 9 ) ، قال : لم أعن ذلك إنما عنيت
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : بعد ذلك : ومسم لك خاصه الظلمة .
( 2 ) الطرائف : 11 .
( 3 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 576 .
( 4 ) الخصفة : القفة تعمل من الخوص للتمر ونحوه .
( 5 ) الجرة : إناء من خزف له بطن كبير وعروتان وفم واسع .
( 6 ) المرفقة : المخدة .
( 7 ) طفق يفعل كذا : ابتدا .
وفي المصدر : يحمد الله .
( 8 ) في المصدر : ابن عمك .
( 9 ) جمع الترب بكسر التاء وسكون الراء الصديق أومن ولد معه .
[157]
عظيمكم أهل البيت ، قلت : خلفته يمتح بالغرب على نخيلات من فدان ( 1 ) ويقرأ القرآن
قال : يا عبدالله عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شئ من أمر الخلافة ؟
قلت : نعم ، قال ، أيزعم أن رسول الله نص عليه ؟ قلت : نعم ، وأزيدك ، سألت أبي عما
يدعيه فقال : صدق ، فقال عمر : لقد كان من رسول الله صلى الله عليه وآله في أمره ذرو من قول لا يثبت
حجة ولا يقطع عذرا ! ولقد كان يزيغ ( 2 ) في أمره وقتاما ، ولقد أراد في مرضه أن يصرح
باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا وحيطة على الاسلام ! لاورب هذه البنية لا تجتمع عليه
قريش أبدا ، ولو وليها لا نتقضت عليه العرب من أقطارها ، فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله أني علمت
ما في نفسه فأمسك ، وأبى الله إلا إمضاء ما حتم .
ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر صاحب
كتاب تاريخ بغداد في كتابه مسندا ( 3 ) .
133 ما : المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن سعيد بن عبدالله بن موسى ، عن محمد
بن عبدالرحمان العرزمي ، عن ، المعلى بن هلال ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أعطاني الله تعالى خمسا وأعطى عليا خمسا : أعطاني
جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم ، وجعلني نبيا وجعله وصيا وأعطاني الكوثر و
أعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطاه الالهام ، وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماء
والحجب حتى نظر إلي ونظرت إليه ، قال : ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت له : ما يبكيك
فداك أبي وامي ؟ فقال : يا ابن عباس إن أول ما كلمني به أن قال : يا محمد انظر تحتك
فنظرت إلى الحجب قد انخرقت وإلى أبواب السماء قد فتحت ، ونظرت إلى علي وهو
رافع رأسه إلي ، فكلمني وكلمته وكلمني ربي عزوجل ، فقلت : يا رسول الله بم كلمك
-بحار الانوار مجلد: 34 من ص 157 سطر 19 الى ص 165 سطر 18
ربك ؟ قال : قال لي : يا محمد إني جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك ، فأعلمه
فها هو يسمع كلامك ، فأعلمته وأنا بين يدي ربي عزوجل فقال لي ، قد قبلت وأطعت ،
___________________________________________________________
( 1 ) متح الماء : نزعه ، الدلووبها : استخرجها .
الغرب بفتح أوله وسكون ثانيه الدلو
العظيمة .
والفدان : المزرعة ، وفي المساحة أربعمائة قصبة مربعة .
( 2 ) أى يميل .
( 3 ) شرح النهج 3 : 141 و 142 .
[158]
فأمر الله الملائكة أن تسلم عليه ففعلت ، فرد عليهم السلام ، ورأيت الملائكة يتباشرون به ،
وما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلا هنؤوني وقالوا لي : يا محمد والذي بعثك بالحق
لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عزوجل لك ابن عمك ، ورأيت حملة
العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الارض ، فقلت : يا جبرئيل لم نكس حملة العرش رؤوسهم ؟
فقال : يا محمد ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشارا
به ما خلا حملة العرش ، فإنهم استأذنوا الله عزوجل في هذه الساعة فأذن لهم أن ينظروا
إلى علي بن أبي طالب فنظروا إليه ، فلما هبطت جعلت اخبره بذلك وهو يخبرني به ،
فعلمت أني لم أطأمو طئا إلا وقد كشف لعي عنه حتى نظر إليه .
قال ابن عباس : قلت يا رسول الله : أوصني ، فقال : عليك بمودة علي بن أبي طالب
والذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي
طالب وهو تعالى أعلم فإن جاءه بولايته قبل عمله على ما كان منه ، وإن لم يأت بولايته
لم يسأله عن شئ ثم أمر به إلى النار ، يا ابن عباس والذي بعثني بالحق نبيا إن النار
لاشد غضبا على مبغض علي منها على من زعم أن لله ولدا ، يا ابن عباس لو أن الملائكة
المقربين والانبياء المرسلين اجتمعوا على ( 1 ) بغضه ولن يفعلوا لعذبهم الله بالنار ،
قلت : يا رسول الله وهل يبغضه أحد ؟ قال : يا ابن عباس نعم يبغضه قوم يذكرون أنهم
من امتي ، لم يجعل الله لهم في الاسلام نصيبا ، يا ابن عباس إن من علامة بغضهم له
تفضيلهم من هودونه عليه ، والذي بعثني بالحق ( 2 ) ما بعث الله نبيا أكرم عليه مني ولا وصيا
أكرم عليه من وصيي علي .
قال ابن عباس : فلم أزل كما أمرني ( 3 ) رسول الله صلى الله عليه وآله وأوصاني ( 4 ) بمودته ،
وإنه لاكبر عملي عندي ، قال ابن عباس : ثم مضى من الزمان ما مضى وحضرت رسول الله
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : على بغض على .
( 2 ) في المصدر : والذى بعثنى بالحق نبيا .
( 3 ) في المصدر : فلم أزل له كما أمرني .
( 4 ) في المصدر : ووصانى .
[159]
الوفاة حضرته فقلت : فداك أبي وامي يا رسول الله قددنا أجلك فما تأمرني ؟ فقال : يا ابن
عباس خالف من خالف عليا ولا تكونن له ( 1 ) ظهيرا ولا وليا ، قلت : يا رسول الله فلم
لا تأمر الناس بترك مخالفته ؟ قال : فبكى صلى الله عليه وآله حتى اغمي عليه ثم قال : يا ابن عباس
سبق ( 2 ) فيهم علم ربي ، والذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن خالفه وأنكر حقه
من الدنيا حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة ، ، يا ابن عباس إذا أردت أن تلقى الله و
هو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب ، ومل معه حيث مال ، وارض به إماما ، و
عاد من عاداه ووال من والاه ، يا ابن عباس احذر أن يدخلك شك فيه ، فإن الشك في
علي كفر بالله تعالى ( 3 )
فض ، يل : بالاسناد عن ابن مسعود وابن عباس مثله ( 4 ) .
ل : أبي ، عن سعد ، عن عبدالله بن موسى بن هارون ، عن محمد بن عبدالرحمان
العرزمي ، مثله مع اختصار ، ثم قال : والحديث طويل ( 5 ) .
134 نهج : ومن كلامه عليه السلام لبعض أصحابه وقد سأله : كيف دفعكم قومكم عن
هذا المقام وأنتم أحق به ؟ فقال : يا أخا بني أسد إنك لقلق الوضين ترسل في غير سدد ، و
لك بعد ذمامة الصهر وحق المسألة ، وقد استعلمت فاعلم : أما الاستبداد علينا بهذا المقام و
نحن الاعلون نسبا والاشدون بالرسول نوطا فإنها كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم و
سخت عنها نفوس آخرين ، والحكم الله ( 6 ) والمعود إليه [ يوم ] القيامة .
ودع عنك نهبا صيح في حجراته * [ ولكن حديثا ما حديث الرواحل ]
وهل الخطب في ابن أبي سفيان ، فلقد أضحكني الدهر بعد إبكائه ، ولاغر ووالله ،
فياله خطبا يستفرغ العجب ويكثر الاود ، حاول القوم إطفاء نور الله من مصباحه وسد
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ولا تكونن لهم .
( 2 ) في المصدر : قد سبق .
( 3 ) أمالى الشيخ : 64 و 65 .
( 4 ) الروضة : 39 .
الفضائل : 177 و 178 .
( 5 ) الخصال 1 : 141 .
( 6 ) في ( ك ) والحكم لله .
[160]
فواره من ينبوعه ، وجدحوا بيني وبينهم شربا وبيئا فإن ترتفع عنا وعنهم محن البلوى
أحملهم من الحق على محضه ، وإن تكن الاخرى فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله
عليم بما يصنعون .
قال عبدالحميد بن أبي الحديد : الوضين : بطان القتب وحزام السرج ( 1 ) ، ويقال
للرجل المضطرب في اموره : إنه لقلق الوضين ، وذلك أو الوضين إذا قلق اضطرب القتب
أو الهودج أو السرج ومن عليه .
وترسل في غير سدد أي تتكلم في غير قصد وفي غير صواب .
و
السدد والسداد : الاستقامة والصواب .
وذمامة الصهر بالكسر أي حرمته ، وإنما قال
ذلك لان زينب بنت جحش زوج رسول الله صلى الله عليه وآله كانت أسدية وكانت بنت عمة رسول الله
صلى الله عليه وآله .
وأما حق المسألة فلان للسائل على المسؤول حقا حيث أهله ( 2 ) لان يستفيد
منه .
والاستبداد بالشئ : التفرد به .
والنوط : الالتصاق وكان أثرة : أى استيثارا بالامر
واستبدادا به قال النبي صلى الله عليه وآله للانصار : ( ستلقون بعدي أثرة ) وشحت : بخلت .
وسخت
جادت .
ويعني بالنفوس التي سخت نفسه وبالنفوس التي شحت : أما على قولنا فإنه
يعني نفوس أهل الشورى بعد مقتل عمر ، وأما على قول الامامية فنفوس أهل السقيفة ، و
ليس في الخبر ما يقتضي صرف ذلك إليهم ، فالاولى أن نحمله على ما ظهر منه عن تألمه
من عبدالرحمان بن عوف وميله إلى عثمان .
ثم قال : إن الحكم هو الله وإن الوقت الذي
يعود الناس كلهم إليه هو يوم القيامة .
وروي يوم بالنصب على أنه ظرف والعامل فيه المعود
على أن يكون مصدرا .
وأما البيت فهو لامرئ القيس بن حجر الكندي ، وروي أن أميرالمؤمنين عليه السلام
لم يستشهد إلا بصدره فقط وأتمه الرواة ( 3 ) ، وكان من قصة هذا الشعر أن امرأ القيس
لما تنقل في أحياء ( 4 ) العرب بعد قتل ابنه ( 5 ) نزل على رجل من جديلة طيئ يقال له ظريف
___________________________________________________________
( 1 ) البطان : الحزام الذى يجعل تحت بطن الدابة القتب : الرحل .
الحزام : ما يشد به
وسط الدابة .
( 2 ) أى وجده أهلا .
( 3 ) ولا يوجد في بعض نسخ النهج .
( 4 ) جمع الحى : البطن من بطون العرب .
( 5 ) في المصدر : بعد قتل أبيه .