[171]
النبي صلى الله عليه وآله وهنؤوه بمولوده [ الحسين عليه السلام ] ثم قالم رجل في وسط الناس فقال :
بأبي أنت وامي يا رسول الله رأينا من علي عجبا في هذا اليوم ، قال : وما رأيتم ؟
قال : أتيناك لنسلم عليك ونهنئك بمولودك الحسين عليه السلام فحجبنا عنك وأعلمنا أنه
هبط عليه ( 1 ) مائة ألف ملك وأربعة وعشرون ألف ملك ، فعجبنا من إحصائه وعده
الملائكة ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وأقبل بوجهه عليه ( 2 ) متبسما : ما علمك أنه هبط
علي مائة وأربعة وعشرون ألف ملك ؟ قال : بأبي أنت وامي يا رسول الله سمعت
مائة ألف لغة وأربعة وعشرين ألف لغة ، فعلمت أنهم مائة وأربعة وعشرون ألف
ملك ، قال : زادك الله علما وحلما يا أبا الحسن .
الفائق عن الزمخشري أنه سئل شريح عن امرأة طلقت ، فذكرت أنها حاضت
ثلاث حيض في شهر واحد ، فقال شريح : إن شهدت ثلاث نسوة من بطانة أهلها أنها
كانت تحيض قبل أن طلقت في كل شهر ( 3 ) فالقول قولها ، فقال علي عليه السلام : ( قالون )
أي أصبت بالرومية ، وهذا إذا اتهمت المرأة .
بصائر الدرجات عن سعد القمي أن أميرالمؤمنين عليه السلام حين أتى أهل النهر
نزل قطفتا ( 4 ) فاجتمع إليه أهل بادوريا ، ( 5 ) فشكوا ثقل خراجهم وكلموه بالنبطية
وأن لهم جيرانا أوسع أرضا منهم وأقل خراجا .
فأجابهم بالنبطية ( زعرا وطاته من
زعراربا ) معناه دخن صغير خير من دخن كبير ( 6 ) .
وروي أنه قال عليه السلام : لابنة يزدجرد : ما اسمك ؟ قالت : جهان بانويه ،
فقال : بل شهر بانويه ، أجابها بالعجمية .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في ( ك ) : عليا ؟ ظ .
( 2 ) في المصدر : إي ؟ ؟ .
( 3 ) في الفائق في كل شهر كذلك .
( 4 ) بالفتح ثم الضم والفاء ساكنة : محلة كبيرة ذات أسواق بالجانب الغربى من بغداد .
( 5 ) من كورة الاستان بالجائب الغربى من بغداد .
( 6 ) الدخن : نبات ؟ ؟ صغير أملس .
[172]
وإنه قد فسر صوت الناقوس ، ذكره صاحب مصباح الواعظ وجمهور أصحابنا
عن الحارث الاعور ، وزيد وصعصعة ابني صوحان ، والبراء بن سبرة ، والاصبغ
بن نباتة ، وجابر بن شرجيل ( 1 ) ومحمود بن الكواء أنه قال عليه السلام : يقول : سبحان
الله حقا حقا ، إن المولى صمد يبقى ، يحلم عنا رفقا رفقا ، لو لا حلمه كنا
نشقى ، حقا حقا صدقا صدقا ، إن المولى يسائلنا ويوافقنا ويحاسبنا ، يا مولانا
لا تهلكنا وتداركنا ، واستخدمنا واستخلصنا ، حلمك عنا فد جرأنا ، يا مولانا
عفوك عنا ، إن الدنيا قد غرتنا ، واشتغلتنا واستهوتنا ، واستلهتنا واستغوتنا ،
يا ابن الدنيا جمعا جمعا ، يا ابن الدنيا مهلا مهلا ، يا ابن الدنيا دقا دقا ، وزنا
وزنا ، تفنى الدنيا قرنا قرنا ، ما من يوم يمضي عنا ، إلا تهوي ( 2 ) مناركنا ، قد
ضيعنا دارا تبقى واستوطنا دارا تفنى ، تفنى الدنيا قرنا قرنا قرنا قرنا ، كلا موتا
كلا موتا كلا موتا كلا دفنا كلا فيها موتا ، ( 3 ) نقلا نقلا دفنا دفنا ، يا ابن الدنيا
مهلا مهلا ، زن ما يأتي وزنا وزنا ، لو لاجهلي ما إن كانت عندي الدنيا إلا سجنا
خيرا خيرا ، شرا شرا ، شيئا شيئا ، حزنا حزنا ، ماذا من ذاكم ذا أم ذاهذا اسنا ،
ترجو تنجو تخشى تردى ، عجل قبل الموت الوزنا ، ما من يوم يمضي عنا إلا أوهن
مناركنا إن المولى قد أنذرنا ، إنا نحشر غرلا بهما ( 4 ) .
قال : ثم انقطع صوت الناقوس ، فسمع الديراني ذلك وأسلم وقال : إني
وجدت في الكتاب أن في آخر الانبياء من يفسر ما يقول الناقوس .
أجمعوا على أن خيرة الله من خلقه هم المتقون لقوله : ( إن أكرمكم عند الله
أتقاكم ( 5 ) ) ثم أجمعوا على أن خيرة المتقين الخاشعون لقوله : ( وازلفت الجنة
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : شرحبيل .
( 2 ) في المصدر : يهوى .
( 3 ) في المصدر بعد ذلك : كلا فناءا كلافيها موتا اه .
( 4 ) قال في النهاية ( 3 : 159 ) : في الحديث ( يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة غرلا )
الغرل : جمع الاغرل وهو الاقلف .
( 5 ) سورة الحجرات : 13 .
[173]
للمتقين غير بعيد ( 1 ) ) إلى قوله : ( منيب ) ثم أجمعوا على أن أعظم الناس خشية العلماء
لقوله : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ( 2 ) ) وأجمعوا على أن أعلم الناس أهداهم
إلى الحق وأحقهم أن يكون متبعا ، ولا يكون تابعا لقوله : ( يحكم به ذوا عدل
منكم ) وأجمعوا على أن أعلم الناس بالعدل أدلهم عليه وأحقهم أن يكون متبعا ولا يكون
تابعا لقوله : ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى ( 3 ) )
فدل كتاب الله وسنة نبيه وإجماع الامة على أن أفضل هذه الامة بعد نبيها
علي عليه السلام ( 4 ) .
بيان : اعلم أن دأب أصحابنا رضي الله عنهم في إثبات فضائله صلوات الله عليه الاكتفاء
بما نقل عن كل فرقة من الانتساب إليه عليه السلام لبيان أنه كان مشهورا في العلم مسلما
في الفضل عند جميع الفرق ، وإن لم يكن ذلك ثابتا ، بل وإن كان خلافه عند الامامية
ظاهرا ، كانتساب الاشعرية وأبي حنيفة وأضرابهم إليه ، فإن مخالفتهم له عليه السلام :
أظهر من تباين الظلمة والنور ، ومن ذلك ما نقله ابن شهر آشوب رحمه الله من كلامه
في الفلسفة ، فإن غرضه أن هؤلاء أيضا ينتمون إليه ويروون عنه ، وإلا فلا يخفى
على من له أدنى تتبع في كلامه عليه السلام أن هذا الكلام لا يشبه شيئا من غرر حكمه
وأحكامه ، بل لا يشبه كلام أصحاب الشريعة بوجه ، وإنما ادرجت فيه مصطلحات
المتأخرين ، وهل رأيت في كلام أحد من الصحابة والتابعين أو بعض الائمة الراشدين
لفظ الهيولى أو المادة أو الصورة أو الاستعداد أو القوة ؟ والعجب أن بعض أهل
دهرنا ممن ضل وأضل كثيرا يتمسكون في دفع ما يلزم عليهم من القول بما يخالف
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة ق : 31 33 .
( 2 ) سورة فاطر : 28 .
( 3 ) كذا في النسخ ، والصحيح : وأجمعوا على أن اعلم الناس اهداهم إلى الحق واحقهم أن
يكون متبعا ولا يكون تابعا لقوله : ( افمن يهدى إلى الحق احق أن يتبع ( فيه ) أمن لا يهدى الا
ان يهدى ) وأجمعوا على أن اعلم الناس بالعدل ادلهم عليه واحقهم أن يكون متبعا ولا يكون
تابعا لقوله : ( يحكم به ذوا عدل منكم ) .
( 4 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 259 277 .
[174]
ضرورة الدين إلى أمثال هذه العبارات ، وهل هو إلا كمن يتعلق بنسج العنكبوت
للعروج إلى أسباب السماوات ؟ ! أولا يعلمون أن ما يخالف ضرورة الدين ولو ورد
بأسانيد جمة لكان مؤولا أو مطروحا ؟ مع أن أمثال ذلك لا ينفعهم فيماهم بصدده من
تخريب قواعد الدين ، هدانا الله وإياهم إلى سلوك مسالك المتقين ، ونجانا وجميع
المؤمنين من فتن المضلين .
وقال الفيروزآبادي : قبع الرجل في قميصه : دخل وتخلف عن أصحابه ( 1 ) .
والكسر بالكسر أسفل شقة البيت التي تلي الارض من حيث يكسر جانباه عن يمنك
ويسارك .
والالتياف .
الالتفاف والاسترخاء .
والازرة : هيئة الائتزار ، فالمعنى : من
لا يجودشد الازار بحيث يعجب به الناس ، أو كناية عن دقة الوسط وعدم ضخامته
وفي نسخ الكافي بالدال المهملة ( 2 ) والادرة نفخة في الخصية فهو كناية عن عظمها و
استرسالها أو عن الاخير فقط .
55 قب : تفسير يوسف القطان ، عن وكيع ، عن الثوري ، عن السدي
قال : كنت عند عمر بن الخطاب إذ أقبل كعب بن الاشرف ومالك بن الصيفي و
حيي بن أخطب فقالوا : إن في كتابكم ( وجنة عرضها السماوات والارض ( 3 ) ) إذا
كان سعة جنة واحدة كسبع سماوات وسبع أرضين فالجنان كلها يوم القيامة أين
يكون ؟ فقال عمر : لا أعلم ، فبينماهم في ذلك إذ دخل علي عليه السلام فقال : في أي شئ
أنتم ؟ فالتفت اليهودي وذكر المسألة ، فقال عليه السلام لهم : خبروني من النهار ( 4 ) إذا
أقبل الليل أين يكون ، والليل إذا أقبل النهار أين يكون ؟ فقال له : في علم الله
يكون ، قال علي عليه السلام : كذلك الجنان تكون في علم الله ، فجاء علي عليه السلام إلى
النبي صلى الله عليه وآله وأخبره بذلك فنزل : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ( 5 ) ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) القاموس 3 : 64 .
( 2 ) راجع الجزء السادس من الطبعة الحديثة : 51 .
( 3 ) سورة آل عمران : 133 .
( 4 ) في المصدر : أن النهار .
( 5 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 486 .
والاية في سورة النحل : 43 .
والانبياء : 7 .
[175]
بيان : لعل المعنى كما أن الله يوجد النور والظلمة في كل يوم وليل فكذلك
يخلق الامكنة بعد إيجاد الجنان ، وقد تكلمنا في حل الشبهة في كتاب المعاد .
56 قب : جابر وابن عباس إن ابي بن كعب قرأ عند النبي صلى الله عليه وآله
( وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة ( 1 ) ) فقال النبي صلى الله عليه وآله لقوم عنده وفيهم أبوبكر
وعبيدة وعمر وعثمان وعبدالرحمن : قولوا الآن ما أول نعمة أعزكم الله بها و
بلاكم بها ؟ فخاضوا من المعاش والرياش والذرية والازواج ، فلما أمسكوا قال :
يا أبا الحسن قل ، فقال عليه السلام : إن الله خلقني ولم أك شيئا مذكورا ، وأن أحسن
بي فجعلني حيا لامواتا ، وأن أنشأني فله الحمد في أحسن صورة وأعدل تركيب
وأن جعلني متفكرا واعيا لا أبله ساهيا ، وأن جعل لي شواعر ادرك بها ما ابتغيت
وجعل في سراجا منيرا ، وأن هداني لدينه ولن يضلني عن سبيله ، وأن جعل لي
مردا في حياة لا انقطاع لها ، وأن جعلني ملكا مالكا لا مملوكا ، وأن سخر لي سماءه
وأرضه وما فيهما وما بينهما من خلقه ، وأن جعلنا ذكرانا قواما على حلائلنا لا إناثا
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في كل كلمة : صدقت ، ثم قال : فما بعد هذا ؟ فقال
علي عليه السلام : ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : ليهنئك
الحكمة ليهنئك العلم يا أبا الحسن ، أنت وارث علمي والمبين لامتي ما اختلفت فيه
من بعدي ، الخبر .
الحلية : أبوصالح الحنفي عن علي عليه السلام قال : قلت : يا رسول الله أوصني ،
قال : قل ربي الله ثم استقم ، قال : قلت : ربي الله وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت
-بحار الانوار مجلد: 36 من ص 175 سطر 19 الى ص 183 سطر 18
وإليه انيب ، فقال صلى الله عليه وآله : ليهنئك العلم يا أباالحسن ، لقد شربت العلم شربا و
نهلته نهلا .
فضائل أحمد : إسماعيل بن عياش بإسناده عن علي عليه السلام قضى في عهد
رسول الله صلى الله عليه وآله فأعجب رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : الحمد لله الذي
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة لقمان : 20 .
[176]
جعل الحكمة فينا أهل البيت ( 1 ) .
ايضاح : ( ونهلته ) أي شربته أولا ، أو بالتشديد أي جعلته منهلا يرد الناس
عليه ، قال الجوهري : المنهل : المورد ، وهو عين ماء ترده الابل في المراعي ، و
النهل : الشرب الاول ، وقد نهل بالكسر وانهلته أنا ، لان الابل تسقى في
أول الورد فترد إلى العطن ( 2 ) .
ثم تسقى الثانية وهي العلل فترد إلى المرعى ( 3 ) .
57 جا : علي بن بلال ، عن علي بن عبدالله ، عن الثقفي ، عن القتاد ،
عن علي بن هاشم ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب قال : سمعت يحيى بن ام الطويل
يقول : سمعت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : ما بين لوحي المصحف
من آية إلا وقد علمت فيمن نزلت وأين نزلت ، في سهل أو جبل ، وإن بين جوانحي
لعلما جما فاسألوني قبل أن تفقدوني ، فإنكم إن فقد تموني لم تجدوا من يحدثكم
مثل حديثي .
( 4 ) .
58 فض ، يل : عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : كنت عند أميرالمؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام في بعض غزواته ، فمررنا بواد مملوء نملا ، فقلت : يا
أميرالمؤمنين ترى يكون أحد ( 5 ) من خلق الله تعالى يعلم عدد هذا النمل ؟ قال :
نعم يا عمار ، أنا أعرف رجلا يعلم عدده وكم فيه ذكر وكم فيه انثى ؟ فقلت : من
ذلك الرجل يا مولاي ؟ فقال : يا عمار ما قرأت ( 6 ) في سورة يس : ( وكل شئ أحصيناه
في إمام مبين ) ؟ فقلت : بلى يا مولاي ، فقال : أنا ذلك الامام المبين .
( 7 )
59 فض : عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أتاني جبرئيل بدرنوك
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 488 و 489 .
( 2 ) العطن : مبرك الابل .
( 3 ) صحاح اللغة : 1837 .
( 4 ) امالى المفيد : 90 .
( 5 ) في الروضة : اترى احدا ؟ .
( 6 ) في المصدرين : اما قرأت .
( 7 ) الروضة : 2 .
الفضائل : 98 .
[177]
من درانيك الجنة فجلست عليه ، فلما صرت بين يدي ربي فكلمني وناجاني ، فما
علمت من الاشياء شيئا إلا علمته ابن عمي علي بن أبي طالب عليه السلام ، فهو باب مدينة
علمي ، ثم دعاه النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا علي سلمك سلمي وحربك حربي ، وأنت العلم
فيما بيني وبين امتي بعدي .
( 1 )
60 فض ، يل : بالاسناد يرفعه إلى عبدالملك بن سليمان : وجدفي قبر
الزمازمي رق فيه مكتوب تاريخه ألف ومائتا سنة بالخط السريانية ، وتفسيره
بالعربية : قال : لما وقعت المشاجرة بين موسى بن عمران والخضر عليهما السلام في قوله
عزوجل في سورة الكهف في قصة السفينة والغلام والجدار ، ورجع إلى قومه فسأله
أخوه هارون عما استعلمه من الخضر ، فقال : علم لا يضر جهله ، ولكن كان ما هو
أعجب من ذلك ، قال : وما أعجب من ذلك ؟ قال : بينما نحن على شاطئ الحر
وقوف إذا قد أقبل طائر على هيئة الخطاف ، فنزل على البحر فأخذ بمنقاره فرمى
به إلى الشرق ، ثم أخذ ثانية فرمى به إلى الغرب ، ثم أخذ ثالثة فرمى به إلى
الجنوب ثم أخذ رابعة فرمى به إلى الشمال ، ثم أخذ فرمى به إلى السماء ، ثم أخذ
فرمى به إلى الارض ثم أخذ مرة اخرى فرمى به إلى البحر ، ثم جعل يرفوف و
طار ، فبقينا متحيرين لا نعلم ما أراد الطائر بفلعه ، فبينما نحن كذلك إذ بعث الله
علينا ملكا في صورة آدمي ، فقال : مالي أراكم متحيرين ؟ قلنا : فيما أراد الطائر
بفلعه قال : ما تعلمان ما أراد ؟ قلنا : الله أعلم ، قال : إنه يقول : وحق من شرق
الشرق وغرب الغرب ورفع السماء ودحا الارض ليبعثن الله في آخر الزمان نبيا
اسمه محمد صلى الله عليه وآله له وصي اسمه علي عليه السلام ، علمكما جميعا في علمهما مثل هذه القطرة
في هذا البحر ( 2 ) .
61 شكف : من مناقب الخوارزمي عن علي عليه السلام قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله
إلى اليمن ، فقلت : تبعثني وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدرى بالقضاء ؟ ( 3 ) فضرب
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الروضة : 12 .
( 2 ) الروضة : 26 و 27 .
ولم نجده في الفضائل .
( 3 ) في المصدر : ولا ادرى ما القضاء .
[178]
في صدري وقال : اللهم اهد قلبه وثبت لسانه ، قال : فو الذي فلق الحبة ما شككت
بعد في قضاء بين اثنين .
وقد ذكره النسائي وساقه في صحيحه ، وقد ذكره أحمد بن
حنبل في مسنده : قال علي عليه السلام : بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى اليمن وأنا حدث السن
قال قلت : تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث ولا علم لي بالقضاء ؟ قال : إن الله
سيهدي لسانك ويثبت قلبك ، فما شككت في قضاء بين اثنين بعد .
ومن المناقب عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قلت : يا رسول الله أوصني قال :
قل : ربي الله ثم استقم ، فقلتها وزدت : ( وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه انيب ) )
فقال : ليهنئك العلم يا أبا الحسن ، لقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا .
ومنه قال علي عليه السلام : والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم انزلت وأين
انزلت ، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا سؤولا .
ومنه عن أبي البختري قال : رأيت عليا عليه السلام صعد المنبر بالكوفة ، وعليه
مدرعة كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله ، متقلدا بسيف رسول الله صلى الله عليه وآله متعمما بعمامة رسول الله
صلى الله عليه وآله ، في إصبعه خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقعد على المنبر وكشف عن
بطنه فقال : سلوني قبل ( 1 ) أن تفقدوني ، فإنما بين الجوانح مني علم جم ، هذا
سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، هذا ما زقني رسول الله صلى الله عليه وآله زقا ، من غير
وحي اوحي إلي ، فوالله لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها لافتيت لاهل التوراة
بتوراتهم ولاهل الانجيل بإنجيلهم ، حتى ينطق الله التوراة والانجيل فيقول ( 2 ) :
صدق علي قد أفتاكم بما انزل في ( وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) .
ومن مسند أحمد من حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وآله قال لفاطمة : ألا
ترضين أني زوجتك ( 3 ) أقدم امتي سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما ؟
ونقلت مما خرجه صديقنا العز المحدث الحنبلي قال النبي صلى الله عليه وآله : أقضأكم
علي .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر و ( م ) و ( د ) : من قبل .
( 2 ) في المصدر : فتقول .
( 3 ) في ( ك ) : ألا ترضيننى أنى قد زوجتك .
[179]
وقال ابن عباس : لقد اعطي ( 1 ) علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم ، وايم
الله لقد شاركهم في العشر العاشر .
وقال أبوالطفيل : شهدت عليا يخطب وهو يقول : سلوني فوالله لا تسألوني
عن شئ إلا أخبرتكم به ، واسألوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم
أبليل نزلت أم نهار أم في سهل أم في جبل .
ورواه أبوالمؤيد في مناقبه أيضا .
وقيل لعطاء : أكان في أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أحد أعلم من علي ؟ قال : لا والله
ما أعلمه .
وقال عمر بن سعيد : قلت لعبد بن عياش بن أبي ربيعة ( 2 ) : يا عم لم كان
صغي الناس ( 3 ) إلى علي ؟ فقال ، يا ابن أخي إن عليا كان له ما شئت من ضرس
قاطع في العلم ، وكان له السطة في العشيرة ، والقدم في الاسلام ، والصهر لرسول الله
صلى الله عليه وآله ، والفقه في السنة ، والنجدة في الحرب ، والجود في الماعون .
وقالت عائشة : علي أعلم الناس بالسنة .
ومن مناقب أبي المؤيد عن ابن عباس قال : خطبنا عمر فقال : علي أقضانا
وابي أقرؤنا .
ومن المناقب عن ابن عباس قال : العلم ستة أسداس ، لعلي من ذلك خمسة
أسداس وللناس سدس ، ولقد شاركنا في السدس ، حتى لهو أعلم به منا .
وعن ابن
عباس أيضا مثله .
ومنه قال ( 4 ) أخبرني سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه مرفوعا إلى سلمان
عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : أعلم امتي بعدي علي بن أبي طالب عليه السلام .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : والله لقد اعطى .
( 2 ) في النسخ ( عبدالله بن عباس بن ابى ربيعة ) وهو سهو ، والصحيح ( عياش ) أورد
العسقلانى ترجمته في الاصابة 2 : 348 راجعه .
( 3 ) في المصدر و ( م ) و ( د ) : صغوا الناس
( 4 ) أورد هذه الرواية والتى تليها في المصدر قبل جميع الروايات التى نقلها المصنف عن
كشف الغمة .
[180]
وبالاسناد عن شهردار يرفعه إلى عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله
قسمت الحكمة على عشرة أجزاء ، فاعطي علي تسعة والناس جزءا واحدا .
ورواه
الحافظ في الحلية أيضا .
ومنه عن عبدالله قال : قرأت على رسول الله صلى الله عليه وآله سبعين سورة ، وختمت القرآن
على خير الناس علي بن أبي طالب عليه السلام .
ومنه عن عبد خير عن علي عليه السلام قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله أقسمت أو
حلفت لا أضع ردائي عن ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين ، فما وضعت ردائي عن
ظهري حتى جمعت القرآن .
ومن المناقب أن عمر اتي بامرأة وضعت لستة أشهر فهم برجمها ، فبلغ ذلك
عليا فقال : ليس عليها رجم ، فبلغ ذلك عمر فأرسل إليه يسأله ، فقال علي عليه السلام :
( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ( 1 ) ) وقال :
( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ( 2 ) ) فستة أشهر حمله وحولان تمام ( 3 ) ، لاحد عليها
ولا رجم عليها ( 4 ) ، قال : فخلى عنها .
ومنه عن سعيد بن المسيب قال : سمعت عمر يقول : اللهم لا تبقني لمعضلة ليس
لها ابن أبي طالب ( 5 ) حيا .
ومنه عن محمد بن خالد الضبي قال : خطبهم عمر بن الخطاب فقال : لوصرفناكم
عما تعرفون إلى ما تذكرون ( 6 ) ما كنتم صانعين ؟ قال : فأرموا قال ذلك ثلاثا
فقام علي عليه السلام فقال : إذا كنا نستتيبك ، فإن تبت قبلناك ، قال : وإن لم أتب ؟
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة البقرة : 233 .
( 2 ) سورة الاحقاف : 15 .
( 3 ) كذا في النسخ ، وفي المصدر : وحولان تمام الرضاعة .
( 4 ) في المصدر : وإن شئت لا رجم عليها .
( 5 ) في المصدر : ليس لها على بن ابى طالب حيا .
( 6 ) في المصدر : إلى ما تنكرون .