[111]

رأيت صورة علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت : يا جبرئيل هذا علي ( 1 ) ؟ فأوحي إلي بأن هذا ملك خلقه الله في صورة ( 2 ) علي بن أبي طالب عليه السلام يزوره كل يوم سبعون ألف ملك ، يسبحون ويكبرن وثوابهم لمحبي علي بن أبي طالب عليه السلام ( 3 ) .
19 فر : جعفر بن أحمد بن يوسف معنعنا عن الحسن قال : سمعت عبدالله بن عباس يقول في قوله تعالى : " إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم ( 4 ) " : انجفل الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد ولم يبق معه غير علي بن أبي طالب عليه السلام ورجل من الانصار ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا علي قد صنع الناس ماترى ( 5 ) ، فقال : لا والله يارسول الله ، لاسأل ( 6 ) عنك الخبر من وراء ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وآله : أما لا فاحمل على هذه الكتيبة ( 7 ) ، فحمل عليها ففضها ( 8 ) ، فقال جبرئيل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله : إن هذه لهي المواساة ( 9 ) ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : إني منه وهو مني ، فقال جبرئيل : وأنا منكما .
ثم أقبل وقال : ماضيعت ( 10 ) من الحديث ، ما حدثت بهذا الحديث منذ سمعته عن ابن عباس رضي الله عنه مع حديث آخر سمعتهما من علي بن أبي طالب عليه السلام ( 11 ) *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : هذا أخي علي ؟ ( 2 ) " " : على صورة .
( 3 ) بشارة المصطفى : 196 .
( 4 ) سورة آل عمران : 153 .
( 5 ) أي اصنع أنت أيضا ما صنعه الناس .
( 6 ) كذا في ( ك ) وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : لا أسأل .
( 7 ) الكتيبة : القطعة من الجيش .
( 8 ) فض القوم : فرقهم .
( 9 ) في المصدر : إن هذه المواساة .
( 10 ) كذا في ( ك ) .
وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : ماصنعت .
والجملة لا تخلو عن اضطراب وإجمال .
( 11 ) في المصدر : في علي بن أبي طالب .

[112]

وما حدثت بهذين الحديثين منذ سمعتهما ، وما أقر لاحد من الناس أن يكون أشد حبا لعلي مني ، ولا أعرف بفضله مني ، ولكني أكره أن يسمع هذا مني هؤلاء الذين يغلون ويفرطون فيزدادوا شرا ، فلم أزل به أنا وأبوخليفة صاحب منزله نطلب إليه حتى أخذ علينا أن لانحدث به مادام حيا ، فأقبل فقال : حدثني عبدالله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا عليا فقال : يا علي احفظ علي الباب فلا يدخلن أحد اليوم ( 1 ) ، فإن ملائكة من ملائكة الله استأذنوا ربهم أن يتحدثوا لي اليوم إلى الليل ، فاقعد ، فقعد علي بن أبي طالب عليه السلام على الباب فجاء عمر بن الخطاب فرده ، ثم جاء وسط النهار فرده ، ثم جاء عند العصر فرده ، وأخبره أنه قد استأذن على النبي صلى الله عليه وآله ستون وثلاث مائة ملك ، فلما أصبح عمر غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره بما قال علي بن أبي طالب عليه السلام فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام فقال : وماعلمك أنه قد استأذن علي ثلاث مائة وستون ملك ؟ فقال : والذي بعثك بالحق ما منهم ملك استأذن عليك إلا وأنا أسمع صوته بأذني وأعقد بيدي حتى عقدت ثلاث مائة وستين ، قال : صدقت يرحمك الله ، حتى أعادها رسول الله صلى الله عليه وآله ( 2 ) .
بيان : انجفل القوم أي انقلعوا كلهم ومضوا .
قوله عليه السلام : " لاسأل عنك الخبر " أي لادعك في هذا الموضع وأرجع فلا أعلم حالك وما نابك فأسأل خبرك عن الناس وراءك ؟ 20 فر : محمد بن عيسى بن زكريا الدهقان معنعنا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقرء سورة المائدة ، فقال : اكتب ، فكتبت حتى انتهى ( 3 ) إلى هذه الآية " إنما وليكم الله ورسوله والذين *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : فلا يدخلن اليوم أحد .
( 2 ) تفسير فرات : 22 و 23 .
( 3 ) في المصدر : حتى انتهيت .

[113]

آمنوا ( 1 ) " ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآله خفق برأسه ( 2 ) كأنه نائم وهو يملي بلسانه حتى فرغ من آخر السورة ( 3 ) ، ثم انتبه فقال لي : اكتب ، فأملى علي من الموضع التي خفق عندها ، فقلت : ألم تملئ علي حتى ختمتها ؟ فقال : الله أكبر ذلك الذي أملى عليك جبرئيل عليه السلام ، ثم قال علي بن أبي طالب عليه السلام : فأملى علي ( 4 ) رسول الله صلى الله عليه وآله ستين آية ، وأملى علي جبرئيل أربعا وستين آية ( 5 ) .
بيان : هذا الخبر يخالف المشهور بوجهين : الاول أنه على المشهور عدد الآيات مائة وعشرون ، وفي الخبر زيد أربع ، والثاني أن آية الولاية هي الخامسة والخمسون لا الستون ، لكن لا اعتماد على ما هو المشهور في ذلك وأمثاله .
21 يف : أحمد بن حنبل في مسنده في حديث ليلة بدر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله من يستقي لنا من الماء ؟ فأحجم الناس ، فقام علي عليه السلام فاحتضن قربة ، ثم أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة ، فانحدر فيها ، فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل تأهبوا ( 6 ) لنصرة محمد صلى الله عليه وآله وحزبه ، فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه ، فلما حاذوا البئر سلموا على علي عليه السلام من عند ربهم عن آخرهم إكراما و تبجيلا ( 7 ) .
توضيح : أحجم عن الامر : كف .
واحتضن الشئ : جعله في حضنه ، وهو بالكسر ما دون الابط إلى الكشح .
واللغط بالتحريك : الصوت والجلبة .
22 كنز : روى الشيخ أبوجعفر الطوسي في مصباح الانوار بإسناده عن جابر بن عبدالله قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله في حفر الخندق وقد حفر الناس وحفر علي عليه السلام ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : بأبي من يحفر وجبرئيل يكنس التراب *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة المائدة : 55 .
( 2 ) خفق برأسه : حركه وهو ناعس .
وفي المصدر : ثم أتى رسول الله خفق برأسه .
( 3 ) في المصدر : من آخر المائدة .
( 4 ) " " : فأملى علي منها اه .
( 5 ) تفسير فرات : 37 .
( 6 ) أهب للامر : تهيأ واستعد .
( 7 ) الطرائف : 19 .

[114]

بين يديه ويعينه ميكائيل ولم يكن يعين قبله أحدا من الخلق ، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله لعثمان بن عفان : احفر ، فغضب عثمان وقال : لايرضى محمد أن أسلمنا على يده حتى أمرنا بالكد ! فأنزل الله على نبيه " يمنون عليك أن أسلموا " الآية ( 1 ) .

باب 77 : نزول الماء لغسله عليه السلام من السماء  

1 لى : صالح بن عيسى العجلي ، عن محمد بن علي بن علي ، عن محمد بن منده الاصبهاني ، عن محمد بن حميد ، عن جرير ، عن الاعمش ، عن أبي سفيان ، عن أنس قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله ورجلان من أصحابه في ليلة ظلماء مكفهرة ( 2 ) إذ قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله : ائتوا باب علي ، فأتينا باب علي عليه السلام فنقر أحدنا الباب نقرا خفيا ، إذ خرج علينا علي بن أبي طالب عليه السلام مستزر ( 3 ) بإزار من صوف مرتد بمثله ، في كفه سيف رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لنا : أحدث حدث ؟ فقلنا : خير أمرنا رسول الله أن نأتي بابك وهو بالاثر ، إذ أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : ياعلي ، قال : لبيك ، قال : أخبر أصحابي بما أصابك البارحة ، قال علي عليه السلام : يارسول الله إني لاستحيي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله لايستحيي من الحق ، قال علي عليه السلام يارسول الله أصابتني جنابة البارحة من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فطلبت في البيت ماء فلم أجد الماء ، فبعثت الحسن كذا والحسين كذا ، فأبطآ علي ، فاستلقيت على قفاي فإذا أنا بهاتف من سواد البيت : قم ياعلي وخذ السطل واغتسل ، فإذا أنا بسطل من ماء مملوء ، عليه منديل من سندس ، فأخذت السطل واغتسلت ومسحت بدني بالمنديل ، *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد مخطوط ، وأورده في البرهان 4 : 215 والاية في سورة الحجرات : 17 .
( 2 ) اكفهر الليل : اشتد ظلامه .
( 3 ) كذا في ( ك ) .
وفي غيره من النسخ " متزر " وفي المصدر : متزرا .

[115]

ورددت المنديل على رأس السطل ، فقام السطل في الهواء ، فسقط من السطل جرعة فأصابت هامتي ، فوجدت بردها على فؤادي ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت وخادمك جبرئيل ، أما الماء فمن نهر الكوثر ، وأما السطل و المنديل فمن الجنة ، كذا أخبرني جبرئيل ، كذا أخبرني جبرئيل ، كذا أخبرني جبرئيل ( 1 ) .
يج : روي عن محمد بن إسماعيل البرمكي ، عن عبدالله بن داهر ، عن الاعمش عن أبي سفيان قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وأبو بكر وعمر في ليلة مكفهرة ، فقال لهما النبي صلى الله عليه وآله : قوما فأتيا باب حجرة علي ، فذهبا فنقرا الباب نقرا خفيا ، و ساق الحديث نحوا مما مر ( 2 ) .
2 قب : عبدالله بن عباس وحميد الطويل عن أنس قالا : صلى رسول الله صلى الله عليه وآله فلما ركع أبطأ في ركوعه حتى ظننا أنه نزل عليه وحي ، فلما سلم واستند إلى المحراب نادى : أين علي بن أبي طالب ؟ وكان في آخر الصف يصلي فأتاه ، فقال : يا علي لحقت الجماعة ؟ فقال : يا نبي الله عجل بلال الاقامة ، فناديت الحسن بوضوء ( 3 ) فلم أر أحدا ، فإذا أنا بهاتف يهتف : يا أبا الحسن أقبل عن يمينك ، فالتفت فإذا أنا بقدس من ذهب مغطى بمنديل أخضر معلقا ، فرأيت ماء أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل ، وألين من الزبد ، وأطيب ريحا من المسك فتوضأت و شربت ، وقطرت على رأسي قطرة وجدت بردها على فؤادي ، ومسحت وجهي بالمنديل بعد ما كان الماء يصب على يدي وما أرى شخصا ، ثم جئت يانبي الله ولحقت الجماعة ، فقال *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالي الصدوق : 136 و 137 .
( 2 ) لم نجده في الخرائج المطبوع ، والظاهر أن نسخة المصنف كانت أكمل منها ، لعدم وجود اكثر مارواها عن الخرائج في المطبوع منه ، وقال العلامة الطهراني في كتاب " الذريعة " ورأيت نسخة بعنوان الخرائج في مكتبة ( سلطان العلماء ) لكنها تخالف المطبوع ، وذكر كاتبها أنه كتبها عن نسخة خط السيد مهنا ابن سنان بن عبدالوهاب الحسيني الذي فرغ من كتابة نسخته ( 748 ) راجع المجلد السابع : 146 148 .
( 3 ) بفتح الواو : الماء الذي يتوضأ به .

[116]

النبي صلى الله عليه وآله : القدس من أقداس الجنة ، والماء من الكوثر ، والقطرة من تحت العرش ، والمنديل من الوسيلة ، والذي جاء به جبرئيل ، والذي ناولك المنديل ميكائيل ، ومازال جبرئيل واضعا يده على ركبتي يقول : يا محمد قف قليلا حتى يجيئ علي فيدرك معك الجماعة ( 1 ) .
بيان : قال الفيروزآبادي : القدس كصردو كتب : قدح نحو الغمر ، وكجبل : السطل ( 2 ) .
3 يل ، فض : من فضائله عليه السلام أنه كان في بعض غزواته وقد دنت الفريضة ولم يجد ماء يسبغ به الوضوء ( 3 ) ، فرمق السماء بطرفه والخلق قيام ( 4 ) ينظرون فنزل جبرئيل وميكائيل عليهما السلام ومع جبرئيل سطل فيه ماء ومع ميكائيل منديل ، فوضع السطل والمنديل ( 5 ) بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام فأسبغ الوضوء ( 6 ) ومسح وجهه الكريم بالمنديل ، فعند ذلك عرجا إلى السماء والخلق ينظرون إليهما ( 7 ) .
4 يف : أخطب خوارزم في المناقب ، عن أحمد بن محمد الدقاق ، عن أبي المظفر وابن إبراهيم السيفي ، عن علي بن يوسف بن محمد بن حجاج ، عن الحسين بن جعفر بن محمد الجرجاني ، عن إسماعيل بن إسحاق بن سليمان ، عن محمد بن علي الكفرتؤتي ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة العصر و أبطأ في ركوعه حتى ظننا أنه قد سها وغفل ، ثم رفع رأسه وقال : " سمع الله لمن حمده " ثم أوجز في صلاته وسلم ، ثم أقبل علينا بوجهه كأنه القمر ليلة البدر في وسط *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 407 .
( 2 ) القاموس 2 : 239 .
( 3 ) في الروضة : يسبغ منه الوضوء .
( 4 ) في المصدرين : والناس قيام .
( 5 ) في الروضة : فوضعا السطل والمنديل .
( 6 ) في الفضائل ، فأسبغ الوضوء من ذلك الماء .
( 7 ) الفضائل : 116 ، وفيه : والخلق ينظر إليهما .
الروضة : 8 .

[117]

النجوم ، ثم جثا على ركبتيه ( 1 ) وبسط قامته حتى تلالا المسجد بنور وجهه ، ثم رمى بطرفه إلى الصف الاول يتفقد أصحابه رجلا رجلا ثم رمى نظره إلى الصف الثاني ، ثم رمى نظره إلى الصف الثالث يتفقدهم رجلا رجلا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم كثرت الصفوف على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال : ما لي لا أرى ابن عمي علي بن أبي طالب ؟ فأجابه علي عليه السلام من آخر الصفوف وهو يقول : لبيك لبيك يارسول الله فنادى النبي صلى الله عليه وآله بأعلى صوته : ادن مني يا علي ، فما زال يتخطى ( 2 ) رقاب المهاجرين والانصار حتى دنا المرتضى من المصطفى ، وقال النبي صلى الله عليه وآله : ما الذي خلفك عن الصف الاول ؟ قال : شككت أنني على غير طهر ، فأتيت منزل فاطمة عليها السلام فناديت : ياحسن ياحسين يافضة ، فلم يجبني أحد ، فإذا بهاتف يهتف من ورائي وهو ينادي : يا أبا الحسن يا ابن عم النبي التفت ، فالتفت فإذا أنا بسطل من ذهب وفيه ماء وعليه منديل ، فأخذت المنديل فوضعته على منكبي الايمن ، وأومأت إلى الماء فإذا الماء يفيض على كفي ، فتطهرت وأسبغت الطهر ، ولقد وجدته في لين الزبد وطعم الشهد ورائحة المسك ، ثم التفت ولا أدري من أخذه ، فتبسم النبي صلى الله عليه وآله في وجهه وضمه إلى صدره وقبل مابين عينيه ثم قال : يا أبا الحسن ألا أبشرك ؟ إن السطل من الجنة ، والماء والمنديل من الفردوس الاعلى ، والذي
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 117 سطر 16 الى ص 125 سطر 16 هيأك للصلاة جبرئيل عليه السلام ، والذي مندلك ميكائيل عليه السلام ، والذي نفس محمد بيده مازال إسرافيل قابضا بيدي على ركبتي حتى لحقت معي الصلاة وأدركت ثواب ذلك ، أفيلومني الناس على حبك والله تعالى وملائكته يحبونك من فوق السماء ؟ ( 3 ) .
5 مد : ابن المغازلي في مناقبه ، عن أحمد بن المظفر العطار ، عن عبدالله ابن محمد بن عثمان ، عن أبي الحسن الراوي بالبصرة ، عن محمد بن منده الاصفهاني ، *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أي جلس على ركبتيه .
وفي المصدر " حثا " وهو تصحيف .
( 2 ) في المصدر : فجعل يتخطى .
( 3 ) الطرائف : 22 .

[118]

عن محمد بن عبد الحميد ( 1 ) عن الاعمش ، عن أبي سفيان ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لابي بكر وعمر : امضيا إلى علي حتى يحدثكما ما كان منه في ليلته وأنا على أثركما ، قال أنس : فمضيا ومضيت معهما ، فاستأذن أبوبكر وعمر على علي فخرج إليهما فقال : يا أبا بكر حدث شئ ؟ قال : لا وما يحدث إلا خير ، قال لي النبي صلى الله عليه وآله ولعمر أيضا : امضيا إلى علي يحدثكما ما كان منه في ليلته ، فجاء النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا علي حدثهما ماكان منك في الليل ، فقال : أستحيي يارسول الله فقال : حدثهما إن الله لايستحيي من الحق ، فقال علي : أردت الماء للطهارة وأصبحت وخفت أن تفوتني الصلاة ، فوجهت الحسن في طريق والحسين في طريق في طلب الماء فأبطآ علي ، فأحزنني ذلك ، فرأيت السقف قد انشق ونزل علي منه سطل مغطى بمنديل ، فلما صار في الارض نحيت المنديل عنه ، وإذا فيه ماء ، فتطهرت للصلاة واغتسلت وصليت ، ثم ارتفع السطل والمنديل والتأم السقف ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : أما السطل فمن الجنة ، وأما الماء فمن نهر الكوثر ، وأما المنديل فمن استبرق الجنة من مثلك يا علي في ليلتك وجبرئيل يخدمك ؟ ( 2 ) .
يف : ابن المغازلي بإسناده إلى أنس مثله .
( 3 ) 

78 باب : تحف الله تعالى وهداياه وتحياته إلى رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وعلى آلهما  

1 قب : ثابت عن أنس : لما خرج النبي صلى الله عليه وآله إلى غزوة الطائف فبينما نحن بغمامة ، فأدخل يده تحتها فأخرج رمانا ، فجعل يأكل ويطعم عليا ، ثم قال

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : عن محمد بن حميد الداني ، عن جرير بن عبد الحميد .
( 2 ) العمدة : 195 و 196 .
( 3 ) الطرائف : 22 .

[119]

لقوم رمقوه بأبصارهم : هكذا يفعل كل نبي بوصيه ، وفي رواية الباقر عليه السلام : أن النبي صلى الله عليه وآله مصها ثم دفعها إلى علي فمصها حتى لم يترك منها شيئا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : إنه لايذوقها إلا نبي أو وصي نبي .
محمد بن أبي عمير ومحمد بن مسلم وزرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله برمانتين من الجنة فأعطاهما إياه ، فأكل واحدة وكسر الاخرى وأعطى عليا نصفها فأكله ، ثم قال : الرمانة التي أكلتها فهي النبوة ليس لك فيها شئ ، وأما الاخرى فهي العلم فأنت شريكي فيها .
عيسى بن الصلت عن الصادق عليه السلام في خبر : فأتوا جبل ذباب ( 1 ) فجلسوا عليه فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله رأسه فإذا رمانة مدلاة ، فتناولها رسول الله صلى الله عليه وآله ففلقها فأكل وأطعم عليا منها ، ثم قال : يا أبا بكر هذه رمانة من رمان الجنة ، لا يأكلها في الدنيا إلا نبي أو وصي نبي .
أبان بن تغلب عن أبي الحمراء أنه قال صلى الله عليه وآله : يا فلان ما أنا منعتك من هذه الرمانة ولكن الله أتحفني بها ووصيي ، وحرمها على غير نبي أو وصي في دار الدنيا فسلم لامر ربك ، تطعم في الآخرة إن قبلت وصدقت ، وإن كذبت وجحدت فويل يومئذ للمكذبين ، إن عليا وشيعته " في ظلال وعيون ( 2 ) " إلى قوله : " ويل يومئذ للمكذبين " بهذا .
وقد روينا من حديث الزمان عند الخروج إلى العقيق ، فإن نزول المنديل من السماء فيه رمان معجز ، ثم فقد الرمان من كمه عند مشاهدة الثاني ( 3 ) معجز ثان ، ثم وجدانه بعد ذلك معجز ثالث .
أم فروة : كانت ليلتي من أمير المؤمنين عليه السلام فرأيته يلقط من الحجرة حب *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) بكسر أوله جبل بالمدينة .
( 2 ) سورة المرسلات : 41 .
( 3 ) أي الخليفة الثاني .

[120]

طعام من طعام قد نثر ويقول : يا آل علي قد سبقتم ( 1 ) .
أحمد بن يحيى الازدي عن إبراهيم النخعي أنه قال : لما أسري برسول الله صلى الله عليه وآله هتف به هاتف في السماوات : يا محمد إن الله عزوجل يقرأ عليك السلام ويقول لك : اقرأ على علي بن أبي طالب مني السلام ( 2 ) .
الخركوشي في شرف المصطفى عن زينب بنت حصين في خبر أن النبي صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام غداة من الغدوات ، فقالت : يا أبتاه قد أصبحنا وليس عندنا شئ ، فقال : هاتي ذينك الطيرين ، فالتفتت فإذا طيران خلفها ، فوضعتهما عنده ، فقال لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام : " كلوا باسم الله " فبينماهم يأكلون إذ جاءهم سائل فقام على الباب فقال : السلام عليكم أهل البيت أطعمونا مما رزقكم الله ، فرد النبي صلى الله عليه وآله : يطعمك الله يا عبدالله ، فمكث غير بعيد ثم رجع فقال مثل ذلك ، ثم ذهب ثم رجع ، فقالت فاطمة عليها السلام : يا أبتاه سائل ، فقال : يا بنتاه هذا هو الشيطان جاء ليأكل من هذا الطعام ولم يكن الله ليطعمه ، هذا من طعام الجنة ( 3 ) .
أقول : أوردنا بعض الاخبار في ذلك في باب نزول " هل أتى " .
2 فض : حضرت الجامع بواسط وتاج الدين نقيب الهاشميين يخطب بالناس على أعواده ، فقال بعد حمد الله والثناء عليه ( 4 ) وذكر الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال في حق علي عليه السلام : إن جبرئيل عليه السلام نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وبيده أترجة فقال له : يارسول الله الحق يقرؤك السلام ويقول لك : قد أتحفت ابن عمك علي ابن أبي طالب عليه السلام بهذه التحفة فسلمها إليه ، فسلمها إلى علي عليه السلام ، فأخذها بيده وشقها نصفين ، فطلع في نصف منها حريرة من سندس الجنة مكتوب عليها " تحفة من الطالب الغالب لعلي بن أبي طالب " ( 5 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 398 .
( 2 ) " " " 1 : 397 .
( 3 ) " " " 2 : 125 و 126 .
( 4 ) في المصدر : والشكر له .
( 5 ) الروضة : 1 .
وتوجد الرواية في الفضائل ايضا : 96 .