[231]

تاريخ الطبري وأربعين الخوارزمي قال محمد بن إسحاق : أول ذكر آمن برسول الله صلى الله عليه وآله وصلى معه وصدقه بما جاء من عند الله علي .
مروان وعبدالرحمان التميمي قالا : مكث الاسلام سبع سنين ليس فيه إلا ثلاثة : رسول الله وخديجة وعلي .
فضائل الصحابة عن العكبري وأحمد بن حنبل قال عباد بن عبدالله : قال علي : أسلمت قبل الناس بسبع سنين .
كتاب ابن مردويه الاصفهاني والمظفر السمعاني وأمالي سهل بن عبدالله المروزي عن أبي ذر وأنس واللفظ لابي ذر أنه : قال النبي صلى الله عليه وآله : إن الملائكة صلت علي وعلى علي سبع سنين قبل أن يسلم بشر .
تاريخ بغداد والرسالة القوامية ومسند الموصلي وخصائص النطنزي أنه قال حبة العرني : قال علي عليه السلام : بعث النبي صلى الله عليه وآله يوم الاثنين وأسلمت يوم الثلاثاء .
تاريخ الطبري وتفسير الثعلبي أنه قال محمد بن المنكدر وربيعة بن أبي عبدالرحمان وأبوحازم المدني ومحمد بن السائب الكلبي وقتادة ومجاهد وابن عباس وجابر بن عبدالله وزيد بن أرقم وعمرو بن مرة وشعبة بن الحجاج : علي أول من أسلم .
وقد روى وجوه الصحابة وخيار التابعين وأكثر المحدثين ذلك ، منهم سلمان و أبوذر والمقداد وعمار وزيد صوحان وحذيفة وأبوالهيثم وخزيمة وأبوأيوب والخدري و أبي وأبورافع وام سلمة وسعد بن أبي وقاص وأبوموسى الاشعري وأنس بن مالك و أبوالطفيل وجبير بن مطعم وعمرو بن الحمق وحبة العرني وجابر الحضرمي والحارث الاعور وعباية الاسدي ومالك بن الحويرث وقثم بن العباس وسعيد بن القيس ( 1 ) ومالك الاشتر وهاشم بن عتبة ومحمد بن كعب وابن مجاز ( 2 ) والشعبي والحسن البصري وأبوالبختري والواقدي وعبدالرزاق ومعمر والسدي ، والكتب برواياتهم مشحونة .

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وسعد بن قيس وكلاهما من الصحابة .
( 2 ) كذا في النسخ ، وفي المصدر ( أبومجلز ) ولم نظفر به فيما عندنا من كتب الرجال ، نعم قال في القاموس ( 2 : 169 ) : وأبومجلز لاحق بن حميد تابعى .

[232]

وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : صدقته وجميع الناس في بهم * من الضلالة والاشراك والنكد ولقد كان إسلامه عن فطرة وإسلامهم عن كفر ، وما يكون عن الكفر لا يصلح للنبوة ، وما يكون من الفطرة يصلح لها ، ولهذا قوله صلى الله عليه وآله : ( إلا أنه لانبي بعدي ولو كان لكنته ) ولذلك قال بعضهم وقد سئل : متى أسلم علي عليه السلام ؟ قال : ومتى كفر ؟ ألا إنه جدد الاسلام .
تفسير قتادة وكتاب الشيرازي روى ابن جبير عن ابن عباس قال : والله ما من عبد آمن بالله إلا وقد عبدالصنم ، فقال : ( وهو الغفور ) لمن تاب من عبادة الاصنام ، إلا علي بن أبي طالب عليه السلام فإنه آمن بالله من غير أن يكون عبد صنما ، فذلك قوله : ( وهو الغفور الودود ( 1 ) ) يعني المحب لعلي بن أبي طالب عليه السلام إذ آمن به من غير شرك .
سفيان الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قوله : ( الذين آمنوا ) يا محمد الذين صدقوا بالتوحيد ، قال : هو أميرالمؤمنين ( ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ( 2 ) ) أي ولم يخلطوا ، نظيرها ( لم تلبسون الحق بالباطل ( 3 ) ) يعني الشرك ، لقوله : ( إن الشرك لظلم عظيم ( 4 ) ) قال ابن عباس : والله ما من أحد إلا أسلم بعد شرك ما خلا أميرالمؤمنين ( اولئك لهم الامن وهم مهتدون ( 5 ) ) يعني عليا .
الكافي : أبوبصير عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام إنهما قالا : إن الناس لما كذبوا برسول الله صلى الله عليه وآله هم الله تبارك وتعالى بهلاك أهل الارض إلا عليا فما سواه بقوله : ( فتول عنهم فما أنت بملوم ( 6 ) ) ثم بداله فرحم المؤمنين ، ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ( 7 ) ) .

___________________________________________________________
( 1 ) سورة البروج : 14 .
( 2 و 5 ) سورة الانعام : 82 .
( 3 ) سورة آل عمران : 71 .
( 4 ) سورة لقمان : 13 .
( 6 و 7 ) سورة الذاريات : 54 و 55 .

[233]

وقد روى المخالف والمؤالف عن طرق مختلفة : منها عن أبي صبرة ( 1 ) ومصقلة بن عبدالله عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وآله قال : لو وزن إيمان علي بإيمان امتي وفي روايه وإيمان امتي لرجح إيمان علي على إيمان امتي إلى يوم القيامة .
وسمع أبورجاء العطاردي قوما يسبون عليا ، فقال : مهلا ويلكم أتسبون أخا رسول الله صلى الله عليه وآله وابن عمه وأول من صدقه وآمن به ؟ والله ( 2 ) لمقام علي مع رسول الله صلى الله عليه وآله ساعة من نهار خير من أعماركم بأجمعها .
العبدي : اشهد بالله لقد قال لنا * محمد والقول منه ما خفى لو أن إيمان جميع الخلق مم * ن سكن الارض ومن حل السما يجعل في كفة ميزان لكي * يوفي بإيمان علي ما وفى وإنه مقطوع على باطنه ، لانه ولي الله بما ثبت في آية التطهير وآية المباهلة و غيرهما ، وإسلامهم على الظاهر .
الشيرازي في كتاب النزول عن مالك بن أنس ، عن حميد ، عن أنس بن مالك في قوله تعالى : ( إن الذين آمنوا ) نزلت في علي عليه السلام صدق وهو أول الناس برسول الله صلى الله عليه وآله الخبر .
الواحدي في أسباب نزول القرآن في قوله : ( أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه ( 3 ) ) نزلت في حمزة وعلي ( فويل للقاسية قلوبهم ) أبو لهب وأولاده .
الباقر عليه السلام في قوله : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين ( 4 ) ) علي بن أبي طالب .
وعنه عليه السلام في قوله : ( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون ( 5 ) )

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر و ( د ) : عن أبى بصير .
والصحيح ( عن أبى صفرة ) واسمه ظالم بن سراق و يقال سارق بن صبيح ، راجع اسد الغابة 5 : 231 .
( 2 ) في المصدر : وإن والله .
( 3 ) سورة الزمر : 22 ، وما بعدها ذيلها .
( 4 ) سورة النساء : 144 .
( 5 ) سورة البقرة : 46 .

[234]

نزلت في علي وعثمان بن مظعون وعمار وأصحاب .
لهم ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك أصحاب الجنة ( 1 ) ) نزلت في علي وهو أول مؤمن وأول مصل ، رواه الفلكي في إبانة ما في التنزيل عن الكلبي ، عن أبي صالح عن ابن عباس .
وعنه عليه السلام في قوله : ( إنما يستجيب الذين يسمعون .
والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون ( 2 ) ) نزلت في علي لانه أول من سمع ، والميت الوليد بن عقبة .
وعنه عليه السلام في قوله : ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ( 3 ) ) أن المعني بالآية أميرالمؤمنين عليه السلام .
الشيرازي في نزول القرآن عن عطاء ، عن ابن عباس ، والواحدي في الاسباب و النزول ( 4 ) وفي الوسيط أيضا عن ابن أبي ليلى ، عن حكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، والخطيب في تاريخه عن نوح بن خلف ، وابن بطة في الابانة ، وأحمد في الفضائل عن الكلبي عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، والنطنزي في الخصائص عن أنس ، والقشيري في تفسيره ، والزجاج في معانيه ، والثعلبي في تفسيره ، وأبونعيم فيما نزل من القرآن في علي عليه السلام عن الكلبي ، عن أبي صالح ، وعن ابن لهيعة ( 5 ) ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي العالية ، عن عكرمة ، وعن أبي عبيدة ، عن يونس ، عن أبي عمرو ، عن مجاهد كلهم عن ابن عباس ، وقد روى صاحب الاغاني وصاحب تاج التراجم عن ابن جبير وابن عباس و قتادة ، وروي عن الباقر عليه السلام واللفظ له أنه قال الوليد بن عقبة لعلي عليه السلام : أنا أحد منك سنانا وأبسط لسانا وأملا حشوا للكتيبة ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : ليس كما قلت يا فاسق وفي روايات كثيرة : اسكت فإنما أنت فاسق فنزلت الآيات ( أفمن

___________________________________________________________
( 1 ) سوره البقرة : 82 .
( 2 ) سورة الانعام : 36 .
( 3 ) سورة النور : 51 .
( 4 ) في أسباب النزول ظ .
( 5 ) في النسخ ( وعن أبى لهيعة ) لكنه سهو ، والصحيح ما أثبتناه ، وهو عبدالله بن لهيعة الحضرمى المصرى ، كان كثير الرواية في الحديث والاخبار ، يحكى عن ابن قتيبة انه عده من رجال الشيعة ، وعن ابن عدى أنه ذكره فقال : مفرط في التشيع ، يروى عنه مشائخ الحديث ، وحديثه مذكور في صحيحى الترمذى وأبي داود وغيرهما ، توفى بمصر سنة 174 .

[235]

كان مؤمنا .
( 1 ) علي بن أبي طالب ( كمن كان فاسقا ) الوليد ( لا يستوون ) وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) الآية انزلت في علي ( وأما الذين فسقوا ) انزلت في الوليد ، فأنشأ حسان : أنزل الله والكتاب عزيز * في علي وفي الوليد قرانا فتبوا الوليد من ذاك فسقا * وعلي مبوء إيمانا ليس من كان مؤمنا عرف الله * كمن كان فاسقا خوانا سوف يجزى الوليد خزياونا * راو علي لا شك يجزى جنانا وإنه على السلام بقي بعد النبي صلى الله عليه وآله ثلاثين سنة في خيراته من الاوقات والصدقات والصيام والصلاة والتضرع والدعوات وجهاد البغاة ، وبث الخطب والمواعظ ، وبين السير والاحكام ، وفرق العلوم في العالم ، وكل ذلك من مزايا إيمانه .
تفسير يوسف بن موسى القطان ووكيع بن الجراح وعطاء الخراساني إنه قال ابن عباس : ( إنما المؤمنون الذين آمنوا ) صدقوا بالله ورسوله ( ثم لم يرتابوا ( 2 ) ) يعني لم يشكوا في إيمانهم نزلت في علي وجعفر وحمزة ( وجاهدوا ) الاعداء ( في سبيل الله ) في طاعته ( ( بأموالهم وأنفسهم ( 3 ) اولئك هم الصادقون ) في إيمانهم ، فشهد الله لهم بالصدقة والوفاء ، قال الضحاك : قال ابن عباس : في قوله : ( الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ( 4 ) ) ذهب علي بن أبي طالب عليه السلام بشرفها .
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أن رجلين كانا متواخيين ، فمات أحدهما قبل صاحبه ، فصلى عليه النبي صلى الله عليه وآله ثم مات الآخر ، فمثل الناس بينهما ، فقال عليه السلام : فأين صلاة هذا من صلاته وصيامه بعد صيامه ؟ لما بينهما كما بين السماء والارض .
قال ابن البيع في معرفة اصول الحديث : لا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن علي بن ابي طالب عليه السلام أول الناس إسلاما ، وإنما اختلفوا في بلوغه ، فأقول : هذا طعن

___________________________________________________________
( 1 ) سوره السجدة : 18 ، وما بعدها ذيلها .
( 2 و 4 ) سورة الحجرات : 15 .
( 3 ) الاية كذا : ( وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ) .

[236]

منهم على رسول الله صلى الله عليه وآله إذ كان قد دعاه إلى الاسلام وقبل منه ، وهو بزعمهم غير مقبول منه ولا واجب عليه ، بل إيمانه في صغره من فضائله ، وكان بمنزلة عيسى عليه السلام وهو ابن ساعة يقول في المهد : ( إني عبدالله آتاني الكتاب ( 1 ) ) وبمنزلة يحيى ( وآتيناه الحكم صبيا ( 2 ) ) والحكم درجة بعد الاسلام ، وقد رويتم في حكم سليمان وهو صبي ، وفي دانيال ، وصاحب جريح ، وشاهد يوسف : وصبي الاخدود ، وصبي العجوز ، وصبي مشاطة بنت فرعون ، وأخذتم الحديث عن عبدالله بن عمر وأمثاله من الصحابة ، وأن النبي صلى الله عليه وآله قال لوفد : ( ليؤمكم أقرأكم ) فقدموا عمرو بن سلمة وهو ابن ثمان سنين ، قال : وكانت علي بردة إذا سجدت انكشفت ( 3 ) ، فقالت امرأة من القوم : وارواسوأة إمامكم ! وكان أميرالمؤمنين عليه السلام ابن تسع في قول الكلبي ، وقال الشافعي : حكمنا بإسلامه لان أقل البلوغ تسع سنين ، وقال مجاهد ومحمد بن إسحاق وزيد بن أسلم وجابر الانصاري : كان ابن عشر ، بيانه أنه عاش بقول العامة ثلاثا وستين سنة ، فعاش مع النبي صلى الله عليه وآله ثلاثا وعشرين سنة وبقي بعده تسعا وعشرين سنة وستة أشهر ، وقال بعضهم : ابن إحدى عشرة سنة ، وقال أبوطالب الهاروني : ابن اثنتي عشرة سنة ، وقالوا : ابن ثلاث عشرة سنة وقال أبوطيب الطبري : وجدت في فضائل الصحابة عن أحمد بن حنبل أن قتادة روى أن عليا أسلم وله خمس عشرة سنة ، ورواه النسوي في التاريخ وقد روى نحوه عن الحسن البصري ، قال قتادة : أما بيته : ( غلاما ما بلغت أو ان حلمي ) إنما قال : قد بلغت ( 4 ) .
36 شى : عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سئل أميرالمؤمنين صلوات الله عليه أخبرنا بأفضل مناقبك ، قال : نعم كنت أنا وعباس وعثمان بن أبي شيبة في المسجد الحرام ، قال عثمان بن أبي شيبة : أعطاني رسول الله الخزانة يعني مفاتيح الكعبة وقال العباس : أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله السقاية وهي زمزم ، ولم يؤتك شيئا ياعلي ، قال : فأنزل الله ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخرو جاهد في

___________________________________________________________
( 1 ) سورة مريم : 3 .
( 2 ) سورة مريم : 12 .
( 3 ) أى انكشفت سوأتى .
( 4 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 240 246 .

[237]

سبيل الله لا يستوون عند الله ( 1 ) .
37 شى : عن أبي بصير عن أحدهما في قول الله : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ) قال : نزلت في علي وحمزة وجعفر والعباس وشيبة ، إنهم فخروا في السقاية ، وأنزل الله ( اجعلتم سقاية الحاج ) إلى قوله : ( واليوم الآخر ) الآية ، فكان علي وحمزة وجعفر والعباس عليهم السلام الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله .
( 2 ) 8 ضه : قال عيسى بن سواد بن الجعد : حدثني محمد بن المنكدر وربيعة بن أبي عبدالرحمان وأبوحازم والكلبي قالوا : علي أول من أسلم ، قال الكلبي : وهو ابن تسع سنين ، وقال محمد بن إسحاق : كان أول ذكر آمن برسول الله معه وصدقه بما جاء من عند الله ( 3 ) علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يومئذ ابن عشر سنين ، وكذلك قال مجاهد ، وقال جابر : بعث النبي صلى الله عليه وآله يوم الاثنين وصلى علي عليه السلام يوم الثلاثاء ، وقيل : أسلم علي وهو ابن أربع عشر سنة ، وقيل : ابن إحدى عشرة سنة ، وقيل اثنتي عشرة وهاجر إلى المدينة وهو ابن أربع وعشرين سنة .
قال محمد بن إسحاق : وكان مما أنعم الله تعالى به على علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله ( 4 ) قبل الاسلام ، فحدثني عبدالله بن أبي نجيح عن مجاهد بن جبير ( 5 ) قال كان من نعمة الله على علي بن أبي طالب وما صنع الله له وأراده به من الخير أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة ( 6 ) وكان أبوطالب ذاعيال كثير ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للعباس عمه وكان من أسن بني هاشم : يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال
-بحار الانوار مجلد: 34 من ص 237 سطر 19 الى ص 245 سطر 18 وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الازمة ، فانطلق بنا فلنخفف ( 7 ) عنه من عياله ، آخذ

___________________________________________________________
( 1 و 2 ) مخطوط ، وأوردهما في البرهان 2 : 100 .
والاية في سورة التوبة : 19 وقد مر في ج : 36 ص 34 : أن الصحيح شيبة بن عثمان ( ب ) ( 3 ) في المصدر : وصلى معه وصدته بما جاء به من عندالله .
( 4 ) في المصدر : في حجر النبى .
( 5 ) كذا في النسخ والمصدر ، والظاهر : عن مجاهد عن ابن جبير .
( 6 ) الازمة : الشدة والضيقة .
القحط .
( 7 ) في المصدر : نخفف .

[238]

من بنيه رجلا وتأخذ أنت رجلا ( 1 ) فنكفيهما عنه ، قال العباس : نعم ، فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا : إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه ، فقال لهما أبوطالب : إن تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شتئتما ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وضمه إليه وأخذ عباس جعفرا فضمه إليه فلم يزل علي بن أبي طالب عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله حتى بعثه نبيا ، واتبعه علي فآمن به وصدقه ، ولم يزل جعفر عند العباس ( 2 ) حتى أسلم واستغنى عنه ( 3 ) .
كشف : ابوالمؤيد بإسناده عن محمد بن إسحاق مثله ثم قال : والقصة مشهورة ( 4 ) 39 ضه : عن أبي الحسن علي بن عبدالله بن أبي سيف المدائني قال : كتب معاوية إلى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : يا أبا الحسن إن لي فضائل كثيرة : كان أبي سيدا في الجاهلية ، وصرت ملكا في الاسلام ، وأنا صهر رسول الله ، وخال المؤمنين ، و كاتب الوحي فلما قرأ أميرالمؤمنين عليه السلام كتابه قال أبالفضائل يفخر علي ابن آكلة الاكباد ؟ ! يا غلام اكتب وأملى عليه علي عليه السلام : محمد النبي أخي و صهري * وحمزة سيد الشهداء عمي وجعفر الذي يضحي ويمسي * يطير مع الملائكة ابن امي وبنت محمد سكني وعرسي * مشوب لحمها بدمي ولحمي وسبطا أحمد ولداي منها * فمن منكم له سهم كسمي ؟ سبقتكم إلى الاسلام طرا * غلاما ما بلغت أوان حلمي وأوجب لي ولايته عليكم * رسول الله يوم غدير خم ( 5 )

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وتأخذ من بنيه رجلا .
( 2 ) في المصدر : مع العباس .
( 3 ) روضة الواعظين : 75 و 76 .
( 4 ) كشف الغمة : 23 و 24 .
وفي ( ك ) ( شى ) وهو سهو .
( 5 ) في الصمدر بعد ذلك : فويل ثم ويل ثم ويل * لمن يلقى الا له غدا بظلمى

[239]

فلما قرأه معاوية قال : مزقه يا غلام لا يقرأه أهل الشام فيميلون نحو ابن أبي طالب ( 1 ) ! .
أقول : روى صاحب الديوان تلك الابيات وزاد بعدها : وأوصاني النبي على اختيار * لامته رضى منكم بحكمي ألا من شاء فليؤمن بهذا * وإلا فليمت كمدا بغم أنا البطل الذي لم ينكروه * ليوم كريهة وليوم سلم ( 2 ) 40 كشف : من مناقب ابن المغازلي عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : ( والسابقون السابقون ( 3 ) ) قال : سبق يوشع بن نون إلى موسى ، وسبق صاحب آل ياسين إلى عيسى ، وسبق علي بن أبي طالب عليه السلام إلى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله ، وهو أفضلهم .
ومن مسند أحمد بن حنبل عن عمر بن عبادة عن عبدالله قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : أنا عبدالله وأخورسوله وأنا الصديق الاكبر ، لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر ، ولقد صليت قبل الناس بسبع سنين ( 4 ) .
وقال أبوالمؤيد بهذا الاسناد عن سلمان رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : أول الناس ورودا علي الحوض يوم القيامة أولهم إسلاما علي بن أبي طالب .
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين ، قيل : ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال : لم يكن معي من الرجال غيره .
وفي رواية من مناقب الخوارزمي أيضا قال : صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين ، وذلك أنه لم يرتفع شهادة أن لا إله إلا الله إلى السماء إلا مني ومن علي وقد أورده الطبري ( 5 ) صاحب الخصائص وقال إلا منه ومني .
ونقلت من كتاب اليواقيت لابي عمر الزاهد عن ليلى الغفاريه قالت : كنت امرأة

___________________________________________________________
( 1 ) روضة الواعظين : 76 .
( 2 ) الديوان : 105 .
( 3 ) سورة الواقعة : 10 .
( 4 ) كشف الغمة : 26 .
( 5 ) كذا في النسخ والمصدر ، لكنه سهو ، والصحيح النطنزى .

[240]

أخرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله اداوي الجرحى ، فلما كان يوم الجمل أقبلت مع علي مع علي عليه السلام فلما فرغ دخلت على زينب عشية فقلت : حدثيني هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا الرجل شيئا ؟ قالت : نعم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو وعائشة على فراش وعليهما قطيفة ، فأتى علي فأقعى ( 1 ) كجلسة الاعرابي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن هذا أول الناس إيمانا ، وأول الناس لقاء لي يوم القيامة ، وآخر الناس لي عهدا عند الموت .
وعنه عن ابن عباس قال : نظر علي عليه السلام في وجوه الناس فقال : إني لاخو رسول الله ووزيره ، ولقد علمتم أني أولكم إيمانا بالله عزوجل ورسوله ، ثم دختلم بعدي ( 2 ) في الاسلام رسلا رسلا ( 3 ) ، وإني لابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وأخوه وشريكه في نسبه ، و أبوولده ، وزوج سيدة ولده وسيدة نساء العالمين ، ولقد عرفتم أنا ما خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله مخرجا قط إلا رجعنا وأنا أحبكم إليه وأوثقكم في نفسه وأشدكم نكاية للعدو و أثرا في العدو ، ولقد رأيتم بعثته إياى ببراءة ووقفته لي يوم غدير خم وقيامه إياى معه ورفعه بيدي ، ولقد آخى بين المسلمين فما اختار لنفسه أحدا ( 4 ) غيري ، ولقد قال لي : ( أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة ) ولقد أخرج الناس من المسجد وتركني ، ولقد قال : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) .
ومنه عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لعلي عليه السلام أربع خصال ليس لاحد من الناس غيره : وهو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، وهو الذي صبر معه يوم المهراس ( 5 ) وهو الذي غسله وأدخله قبره صلى الله عليهما .

___________________________________________________________
( 1 ) أقعى الرجل : جلس على استه .
وفي المصدر و ( د ) : وعليهما قطيفة فأقعى على اه .
( 2 ) في المصدر : ثم دخلتم في الاسلام بعدى .
( 3 ) الرسل بكسر الراء : التمهل والتؤدة والرفق .
و الرسلة : الجماعة ، يقال : جاؤوا رسلة أى جماعة جماعة .
( 4 ) في المصدر : أحدا لنفسه .
( 5 ) كناية عن غزوة احد ، والمهراس : ماء بجبل احد .