[ 51 ]

لم تحفر عينا تشرب منها ؟ قال : قد حفرتها فخرجت مالحة ، قال : فاحتفر الآن بئرا أخرى ، فاحتفر فخرج ماؤها عذبا ، فقال : يا حباب ليكن شربك من ههنا ، ولا يزال هذاالمسجد معمورا ، فإذا خربوه وقطعوا نخله حلت بهم أو قال : بالناس داهية ( 1 ) .
7 جا : علي بن بلال ، عن العباس بن الفضل ، عن علي بن سعيد الرازي ، عن محمد بن أبان ، عن محمد بن تمام بن سابق ، عن عامر بن سار ، عن أبي الصباح ، عن أبي همام عن كعب الخير قال : جاء عبدالله بن سلام إلى رسول الله صلى الله عليه واله قبل أن يسلم فقال : يا رسول الله ما اسم علي فيكم ؟ فقال له النبي صلى الله عليه واله : عندنا الصديق الاكبر ، فقال عبدالله : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إنا لنجد في التوراة : محمد نبي الرحمة وعلي مقيم الحجة ( 2 ) .
8 فض ، يل : عن سليم بن قيس قال : أقبلنا من صفين مع علي بن أبي طالب عليه السلام فنزل العسكر قريبا من دير نصراني ، فخرج علينا من الدير شيخ كبير جميل الوجه حسن الهيئة والسمت ( 3 ) ، ومعه كتاب في يده ، قال : فجعل يتصفح الناس حتى أتى عليا عليه السلام فسلم عليه بالخلافة ثم قال : إني رجل من نسل رجل من حواري عيسى ابن مريم وكان من أفضل حواريه الاثني عشر وأحبهم إليه وأبرهم عنده ، وإليه أوصى عيسى بن مريم وأعطاه كتبه وعلمه وحكمته ، فلم تزل أهل بيته متمسكين بملته ولم تبدل ولم تزد ولم تنقص ( 4 ) ، وتلك الكتب عندي إملاء عيسى وخط الانبياء ( 5 ) ، فيه كل شئ تفعله الناس ملك ملك وكم يملك ( 6 ) وكم يكون في زمان كل ملك منهم ، ثم إن الله

___________________________________________________________
( 1 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 423 .
( 2 ) امالى المفيد : 62 .
( 3 ) السمت : هيئة أهل الخير .
( 4 ) في الفضائل : فلم يزل أهل بيته على دينه متمسكين بحلبه فلم يكفروا ، ولو لم يرتدوا ولم يغيروا تلك الكتب فملته لم تبدل ولم تزد ولم تنقص .
( 5 ) في الفضائل : وخط أبينا بيده .
( 6 ) في الفضائل : كم ملك وكم يملك منهم .

[ 52 ]

تعالى يبعث من العرب رجلا من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل من أرض تهامة من قرية يقال لها ( مكة ) نبي يقال له ( أحمد ) له اثنا عشر وصيا ، وذكر مولده ومبعثه ومهاجرته ومن يقاتله ومن ينصره ومن يعاونه ومن يعاديه وكم يعيش ، وما تلقى امته من بعده من الفرقة والاختلاف ، وفيه تسمية كل إمام هدى وكل إمام ضلال إلى أن ينزل المسيح من السماء ، وفي ذلك الكتاب أربعة عشر اسما من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله عليه السلام وأحبهم إليه ، الله ولي من والاهم وعدو من عاداهم ، فمن أطاعهم فقد أطاع الله ومن أطاع الله فقد اهتدى واعتصم ، طاعتهم لله رضى ومعصيتهم لله معصية ، مكتوبين بأسمائهم ونسبهم ونعوتهم وكم يعيش كل واحد منهم بعد واحد ، وكم رجل يستسر بدينه ويكتمه من قومه ومن يظهره منهم ، ومن ومن يملك وينقاد له الناس حتى ينزل عيسى على آخرهم فيصلي عيسى خلفه في الصف ، أولهم أفضلهم ، وآخرهم له مثل اجورهم من أطاعهم واهتدى بهداهم .
أولهم أحمد رسول الله واسمه محمد بن عبدالله ويس وطه ونون والفاتح والخاتم والحاشر والعاقب والسابح والعابد ، وهو نبي الله وخليل الله وحبيب الله وصفوته وخيرته ، ويراه الله بعينه ويكلمه بلسانه ، فيتلى بذكره إذا ذكر ، وهو أكرم خلق الله على الله وأحبهم إلى الله لم يخلق الله ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا من عصر آدم إليه أحب إلى الله منه ، يقعده الله يوم القيامة بين يدي عشره ، وليشفعه ( 1 ) في كل من يشفع فيه ، باسمه جرى القلم في اللوح المحفوظ في ام الكتاب وبذكره محمد صاحب اللواء يوم القيامة يوم الحشر الاكبر ، وأخوه ووصيه وخليفته في امته وأحب خلق الله إليه بعده علي بن أبي طالب ابن عمه لابيه وامه وولي كل مؤمن ومؤمنة بعده ، ثم أحد عشر رجلا من بعده من ولدمحمد من ابنته فاطمة عليها السلام أول ولدهم مثل ابني موسى وهارون ( 2 ) شبر وشبير ، وتسعة من ولدهم أصفهم واحدا بعد واحد ، آخرهم الذي يؤم بعيسى بن مريم وفيه تسمية انصارهم ومن يظهرمنهم ، ثم يملاالارض قسطاوعدلا ويملكون مابين المشرق إلى المغرب حتي يظهر هم الله على الاديان كلها ،

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدرين و ( م ) ويشفعه .
( 2 ) في الفضائل : سميا ابنى هارون .

[ 53 ]

فلما بعث هذا النبي صلى الله عليه واله أتاه أبي وآمن به صدقه وكان شيخا كبيرا ، فلما أدركته الوفاة قال لي : إن خليفة محمد في هذا الكتاب بعينه ( 1 ) سيمربك إذا مضى ثلاثة أئمة من أئمة الضلال والدعاة إلى النار .
وهم عندي مسمون بأسمائهم وقبائلهم ، وهم فلان وفلان وفلان ، وكم يملك كل واحد منهم ، فإذا جاء بعدهم الذي له الحق عليهم فاخرج إليه وبايعه وقاتل معه ، فإن الجهاد معه مثل الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه واله الموالي له كالموالي لله والمعادي له كالمعادي لله ، يا أميرالمؤمنين مد يدك فأنا أشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأنك خليفته في امته وشاهده على خلقه وحجته على عباده وخليفته
-بحار الانوار مجلد: 34 من ص 53 سطر 8 الى ص 61 سطر 8 في الارض ، وأن الاسلام دين الله وأني أبرأ إلى الله من كل من خالف دين الاسلام ، وأنه دين الله الذي اصطفاه وارتضاه لاوليائه ، وأن دين الاسلام دين عيسى بن مريم ومن كان قبله من الانبياء والرسل الذين دان لهم من مضى من آبائه ، وإني أتوالى وليك وأبرء من عدوك وأتوالى الائمة الاحد عشر من ولدك وأبرء من عدو هم وممن خالفهم وممن ظلمهم وجحد حقهم من الاولين والآخرين .
وعند ذلك ( 2 ) ناوله يده وبايعه ، فقال : ناولني كتابك ، فناوله إياه ، فقال لرجل من أصحابه : مع هذاالرجل ( 3 ) فانظر له ترجمان يفهم كلامه فينسخه بالعربية مفسرا فأتني به مكتوبا بالعربية ، فلما أن أتوا به قال عليه السلام لولده الحسين : ايتني بذلك الكتاب الذي دفعته إليك ، فأتى به ، قال : اقرأه وانظر أنت يا فلان في هذاالكتاب فإنه خطي بيدي ، أملاه رسول الله صلى الله عليه واله علي ، فقرأه فما خالف حرف حرفا ، ما فيه تأخير ولا تقديم كأنه أملاه رجل واحد على رجل واحد ، فعند ذلك حمد الله علي عليه السلام وأثنى عليه وقال : الحمدلله الذي جعل ذكري عنده وعند أوليائه وعند رسوله ولم يجعلني من أولياء الشيطان وحزبه ، قال : ففرح عند ذلك من حضر من شيعته من المؤمنين وساء من كان المنافقين حتى ظهر في وجوههم وألوانهم ( 4 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) لعلها تصحيف ( نعته ) .
( 2 ) في المصدرين و ( م ) : فعند ذلك .
( 3 ) في المصدرين : قم مع هذاالرجل .
( 4 ) الروضة : 24 و 25 .
الفضائل : 149 152 .

[ 54 ]

أقول : وجدته في أصل كتاب سليم ( 1 ) مع زيادات أوردتها في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه واله .
9 فض ، يل : بالاسناد يرفعه إلى الحسن عن أبيه عن جده رسول الله صلى الله عليه واله قال : بينا أنا ذات يوم جالس إذ دخل علينا رجل طويل كأنه النخلة ، فلما قلع رجله عن الاخرى تفرقعا ( 2 ) ، فعند ذلك قال عليه السلام : أما هذا فليس من ولد آدم ، فقالوا : يا رسول الله وهل يكون أحد من غير ولد آدم ؟ قال : نعم هذا أحدهم ، فدنا الرجل فسلم على النبي فقال : من تكون ؟ قال : أنا الهام بن الهيم بن لا قيس بن إبليس ، قال صلى الله عليه واله : بينك وبين إبليس أبوان ؟ قال : نعم يا رسول الله ، قال : وكم تعد من السنين ؟ قال : لما قتل قابيل هابيل كنت غلاما بين الغلمان أفهم الكلام وأدور الآجام ( 3 ) وآمر بقطيعة الارحام ! فقال صلى الله عليه واله : بئس السيرة التي تذكر إن بقيت عليها ، فقال : كلا يا رسول الله إني لمؤمن تائب ، قال : وعلى يد من تبت وجرى إيمانك ؟ قال : على يد نوح وعاتبته ( 4 ) على ما كان من دعائه على قومه قال : إني على ذلك من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين .
وصاحبت بعده هودا عليه السلام فكنت اصلي بصلاته وأقرأ الصحف التي علمنيها مما انزل على جده إدريس ، فكنت معه إلى أن بعث الله الريح العقيم على قومه فنجاه و نجاني معه ، وصحبت صالحا من بعده فلم أزل معه إلى أن بعث الله على قومه الراجفة فنجاه ونجاني معه ، ولقيت من بعده أباك إبراهيم فصحبته وسألته أن يعلمني من الصحف التي انزلت عليه ، فعلمني وكنت اصلي بصلاته ، فلما كاده قومه وألقوه في النار جعلها الله عليه بردا وسلاما ، فكنت له مونسا حتى توفي ، فصحبت بعده ولديه إسماعيل وإسحاق من بعده ويعقوب ، ولقد كنت مع أخيك يوسف في الجب مونسا وجليسا حتى أخرجه الله وولاه مصرورد عليه أبواه ، ولقيت أخاك موسى وسألته أن يعلمني من التوارة التي

___________________________________________________________
( 1 ) ص 82 85 .
( 2 ) فرقع عدا عدوا شديدا .
وفي الروضة : تفرقعت .
( 3 ) الاجمة : الشجر الكثير الملتف .
مأوى الاسد .
والجم : والحصن .
( 4 ) في الروضة : ولقد عاتبته .

[ 55 ]

انزلت عليه فعلمني ، فلما توفي صحبت وصيه يوشع ، فلم أزل معه حتى توفي ، ولم أزل من نبي إلى نبي إلى أخيك داود ، وأعنته على قتل الطاغية جالوت ، وسألته أن يعلمني من الزبور الذي أنزله الله إليه فعلمت منه ، وصحبت بعده سليمان ، وصحبت بعده وصيه آصف بن برخيا بن سمعيا ، ولقد لقيت نبيا بعد نبي ، فكل يبشرني ويسألني أن أقرأ عليك السلام حتى صحبت عيسى ، وأنا أقرؤك يا رسول الله عمن لقيت من الانبياء السلام ومن عيسى خاصة أكثر سلام الله وأتمه .
فقال رسول الله صلى الله عليه واله : على جميع أنبياء الله ورسله وعلى أخي عيسى مني السلام ورحمة الله وبركاته مادامت السماوات والارض ، وعليك ياهام السلام ، ولقد حفظت الوصية و وأديت الامانة فاسأل حاجتك ، قال : يا رسول الله حاجتي أن تأمر امتك أن لايخالفوا أمر الوصي ، فإني رأيت الامم الماضية إنما هلكت بتركها أمر الوصي : قال النبي صلى الله عليه واله وهل تعرف وصيي يا هام ؟ قال : إذا نظرت إليه عرفته بصفته واسمه التي قرأته في الكتب قال : أنظر هل تراه ممن حضر ؟ فالتفت يمينا وشمالا فقال : ليس هو فيهم يا رسول الله ، فقال : يا هام من كان وصي آدم قال : شيث ، قال : فمن وصي شيث ؟ قال : أنوش ، قال : فمن وصي أنوش ؟ قال : قينان ، قال : فوصي قينان ؟ قال : مهلائيل ، قال : فوصي مهلائيل قال : برد ، قال : فوصي برد ؟ قال : النبي المرسل إدريس ، قال : فمن وصي إدريس ؟ قال : متوشلخ ، قال : فمن وصي متوشلخ ؟ قال : لمك ، قال : فمن وصي لمك ؟ قال : أطول الانبياء عمرا وأكثرهم لربه شكرا وأعظمهم أجرا ذاك أبوك نوح ، قال : فمن وصي نوح ؟ قال : سام ، قال : فمن وصي سام ؟ قال : ارفحشذ ( 1 ) ، قال : فمن وصي أرفحشذ ( 2 ) ؟ قال : عابر ، قال : فمن وصي عابر ؟ قال ؟ شالخ ؟ قال : فمن وصي شالخ ؟ قال : قالع ، قال : فمن وصي قالع ؟ قال : اشروغ ، قال : فمن وصي اشروغ ؟ قال : روغا ، قال : فمن وصي روغا ؟ قال : ناخور ، قال : فمن وصي ناخور ؟ قال : تارخ ، قال : فمن وصي تارخ ؟ قال : لم يكن له وصي بل أخرج الله من صلبه إبراهيم خليل الله ، قال : صدقت يا هام ، فمن وصي إبراهيم

___________________________________________________________
( 1 و 2 ) في الروضة و ( م ) : أرفخشد .

[ 56 ]

قال : إسماعيل ، قال : فمن وصيه ؟ قال : نبت ، قال : فمن وصي نبت ؟ قال : حمل ، قال : فمن وصى حمل قال : قيدار قال : فمن وصي قيدار ؟ قال : لم يكن له وصي حتى خرج من إسحاق يعقوب ، قال : صدقت يا هام لقد صدقت الانبياء ( 1 ) والاوصياء فمن وصي يعقوب ؟ قال : يوسف ، قال : فمن وصي يوسف قال : موسى ، قال : فمن وصي موسى ؟ قال : يوشع بن نون قال : فمن وصي يوشع ، قال : داود ، قال : فمن وصي داود ؟ قال : سليمان ، قال : فمن وصي سليمان ؟ قال : آصف بن برخيا ، قال ، ووصي عيسى شمعون بن الصفا .
قال : هل وجدت صفة وصيي وذكره في الكتب ؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق نبيا إن اسمك في التوراة ( ميدميد ) وإسم وصيك ( إليا ) وإسمك في الانجيل ( حمياطا ) واسم وصيك فيها ( هيدار ) واسمك في الزبور ( ماح ماح ) محي بك كل كفر وشرك ، واسم وصيك ( قاروطيا ) قال : فما معنى اسم وصيي في التوارة إليا ؟ قال : إنه الولي من بعدك قال : فما معنى اسمه في الانجيل هيدار ؟ قال : الصديقالاكبر والفاروق الاعظم ، قال فما معنى اسمه في الزبور قاروطيا ؟ قال ، حبيب ربه ، قال : يا هام إذا رأيته تعرفه ؟ قال نعم يا رسول الله فهو مدور الهامة ، معتدل القامة ، بعيد من الدمامة ، عريض الصدر ضرغامة ( 2 ) كبير العينين ، آنف الفخذين ، أخمص الساقين ، عظيم البطن سوي المنكبين .
قال : يا سلمان ادع لنا عليا ، فجاء حتى دخل المسجد ، فالتفت إليه الهام وقال : هاهويا رسول الله بأبي أنت وامي ، هذا والله وصيك فأوص إمتك أن لايخالفوه فإنه هلك الامم بمخالفة الاوصياء ، قال : قد فعلنا ذلك يا هام ، فهل من حاجة فإني احب قضاءها لك ؟ قال : نعم يا رسول الله احب أن تعلمني من هذا القرآن الذي انزل عليك تشرح لي سنتك وشرائعك لاصلي بصلاتك ، قال : يا أباالحسن ضمه إليك وعلمه ، قال علي عليه السلام : فعلمته فاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي وآيات من آل عمران والانعام والاعراف والانفال وثلاثين سورة من سورة من المفصل ، ثم إنه غاب فلم

___________________________________________________________
( 1 ) في الروضة و ( م ) : لقد سبقت الانبياء .
( 2 ) الضرغام بكسر الضاذ الشجاع القوى .

[ 57 ]

ير إلا يوم صفين ، فلما كان ليلة الهرير نادى : يا أميرالمؤمنين اكشف عن رأسك فإني أجده في الكتاب أصلعا ، قال : أنا ذلك ، ثم كشف عن رأسه وقال : الهاتف اظهرلي رحمك الله ، قال : فظهر له فإذا هو الهام بن الهيم ، قال : من تكون ؟ قال : أنا الذي من علي بك ربي وعلمتني كتاب الله وآمنت بك وبمحمد صلى الله عليه واله ، فعند ذلك سلم عليه وجعل يحادثه ويسأله ، ثم قاتل إلى الصبح ثم غاب ، قال الاصبغ بن نباتة : فسألت أميرالمؤمنين عليه السلام بعد ذلك عنه قال : قتل الهام بن الهيم رحمة الله عليه ( 1 ) .
بيان : الدمامة : قبح الخلقة وحقارتها .
والآنف : القريب .
10 فر : سعيد بن الحسن بن مالك معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى : ( وما كنت بجانب الغربي إذقضينا إلى موسى الامر وما كنت من الشاهدين ( 2 ) ) قال : قضى بخلافة يوشع بن نون من بعده ثم قال له : لم أدع ( 3 ) نبيا من غير وصي ، وإني باعث نبينا عربيا وجاعل وصيه عليا ، فذلك قوله : ( وما كنت بجانب الغربي ) ( 4 ) .
فر : علي بن أحمد بن على بن حاتم معنعنا عن ابن عباس مثله ، وزاد فيه في الوصاية : وحدثه بما كان وما هو كائن ، فقال ابن عباس ، وقد حدث نبيه بما هو كائن و حدثه باختلاف هذه الامة من بعده ، فمن زعم أن رسول الله صلى الله عليه واله مات بغير وصية فقد كذب الله وجهل نبيه ( 5 ) .
11 يف : ذكر شيخ المحدثين ببغداد في تقديمه على تاريخ الخطيب عن محمد بن حماد الطهراني قال : خيرني هشام بن عبدالملك من أرض الحجاز إلى أرض الشام فاخترت

___________________________________________________________
( 1 ) الروضة : 41 و 42 ، ولم نجده في الفضائل المطبوع .
وقد أشرنا سابقا أنه توجد اختلافات كثيرة جزئية في الروايات المنقولة عن هذين المصدرين بينهما وبين الكتاب ، لاتخلو الاشارة إلى جميعها عن التكلف وربما توجب الاضطراب ، ولذا نشير إلى بعض مهماتها فقط .
( 2 ) سورة القصص : 44 .
( 3 ) في المصدر : انى لم أدع .
( 4 و 5 ) تفيسر فرات : 116 .

[ 58 ]

البلقاء ( 1 ) فوجدت فيها جبلا أسود مكتوبا عليه بالاندر ما هو من سلب آل عمران ( 2 ) فسألت عمن يقرؤه ، فجاؤوا بشيخ قد كبرت سنه ، قال : ما أعجب ما عليه بالعبراني ! مكتوب ( باسمك اللهم جاء الحق من ربك بلسان عربي لاإله إلاالله محمد رسول الله علي ولي الله وكتب موسى بن عمران بيده ) .
( 3 ) أقول : قال ابن أبي الحديد : قال نصر بن مزاحم : روى حبة أن عليا عليه السلام لما نزل إلى الرقة ( 4 ) نزل بموضع يقال له البليخ على جانب الفرات ، فنزل راهب هناك من صومعته فقال لعلي عليه السلام : إن عندنا كتابا توارثناه عن آبائنا كتبه أصحاب عيسى بن مريم ، أعرضه عليك ؟ قال : نعم ، فقرأ الراهب الكتاب : بسم الله الرحمن الرحيم الذي قضى فيما قضى وسطر فيما كتب أنه باعث في الاميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويدلهم على سبيل الله ، لافظ ولاغليظ ولاصخاب في الاسواق ( 5 ) ، ولايجزي بالسيئة السيئة بل يعفو ويصفح ، امته الحمادون الذين يحمدون الله على كل نشر وفي كل صعود وهبوط ، تذل ألسنتهم بالتكبير و التهليل والتسبيح ، وينصره الله على من ناواه ، فإذا توفاه الله ، ثم اختلف ( 6 ) امته من بعده ثم اجتمعت فلبثت ما شاء الله ثم اختلفت ، فيمر رجل من امته بشاطئ هذاالفرات ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقضي بالحق ولايركس الحكم ( 7 ) ، الدنيا أهون عليه من الرماد في يوم عاصفة به الريح ( 8 ) والموت أهون عنده ( 9 ) من شرب الماء على الظمأ

___________________________________________________________
( 1 ) البقاء : كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادى القرى ، قصبتها عمان ، وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة .
( مراصدالاطلاع 1 : 219 ) .
( 2 ) كذافى النسخ ، ولم نفهم المراد ( 3 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
( 4 ) الرقة : مدينة مشهورة على الفرات من جانبها الشرقى .
والرقة السوداء : قرية كبيرة ذات بساتين كثيرة شربها من البليخ ( مراصدالاطلاع 2 : 226 ) .
( 5 ) صخب : صات شديدا .
( 6 ) في المصدر : فاذا توفاه الله اختلفت ا ه .
( 7 ) ركس الشى : قلب أوله على آخره .
( 8 ) في المصدر : عصفت به الريح .
( 9 ) في المصدر : عليه .

[ 59 ]

يخاف الله في السر وينصح له في العلانيه ، لايخاف في الله لومة لائم ، فمن أدرك ذلك النبي صلى الله عليه واله من أهل هذه البلاد فآمن به كان ثوابه رضواني والجنة ، ومن أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره فإن القتل معه شهادة .
ثم قال : أنا مصاحبك فلا أفارقك حتى يصيبني ماأصابك فبكى عليه السلام ثم قال : الحمدلله الذي لم أكن عنده منسيا ، الحمدلله الذي ذكرني عنده في كتب الابرار .
فمضى الراهب معه ، فكان فيما ذكروا يتغدى مع أميرالمؤمنين ويتعشى حتى اصيب يوم صفين ، فلما خرج الناس يدفنون قتلاهم قال عليه السلام : اطلبوه ، فلما وجدوه صلى عليه ودفنه وقال : هذا منا أهل البيت واستغفرله مرارا ، روى هذاالخبر نصربن مزاحم في كتاب صفين عن عمر بن سعد عن مسلم الاعور عن حبة العرني ، ورواه أيضا [ عن ] إبراهيم بن ديزيل الهمداني بهذا الاسناد عن حبة أيضا في كتاب صفين ( 1 ) .
[ 12 كنزالكراجكى عن الشريف طاهر بن موسى الحسيني ، عن عبدالوهاب بن أحمد ، عن أحمد بن محمد بن زياد ، عن الطهراني أبي الحسن قال : وحدثني محمد بن عبيد ، عن الحسين بن أبي بكر ، عن أبي الفضل ، عن أبي علي بن الحسن التمار ، عن أبي سعيد ، عن الطهراني ، عن عبدالرزاق ، عن معمر ( 2 ) قال : أشخصني ( 3 ) هشام بن عبدالملك عن أرض الحجاز إلى الشام زائرا له ، فسرت فلما أتيت أرض البلقاء رأيت جبلا أسود وعليه مكتوب أحرفا لم أعلم ما هي ، فعجبت من ذلك ، ثم دخلت عمان قصبة البلقاء فسألت عن رجل يقرأما على القبور والجبال ، فأرشد إلي شيخ كبير ( 4 ) فعرفته ما رأيت ، فقال : أطلب شيئا أركبه لاخرج معك ، فحملته معي على راحلتي وخرجنا إلى الجبل ومعي محبرة ( 5 ) وبياض ، فلما قرأ قال لي : ما أعجب ما عليه بالعبرانية ! فنقلته بالعربية فإذا هو : باسمك اللهم جاء الحق من

___________________________________________________________
( 1 ) شرح النهج 1 : 366 و 367 .
( 2 ) في المصدر بعد ذلك : عن الزهرى .
( 3 ) أى أحضرنى .
( 4 ) في المصدر : فارشدت إلى شيخ كبير .
( 5 ) المحبرة : الدواة :

[ 60 ]

ربك بلسان عربي مبين ، لاإله إلاالله محمد رسول الله علي ولي الله ، وكتب موسى بن عمران بيده ] ( 1 ) .
13 كا : علي بن محمد ، عن عبدالله بن إسحاق ، عن الحسن بن علي بن سليمان عن محمد بن عمران ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : اتي أمير المؤمنين عليه السلام وهو جالس في المسجد بالكوفة بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان ، فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام : أكلتم وأنتم مفطرون ؟ قالوا : نعم ، قال : أيهود أنتم ؟ قالوا : لا ، قال : فنصارى ؟ قالوا : لا قال : فعلى شئ ( 2 ) من هذه الاديان المخالفين للاسلام ؟ قالوا : بل مسلمون ، قال : فسفر أنتم ؟ قالوا : لا ، قال : فيكم علة استوجبتم الافطار ولانشعربها ( 3 ) فإنكم أبصر بأنفسكم منا ؟ لان الله عزوجل يقول : ( بل الانسان على نفسه بصيرة ( 4 ) ) قالوا : بل أصبحنا ما بنا من علة ، قال : فضحك أميرالمؤمنين عليه السلام ثم قال : تشهدون أن لاإله إلاالله وأن محمدا رسول الله ؟ قالوا : لانعرفه بذلك ( 5 ) إنما هو أعرابي دعا إلى نفسه : فقال : إن أقررتم وإلاقتلتكم ( 6 ) ، قالوا : وإن فعلت ، فو كل بهم شرطة الخميس وخرج بهم إلى الظهر ظهر الكوفة ، وأمر أن يحفرحفرتين وحفر إحداهما إلى جنب الاخرى ، ثم خرق فيما بينهما كوة ضخمة شبه الخوخة ( 7 ) فقال لهم : إني واضعكم في أحد ( 8 ) هذين القليبين واوقد في الآخر ( 9 ) النار فأقتلكم بالدخان ، قالوا : وإن فعلت فإنما تقضي هذه الحياة الدنيا ، فوضعهم في أحد الجبين ( 10 ) وضعا رفيقا ، ثم أمر بالنار فاوقدت في

___________________________________________________________
( 1 ) كنز الكراجكى : 153 و 154 .
( 2 ) في المصدر : فعلى أى شئ .
( 3 ) في المصدر : لانشعربها .
( 4 ) سورة القيامة : 14 .
( 5 ) في المصدر : قالوا : نشهد أن لا اله الا الله ولا نعرف محمدا ، قال : فانه رسول الله قالوا : لا نعرفه بذلك ا ه .
( 6 ) في المصدر : والا لاقتلنكم .
( 7 ) الكوة : الخرق في الحائط .
والخوخة : كوة تؤدى الضوء إلى البيت .
( 8 ) في المصدر : في احدى .
( 9 ) في المصدر : في الاخرى .
( 10 ) في المصدر : في احدى الجبين .