[121]

3 فض ، عن القاروني حكاية عنه قيل : إنه كان يوما على منبره ومجلسه يومئذ مملوء بالناس في جمادى الآخرة سنة اثنين وخمسين وستمائة بواسط ، فروى عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله في مجلسه ومسجده ( 1 ) وعنده جماعة من المهاجرين والانصار إذ نزل عليه جبرئيل عليه السلام وقال له : يا محمد الحق يقرؤك السلام ويقول لك : أحضر عليا واجعل وجهك مقابل وجهه ( 2 ) ، ثم عرج جبرئيل عليه السلام إلى السماء فدعا النبي صلى الله عليه وآله عليا فأحضروه ، وجعل وجهه مقابل وجهه ، فنزل جبرئيل ثانيا ومعه طبق فيه رطب ، فوضعه بينهما ، ثم قال : كلا ، فأكلا ، ثم أحضر طشتا وإبريقا وقال : يا رسول الله صلى الله عليك وآلك قد أمرك الله أن تصب الماء على يدي علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال له : السمع والطاعة لله ولما أمرني به ربي ، ثم أخذ الابريق وقام يصب الماء على يد علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال له علي عليه السلام : يا رسول الله أنا أولى أن أصب الماء على يدك فقال له : يا علي إن الله سبحانه وتعالى أمرني بذلك ، وكان كلما صب الماء على يد علي ( 3 ) لم يقع منه قطرة في الطشت ، فقال علي عليه السلام : يارسول الله إني لم أر شيئا من الماء يقع في الطشت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ياعلي إن الملائكة يتسابقون على أخذ الماء الذي يقع من يدك فيغسلون به وجوههم يتبركون به ( 4 ) .
4 يل : روي أن جبرئيل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وآله بجام من الجنة فيه فاكهة كثيرة ، فدفع ( 5 ) إلى النبي صلى الله عليه وآله فسبح الجام وكبر وهلل في يده ( 6 ) ، ثم دفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام فسبح الجام وكبر وهلل في يده ، ثم قال الجام : إني *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : كان رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجده .
( 2 ) " " : واجعل وجهه مقابل وجهك .
( 3 ) " " : على يدي علي .
( 4 ) الروضة : 1 و 2 .
وتوجد الرواية في الفضائل ايضا : 96 و 97 .
( 5 ) في المصدر : فدفعه .
( 6 ) في المصدر بعد ذلك : ثم دفعه إلى أبي بكر فسكت الجام ، ثم دفعه إلى عمر فسكت الجام اه .

[122]

أمرت أن لا أتكلم إلا في يد نبي أو وصي ، ثم عرج إلى السماء وهو يقول بلسان فصيح يسمعه كل أحد : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( 1 ) " .
5 ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : كان النبي صلى الله عليه وآله ليسير ( 2 ) في جماعة من أصحابه وعلي معه إذ نزلت عليه ثمرة ، فمد يده فأخذها فأكل منها ، ثم نظر إلى ما بقي منها فدفعه إلى علي عليه السلام فأكله ، قال : فسئل ما تلك الثمرة ؟ فقال : أما اللون فلون البطيخ وأما الريح فريح البطيخ ( 3 ) .
6 ما : ابن حشيش ، عن علي بن القاسم بن يعقوب ، عن محمد بن الحسين بن مطاع ، عن أحمد بن الحسن القواص ( 4 ) ، عن محمد بن سلمة ، عن يزيد بن هارون ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال : ركب رسول الله ذات يوم بغلته فانطلق إلى جبل آل فلان ، وقال : يا أنس خذ البغلة وانطلق إلى موضع كذا وكذا تجد عليا جالسا يسبح بالحصى : فاقرأه مني السلام واحمله على البغلة وأت به إلي ، قال أنس : فذهبت فوجدت عليا كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فحملته على البغلة فأتيت به إليه ، فلما أن بصر برسول الله صلى الله عليه وآله ( 5 ) قال : السلام عليك يارسول الله ، قال : وعليك السلام يا أبا الحسن ، اجلس ( 6 ) فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيا مرسلا ، ما جلس فيه من الانبياء أحد إلا وأنا خير منه ، وقد جلس في موضع كل نبي أخ له ما جلس من الاخوة أحد إلا وأنت خير منه ، قال أنس : فنظرت *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الفضائل : 73 .
( 2 ) في المصدر : يسير .
( 3 ) قرب الاسناد : 56 .
( 4 ) كذا في ( ك ) .
وفي غيره من النسخ : القواس .
وفي المصدر : عن أحمد بن الحبر القواس .
( 5 ) في المصدر : فلما أن بصر به رسول الله صلى الله عليه وآله .
( 6 ) ليست هذه الكلمة في المصدر .

[123]

إلى سحابة قد أظلتهما ودنت من رؤوسهما ، فمد النبي صلى الله عليه وآله يده إلى السحابة فتناول عنقود عنب ، فجعله بينه وبين علي عليه السلام وقال : كل يا أخي فهذه هدية من الله تعالى إلي ثم إليك ، قال أنس : فقلت : يارسول الله علي أخوك ؟ قال : نعم علي أخي ، قلت ( 1 ) : يا رسول الله صف لي كيف علي أخوك ؟ قال : إن الله عزوجل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام ، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم ، فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة ، فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه الله ثم نقله في صلب شيث ( 2 ) فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر ( 3 ) حتى صار في عبدالمطلب ، ثم شقه الله عزوجل نصفين ( 4 ) : فصار نصفه في أبي : عبدالله بن عبدالمطلب ونصف في أبي طالب ، فأنا من نصف الماء وعلي من النصف الآخر ، فعلي أخي في الدنيا والآخرة ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله : " وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ( 5 ) " .
7 لى : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن جعفر بن سلمة ، عن الثقفي عن محمد بن عبدالله الكوفي ، عن همام ، عن علي بن جميل الرقي ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : كنا جلوسا في محفل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول الله صلى الله عليه وآله فينا ، فرأينا رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أشار بطرفه إلى السماء ، فنظرنا فرأينا سحابة قد أقبلت ، فقال لها : أقبلي فأقبلت ، ثم قال لها : أقبلي فأقبلت ، ثم قال لها : أقبلي فأقبلت ، فرأينا رسول الله صلى الله عليه وآله وقد قام قائما على قدميه ، فأدخل يديه إلى السحاب حتى استبان لنا بياض إبطي رسول الله صلى الله عليه وآله ، فاستخرج من ذلك السحاب جامة بيضاء مملوءة رطبا ، فأكل النبي صلى الله عليه وآله من الجام ، وسبح الجام في *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : فقلت .
( 2 ) " " : إلى صلب شيث .
( 3 ) " " : من طهر إلى طهر .
( 4 ) " " : بنصفين .
( 5 ) أمالي الشيخ : 197 و 198 .
والاية في سورة الفرقان : 54 .

[124]

كف رسول الله صلى الله عليه وآله فناوله علي بن أبي طالب عليه السلام ، فأكل علي عليه السلام من الجام وسبح الجام في كف علي عليه السلام فقال رجل : يا رسول الله أكلت من الجام وناولته علي بن أبي طالب ؟ ! فأنطق الله عزوجل الجام وهو يقول : لا إله إلا الله خالق الظلمات والنور ، اعلموا معاشر الناس أني هدية الصادق إلى نبيه الناطق ، ولا يأكل مني إلا نبي أو وصي نبي ( 1 ) .
8 لى : أبي ، عن سعد ، عن الثقفي ، عن يعقوب بن محمد البصري ، عن ابن عمارة ، عن علي بن أبي الزعزاع ، عن أبي ثابت الخزري ، عن عبدالكريم الخزري عن سعيد بن جبير ، عن عبدالله بن عباس قال : جاع رسول الله صلى الله عليه وآله جوعا شديدا ، فأتى الكعبة فتعلق بأستارها فقال : رب محمد لاتجع محمدا أكثر مما أجعته ، قال : فهبط جبرئيل عليه السلام ومعه لوزة ، فقال : يا محمد إن الله جل جلاله يقرأ عليك السلام فقال : يا جبرئيل ، الله السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام ، فقال إن الله يأمرك أن تفك عن هذه اللوزة ، ففك عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة مكتوبة عليها " لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أيدت محمدا بعلي ونصرته به ، ما أنصف الله من نفسه من اتهم الله في قضائه واستبطأه في رزقه ( 2 ) " .
9 ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عيينة ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : يا حبيب إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما فتح مكة أتعب نفسه في عبادة الله عزوجل والشكر لنعمه في الطواف بالبيت ، وكان علي عليه السلام معه ، فلما غشيهم الليل انطلقا إلى الصفا والمروة يريدان السعي ، قال : فلما هبطا من الصفا إلى المروة وصارا في الوادي دون العلم الذي رأيت غشيهما من السماء نور ، فأضاءت لهما جبال مكة وخشعت أبصارهما ، قال : ففزعا لذلك فزعا شديدا ، قال : فمضى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى ارتفع عن الوادي *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالي الصدوق : 295 .
( 2 ) " " : 330 و 331 .

[125]

وتبعه علي عليه السلام فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله رأسه إلى السماء فاذا هو برمانتين على رأسه قال فتناولهما رسول الله صلى الله عليه وآله فأوحى الله عزوجل إلى محمد صلى الله عليه وآله : يا محمد إنها من قطف الجنة ( 1 ) فلا يأكل منها ( 2 ) إلا أنت ووصيك علي بن أبي طالب ، قال : فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله أحدهما وأكل علي عليه السلام الاخرى الخبر ( 3 ) .
10 ن : بالاسناد إلى دارم ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله يوما وفي يده سفرجل ، فجعل يأكل ويطعمني ويقول : كل ياعلي فإنها هدية الجبار إلي وإليك ، قال : فوجدت فيها كل لذة ، فقال لي : يا علي من أكل السفرجل ثلاثة أيام على الريق ( 4 ) صفا ذهنه ، وامتلا جوفه حلما وعلما ، ووقي من كيد إبليس وجنوده ( 5 ) .
11 يج : روت عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث عليا عليه السلام يوما في حاجة فانصرف إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو في حجرتي ، فلما دخل علي عليه السلام من باب الحجرة استقبله رسول الله صلى الله عليه وآله إلى وسط واسع من الحجرة وعانقه ، وأظلتهما غمامة سترتهما عني ، ثم زالت عنهما ، فرأيت في يد رسول الله صلى الله عليه وآله عنقود عنب أبيض وهو يأكل ويطعم عليا ، فقلت : يارسول الله تأكل وتطعم عليا ولاتطعمني ؟ قال : إن هذا من ثمار الجنة ، لايأكله إلا نبي أو وصي نبي في الدنيا ( 6 ) .
12 يج : روي عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وآله
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 125 سطر 17 الى ص 133 سطر 17 فسار مليا وهو راكب وسايرته ماشيا ، فالتفت إلي فقال : يا أبا الحسن اركب كما ركبت أو أمشي كما مشيت ، فقلت : بل تركب وأمشي ، فسار ثم التفت إلي فقال *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) القطف : العنقود .
( 2 ) في المصدر " فلا تأكل منها " على صيغة النهي .
( 3 ) علل الشرائع : 102 .
( 4 ) الريق : لعاب الفم .
ويقال " اني على الريق " أي لم آكل ولم أشرب بعد شيئا .
ويقال " شربت أو أكلت على الريق " أي قبل أن آكل شيئا .
( 5 ) عيون الاخبار : 229 و 230 .
( 6 ) لم نجده في المصدر المطبوع .

[126]

يا علي اركب كما ركبت أو أمشي كما مشيت ، فأنت أخي وابن عمي وزوج ابنتي و أبوسبطي ، فقلت : بل تركب وأمشي ، فسار مليا ثم التفت إلي فقال : يا علي بلغنا ( 1 ) إلى عين ماء ، فثنى رجله من الركاب فنزل ( 2 ) ، وأسبغ الوضوء وأسبغت الوضوء معه ، ثم صف قدميه وصلى ، وصففت قدمي وصليت حذاه ، فبينما أنا ساجد إذ قال : يا علي ارفع رأسك فانظر إلى هدية الله إليك ، فرفعت رأسي فإذا أنا بنشر من الارض ( 3 ) ، وإذا عليه فرس بسرجه ولجامه ، وقال صلى الله عليه وآله : هذا هدية الله إليك اركبه ، فركبته وسرت مع النبي صلى الله عليه وآله ( 4 ) .
قب : في حديث الحسن بن كردان القادسي مثله ( 5 ) .
13 يج : روي عن أبي جعفر الطوسي ، عن أبي محمد الفحام ، عن أبيه ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه عن الحسين عليهم السلام عن قنبر قال : كنت مع مولاي علي عليه السلام على شاطئ الفرات ، فنزع قميصه ونزل إلى الماء ، فجاءت موجة فأخذت القميص ، فإذا هاتف ( 6 ) يهتف : يا أبا الحسن انظر عن يمينك وخذ ماترى ، فإذا منديل عن يمينه وفيها قميص مطوي ، فأخذه ولبسه ، وإذا في جيبه رقعه فيها مكتوب : هدية من الله العزيز الحكيم ( 7 ) إلى علي بن أبي طالب هذا قميص هارون بن عمران " كذلك وأورثناها قوما آخرين " ( 8 ) .
14 قب : أمالي أبي عبدالله النيسابوري إنه دخل الكاظم على الصادق والصادق *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) كذا في ( ك ) .
وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : فسار مليا حتى بلغنا اه .
( 2 ) في المصدر : ونزل .
( 3 ) " : بنبش .
( 4 ) الخرائج والجرائح : 82 .
( 5 ) مناقب آل أبي طالب : 1 397 .
( 6 ) في المصدر : بهاتف .
( 7 ) " : من العزيز الحكيم .
( 8 ) الخرائج والجرائح : 85 .
والاية في سورة الدخان : 28 .

[127]

على الباقر والباقر على زين العابدين وزين العابدين على الشهيد عليهم السلام وكلهم فرحون وقائلون : إنه ناول النبي صلى الله عليه وآله عليا تفاحة فسقط من يديه وصارت بنصفين ، فخرج في وسطه مكتوب فيه " من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب " .
كتاب الخطيب الخوارزمي عن ابن عباس أنه هبط جبرئيل ومعه أترجة ، فقال : إن الله تعالى يقرؤك السلام ويقول لك : هذه هدية علي بن أبي طالب ، فدعاه النبي صلى الله عليه وآله فدفعها ، فلما صارت في كفه انفلقت الاترجة ، فإذا فيها حريرة خضراء ( 1 ) مكتوب فيها سطران نضرة ( 2 ) " هدية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب " يقال : ( 3 ) كان ذلك لما قتل عمرا .
الاعمش ، عن أبي سفيان ، عن أبي أيوب الانصاري قال : نزل النبي صلى الله عليه وآله داري ، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام من السماء بجام من فضة فيه سلسلة من ذهب فيه ماء من الرحيق المختوم ، فناول النبي صلى الله عليه وآله فشرب ، ثم ناول عليا عليه السلام فشرب ، ثم ناول الحسن عليه السلام فشرب ، ثم ناول الحسين عليه السلام فشرب ثم ناول فاطمة عليها السلام فشربت ( 4 ) ، ثم ناول الاول الاول فانضم الكأس ، فأنزل الله تعالى " لايمسه إلا المطهرون " ، " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ( 5 ) " .
15 يل ، فض : بالاسناد يرفعه إلى صعصعة بن صوحان قال : أمطرت المدينة مطرا ثم صحت ( 6 ) فخرج النبي صلى الله عليه وآله إلى صحرائها ومعه أبوبكر ، فلما خرجا فإذا بعلي مقبل ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وآله قال مرحبا بالحبيب القريب ، ثم قرأ هذه *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : حريرة نضرة خضراء .
( 2 ) ليست هذه الكلمة في المصدر .
( 3 ) في المصدر : ويقال .
( 4 ) ذكرت هذه الجملة في المصدر قبل قوله ثم ناول الحسن عليه السلام فشرب .
( 5 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 397 و 398 .
والاية الاولى في سورة الواقعة : 79 .
والثانية في سورة المطففين : 26 .
( 6 ) في المصدر : مطرا شديدا ثم صحت .
وصحا اليوم : صفا ولم يكن فيه غيم .

[128]

الآية ( 1 ) : " وهدوا إلى صراط الحميد ( 2 ) " أنت ياعلي منهم ، ثم رفع رأسه إلى السماء وأومأ بيده إلى الهواء ، وإذا برمانة تهوي عليه ( 3 ) من السماء أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل وأطيب من رائحة المسك ( 4 ) ، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وآله فمصها حتى روي ، ثم ناولها عليا عليه السلام فمصها ( 5 ) ، ثم التفت إلى أبي بكر وقال يا أبا بكر لولا أن طعام الجنة لا يأكله إلا نبي أو وصي نبي كنا أطعمناك منها ( 6 ) .
16 بشا : محمد بن عبد الوهاب الرازي عن محمد بن أحمد النيسابوري ، عن الحسن بن أحمد بن الحسين ، عن الحسن بن محمد الاهوازي ، عن الحسن بن محمد ابن سهل ، عن أحمد بن محمد بن موسى الفارسي ، عن أحمد بن يحيى البلخي ( 7 ) عن محمد بن جرير ، عن الهيثم بن الحسين بن محمد بن عمر ، عن محمد بن هارون بن عمارة عن أبيه ، عن أنس بن مالك قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وآله نتماشى حتى انتهينا إلى بقيع الغرقد ( 8 ) ، فإذا نحن بسدرة عارية لا نبات عليها ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله تحتها ، فأورقت الشجرة وأثمرت واستظلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فتبسم وقال : يا أنس ادع لي عليا ، فعدوت حتى انتهيت إلى منزل فاطمة عليها السلام ، فإذا أنا بعلي يتناول شيئا من الطعام ، قلت له ( 9 ) : أجب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : لخير أدعى ؟ فقلت : الله و رسوله أعلم ، قال : فجعل علي عليه السلام يمشي ويهرول على أطراف أنامله حتى مثل *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : ثم تلا .
( 2 ) سورة الحج : 24 .
( 3 ) في المصدرين : تهوى إليه .
( 4 ) في الفضائل : وأطيب رائحة من المسك ، وفي الروضة : وأعظم رائحة من المسك .
( 5 ) في المصدرين : فمصها حتى روى .
( 6 ) الفضائل : 176 .
الروضة 38 و 39 .
( 7 ) في المصدر : عن أحمد بن يعقوب البلخي .
( 8 ) قال في المراصد ( 1 : 213 ) : أصل البقيع في اللغة : الموضع فيه اروم الشجر من ضروب شتى .
والغرقد : كبار العوسج .
وهو مقبرة أهل المدينة .
( 9 ) في المصدر : فقلت له .

[129]

بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، فجذبه رسول الله وأجلسه إلى جنبه ، فرأيتهما يتحدثان ويضحكان ، ورأيت وجه علي قد استنار ، فإذا أنا بجام من ذهب مرصع بالياقوت والجواهر ( 1 ) ، وللجام أربعة أركان ، على كل ركن منه مكتوب " لا إله إلا الله محمد رسول الله " وعلى الركن الثاني " لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب ولي الله ، وسيفه على الناكثين والقاسطين والمارقين " وعلى الركن الثالث " لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أيدته بعلي بن أبي طالب " وعلى الركن الرابع " نجا الله المعتقدين ( 2 ) لدين الله الموالين لاهل بيت رسول الله " وإذا في الجام رطب وعنب ولم يكن أوان العنب ولا أوان الرطب فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل ويطعم عليا ، حتى إذا شبعا ارتفع الجام ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أنس أترى هذه السدرة ؟ قلت : نعم ، قال : قعد ( 3 ) تحتها ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيا وثلاثمائة وثلاثة عشر وصيا ، ما في النبيين نبي أوجه مني ( 4 ) ، ولا في الوصيين وصي أوجه من علي بن أبي طالب ، يا أنس من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى إبراهيم في وقاره وإلى سليمان في قضائه وإلى يحيى في زهده وإلى أيوب في صبره وإلى إسماعيل في صدقه فلينظر إلى علي بن أبي طالب ، يا أنس ما من نبي إلا وقد خصه الله تبارك وتعالى بوزير ( 5 ) ، وقد خصني الله تبارك وتعالى بأربعة : اثنين في السماء واثنين في الارض ، فأما اللذان في السماء : فجبرئيل وميكائيل ، وأما اللذان في الارض : فعلي بن أبي طالب وعمي حمزة ( 6 ) .
17 عيون المعجزات للسيد المرتضى : ذكر الجام في رواية العامة وعن *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : باليواقيت والجواهر .
( 2 ) " " : نجا المعتقدون لدين الله .
( 3 ) " " : قال قد قعد .
( 4 ) " " : أشرف مني .
( 5 ) " " : بوزيره .
( 6 ) بشارة المصطفى : 100 102 .

[130]

الخاصة إبراهيم بن الحسين الهمداني ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبدالغفار بن القاسم ، عن جعفر الصادق ، عن أبيه ، يرفعه إلى أمير المؤمنين عليهم السلام أن جبرئيل نزل على النبي صلى الله عليه وآله بجام من الجنة فيه فاكهة كثيرة من فواكه الجنة ، فدفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله ، فسبح الجام وكبر وهلل في يده ، ثم دفعه إلى أبي بكر فسكت الجام ، ثم دفعه إلى عمر فسكت الجام ، ثم دفعه إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام فسبح الجام وهلل وكبر في يده ، ثم قال الجام : إني أمرت أن لا أتكلم إلا في يد نبي أو وصي .
وفي رواية أخرى من كتاب الانوار أن الجام من كف النبي صلى الله عليه وآله عرج إلى السماء وهو يقول بلسان فصيح سمعه كل أحد : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( 1 ) " وفي ذلك قال العوني شعرا : علي كليم الجام إذ جاءه به * كريمان في الاملاك مصطفيان وقال أيضا غيره : إمامي كليم الجان والجام بعده * فهل لكليم الجان والجام من مثل ؟ ( 2 ) أقول : قد مضى كثير من الاخبار في أبواب معجزات النبي صلى الله عليه وآله في ذلك .

باب 79 : أن الخضر كان يأتيه عليهما السلام وكلامه مع الاوصياء  

1 ما : المفيد ، عن الكاتب ، عن الزعفراني ، عن الثقفي ، عن إبراهيم بن ميمون ، عن مصعب بن سلام ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة قال : كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يصلي عند الاسطوانة السابعة من باب الفيل مما يلي الصحن *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة الاحزاب : 33 .
( 2 ) مخطوط ، ولم نظفر بنسخته .