[141]

عن عبدالله بن أبي يعفور قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إنا نقول : إن عليا لينكت في قلبه أو يوقر في صدره ( 1 ) ، فقال : إن عليا كان محدثا ، قال : فلما أكثرت عليه قال : إن عليا كان يوم بني قريظة وبني النظير كان جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره يحدثانه ( 2 ) .
أقول : قد أوردنا مثله بأسانيد كثيرة في باب أنهم محدثون عليهم السلام .
42 ير : إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد ، عن الحارث بن حصيرة عن الاصبغ بن نباتة قال : كنا وقوفا على رأس أميرالمؤمنين عليه السلام بالكوفة وهو يعطي العطاء في المسجد ، إذ جاءته امرأة فقالت : يا أميرالمؤمنين أعطيت العطاء جميع الاحياء إلا هذا الحي من مراد لم تعطهم شيئا ، فقال لها : اسكتي يا جرية يا بذية يا سلفع يا سلقلق يا من لا تحيض كما تحيض النساء ، قال : فولت ثم خرجت من المسجد ، فتبعها عمر وبن حريث فقال لها : أيتها المرأة قد قال علي عليه السلام ما قال ، فقالت : والله ما كذب وإن كان ما رماني به لفي ، وما اطلع علي أحد إلا الله الذي خلقني وامي التي ولدتني ، فرجع عمرو بن حريث فقال : يا أميرالمؤمنين تبعت المرأة فسألتها عمارميتها به في بدنها فأقرت بذلك كله ، فمن أين علمت ذلك ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله علمني ألف باب من الحلال والحرام مما كان ومما هو كائن ( 3 ) إلى يوم القيامة ، كل باب يفتح ألف باب ، فذلك ألف ألف باب ( 4 ) ، حتى علمت علمت المنايا والبلايا والقضايا وفصل الخطاب ، وحتى علمت المذكرات من النساء والمؤمنثين من الرجال ( 5 ) .
بيان : البذية من البذاء وهي الفحش ، وقال الفيروزآبادي : السلفع : *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : أو ينقر في صدره وأذنه .
( 2 ) بصائر الدرجات : 92 .
( 3 ) في المصدر : ومما كائن .
( 4 ) ليست هذه الجملة في المصدر .
( 5 ) بصائر الدرجات : 104 .

[142]

الصخابة البذيئة السيئة الخلق كالسلفعة ( 1 ) .
وقال : السلقان : التي تحيض من دبرها ولم يذكر السلقلق ( 2 ) .
43 ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن الحارث بن المغيرة ، عن حمران قال : قال لي أبوجعفر عليه السلام : إن عليا عليه السلام كان محدثا : قلت فنقول : إنه نبي ؟ قال : فحرك يده هكذا ثم قال أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين ، أو ما بلغكم أنه قال : و فيكم مثله ( 3 ) ؟ بيان : لعله عليه السلام حرك يده إلى جهة الفوق نفيا لما قاله ، أو يمينا وشمالا لبيان أنه مخير في القول بكل مما يذكر بعد ، والمراد بصاحب موسى إما الخضر أو يوشع ، فيدل على عدم كونه نبيا ، وقد مر الكلام في ذلك في كتاب الامامة .
44 ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن الحارث البصري قال : أتانا الحكم بن عيينة قال : إن علي بن الحسين عليهما السلام قال : إن علم علي عليه السلام كله في آية واحدة ؟ قال : فخرج حمران بن أعين فوجد علي بن الحسين عليه السلام قد قبض ، فقال لابي جعفر عليه السلام : إن الحكم بن عيينة حدثنا أن علي بن الحسين عليهما السلام قال : إن علم علي عليه السلام كله في آية واحدة ، فقال أبوجعفر عليه السلام : وما تدري ما هو ؟ قال : قلت : لا ، قال : هو قول الله تبارك وتعالى ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) ولا محدث ( 4 ) .
45 ختص ، ير : إبراهيم بن هشام ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سألته فقلت : قوله : ( الرحمن علم القرآن ) قال : *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) القاموس 3 : 40 .
والصخابة : الشديدة الصياح .
( 2 ) بل هو المذكور في القاموس انظر سلق ( 3 : 246 ) حيث قال : السلقلق : التى تحيض من دبرها .
ولم نجد السلقان فيه والظاهر وقوع السهو .
( 3 ) بصائر الدرجات : 92 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 107 .

[143]

إن الله علم القرآن ، قال : قلت : ( خلق الانسان * علمه البيان ) قال : ذلك أميرالمؤمنين عليه السلام علمه بيان كل شئ مما يحتاج الناس إليه ( 1 ) ، 46 ير : أحمد بن محمد ، عن موسى ، عن الحسن بن موسى ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : ( وتعيها اذن واعية ( 2 ) ) قال : وعت اذن أميرالمؤمنين عليه السلام ما كان وما يكون ( 3 ) .
47 ير : عبدالله بن عامر ، عن الربيع ، عن جعفر بن بشير ، عن عمر وبن أبي المقدام ، عن عفيف بن أبي سعيد قال كنا في أصحاب البرود ونحن شيان ، فرجع إلينا أميرالمؤمنين عليه السلام فقال بعضنا : بوداسكفت قد جاءكم ، فقال علي عليه السلام : ويحك إن أعلاه علم وأسفله طعام ( 4 ) .
بيان : الشيان : البعيد النظر ويحتمل أن يكون بالموحدة جمع الشاب ، و ( بوداسكفت ) لعله ان اسم رجل بطين ، فأطلقوا عليه صلوات الله عليه لكونه بطينا أو كان في بعض اللغات موضوعا للبطين ، وإنما أطلقوا ذلك لظنهم أنه عليه السلام لا يعرف تلك اللغة ، فأجابهم بأن أسفل بطني محل الطعام وأعلاه محل العلوم ، والاحكام ، لما مر أنه إنما سمي بطينا لكونه بطينا من العلم وقيل : هو اسم من أسماء الكهنة وقيل : اسم ابن ملك أتاه بلوهر ، فصار نبيا ، ولا يناسبان المقام ( 5 ) .
48 ير : محمد بن عيسى ، عن ياسين الضرير ، عن حريز ، عن أبي بصير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله تبارك وتعالى فرض العلم عن ستة أجزاء ، فأعطى عليا منه خمسة أجزاء ، وله سهم في الجزء الآخر مع الناس .
( 6 ) .

-بحار الانوار مجلد: 36 من ص 143 سطر 19 الى ص 151 سطر 18 49 شا : محمد بن جعفر التميمي ، عن محمد بن القاسم ، عن هشام بن يونس عن عائذ بن حبيب ، عن أبى الصباح الكناني ، عن محمد بن عبدالرحمن السلمي ، عن *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الاختصاص : 57 .
بصائر الدرجات : 148 .
( 2 ) سورة الحافة : 12 .
( 3 و 4 ) بصائر الدرجات : 151 .
( 5 ) أقول : التمثال الذى صوروه لبودا بطين أيضا ( ب ) .
( 6 ) بصائر الدرجات : 151 .
وفي ( ك ) : من الجزء الاخر .

[144]

أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : علي بن أبي طالب أعلم امتي وأقضاهم فيما اختلفوا فيه من بعدي .
( 1 ) 50 شا : محمد بن عمر الجعابي ، عن يوسف بن الحكم ، عن داود بن رشيد عن سلمة بن صالح ، عن عبدالملك بن عبدالحرمن ، عن الاشعث بن طليق ، عن الحسن العرني ، عن مرة ، عن عبدالله بن مسعود قال : استدعى رسول الله صلى الله عليه وآله عليا فخلا به ، فلما خرج إلينا سألناه ما الذي عهد إليك ؟ فقال : علمني ألف باب من العلم فتح لي كل باب ألف باب .
( 2 ) 51 شا : محمد بن المظفر البزاز ، عن أبي مالك كثير بن يحيى ، عن أبي جعفر محمد بن أبي السري ، عن أحمد بن عبدالله بن يونس ، عن سعد الكناني ، عن ابن نباتة قال : لما بويع أميرالمؤمنين عليه السلام بالخلافة خرج إلى المسجد معتما بعمامة رسول الله صلى الله عليه وآله لابسا برديه ، ( 3 ) فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وأنذر ، ثم جلس متمكنا وشبك بين أصابعه ووضعهما ( 4 ) أسفل سرته ، ثم قال : يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني فإن عندي علم الاولين والآخرين ، أما والله لوثني لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الانجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم ، حتى ينهي كل كتاب من هذه الكتب ويقول : يا رب إن عليا قضى بقضائك ، والله إني لاعلم بالقرآن وتأويله من كل مدع علمه ، ولو لا آية في كتاب الله تعالى لاخبرتكم بما يكون إلى يوم القيامة .
ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آية آية لاخبرتكم بوقت نزولها وفيم نزلت ، وأنبأتكم بناسحها من منسوخها وخاصها من عامها ، ومحكمها من متشابهها ، ومكيها من مدنيها ، والله ما من فئة تضل أو تهدي إلا وأنا أعرف قائدها وسائقها وناعقها إلى يوم القيامة .
( 5 ) *

_________________________________________________________
) * ( 1 و 2 ) الارشاد للمفيد : 15 .
وفيه : فتح لى من كب باب .
( 3 ) في المصدر : بردته .
( 4 ) في المصدر : ووضعها .
( 5 ) الارشاد للمفيد : 15 و 16 .

[145]

52 يج : روي عن أبي أراكة قال : كنا مع علي عليه السلام بمسكن ، فتحدثنا أن عليا ورث من رسول الله صلى الله عليه وآله السيف ، وقال بعضنا : البغلة والصحيفة في حمائل السيف ، إذ خرج علينا ونحن في حديثنا ، فقال ابتداء : وايم الله لو نشطت لحديثكم حتى يحول الحول لا أعيد حرفا ورثت وحويت من رسول الله صلى الله عليه وآله ، وايم الله إن عندي صحفا كثيرة ، وإن عندي الصحيفة يقال لها العبيط ، ما على العرب أشد منها ، وإن هنا ( 1 ) لتميز القبائل المبهرجة من العرب ، مالهم في دين الله من نصيب .
( 2 ) 53 قب : سفيان ، عن ابن جريح ، عن عطاء ، عن ابن عباس في قوله : ( و الذين اوتوا العلم والايمان ( 3 ) ) قال : قد يكون مؤمن ( 4 ) ولا يكون عالما ، فو الله لقد جمع لعلي كلاهما : العلم والايمان .
مقاتل بن سليمان ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ( 5 ) قال : كان علي يخشى الله ويراقبه ويعمل بفرائضه ويجاهد في سبيله .
الصفواني في الاحن والمحن عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : ( حم ) اسم من أسماء الله ( عسق ) علم علي ، سبق كل جماعة ، وتعالى كل فرقة .
محمد بن مسلم وأبوحمزة الثمالي وجابر بن يزيد عن الباقر عليه السلام ، وعلي بن فضال والفضيل بن يسار وأبوبصير عن الصادق عليه السلام ، وأحمد بن محمد الحلبي ومحمد ابن الفضيل عن الرضا عليه السلام وقد روي عن موسى بن جعفر عليهما السلام ، وعن زيد بن علي و *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في ( م ) و ( د ) : وان فيها .
( 2 ) لم نجده في الخرائج المطبوع .
( 3 ) سورة الروم .
56 .
والاية كذلك ( وقال الذين اوتوا العلم الايمان ) .
( 4 ) في المصدر : قد يكون مؤمنا .
( 5 ) سورة فاطر : 28 .

[146]

عن محمد بن الحنفية رضي الله عنه وعن سلمان الفارسي وعن أبي سعيد الخدري و عن إسماعيل السدي أنهم قالوا في قوله تعالى : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ( 1 ) ) هو علي بن أبي طالب عليه السلام .
الثعلبي في تفسيره بإسناده عن أبي معاوية ، عن الاعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وروي عن عبدالله بن عطاء عن أبي جعفر عليه السلام أنه قيل لهما : زعموا أن الذي عنده علم الكتاب عبدالله بن سلام ، قال : ذاك علي بن أبي طالب عليه السلام .
ثم روى أيضا أنه سئل سعيد بن جبير ( ومن عنده علم الكتاب ) عبدالله بن سلام ؟ قال : لا ، فكيف وهذه سورة مكية ؟ ( 2 ) وقد روي عن ابن عباس : لا والله ما هو إلا علي بن أبي طالب عليه السلام ، لقد كان عالما بالتفسير والتأويل والناسخ والمنسوخ والحلال والحرام .
وروي عن ابن الحنفية : علي بن أبي طالب عنده علم الكتاب الاول والآخر ، رواه ( 3 ) النطنزي في الخصائص ، ومن المستحيل أن الله تعالى يستشهد بيهودي ويجعله ثاني نفسه ! وقوله : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) موافق لقوله : ( كلا انزل في أميرالمؤمنين علي ) وعدد حروف كل واحد منهما ثمان مائة وسبعة عشر ( 4 ) .
قال الجاحظ : اجتمعت الامة على أن الصحابة كانوا يأخذون العلم من أربعة : علي وابن عباس وابن مسعود وزيد بن ثابت ، وقال طائفة : وعمر بن الخطاب ، ثم أجمعوا على أن الاربعة كانوا أقرأ لكتاب الله من عمر ، وقال صلى الله عليه وآله : ( يؤم بالناس أقرؤهم ) فسقط عمر ، ثم أجمعوا على أن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( الائمة من قريش ) فسقط ابن مسعود وزيد ، وبقي علي وابن العباس إذ كانا عالمين فقيهين قرشيين فأكثرهما سنا وأقدمهما هجرة علي ، فسقط ابن العباس وبقي علي أحق بالامة *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة الرعد : 43 .
( 2 ) أورده السيوطى ايضا في الاتقان 1 : 12 .
( 3 ) في المصدر : ورواه .
( 4 ) الموازنة غير صحيحة .

[147]

بالاجماع .
وكانوا يسألونه ولم يسأل هو أحدا ، وفقال النبي صلى الله عليه وآله : إذا اختلفتم في شئ فكونوا مع علي بن أبي طالب عليه السلام .
عبادة بن الصامت : قال عمر : كنا امرنا إذا اختلفنا في شئ أن نحكم عليا ولهذا تابعه المذكورون بالعلم من الصحابة نحو سلمان وعمار وحذيفة وأبي ذر و أبي بن كعب وجابر الانصاري وابن عباس وابن مسعود وزيد بن صوحان ، ولم يتأخر إلا زيد بن ثابت وأبوموسى ومعاذ وعثمان ، وكلهم معترفون له بالعلم مقرون له بالفضل .
النقاش في تفسيره ، قال ابن عباس : علي علم علما رسول الله صلى الله عليه وآله ، و رسول الله صلى الله عليه وآله علمه الله ، فعلم النبي صلوات الله عليه وآله من علم الله ، وعلم علي من علم النبي صلى الله عليه وآله ، وعلمي من علم علي عليه السلام ، وما علمي وعلم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله في علم علي عليه السلام إلا كقطرة في سبعة أبحر .
الضحاك عن ابن عباس قال : اعطي علي بن أبي طالب عليه السلام تسعه أعشار العلم ، وإنه لاعلمهم بالعشر الباقي .
يحيى بن معين بإسناده عن عطاء بن أبي رياح أنه سل هل تعلم أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أعلم من علي ؟ فقال : لا والله ما أعلمه .
فأما قول عمر بن الخطاب في ذكر فكثير ، رواه الخطيب في الاربعين ، قال عمر : العلم ستة أسداس ، لعلي من ذلك خمسة أسداس وللناس سدس ولقد شاركنا في السدس ، حتى لهو أعلم منابه ( 1 ) عكرمة عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب قال له : يا أبا الحسن إنك لتعجل في الحكم والفصل للشئ إذا سئلت عنه ، قال : فأبرز علي كفه وقال له : كم هذا فقال عمر : خمسة ، فقال : عجبت أبا حفص ، ( 2 ) قال : لم يخف علي ، فقال علي : وأنا أسرع فيما لا يخفى علي .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : أعلم به منا .
( 2 ) في المصدر : يا أبا حفص .

[148]

واستعجم عليه شئ ( 1 ) ونازع عبدالرحمن وكتب إليه ( 2 ) أن يتجشم بالحضور فكتب إليهما : العلم يؤتى ولا يأتي ، فقال عمر : هناك شيخ من بني هاشم وأثارة من علم ( 3 ) يؤتى إليه ولا يأتي ، فصار إليه فوجده متكئا على مسحاة ، فسأله عما أراد فأعطاه الجواب ، فقال عمر : ( 4 ) لقد عدل عنك قومك وإنك لاحق به ، فقال عليه السلام : ( إن يوم الفصل كان ميقاتا ) .
يونس بن عبيد ( 5 ) قال الحسن : إن عمر بن الخطاب قال : اللهم إني أعوذ ( 6 ) من عضيهة ليس لها علي عندي حاضرا .
( 7 ) بيان : العضيهة : البهتان والكذب ، وهذا غريب ، والمعروف في ذلك ( المعضلة ) قال الجزري في النهاية : يقال : اعضل بي الامر : إذا ضاقت عليك فيه الحيل ، و منه حديث عمر : ( أعوذ بالله من كل معضلة ليس لها أبوحسن ) وروي ( معضلة ) أراد المسألة الصعبة أو الخطة الضيقة المخارج ، من الاعضال أو التعضيل ، ويريد بأبي الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومنه حديث معاوية وقد جاءته مسألة مشكلة فقال : ( معضلة ولا أبا حسن ) أبوحسن معرفة وضعت موضع النكرة ، كأنه قال ولا رجل له كأبي حسن ، لان لا النافية إنما تدخل على النكرات دون المعارف انتهى ( 8 ) .
54 قب إبانة ابن بظة : كان عمر يقول فيما يسأله عن علي عليه السلام فيفرج عنه : لا أبقاني الله بعدك .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أى صعب ولم يفهم .
( 2 ) في المصدر : فكتبا إليه وقوله ( أن يتجشم ) من تجشم الامر ، تكلفه على مشقة .
( 3 ) الاثارة بالفتح : البقية من العلم .
( 4 ) في المصدر : عبدالرحمن ظ .
( 5 ) في المصدر : يونس عن عبيد .
( 6 ) في المصدر و ( د ) : اللهم انى اعوذبك اه .
( مناقب آل ابى طالب 1 : 257 259 .
( 8 ) النهاية 3 : 105 .

[149]

تاريخ البلاذري : لا أبقاني الله لمعظلة ليس لها أبوحسن .
الابانة والفائق : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبوحسن .
وقد ظهر رجوعه إلى علي عليه السلام في ثلاث وعشرين مسألة ، حتى قال : ( لو لا علي لهلك عمر ) وقد رواه الخلق [ الكثير ] منهم أبوبكر بن عياش وأبوالمظفر السمعاني ، وقد اشتهر عن أبي بكر قوله : فإن استقمت فاتبعوني وإن زغت فقوموني وقوله : أما الفاكهة فأعرفها وأما الاب فالله أعلم .
وقوله : في الكلالة : أقول فيها برأيي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان ، الكلالة مادون الولد والوالد ( 1 ) ! وعن عمر سؤال صبيح عن ( الذاريات ( 2 ) ) وقوله : لا تتعجبوا من إمام أخطأ وامرأة أصابت ناضلت أميركم فنظته .
( 3 ) والمسألة الحمارية وآية الكلالة و قضاؤه في الجد وغير ذلك .
( 4 ) وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وآله بالعلم ، قوله : ( علي عيبة علمي ) وقوله : ( علي أعلمكم علما وأقدمكم سلما ) وقوله : ( أعلم امتي من بعدي علي بن أبي طالب ) رواه علي بن هاشم وشيرويه ( 5 ) الديلمي بإسنادهما إلى سلمان .
النبي صلى الله عليه وآله : أعطى الله عليا صلوات الله عليه من الفضل جزءا لو قسم على أهل الارض لوسعهم ، وأعطاه من الفهم جزءا لو قسم على أهل الارض لوسعهم .
حلية الاولياء : سئل النبي صلى الله عليه وآله عن علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : قسمت الحكمة عشرة أجزاء ، فاعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) وعليك بالمجلد السابع من كتاب ( الغدير ) ص 104 130 والتأمل فيما أورده العلامة الامينى من الاصول المعتبرة عندهم في ذلك .
( 2 ) أورد السيوطى في الدر المنثور ( 6 : 111 ) ما يكشف القناع عن ذلك فعليك بالمراجعة وفيه ( صبيغ ) بالمعجمة ، وفي المصدر ( سبع ) ولم نقف على ضبطه .
( 3 ) ناضله : باراه في رمى السهام .
( 4 ) أورد العلامة الامينى تفصيل تلكم القضايا في المجلد السادس من ( الغدير ) فراجعه .
( 5 ) في المصدر : وابن شيرويه .

[150]

ربيع بن خثيم : ما رأيت رجلا من يحبه أشد حبا من علي ، ولا من يبغضه أشد بغضا من علي عليه السلام ، ثم التفت فقال : ( ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا ) .
واستدل بالحساب فقالوا : أعلم الامة علي بن أبي طالب ) اتفقتا في مائتين وثمانية عشر ، ولقد أجمعوا على أن النبي صلى الله عليه وآله قال : أقضاكم علي .
وروينا عن سعيد بن أبي الخضيب وغيره أنه قال الصادق عليه السلام لابن أبي ليلى : أتقضي بين الناس يا عبدالرحمن ؟ قال : نعم يا ابن رسول الله ، قال : بأي شئ تقضي قال : بكتاب الله ، قال : فما لم تجد في كتاب الله ؟ قال : من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وما لم أجده فيهما أخذته عن الصحابة بما اجتمعوا عليه ، قال : فإذا اختلفوا فبقول من تأخذمنهم ؟ قال : بقول من أردت واخالف الباقين ، قال : فهل تخالف عليا فيما بلغك أنه قضى به ؟ قال : ربما خالفته إلى غيره منهم ، قال أبوعبدالله عليه السلام : ما تقول يوم القيامة إذا رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أي رب إن هذا بلغه عني قول ( 1 ) فخالفه ؟ قال : وأين خالف قوله يا ابن رسول الله ؟ قال : فبلغك أن رسول الله قال : أقضاكم علي ؟ قال : نعم ، قال : فإذا خالفت قوله لم تخالف قول رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فاصفر وجه ابن أبي ليلى وسكت .
الابانة قال أبوأمامة : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أعلم بالسنة والقضاء بعدي علي ابن أبي طالب عليه السلام .
كتاب الجلاء والشفاء والاحن والمحن قال الصادق عليه السلام : قضى علي بقضية باليمن ، فأتوا النبي صلى الله عليه وآله فقالوا : إن عليا عليه السلام ظلمنا ، فقال صلى الله عليه وآله : إن عليا ليس بظالم ولا يخلق ( 2 ) للظلم ، وإن عليا وليكم بعدي ، والحكم حكمه ، والقول قوله ، لا يرد حكمه إلا كافر ، ولا يرضى به إلا مؤمن ، وإذا ثبت ذلك فلا ينبغي لهم أن يتحاكموا بعده إلى غير علي عليه السلام ، والقضاء يجمع علوم الدين ، فإذا يكون *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : قولى خ ل .
( 2 ) في المصدر : ولم يخلق .