[101]

ابن اليمان : أنه دخل أمير المؤمنين عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مريض ، فإذا رأسه في حجر رجل أحسن الخلق والنبي صلى الله عليه وآله نائم ، فقال الرجل : ادن إلى ابن عمك فأنت أحق به مني ، فوضع رأسه في حجره ، فلما استيقظ النبي صلى الله عليه وآله سأله عن الرجل ، قال علي عليه السلام : كان كذا وكذا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ذاك جبرئيل عليه السلام كان يحدثني حتى خف عني وجعي وفي خبر : أن النبي صلى الله عليه وآله كان يملي عليه جبرئيل ، فقام ( 1 ) صلى الله عليه وآله وأمره بكتابة الوحي .
محمد بن عمرو بإسناده عن جابر بن عبدالله أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ماعصاني قوم من المشركين إلا رميتهم بسهم الله ، قيل : وما سهم الله يارسول الله ؟ قال : علي بن أبي طالب عليه السلام ما بعثته في سرية ولا أبرزته لمبارزة إلا رأيت جبرئيل عليه السلام عن يمينه وميكائيل عن يساره وملك الموت [ عن ] أمامه وسحابة تظله حتى يعطيه الله خير النصر والظفر .
وروي مشاهدته لجبرئيل عليه السلام على صورة دحية الكلبي حين سماه بتلك الاسامي ، وحين وضع رأس رسول الله صلى الله عليه وآله في حجره ، وقال : " أنت أحق به مني "
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 101 سطر 14 الى ص 109 سطر 14 وحين كان يملي الوحي ونعس النبي صلى الله عليه وآله ، وحين اشترى الناقة من الاعرابي بمائة درهم وباعها من آخر بمائة وستين ، وحين غسل النبي صلى الله عليه وآله ، وغير ذلك ، وروى نحوا منه أحمد في الفضائل .
وقد خدمه جبرئيل عليه السلام في عدة مواضع روى علي بن الجعد ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس في قوله تعالى : " تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام ( 2 ) " قال : لقد صام رسول الله صلى الله عليه وآله سبع رمضانات وصام علي ابن أبي طالب معه ، فكان كل ليلة القدر ينزل فيها جبرئيل عليه السلام على علي فيسلم عليه من ربه .
وروي عن الباقر عليه السلام في خبر يذكر فيه وفاة النبي صلى الله عليه وآله أنه أتاهم آت لايرونه *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : فنام صلى الله عليه وآله .
( 2 ) سورة القدر : 4 .

[102]

ويسمعون كلامه ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في الله عزاء من كل مصيبة ، ونجاة من كل هلكة ، وردك لما فات " كل نفس ذائقة الموت ( 1 ) " الآية إن الله عزوجل اصطفاكم وفضلكم وطهركم ، وجعلكم أهل بيت نبيه ، وأودعكم رحكمه وأورثكم كتابه ، وجعلكم تابوت علمه ، وعصا عزه ، وضرب لكم مثلا من نوره ( 2 ) وعصمكم من الذنوب ، وآمنكم من الفتنة ، فتعزوا بعزاء الله فإن الله عزوجل لاينزع عنكم نعمته ، ولا يزيل عنكم بركته في كلام طويل فقيل للباقر عليه السلام : ممن كانت التعزية ؟ فقال : من الله تعالى على لسان جبرئيل عليه السلام .
وقد روى نحوا من ذلك سفيان بن عيينة عن الصادق عليه السلام ، وقد احتج أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى فقال : هل فيكم من غسل رسول الله غيري وجبرئيل يناجيني وأجد حس يده معي ؟ .
حدث أبوعوانة ، عن الحسن بن علي بن عفان ، عن محمد بن الصلت ، عن مندل بن علي ، عن إسماعيل بن زياد ، عن إبراهيم بن شمر ( 3 ) ، عن أبي الضحاك الانصاري قال : كان على مقدمة [ جيش ] النبي صلى الله عليه وآله يوم حنين علي عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله : وددت أن عليا قال : من دخل الرجل ( 4 ) فهو آمن ، قال : فقال علي : من دخل الرجل فهو آمن ، قال : فضحك جبرئيل ، فقال النبي صلى الله عليه وآله قال أبوعوانة وذلك حديثا لم أحفظه ثم قال : قال علي عليه السلام : وقد بلغ من أمري ما يجيبني جبرئيل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : نعم وهو جبرئيل يجيبك من الله تبارك وتعالى .
خلقة الملائكة على صورته ، ومجيئهم إلى زيارته ونصرته ، وإذنهم في مكالمته ، وكونهم في خدمته يدل على أنه أكرم خليقته بعد النبي صلى الله عليه وآله ( 5 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة آل عمران : 185 .
سورة الانبياء : 35 .
سورة العنكبوت : 57 .
( 2 ) في المصدر : من دونه .
( 3 ) إبراهيم بن شهر خ ل .
( 4 ) في المصدر " الرحل " في الموضعين .
وهو المنزل والمأوى .
( 5 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 400 409 .

[103]

11 شى : عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : لما عطش القوم يوم بدر انطلق علي بالقربة يستقي وهو على القليب ، إذ جاءت ريح شديدة ثم مضت ، فلبث مابدا له ، ثم جاءت ريح أخرى ثم مضت ، ثم جاءته أخرى كادت أن تشغله وهو على القليب ، ثم جلس حتى مضى ، فلما رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أخبره بذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أما الريح الاولى فيها جبرئيل مع ألف من الملائكة ، والثانية فيها ميكائيل مع ألف من الملائكة ، والثالثة فيها إسرافيل مع ألف من الملائكة ، وقد سلموا عليك ، وهم مدد لنا ، وهم الذين رآهم إبليس فنكص ( 1 ) على عقبيه يمشي القهقرى حين يقول : " إني أرى مالا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب ( 2 ) " .
12 م : قال الامام عليه السلام : قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ( 3 ) : إن الله تعالى ذم اليهود في بغضهم لجبرئيل الذي كان ينفذ قضاء الله فيهم بما يكرهون وذمهم أيضا وذم النواصب في بغضهم لجبرئيل وميكائيل وملائكة الله النازلين لتأييد علي بن أبي طالب عليه السلام على الكافرين حتى أذلهم بسيفه الصارم ، فقال : " قل من كان عدوا لجبريل ( 4 ) " من اليهود ، لرفعه ( 5 ) من بخت نصر أن يقتله دانيال من غير ذنب كان جناه بخت نصر ، حتى بلغ كتاب الله في اليهود أجله ، وحل بهم ماجرى في سابق علمه ، ومن كان أيضا عدوا لجبرئيل من سائر الكافرين ومن أعداء محمد وعلي الناصبين ( 6 ) ، لان الله تعالى بعث جبرئيل لعلي عليه السلام مؤيدا وله على أعدائه ناصرا ، ومن كان عدوا لجبرئيل لمظاهرته محمدا وعليا ومعاونته لهما وانقياده ( 7 ) لقضاء *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) نكص عن الامر : أحجم عنه .
( 2 ) تفسير العياشي مخطوط .
وأورده في البرهان 2 : 90 .
والاية في سورة الانفال : 48 .
( 3 ) في المصدر : قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام .
( 4 ) سورة البقرة : 97 .
( 5 ) في المصدر : لدفعه .
( 6 ) " " : المنافقين .
( 7 ) " " : وإنفاذه .

[104]

ربه عزوجل في إهلاك أعدائه على يد من يشاء من عباده " فإنه " يعني جبرئيل " نزله " يعني نزل هذا القرآن " على قلبك " يامحمد " بإذن الله " بأمر الله وهو كقوله : " نزل به الروح الامين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين ( 1 ) " " مصدقا لما بين يديه " نزل هذا القرآن جبرئيل على قلبك يامحمد مصدقا موافقا لما بين يديه من التوراة والانجيل والزبور وصحف إبراهيم وكتب شيث وغيرهم من الانبياء ( 2 ) .
ثم قال : " من كان عدوا لله ( 3 ) " لانعامه على محمد وعلي وآلهما الطيبين وهؤلاء الذين بلغ من جهلهم أن قالوا : نحن نبغض الله الذي أكرم محمدا وعليا بما يدعيان " وجبريل " : من كان عدوا لجبريل ، لانه جعله ظهيرا ( 4 ) لمحمد وعلي على أعداء الله وظهيرا لسائر الانبياء والمرسلين ، وكذلك " وملائكته " يعني ومن كان عدوا لملائكة الله المبعوثين لنصرة دين الله وتأييد أولياء الله ، وذلك قول بعض النصاب والمعاندين : برئت من جبريل الناصر لعلي وهو قوله : " ورسله " : ومن كان عدوا لرسل الله موسى وعيسى وسائر الانبياء الذين دعوا إلى إمامة علي عليه السلام ( 5 ) .
ثم قال : " وجبريل وميكال " : ومن كان ( 6 ) عدوا لجبرئيل وميكائيل ، و ذلك كقول من قال من النواصب ( 7 ) لما قال النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام : جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وإسرافيل خلفه وملك الموت أمامه والله تعالى من فوق عرشه ناظر بالرضوان إليه ناصره قال بعض النواصب : فأنا أبرأ من الله ومن جبرئيل *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة الشعراء : 193 195 .
( 2 ) قد أسقط المصنف هنا قطعة من الحديث لاتناسب المقام .
( 3 ) سورة البقرة : 98 .
( 4 ) في المصدر : لان جعله الله ظهيرا .
( 5 ) " " : الذين دعوا إلى نبوة محمد وامامة علي ، وذلك قول النواصب : برئنا من هؤلاء الرسل الذين دعوا إلى إمامة علي .
( 6 ) في المصدر : أي من كان .
( 7 ) " " : من النصاب .

[105]

وميكائيل والملائكة الذين حالهم مع علي عليه السلام ما قاله محمد صلى الله عليه وآله ، فقال : من كان عدوا لهؤلاء تعصبا على علي بن أبي طالب " فإن الله عدو للكافرين " فاعل بهم مايفعل العدو بالعدو من إحلال النقمات وتشديد العقوبات ، وكان سبب نزول هاتين الآيتين ما كان من اليهود أعداء الله من قول سيئ في جبرئيل وميكائيل .
وكان ( 1 ) من أعداء الله النصاب من قول أسوأ منه في الله وفي جبرئيل وميكائيل وسائر ملائكة الله : أما ما كان من النصاب فهو أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما كان لايزال يقول في علي عليه السلام الفضائل التي خصه الله عزوجل بها والشرف الذي أهله الله تعالى له وكان في ذلك ( 2 ) يقول : أخبرني به جبرئيل عن الله ، ويقول في بعض ذلك : جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، يفتخر ( 3 ) جبرئيل على ميكائيل في أنه عن يمين علي الذي هو أفضل من اليسار ، كما يفتخر نديم ملك عظيم في الدنيا يجلسه الملك عن يمينه على النديم الآخر الذي يجلسه على يساره ، ويفتخران على إسرافيل الذي خلفه بالخدمة ، وملك الموت الذي أمامه بالخدمة ، وأن اليمين والشمال أشرف من ذلك كافتخار حاشية الملك ( 4 ) على زيادة قرب محلهم من ملكهم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في بعض أحاديثه : إن الملائكة أشرفها عند الله أشدها لعلي ابن أبي طالب حبا ، وإنه ( 5 ) قسم الملائكة فيما بينها " والذي شرف عليا على جميع الورى بعد محمد المصطفى " ويقول مرة : إن ملائكة السماوات والحجب يشتاقون ( 6 ) إلى رؤية علي بن أبي طالب كما تشتاق الوالدة الشفيقة إلى ولدها البار الشفيق الآخر من بقي عليها ( 7 ) بعد عشرة دفنتهم ، فكان هؤلاء النصاب يقولون : *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : وميكائيل وسائر ملائكة الله وما كان اه .
( 2 ) " " : كان في كل ذلك .
( 3 ) " " : ويفتخر .
( 4 ) " " : خاصة الملك .
( 5 ) الضمير للشأن .
وفي المصدر : وإن قسم الملائكة فيما بينهم اه .
( 6 ) في المصدر : إن ملائكة السماوات ليشتاقون .
( 7 ) " " : آخر من يبقى عليها .

[106]

إلى متى يقول محمد : جبرئيل وميكائيل والملائكة ؟ كل ذلك تفخيم لعلي وتعظيم لشأنه ، ويقول : الله تعالى لعلي خاص من دون سائر الخلق ! برئنا من رب ومن ملائكة ومن جبرئيل وميكائيل هم لعلي بعد محمد مفضلون ! وبرئنا من رسل الله الذين هم لعلي بعد محمد مفضلون ! وأما ماقاله اليهود .
أقول : أوردنا تتمة الخبر في باب احتجاج الرسول صلى الله عليه وآله على اليهود ، ولنذكر ههنا ما يناسب الباب .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا سلمان إن الله عزوجل صدق قولك ووفقك رأيك ، وإن جبرئيل ( 1 ) عن الله تعالى يقول : يامحمد سلمان والمقداد أخوان متصافيان في ودادك ووداد علي أخيك ووصيك وصفيك ، وهما في أصحابك كجبرئيل و ميكائيل في الملائكة ، عدوان لمن أبغض أحدهما وليان ( 2 ) لمن والاهما ووالى محمدا وعليا ، عدوان لمن عادى محمدا وعليا وأولياءهما ، ولو أحب أهل الارض سلمان والمقداد كما يحبهما ملائكة السماوات والحجب والكرسي والعرش لمحض ودادهما لمحمد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وموالاتهما لاوليائهما ومعاداتهما لاعدائهما لما عذب الله أحدا منهم بعذاب البتة .
قال الحسين بن علي عليه السلام : فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله في سلمان والمقداد سر به المؤمنون وانقادوا ، وساء ذلك المنافقين فعاندوا وعابوا وقالوا : يمدح محمد صلى الله عليه وآله الاباعد ويترك الادنين من أهله لايمدحهم ولايذكرهم ، فاتصل ذلك برسول الله صلى الله عليه وآله وقال : مالهم لحاهم الله يبغون للمسلمين السوء ؟ وهل نال أصحابي مانالوه من درجات الفضل إلا بحبهم لي ولاهل بيتي ؟ والذي بعثني ( 3 ) بالحق نبيا إنكم لم تؤمنوا حتى يكون محمد وآله أحب إليكم من أنفسكم وأهاليكم ( 4 ) وأموالكم ومن في الارض *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : صدق قيلك ووثق رأيك فان جبرئيل اه .
( 2 ) " " : ووليان .
( 3 ) " " : والذي بعث محمدا .
( 4 ) " " : وأهليكم .

[107]

جميعا ، ثم دعا بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فعمهم بعبايته القطوانية ثم قال : هؤلاء خمسة لا سادس لهم من البشر ، ثم قال : أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم ، فقامت أم سلمة فرفعت جانب العباء لتدخل ( 1 ) فكفها رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : لست هناك وأنت في خير ( 2 ) وإلى خير ، فانقطع عنها طمع البشر ، وكان جبرئيل معهم ، فقال : يارسول الله وأنا سادسكم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : نعم [ و ] أنت سادسنا ، فارتقى السماوات وقد كساه الله من زيادة الانوار ما كادت الملائكة لاتثبته ( 3 ) حتى قال : بخ بخ من مثلي ؟ أنا جبرئيل سادس محمد وعلي وفاطمة و الحسن والحسين عليهم السلام فذلك مافضل الله به جبرئيل على سائر الملائكة في الارضين والسماوات .
قال : ثم تناول رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن بيمينه والحسين بشماله فوضع هذا على كاهله ( 4 ) الايمن وهذا على كاهله الايسر ثم وضعهما في الارض ، فمشى بعضهما إلى بعض يتجاذبان ، ثم اصطرعا ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يقول للحسن : " أيها أبا محمد " ( 5 ) فيقوي الحسن فيكاد ( 6 ) يغلب الحسين ، ثم يقوي الحسين فيقاومه ، فقالت فاطمة عليها السلام : يا رسول الله أتشجع الكبير على الصغير ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : يا فاطمة أما إن جبرئيل وميكائيل كلما قلت للحسن : " أيها أبا محمد " قالا للحسين : " أيها أبا عبدالله " فلذلك قاما وتساويا ، أما إن الحسن والحسين لما كان ( 7 ) يقول رسول الله صلى الله عليه وآله : " أيها أبا محمد " ويقول جبرئيل : " أيها أبا عبدالله " لورام كل واحد *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : لتدخله .
( 2 ) " " : وإن كنت في خير .
( 3 ) " " : لاتبينه .
( 4 ) الكاهل : أعلى الظهر مما يلي العنق .
( 5 ) في النهاية 1 : 54 : ايه كلمة يراد بها الاستزادة .
( 6 ) في المصدر : ويكاد .
( 7 ) " " : حين كان .

[108]

منهما حمل الارض بما عليها من جبالها وبحارها وتلالها وسائر ما على ظهرها لكان أخف عليهما من شعرة على أبدانهما ، وإنما تقاوما لان كل واحد منهما نظير الآخر ، هذان قرتا عيني وثمرتا فؤادي ، هذان سندا ظهري ، هذان سيدا شباب أهل الجنة من الاولين والآخرين ، وأبوهما خير منهما ، وجدهما رسول الله خيرهم أجمعين .
قال عليه السلام : فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله : قالت اليهود والنواصب : إلى الآن كنا نبغض جبرئيل وحده والآن قد صرنا أيضا نبغض ميكائيل ( 1 ) لادعائهما لمحمد وعلي إياهما ولولديه ، فقال تعالى : " من كان عدوا لله وملائكته ورسله و جبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ( 2 ) " .
بيان : لحاهم الله أي قبحهم ولعنهم .
وقال الجزري : القطوانية : عباءة بيضاء قصيرة الخمل ، والنون زائدة ( 3 ) .
13 يل : روي أنه عليه السلام كان ذات يوم على منبر البصرة إذ قال : " أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عن طرق السماوات فإني أعرف بها من طرق الارض " فقام إليه رجل من وسط القوم وقال له : أين جبرئيل في هذه الساعة ؟ فرمق ( 4 ) بطرفه إلى السماء ثم رمق بطرفه إلى المشرق ثم رمق بطرفه إلى المغرب فلم يجد موطنا ، فالتفت إليه فقال : ياذا الشيخ أنت جبرائيل ، قال : فصفق طائرا من بين الناس ، فضج الحاضرون ( 5 ) وقالوا : نشهد أنك خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله حقا ( 6 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) " " : قد صرنا نبغض ميكائيل أيضا .
( 2 ) تفسير الامام : 182 187 .
( 3 ) النهاية 2 : 265 .
( 4 ) رمقه : لحظه لحظا خفيفا .
أطال النظر إليه .
( 5 ) في المصدر : فضج عند ذلك الحاضرون .
( 6 ) الفضائل : 102 .

[109]

14 ن : محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي ، عن أحمد بن الفضل ، عن بكر بن أحمد القصري ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال : سمعت جدي رسول الله عليه السلام يقول : ليلة أسرى بي ربي عزوجل رأيت في بطنان العرش ملكا بيده سيف من نور يلعب به كما يلعب علي بن أبي طالب عليه السلام بذي الفقار ، وإن الملائكة إذا اشتاقوا إلى علي بن أبي طالب ( 1 ) عليه السلام نظروا إلى وجه ذلك الملك ، فقلت يارب هذا أخي علي بن أبي طالب وابن عمي ؟ فقال : يامحمد هذا ملك خلقته على صورة علي عليه السلام يعبدني في بطنان عرشي ، تكتب حسناته وتسبيحه و تقديسه لعلي بن أبي طالب إلى يوم القيامة ( 2 ) .
15 كشف : من كفاية الطالب عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مررت ليلة أسري بي إلى السماء ، فإذا أنا بملك جالس على منبر من نور والملائكة تحدق به ، فقلت : يا جبرئيل من هذا الملك ؟ قال : ادن منه وسلم عليه ، فدنوت منه و سلمت عليه ، فإذا أنا بأخي وابن عمي علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت : يا جبرئيل سبقني علي إلى السماء الرابعة ؟ فقال لي : يا محمد لا ولكن الملائكة شكت حبها لعلي عليه السلام فخلق الله هذا الملك من نور على صورة علي فالملائكة تزوره في كل
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 109 سطر 15 الى ص 117 سطر 15 ليلة جمعة ويوم جمعة سبعين ألف مرة ، ويسبحون الله ويقدسونه ويهدون ثوابه لمحب علي عليه السلام ( 3 ) .
16 ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عن الباقر عليهم السلام ، عن جابر قال : كنت أماشي ( 4 ) أمير المؤمنين عليه السلام على الفرات إذ خرجت موجة عظيمة فغطته حتى استتر عني ، ثم انحسرت عنه ( 5 ) ولا رطوبة *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : إلى وجه علي بن أبي طالب .
( 2 ) عيون الاخبار : 272 .
( 3 ) كشف الغمة : 40 .
( 4 ) ماشاه مماشاة : مشى معه .
( 5 ) حسر عنه : انكشف .

[110]

عليه ، فوجمت لذلك وتعجبت وسألته عنه ، فقال : ورأيت ذلك ؟ قال : قلت : نعم قال : إنما الملك الموكل بالماء فرح ( 1 ) فسلم علي واعتنقني ( 2 ) .
توضيح : قال الفيروزآبادي : وجم كوعد وجما ووجوما : سكت على غيظ ، والشئ : كرهه ، ولم أجم عنه : لم أسكت فزعا ( 3 ) .
قوله عليه السلام " فرح " أي بقدومه إلى شاطئ النهر .
17 كشف : من مناقب الخوارزمي ، عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أول من اتخذ علي بن أبي طالب عليه السلام أخا من أهل السماء إسرافيل ثم ميكائيل ( 4 ) ثم جبرائيل ، وأول من أحبه من أهل السماء حملة العرش ثم رضوان خازن الجنان ثم ملك الموت ، وإن ملك الموت يترحم على محبي علي بن أبي طالب عليه السلام كما يترحم على الانبياء عليهم السلام ( 5 ) .
ومن كتاب كفاية الطالب عن وهب بن منبه ، عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما بعثت عليا في سرية إلا رأيت جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره والسحابة تظله حتى يرزقه الله الظفر ( 6 ) .
18 بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن إصباهان بن اسبوزن الديلمي ، عن محمد بن عيسى الكابي ، عن القعنبي ( 7 ) ، عن موسى بن وردان عن ثابت ، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله قال : ليلة أسري بي إلى السماء الرابع ( 8 ) *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : خرج .
( 2 ) أمالي الشيخ : 187 .
( 3 ) القاموس المحيط 4 : 185 .
( 4 ) المصدر : وميكائيل .
( 5 ) كشف الغمة : 30 .
( 6 ) " " : 113 .
( 7 ) في المصدر : عن محمد بن عيسى البكاي : عن العقيني .
( 8 ) " " : إلى السماء الرابعة .