[241]

ونقلت من مسند أحمد بن حنبل عن علي عليه السلام أنه قال : اللهم إني لا أعرف أن عبدا لك من هذه الامة عبدك قبلي غير نبيك ثلاثا مرات لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعا .
ومنه عن حبة العرني قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : أنا أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله .
ومن مسند أحمد ، عن عمرو بن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذا أتاه تسعة رهط قالوا : يا ابن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا يا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ، قال : وهو يومئذ صحيح لم يعم ، قال : فابتدؤوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، فجاء ينفض ( 1 ) ثوبه وهو يقول : اف وتف ( 2 ) وقعوا في رجل له عشر ، وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وآله : ( لابعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله ( 3 ) ) قال : فاستشرف لها من استشرف ، قال : أين علي ؟ قالوا : هو في الرحل يطحن ، قال : وما كان أحدكم يطحن ؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر ، قال : فنفث ( 4 ) في عينه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه ، فجاء بصفية بنت حيي ( 5 ) .
قال ( 6 ) : ثم بعث فلانا بسورة التوبة ، فبعث عليا خلفه فأخذها منه ، قال : ( لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه ) .

___________________________________________________________
( 1 ) نفض الثوب : حركه ليزول عنه الغبار .
( 2 ) الاف : قلامة الظفر ووسخ الاذن ( اف ) اسم فعل بمعنى أتضجر وأتكره .
التف : وسخ الظفر .
ويقال : تففه أى قال له تفا أو تف لك أى قذوا وبعدا ( 3 ) في المصدر بعد ذلك : ويحبه الله ورسوله .
( 4 ) نفث البصاق من فيه : رمى به .
( 5 ) صفية بنت حبى بن أخطب احدى ازواج رسول الله صلى الله عليه وآله ، روى أنس بن مالك أن رسول الله لما افتتح خيبر وجمع السبى أتاه دحية بن خليفة فقال : أعطنى جارية من السبى ، قال : اذهب فخذ جارية ، فذهب فأخذ صفية ، قيل يا رسول الله انها سيدة قريظة والنضير ، ما تصلح إلا لك فقال رسول الله : خذ جارية من السبى غيرها ، وأخذها رسول الله واصطفاها وحجبها وأعتقها وتزوجها .
( 6 ) أى قال ابن عباس : الثانى من الفضائل العشرة الثابتة لاميرالمؤمنين عليه السلام أن النبى بعث فلانا اه وكذا فيما يأتى .

[242]

قال : وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ قال : وعلي جالس معهم فأبوا ، فقال علي عليه السلام أنا اواليك في الدنيا والآخرة ، قال : فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ فأبوا ، قال : فقال علي عليه السلام : أنا اواليك في الدنيا والآخرة ، فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة .
قال : وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة .
قال : وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين صلوات الله عليهم فقال : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( 1 ) ) .
قال : وشرى علي نفسه : لبس ثوب النبي صلى الله عليه وآله ثم نام مكانه ، قال : وكان المشركون يرمون رسول الله ، فجاء أبوبكر وعلي نائم وأبوبكر يحسب أنه نبي الله ، قال : فقال له علي : إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه ، فانطلق أبوبكر فدخل معه الغار ، قال : وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يتضور ( 2 ) ، قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ، ثم كشف عن رأسه فقالوا : إنك للئيم كان صاحبك نرميه لا يتضور وأنت تتضور و قد استنكرناذلك .
قال : وخرج الناس ( 3 ) في غزاة تبوك ، قال : فقال له علي عليه السلام : أخرج معك ؟ فقال له نبي الله : لا ، فبكى علي عليه السلام فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي ؟ لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي .
قال : وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت وليي في كل مؤمن من بعدي .
قال : وسد أبواب المسجد غير باب علي عليه السلام قال : فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره .
قال : وقال صلى الله عليه وآله ( 4 ) : من كنت مولاه فإن مولاه علي .

___________________________________________________________
( 1 ) سورة الاحزاب .
43 .
( 2 ) تضور : تلوى من وجع ضرب أو جوع .
( 3 ) في المصدر : وخرج بالناس .
( 4 ) في المصدر : قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وآله .

[243]

قال : وأخبرنا الله عزوجل أنه قد رضي عنهم : عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم هل حدثنا أحد أنه سخط عليهم بعد ؟ .
ومن المسند عن ابن عباس قال : أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وآله بعد خديجة علي عليه السلام وقال مرة : أسلم ، قال أبوالمؤيد : وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : السبق ثلاثة : فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب يس ، والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب عليه السلام .
ومن المناقب عن عبدالله بن مسعود قال : إن أول شئ علمته من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله : قدمت مكة ( 1 ) في عمومة لي ، فأرشدونا إلى العباس ( 2 ) بن عبدالمطلب ، فانتهينا إليه وهو جالس إلى من ثم ، فجلسنا إليه ، فبينا نحن عنده إذا أقبل رجل من باب الصفا تعلوه حمرة ، وله وفرة جعدة إلى أنصاف اذنيه ، أقنى الانف ، براق الثنايا ، أدعج العينين ( 3 ) ، كث اللحية ( 4 ) ، دقيق المسربة ( 5 ) ، شثن الكفين ( 6 ) ، حسن الوجه ، معه مراهق ( 7 ) أو محتلم تقفوه امرأة قد سترت محاسنها ، حتى قصدوا نحو الحجر فاستلمه ، ثم استلمه الغلام ، ثم استلمته المرأة ، ثم طاف بالبيت سبعا والغلام والمرأة يطوفان معه ، فقلنا يا أبا الفضل : إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم او شئ حدث ؟ قال : هذا ابن أخي محمد بن عبدالله والغلام علي بن أبي طالب والمرأة امرأته خديجة بنت خويلد ، ما على وجه الارض أحد يعبد الله تعالى بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة .
ومثله عن عفيف الكندي قال : كنت امرء تاجرا ، فقدمت الحج ، فأتيت العباس ابن عبدالمطلب لابتاع منه بعض التجارة وكان امرء تاجرا ، فو الله إني لعنده بمنى إذ

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : أنى قدمت مكة .
( 2 ) في المصدر و ( د ) : فأرشدونا على العباس .
( 3 ) دعج العين : صارت شديدة السواد مع سعتها فصاحبها ( أدعج ) .
( 4 ) كت اللحية : اجتمع شعرها وجعد من غير طول .
( 5 ) المسربة : الشعر وسط الصدر إلى البطن .
( 6 ) أى غليظ الكفين .
( 7 ) راهق الغلام : قارب الحلم أى بلغ حد الرجال .

[244]

خرج رجل من خبأ قريب منه ، فنظر إلى الشمس ، فلما رآها قد مالت قام يصلي ، قال : ثم خرجت امرأة من الخبأ الذي خرج ذلك الرجل منه ( 1 ) فقامت خلفه فصلت ، ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخبأ فقام معه فصلى ، قال : فقلت للعباس : من هذا يا عباس ؟ قال : هذا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ابن أخي ، قال : فقلت : من هذه المرأة ؟ قال : امرأته خديجة بنت خويلد ، قال : فقلت : من هذا الفتى ؟ قال : علي بن أبي طالب ابن عمه عليهم السلام قال : فقلت له : ما هذا الذي يصنع ؟ قال : يصلي وهو يزعم أنه نبي ، ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى ، وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر ، وكان عفيف وهو ابن عم الاشعث بن قيس يقول بعد ذلك وقد أسلم وحسن إسلامه : لو كان الله رزقني الاسلام ( 2 ) يومئذ فأكون ثانيا مع علي عليه السلام .
وقد رواه بطوله أحمد بن حنبل في مسنده ، نقلته من الذي اختاره وجمعه عز الدين المحدث ، وتمامه من الخصائص ( 3 ) بعد قوله : ثم استقبل الركن ورفع يديه فكبر ، وقام الغلام ورفع يديه وكبر ، ورفعت المرأة يديها وكبرت ، وركع وركعا وسجد وسجدا وقنت وقنتا ، فرأينا شيئا لم نعرفه ، أو شئ ( 4 ) حدث بمكة ؟ فأنكرناذلك وأقبلنا على العباس فقلنا يا أبا الفضل ، الحديث بتمامه ( 5 ) .
شا : المظفر بن محمد البلخي ، عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج ، عن أحمد بن القاسم ، عن عبدالرحمان بن صالح الازدي ، عن سعيد بن خيثم ، عن أسد بن عبيدة ، عن يحيى بن عفيف ، عن أبيه مثله ( 6 ) .
ضه : روى محمد بن إسحاق بإسناده عن عفيف مثله ( 7 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : خرج منه ذلك الرجل .
( 2 ) في المصدر : لو كان رزقنى الله الاسلام .
( 3 ) أى خصائص النطنزى .
( 4 ) كذا في ( ك ) ، وفي غيره من النسخ والصمدر : أو شيئا .
( 5 ) كشف الغمة : 24 و 25 .
( 6 ) ارشاد المفيد : 13 .
( 7 ) روضة الواعظين : 75 .

[245]

41 كشف : من مناقب الخوارزمي عن زيد بن أرقم قال : أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام ومنه عن أبي رافع قال : صلى النبي صلى الله عليه وآله أول يوم الاثنين وصلت خديجة آخر يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء من الغد ، وصلى مستخفيا قبل أن يصلي مع النبي ( 1 ) سبع سنين وأشهرا .
قال الخوارزمي : هذا الحديث إن صح فتأويله صلى ( 2 ) مع النبي صلى الله عليه وآله قبل جماعة تأخر إسلامهم ، لا أنه صلى سبع سنين قبل عبدالرحمان بن عوف وعثمان وسعد بن أبي وقاص وطلحة والزبير ، فإن المدة بين إسلام هؤلاء وإسلام علي عليه السلام لا تمتد إلى هذه الغاية عند أصحاب السير والتواريخ كلهم .
وبهذا الاسناد عن عروة قال : أسلم علي عليه السلام وهو ابن ثمان سنين ، ولبعض أهل الكوفة في أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في أيام صفين : أنت الامام الذي نرجو بطاعته * يوم النشور من الرحمان غفرانا أوضحت من ديننا ما كان مشتبها * جزاك ربك عنا فيه إحسانا ( 3 ) نفسي فداء لخير الناس كلهم * بعد النبي علي الخير مولانا أخي النبي ومولى المؤمنين معا * وأول الناس تصديقا وإيمانا ونقلت من أحاديث نقلها صديقنا عز الدين عبدالرزاق بن رزق الله بن أبي بكر المحدث الحنبلي الرسغني الاصل الموصلي المنشأ وكان رجلا فاضلا أديبا حسن المعاشرة حلوالحديث فصيح العبارة ، اجتمعت به في الموصل وتجارينا في أحاديث ، فقلت له : يا عز الدين اريد أن أسألك عن شئ وتنصفني ، فقال : نعم ، فقلت : هل يجوز أن تلزمونا
-بحار الانوار مجلد: 34 من ص 245 سطر 19 الى ص 253 سطر 18 معشر الشيعة بما في صحاحكم ومن رجالها عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وعمران ابن الحطان ؟ وكان من الخوارج ، فقال : لا والله ، وكان منصفا رحمه الله ، وقتل في سنة أخذ الموصل وهي سنة ستين وست مائة عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام :

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : قبل أن يصلى مع النبى أحد اه .
( 2 ) في المصدر : أنه صلى اه .
( 3 ) في المصدر : ملتبسا .

[246]

إنك أول المؤمنين معي إيمانا ، وأعلمهم بآيات الله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأرأفهم بالرعية ، وأقسمهم بالسوية ، وأعظمهم عند الله مزية .
ومما أخرجه المذكور من مسند أحمد بن حنبل من حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام : ألا ترضين أني زوجتك أقدم امتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما ؟ .
ومن تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى : ( والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار ( 1 ) ) قال الثعلبي : قد اتفقت العلماء أن أول من آمن بعد خديجة من الذكور برسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام وهو قول ابن عباس وجابر بن عبدالله الانصاري وزيد بن أرقم ومحمد بن المنكدر وربيعة الراي وأبي الجارود والمزني .
وقال الكلبي : أسلم أميرالمؤمنين علي عليه السلام إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ابن تسع سنين .
ومن الخصائص للطنزي عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : نزلت علي النبوة يوم الاثنين ، وصلى علي معي يوم الثلاثاء .
ومن الخصائص في قوله تعلى : ( واركعوا مع الراكعين ( 2 ) ) قال : إنما نزلت في النبي وعلي خاصة ، لانهما أول من صلى وركع .
ومن كتاب الخصائص عن العباس بن عبدالمطلب قال : سمعت عمر بن الخطاب وهو يقول : كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : في علي ثلاث خصال ، وددت أن يكون لي ( 3 ) واحدة منهن ، فواحدة منهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس : كنت أنا وأبوبكر وأبوعبيدة بن الجراح ونفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إذ ضرب النبي صلى الله عليه وآله على كتف علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : يا علي أنت أول المسلمين إسلاما ، وأنت أول المؤمنين إيمانا ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ، كذب يا علي من زعم أنه يحبني ويبغضك .

___________________________________________________________
( 1 ) سورة التوبة : 100 .
( 2 ) سورة البقرة : 43 .
( 3 ) في المصدر : وددت أن لى اه .

[247]

ومن تفسير ابن الجحام في قوله تعالى : ( ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم ( 1 ) ) الآية ، قال : قال علي عليه السلام : يا رسول الله هل نقدر أن نزورك في الجنة كلما أردنا ؟ قال : يا علي إن لكل نبي رفيقا أول من أسلم من امته ، فنزلت هذه الآية ( فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ( 2 ) ) فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا فقال له : إن الله قد أنزل بيان ما سألت فجعلك رفيقي ، لانك أول من أسلم وأنت الصديق الاكبر .
ومن كتاب المسترشد عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خير هذه الامة بعدي أولها إسلاما علي بن أبي طالب عليه السلام ( 3 ) 42 كشف : من مناقب الخوارزمي عن منصور بن ربعي بن خراش قال : قال علي : اجتمعت قريش إلى النبي صلى الله عليه وآله وفيهم سهيل بن عمرو فقالوا : يا محمد أرقاؤنا نزلوا بك ( 4 ) فارددهم علينا ، فغضب النبي صلى الله عليه وآله حتى رئي الغضب في وجهه ، ثم قال : لتنتهن يا معشر قريش أوليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه للايمان ( 5 ) يضرب رقابكم على الدين ؟ قيل : يا رسول الله أبوبكر ؟ قال : لا ، فقيل : عمر ؟ قال : لا ، لكنه خاصف النعل الذي في الحجرة ؟ قال : فاستقطع الناس ذلك من علي عليه السلام ( 6 ) ، فقال : أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي متعمدا يلج النار .
ومنه قال علي عليه السلام : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتحت خيبر : لو لا أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر على ملا من المسلمين إلا أخذوا من تراب رجليك وفضل طهورك يستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ترثني وأرثك ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا

___________________________________________________________
( 1 و 2 ) سورة النساء 69 .
( 3 ) كشف الغمة : 25 و 26 .
( 4 ) في المصدر : لحقوابك .
( 5 ) في المصدر : بالايمان .
( 6 ) في المصدر : فاستفظع الناس ذلك من على بن أبى طالب عليه السلام .
واستفظع الامر : وجده نظيعا وهو الامر الشديد .

[248]

أنه لا نبي بعدي ، وأنت تؤدي ديني وتقاتل على سنتي ، وأنت في الآخرة أقرب الناس مني ، وأنك غدا الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين ، وأنت أول من يرد علي الحوض وأنت أول داخل الجنة من امتي ، وأن شيعتك على منابر من نور رواء مرويون مبيضة وجوههم حولي ، أشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني ، وأن عدوك غدا ظماء مظمؤون مسودة وجوههم مفحمون ( 2 ) ، حربك حربي وسلمك سلمي ، وسرك سري وعلانيتك علانيتي ، وسريرة صدرك كسريرة صدري ، وأنت باب علمي ، وأن ولدك ولدي ولحمك لحمي ، ودمك دمي ، وأن الحق معك والحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، وإن الله عزو جل أمرني أن ابشرك أنك وعترتك في الجنة وأن عدوك في النار ، لا يرد علي الحوض مبغض لك ولا يغيب عنه محب لك ، قال : قال علي عليه السلام : فخررت لله سبحانه وتعالى ساجدا ، وحمدته على ما أنعم به علي من الاسلام والقرآن ، وحببني إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين .
ومنه قال : بلغ عمر بن عبدالعزيز أن قوما تنقصوا علي بن أبي طالب ( 2 ) ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وذكر عليا وفضله وسابقته ، ثم قال : حدثني عراك بن مالك الغفاري عن ام سلمة قالت : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله عندي إذأتاه جبرئيل فناداه ( 3 ) ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله ضاحكا ، فلما سري عنه ( 4 ) قلت : بأبي أنت وامي يا رسول الله ما أضحكك ؟ فقال : أخبرني جبرئيل أنه مر بعلي عليه السلام وهو يرعى ذودا له وهو نائم قد أبدى بعض جسده ، قال : فرددت عليه ثوبه فوجدت برد إيمانه قد وصل إلى قلبي .
ومنه عن فخر خوارزم أبي القاسم محمود بن عمرالزمخشري عن رجاله قال : جاء رجلان إلى عمر فقالا له : ما ترى في طلاق الامة ؟ فقام إلى حلقة فيها رجل أصلع ، فقال : ما ترى

___________________________________________________________
( 1 ) فحم كمنع : لم يستطع جوابا .
وكشرف : اسود .
وفي المصدر : مقمحون .
( 2 ) في المصدر : تنقصوا عليا .
( 3 ) في المصدر : فناجاه خ ل .
( 4 ) سرى عنه : زال عنه ما كان يجده .

[249]

في طلاق الامة ؟ فقال ( 1 ) : اثنتان ، فالتفت إليهما فقال : اثنتان ، فقال له أحدهما : جئناك و أنت أميرالمؤمنين فسألناك عن طلاق الامة فجئت إلى رجل فسألته فو الله ما كلمك ، فقال عمر : ويلك أتدري من هذا ؟ هذا علي بن أبي طالب ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لو أن السماوات والارض وضعت في كفة ووضع إيمان علي ( 2 ) لرجح إيمان علي .
ومن المناقب عن عمر بن الخطاب قال : اشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله لسمعته وهو يقول لو أن السماوات السبع والارضين السبع وضعن في كفة ميزان ووضع إيمان علي في كفة ميزان لرجح إيمان علي .
ومنها قال : رأى أبوطالب النبي صلى الله عليه وآله يتفل في في علي ، فقال : ما هذا يا محمد ؟ قال : إيمان وحكمة ، فقال أبوطالب لعلي : يا بني انصرا بن عمك وآزره ( 3 ) .
بيان : الذود من الابل ما بين الثنتين إلى التسع ، وقيل : ما بين الثلاث إلى العشر .
43 كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالله بن زيدان ، عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي ، وعلي بن محمد بن مخلد ، عن الحسن بن علي بن عفان ، قالا : حدثنا يحيى بن هاشم السمسار ، عن محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله ، عن ابيه ، عن جده قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله جمع بني عبدالمطلب في الشعب وهم يومئذ ولد عبدالمطلب وأولادهم أربعون رجلا ، فصنع لهم رجل شاة وثرد لهم ثردة وصب عليها ذلك المرق واللحم ، ثم قدمها إليهم فأكلوا منها حتى تضلعوا ، ثم سقاهم عسا واحدا من لبن فشربوا كلهم من ذلك العس حتى رووا منه ، فقال أبولهب : والله إن هنا لنفرا يأكل أحدهم الجفنة ولا تكاد تشبعه ! ويشرب الظرف من النبيذ فما يرويه ! وإن ابن أبي كبشة دعانا فجمعنا على رجل شاة وعس من شراب فشبعنا وروينا منها ، إن هذا لهو السحر المبين ! قال : ثم دعاهم فقال لهم : إن الله عزوجل قد أمرني أن انذر عشيرتي الاقربين ورهطي المخلصين وأنتم عشيرتي الاقربون ورهطي المخلصون ، وإن الله لم يبعث نبيا إلا جعل له من أهله أخا ووارثا ووزيرا ووصيا ، فأيكم يقوم يبايعني على أنه أخي ووزيري ووارثي

___________________________________________________________
( 1 ) الظاهر أن ( قال ) هنا بمعنى ( أشار ) كما يستفاد من ذيل الرواية .
( 2 ) في المصدر : ووضع ايمان على في كفة .
( 3 ) كشف الغمة : 83 84 .

[250]

دون أهلي ووصيي وخليفتي في أهلي ويكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لانبي بعدي ؟ فأسكت القوم ، فقال : والله ليقومن قائمكم أوليكونن في غيركم ثم لتند من ؟ قال : فقام علي عليه السلام وهم ينظرون إليه كلهم ، فبايعه وأجابه إلى ما دعاه إليه ، فقال له : ادن مني ، فدنا منه ، فقال له : افتح فاك ، ففتحه فنفث فيه من ريقه وتفل بين كتفيه وبين ثدييه ، فقال أبولهب : لبئس ما جزيت به ابن عمك أجابك لما دعوته إليه فملات فاه و وجهه بزاقا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : بل ملاته علما وحلما وفقها ( 1 ) .
44 أقول : روى ابن الاثير في جامع الاصول من سنن أبي داود وصحيح الترمذي عن علي عليه السلام قال : لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين منهم سهيل بن عمرو واناس من رؤساء المشركين فقالوا : يا رسول الله قد خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا وليس لهم فقه في الدين ، وإنما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا ، فارددهم إلينا ، فإن لم يكن فقه في الدين سنفقههم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثن الله إليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن الله قلبه ( 3 ) على الايمان ، قال أبوبكر وعمر : من هو يا رسول الله ؟ قال : هو خاصف النعل ، وكان قد أعطى عليا عليه السلام نعله يخصفها .
وروى من الترمذي عن أنس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الاثنين وصلى علي عليه السلام يوم الثلثاء .
ومن الترمذي عن ابن عباس قال : أولى من صلى علي .
ومنه عن زيد بن أرقم قال : أول من أسلم علي ( 3 ) .
أقول : أخبار هذا الباب متفرقة منتشرة في سائر أبواب الكتاب لا سيما باب النصوص ، وباب جوامع المناقب ، وأبواب الاحتجاجات ، وأبواب تأويل الآيات .
45 يف : أحمد بن حنبل في مسنده يرفعه إلى ابن عباس أنه قال : إن عليا أول من أسلم ، ورواه من عدة طرق .
وروى ابن المغازلي الشافعي في المناقب والثعلبي في

___________________________________________________________
( 1 ) مخطوط ، وأورده في البرهان 3 : 190 و 191 .
( 2 ) هذا هو الصحيح كامر في ص 247 .
وفي ( ك ) قلوبهم وهو سهو ( ب ) .
( 3 ) مخطوط ، وتوجد الرواية الثانية في التيسير .