[211]

إذ قال : إنه ستكون فتنة فإن أدركتما فعليكما باثنين : كتاب الله عزوجل وعلي بن أبي طالب رضوان الله عليه فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ بيده وهو يقول : هذا أول من آمن بي ( 1 ) وهو أول من يصافحني يوم القيامة ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة ، وهو الصديق الاكبر وهو الفاروق بين الحق والباطل ( 2 ) .
شا : محمد بن الحسين المقري ، عن محمد بن أبي الثلج ، عن أبي محمد النوفلي ، عن محمد ابن عبدالحميد ، عن عمرو بن عبدالغفار ، عن إبراهيم بن حسان ( 3 ) ، عن أبي عبدالله مولى لبني هاشم ( 4 ) ، عن أبي سخيلة مثله وفيه : خرجت أنا وعمار حاجين ( 5 ) .
11 ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن الحسين ، عن إسماعيل بن عامر ، عن كامل بن العلاء ، عن عامر بن السمط ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي صادق ، عن عليم ، عن سلمان قال : إن أول هذه الامة ورودا على رسول الله صلى الله عليه وآله أولها إسلاما علي بن أبي طالب ( 6 ) .
ما : ابن حشيش ، عن أبي ذر ، عن عبدالله ، عن الاحمسي ، عن ابن أبي حماد ، عن محمد بن سلمة ، عن أبيه مثله ( 7 ) .
12 ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن محمد بن يحيى الجعفي ( 8 ) ، عن جابر بن الحر ، عن عبدالرحمان بن ميمون ، عن أبيه قال : سمعت ابن عباس يقول : أول من آمن برسول الله من الرجال علي ومن النساء خديجة رضوان الله عليهم ( 9 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : هذا أول من آمن بى وصدقنى اه .
( 2 ) اليقين : 200 .
( 3 ) الصحيح كما في المصدر : ابراهيم بن حيان .
( 4 ) في المصدر : مولى بنى هاشم .
( 5 ) ارشاد المفيد : 14 .
( 6 ) أمالى الشيخ : 154 و 155 .
( 7 ) أمالى الشيخ : 196 .
( 8 ) في المصدر بعد ذلك : عن أبيه ، عن الحسين بن عبدالكريم ، عن جابر بن الحسن الجعفى اه .
( 9 ) أمالى الشيخ : 162 .

[212]

13 ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن يحيى بن عبدالحميد ، عن يحيى بن سلمة ، عن أبيه ، عن الباقر ، عن ابن عباس قال : قال أبوموسى علي أول من أسلم ( 1 ) .
أقول : قد مر في باب النصوص عن الحسين بن خالد ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن النبي صلوات الله عليهم أنه .
قال : لكل امة صديق وفاروق ، وصديق هذه الامة وفاروقها علي بن أبي طالب عليه السلام .
14 لى : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن جعفر بن سلمة ، عن الثقفي ، عن أحمد بن عمران ، عن الحسن بن عبدالله ، عن خالد بن عيسى الانصاري ، عن عبدالرحمان ابن أبي ليلى رفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي يقول : ( اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ( 2 ) ) وخرقيل ( 3 ) مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم ( 4 ) .
كشف : من مسند أحمد عن أبي ليلى مثله ( 5 ) .
فر : عبيد بن غنام معنعنا عن عيسى بن عبدالرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وآله مثله ( 6 ) .
فر : الحضرمي معنعنا عن أبي أيوب الانصاري عنه صلى الله عليه وآله مثله ( 7 ) .
15 ما : المفيد ، عن أحمد بن محمد الصولي ، عن زكريا بن يحيى الساجي ، عن إسماعيل بن موسى السدي ( 8 ) ، عن محمد بن سعيد ، عن فضيل بن مرزوق ، عن أبي سخيلة ، عن أبي ذر وسلمان رضي الله عنهما قالا : أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي بن أبي طالب عليه السلام

___________________________________________________________
( 1 ) امالى الشيخ : 172 .
( 2 ) سورة يس : 20 و 21 .
( 3 ) في المصدر : حزقيل .
( 4 ) أمالى الصدوق : 285 .
وقد أورد في الخصال بسند آخر 1 : 86 .
( 5 ) كشف الغمة : 26 .
( 6 و 7 ) تفسير فرات : 130 .
( 8 ) في المصدر : السندى .

[213]

فقال : هذاأول من آمن بي وأول ( 1 ) من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الاكبر وفاروق هذه الامة ويعسوب المؤمنين ( 2 ) .
كشف : من كتاب الخصائص عن أبي ذر وسلمان مثله ( 3 ) .
16 شف : من تفسير الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي بإسناده عن قتادة ، عن الحسن ، عن ابن عباس ( والذين آمنوا ) يعني صدقوا بالله أنه واحد : علي وحمزة بن عبدالمطلب وجعفر الطيار ( اولئك هم الصديقون ( 4 ) ) قال : صديق هذه الامة أميرالمؤمنين وهو الصديق الاكبر والفاروق الاعظم ، الخبر ( 5 ) .
17 شف : من كتاب الحافظ أحمد بن مردويه ، عن محمد بن إبراهيم بن الفضل ، عن أحمد بن عمرو بن عبدالخالق ، عن عباد بن يعقوب ، عن علي بن هاشم ، عن محمد بن عبدالله ابن أبي رافع ، عن أبي ذر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي : أنت أول من يصافحني يوم القيامة ، وأنت الصديق الاكبر ، وأنت الفاروق ( 6 ) تفرق بين الحق والباطل ، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفرة ( 7 ) .
شف : ابن مردويه ، عن أحمد بن محمد بن عاصم ، عن عمران بن عبدالرحيم ، عن عبدالسلام بن صالح ، عن على بن هاشم مثله ( 8 ) .
شف : من كتاب الاربعين لفضل الله الراوندي ، عن أبي الثور ، عن محمد بن أحمد ، عن ابن مردويه مثله ( 9 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وهو أول اه .
( 2 ) أمالى الشيخ : 131 .

-بحار الانوار مجلد: 34 من ص 213 سطر 19 الى ص 221 سطر 18 ( 3 ) كشف الغمة : 26 .
( 4 ) سورة الحديد : 19 .
( 5 ) اليقين : 152 .
( 6 ) في المصدر : وأنت الاروق الاعظم .
( 7 ) اليقين : 193 و 194 .
( 8 ) اليقين : 194 و 195 .
( 8 ) اليقين : 199 .

[214]

18 شف : ابن مردويه ، عن سليمان بن أحمد ، عن عبدالله بن داهر ، عن أبيه ، عن الاعمش ، عن عباية الاسدي ، عن ابن عباس قال : ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين : كتاب الله وعلي بن أبي طالب عليه السلام فإني سمعت رسول الله يقول وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب : هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو فاروق هذه الامة يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة ، وهو الصديق الاكبر ، وهو بابي الذي اوتى منه ( 1 ) .
19 شف : من كتاب عتيق تاريخه سنة ثمان وثمانين هجرية قال : حدثنا عبدالله ابن جعفر الزهري ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام ( 2 ) ثم قال : ما هذا لفظه : وأنا كنت معه يوم قال : يأتي تسع نفر من حضر موت ( 3 ) فيسلم منهم ستة ولا يسلم منهم ثلاثة ، فوقع في قلوب كثير من كلامه ما شاء الله أن يقع ، فقلت أنا : صدق الله ورسوله ، هو كما قلت يا رسول الله ، فقال : أنت الصديق الاكبر ويعسوب المؤمنين وإمامهم وترى ما أرى وتعلم ما أعلم ، وأنت أول المؤمنين إيمانا وكذلك خلقك الله ، ونزع منك الشك والضلال ، فأنت الهادي الثاني والوزير الصادق ، فلما أصبح رسول الله قعد في مجلسه ذلك وأنا عن يمينه إذ أقبل التسعة رهط من حضر موت حتى دنوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلموا فرد عليهم السلام وقالوا : يا محمد اعرض علينا الاسلام ، فأسلم منهم ستة ولم يسلم الثلاثة فانصرفوا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله للثلاثة : أما أنت يا فلان فستموت بصاعقة من السماء ، وأما أنت يا فلان فسيضربك أفعى في موضع كذا وكذا ، وأما أنت يا فلان فإنك تخرج في طلب ماشية وإبل لك فيستقبلك ناس من كذا فيقتلونك ، فوقع ( 4 ) في قلوب الذين أسلموا ، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال لهم : ما فعل أصحابكم الثلاثة الذين تولوا عن الاسلام

___________________________________________________________
( 1 ) اليقين : 194 .
( 2 ) لا يخفى عدم تناسب هذا السند مع تاريخ الكتاب المنقول عنه .
( 3 ) بالفتح ثم السكون وفتح الراء والميم : اسمان مركبان ، ناحية واسعة في شرقى عدن بقرب البحر وحولها رمال كثيرة تعرف بالاحقاف .
( 4 ) أى وقع الشك .

[215]

ولم يسلموا ؟ فقالوا : والذي بعثك بالحق نبيا ما جاوزوا مما قلت ( 1 ) وكل مات بما قلت ، وإنا جئناك لنجدد الاسلام ونشهد أنك رسول الله وأنك الامين ( 2 ) على الاحياء والاموات بعد هذا وهذه ( 3 ) .
بيان : قوله : ( بعد هذا وهذه ) متعلق بقوله : ( نجدد ونشهد ) والمراد ما شاهدوا من معجزاته أولا وأخيرا أو أخيرا فقط .
20 شف : من الكتاب المذكور عن أبي إسحاق الهمداني ، عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود أنه قال : بينما نحن جلوس ذات يوم بباب رسول الله صلى الله عليه وآله ننتظر خروجه إلينا إذ خرج فقمنا له تفخيما وتعظيما وفينا علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقام فيمن قام ، فأخذ النبي بيده فقال : يا علي إني احاجك ، فدمعت عيناه وقال : يا رسول الله فيم تحاجني وقد تعلم أني لم اعاتبك في شئ قط ؟ قال : احاجك بالنبوة وتحاج الناس من بعدي بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والقسمة بالسوية وإقامة الحدود ، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله : هذا أول من آمن بي وأول من صدقني ، وهو الصديق الاكبر وهو الفاروق الاكبر الذي يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، وضياء في ظلمة الضلال ( 4 ) .
21 قب : علي بن الجعد ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن ابن عباس في قوله تعالى : ( والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون ( 5 ) ) قال : صديق هذه الامة علي بن أبي طالب عليه السلام هو الصديق الاكبر والفاروق الاعظم ، ثم قال : ( ( والشهداء عند ربهم ) قال ابن عباس : وهم علي وحمزة وجعفر ، فهم صديقون وهم شهداء الرسل على اممهم ، إنهم قد بلغوا الرسالة ، ثم قال : ( لهم أجرهم ) عند ربهم على التصديق بالنبوة ( ونورهم ) على الصراط .

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر و ( د ) : ما جاوزوا ما قلت .
( 2 ) في المصدر : وأنت الامين .
( 3 ) اليقين : 196 .
( 4 ) اليقين : 198 .
( 5 ) سورة الحديد : 19 وما بعدها ذيلها .

[216]

مالك بن أنس ، عن سمي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : ( ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين ( 1 ) يعني محمدا ( والصديقين ) يعني عليا وكان أول من صدقة ( والشهداء ) يعني عليا وجعفرا وحمزة والحسن والحسين عليهم السلام ، النبيون كلهم صديقون وليس كل صديق نبيا ، والصديقون كلهم صالحون وليس كل صالح صديقا ، ولا كل صديق شهيد ، وقد كان أميرالمؤمنين عليه السلام صديقا شهيدا صالحا فاستحق ما في الآيتين من وصف سوى النبوة .
وكان أبوذر يحدث شيئا فكذبوه ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ما أظلت الخضراء الخبر ، فدخل وقتئذ علي عليه السلام فقال صلى الله عليه وآله : إلا [ أن ] هذا الرجل المقبل فإنه الصديق الاكبر والفاروق الاعظم ، ابن بطة في الابانة وأحمد في الفضائل عن عبدالرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه ، وشيرويه في الفردوس عن داود بن بلال قال النبي صلى الله عليه وآله : الصديقون ثلاثة : علي بن أبي طالب وحبيب النجار و مؤمن آل فرعون يعني خرقيل وفي رواية : وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم .
وذكر أميرالمؤمنين مرارا : أنا الصديق الاكبر والفاروق الاعظم .
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله : إن عليا صديق هذه الامة وفاروقها ومحدثها ، وإنه هارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها ، إنه باب حطتها وسفينة نجاتها ، إنه طالوتها وذوقرنيها .
كعب الحبر : إنه سأل عبدالله بن سلام قبل أن يسلم : يا محمد ما اسم علي فيكم ؟ قال : عندنا الصديق الاكبر ، فقال عبدالله : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، إنا لنجد في التوراة : محمد نبي الرحمة وعلي مقيم الحجة .
أنشد .
أول من صدق به * وهو مجلي كربه الحسن ، عن أبي ليلى الغفاري قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ستكون من بعدي فتنة ، فإذا

___________________________________________________________
( 1 ) سورة النساء : 69 ، وما بعدها ذيلها .

[217]

كان كذلك فالزموا علي بن أبي طالب ، فإنه الفاروق بين الحق والباطل .
استخرجه شيرويه في الفردوس .
وسمي فاروقا لانه يفرق بين الجنة والنار ، وقيل : لان ذكره يفرق بين محبيه ومبغضيه ( 1 ) .
22 بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن سعيد بن محمد الواعظ عن علي بن أحمد الجرجاني ، عن محمد بن يعقوب المعقلي ، عن إبراهيم بن سليمان ، عن إسحاق بن بشر ، عن خالد بن الحارث ، عن عوف ، عن الحسن ، عن أبي ليلى الغفاري قال سمعت رسول الله : صلى الله عليه وآله يقول : ستكون من بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب ، فإنه أول من يراني وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الاكبر وهو فاروق هذه الامة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين ( 2 ) .
23 قب : كان للنبي صلى الله عليه وآله بيعة عامة وبيعة خاصة ، فالخاصة بيعة الجن ولم يكن للانس فيها نصيب ، وبيعة الانصار ولم يكن للمهاجرين فيها نصيب ، وبيعة العشيرة ابتداء وبيعة الغدير انتهاء ، وقد تفرد علي عليه السلام بهما وأخذ بطر فيهما ، وأما البيعة العامة فهي بيعة الشجرة ، وهي سمرة أو أراك عند بئر الحديبية ، ويقال لها بيعة الرضوان لقوله : ( لقد رضي الله عن المؤمنين ( 3 ) ) والموضوع مجهول والشجرة مفقودة ، فيقال : إنها بروحاء ، فلا يدرى أروحاء مكة عند الحمام أو روحاء في طريقها ؟ وقالوا : الشجرة ذهبت السيول بها ، وقد سبق أميرالمؤمنين عليه السلام الصحابة كلهم في هذه البيعة أيضا بأشياء : منها أنه كان من السابقين فيه ، ذكر أبوبكر الشيرازي في كتابه عن جابر الانصاري أن أول من قام للبيعة أميرالمؤمنين عليه السلام ثم أبو سنان عبدالله بن وهب الاسدي ، ثم سلمان الفارسي ، وفي أخبار الليث : إن أول من بايع عمار يعني بعد علي

___________________________________________________________
( 1 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 571 و 572 .
وفيه : يفرق بين محبه ومبغضه .
( 2 ) بشارة المصطفى : 186 .
( 3 ) سورة الفتح : 18 .

[218]

ثم إنه أولى الناس بهذه الآية ، لان حكم البيعة ما ذكره الله تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراه والانجيل والقرآن ( 1 ) ) الآية ، ورووا جميعا عن جابر الانصاري أنه قال : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله على الموت .
وفي معرفة النسوي أنه سئل سلمة : على أي شئ كنتم تبايعون تحت الشجرة ؟ قال : على الموت .
وفي أحاديث البصريين عن أحمد قال أحمد بن يسار : إن أهل الحديبية بايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله على أن لا يفروا .
وقد صح أنه لم يفر في موضع قط ولم يصح ذلك .
لغيره .
ثم إن الله تعالى علق الرضى في الآية بالمؤمنين ، وكان أصحاب البيعة ألفا وثلاثمائة عن ابن أوفى ، وألفا وأربعمائة ، عن جابر بن عبدالله الانصاري ، وألفا وخمس مائة ، عن ابن المسيب ، والفا وستمائة ، عن ابن عباس ، ولا شك أنه كان فيهم جماعة من المنافقين مثل جد بن قيس ( 2 ) وعبدالله بن ابي بن سلول .
ثم إن الله تعالى علق الرضى في الآية بالمؤمنين الموصوفين بأوصاف : قوله : ( فعلم ما قلوبهم فأنزل السكينة عليهم ( 3 ) ) ولم ينزل السكينة على أبي بكر في آية الغار ، قوله :

___________________________________________________________
( 1 ) سورة التوبة : 111 .
( 2 ) قال في اسد الغابة ( 1 : 74 ) : جد بن قيس كان ممن يظن فيه النفاق ، وفيه نزل قوله تعالى : ( ومنهم من يقول ائذن لى ولا تفتنى ألا في الفتنة سقطوا ) وذلك ان رسول الله قال لهم في غزوة تبوك : ( اغزوا الروم تنالوا بنات الاصفر ) فقال جد بن قيس قد علمت الانصار أنى إذا رأيت النساء لم أصبر حتى افتتن ولكن اعينك بمالى ! فنزلت ( ومنهم من يقول ائذن لى ) ) الاية ، وكان قد ساد في الجاهلية جميع بنى سلمة ، فانتزع رسول الله سؤدده ، وجعل مكانه في النقابة عمرو بن الجموح ، وحضر يوم الحديبية فبايع الناس رسول الله الا الجد بن قيس ، فانه استتر تحت بطن ناقته ! .
( 3 ) سورة الفتح : 18 .

[219]

( فأنزل الله سكينته عليه ( 1 ) ) قال السدي ومجاهد : فأول من رضي الله عنه ممن بايعه علي ، فعلم بما في قلبه من الصدق والوفاء .
ثم إن من حكم البيعة ما ذكره الله : ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ( 2 ) وقال : ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ( 3 ) ) وإنما سميت بيعة لانها عقدت على بيع أنفسهم بالجنة ، للزومهم في الحرب إلى النصر ، وقال ابن عباس : أخذ النبي صلى الله عليه وآله تحت شجرة السمرة بيعتهم على أن لا يفروا ، وليس أحد من الصحابة إلا نقض عهده في الظاهر بفعل أم بقول ، وقد ذمهم الله فقال في يوم الخندق : ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار ( 4 ) وفي يوم حنين ( وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ( 5 ) ) ويوم احد ( إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في اخراكم ( 6 ) ) وانهزم أبوبكر وعمر في يوم خيبر بالاجماع وعلي عليه السلام في وفائه اتفاق ، فإنه لم يفرقط .
وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وآله حتى نزلت ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ( 7 ) ) ولم يقل كل المؤمنين ( فمنهم من قضى نحبه ) يعني حمزة وجعفر وعبيدة ( ومنهم من ينتظر ) يعني عليا .
ثم إن الله تعالى قال : ( وأثابهم فتحا قريبا ( 8 ) ) يعني فتح خيبر ، وكان على يد علي بالاتفاق ، وقد وجدنا النكث في أكثرهم خاصة في الاول والثاني لما قصدوا في

___________________________________________________________
( 1 ) سورة التوبة : 40 .
( 2 ) سورة النحل : 91 .
( 3 ) سورة الفتح : 10 .
( 4 ) سورة الاحزاب : 15 .
( 5 ) سورة التوبة : 25 .
( 6 ) سورة آل عمران : 153 .
( 7 ) سورة الاحزاب : 23 ، وما بعدها ذيلها .
( 8 ) سورة الفتح : 18 .

[220]

تلك السنة إلى بلاد خيبر ، فانهزم الشيخان ، ثم انهزموا كلهم في يوم حنين فلم يثبت منهم تحت راية علي إلا ثمانية من بني هاشم ، ذكرهم ابن قتيبة في المعارف ، قال الشيخ المفيد في الارشاد ( 1 ) : وهم العباس بن عبدالمطلب عن يمين رسول الله ، والفضل بن العباس ابن عبدالمطلب عن يساره ، وأبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب ممسك بسرجه عند بغلته ( 2 ) ، وأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بين يديه يقاتل بسيفه ، ونوفل بن الحارث ابن عبدالمطلب وربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب وعبدالله بن الزبير بن عبدالمطلب وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب بن عبدالمطلب حوله .
وقال العباس : نصرنا رسول الله في الحرب تسعة * ومن فر قد فرمنهم فأقشعوا ( 3 ) مالك بن عبادة : لم يواسي النبي غير بني ها * شم عند السيوف يوم حنين هرب الناس غير تسعة رهط * فهم يهتفون بالناس أين والتاسع أيمن بن عبيد قتل بين يدي النبي صلى الله عليه وآله : العوني : وهل بيعة الرضوان إلا أمانة * فأول من قد خانها السلفان ثم إن النبي صلى الله عليه وآله إنما كان يأخذ البيعة لنفسه ولذريته ، وروى الحافظ ابن مردويه في كتابه بثلاثة طرق عن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ، عن جعفر بن محمد عليهم السلام قال : أشهد لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عليهم السلام قال : لما جاءت الانصار تبايع رسول الله صلى الله عليه وآله على العقبة قال : قم يا علي ، فقال علي : على ما ابايعهم

___________________________________________________________
( 1 ) ص 64 و 65 .
( 2 ) في المصدر ( عند لغد بغلته ) ولا يناسب المقام .
وفي الارشاد ( عند ثفر بغلته ) قال في القاموس ( 1 : 383 ) : الثفر للسباع والمخالب كالحياء للناقة ، وبالتحريك : السيرفى مؤخر السرج .
( 3 ) في المصدر : ( وقد فر من قد فر منهم فأقشعوا ) وأقشع القوم : تفرقوا .

[221]

يا رسول الله ؟ قال : على أن يطاع الله فلا يعصى ، وعلى أن يمنعوا رسول الله وأهل بيته و ذريته مما يمنعون منه أنفسهم وذراريهم .
ثم إنه عليه السلام كان الذي كتب الكتاب بينهم ، ذكر أحمد في الفضائل عن حبة العرني وعن ابن عباس وعن الزهري أن كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب عليه السلام .
وذكر الطبري في تاريخه بإسناده عن البراء بن عازب عن قيس النخعي ، وذكر القطان ووكيع والثوري والسدي ومجاهد في تفاسيرهم عن ابن عباس في خبر طويل أن النبي صلى الله عليه وآله : قال : ما كتبت يا علي حرفا إلا وجبرئيل ينظر إليك ويفرح و يستبشر بك ، وأما بيعة العشيرة قال النبي صلى الله عليه وآله : بعثت إلى أهل بيتي خاصة وإلى الناس عامة وقد كان بعد مبعثه بثلاث سنين على ما ذكره الطبري في تاريخه والخركوشي في تفسيره ومحمد بن إسحاق في كتابه عن أبي مالك عن ابن عباس وعن ابن جبير أنه لما نزل قوله : ( وأنذر عشيرتك الاقربين ( 1 ) جمع رسول الله صلى الله عليه وآله بني هاشم وهم يومئذ أربعون رجلا ، وأمر عليا أن ينضج رجل شاة وخبز لهم صاعا من طعام وجاء بعس من لبن ، ثم جعل يدخل إليه عشرة عشرة حتى شبعوا ، وإن منهم لمن يأكل الجذعة ويشرب الفرق ( 2 ) ! وفي رواية مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال : وقد رأيتم هذه الآية ما رأيتم ، وفي رواية البراء بن عازب وابن عباس أنه بدرهم أبولهب فقال : هذا ما سحركم به الرجل ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وآله : إني بعثت إلى الاسود ( 3 ) والابيض والاحمر ، إن الله أمرني أن انذر عشيرتي الاقربين ، وإني لا أملك لكم من الله شيئا إلا أن تقولوا : ( لا إله
-بحار الانوار مجلد: 34 من ص 221 سطر 19 الى ص 229 سطر 18 إلا الله ) فقال أبولهب : ألهذا دعوتنا ؟ ثم تفرقوا عنه ، فنزلت ( تبت يدا أبي لهب وتب ) ثم دعاهم دفعة ثانية وأطعمهم وسقاهم ثم قال لهم : يا بني عبدالمطلب أطيعوني تكونوا ملوك الارض وحكامها ، وما بعث الله نبيا إلا جعل له وصيا أخا ووزيرا ، فأيكم يكون

___________________________________________________________
( 1 ) سورة الشعراء : 214 .
( 2 ) الفرق : بضم أوله : إناء يكتال به .
( 3 ) في المصدر : على الاسود .