[222]
أخى ووزيري ووصيي ووارثي وقاضي ديني ؟ وفي رواية الطبري عن ابن جبير وابن عباس
فأيكم يؤازرني على هذا الامر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ فأحجم
القوم ( 1 ) ، وفي رواية أبي بكر الشيرازي عن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس وفي مسند
العشرة وفضائل الصحابة عن أحمد بإسناده عن ربيعة بن ناجد عن علي عليه السلام : فأيكم
يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ؟ فلم يقم إليه أحد ، وكان علي أصغر القوم يقول :
أنا ، فقال في الثالثة أجل ، وضرب بيده على يد [ ي ] أميرالمؤمنين .
وفي تفسير الخركوشي عن ابن عباس وابن جبير وأبي مالك وفي تفسير الثعلبي عن البراء
بن عازب : فقال علي عليه السلام وهو أصغر القوم : أنا يا رسول الله ، فقال : أنت ، فلذلك كان وصيه
قالوا .
فقام القوم وهم يقولون لابي طالب : أطلع ابنك فقد امر عليك .
ومن تاريخ الطبري ( 2 ) :
فأحجم القوم ، فقال علي : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فخذ برقبتي ثم قال : هذا
أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، قال : فقام القوم يضحكون فيقولون
لابي طالب : قد أمر أن تسمع لابنك وتطيع .
وفي رواية الحارث بن نوفل وأبي رافع وعباد بن عبدالله الاسدي عن علي عليه السلام
فقلت : أنا يا رسول الله ، قال : أنت وأدناني إليه وتفل في في ، فقاموا يتضاحكون ويقولون :
بئس ما حبا ( 3 ) ابن عمه إذ اتبعه وصدقة .
تاريخ الطبري عن ربيعة بن ناجد أن رجلا قال لعلي : يا أميرالمؤمنين م ورثت
ابن عمك دون عمك ؟ فقال عليه السلام بعد كلام ذكر فيه حديث الدعوة : فلم يقم إليه وكنت من
أصغر القوم ( 4 ) ، قال : فقال اجلس ، ثم قال ذلك ثلاث مرات ، كل ذلك أقوم إليه
فيقول لي : اجلس ، حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي ، قال : فبذلك ورثت ابن عمي
دون عمي ،
___________________________________________________________
( 1 ) حجم وأحجم عن الشئ : كف أو نكص هيبة .
( 2 ) في المصدر : وفي تاريخ الطبرى .
( 3 ) حباه كذا : اعطاه .
( 4 ) في المصدر : فلم يقم اليه أحد فقمت اليه وكنت من اصغر القوم .
[223]
وفي حديث أبي رافع أنه قال أبوبكر للعباس : انشدك الله تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله
جمعكم ( 1 ) وقال : يا بني عبدالمطلب إنه لم يبعث الله نبيا إلا جعل له من أهله وزيرا و
أخا ووصيا وخليفة في أهله ، فمن يقم ( 2 ) منكم يبايعني على أن يكون أخي وووزيري ووارثي
ووصيي وخليفتي في أهلي ؟ فبايعه علي على ما شرط له .
وإذا صح هذه الجملة وجبت
إمامته بعد النبي صلى الله عليه وآله بلا فصل ( 3 ) .
24 فر : الحسين بن محمد بن مصعب البجلي معنعا عن علي بن أبي طالب قال : لما
نزلت هذه الآية ( 4 ) ( وأنذر عشيرتك الاقربين ( 5 ) ) دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا علي
إن الله أمرني أن انذر عشيرتي الاقربين ، فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى ابادئهم ( 6 )
بهذا الامر أرى منهم ما أكره ، فصمت حتى جاءني جبرئيل فقال : يا محمد إنك إن
لا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك ، فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واملا
لنا عسا من لبن واجمع لي بني عبدالمطلب حتى اعلمهم وابلغهم ما امرت به ففعلت ما أمرني
به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون أو ينقصون ، فيهم أعمامه أبوطالب وحمزة
والعباس وأبولهب ، فلما اجتمعوا إليه دعا بالطعام الذي صنعت لهم فجئنا به ، فلما
وضعته تناول رسول الله جذرة ( 7 ) لحكم فشقها بأسنانه ، ثم ألقاها في نواحي الصحفة ( 8 )
ثم قال : خذوا ( 9 ) بسم الله ، فأكل القوم حتى ما لهم بشئ من حاجة ولا أرى إلا مواضع
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : قد جمعكم .
( 2 ) في المصدر : فمن يقوم .
( 3 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 252 255 .
( 4 ) في المصدر : لما نزلت هذه الاية على النبى .
( 5 ) سورة الشعراء : 214 .
( 6 ) في المصدر : متى أبدا بهم .
( 7 ) الجذرة : القطعة .
( 8 ) الصحفة : قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة .
( 9 ) في المصدر : ثم قال : كلوا اه .
[224]
أيديهم ، وايم الذي ( 1 ) نفس علي بيده أن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت
لجميعهم ، ثم قال : اسق القوم ، فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعا ( 2 ) ،
وايم الله أن كان الرجل الواحد منهم يشرب مثله ، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكلمهم
بدرهم ( 3 ) أبولهب إلى الكلام فقال : لهد ما سحركم صاحبكم ! فتفرق القوم ولم يكلمهم
النبي صلى الله عليه وآله فقال الغد : يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت فتفرق القوم قبل أن
اكلمهم ، فأعد لنا من الطعام مثل ما صنعت ثم اجمعهم لي ، ففعلت ثم جمعتهم له ، ثم دعا
بالطعام فقربته لهم ( 4 ) ، ففعل كما فعل بالامس ، وأكلوا حتى ما لهم بشئ من حاجة ،
ثم قال : اسقهم ، فأتيتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا ، ثم تكلم رسول الله
صلى الله عليه وآله فقال : يا بني عبدالمطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه
بأفضل مما جئتكم به ، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله تبارك وتعالى
أن أدعوكم ، فأيكم يؤازرني على أمري على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟
فأحجم القوم عنها ( 5 ) جميعا ، قال : قلت وإني لاحدثهم سنا وأرمضهم ( 6 ) عينا وأعظمهم بطنا
وأحمشهم ساقا ( 7 ) قلت : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ثم قال : هذا
أخي ووصييي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون
لابي طالب : قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع ( 8 ) .
بيان : قال الجزري : فيه ( إن أبا لهب قال : لهد ما سحركم صاحبكم ! ) لهد
كلمة يتعجب بها ، يقال : لهد الرجل ! أي ما أجلده ! ويقال : إنه لهد الرجل ! أي
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وايم الله الذى .
( 2 ) في المصدر : فشربوا وروا .
( 3 ) في المصدر : بدره .
( 4 ) في المصدر و ( د ) فقربه لهم .
( 5 ) ليست كلمة ( عنها ) في المصدر .
( 6 ) رمضت عينه : حميت حتى كادت أن تحترق .
( 7 ) حمشت الساق : دقت .
( 8 ) تفسير فرات : 112 .
[225]
لنعم الرجل وذلك إذا اثني عليه بجلد وشدة ، واللام للتأكيد ( 1 ) .
25 فر : أبوالقاسم العلوي معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى : والسابقون
السابقون اولئك المقربون ( 2 ) ) قال : سابق هذه الامة أميرالمؤمنين ( 3 ) .
26 فر : الحسين بن سعيد معنعنا عن جعفر بن محمد قال : سألته عن قوله الله تعالى :
( ثلة من الاولين وثلة من الآخرين ( 4 ) قال : ثلة من الاولين ابن آدم المقتول ومؤمن
آل فرعون وحبيب النجار مؤمن آل ياسين ( 5 ) ، وثلة من الآخرين أميرالمؤمنين علي بن
أبي طالب عليه السلام ( 6 ) .
27 فر : محمد بن عيسى الدهقان معنعنا عن ابن عباس قال : قوله تعالى : ( ربنا
اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ( 7 ) ) قال : هم ثلاثة نفر : مؤمن آل فرعون
وحبيب النجار صاحب مدينة الانطاكية وعلي بن أبي طالب ( 8 ) .
28 ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن عبيد الله بن علي قال : هذا كتاب جدي
عبيد الله بن علي ، فقرأت فيه : أخبرني علي بن موسى أبوالحسن عن أبيه عن جده جعفر
ابن محمد عن آبائه عليهم السلام أن عليا أول من أسلم ( 9 ) .
29 ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أحمد بن عبدالعزيز ، عن علي بن محمد بن
سليمان ، عن أبيه ، عن محمد بن عون بن عبدالله بن الحارث ، عن أبيه ، عن ابن عباس في هذه
الآية ( وله أسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها ( 10 ) ) قال : أسلمت الملائكة في
___________________________________________________________
( 1 ) النهاية 4 : 242 .
( 2 ) سورة الواقعة : 10 و 11 .
( 3 ) تفسير فرات : 177 .
( 4 ) سورة الواقعة : 39 و 40 .
( 5 ) في المصدر : صاحب آل ياسين .
( 6 ) تفسير فرات : 177 و 178 .
( 7 ) سورة الحشر : 10 .
( 8 ) تفسير فرات : 183 .
( 9 ) أمالى الشيخ : 218 .
( 10 ) سورة آل عمران : 83 .
[226]
السماوات والمؤمنون في الارض طوعا ، أولهم وسابقهم من هذه الامة علي بن أبي طالب
عليه السلام ولكل امة سابق ، وأسلم المنافقون كرها ، وكان علي بن أبي طالب عليه السلام
أول الامة إسلاما ، وأولهم من رسول الله للمشركين قتالا ، وقاتل من بعده المنافقين ومن
أسلم كرها ( 1 ) .
30 ير : أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن نعمان ، عن ابن مسكان ، عن عبدالرحيم
القصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن امتي عرضت علي عند الميثاق
وكان أول من آمن بي وصدقني علي عليه السلام وكان أول من آمن بي وصدقني حين بعثت ،
فهو الصديق الاكبر ( 2 ) .
31 شا : أبوحفص عمر بن محمد الصيرفي ، عن محمد بن أبي الثلج ، عن أحمد بن القاسم
عن سهل بن صالح ، عن عباد بن عبدالصمد ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين ، وذلك أنه لم يرفع إلى السماء شهادة أن لا إله
إلا الله وأني محمد رسول الله ( 3 ) إلا مني ومن علي ( 4 ) .
عم : عن أنس مثله ( 5 ) .
32 شا : بالاسناد عن أحمد بن القاسم ، عن إسحاق ، عن نوح بن قيس ، عن
سليمان بن علي الهاشمي قال : سمعت معاذة العدوية تقول : سمعت علي بن أبي طالب
عليه السلام يقول على منبر البصرة : أنا الصديق الاكبر ، آمنت قبل أن يؤمن أبوبكر
وأسلمت قبل أن يسلم ( 6 ) .
قب : معارف القتيبي وفضائل السمعاني ومعرفة النسوي عن معاذة مثله ( 7 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) أمالى الشيخ : 320 و 321 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 23 .
( 3 ) في المصدر : وأن محمدا رسول الله .
( 4 ) ارشاد المفيد : 14 .
( 5 ) اعلام الورى : 185 و 186 .
( 6 ) ارشاد المفيد : 14 .
( 7 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 241 .
[227]
33 شف : أحمد بن مردويه من كتابه عن أحمد بن محمد بن عاصم ، عن عمران بن
عبدالرحيم ، عن عبدالسلام بن صالح ، عن علي بن هاشم بن البريد ، عن محمد بن عبدالله بن
عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال : سمعت النبي
يقول لعلي عليه السلام : أنت أول من آمن بي وصدقتني ، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة
وأنت الصديق الاكبر وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل ، وأنت يعسوب
المؤمنين والمال يعسوب الظلمة ( 1 ) .
شف : من كتاب الاربعين تأليف أحمد بن إسماعيل القزويني ، عن داهر ، عن
البيهقي ، عن محمد بن علي الاسفرائيني ، عن أحمد بن محمد بن إسماعيل ، عن مذكور بن
سليمان ، عن عبدالسلام بن صالح مثله ( 2 ) .
شف : من كتاب الاربعين تأليف محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري ، عن عبدالرزاق
ابن محمد بن مروك ، عن أبي رشيق العدل ، عن محمد بن زريق ، عن أبي حسين سفيان بن بشر
عن علي بن هاشم مثله ( 3 ) .
34 شف : من كتاب المناقب لمحمد بن يوسف الفراء ، عن محمد بن علي المقري
عن الحسين بن الحسن ، عن علي بن هاشم مثله ، وفيه : والمال يعسوب الكفار ( 4 ) .
شف : من كتاب عتيق في المناقب عن الحكم بن سليمان عن علي بن هاشم مثله ،
وفيه : المال يعسوب الكافرين ( 5 )
شف : من الكتاب العتيق قال : أخبرني يحيى بن صالح الجريري ، عن الحسين
الاشقر عن علي بن هاشم مثله ( 6 ) .
بشا : محمد بن عبدالوهاب الرازي ، عن محمد بن أحمد النيسابوري ، عن عبدالرزاق
___________________________________________________________
( 1 ) اليقين : 194 و 195 .
( 2 ) اليقين : 195 .
( 3 ) اليقين : 197 .
( 4 ) اليقين 200 .
( 5 و 6 ) اليقين : 201 .
[228]
ابن أحمد ، عن محمد بن جعفر بن الفضل ، عن أبي رشيق العدل ، عن محمد بن زريق مثله ( 1 ) .
35 قب : استفاضت الرواية أن أول من أسلم علي ثم خديجة ثم جعفر ثم زيد
ثم أبوذر ثم عمرو بن عنبسة السلمي ثم خالد بن سعيد بن العاص ثم سمية ام عمار ثم
عبيدة بن الحارث ثم حمزة ثم خباب بن الارت ثم سلمان ثم المقداد ثم عمار ثم عبدالله
ابن مسعود في جماعة ثم أبوبكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبدالرحمان
ابن عوف وسعيد بن زيد ( 2 ) وصهيب وبلال .
تاريخ الطبري إن عمر أسلم بعد خمسة وأربعين رجلا وإحدى وعشرين امرأة .
أنساب الصحابة عن الطبري التاريخي والمعارف عن القتيبي ( 3 ) : إن أول من
أسلم خديجة ثم علي ثم زيد ثم أبوبكر .
يعقوب النسوي في التاريخ قال الحسن بن زيد : كان أبوبكر الرابع في الاسلام .
وقال القرظي : أسلم علي قبل أبي بكر .
واعترف الجاحظ في العثمانية بعد ما
كر وفر أن زيدا وخبابا أسلما قبل أبي بكر ، ولم يقل أحد أنهما أسلما قبل علي عليه السلام
وقد شهد أبوبكر لعلي عليه السلام بالسبق إلى الاسلام : روى أبوذرعة الدمشقي وأبوإسحاق
الثعلبي في كتابيهما أنه قال أبوبكر : يا اسفي على ساعة تقدمني فيها علي بن أبي طالب
عليه السلام فلو سبقته لكان لي سابقة الاسلام .
تاريخ الطبري : قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن محمد بن سعد بن ابي وقاص قال :
قلت لابي : أكان أبوبكر أولكم إسلاما ؟ فقال : لا ، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين رحلا ،
ولكن كان أفضلنا إسلاما ! وقال عثمان لاميرالمؤمنين عليه السلام : إنك إن تربصت بي ( 4 ) فقد
تربصت بمن هو خير مني ومنك ، قال : ومن هو خير مني ؟ قال : ابوبكر وعمر ! فقال :
كذبت أنا خير منك ومنهما ، عبدت الله قبلكم وعبدته بعدكم ، فأما شعر حسان بأن
أبابكر أول من أسلم فهو شاعر ! وعناده لعلي ظاهر ، وأما رواية أبي هريرة فهو من
___________________________________________________________
( 1 ) بشارة المصطفى : 124 .
( 2 ) في المصدر : سعد بن زيد .
( 3 ) كذا في النسخ والمصدر ، والصحيح : ومعارف القتيبى .
( 4 ) ربص وتربص به : انتظر له خيرا اوشرا يحل به .
[229]
الخاذلين ! وقد ضربه عمر بالدرة لكثرة روايته ، وقال : إنه كذوب ، وأما رواية إبراهيم
النخعي فإنه ناصبي جدا تخلف عن الحسين عليه السلام وخرج مع ابن الاشعث في جيش
عبيدالله بن زياد إلى خراسان ، وكان يقول : لا خير إلا في النبيذ الصلب ! .
وأما الروايات في أن عليا أول الناس إسلاما فقد صنف فيه كتب ، منها ما رواه
السدي عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله : والسابقون السابقون اولئك المقربون ( 1 ) )
فقال : سابق هذه الامة علي بن أبي طالب .
مالك بن أنس عن أبي صالح عن ابن عباس إنها نزلت في أميرالمؤمنين عليه السلام سبق
والله كل أهل الايمان إلى الايمان ، ثم قال : والسابقون كذلك يسبق العباد يوم القيامة
إلى الجنة .
كتاب أبي بكر الشيرازي : مالك بن أنس ، عن سمي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس
قال : ( والسابقون الاولون ( 2 ) ) نزلت في أميرالمؤمنين عليه السلام سبق الناس كلهم بالايمان ،
وصلى إلى القبلتين ، وبايع البيعتين : بيعة بدر وبيعة الرضوان ، وهاجر الهجرتين : مع جعفر
من مكة إلى الحبشة ومن الحبشة إلى المدينة وروي عن جماعة من المفسرين أنها نزلت
في علي عليه السلام .
وقد ذكر في خمسة عشر كتابا فيما نزل في أميرالمؤمنين بل في أكثر
التفاسير أنه ما أنزل الله تعالى في القرآن آية : ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي أميرها .
لانه أول الناس إسلاما .
النطنزي في الخصائص العلوية ، بالاسناد عن إبراهيم بن إسماعيل ، عن المأمون ،
-بحار الانوار مجلد: 34 من ص 229 سطر 19 الى ص 237 سطر 18
عن الرشيد ، عن المهدي ، عن المنصور ، عن جده ، عن ابن عباس قال : سمعت عمر بن
الخطاب يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي أنت أول المسلمين إسلاما وأول المؤمنين
إيمانا .
أبويوسف النسوي في المعرفة والتاريخ روى السدي عن أبي مالك عن ابن عباس
___________________________________________________________
( 1 ) سورة الواقعة : 10 و 11 .
( 2 ) سورة التوبة : 100 .
[230]
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : علي أول من آمن بي وصدقني .
أبونعيم في حلية الاولياء والنطنزي في الخصائص بالاسناد عن الخدري أن النبي
صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام وضرب يده بين كتفيه : يا علي سبع خصال لا
يحاجك فيهن أحد يوم القيامة : أنت أول المؤمنين بالله إيمانا ، وأوفاهم بعهد الله ،
وأقومهم بأمر الله ، وأرأفهم بالرعية ، وأقسمهم بالسوية ، وأعلمهم بالقضية ، وأعظمهم
مزية يوم القيامة .
أربعين الخطيب بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس ، وفضائل أحمد وكشف الثعلبي
بإسنادهم إلى عبدالرحمان بن أبي ليلى عن أبيه قالا : قال النبي صلى الله عليه وآله : إن سباق الامة
ثلاثة لم يكفروا طرفة عين : علي بن أبي طالب وصاحب ياسين ( 1 ) ومؤمن آل فرعون ،
فهم الصديقون ، وعلي أفضلهم .
فردوس الديلمي قال أبوبكر : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( ثلة من الاولين وثلة من
الآخرين ( 2 ) ) هما من هذه الامة .
محمد بن فرات عن الصادق عليه السلام في هذه الآية ( ثلة من الاولين ( 3 ) ) ابن آدم
المقتول ومؤمن آل فرعون ( وقليل من الآخرين ( 4 ) ) علي بن أبي طالب .
شرف النبي عن الخركوشي أنه أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فقال : ألا إن
هذا أول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الاكبر ، وهذا فاروق هذه الامة
يفرق بين الحق والباطل ، وهذا يعسوب المسلمين والمال يعسوب الظالمين .
جامع الترمذي وإبانة العكبري وتاريخي الخطيب والطبري أنه قال زيد بن أرقم
وعليم الكندي : أول من أسلم علي بن أبي طالب .
محمد بن سعد في كتاب الطبقات وأحمد في المسند قال ابن عباس : أول من أسلم بعد
خديجة علي .
___________________________________________________________
( 1 ) ومؤمن آل ياسين خ ل .
( 2 ) سورة الواقعة : 39 و 40 .
( 3 و 4 ) سورة الواقعة : 13 و 14 .