[ 41 ]


باب 58 : ذكره في الكتب السماوية وما بشر السابقون به وبأولاده المعصومين عليهم السلام  

1 ك : القطان وابن موسى والشيباني جميعا عن ابن زكريا القطان ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عبدالله بن محمد ، عن أبيه ، وعبدالرحمان بن محمد ، عن محمد بن عبدالله بن أبي بكر بن عمرو بن هرثم ، عن أبيه ، عن جده أن أباطالب قال : لما فارقه بحيراء بكى بكاء شديدا وأخذ يقول : يابن آمنة كأني بك وقدرمتك العرب بوترها وقد قطعك الاقارب ولو علموا لكنت لهم ( 1 ) بمنزلة الاولاد ، ثم التفت إلي وقال : أما أنت يا عم فارع فيه قرابتك الموصولة واحفظ فيه ووصية أبيك ، فإن قريشا ستهجرك فيه فلا تبال ، فإني أعلم أنك لا تؤمن به ولكن سيؤمن ( 2 ) به ولد تلده ، وسينصره نصرا عزيزا اسمه في السماوات البطل الهاصر ( 3 ) والشجاع الاقرع ( 4 ) ، منه الفرخان المستشهدان ، وهو سيدالعرب ورئيسها وذو قرنيها ( 5 ) ، وهو في الكتب أعرف من أصحاب عيسى عليه السلام ، فقال أبوطالب : قدرأيت والله كل الذي وصف بحيراء وأكثر ( 6 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : لكنت عندهم .
( 2 ) في المصدر : فأنى أعلم انك لا تؤمن به ظاهرأ ولكن ستؤمن به باطنا ، ولكن سيؤمن .
ا ه ( 3 ) الهاصر : الاسد .
( 4 ) الاقرع : من سقط شعر رأسه .
وفي المصدر : ( الانزع ) وهو من انحسر الشعر عن جانبى جبتهه ( 5 ) في المصدر : ورئيسها وزينهاو ذوقرنيها .
( 6 ) كمال الدين 110 .

[ 42 ]

2 ك : القطان وابن موسى والسناني جميعا عن ابن زكريا القطان ، عن محمد ابن إسماعيل ، عن عبدالله بن محمد ، عن أبيه ، وقيس بن سعد الدئلي ، عن عبدالله بن بحير الفقعسي ، عن بكر بن عبدالله الاشجعي ، عن آبائه قالوا : خرج سنة خرج رسول الله صلى الله عليه و آله إلى الشام عبد مناة بن كنانة ونوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن نعمان بن عدي تجارا إلى الشام ، فلقيهما أبوالمويهب الراهب فقال لهما : من أنتما ؟ قالا : نحن تجار من أهل الحرم من قريش ، فقال لهما : من أي قريش ؟ فأخبراه ، فقال لهما : هل قدم معكما من قريش غير كما ؟ قالا : نعم شاب من بني هاشم اسمه محمد فقال أبوالمويهب الراهب : إياه والله أردت ، فقالا : والله ما في قريش أخمل منه ذكرا ( 1 ) إنما يسمونه بيتيم قريش ؟ وهو أجير لامرأة منا يقال لها خديجة فما حاجتك إليه ؟ فأخذ يحرك رأسه ويقول : هو هو ، فقال لهما : تدلاني عليه ؟ فقالا : تركناه في سوق بصرى ( 2 ) ، فبينا في الكلام إذا طلع رسول الله صلى الله عليه وآله ( 3 ) فقال : هو هذا فخلابه ساعة يناجيه ويكلمه ، ثم أخذ يقبل بين عينيه ، وأخرج شيئا من كمه لا ندري ما هو ، ورسول الله صلى الله عليه واله يأبي أن يقبله ، فلما فارقه قال لنا : تسمعان مني ؟ هذا والله نبي آخرالزمان ، والله سيخرج إلى قريب يدعو الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله فإذا رأيتم ذلك فاتبعوه ، ثم قال : هل ولد لعمه أبي طالب ولد يقال له علي فقلنا : لا ، فقال : إما أن يكون قد ولد أو يولد في سنته ، هو أول من يؤمن به ، نعرفه ( 4 ) وإنا لنجد صفته عندنا بالوصية كما نجد صفة محمد بالنبوة ، وإنه سيدالعرب وربانيها وذوقرنيها يعطي السيف حقه ، اسمه في الملا علي ( 5 ) وهو أعلى الخلق يوم القيامة بعدالانبياء ذكرا

___________________________________________________________
( 1 ) خمل ذكره : خفى .
( 2 ) بصرى بالضم والقصر موضع بالشام وهى التى وصل إليها النبى صلى الله عليه وآله للتجارة ( مراصدالاطلاع 1 : 201 ) ( 3 ) في المصدر : فبينما هم في الكلام اذ طلع عليهم رسول الله .
( 4 ) في المصدر : يعرفه .
( 5 ) في المصدر : اسمه في الملا الاعلى على .

[ 43 ]

وتسميه الملائكة البطل الازهر المفلح ، لايتوجه إلى وجه إلا أفلح وظفر ، والله هوأعرف بين أصحابه ( 1 ) في السماء من الشمس الطالعة ( 2 ) .
3 قب : روى الكلبي عن الشرقي بن القطامي ، عن تميم بن وعلة المري ، عن الجارود بن المنذر العبدي وكان نصرانيا فأسلم عام الحديبية وأنشد شعرا يقول : يانبي الهدى أتتك رجالا * قطعت فدفداو آلا فآلا ( 3 ) جابت البيد والمهامه حتى * غالها من طوى السرى ماغالا أنبأ الاولون باسمك فينا * وبأسماء بعده تتتالى ( 4 ) فقال رسول الله صلى الله عليه واله : أفيكم من يعرف قس بن ساعدة الايادي ؟ فقال الجارود : كلنا يارسول الله نعرفه غير أني من بينهم عارف بخبره واقف على أثره ، فقال : أخبرنا ، فقال : يا رسول الله لقد شهدت قسا وقدخرج من ناد من أندية إياد إلى ضحضح ذي قتاد ، وسمرو غياد وهو مشتمل بنجاد ، فوقف في إضحيان ليل كالشمس رافعا إلى السماء وجهه وأصبعه ، فدنوت منه فسمعته يقول : ( اللهم رب السماوات الارفعة والارضين الممرعة بحق محمد و الثالثة المحاميد معه والعليين الاربعة وفاطم والحسنان الابرعة ( 5 ) وجعفر وموسى التبعة سمي الكليم الضرعة ( 6 ) اولئك النقباء الشفعة والطريق المهيعة داسة الاناجيل ومحاة الاضاليل ونفاة الاباطيل الصادقو القيل عدد نقباء بني إسرائيل ، فهم أول البداية وعليهم تقوم الساعة وبهم تنال الشفاعة ولهم من الله فرض الطاعة اسقنا غيثا مغيثا ) ثم قال : ليتني مدركهم ولو بعد لاي من عمري ومحياي ، ثم أنشأ يقول : أقسم قس قسما ليس به مكتتما * لو عاش ألفي سنة لم يلق منها سأما

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : والله لهو عرف من بين اصحابه .
( 2 ) كمال الدين : 111 و 112 .
( 3 ) قطعت فدفدا وأفرت جبالا .
( 4 ) تتالت الامور اوالخيل : تلا بعضها ، يقال : جاءت الخيل تتالياأى متتابعة .
( 5 ) في المصدر : والحسنين الابرعة .
( 6 ) ضرع من الشئ : دنامنه وضرع من فلان : تقرب منه .

[ 44 ]

حتى يلاقي أحمدا والنجباء الحكما * هم أوصياء أحمد أفضل من تحت السما يعمى الانام عنهم وهم ضياء للعمى * لست بناس ذكر هم حتى أحل الرجما قال الجارود : فقلت : يا رسول اله أنبئني أنبأك الله بخبر هذه الاسماء التي لم نشهدها وأشهدنا قس ذكرها ، فقال رسول الله : يا جارود ليلة اسري بي إلى السماء أوحى الله عزوجل إلي أن سل من قد أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا ؟ قلت : على ما بعثوا ؟ قال : بعثتهم على نبوتك وولاية علي بن أبى طالب والائمة منكما ، ثم عرفني الله تعالى بهم وبأسمائهم ، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه واله للجارود أسماءهم واحدا واحدا إلى المهدي عليهم السلام ثم قال : قال لي : الرب تعالى : هؤلاء أوليائي وهذا المنتقم من أعدائي يعني المهدي فقال الجارود : أتيتك يا ابن آمنة الرسولا * لكي بك أهتدي النهج السبيلا فقلت وكان قولك قول حق * وصدق ما بدالك أن تقولا وبصرت العمى من عبد شمس * وكلا كان من عمه ظليلا ( 1 ) وأنبأناك عن قس الايادي * مقالا أنت ظلت به جديلا وأسماء عمت عنا فآلت * إلى علم وكنت بها جهولا وقد ذكر صاحب الروضة أن هذا الاستسقاء كان قبل النبوة بعشر سنين ، وشهادة سلمان الفارسي بمثل ذلك مشهور ، وقال الشعبي : قال لي عبدالملك بن مروان : وجد وكيلي في مدينة الصفر التي بناها سليمان بن داود على سورها أبياتا منها : إن مقاليد أهل الارض قاطبة * والاوصياء له أهل المقاليد هم الخلائف اثنا عشرة حججا * من بعده الاوصياء السادة الصيد حتى يقوم بأمر الله قائمهم * من السماء إذا ما باسمه بودي فقال عبدالملك للزهري : هل علمت من أمر المنادي باسمه من السماء شيئا ؟ قال الزهري أخبرني علي بن الحسين أن هذا المهدي من ولد فاطمة ، فقال عبدالملك : كذبتما ذاك

___________________________________________________________
( 1 ) من شمس ظليلا ، خ ل .

[ 45 ]

رجل منا يازهري هذا القول لايسمعه أحد منك ( 1 ) .
منصور بن حازم قال للصادق عليه السلام : أكان رسول الله يعرف الائمة ؟ فقال : نعم و نوح ، ثم تلا ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ) الآية ( 2 ) .
بيان : الفدفد : الارض المستوية والآل جمع الآلة وهي الحالة أي توالت عليها أحوال مختلفة .
والآل أيضا خشبات تبنى عليها الخيمة .
والآل أيضا السراب كما ذكره في النهاية ( 3 ) .
والجوب : القطع والبيد بالكسر جمع البيداء وهي المفازة .
والمهامه جمع المهمه
-بحار الانوار مجلد: 34 من ص 45 سطر 7 الى ص 53 سطر 7 وهو المفازة البعيدة وغاله الشئ : أخذه من حيث لم يدر ، ويقال : غالته غول إذا وقع في مهلكة .
والطوي : الجوع .
والسرى بالضم : السير بالليل .
والضحضح .
الماء اليسير .
و القتاد كسحاب : شجر صلب له شوك كالابر .
والسمر بضم الميم : شجر معروف .
وقال الفيروزآبادي : الاغيد ( 4 ) من النبات : الناعم المتثني والمكان الكثير النبات ( 5 ) .
والنجاد ككتاب : حمائل السيف وجمع النجد وهو ما ينجد به البيت من بسط وفرش ووسائد .
و ليلة إضحيانة بالكسر مضيئة .
قوله : ( والحسنان الابرعة ) كذا في النسخ والاظهر ( الحسنين ) على المجرور ( 6 ) ليشمل العسكري ، ويؤيده تأنيث الابرعة باعتبار الجماعة أي كل منهم أبرع الخلق وأعلاهم في الكمال ، وعلى ما في النسخ لعل التثنية باعتبار اللفظ والتوصيف لرعاية المعنى ( 7 ) .
والتبعة لعله مبالغة في التابع ، وكذلك الضرعة .
وطريق مهيع كمقعد

___________________________________________________________
( 1 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 203 و 204 .
( 2 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 214 والاية في سورة الشورى : 13 .
( 3 ) ج 1 ص 51 .
( 4 ) على وزن أحمد .
( 5 ) القاموس 1 : 321 .
( 6 ) أى على صيغة الجمع مجرورا كما في المصدرالمطبوع ليشمل الحسنين والعسكرى عليهم السلام .
( 7 ) بحيث يعد الحسن والحسين عليهما السلام واحدا والعسكرى عليه السلام ايضا واحدا هذا يحسب اللفظ ، وأما التوصيف بصيغة التأنيث فلرعاية المعنى : لكن يرد عليه أنه يلزم على ذلك أن يؤتى بصيغة التثنية مجرورا كما يقتضيه المقام لا مرفوعا كما في المتن

[ 46 ]

بين قوله : ( داسة الاناجيل ) أي يدوسونها ، كناية عن محوها ونسخها .
واللاي كالسعي ، الابطاء والاحتباس والشدة والرجم بالتحريك القبر ، قوله ( جديلا ) أي مخاصما مجادلا ، وقال الجوهري : الصيد ، بالتحريك مصدر الاصيد ، وهو الذي يرفع رأسه ، ومنه قيل للملك أصيد ( 1 ) .
4 قب : داود الرقي : قال أبوعبدالله عليه السلام : يا سماعة بن مهران ائتني تلك الصحيفة ، فأتاه بصحيفة بيضاء ، فدفعها إلي وقال : اقرء هذه ، قال : فقرأتها فإذا فيها سطران : السطر الاول ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) والسطر الثاني ( إن عدة الشهور عندالله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق [ الله ] السماوات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم ) علي بن أبي طالب والحسن بن علي والحسين بن علي إلى قوله : والخلف الصالح منهم الحجة لله .
ثم قال لي : يا داود أتدري أين كان ومتى كان مكتوبا ؟ قلت : يا ابن رسول الله الله أعلم ورسوله وأنتم ، قال : قبل أن يخلق آدم بألفي عام ( 2 ) .
أبوالقاسم الكوفي في الرد على أهل التبديل : إن حساد أميرالمؤمنين ( 3 ) شكوا في مقال النبي صلى الله عليه واله في فضائل علي عليه السلام فنزل ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك ( 4 ) ) يعني في علي ( فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك ) يعني أهل الكتاب عما في كتبهم من ذكر وصي محمد ، فإنكم تجدون ذلك في كتبهم مذكورا ، ثم قال : ( لقد جائك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين ) يعني بالآيات ههنا الاوصياء المتقدمين والمتأخرين .
الكافي محمد بن الفضل عن أبي الحسن عليه السلام قال : ولاية علي مكتوبة في صحف جميع الانبياء ولن يبعث الله رسولا إلا بنبوة محمد صلى الله عليه واله ووصية علي .
صاحب شرح الاخبار قال أبوجعفر عليه السلام في قوله تعالي : ( ووصى بها إبراهيم

___________________________________________________________
( 1 ) الصحاح ج 1 : ص 496 : وفيه : يرفع رأسه كبرا .
( 2 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 219 .
( 3 ) كذا في ( ك ) ، وفي غيره من النسخ والمصدر : ان حساد على .
( 4 ) سورة يونس : 94 وما بعدها ذيلها .

[ 47 ]

بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ( 1 ) ) بولاية علي .
وفي بعض الاصول : قال سلمان : والذي نفسي بيده لو أخبرتكم بفضل علي عليه السلام في التوراة لقالت طائفة منكم : إنه لمجنون ، ولقالت طائفة اخرى : اللهم اغفر لقاتل سلمان .
روضة الواعظين عن النيسابوري إن فاطمة بنت أسد حضرت ولادة رسول الله صلى الله عليه واله فلما كان وقت الصبح قالت لابي طالب : رأيت الليلة عجبا يعني حضور الملائكة وغيرها فقال انتظري سبتا تأتين بمثله فولدت أميرالمؤمنين عليه السلام بعد ثلاثين سنة .
كتاب مولد أمير المؤمنين عليه السلام عن ابن بابويه أنه رقد أبوطالب في الحجر فرأى في منامه كأن باباانفتح عليه من السماء فنزل منه نور فشمله ، فانتبه لذلك وأتى راهب الجحفة فقص عليه ، فأنشأ الراهب يقول : أبشر أبا طالب عن قليل * بالولد الحلاحل النبيل يال قريش فاسمعوا تأويلي * هذان نوران على سبيل كمثل موسى وأخيه السؤل فرجع أبوطالب إلى الكعبة وطاف حولها وأنشد : أطوف للاله حول البيت * أدعوك بالرغبة محيي الميت بأن تريني السبط قبل الموت * أغر نورا يا عظيم الصوت منصلتا يقتل أهل الجبت * وكل من دان بيوم السبت ثم عاد إلى الحجر فرقد فيه فرأى في منامه كأنه البس إكليلا من ياقوت وسربالا من عبقري ، وكأن قائلا يقول : أبا طالب ( 2 ) قرت عيناك وظفرت يداك وحسنت رؤياك فأتي لك بالولد ومالك البلد وعظيم التلد على رغم الحسد ، فانتبه فرحا فطاف حول الكعبة قائلا :

___________________________________________________________
( 1 ) سورة البقرة : 132 .
( 2 ) في المصدر : يا أباطالب .

[ 48 ]

أدعوك رب البيت والطواف * والولد المحبو بالعفاف تعينني بالمنن اللطاف * دعاء عبد بالذنوب وافي يا سيد السادات والاشراف ثم عاد إلى الحجر فرقد فرأى في منامه عبد مناف يقول : ما يثبتك عن ابنة أسد ؟ في كلام له فلما انتبه تزوج بها وطاف بالكعبة قائلا : قد صدقت رؤياك بالتعبير * ولست بالمرتاب في الامور أدعوك رب البيت والنذور * دعاء عبد مخلص فقير فأعطني يا خالق السرور * بالولد الحلاحل المذكور يكون للمبعوث كالوزير * يالهما يالهما من نور قد طلعا من هاشم البدور * في فلك عال على البحور فيطحن الارض على الكرور * طحن الرحى للحب بالتدوير إن قريشا بات بالتكبير * منهوكة بالغي والثبور ومالهامن موئل مجير * من سيفه المنتقم المبير وصفوة الناموس في السفير * حسامه الخاطف للكفور إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن عباس في خبر أنه اتي براهت قرقيسيا ( 1 ) إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فلما رآه قال : مرحبا ببحيرا الاصغر أين كتاب شمعون الصفا ؟ قال : وما يدريك يا أمير المؤمنين ؟ قال : إن عندنا علم جميع الاشياء وعلم جميع تفسير المعاني ، فأخرج الكتاب وأميرالؤمنين واقف ، فقال عليه السلام : أمسك الكتاب معك ، ثم قرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم قضى فيما قضى وسطر فيما كتب ( 2 ) أنه باعث في الاميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويدلهم على سبيل الله لافظ ولاغليظ ) وذكر من صفاتة واختلاف امته بعده إلى أن قال : ( ثم يظهر رجل من امته بشاطئ الفرات

___________________________________________________________
( 1 ) قرقيسياء بالفتح ثم السكون وقاف اخرى وياء ساكنة وسين مكسورة وياء اخرى وألف ممدودة بلد على الخابور عند مصبه ، وهى على فرات ، جانب منها على الخابور وجانب على الفرات ، فوق رحبة مالك بن طوق .
( 2 ) أى في اللوح المحفوظ

[ 49 ]

يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقضي بالحق وذكر من سيرته ، ثم قال : ( ومن أدرك ذلك العبدالصالح فلينصره فإن نصرته عبادة ، والقتل معه شهادة ) فقال أميرالمؤمنين عليه السلام الحمدلله الذي لم يجعلني عنده منسيا ، الحمدالله الذي ذكر عبده في كتب الابرار فقتل الرجل في صفين ( 1 ) .
بيان : الحلاحل بالضم : السيدالركين ، والسؤل بالهمز وبغير الهمز : ما يسأله الانسان ، ولعله إشارة إلى قوله تعالى بعد أن طلب موسى وزيرا من أهله ( قد اوتيت سؤلك ياموسى ( 2 ) والبسط ولد الولد ، وإنما عبر عنه بالسبط لانه سبط إبراهيم أو عبدالمطلب ويحتمل أن يكون السبط بالفتح ، يقال : رجل سبط الجسم أي حسن القد والاستواء ، ويقال : رجل منصلت إذاكان ماضيا في الامور .
والعبقري : الكامل من كل شئ وضرب من البسط .
والتلد بالفتح والضم والتحريك : ما ولد عندك من مالك أو نتج ، وخلق متلد كمعظم : قديم ، والتلد محركة : من ولد بالعجم فحمل صغيرا فنبت بدار الاسلام ؟ وتلد كنصر وفرح أقام ، وتطبيقه على أحد المعاني يحتاج إلى تكلف إما لفظا أو معنى ونهكه كمنعه غلبه .
5 قب : أمالي أبي الفضل الشيباني وأعلام النبوة عن الماوردي والفتوح عن الاعصم في خبر طويل أن أميرالمؤمنين عليه السلام لما نزل بليخ من جانب الفرات نزل إليه شمعون بن يوحنا وقرأ عليه كتابا من إملاء المسيح عليه السلام وذكر بعثة النبي وصفته ثم قال : فإذا توفاه الله اختلفت امته ثم اجتمعت لذلك ما شاء الله ، ثم اختلفت على عهد ثالثهم فقتل قتلا ، ثم يصير أمرهم إلى وصي نبيهم فيبغون عليه ، وتسل السيوف من أغمادها ، وذكر من سيرته وزهده ثم قال : فإن طاعته لله طاعة ، ثم قال : ولقد عرفتك ونزلت إليك فسجد أميرالمؤمنين عليه السلام وسمع منه يقول : شكرا للمنعم شكرا عشرا ثم قال : الحمد لله الذي لم يخملني ذكرا ولم يجعلني عنده منسيا ، فأصيب الراهب ليلة الهرير .

___________________________________________________________
( 1 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 414 416 .
( 2 ) سورة طه : 36 .

[ 50 ]

والمبشرون به باب يطول ذكره ، نحوسلمى وقس بن ساعدة تبع الملك وعبدالمطلب وأبوطالب وأبوالحارث بن أسعد الحميري وهو القائل قبل البعثة بسبع مائة سنة : شهدت على أحمد أنه * رسول من الله باري النسم فلو مد عمري إلى عمره * لكنت وزيرا له وابن عم وكنت عذابا على المشرك * ين أسقيهم كأس حتف وغم وله : حاله حالة هارون لموسى فافهماها * ذكره في كتب [ الله ] دراهامن دارها امتا موسى وعيسى قد تلتها فاسألاها وذكر الخبر في الكتب السالفة لا يكون إلا للاو لياء الاصفياء ، ولايعنى به الامور الدنياوية ، فإذا قد صح لعلي الامور الدينية كلها ، وذلك لا تصح إلا لنبي أو إمام وإذا لم يكن نبيا لابد أن يكون إماما ( 1 ) .
6 قب : الحارث الاعور وعمرو بن حريث وأبوأيوب عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه لما رجع من وقعة الخوارج نزل يمنا السواد فقال له راهب : لا ينزل ههناإلاوصي نبي يقاتل في سبيل الله ، فقال علي عليه السلام : فأنا سيد الاوصياء وصي سيد الانبياء ، قال فإذا أنت أصلع قريش وصي محمد خذ علي الاسلام ، إني وجدت في الانجيل نعتك ، وأنت تنزل مسجد براثا بيت مريم وأرض عيسى عليه السلام قال أميرالمؤمنين عليه السلام : فاجلس يا حباب قال : وهذه دلالة اخري ، ثم قال : فانزل يا حباب من هذه الصومعة وابن هذا الدير مسجدا فبنى حباب الدير مسجدا ولحق أميرالمؤمنين إلى الكوفة ، فلم يزل به مقيما حتى قتل أميرالمؤمنين عليه السلام فعاد حباب إلى مسجده ببراثا .
وفي رواية أن الراهب قال : قرأت أنه يصلي في هذا الموضع إيليا وصي البارقليطا محمدنبي الاميين الخاتم لمن سبقه من أنبياء الله ورسله في كلام كثير فمن أدركه فليتبع النور الذي جاء به ، ألا وإنه يغرس في هذه الايام بهذه البقعة شجرة لا تفسد ثمرتها .
وفي رواية زاذان : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : ومن أين شربك ؟ قال : من دجلة ، قال ؟ ولم

___________________________________________________________
( 1 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 416 .