[201]
يا ابن أبي طالب مقعدا إلا فخذي ! فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله على ظهرها فقال :
يا عائشة لا تؤذيني في أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين ( 1 ) ،
يقعده الله غدا يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار ( 2 ) .
22 شف : محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن
إبراهيم الثقفي ، عن يحيى بن عبد القدوس ، عن علي بن محمد الطيالسي ، عن وكيع
ابن الجراح ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على
الصراط ، فلا يجوز أحد إلا ببراءة ( 3 ) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وإلا
أكبه الله على منخره ( 4 ) في النار ، ذلك قوله تعالى : " وقفوهم إنهم مسئولون "
قلت : فداك أبي وأمي يا رسول الله صلى الله عليه وآله ما تعني براءة ( 5 ) أمير المؤمنين ؟ قال :
لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين وصي رسول الله ( 6 ) .
23 قب : تفسير مقاتل عن عطاء ، عن ابن عباس " يوم لا يخزي الله
النبي ( 7 ) " لايعذب الله محمدا " والذين آمنوا معه " لايعذب علي بن أبي طالب وفاطمة
والحسن والحسين وحمزة وجعفر " نورهم يسعى " يضيئ على الصراط لعلي وفاطمة
مثل الدنيا سبعين مرة ، فيسعى نورهم بين أيديهم ويسعى عن أيمانهم وهم يتبعونها
فيمضي أهل بيت محمد وآله زمرة على الصراط مثل البرق الخاطف ، ثم قوم مثل الريح
ثم قوم مثل عدو الفرس ، ثم يمضي قوم مثل المشي ، ثم قوم مثل الحبو ، ثم قوم
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : وقائد الغر المحجلين .
( 2 ) اليقين في امرة أمير المؤمنين : 42 .
( وتوجد ) ؟ مثل الرواية في ص 39 و 161 منه .
( 3 ) البراءة : المنشور .
الاجازة وفي ( ك ) : الا ببراة أمير المؤمنين .
( 4 ) في المصدر : ومن لم يكن له براءة أمير المؤمنين اكبه الله على منخريه .
( 5 ) " " : ببراءة .
( 6 ) اليقين في إمرة أمير المؤمنين : 57 .
( 7 ) سورة التحريم : 8 وما بعدها ذيلها .
[202]
مثل الزحف ، ويجعله الله على المؤمنين عريضا وعلى المذنبين دقيقا ، قال الله تعالى :
" يقولون ربنا أتمم لنا نورنا " حتى نجتاز به على الصراط ، قال : فيجوز
أمير المؤمنين عليه السلام في هودج من الزمرد الاخضر ، ومعه فاطمة عليها السلام على نجيب من
الياقوت الاحمر ، حولها سبعون ألف حوراء ( 1 ) كالبرق اللامع .
ابن عباس وأنس عن النبي صلى الله عليه وآله قال : إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط
على جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام وذلك
قوله تعالى : " وقفوهم إنهم مسئولون ( 2 ) " .
وحدثني أبي شهر آشوب بإسناد له إلى النبي صلى الله عليه وآله : لكل شئ جواز وجواز
الصراط حب علي بن أبي طالب .
تاريخ الخطيب : ليث ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس قلت للنبي
صلى الله عليه وآله : يا رسول الله للناس جواز ؟ قال : نعم ، قلت : وما هو ؟ قال
حب علي بن أبي طالب عليه السلام .
وفي حديث وكيع قال أبوسعيد : يا رسول الله ما معنى براءة علي ؟ قال : لا إله
إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله .
وسأل النبي صلى الله عليه وآله جبرئيل : كيف تجوز أمتي الصراط ؟ فمضى وعاد وقال
إن الله تعالى يقرؤك السلام ويقول : إنك تجوز الصراط بنوري ، وعلي بن أبي طالب
عليه السلام يجوز الصراط بنورك ، وأمتك تجوز الصراط بنور علي ، فنور أمتك
من نور علي ، ونور علي من نورك ، ونورك من نور الله .
وفي خبر : وهو الصراط الذي يقف على يمينه رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى شماله
أمير المؤمنين عليه السلام ويأتيهما النداء من الله : " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ( 3 ) " .
الحسن البصري ، عن عبدالله ، عن النبي صلى الله عليه وآله في خبر : وهو جالس على
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : حور .
( 2 ) سورة الصافات : 24 .
( 3 ) سورة ق : 24 .
[203]
كرسي من نور يعني عليا يجري بين يديه التسنيم ، لا يجوز أحد الصراط إلا
وله براة ( 1 ) بولايته وولاية أهل بيته ، يشرف على الجنة ويدخل محبيه الجنة و
مبغضيه النار .
الباقر عليه السلام سئل النبي صلى الله عليه وآله عن قوله تعالى : " ألقيا في جهنم " الآية ، فقال
يا علي إن الله تعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت عن
يمين العرش ( 2 ) ، ويقول الله ، يا محمد ويا علي قوما وألقيا من أبغضكما وخالفكما و
كذبكما في النار .
الرضا عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله : نزلت في وفي علي هذه الآية .
شريك القاضي وعبدالله بن حماد الانصاري قال كل واحد منهما : حضرت
الاعمش في علته التي قبض فيها وعنده ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبوحنيفة ، فقال
أبوحنيفة : يا با محمد اتق الله وانظر لنفسك ، فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا و
أول يوم من أيام الآخرة ، وقد كنت تحدث في علي بأحاديث لو تبت عنها كان خيرا
لك ، قال الاعمش : مثل ماذا ؟ قال : مثل حديث عباية الاسدي " إن عليا قسيم
النار " قال : أقعدوني سندوني ( 3 ) ، حدثني والذي إليه مصيري موسى بن
طريف إمام بني أسد ، عن عباية بن ربعي إمام الحي ، قال : سمعت عليا عليه السلام يقول :
أنا قسيم النار أقول : هذا وليي دعيه وهذا عدوي خذيه .
وحدثني أبوالمتوكل
الناجي في إمرة الحجاج عن أبي سعيد الخدري قال النبي صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم
القيامة يأمر الله عزوجل فأقعد أنا وعلي على الصراط ، ويقال لنا : أدخلا الجنة
من آمن بي وأحبكما وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما .
وفي رواية ( 4 ) : ألقيا في
النار من أبغضكما وأدخلا الجنة من أحبكما .
وفي رواية غيرهما .
وحدثني أبووائل
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : إلا ومعه براءة .
( 2 ) " " : على يمين العرش .
( 3 ) " " : وسندوني .
( 4 ) في ( م ) و ( د ) : وفي لفظ .
[204]
قال : حدثني ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وآله ( 1 ) : إذا كان يوم القيامة يأمر الله عليا
أن يقسم بين الجنة والنار ، فيقول للنار : خذي ذا عدوي وذري ذا وليي ، قال :
فجعل أبوحنيفة إزاره على رأسه وقال : قوموا بنا لايجئ أبومحمد بأعظم من هذا ! قال :
فما أمسى الاعمش حتى توفي ( 2 ) .
شيرويه في الفردوس قال حذيفة : قال النبي صلى الله عليه وآله : علي قسيم النار .
الصفواني في الاحن والمحن في خبر طويل عن إسحاق بن موسى بن جعفر ،
عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : وينزل الملكان يعني رضوان و
مالك فيقول مالك : إن الله أمرني بلطفه ومنه أن أسعر النيران فسعرتها ، وأن أغلق
أبوابها فغلقتها ، وأن آتيك بمفاتيحها فخذها يا محمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من
ربي فله الحمد على على ما من به علي ، ثم أدفعها إلى علي ، ثم يقول رضوان : إن الله
أمرني بمنه ولطفه أن أزخرف الجنان فزخرفتها ، وأن أغلق أبوابها فغلقتها ، وأن
آتيك بمفاتيحها فخذها يا محمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي ، فله الحمد على
مامن به علي ، ثم أدفعها إلى علي عليه السلام فينزل علي وفي يده مفاتيح الجنة ومقاليد
النار ، فيقف علي بحجزتها ويأخذ بزمامها ، وقد تطاير شررها وعلا زفيرها وتلاطمت
أمواجها ، فتناديه النار : جزني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي ، فيقول لها علي :
اتركي هذا وليي وخذي هذا عدوي ، وإن جهنم يومئذ لاطوع لعلي من غلام
أحدكم لصاحبه .
وقال الزمخشري في الفائق ( 3 ) : معنى قول علي : أنا قسيم النار أي مقاسمها
ومساهمها ، يعني أن القوم على شطرين : مهتدون وضالون ، فكأنه قاسم النار إياهم
فشطر لها وشطر معه في الجنة .
ولقد صنف محمد بن سعد ( 4 ) كتاب من روى في علي عليه السلام أنه قسيم النار .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : قال : قال رسول الله .
( 2 ) مرت القضية تحت الرقم السابع من الباب .
( 3 ) راجع ج 2 : 346 .
( 4 ) في المصدر : محمد بن سعيد .
[205]
قال عمرو بن شمر : اجتمع الكلبي والاعمش فقال الكلبي : أي شئ أشد
ما سمعت في مناقب علي عليه السلام ( 1 ) ؟ فحدث بحديث عباية أنه قسيم النار ، فقال
الكلبي : وعندي أعظم مما عندك ، أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله كتابا ( 2 ) فيه أسماء أهل
الجنة وأسماء أهل النار .
عبد الصمد بن بشير عن الصادق عليه السلام في خبر طويل يذكر فيه حديث الاسراء
ثم قال : " فأوحى إلى عبده ما أوحى " قال : دفع إليه كتابا يعني إلى النبي
صلى الله عليه وآله فيه أسماء أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، فأخذ كتاب
اليمين بيمينه ونظر إليه فإذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ، فقال الله
تعالى : " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله ( 3 ) "
الآية ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ( 4 ) " فقال
تعالى : قد فعلت ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : " ولا تحملنا مالا طاقة لنا به " إلى آخر
السورة ، كل ذلك يقول الله تعالى : قد فعلت ، ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه
وفتح صحيفة أصحاب الشمال فإذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ،
ثم ساق جعفر الصادق عليه السلام الكلام إلى أن قال : ثم نزل ومعه الصحيفتان فدفعهما
إلى علي بن أبي طالب عليه السلام .
وفي رواية محمد بن زكريا الغلابي والحديث مختصر أن رضوان ينادي : إن الله
أمرني أن أدفع مفاتيح الجنان إلى محمد صلى الله عليه وآله ، وإن محمدا أمرني أن أدفعها إلى علي
ابن أبي طالب عليه السلام فاشهدوا لي عليه ( 5 ) ، ثم يقوم خازن جهنم وينادي : ألا إن الله
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 205 سطر 19 الى ص 213 سطر 18
عزوجل أمرني أن أدفع مفاتيح جهنم إلى محمد وإن محمدا أمرني أن أدفعها إلى
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : من مناقب علي .
( 2 ) " " : أعطى رسول الله عليا كتابا .
( 3 ) سورة البقرة : 285 .
وفي المصدر : " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " فقال
النبي : " والمؤمنون .
.
"
( 4 ) سورة البقرة : 286 وما بعدها ذيلها .
( 5 ) في المصدر " هاك فاشهدوا لي عليه " في الموضعين .
[206]
علي ، فقال : اشهدوا لي عليه فيأخذ ( 1 ) مفاتيح الجنة والنار ، وتأخذ حجزتي وأهل
بيتك يأخذون حجزتك ، وشيعتك يأخذون حجزة أهل بيتك ، قال : فصفقت بكلتي
يدي ( 2 ) وقلت : إلى الجنة يا رسول الله ؟ فقال : إي ورب الكعبة .
محمد الفتال في روضة الواعظين قال النبي صلى الله عليه وآله : حلقة باب الجنة ذهب ،
فإذا دقت الحلقة على الصفيحة طنت وقالت : يا علي .
خصائص النطنزي قيس بن أبي حازم عن ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
علي بن أبي طالب حلقة معلقة بباب الجنة من تعلق بها دخل الجنة ( 3 ) .
24 جا : الصدوق ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن علي بن
النعمان ، عن غانم بن مغفل ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : يا أبا حمزة
لا تضعوا عليا دون ما رفعه الله ، ولا ترفعوا عليا فوق ما جعل الله ، كفى عليا أن
يقاتل أهل الكرة وأن يزوج أهل الجنة ( 4 ) .
25 جا : الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن ابن عيسى ، عن علي بن
الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : يا علي أنت مني وأنا منك ، وليك وليي
ووليي ولي الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ، يا علي أنا حرب لمن حاربك
وسلم لمن سالمك ، يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها ، يا علي أنت قسيم
الجنة والنار ، لايدخل الجنة إلا من عرفك وعرفته ، ولا يدخل النار إلا من
أنكرك وأنكرته ، يا علي أنت والائمة من ولدك ( 5 ) على الاعراف يوم القيامة ،
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) كذا في النسخ ، والصحيح كما في المصدر : فتأخذ .
( 2 ) الصحيح : بكلتا يدي .
( 3 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 346 350 .
( 4 ) أمالي المفيد : 5 .
والكرة : الحملة .
( 5 ) في المصدر : والائمة من بعدك .
[207]
تعرف المجرمين بسيماهم والمؤمنين بعلاماتهم ، يا علي لولاك لم يعرف المؤمنون
بعدي ( 1 ) .
26 بشا : والدي أبوالقاسم الفقيه وعمار بن ياسر وولده سعد بن عمار ، جميعا
عن إبراهيم بن نصر الجرجاني ، عن محمد بن حمزة العلوي من كتابه بخطه ، عن محمد
ابن جعفر ، عن حمزة بن إسماعيل ، عن أحمد بن الخليل ، عن يحيى بن عبدالحميد ،
عن شريك ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : لما فتح
رسول الله صلى الله عليه وآله ( 2 ) مدينة خيبر قدم جعفر عليه السلام من الحبشة ، فقال النبي صلى الله عليه وآله :
لا أدري أنا بأيهما أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر ؟ وكانت مع جعفر عليه السلام جارية
فأهداها إلى علي عليه السلام فدخلت فاطمة عليها السلام بيتها فإذا رأس علي في حجر الجارية ،
فلحقها من الغيرة ما يلحق المرأة على زوجها ، فتبرقعت ببرقعها ووضعت خمارها
على رأسها تريد النبي صلى الله عليه وآله تشكو إليه عليا ، فنزل جبرئيل عليه السلام على النبي
صلى الله عليه وآله فقال له : يا محمد الله يقرء عليك السلام ( 3 ) ويقول لك : هذه
فاطمة أتتك ( 4 ) تشكو عليا فلا تقبلن منها ، فلما دخلت فاطمة عليها السلام قال
لها النبي صلى الله عليه وآله : ارجعي إلى بعلك وقولي له : رغم أنفي لرضاك ، فرجعت فاطمة
عليها السلام فقالت : يا ابن عم رغم أنفي لرضاك رغم أنفي لرضاك ، فقال علي عليه السلام
يا فاطمة شكوتيني إلى النبي صلى الله عليه وآله واحياآه من رسول الله صلى الله عليه وآله أشهدك يافاطمة أن
هذه الجارية حرة لوجه الله في مرضاتك ، وكان مع علي خمس مائة درهم فقال :
وهذه الخمس مائة درهم صدقة على فقراء المهاجرين والانصار في مرضاتك ، فنزل
جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد الله يقرء عليك السلام ( 5 ) ويقول : بشر علي
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالي المفيد : 124 .
( 2 ) في المصدر : لما فتح الله على نبيه .
( 3 ) " " : ان الله يقرؤك السلام .
( 4 ) " " : تأتيك .
( 5 ) " " : الله يقرؤك السلام .
[208]
ابن أبي طالب عليه السلام بأني قد وهبت له الجنة بحذافيرها بعتقه ( 1 ) الجارية في مرضاة
فاطمة ، فإذا كان يوم القيامة يقف علي على باب الجنة فيدخل من يشاء الجنة
برحمتي ويمنع منها من يشاء بغضبي ، وقد وهبت له النار بحذافيرها بصدقته الخمس
مائة درهم على الفقراء في مرضاة فاطمة ، فإذا كان يوم القيامة يقف على باب النار
فيدخل من يشاء النار بغضبي ويمنع منها من يشاء منها برحمتي ، فقال النبي صلى الله عليه وآله :
بخ بخ من مثلك يا علي وأنت قسيم الجنة والنار ؟ ( 2 ) .
27 بشا : يحيى بن محمد الجواني ، عن جامع بن أحمد الدهستاني ( 3 ) ، عن
علي بن الحسين بن العباس ، عن أحمد بن محمد بن إبراهيم ( 4 ) ، عن يعقوب بن أحمد ،
عن محمد بن عبدالله بن محمد ، عن عبيد بن كثير العامري ، عن إسماعيل بن موسى ، عن
محمد بن الفضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : إذا كان
يوم القيامة أقعد الله جبرئيل ومحمدا عليهما السلام ولا يجوز أحد إلا كان ( 5 ) معه براءة من علي
ابن أبي طالب عليه السلام ( 6 ) .
28 بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ( 7 ) ، عن محمد بن القاسم الفارسي
عن عبدالله بن أحمد بن محمد ، عن إبراهيم بن محمد المروزي ، عن محمد بن عمير ، عن عمر
ابن هارون ، عن الهيثم بن أحمد المصري ، عن ذي النون ، عن مالك بن أنس ، عن
جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان
يوم القيامة نصب الصراط على شفير جهنم ، فلا يجاوز ( 8 ) إلا من كان معه براءة بولاية
علي بن أبي طالب عليه السلام ( 9 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : لعتقه .
( 2 ) بشارة المصطفى : 122 و 123 .
( 3 ) في المصدر : الدهشاني .
( 4 ) " " : عن أحمد بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم .
( 5 ) " " : الا من كان معه .
( 6 ) بشارة المصطفى : 147 و 148 .
( 7 ) كذا في النسخ ، والصحيح كما في المصدر : عن أبيه عن جده .
( 8 ) في المصدر : فلا يجاوزه .
( 9 ) بشارة المصطفى : 177 .
[209]
29 بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن القاسم الفارسي
عن أحمد بن محمد بن أبي السميدع ، عن علي بن سلمة ، عن الحسين بن الحسن القرشي ، عن
معاذ الحماني ، عن جابر الجعفي ، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث بن النوفل
عن أبيه ، عن علي عليه السلام قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أبوبكر وعمر وعائشة
فقعدت بينهما ، فقالت عائشة : ماوجدت مكانا غير هذا ؟ فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله فخذها
وقال : لاتؤذيني في أخي فإنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ،
يقعده الله عزوجل يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار ( 1 ) .
30 وعنه ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي الحسين بن أبي الطيب ، عن محمد بن
فضيل ، عن علي بن عاصم ، عن المغيرة ، عن إبراهيم ، عن الاسود ، عن ابن مسعود
عن النبي صلى الله عليه وآله قال : يا علي أنت قسيم الجنة والنار وأنت يعسوب المؤمنين .
( 2 )
31 يف : ابن المغازلي بإسناده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : أنت
قسيم الجنة والنار ، وإنك تقرع باب الجنة وتدخلها بغير حساب ( 3 ) .
32 أقول : قال البرسي في مشارق الانوار : روى الرازي في كتابه مرفوعا
إلى ابن عباس قال : إذا كان يوم القيامة أمر الله مالكا أن يسعر النار ، وأمر رضوان
أن يزخرف الجنة ، ثم يمد الصراط وينصب ميزان العدل تحت العرش ، وينادي
مناد يامحمد قرب أمتك إلى الحساب ، ثم يمد على الصراط سبع قناطر بعد كل
قنطرة سبعة آلاف سنة ، وعلى كل قنطرة ملائكة يتخطفون الناس ( 4 ) ، فلا يمر
هلى هذه القناطر إلا من والى عليا وأهل بيته وعرفهم وعرفوه ، ومن لم يعرفهم سقط
في النار على أم رأسه ولو كان معه عمل سبعين ألف عابد ( 5 ) .
وقال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح قول أمير المؤمنين عليه السلام : " نحن الشعار
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) بشارة المصطفى : 180 و 181 .
( 2 ) " " : 201 .
( 3 ) الطرائف : 19 .
( 4 ) تخطف الشي : استلبه .
اجتذبه وانتزعه .
وفي المصدر : يتحفظون الناس .
( 5 ) مشارق الانوار : 79 .
وفيه : عبادة سبعين ألف عابد .
[210]
والاصحاب والخزنة والابواب " يشير إلى نفسه ، وهو أبدا يأتي بلفظ الجمع ، و
مراده الواحد ، والشعار مايلي الجسد من الثياب ، فهو أقرب من سائرها إليه ، و
مراده الاختصاص برسول الله صلى الله عليه وآله والخزنة والابواب يمكن أن يعنى به خزنة العلم
وأبواب العلم بقول ( 1 ) رسول الله صلى الله عليه وآله : " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد الحكمة
فليأت الباب " وقوله : " فليأت خازن علمي ( 2 ) " وقال : تارة أخرى : " عيبة علمي "
ويمكن أن يريد به خزنة الجنة وأبواب الجنة ، أي لا يدخل الجنة إلا من وافى
بولايتنا ، فقد جاء في حقه الشائع المستفيض ( 3 ) أنه قسيم النار والجنة ، وذكر
أبوعبيد الهروي في الجمع بين الغريبين أن قوما من أئمة العربية فسروه فقالوا :
لانه لما كان محبه من أهل الجنة ومبغضه من أهل النار كان بهذا الاعتبار قسيم النار
والجنة ، قال أبوعبيد : وقال غير هؤلاء : بل هو قسيمها بنفسه على الحقيقة ، يدخل
قوما إلى الجنة وقوما إلى النار وهذا الذي ذكره أبوعبيد أخيرا هو يطابق الاخبار
الواردة فيه : يقول للنار : هذا لي فدعيه وهذا لك فخذيه ( 4 ) .
وقال ابن الاثير في النهاية : في حديث علي عليه السلام : " أنا قسيم النار " أراد أن
الناس فريقان : فريق معي فهم على هدى ، وفريق علي فهم على ضلال .
فنصف معي
في الجنة ونصف علي في النار ، وقسيم فعيل بمعنى مفاعل .
انتهى ( 5 ) .
أقول : قد مضى مايدل على ذلك في الابواب السالفة ، وسيأتي في الابواب
اللاحقة ، وقد أوردنا جلها في كتاب المعاد ، ولا شك في تواترها ، ولا يريب عاقل في
أن من كان قسيم الجنة والنار لايكون تابعا لغيره ، وكيف يجوز عاقل أن يكون
الامام محتاجا في دخول الجنة إلى إذن أحد من رعيته ؟ مع أنه لايخفى على منصف
تتبع الآثار أن من تقدم عليه كانوا أعداءه ، وقد اشتمل تلك الاخبار على أنه يدخل
أعداءه النار ، فالحمد لله الذي رزقنا ولايته وولاية الائمة من ذريته الاخيار .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : لقول .
( 2 ) " " : وقوله فيه " خازن علمي " .
( 3 ) " " : الخبر الشائع المستفيض .
( 4 ) شرح النهج 2 : 676 .
النهاية 3 : 253 .