[ 91 ]

ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله مثله ( 1 ) .
صح : عن الرضا عن آبائه عليهم السلام مثله ( 2 ) .
2 ب : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرضا عليه السلام فيما كتب إليه قال : أبوجعفر عليه السلام : لايستكمل عبد الايمان حتى يعرف أنه يجري لآخرهم ما يجري لاولهم في الحجة والطاعة والحلال والحرام سواء ، ولمحمد صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام فضلهما ( 3 ) .
3 ن : بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال : الحسن والحسين خير أهل الارض بعدي وبعد أبيهما ( 4 ) .
4 ن : بهذا الاسناد عن علي عليه السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : إن الله عز و جل اطلع إلى أهل الارض فاختارني ثم اطلع الثانية فاختارك بعدي ، فجعلك القيم بأمر أمتي بعدي ( 5 ) ، وليس أحد بعدنا مثلنا ( 6 ) .
5 ير : محمد بن الحسن ويعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن بريد قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ( 7 ) " قال : إيانا عنى ، وعلي أولنا وأفضلنا ( 8 ) وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله ( 9 ) .
ير : محمد بن الحسين وابن يزيد عن ابن أبي عمير عن بريد مثله ( 10 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) عيون الاخبار : 201 .
( 2 ) صحيفة الرضا : 31 .
( 3 ) قرب الاسناد : 153 .
وليست كلمة " سواء " فيه .
وفيه : ولامير المؤمنين .
( 4 ) عيون الاخبار : 222 .
( 5 ) في المصدر : من بعدي .
( 6 ) عيون الاخبار : 225 .
( 7 ) سورة الرعد : 43 .
( 8 ) في المصدر : وعلى أفضلنا .
( 9 ) بصائر الدرجات : 57 .
( 10 ) بصائر الدرجات : 58 .

[ 92 ]

ير : بعض أصحابنا ، عن الحسن بن موسى ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ( 1 ) .
6 مل : أبي والكليني معا ، عن محمد العطار ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبدالله بن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن يونس ، عن أبي وهب القصري ( 2 ) عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : اعلم أن أمير المؤمنين عليه السلام أفضل عند الله من الائمة كلهم ، وله ثواب أعمالهم ، وعلى قدر أعمالهم فضلوا ( 3 ) .
7 ير : علي بن إسماعيل ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن الحارث النضري ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن في الامر والنهي والحلال والحرام نجري مجرى واحد ( 4 ) ، فأما رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي فلهما فضلهما ( 5 ) .

باب 76 : حب الملائكة له وافتخارهم بخدمته صلوات الله عليه وعليهم اجمعين  

1 لى : الحسن بن محمد بن سعيد ، عن فرات بن إبراهيم ، عن محمد بن ظهير ، عن عبدالله بن الفضل ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : معاشر الناس والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية مانصبت عليا *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) بصائر الدرجات 57 .
( 2 ) في المصدر " البصري " لكنه سهو ، راجع جامع الرواة 2 : 421 .
( 3 ) كامل الزيارات : 38 .
( 4 ) في المصدر : تجري مجرى واحدا .
( 5 ) بصائر الدرجات : 140 .

[ 93 ]

علما لامتي في الارض حتى نوه الله ( 1 ) باسمه في سماواته ، وأوجب ولايته على ملائكته ( 2 ) .
أقول : أثبتنا الخبر بتمامه في باب أخبار الغدير ، وسيأتي في باب تزويج فاطمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله : أن الملائكة تتقرب إلى الله بمحبته .
2 لى : أحمد بن محمد بن إسحاق ، عن أبي عروبة الحسين بن أبي معشر و أبي طالب بن أبي عوانة ، عن سليمان بن سيف الخراني ، عن عبدالله بن واقد ، عن عبدالعزيز الماجشون ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبدالله قال : استبشرت الملائكة يوم بدر وحنين بكشف علي الاحزاب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله فمن لم يستبشر برؤية علي عليه السلام فعليه لعنة الله ( 3 ) .
3 لى : السناني ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن عبدالله بن أحمد ، عن القاسم بن سليمان ، عن ثابت بن أبي صفية ، عن سعيد بن علاقة ، عن أبي سعيد عقيصا ، عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام عن سيد الاوصياء
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 93 سطر 13 الى ص 101 سطر 13 أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أنت أخي وأنا أخوك ، أن المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للامامة ، وأنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل ، وأنا وأنت أبوا هذه الامة ، يا علي أنت وصيي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبوولدي ، شيعتك شيعتي ، وأنصارك أنصاري ، وأولياؤك أوليائي ، وأعداؤك أعدائي ، يا علي أنت صاحبي على الحوض غدا ، وأنت صاحبي في المقام المحمود وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا ، لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك ، وإن الملائكة لتتقرب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك والله إن أهل مودتك في السماء لاكثر منهم في الارض ، يا علي أنت أمين أمتي وحجة الله عليها بعدي ، قولك قولي ، وأمرك أمري ، وطاعتك طاعتي ، وزجرك *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) نوه ذكره : مدحه وعظمه .
( 2 ) أمالي الصدوق : 76 77 .
( 3 ) أمالي الصدوق : 147 .

[ 94 ]

زجري ، ونهيك نهيي ، ومعصيتك معصيتي ، وحزبك حزبي وحزبي حزب الله " ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون " .
( 1 ) 4 ع ، لى : الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي ، عن فرات بن إبراهيم ( 2 ) ، عن علي بن محمد بن الحسن ، عن علي بن نوح ، عن أبيه ، عن محمد بن مروان ، عن أبي داود ، عن معاذ بن سالم ، عن بشر بن إبراهيم الانصاري ، عن خليفة بن سليمان الجهني ، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن ، عن أبي هريرة قال : غزى النبي صلى الله عليه وآله غزاة فلما رجع إلى المدينة وكان علي عليه السلام تخلف على أهله فقسم المغنم ( 3 ) فدفع إلى علي بن أبي طالب عليه السلام سهمين ، فقال الناس : يارسول الله دفعت إلى علي بن أبي طالب سهمين وهو بالمدينة متخلف ؟ فقال : معاشر الناس ناشدتكم بالله و برسوله ألم تروا إلى الفارس الذي حمل على المشركين من يمين العسكر فهزمهم ثم رجع إلي فقال : يا محمد إن لي معك سهما وقد جعلته لعلي بن أبي طالب وهو جبرئيل ؟ معاشر الناس ناشدتكم بالله وبرسوله هل رأيتم الفارس الذي حمل على المشركين من يسار العسكر ثم رجع فكلمني وقال لي : يا محمد إن لي معك سهما وقد جعلته لعلي ابن أبي طالب وهو ميكائيل ؟ فوالله مادفعت إلى علي إلا سهم جبرئيل وميكائيل عليهما السلام فكبر الناس بأجمعهم ( 4 ) .
ع : القطان ، عن عبدالرحمن بن محمد الحسني ، عن فرات مثله ( 5 ) .
ع : ابن طريف ( 6 ) ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن ابن عباس *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالي الصدوق : 200 .
والاية في سورة المائدة : 56 .
( 2 ) روى الرواية في العلل عن أحمد بن الحسن القطان ، عن عبدالرحمن بن محمد الحسني عن فرات بن إبراهيم .
ثم قال بعد تمام الرواية : وحدثني بهذا الحديث الحسن بن محمد الهاشمي الكوفي عن فرات بن إبراهيم باسناده مثله سواء .
والمصنف قد عكس كما لايخفى .
( 3 ) في العلل : قسم المغنم .
( 4 ) علل الشرائع : 68 .
أمالي الصدوق : 219 220 .
وأورده في المناقب 1 : 404 .
( 5 ) " " : 68 .
( 6 ) راجع ما ذيلناه ذيل الحديث الاول من الباب السابق .

[ 95 ]

قال : انتدب ( 1 ) رسول الله صلى الله عليه وآله الناس ليلة بدر إلى الماء ، فانتدب علي عليه السلام فخرج وكانت ليلة باردة ذات ريح وظلمة ، فخرج بقربته ، فلما كان إلى القليب لم يجد دلوا ، فنزل إلى الجب ( 2 ) تلك الساعة فملا قربته ، ثم أقبل فاستقبلته ريح شديدة فجلس حتى مضت ، ثم قام ثم مرت به أخرى فجلس حتى مضت ، ثم قام ثم مرت به أخرى فجلس حتى مضت ، فلما جاء قال النبي صلى الله عليه وآله : ما حبسك يا أبا الحسن ؟ قال : لقيت ريحا ثم ريحا ثم ريحا شديدة ، فأصابتني قشعريرة ( 3 ) ، فقال : أتدري ما كان ذاك يا علي ؟ فقال : لا ، فقال : ذاك جبرئيل في ألف من الملائكة وقد سلم ( 4 ) عليك وسلموا ، ثم مر ميكائيل في ألف من الملائكة فسلم عليك وسلموا ثم مر إسرافيل في ألف من الملائكة فسلم عليك وسلموا ( 5 ) .
بيان : قال الفيروزآبادي : ندبه إلى الامر كنصره : دعاه وحثه ووجهه وانتدب الله لمن خرج في سبيله ، أجابه إلى غفرانه أو ضمن وتكفل أو سارع بثوابه وحسن جزائه ( 6 ) .
6 فس : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل عن جابر الجعفي ، عن أبي الرس المكي ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي نفسي بيده ما وجهت عليا قط في سرية إلا ونظرت إلى جبرئيل عليه السلام في سبعين ألف من الملائكة عن يمينه ، وإلى ميكائيل عن يساره في سبعين ألف من الملائكة ، وإلى ملك الموت أمامه ، وإلى سحابة تظله حتى يرزق حسن الظفر ( 7 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : استندب .
( 2 ) " " و ( د ) : فنزل في الجب .
( 3 ) اقشعر الشعر : قام وانتصب من فزع أو برد .
( 4 ) في المصدر و ( د ) : فسلم .
( 5 ) قرب الاسناد : 53 .
( 6 ) القاموس المحيط 1 : 131 .
( 7 ) تفحصنا المصدر ولم نجده فيه .

[ 96 ]

7 ير : أحمد بن الحسين ، عن الحسين بن أسد ، عن الحسين القمي ، عن نعمان بن المنذر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام بعد قتل عثمان حين ناشد القوم : نشدتكم الله هل فيكم أحد سلم عليه جبرئيل وميكائيل وإسرائيل في ثلاثة آلاف من الملائكة يوم بدر غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
( 1 ) 8 شف : موفق بن أحمد الخوارزمي ، عن شهردار ، عن المفضل بن محمد الجعفري ، ( 2 ) عن أحمد بن موسى بن مردويه ، عن عبدالله بن محمد بن يزيد ، عن محمد ابن أبي يعلى ، عن إسحاق بن إبراهيم بن شاذان ، عن زكريا بن يحيى ، عن مندل ابن علي ، عن الاعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب بالغداة وكان يحب أن لايسبقه إليه أحد ، فدخل فإذا النبي صلى الله عليه وآله في صحن الدار وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي ، فقال : السلام عليكم كيف أصبح رسول الله ؟ فقال : بخير يا أخا رسول الله صلى الله عليه وآله قال : فقال : جزاك الله عنا أهل بيت خيرا ، قال له دحية : إني أحبك وإن لك عندي مدحة أزفها إليك ( 3 ) ، أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ، أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين ، لواء الحمد بيدك يوم القيامة ، تزف أنت وشيعتك مع محمد صلى الله عليه وآله وحزبه إلى الجنان زفا ، قد أفلح من تولاك ، وخسر من تخلاك ، محب محمد محبك ومبغض محمد مبغضك ، لن يناله ( 4 ) شفاعة محمد ، أدن مني صفوة الله ، فأخذ رأس النبي صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره ، فانتبه النبي صلى الله عليه وآله فقال : ما هذه الهمهمة ؟ فأخبره .
الحديث ، فقال : لم يكن هو الكلبي ( 5 ) كان جبرئيل ، سماك باسم سماك الله به *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 26 .
( 2 ) في المصدر : عن الفضل بن محمد الجعفري .
( 3 ) أي أهديها اليك .
( 4 ) في المصدر : لن ينال .
( 5 ) " " : لم يكن دحية الكلبي .

[ 97 ]

وهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين .
( 1 ) ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالله بن سليمان ، عن إسحاق بن إبراهيم عن زكريا بن يحيى مثله وقال بعد إتمام الرواية : قال أبوالمفضل : سمعت عبدالله ابن أبي داود قبل أن يبنى له المنبر يعتذر إلى أبي عبدالله المستملي من النصب ، ثم أملى ذلك المجلس كله من حفظه فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وهذا الحديث أول ما بدأ به ( 2 ) .
بيان : في قوله عليه السلام : " تخلاك " حذف وإيصال ، أي تخلى منك ومن ولايتك يقال : تخلى منه وعنه أي تركه .
وفي رواية الشيخ : خلاك .
أقول : قد مضى مثله بأسانيد في باب أنه عليه السلام أمير المؤمنين ، وسيأتي في باب جوامع المناقب وغيره .
9 قب : أحاديث علي بن الجعدة ، عن شعبة ، عن قتادة في تفسير قوله تعالى : " وترى الملائكة حافين من حول العرش ( 3 ) " الآية قال أنس : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما كانت ليلة المعراج نظرت تحت العرش أمامي فإذا أنا بعلي بن أبي طالب قائما أمامي تحت العرش يسبح الله ويقدسه ، قلت : ياجبرئيل سبقني علي بن أبي طالب ؟ قال : لكني أخبرك ( 4 ) : اعلم يا محمد أن الله عزوجل يكثر من الثناء والصلاة على علي بن أبي طالب عليه السلام فوق عرشه ، فاشتاق العرش إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فخلق الله تعالى هذا الملك على صورة علي بن أبي طالب عليه السلام تحت عرشه لينظر إليه العرش فيسكن شوقه ، وجعل تسبيح هذا الملك وتقديسه وتمجيده ثوابا لشيعة أهل بيتك يا محمد .
الخبر .
طاوس عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما أسري بي إلى السماء وصرت أنا وجبرئيل إلى السماء السابعة قال جبرئيل : يا محمد هذا موضعي ، ثم زخ *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) اليقين : 24 و 25 .
( 2 ) أمالي ابن الشيخ : 31 .
( 3 ) سورة الزمر : 75 .
( 4 ) في المصدر و ( م ) : قال لا لكني اخبرك .

[ 98 ]

بي في النور زخة ، فإذا أنا بملك من ملائكة الله تعالى في صورة علي عليه السلام اسمه علي ساجد تحت العرش يقول : اللهم اغفر لعلي وذريته ومحبيه وأشياعه وأتباعه والعن مبغضيه وأعاديه وحساه إنك على كل شئ قدير .
( 1 ) ايضاح : قال في النهاية : فيه : " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ به في النار " أي دفع ورمي .
( 2 ) 10 قب : مجاهد عن ابن عباس والحديث مختصر : لما عرج بالنبي صلى الله عليه وآله إلى السماء رأى ملكا على صورة علي حتى لايفاوت منه شيئا ، فظنه عليا ، فقال : يا أبا الحسن سبقتني إلى هذا المكان ؟ فقال جبرئيل عليه السلام : ليس هذا علي بن أبي طالب هذا ملك على صورته ، وإن الملائكة اشتاقوا إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فسألوا ربهم أن يكون من علي صورته فيرونه .
وفي حديث حذيفة أنه رآه في السماء الرابعة .
الاعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : " ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ( 3 ) " قال : كان جبرئيل عليه السلام جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله عن يمينه إذا أقبل ( 4 ) أمير المؤمنين عليه السلام فضحل جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد هذا علي بن أبي طالب قد أقبل ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ياجبرئيل وأهل السماوات يعرفونه ؟ قال : يامحمد والذي بعثك بالحق نبيا إن أهل السماوات لاشد معرفة له من أهل الارض ، ما كبر تكبيرة في غزوة إلا كبرنا معه ، ولا حمل حملة إلا حملنا معه ، ولا ضرب بسيف إلا ضربنا معه ، يامحمد إن اشتقت إلى وجه عيسى وعبادته وزهد يحيى وطاعته وملك سليمان ( 5 ) وسخاوته فانظر إلى وجه علي بن أبي طالب عليه السلام وأنزل الله تعالى *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 400 .
( 2 ) النهاية 2 : 123 .
( 3 ) سورة الزخرف : 57 .
( 4 ) في المصدر و ( م ) : إذ أقبل .
( 5 ) في المصدر : وميراث سليمان .

[ 99 ]

" ولما ضرب ابن مريم مثلا " يعني شبها لعلي بن أبي طالب ، وعلي بن أبي طالب شبها لعيسى بن مريم " إذا قومك منه يصدون " يعني يضحكون ويعجبون .
تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان ، عن سفيان الثوري ، عن الاعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس أنه لما تمثل إبليس لكفار مكة يوم بدر على صورة سراقة بن مالك وكان سابق عسكرهم ( 1 ) إلى قتال النبي صلى الله عليه وآله فأمر الله تعالى جبرئيل عليه السلام فهبط على رسول الله صلى الله عليه وآله ( 2 ) ومعه ألف من الملائكة ، فقام جبرئيل عن يمين أمير المؤمنين عليه السلام فكان إذا حمل علي عليه السلام حمل معه جبرئيل ، فبصر به إبليس لعنه الله فولى هاربا وقال : إني أرى ما لاترون ، قال ابن مسعود : والله ماهرب إبليس إلا حين رأى أمير المؤمنين عليه السلام فخاف أن يأخذه ويستأسره ويعرفه الناس فهرب ، وكان أول منهزم " وقال إني أرى مالاترون إني أخاف الله ( 3 ) " في قتاله " والله شديد العقاب " لمن حارب أمير المؤمنين عليه السلام .
السمعاني في فضائل الصحابة عن ابن المسيب عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وآله قال : يا أبا ذر علي أخي وصهري وعضدي ، إن الله لايقبل فريضة إلا بحب علي بن أبي طالب عليه السلام ، يا أبا ذر لما أسري بي إلى السماء مررت بملك جالس على سرير من نور على رأسه تاج من نور ، إحدى رجليه في المشرق والاخرى في المغرب ، بين يديه لوح ينظر فيه ( 4 ) والدنيا كلها بين عينيه والخلق بين ركبتيه ، ويده تبلغ المشرق والمغرب ، فقلت : يا جبرئيل من هذا ؟ فما رأيت في ملائكة ( 5 ) ربي جل جلاله أعظم خلقا منه ؟ قال : هذا عزرائيل ملك الموت ، ادن فسلم عليه ، فدنوت منه فقلت : سلام عليك حبيبي ملك الموت ، فقال : وعليك السلام يا أحمد ما فعل ابن عمك علي *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : وكان سائق عسكرهم .
( 2 ) " " : إلى رسول الله .
( 3 ) سورة الانفال : 48 .
( 4 ) في المصدر : وبين يديه نور ينظر إليه .
( 5 ) في المصدر و ( د ) من ملائكة ربي .

[100]

ابن أبي طالب عليه السلام ؟ فقلت : وهل تعرف ابن عمي ؟ قال : وكيف لا أعرفه وإن الله جل جلاله وكلني بقبض أرواح الخلائق ماخلا روحك وروح علي بن أبي طالب عليه السلام فإن الله يتوفا كل بمشيته .
كتابي الخطيب الخوارزمي وأبي عبدالله النطنزي قال أبوعبيد صاحب سليمان ابن عبدالملك : بلغ عمر بن عبدالعزيز أن قوما تنقصوا بعلي بن أبي طالب عليه السلام فصعد المنبر وقال : حدثني غزال بن مالك الغفاري عن أم سلمة قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله عندي إذ أتاه جبرئيل فناداه فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله ضاحكا ، فلما سري عنه قلت : ما أضحكك ؟ قال : أخبرني جبرئيل أنه مر بعلي وهو يرعى ذودا له ( 1 ) وهو نائم قد أبدي بعضه جسده ، قال : فرددت عليه ثوبيه فوجدت برد إيمانه وقد وصل ( 2 ) إلى قلبي .
وفي رواية الاصبغ : أن عليا مضى من المدينة وحده ، فأتى عليه سبعة أيام فرئي النبي صلى الله عليه وآله يبكي ويقول : اللهم رد إلي عليا قرة عيني وقوة ركني وابن عمي ومفرج الكرب عن وجهي : ثم ضمن الجنة لمن أتى بخبر علي ، فركب الناس في كل طريق ، فوجده الفضل بن العباس ، فبشر النبي صلى الله عليه وآله بقدومه فاستقبله فما زال يفتش عن يمين علي وعن يساره وعن رأسه وعن بدنه ( 3 ) فقلت : تفتش عليا كأنه ( 4 ) كان في الحرب ؟ فأخبرني عن جبرئيل عليه السلام أن أقواما من المشركين يقصدونك من الشام فأخرج إليهم عليا وحده ، فخرج معه جبرئيل عليه السلام في ألف ملك وميكائيل عليه السلام في ألف ملك ، ورأيت ملك الموت يقاتل دون علي .
أربعين الخطيب وشرح ابن الفياض وأخبار أبي رافع في خبر طويل عن حذيفة *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) قال في القاموس 1 : 293 : الذود ثلاثة أبعرة إلى العشرة أو خمس عشرة أو عشرين أو ثلاثين .
( 2 ) في المصدر : قد وصل .
( 3 ) " " : وعن بدنه وعن رأسه .
( 4 ) في ( ك ) فانه .