[291]

يأكل ويشرب ولا يتردى من سطح ولا يتهور في بئر ، قال : فانصرفت وهي تبكي فلما ولت فصارت حيث لا تسمع كلامه قال : اللهم إنها ثلاث شهادات .
قال : فاستقبلها عمرو بن حريث المخزومي فقال لها : ما يبكيك يا أمة الله و قد رأيتك تختلفين إلى علي تسألينه أن يطهرك ؟ فقالت : إني أتيت أميرالمؤمنين عليه السلام فسألته أن يطهرني قال : ( 1 ) اكفلي ولدك حتى يعقل أن يأكل ويشرب ولا يتردى من سطح ولا يتهور في بئر ، وقد خفت أن يأتي علي الموت ولم يطهرني فقال لها عمرو بن حريث : ارجعي إليه فأنا أكفله ، فرجعت فأخبرت أميرالمؤمنين عليه السلام بقول عمرو ، فقال لها أميرالمؤمنين عليه السلام وهو متجاهل عليها : ولم يكفل عمرو ولدك ؟ فقالت : يا أميرالمؤمنين إني زنيت فطهرني ، فقال : وذات بعل أنت إذ فعلت ما فعلت ؟ قالت : نعم ، قال : أفغائبا كان بعلك إذ فعلت ما فعلت أم حاضرا قالت : ( 2 ) بل حاضرا ، قال : فرفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إنه قد ثبت لك عليها أربع شهادات ، وإنك قد قلت لنبيك صلى الله عليه وآله فيما أخبرته به من دينك : يا محمد من عطل حدا من حدودي فقد عاندني وطلب بذلك مضادتي اللهم فاني غير معطل حدودك ولا طالب مضادتك ولا مضيع لاحكامك بل مطيع لك ومتبع سنة نبيك ، قال : فنظر إلى عمرو بن حريث ( 3 ) وكأنما الرمان يفقأ في وجهه فلما نظر إلى ذلك عمرو ( 4 ) قال : يا أميرالمؤمنين إنني إنما أردت أن أكفله إذ ظننت أنك تحب ذلك ، فأما إذا كرهته فإني لست أفعل ، فقال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه : أبعد أربع شهادات بالله ؟ لتكفلنه وأنت صاغر ، فصعد أميرالمؤمنين عليه السلام المنبر فقال : يا قنبر ناد في الناس : الصلاة جامعة ، فنادى قنبر في الناس ، فاجتمعوا حتى غص المجسد بأهله ، وقام أميرالمؤمنين عليه السلام فحمد الله و *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : فقال .
( 2 ) في المصدر : فقالت : ( 3 ) في المصدر : فنظر إليه عمرو بن حريث .
( 4 ) في المصدر : فلما رأى ذلك عمرو .

[292]

أثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إن إمامكم خارج بهذه المرأة إلى هذا الظهر ليقيم عليها الحد إن شاء الله ، فعزم عليكم أميرالمؤمنين لما خرجتم وأنتم متنكرون ومعكم أحجاركم لا يتعرف منكم أحد إلى أحد ( 1 ) حتى تنصرفوا إلى منازلكم إن شاءالله قال : ثم نزل .
فلما أصبح الناس بكرة خرج بالمرأة وخرج الناس متنكرين متلثمين بعمائمهم وبأرديتهم ، والحجارة في أرديتهم وفي أكمامهم حتى انتهى بها ، والناس معه إلى الظهر بالكوفة ، فأمر أن يحفر لها حفيرة ، ثم دفنها فيه ( 2 ) ، ثم ركب بغلته وأثبت رجله ( 3 ) في غرز الركاب ، ثم وضع إصبعيه السبابتين في اذنيه ، ثم نادى بأعلى صوته : يا أيها الناس إن الله تبارك وتعالى عهد إلى نبيه صلى الله عليه وآله عهدا عهده محمد صلى الله عليه وآله إلي بأنه لا يقيم الحد من لله عليه حد ، فمن كان لله عليه مثل ماله عليها ( 4 ) فلا يقيم عليها الحد قال : فانصرف الناس يومئذ كلهم ما خلا أميرالمؤمنين والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، فأقام هؤلاء الثلاثة عليها الحد يومئذ وما معهم غيرهم ، قال : وانصرف فيمن انصرف يومئذ محمد بن أميرالمؤمنين .
( 5 ) بيان : المجح بالجيم ثم الحاء المهملة : الحامل التي قرب وضع حملها وعظم بطنها .
وتهور الرجل : وقع في الامر بقلة مبالاة .
والفقأ : الشق .
والمنزل غاص بأهله أي ممتلئ بهم .
66 كا : علي بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمد بن خالد رفعه إلى أميرالمؤمنين صلوات الله عليه قال : أتاه رجل بالكوفة فقال له : يا أميرالمؤمنين إني زنيت فطهرني قال : ممن أنت ؟ قال : من مزينة ، قال : أتقرأ من القرآن شيئا ؟ قال : بلى ، قال : *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : لا يتعرف احد منكم إلى أحد .
( 2 ) في المصدر : فيها .
( 3 ) في المصدر : رجليه .
والغرز : ركاب الرحل من جلد .
( 4 ) في المصدر : فمن كان عليه حد مثل ما عليها .
( 5 ) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : 185 187 .

[293]

فاقرأ ، فقرأ فأجاد ، فقال : أبك جنة ؟ قال : لا ، قال : فاذهب حتى نسأل عنك فذهب الرجل ثم رجع إليه بعد فقال : يا أميرالمؤمنين إني زنيت فطهرني ، فقال : ألك زوجة ؟ قال : بلى ، قال : فمقيمة معك في البلد ؟ قال : نعم قال : فأمره أميرالمؤمنين عليه السلام فذهب ، وقال : حتى نسأل عنك ، فبعث إلى قومه فسأل عن خبره ، فقالوا : يا أميرالمؤمنين صحيح العقل ، فرجع إليه الثالثة فقال ( 1 ) مثل مقالته ، فقال له : اذهب حتى نسأل عنك ، فرجع إليه الرابعة .
فلما أقر قال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه لقنبر : احتفظ به ، ثم غضب ثم قال : ما أقبح بالرجل منكم أن يأتي بعض هذه الفواحش فيفضح نفسه على رؤوس الملاء : أفلاتاب في بيته ؟ فو الله لتوبته فيما بينه و بين الله أفضل من إقامتي عليه الحد ، ثم أخرجه ونادى في الناس : يا معشر الناس ( 2 ) اخرجوا ليقام على هذا الرجل الحد ولا يعرفن أحدكم صاحبه ، فأخرجه إلى الجبان ( 3 ) فقال : يا أميرالمؤمنين اصلي ركعتين ( 4 ) [ فصلى ركعتين ] ثم وضعه في حفرته ، واستقبل الناس بوجهه فقال : يا معاشر المسلمين إن هذه حقوق الله ( 5 ) فمن كان لله في عنقه حق فلينصرف ، ولا يقيم حدود الله من في عنقه حد ، ( 6 ) فانصرف الناس وبقي هو والحسن والحسين عليهم السلام ، وأخذ ( 7 ) حجرا فكبر ثلاث تكبيرات ثم رماه بثلاثة أحجار في كل حجر ثلاث تكبيرات ، ثم رماه الحسن مثل ما رماه أميرالمؤمنين ، ثم رماه الحسين فمات الرجل ، فأخرجه أميرالمؤمنين عليه السلام فأمر فحفر له وصلى عليه ودفنه ، فقيل : يا أميرالمؤمنين ألا تغسله ؟ فقال : قد اغتسل بما هو *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : فقال له .
( 2 ) في المصدر : يا معشر المسلمين .
( 3 ) الجبان والجبانة بالتشديد : الصحراء .
( 4 ) في المصدر : انظرنى اصلى ركعتين ، ثم وضعه اه .
( 5 ) في المصدر : ان هذا حق من حقوق الله .
( 6 ) في المصدر : من في عنقه لله حد .
( 7 ) في المصدر : فأخذ .

[294]

طاهر إلى يوم القيامة ، لقد صبر على أمر عظيم .
( 1 ) 67 كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن سيف بن الحارث ( 2 ) ، عن محمد ابن عبدالرحمن العرزمي ، عن أبيه عبدالرحمن ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما السلام قال : اتي عمر برجل قد نكح في دبره ، فهم أن يجلده ، فقال للشهود : رأيتموه يدخله كما يدخل الميل في المكحلة ؟ فقالوا : نعم ، فقال لعلي صلوات الله عليه : ما ترى في هذا ؟ فطلب الفحل الذي نكحه فلم يجده ، فقال علي عليه السلام : أرى فيه أن تضرب عنقه ، قال : أمربه ( 3 ) فضربت عنقه ، ثم قال : خذوه فقد بقيت له عقوبة اخرى قال : ( 4 ) وماهي ؟ قال : ادع بطن ( 5 ) من حطب ، فدعا بطن من حطب ، فلف فيه ، ثم أخرجه فأحرقه بالنار ، قال : ثم قال : إن لله عبادا لهم في أصلابهم أرحام كأرحام النساء ، قال : فمالهم لا يحملون فيها ؟ قال : لانها منكوسة في أدبارهم غدة كغدة البعير ، فإذا هاجت هاجوا وإذا سكنت سكنوا .
( 6 ) 68 كا : أبوعلي الاشعري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن العباس ابن عامر ، عن سيف بن عميرة ، عن عبدالرحمن العرزمي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : وجد رجل مع رجل في إمارة عمر ، فهرب أحدهما واخذ الآخر فجيئ به إلى عمر ، فقال للناس : ما ترون ؟ قال : فقال هذا ؟ اصنع كذا ، وقال هذا : اصنع كذا ، قال : فما تقول ( 7 ) يا أبا الحسن ؟ قال : اضرب عنقه ، فضرب عنقه ، قال : ثم أراد أن يحمله فقال : مه إنه قد بقي من حدوده شئ ، قال : أي شئ *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : 188 و 189 .
( 2 ) في المصدر : عن أحمد بن محمد عن يوسف بن الحارث .
( 3 ) في المصدر : فأمربه .
( 4 ) في المصدر : قالوا .
( 5 ) الطن بالضم حزمة القصب .
( 6 ) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : 199 .
( 7 ) في المصدر : قال : فقال ما تقول اه .

[295]

بقي ؟ قال : ادع بحطب ، قال : فدعا عمر بحطب فأمر به أميرالمؤمنين عليه السلام فأحرقه به ( 1 ) .
69 كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن مالك بن عطية عن أبي عبدالله عليه السلام قال : بينا أميرالمؤمنين عليه السلام في ملا من أصحابه إذا أتاه رجل فقال : يا أميرالمؤمنين إني أوقبت ( 2 ) على غلام فطهرني ، فقال له : يا هذا امض إلى منزلك لعل مرارا هاج بك ، فلما كان من غدعاد إليه فقال له : يا أميرالمؤمنين إني أوقبت على غلام فطهرني ، فقال له : يا هذا امض إلى منزلك لعل مرارا هاج بك حتى فعل ذلك ثلاثا بعد مرته الاولى ، فلما كان في الرابعة قال له : يا هذا إن رسول الله صلى الله عليه وآله حكم في مثلك بثلاثة أحكام فاختر أيهن شئت ، قال : وما هن يا أميرالمؤمنين ؟ قال : ضربة بالسيف في عنقك بالغة ما بلغت ، أو دهداه ( 3 ) من جبل مشدود اليدين والرجلين ، أو إحراق بالنار ، فقال : يا أميرالمؤمنين أيهن أشد علي ؟ قال : الاحراق بالنار ، قال : فإني قد اخترتها يا أميرالمؤمنين ، قال : فخذ لذلك اهبتك ، فقال : نعم ، فقام فصلى ركعتين ، ثم جلس في تشهده فقال : اللهم إني قد أتيت من الذنب ما قد علمته ، وإنني ( 4 ) تخوفت من ذلك فجئت إلى وصي رسولك وابن عم نبيك فسألته أن يطهرني ، فخيرني بين ثلاثة أصناف من العذاب ، اللهم فإني قد اخترت أشدها ، اللهم فإني أسألك أن تجعل ذلك كفارة لذنوبي ، وأن لا تحرقني بنارك في آخرتي ، ثم قام وهو باك ، ثم جلس ( 5 ) في الحفرة التي حفرها له أميرالمؤمنين عليه السلام وهو يرى النار تتأجج ( 6 ) حوله ، قال : فبكى *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : 199 و 200 .
( 2 ) في المصدر : قد أوقبت .
( 3 ) دهده الحجر فتدهده : دحرجه فتدحرج .
وفي المصدر : أو إهداء .
( 4 ) في المصدر : وانى .
( 5 ) في المصدر : حتى جلس .
( 6 ) تأجج : التهب .

[296]

أميرالمؤمنين عليه السلام وبكى أصحابه جميعا ، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : قم يا هذا فقد أبكيت ملائكة السماء وملائكة الارض ، فإن الله قد تاب عليك ، فقم لا تعادون شيئا مما قد فعلت ( 1 ) .
70 كا : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس ، عن بعض أصحابه رفعه قال : كان على عهد أميرالمؤمنين عليه السلام متواخيان ( 2 ) في الله عز وجل ، فمات أحدهما وأوصى إلى الآخر في حفظ بنية كانت له ، فحفظها الرجل وأنزلها منزلة ولده في اللطف والاكرام والتعاهد لها ، ثم حضره سفر فخرج و أوصى امرأته في الصبية ، فأطال السفر حتى أدركت ( 3 ) الصبية ، وكان لها جمال ، وكان الرجل يكتب في حفظها والتعاهد لها ، فلما رأت ذلك امرأته خافت أن يقدم فيراها قد بلغت مبلغ النساء ، فيعجبه جمالها فيتزوجها ، فعمدت إليها هي ونسوة معها قد كانت أعدتهن ، فأمسكنها لها ، ثم افترعها بإصبعها ، فلما قدم الرجل من سفر وصار في منزله دعا الجارية فأبت أن تجيبه استحياء مما صارت إليه ، فألح عليها في الدعاء ( 4 ) ، كل ذلك تأبى أن تجيبه ، فلما أكثر عليها قالت له امرأته : دعها فإنها تستحيي أن تأتيك من ذنب كانت فعلته ، قال لها : وما هو ؟ قالت كذا وكذا ، ورمتها بالفجور ، فاسترجع الرجل ، ثم قام إلى الجارية فوبخها ، فقال لها ( 5 ) : ويحك أما علمت ما كنت أصنع بك من الالطاف ؟ والله ما كنت اعدك إلا لبعض ولدي وإخواني ( 6 ) وإن كنت لابنتي ، فما دعاك إلى ما صنعت ؟ فقالت له الجارية : أما إذا قيل لك ما قيل فو الله ما فعلت الذي رمتني به امرأتك ، ولقد
-بحار الانوار مجلد: 36 من ص 296 سطر 19 الى ص 304 سطر 18 كذبت علي ، وإن القصة لكذا وكذا ، ووصفت له ما صنعت بها امرأته ، قال : *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : 201 و 202 .
( 2 ) في المصدر : رجلان متواخيان .
( 3 ) في المصدر و ( م ) : حتى إذا أدركت .
( 4 ) في المصدر : بالدعاء .
( 5 ) في المصدر : وقال لها .
( 6 ) في المصدر : أو إخوانى .

[297]

فأخذ الرجل بيد امرأته ويد الجارية فمضى بهما حتى أجلسهما بين يدي أميرالمؤمنين عليه السلام وأخبره بالقصة كلها ، وأقرت المرأة بذلك ، قال : وكان الحسن بين يدي أبيه له أميرالمؤمنين عليه السلام : اقض فيها ، فقال الحسن عليه السلام : نعم على المرأة الحد لقذفها الجارية ، وعليها القيمة لافتراعها إياها ، قال : فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : صدقت ثم قال : أما لو كلف الجمل الطحن لفعل ( 1 ) .
بيان : الافتراع : إزالة البكارة .
وقوله عليه السلام : ( أما لو كلف الجمل الطحن لفعل ) تمثيل لاضطرار الجارية ، وأنها معذورة في ذلك ، أولان كل من له قوة على أمر إذا كلف ذلك يتأتى منه ، فالحسن عليه السلام لما كان قويا على أمر القضاء لو كلف لفعل .
71 كا : يونس ، عن عبدالله بن سنان قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : الحد في الخمر إن شرب منها قليلا أو كثيرا ، قال : ثم قال : اتي عمر بقدامة بن مظعون وقد شرب الخمر وقامت عليه البينة ، فسأل عليا عليه السلام فأمره أن يجلده ثمانين ، فقال قدامة : يا أميرالمؤمنين ليس علي حد أنامن أهل هذه الآية : ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ( 2 ) ) قال : فقال علي عليه السلام : لست من أهلها إن طعام أهلها لهم حلال ، ليس يأكلون ولا يشربون إلا ما أحل الله ( 3 ) لهم ، ثم قال علي عليه السلام : إن الشارب إذا شرب لم يدر ما يأكل ولا ما يشرب ، فاجلدوه ثمانين جلدة ( 4 ) .
72 كا : أبو علي الاشعري ، عن أحمد بن النضر ( 5 ) عن عمرو بن شمر ، عن جابر رفعه ، عن أبي مريم قال : أتي أميرالمؤمنين صلوات الله عليه بالنجاشي الشاعر *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : 207 .
( 2 ) سورة المائدة : 93 .
( 3 ) في المصدر : إلا ما أحله الله لهم .
( 4 ) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : 215 و 216 .
( 5 ) في المصدر : ابوعلى الاشعرى ، عن محمد بن سالم ، عن احمد بن النضر .

[298]

قد شرب الخمر في شهر رمضان ، فضربه ثمانين ثم حبسه ليلا ( 1 ) ثم دعا به من الغد فضربه عشرين سوطا ، فقال له : يا أميرالمؤمنين ما هذا ؟ ضربتني ثمانين في شرب الخمر ( 2 ) وهذه العشرون ما هي ؟ فقال : هذا لتجريك على شرب الخمر في شهر رمضان ( 3 ) .
73 كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : شرب رجل الخمر على عهد أبي بكر فرفع إلى أبي بكر ، فقال له : أشربت خمرا ؟ قال : نعم ، قال : ولم وهي محرمة ؟ قال : فقال الرجل ( 4 ) : إني أسلمت و حسن إسلامي ومنزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر ويستحلون ( 5 ) ولو علمت أنها حرام اجتنبتها ، فالتفت أبوبكر إلى عمر فقال : ما تقول في أمر هذا الرجل ؟ فقال عمر : معضلة وليس لها إلا أبوالحسن ، فقال أبوبكر : ادع لنا عليا : فقال عمر : يؤتى الحكم في بيته ، فقاما والرجل معهما ومن حضرهما من الناس حتى أتوا أميرالمؤمنين عليه السلام ، فأخبراه بقصة الرجل وقص الرجل قصته ، قال : ابعثوا ( 6 ) معه من يدور به على مجالس المهاجرين والانصار من كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه ، ففعلوا ذلك ( 7 ) فلم يشهد عليه أحد بأنه قرأ عليه آية التحريم ، فخلى عنه وقال له : إن شربت بعدها أقمنا عليك الحد ( 8 ) ، بيان : قال الجوهري : الحكم بالتحريك : الحاكم ، وفي المثل ( في بيته يؤتي *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : ثم حبسه ليلة .
( 2 ) في المصدر : فقد ضربتنى في شرب الخمر .
( 3 ) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : 216 .
( 4 ) في المصدر : فقال له الرجل .
( 5 ) في المصدر : ويستحلونها .
( 6 ) في المصدر : قال فقال : ابعثوا .
( 7 ) في المصدر : ففعلوا ذلك به .
( 8 ) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : 216 و 217 .

[299]

الحكم ( 1 ) ) وقال الميداني في مجمع الامثال وشارح اللباب وغيرهما : هذا ممازعمت العرب عن ألسن البهائم ، قالوا : إن الارنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها فانطلقا يختصمان إلى الضب ، فقالت الارنب يا أبا الحسل ، فقال : سميعا دعوت ، قالت : أتيناك لنختصم إليك ، قال : عادلا حكمتما ، قالت : فاخرج إلينا ، قال : في بيته يؤتي الحكم ، قالت : وجدت ( 2 ) تمرة ، قال : حلوة فكليها ، قالت فاختلسها الثعلب ، قال : لنفسه بغي الخير ، قالت : فلطمته ، قال : بحقك أخذت ، قالت فلطمني ، قال : حر انتصر ، قالت : فاقض بيننا ، قال : حدث حديثين امرأة فإن أبت فأربعة ! فذهبت أقواله كلها أمثالا انتهى ( 3 ) .
74 كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن عمرو بن عثمان ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لقدقضى أميرالمؤمنين عليه السلام بقضية ما قضى بها أحد كان قبله ، وكانت أول قضية قضي بها بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وذلك أنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وافضي الامر إلى أبي بكر اتي برجل قد شرب الخمر ، فقال له أبوبكر : أشربت الخمر ؟ فقال الرجل : نعم فقال : ولم شربتها و هي محرمة ؟ فقال : إنني أسلمت ( 4 ) ومنزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر ويستحلونها ، ولم أعلم ( 5 ) أنها حرام فأجتنبها ، قال : فالتفت أبوبكر إلى عمر فقال : ما تقول يابا حفص في أمر هذا الرجل ؟ فقال : معضلة وأبوالحسن لها ، فقال أبوبكر : يا غلام ادع لنا عليا ، فقال عمر : بل يؤتى الحكم في منزله ، فأتوه ومعه سلمان الفارسي ، فأخبره بقصة الرجل ، فاقتص عليه قصته ، فقال علي عليه السلام لابي بكر : ابعث معه من يدور به على مجالس المهاجرين والانصار فمن كان تلا *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الصحاح 1902 .
( 2 ) في المصدر : انى وجدت .
( 3 ) مجمع الامثال 2 : 19 .
وفيه : قالت فاقض بيننا ، قال : قد قضيت .
وقد اشرنا سابقا إلى عدم مناسبة الجملة المذكورة في المتن بهذا المقام في ص 232 .
( 4 ) في المصدر : اننى لما اسلمت .
( 5 ) في المصدر : ولو أعلم .

[300]

عليه آية التحريم فليشهد عليه ، فإن لم يكن تلا عليه آية التحريم فلا شئ عليه ، ففعل أبوبكر بالرجل ما قال علي عليه السلام فلم يشهد عليه أحد ، فخلى سبيله ، فقال سلمان لعلي عليه السلام : لقد أرشدتهم ، فقال علي عليه السلام : إنما أردت أن اجدد تأكيد هذه الآية في وفيهم : ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ( 1 ) ) .
بيان : قال الجزري في النهاية : العضل : المنع والشدة ، يقال : أعضل بي الامر إذا ضاقت عليك فيه الحيل ، ومنه حديث عمر ( أعوذ بالله من كل معضلة ليس لها أبوحسن ) وروي ( معضلة ) أراد المسألة الصعبة أو الخطبة ( 2 ) الضيقة المخارج من الاعضال والتعضيل ، ويريد بأبي الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام ( 3 ) .
شا : روي من رجال الخاصة والعامة مثله ( 4 ) .
75 كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أتى قوم أميرالمؤمنين عليه السلام فقالوا : السلام عليك يا ربنا ! فاستتابهم فلم يتوبوا ، فحفر لهم حفيرة وأوقد فيها نارا ، وحفر حفيرة إلى جانبها اخرى ( 5 ) وأفضى بينهما ، فلما لم يتوبوا ألقاهم في الحفيرة وأوقد في الحفيرة الاخرى حتى ماتوا ( 6 ) .
كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير مثله ( 7 ) .
ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : 249 .
( 2 ) في المصدر : أو الخطة الضيقة .
( 3 ) النهاية 3 : 105 .
وفيه : يريد بأبى حسن .
( 4 ) الارشاد للمفيد : 95 .
( 5 ) في المصدر : وحفر حفيرة اخرى إلى جانبها .
( 6 ) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : 257 .
( 7 ) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : 258 و 259 .