[111]

من حجالكم ( 1 ) ، ليس الآخر بأرأف بكم من الاول ، ثم يهلك بينكم دينكم و دنياكم ، والله لقد بلغني أنكم تقولون : إني أكذب ، فعلى من أكذب ؟ أعلى الله فأنا أول من آمن بالله ، أم على رسوله فأنا أول من صدق به ، كلا والله أيها اللهجة عمتكم شمسها ( 2 ) ولم تكونوا من أهلها ، وويل للامة كيلا بغير ثمن لو أن له وعاء ( 3 ) ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) إني لو حملتكم على المكروه الذي جعل الله عاقبته خيرا إذا كان فيه وله ، فإن استقمتم هديتم وإن تعوجتم اقمتم ( 4 ) وإن أبيتم بدأت بكم ( 5 ) لكانت الوثقى التي لا تعلى ، ولكن بمن ؟ وإلى من ؟ اؤديكم بكم ( 6 ) واعاتبكم بكم ، كناقش الشوكة بالشوكة أن يقطعها بها ( 7 ) ياليت لي من بعد قومي قوما وليت أن أبق يومي .
هنالك لودعوت أتاك منهم * رجال مثل أرمية الحمير ( 8 ) *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) جمع الحجل : ستريصرب للعروس في جوف البيت .
( 2 ) كذا في النسخ والمصدر ولم نفهم المراد ، وفي النهج ( كلا والله ولكنها لهجة غبتم عنها ) وفي الاحتجاج ( كلا ولكنها لهجة خدعة كنتم عنها اغنياء ) وهكذا في الارشاد ، ولعل ما في المتن تصحيف .
( 3 ) أى أناأكيل لكم العلم والحكمة كيلا بلا ثمن لو أجد وعاء أكيل فيه ، أى لو وجدت نفوسا قابلة وعقولا عاقلة .
قاله الشيخ محمد عبده في شرحه على النهج .
( 4 ) في المصدر : أقمتكم .
( 5 ) في المصدر : تداركتكم وقوله ( لكانت الوثقى ) جواب ( لو ) .
( 6 ) في المصدر : ( اداويكم بكم ) وفي النهج : اريد ان اداوى بكم وانتم دائى .
( 7 ) في المصدر : كناقش الشوكة بالشوكة أن ضلعها معها .
وفي النهج : وهو يعلم أن ضلعها معها أقول : والظاهر أن ما بعدها شعر سقط منه كلمة واحدة هكذا : يا ليت لى من بعد قومى قوما * وليت أن أسبق يومى يوما ( ب ) ( 8 ) في المصدر : رجال مثل أرمية الحميم .
وفي النهج : فوارس مثل أرمية الحميم .
وقال الشريف الرضى فيه : الارمية جمع ( رمى ) وهو السحاب ، والحميم ههنا وقت الصيف وانما خص الشاعر سحاب الصيف بالذكرلانه اشد جفولا واسرع خفوفا : لانه لاماء فيه ، وانما يكون السحاب ثقيل السير لا متلائه بالماء ، وذلك لا يكون في الاكثر إلا زمان الشتاء ، وانما أراد الشاعر وصفهم بالسرعة إذادعوا والاغاثة إذا استغيثوا ، والدليل على ذلك قوله ( هنا لك لو دعوت اتاك منهم ) انتهى .
اقول : قوله ( خفوفا ) مصدر غريب لخف بمعنى انتقل وارتحل مسرعا ، والمصدر المعروف ( الخف ) .

[112]

اللهم إن الفرات ودجلة نهران أعجمان أصمان أعميان أبكمان ، اللهم سلط عليهما بحرك وانرع منهما نصرك ، لا النزعة بأسكان الركي ، دعوا إلى الاسلام فقبلوه ( 1 ) ، وقرؤوالقرآن فأحكموه ، وهيجوا إلى الجهاد فولهوا اللقاح أولادها ( 2 ) وسلبوا السيوف أغمادها ، وأخذوا بأطراف الرماح زحفا ( 3 ) وصفا صفا ، صف هلك وصف نجا ، لا يبشرون بالنجاة ولا يقرون على الفناء ( 4 ) اولئك إخواني الذاهبون فحق الثناءلهم إن بطئنا .
( 5 ) ثم رأيناه وعيناه تذرفان وهو يقول : ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) إلى عيشة بمثل بطن الحية ، متى ؟ لا متى لك منهم لامتى .
قال ابن دأب : هذا ما حفظت الرواة الكلمة ( 6 ) وما سقط من كلامه أكثر و أطول مما لا يفهم عنه .
ثم الحكمة واستخراج الكلمة بالفطنة التي لم يسمعوها من أحد قط بالبلاغة في الموعظة ، فكان مما حفظ من حكمته وصف رجلا أن قال : ينهي ولا ينتهي ، ويأمر الناس بما لا يأتي ، ويبتغي الازدياد فيما بقي ، ويضيع ما اوتي ، يحب الصالحين و لا يعمل بأعمالهم ، ويبغض المسيئين وهو منهم ، يبادر من الدنيا ما يفنى ، ويذر من الآخرة ما يبقى ، يكره الموت لذنوبه ، ولا يترك الذنوب في حياته .
قال ابن دأب : فهل فكر الخلق إلى ما هم عليه من الوجود بصفته إلى ما مال غيره ( 7 ) ؟ .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) كذا في النسخ وفي المصدر : لا النزعة بأشطان الركى ، اين القوم الذين دعوا إلى الاسلام فقبلوه ؟ وفي النهج ( اللهم قد ملت اطباء هذا الداء الدوى وكلت النزعة بأشطان الركى ) والاشطان جمع شطن وهو الحبل .
والركى جمع ركية وهى البئر .
( 2 ) الصحيح كما في المصدر : فولهوا وله اللقاح إلى أولادها .
( 3 ) في المصدر : زحفا زحفا .
( 4 ) في المصدر : ولا يعزون عن الفناء .
( 5 ) في المصدر : فحق لنا أن نظما إليهم .
( 6 ) في المصدر : الكلمة بعد الكلمة .
( 7 ) في المصدر : إلى ما قال غيره .

[113]

ثم حاجة الناس إليه وغناه عنهم ، إنه لم ينزل بالناس ظلماء عمياء كان لها موضعا غيره ، مثل مجيئ اليهود يسألونه ويتعنتونه ، ويخبر بما في التوراة وما يجدون عندهم ، فكم يهودي ( 1 ) قد أسلم وكان سبب إسلامه هو .
و أما غناه عن الناس فإنه لم يوجد على باب أحد قط يساله عن كلمة ولا يستفيد منه حرفا .
ثم الدفع عن المظلوم وإغاثة الملهوف ، قال : ذكر الكوفيون أن سعيد بن قيس الهمداني رآه يوما في فناء حائط ( 2 ) فقال : يا أميرالمؤمنين بهذه الساعة ؟ قال : ما خرجت إلا لاعين مظلوما أو اغيث ملهوفا ، فبينا هو كذلك إذ أتته امرأة قد خلع قلبها لا تدري أين تأخذ من الدنيا ، حتى وقفت عليه فقالت : يا أميرالمؤمنين ظلمني زوجي وتعدى علي وحلف ليضربني ، فاذهب معي إليه ، فطأطأ رأسه ثم رفعه وهو يقول : حتى يؤخذ للمظلوم حقه غير متعتع ( 3 ) ، وأين منزلك ؟ قالت : في موضع كذا وكذا ، فانطلق معها حتى انتهت إلى منزلها ، فقالت : هذا منزلي ، قال : فسلم ، فخرج شاب عليه إزار ملونة ، فقال عليه السلام : اتق الله فقد أخفت زوجتك .
فقال : وما أنت وذاك والله لاحرقنها بالنار لكلامك ، قال : وكان إذا ذهب إلى مكان أخذ الدرة بيده والسيف معلق تحت يده ، فمن حل عليه حكم بالدرة ضربه ، ومن حل عليه حكم بالسيف عاجله ، فلم يعلم الشاب إلا وقد أصلت السيف وقال له : آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر وترد المعروف ؟ تب وإلا قتلتك قال : وأقبل الناس من السكك يسألون عن أميرالمؤمنين عليه السلام حتى وقفوا عليه قال : فاسقط في يده الشاب ( 4 ) وقال : يا أميرالمؤمنين اعف عني عفا الله عنك والله لاكونن أرضا تطأني ، فأمرها بالدخول إلى منزلها وانكفأ وهو يقول : ( لا خير في *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : فكم من يهودى .
( 2 ) في المصدر : رآه يوما في شدة الحر في فناء حائط .
( 3 ) تعتعه : حركه بعنف وقلقله .
تعتع في الكلام : تردد فيه من عى .
( 4 ) سقط وأسقط في يده مجهولا : ندم على فعله .

[114]

كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) الحمد لله الذي أصلح بي بين مرأة وزوجها : يقول الله تبارك وتعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ( 1 ) ) .
ثم المروءة وعفة البطن والفرج وإصلاح المال ، فهل رأيتم أحدا ضرب الجبال بالمعاول فخرج منها مثل أعناق الجزر كلما خرجت عنق قال : بشر الوارث ، ثم يبدوله فيجعلها صدقة بتلة ( 2 ) إلى أن يرث الله الارض ومن عليها لينصرف النيران ( 3 ) عن وجهه ويصرف وجهه عن النار ليس لاحد من أهل الارض أن يأخذوا من نبات نخلة واحدة حتى يطبق كلما ساح ( 4 ) عليه ماؤه .
قال ابن دأب : فكان يحمل الوسق فيه ثلاثمائة ألف نواة ، فيقال له : ما هذا ؟ فيقول : ثلاثمائة ألف نخلة إن شاء الله ، فيغرس النوى كلها فلا يذهب ( 5 ) منه نواة ينبع وأعاجيبها ( 6 ) .
ثم ترك الوهن والاستكانة ، إنه انصرف من احد وبه ثمانون جراحة يدخل الفتائل من موضع ويخرج من موضع ، فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله عائدا وهو مثل المضغة على نطع ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله بكى وقال له : إن رجلا يصيبه هذا في الله لحق على الله أن يفعل به ويفعل ، فقال مجيبا له وبكى : بأي أنت وامي الحمد لله الذي لم يرني وليت عنك ولا فررت ، بأبي أنت وامي كيف حرمت الشهادة ؟ قال : إنها من ورائك إن شاء الله .
قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : إن أبا سفيان قد أرسل موعده ( 7 ) بيننا وبينكم *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة النساء : 114 .
( 2 ) أى قطعية بحيث لاخيار ولاعود فيها .
( 3 ) في المصدر : ليصرف النار .
( 4 ) في المصدر : ساخ .
( 5 ) في المصدر : فلا تذهب .
( 6 ) كذا في النسخ والمصدر .
( 7 ) في المصدر : موعدة .

[115]

حمراء الاسد ، فقال : بأبي أنت وامي والله لو حملت على أيدي الرجال ما تخلفت عنك ، قال : فنزل القرآن ( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ( 1 ) ) ونزلت الآية فيه قبلها ( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاب مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين ( 2 ) ) .
ثم ترك الشكاية في ألم الجراحة ، شكت المرأتان ( 3 ) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ما يلقى وقالتا : يا رسول الله قد خشينا عليه مما تدخل الفتائل في موضع الجراحات من موضع إلى موضع وكتمانه ما يجد من الالم ، قال : فعد ما به من أثر الجراحات عند خروجه من الدنيا فكانت ألف جراحة من قرنه إلى قدمه صلوات الله عليه .
ثم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال : خطب الناس فقال : أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، فإن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقرب أجلا ولا يؤخر رزقا .
وذكروا أنه عليه السلام توضأ مع الناس في ميضأة المسجد فزحمه رجل فرمى به ، فأخذ الدرة فضربه ، ثم قال له : ليس هذا لما صنعت بي ولكن يجيئ من هو أضعف مني فتفعل به مثل هذا فتضمن .
قال : واستظل يوما في حانوت من المطر فنحاه صاحب الحانوت .
ثم إقامة الحدود ولو على نفسه وولده ، أحجم الناس ( 4 ) عن غير واحد من أهل الشرف والنباهة وأقدم هو عليهم بإقامة الحدود ، فهل سمع أحد أن شريفا أقام عليه أحد حدا غيره ؟ منهم ( 5 ) عبيد الله بن عمر بن الخطاب ومنهم قدامة بن مظعون ومنهم الوليد بن عقبة بن أبي معيط شربوا الخمر فأحجم الناس عنهم وانصرفوا وضربهم بيده حيث خشي أن يبطل الحدود ( 6 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة آل عمران : 146 .
( 2 ) سورة آل عمران : 145 .
( 3 ) احداهما نسيبة الجراحة والاخرى امرأة غيرها تتصديان معالجة الجرحى في الغزوات ( 4 ) أحجم عن الشئ : كف أو نكص هيبة .
( 5 ) أى من الذين احجم الناس عنهم وأقام عليه السلام الحد عليهم .
( 6 ) في المصدر : أن تعطل الحدود .

[116]

ثم ترك الكتمان على ابنته ام كلثوم ، أهدى لها بعض الامراء عنبرا ، فصعد المنبر فقال : أيها الناس إن ام كلثوم بنت علي خانتكم عنبرا ، وايم الله لو كانت سرقة لقطعتها من حيث أقطع نساءكم .
ثم القرآن وما يوجد فيه من مغازي النبي صلى الله عليه وآله مما نزل من القرآن وفضائله وما يحدث الناس مما قام به رسول الله صلى الله عليه وآله من مناقبه التي لا تحصى .
ثم أجمعوا أنه لم يرد على رسول الله صلى الله عليه وآله كلمة قط ولم يكع عن موضع بعثه ، وكان يخدمه في أسفاره ويملا رواياه وقربه ، ويضرب خباءه ، ويقوم على رأسه بالسيف حتى يأمره بالقعود والانصراف ، ولقد بعث غير واحد في استعذاب ماء ( 1 ) من الجحفة وغلظ عليه الماء ، فانصرفوا ولم يأتوا بشئ ، ثم توحه هو بالراوية فأتاه بماء مثل الزلال ، واستقبله أرواح فأعلم بذلك النبي صلى الله عليه وآله فقال : ذلك جبرئيل في ألف وميكائيل في ألف وإسرافيل ( 2 ) في ألف ، فقال السيد الشاعر : أعني الذي سلم في ليلة * عليه ميكال وجبريل ( 3 ) جبريل في ألف وميكال في * ألف ويتلوهم سرافيل ثم دخل الناس عليه قبل أن يستشهد بيوم فشهدوا جميعا أنه قد وفر فيئهم و ظلف عن دنياهم ولم يرتش في أحكامهم ( 4 ) ولم يتناول من بيت مال المسلمين ما يساوي عقالا ، ( 5 ) ولم يأكل من مال نفسه إلا قدر البلغة ، وشهدوا جميعا أن أبعد الناس منه *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) استعذب الماء : طلبه أو استقاه .
( 2 ) في المصدر : ويتلوه إسرافيل .
( 3 ) في المصدر : ذاك الذى سلم اه .
( 4 ) في المصدر : في إجراء أحكامهم .
( 5 ) العقال : زكاة عام من الابل والغنم ، يقال ( أديت عقال سنة ) أى صدقتها .
( 6 ) الاختصاص : 144 160 : وفيه : أن أبعد الناس منهم بمنزلة أقربهم منه .
وعلى ما في المتن فقوله ( منزله ) منصوب بحذف الجار ، أى في منزلة .

[117]


باب 92 : ما جرى من مناقبه ومناقب الائمة من ولده عليهم السلام على لسان أعدائهم  

1 لى : الحسين بن يحيى بن ضريس ، عن أبيه ، عن أبي عوانة ، عن أبيه عن عبدالله بن مسلمة ( 1 ) القعنبي ، عن عبدالله بن لهيعة ، عن محمد بن عبدالرحمن بن عروة بن الزبير ، عن أبيه ، عن جده قال : وقع رجل في علي بن أبي طالب عليه السلام بمحضره من عمر بن الخطاب ، فقال له عمر : تعرف صاحب هذا القبر ؟ محمد بن عبدالله ابن عبدالمطلب ، وعلي ابن أبي طالب بن عبدالمطلب ، ولا تذكرن ( 2 ) عليا إلا بخير فإنك إن تنقصته آذيت هذا في قبره ( 3 ) .
ما : الغضائري ، عن الصدوق مثله ( 4 ) .
2 لى : الطالقاني ، عن محمد بن جرير الطبري ، عن أحمد بن رشيد ، عن سعيد بن خيثم ، عن سعد ، عن الحسن البصري أنه بلغه أن زاعما يزعم أنه ينقص عليا ، فقام في أصحابه يوما فقال : لقد هممت أن أغلق بابي ثم لا أخرج من بيتي حتى يأتيني أجلي ، بلغني أن زاعما منكم يزعم أني أنتقص خير الناس بعد نبينا صلى الله عليه وآله وأنيسه وجليسه والمفرج للكرب عنه عند الزلازل والقاتل للاقران يوم التنازل ( 5 ) لقد فارقكم رجل قرا القرآن فوقره ، وأخذ العلم فوفره ، وحاز البأس فاستعمله *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : عبدالله بن مسلم .
( 2 ) في المصدر : لا تذكرن .
( 3 ) أمالى الصدوق : 232 .
( 4 ) أمالى الطوسى : 275 .
( 5 ) أى يوم الحرب والقتال .

[118]

في طاعة ربه ، صابرا على مضض ( 1 ) الحرب ، شاكرا عند اللاواء ( 2 ) والكرب ، فعمل بكتاب ربه ونصح لنبيه وابن عمه وأخيه ، آخاه دون أصحابه ، وجعل عنده سره وجاهد عنه صغيرا وقاتل معه كبيرا ، يقتل الاقران وينازل الفرسان دون دين الله حتى وضعت الحرب أو زارها ، متمسكا بعهد نبيه ، لا يصده صاد ولا يمالي عليه مضاد ، ثم مضى النبي صلى الله عليه وآله وهو عنه راض ، أعلم المسلمين علما ، وأفهمهم فهما ، و أقدمهم في الاسلام ، لا نظير له في مناقبه ، ولا شبيه له في ضرائبه ( 3 ) ، فظلفت نفسه عن الشهوات ، وعمل لله في الغفلات ، وأسبغ الطهور في السبرات ، ( 4 ) وخشع لله في الصلوات ، وقطع نفسه عن اللذات ، مشمرا عن ساق ، ( 5 ) طيب الاخلاق ، كريم الاعراق ، اتبع سنن نبيه ، واقتفى آثار وليه ، فكيف أقول فيه ما يوبقني ؟ وما أحد أعلمه يجد فيه مقالا ، فكفوا عنا الاذى وتجنبوا طريق الردى .
( 6 ) 3 ل : الحسن بن محمد السلولي ( 7 ) ، عن محمد بن عبدالله الحضرمي ، عن محمد بن مرزوق ، عن حسين ، عن يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، ( 8 ) عن أبي الزعراء قال : قال عبدالله ( 9 ) : علماء الارض ثلاثة عالم بالشام وعالم بالحجاز وعالم بالعراق أما عالم الشام فأبو الدرداء ، وأما عالم الحجاز فهو علي عليه السلام ، وأما عالم العراق فأخ لكم ( 10 ) بالكوفة ، وعالم الشام وعالم العراق محتاجان إلى عالم الحجازوعالم الحجاز لايحتاج إليهما ( 11 ) .

-بحار الانوار مجلد: 36 من ص 118 سطر 16 الى ص 127 سطر 4 *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) المضض : وجع المصيبة .
( 2 ) اللاواء : الشدة والمحنة .
( 3 ) جمع الضريبة : موقع السيف ونحوه من الجسد .
( 4 ) جمع السبرة : الغداة الباردة .
( 5 ) شمر الثوب عن ساقيه : رفعه .
( 6 ) أمالى الصدوق : 260 .
( 7 ) في ( م ) و ( د ) : السكونى وفي المصدر : ابوالقاسم بن محمد السكونى .
( 8 ) زاد في المصدر هنا : عن ابن مسعود .
( 9 ) في المصدر : عبدالله بن مسعود .
( 10 ) في المصدر : فهو أخ لكم .
( 11 ) الخصال 1 : 82 .

[119]

4 حاما : المفيد ، عن الحسن بن عبدالله القطان ، عن عثمان بن أحمد ، عن أحمد بن محمد بن صالح ، عن محمد بن مسلم الرازي ، عن عبدالله بن رجاء ، عن إسرائيل عن أبي إسحاق ، عن جبشي بن جنادة قال : كنت جالسا عند أبي بكر فأتاه رجل فقال : يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله إن رسول الله صلى الله عليه وآله وعدني أن يحثولي ثلاث حثيات ( 1 ) من تمر ، فقال أبوبكر : ادعوا لي عليا ، فجاءه علي عليه السلام فقال أبوبكر : يا أبا الحسن إن هذا يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وعده أن يحثوله ثلاث حثيات من تمر فاحثهاله فحثا له ثلاث حثيات من تمر ، فقال أبوبكر : عدوها فوجودا في كل حثية ستين تمرة ، فقال أبوبكر : صدق رسول الله صلى الله عليه وآله سمعته ليلة الهجرة ونحن خارجون من مكة إلى المدينة يقول : يا أبابكر كفي وكف علي في العدل سواء .
( 2 ) 5 ما : المفيد ، عن المراغي ، عن محمد بن الحسين بن صالح ، عن محمد بن علي ابن زيد ، عن محمد بن تسنيم ، عن جعفر بن محمد الخثعمي ، عن إبراهيم بن عبدالحميد عن رقبة بن مصقلة بن عبدالله بن حوية العبدي ، عن أبيه ، عن جده قال : أتى عمر ابن الخطاب رجلان يسألان عن طلاق الامة ، فالتفت إلى خلفه فنظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : يا أصلع ما ترى في طلاق الامة ؟ فقال بأصبعه ( 3 ) هكذا وأشار بالسبابة والتي تليها فالتفت إليهما عمر وقال : ثنتان ، فقالا : سبحان الله جئناك و أنت أميرالمؤمنين فسألناك فجئت إلى رجل سألته والله ما كلمك ، فقال عمر : تدريان من هذا ؟ قالا : لا ، قال : هذا علي بن أبي طالب ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لو أن السماوات السبع والارضين السبع وضعتا في كفة ووضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي عليه السلام .
( 4 ) .
ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن صالح بن أحمد ، ومحمد بن القاسم ، عن محمد بن تسنيم مثله ( 5 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) جمع الحثى : ما غرف باليد من التراب وغيره .
( 2 ) أمالى المفيد : 172 .
أمالى الطوسى : 42 .
( 3 ) أى أشار وفي المصدر : فقال له .
( 4 ) أمالى الطوسى : 149 .
( 5 ) أمالى ابن الشيخ : 17 .

[120]

6 ما : الفحام ، عن عمه عمرو بن يحيى ، عن الحسن بن المتوكل ، عن عفان بن مسلم ، عن حماد بن سلمة ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عمر قال : سألني عمر بن الخطاب فقال لي : يا بني من أخير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : قلت له : من أحل الله له ما حرم على الناس وحرم عليه ما أحل للناس ، فقال : والله لقد قلت فصدقت ، حرم على علي بن أبي طالب عليه السلام الصدقة وأحلت للناس ، و حرم عليهم أن يدخلوا المسجد وهم جنب وأحل له ، وأغلقت الابواب وسدت ولم يغلق لعلي باب ولم يسد ( 1 ) .
7 ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن يعقوب بن يوسف ، عن عبيدالله بن موسى ، عن جعفر الاحمري ، عن جميع بن عمير ( 2 ) قال : قالت عمتي لعائشة وأنا أسمع له : أنت مسيرك إلى علي عليه السلام ما كان ؟ قالت : دعينا منك إنه ما كان من الرجال أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من علي عليه السلام ولا من النساء أحب إليه من فاطمة عليها السلام ( 3 ) .
8 ما : علي بن أحمد المعروف بابن الحمامي ، عن أحمد بن عثمان ، عن محمد بن الحسين ، عن أبي غسان ، عن أبي بكر بن عياش ، عن صدقة بن سعيد ، عن جميع بن عمير التميمي قال : دخلت مع امي وخالتي على عائشة فسألناها كيف كان منزلة علي عليه السلام فيكم ؟ قالت : سبحان الله كيف تسألان عن رجل لما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وقال الناس : أين تدفنونه ؟ فقال علي عليه السلام : ليس في أرضكم بقعة أحب إلى الله من بقغة قبض فيها رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكيف تسألاني عن رجل وضغ يده على موضع لم يطمع فيه أحد .
( 4 ) بيان : الاخير كناية عن الغسل الذي فيه مظنة مس العورة ، فزعمت وقوعه *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالى الطوسى : 182 .
( 2 ) في المصدر : : عن جعفر الاحمر ، عن الشيبانى ، عن جميع بن عمير .
( 3 ) أمالى الطوسى : 211 .
( 4 ) أمالى الطوسى : 242 و 243 .