[321]
في ظلال من الشجر والخيام من اللؤلؤ ، طول كل خيمة مسيرة فرسخ في فرسخ
ثم ساقالحديث إلى قوله : ( إنا كذلك نجزي المحسنين ( 1 ) ) المطيعين لله أهل بيت
محمد في الجنة .
وجاء في تفسير قوله تعالى : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ( 2 ) )
علي بن أبي طالب عليه السلام .
الحلية : قال سالم بن الجعد : رأيت الغنم تبعر ( 3 ) في بيت المال في زمن
أميرالمؤمنين عليه السلام .
وفيها عن الشعبي قال : كان أميرالمؤمنين عليه السلام ينضحه ويصلي فيه .
وروى أبوعبدالله بن حمويه البصري بإسناده عن سالم الجحدري قال : شهدت
علي بن أبي طالب عليه السلام اتي بمال عند المساء ، فقال : اقتسموا هذا المال ، فقالوا :
قد أمسينا يا أميرالمؤمنين فأخره إلى غد ، فقال لهم : تقبلون ( 4 ) لي أن أعيش إلى
غد ؟ قالوا : ماذا بأيدينا ، فقال : لا تؤخروه حتى تقسموه .
ويروى أنه كان يأتي عليه وقت لا يكون عنده قيمة ثلاثة دراهم يشتري بها
إزارا وما يحتاج إليه ، ثم يقسم كل ما في بيت المال على الناس ، ثم يصلي فيه
فيقول : ( 5 ) الحمد لله الذي أخرجني منه كما دخلته .
وروى أبوجعفر الطوسي أن أميرالمؤمنين عليه السلام قيل له : أعط هذه الاموال
لمن يخاف عليه من الناس وفراره إلى معاوية ! فقال عليه السلام : أتأمروني أن أطلب النصر
بالجور ؟ لا والله لا أفعل ما طلعت شمس ومالاح في السماء نجم ، والله لو كان ما لهم لي ( 6 )
لواسيت بينهم ، وكيف وإنما هو أموالهم ؟ .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة المرسلات : 44 .
( 2 ) سورة النحل : 128 .
( 3 ) بعر وتبعر : أخرج ما فيه من البعر ، وهو رجيع ذات الخف والظلف .
( 4 ) أى تضمنون .
( 5 ) في المصدر ، ويقول .
( 6 ) في المصدر : والله لو كان مالهم مالى .
[322]
واتي إليه بمال فكوم كومة من ذهب وكومة من فضة ، وقال : يا صفراء
اصفري يا بيضاء ابيضي وغري غيري .
هذا جناي وخياره فيه * وكل جان يده إلى فيه
الباقر عليه السلام في خبر : ولقد ولى خمس سنين وما وضع آجرة على آجرة ولا
لبنة على لبنة ، ولا أقطع قطيعا ، ولا أورث بيضاء ولا حمراء .
( 1 ) ابن بطة عن سفيان الثوري أن عينا نبعت في بعض ماله فبشر بذلك ، فقال
عليه السلام : بشر الوارث ، وسماها عين ينبع .
الفائق عن الزمخشري أن عليا عليه السلام اشترى قميصا فقطع ما فضل عن أصابعه
ثم قال للرجل : حصه أي خط كفافه .
( 2 )
بيان : قال الجزري بعد ذكر الحديث : أي خط كفافه ، حاص الثوب يحوصه
حوصا إذا خاطه .
( 3 )
5 قب : خصال الكمال عن أبي الجيش البلخي أنه اجتاز بسوق الكوفة
فتعلق به كرسي فتخرق قميصه ، فأخذه بيده ثم جاء به إلى الخياطين فقال : خيطوا
لي ذا بارك الله فيكم .
الاشعث العبدي قال : رأيت عليا اغتسل في الفرات يوم جمعة ، ثم ابتاع
قميصا كرابيس بثلاثة دراهم ، فصلى بالناس الجمعة وما خيط جربانه بعد .
( 4 )
عن شبيكة قال : رأيت عليا عليه السلام يأتزر فوق سرته ويرفع إزاره إلى أنصاف
ساقيه .
الصادق عليه السلام كان علي عليه السلام يلبس القميص الزابي ، ثم يمد يده فيقطع مع
أطراف أصابعه ، وفي حديث عبدالله بن الهذيل : كان إذا مده بلغ الظفر وإذا أرسله
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : بيضا ولا حمرا .
( 2 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 303 و 304 .
( 3 ) النهاية 1 : 271 .
( 4 ) جربان القميص : طوقه .
[323]
كان مع نصف الذراع .
( 1 )
بيان : الزاب : بلد بالاندلس ، أو كورة ونهر بالموصل ، ونهر بإربل ، ونهر
بين سوراء وواسط .
6 قب : علي بن ربيعة : رأيت عليا عليه السلام يأتزر ، فرأيت عليه ثيابا فقلت
له في ذلك ، فقال : وأي ثوب أسترمنه للعورة ولا أنشف للعرق ؟ ( 2 )
وفي فضائل أحمد : رئي على علي عليه السلام إزار غليظ اشتراه بخمسة دراهم ورئي
عليه إزار مرقوع ، فقيل له في ذلك ، فقال عليه السلام : يقتدي به المؤمنون ، ويخشع له
القلب ، وتذل به النفس ، ويقصد به المبالغ .
وفي رواية : أشبه بشعار الصالحين .
و
في رواية : أحصن لفرجي .
وفي رواية : هذا أبعد لي من الكبر وأجدر أن يقتدي
به المسلم .
مسند أحمد إنه قال الجعدي بن نعجة الخارجي : اتق الله يا علي إنك ميت
قال : بل والله قتلا ، ضربة على هذا قضاء مقضيا وعهدا معهودا ( وقد خاب من افترى )
وكان كمه لا يجاوز أصابعه ، ويقول : ليس للكمين على اليدين فضل ، ونظر إلى
فقير انخرق كم ثوبه ، فخرق كم قميصه وألقاه إليه .
أميرالمؤمنين عليه السلام : ما كان لنا إلا إهاب ( 3 ) كبش ، أبيت مع فاطمة بالليل
ونعلف عليها الناضح بالنهار .
( 4 )
مسند الموصلي : الشعبي ، عن الحارث ، عن علي عليه السلام قال : ما كان ليلة اهدي
لي فاطمة عليها السلام شئ ينام عليه إلا جلد كبش .
واشترى عليه السلام ثوبا فأعجبه فتصدق به .
الغزالي في الاحياء : كان علي بن أبي طالب عليه السلام يمتنع من بيت المال حتى
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 304 .
( 2 ) نشف الثوب العرق : شربه .
وفي المصدر : وأنشف للعرق .
( 3 ) الاهاب : الجلد أو مالم يدبغ منه .
( 4 ) الناضح : البعير يستقى عليه .
[324]
يبيع سيفه ، ولا يكون له إلا قميص واحد في وقت الغسل لا يجد غيره ، ورأى عقيل
ابن عبدالرحمن الخولاني عليا عليه السلام جالسا على برذعة ( 1 ) حمار مبتلة ، فقال
لاهله في ذلك ، فقالت : لا تلومتي فو الله ما يرى شيئا ينكره إلا أخذه فطرحه في
بيت المال .
فضائل أحمد : قال زيد بن محجن : قال علي عليه السلام : من يشتري سيفي هذا ؟
فو الله لو كان عندي ثمن إزار ما بعته .
الاصبغ وأبومسعدة والباقر عليه السلام أنه أتى البزازين فقال لرجل : بعني ثوبين فقال
الرجل : يا أميرالمؤمنين عندي حاجتك ، فلما عرفه مضى عنه ، فوقف على غلام فأخذ
ثوبين أحدهما بثلاثة دراهم والآخر بدرهمين ، فقال : يا قنبر خذ الذي بثلاثة ، فقال :
أنت أولى به تصعد المنبر وتخطب الناس ، فقال : وأنت شاب ولك شره الشباب ، و
أنا أستحيي من ربي أن أتفضل عليك ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ألبسوهم مما
تلبسون وأطعموهم مما تأكلون ، فلما لبس القميص مدكم القميص فأمر بقطعه و
اتخاذه قلانس للفقراء ، فقال الغلام : هلم أكفه ، قال : دعه كما هو فإن الامر
أسرع من ذلك ، فجاء أبوالغلام فقال : إن ابني لم يعرفك وهذان درهمان ربحهما
فقال : ما كنت لافعل قد ما كست وما كسني ( 2 ) واتفقنا على رضى .
رواه أحمد في
الفضائل .
علي بن أبي عمران قال : خرج ابن للحسن بن علي عليه السلام وعلي في الرحبة
وعليه قميص خز وطوق من ذهب ، فقال : ابني هذا ؟ قالوا : نعم ، قال : فدعاه
فشقه عليه ، وأخذ الطوق منه فجعله قطعا قطعا .
عمرو بن نعجة السكوني قال : اتي علي عليه السلام بدابة دهقان ليركبها ، فلما
وضع رجله في الركاب قال : ( بسم الله ) فلما وضع يده على القربوس زلت يده من
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) البرذعة والبردعة : كساء يلقى على ظهر الدابة .
( 2 ) ماكسه : استحطه الثمن واستنقصه اياه .
[325]
الضفة ( 1 ) فقال : أديباج هي ؟ قال : نعم ، فلم يركب .
( 2 )
بيان : الضفة بالفتح والكسر : الجانب .
7 قب : الاحياء عن الغزالي أنه كان له سويق في إناه مختوم يشرب منه ، فقيل
له : أتفعل هذا بالعراق مع كثرة طعامه ؟ فقال : أما إني لا أختمه بخلا به ولكني
أكره أن يجعل فيه ما ليس منه ، وأكره أن يدخل بطني غير طيب .
معاوية بن عمار عن الصادق عليه السلام قال : كان علي عليه السلام لا يأكل مما هنا حتى
يؤتى به من ثم يعني الحجاز .
الاصبغ بن نباتة قال علي عليه السلام : دخلت بلادكم بأشمالي هذه ورحلتي و
راحلتي ها هي فإن أنا خرجت من بلادكم بغير ما دخلت فإنني من الخائنين .
و
في رواية : يا أهل البصرة ما تنقمون مني إن هذا لمن غزل أهلي ؟ وأشار إلى قميصه .
وترصد غداءه عمرو بن حريث ، فأتت فضة بجراب ( 3 ) مختوم ، فأخرج منه
خبزا متغيرا خشنا ، فقال عمرو : يا فضة لو نخلت هذا الدقيق وطيبتيه ، قالت :
كنت أفعل فنهاني ، وكنت أضع في جرابه طعاما طيبا فختم جرابه ، ثم إن أمير
المؤمنين عليه السلام فته في قصعة وصب عليه الماء ثم ذر عليه الملح وحسر عن ذراعه ،
فلما فرغ قال : يا عمرو ولقد حانت هذه ومد يده إلى محاسنه وخسرت هذه أن
ادخلها النار من أجل الطعام ، وهذا يجزيني .
ورآه عدي بن حاتم وبين يديه شنة ( 4 ) فيها قراح ماء وكسرات من خبز
شعير وملح ، فقال : إني لا أرى لك يا أميرالمؤمنين لتظل نهارك طاويا مجاهدا و
بالليل ساهرا مكابدا ، ثم يكون هذا فطورك ، فقال عليه السلام :
علل النفس بالقنوع وإلا * طلبت منك فوق ما يكفيها
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الصحيح كما في الصمدر ( الصفة ) بالصاد المهملة ، وصفة السرج أو الرحل ، ما غشى
به ما بين القربوسين وهما مقدمه ومؤخره .
( 2 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 304 و 305 .
( 3 ) الجراب : وعاء من جلد .
( 4 ) الشنة : القربة الخلق الصغيرة .
[326]
وقال سويد بن غفلة : دخلت عليه يوم عيد فإذا عنده فاثور عليه خبز السمراء
وصفحة فيها خطيفة وملبنة ، فقلت : يا أميرالمؤمنين يوم عيد وخطيفة ؟ فقال : إنما
هذا عيد من غفر له ( 1 ) .
توضيح : قال الفيروزآبادي : الفاثور : الطست أو الطشتخان أو الخوان من
رخام أو فضة أو ذهب ( 2 ) .
وقال الجزري في حديث علي عليه السلام : ( كان بين يديه يوم عيد فاثور
عليه خبز السمراء ) أي خوان ( 3 ) .
وقال السمراء : الحنطة .
( 4 ) وقال : في حديث
علي عليه السلام : ( فإذا بين يديه صحفة فيها خطيفة وملبنة ، الخطيفة : لبن يطبخ بدقيق
ويخطتف بالملاعق بسرعة ( 5 ) .
وقال : الملبنة بالكسر هي الملعقة .
هكذا شرح ، و
قال الزمخشري : الملبنة : لبن يوضع على النار ويترك عليه دقيق ، والاول أشبه
بالحديث ( 6 ) .
8 قب : ابن بطة في الابانة عن جندب أن عليا عليه السلام قدم إليه لحم غث ( 7 )
فقيل له ؟ نجعل لك فيه سمنا ، فقال عليه السلام : إنا لا نأكل إدامين جميعا .
واجتمع عنده
في يوم عيد أطعمة فقال : اجعلها بأجا ، وخلط بعضها ببعض ، فصار كلمته مثلا ( 8 ) .
بيان : قال الفيروزآبادي : اجعل البأجات بأجا واحدا أي لونا وضربا ، وقد
لا يهمز ( 9 ) .
( 1 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 305 و 306 .
( 2 ) القاموس 2 : 107 .
( 3 ) النهاية 3 : 184 .
( 4 ) النهاية 2 : 180 .
( 5 ) النهاية 1 : 304 .
( 6 ) النهاية 4 : 47 .
( 7 ) الغث : المهزول .
( 8 ) مناقب آل أبى طالب 1 .
306 .
( 9 ) القاموس 1 : 178 .
[327]
9 قب : العرني : وضع خوان من فالوذج ( 1 ) بين يديه ، فوجأ ( 2 ) بإصبعه
حتى بلغ أسفله ، ثم سلها ولم يأخذ منه شيئا ، وتلمظ ( 3 ) بإصبعه وقال : طيب
طيب وما هو بحرام ، ولكن أكره أن اعود نفسي بما لم اعودها .
وفي خبر عن
الصادق عليه السلام أنه مديده إليه ثم قبضها ، فقيل له في ذلك ، فقال : ذكرت رسول الله
صلى الله عليه وآله أنه لم يأكله ، فكرهت أن آكله .
وفي خبر آخر عن الصادق عليه السلام أنه قالوا
له : تحرمه ؟ قال : لا ولكن أخشى أن تتوق إليه نفسي ، ثم تلا : ( أذهبتم طيباتكم
في حياتكم الدنيا ( 4 ) ) .
الباقر عليه السلام في خبر : كان ليطعم خبز البر واللحم وينصرف إلى منزله و
يأكل خبز الشعير والزيت والخل .
فضائل أحمد : قال علي عليه السلام : ما أصبح بالكوفة أحد إلا ناعما ، إن أدناهم
منزلة ليأكل البر ويجلس في الظل ويشرب من ماء الفرات .
أبوصادق عن علي عليه السلام أنه تزوج ليلى فجعلت له حجلة ، فهتكها وقال :
حسب آل علي ما هم فيه .
الحسن بن صالح بن حي قال : بلغني أن عليا عليه السلام تزوج امرأة فنجدت ( 5 )
له بيتا ، فأبى أن يدخله .
كلاب بن علي العامري قال : زفت عمتي إلى علي عليه السلام على حمار باكاف ( 6 )
تحتها قطيفة وخلفها قفة معلقة ( 7 ) .
ايضاح : القفة بالضم كهيئة القرعة تتخذ من الخوص .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الفالوذ والفالوذج : حلواء تعمل من الدقيق والماء والعسل .
( 2 ) وجأه : ضربه في أى موضع كان .
( 3 ) أى تذوق .
( 4 ) سورة الاحقاف : 20 .
( 5 ) نجد البيت : زينه .
( 6 ) الاكاف بالضم : البرذعة .
( 7 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 306 و 307 .
[328]
10 قب : ابن عباس ومجاهد وقتادة في قوله : ( يا أيها الذين آمنوا
لا تحرموا طيبات ما أحل الله ( 1 ) ) الآية نزلت في علي وأبي ذر وسلمان والمقداد
وعثمان بن مظعون وسالم ، إنهم اتفقوا على أن يصوموا النهار ويقوموا الليل ، ولا
يناموا على الفرش ، ولا يأكلوا اللحم ، ولا يقربوا النساء والطيب ، ويلبسوا المسوح
ويرفضوا الدنيا ، ويسيحوا في الارض ، وهم بعضهم أن يجب مذاكيره ، فخطب
النبي صلى الله عليه وآله فقال : ما بال أقوام حرموا النساء والطيب والنوم وشهوات الدنيا ؟
أما إني لست آمركم أن تكونوا قسيسين ورهبانا ، فإنه ليس في ديني ترك اللحم
والنساء ولا اتخاذ الصوامع ، وإن سياحة امتي ورهبانيتهم الجهاد إلى آخر الخبر .
أبوعبدالله عليه السلام نزلت في علي وبلال وعثمان بن مظعون ، فأما علي فإنه
حلف أن لا ينام بالليل أبدا إلا ماشاءالله ، وأما بلال فإنه حلف أن لا يفطر بالنهار أبدا
وأما عثمان بن مظعون فإنه حلف أن لا ينكح أبدا .
دخل ابن عباس على أمير المؤمنين عليه السلام وقال : إن الحاج قد اجتمعوا
ليسمعوا منك ، وهو يخصف نعلا ، قال : أما والله إن لي لهما أحب إلي من أمركم
هذا إلا أن اقيم حدا أو أدفع باطلا .
وكتب عليه السلام إلى ابن عباس : أما بعد فلا يكن حظك في ولايتك ما لا تستفيده
ولا غيظا تشتفيه ، ولكن إماتة باطل وإحياء حق .
وقال عليه السلام : يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت أم إلي تشوقت ؟ لاحان حينك ،
هيهات غري غيري لا حاجة لي فيك ، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيك .
-بحار الانوار مجلد: 36 من ص 328 سطر 19 الى ص 336 سطر 18
وله عليه السلام :
طلق الدنيا ثلاثا واتخذ زوجا سواها * إنها زوجة سوء لا تبالي من أتاها
جمل : أنساب الاشراف : إن أميرالمؤمنين عليه السلام مر على قذر بمزبلة وقال :
هذا ما بخل به الباخلون .
ويروى أن أميرالمؤمنين عليه السلام كان في بعض حيطان فدك وفي يده مسحاة ،
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة المائدة : 87 .
[329]
فهجمت عليه امرأة من أجمل النساء فقالت : يا ابن أبي طالب إن تزوجني اغنك عن
هذه المسحاة ، وأدلك على خزائن الارض ، ويكون لك الملك ما بقيت ، قال لها :
فمن أنت حتى أخطبك من أهلك ؟ قالت : أناالدنيا ! فقال عليه السلام ارجعي فاطلبي
زوجا غيري ، فلست من شأني ، فأقبل ( 1 ) على مسحاته وأنشأ :
لقد خاب من غرته دنيا دنية * وما هي أن غرت قرونا بطائل
أتتنا على زي العروس بثينة * وزينتها في مثل تلك الشمائل
فقلت لها غري سواي فإنني * عزوف عن الدنيا ولست بجاهل
وما أنا والدنيا وإن محمدا * رهين بقفر بين تلك الجنادل
وهبنا أتتني بالكنوز ودرها * وأموال قارون وملك القبائل ( 2 )
أليس جميعا للفناء مصيرنا * ويطلب من خزانها بالطوائل ؟
فغري سوائي إنني غير راغب * لما فيك من عز وملك ونائل
وقد قنعت نفسي بما قد رزقته * فشأنك يا دنيا وأهل الغوائل
فإني أخاف الله يوم لقائه * وأخشى عذابا دائما غير زائل ( 3 )
بيان : الطائل : النافع .
والبثينة على التصغير بنت عامر الجحمي كانت يضرب
المثل بحسنها .
وعرفت نفسي عنه : زهدت فيه وانصرفت عنه .
والجنادل : الاحجار
ويقال : هبني فعلت أي احسبني فعلت واعددني .
والطوائل : جمع الطائلة وهي العداوة
والترة .
والغوائل : الدواهي .
11 قب : الباقر عليه السلام أنه ما ورد عليه أمران كلاهما لله رضى ( 4 ) إلا أخذ
بأشدهما على بدنه وقال معاوية لضرار بن ضمرة : صف لي عليا ، قال : كان والله
صواما بالنهار قواما بالليل ، يحب من اللباس أخشنه ، ومن الطعام أجشبه ، وكان
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) وأقبل خ ل .
( 2 ) في المصدر و ( م ) : وهبها
( 3 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 307 و 308 .
( 4 ) في المصدر : كلاهما رضى الله .
[330]
يجلس فينا ويبتدئ إذا سكتنا ويجيب إذا سألنا ، يقسم بالسوية ويعدل في الرعية
لا يخاف الضعيف من جوره ، ولا يطمع القوي في ميله ، والله لقد رأيته ليلة من الليالي
وقد أسدل الظلام ( 1 ) سدوله وغارت نجومه وهو يتململ في المحراب تململ السليم
ويبكي بكاء الحزين ، ولقد رأيته مسيلا للدموع على خده قابضا على لحيته يخاطب
دنياه فيقول : يا دنيا أبي تشوقت ولي تعرضت ؟ لا حان حينك ، فقد أبنتك ثلاثا
لا رجعة لي فيك ، فعيشك قصير وخطرك يسير ، آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة
الطريق ( 2 ) .
12 سن : إسماعيل بن مهران ، عن حماد بن عثمان ، عن زيد بن الحسن
قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : كان أميرالمؤمنين عليه السلام أشبه الناس طعمة
برسول الله صلى الله عليه وآله يأكل ( 3 ) الخبز والخل والزيت ويطعم الناس الخبز واللحم ( 4 ) .
13 كشف : من مناقب الخوارزمي عن أبي مريم قال : سمعت عمار بن ياسر
رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يا علي إن الله تعالى زينك
بزينة لم يزين العباد بزينة هي أحب إليه منها ، زهدك فيها وبغضها إليك ، وحبب
إليك الفقراء فرضيت بهم أتباعا ، ورضوابك إماما ، يا علي طوبى لمن أحبك و
صدق عليك ، والويل لمن أبغضك وكذب عليك ، أما من أحبك وصدق عليك
فإخوانك في دينك وشركاؤك في جنتك ، وأما من أبغضك وكذب عليك فحقيق
على الله تعالى يوم القيامة أن يقيمه مقام الكذابين .
ومنه عن عبدالله بن أبي الهذيل قال : رأيت على علي عليه السلام قميصا زريا ( 5 )
إذا مده بلغ الظفر ، وإذا أرسله كان مع نصف الذراع .
ومنه قال عمر بن عبدالعزيز : ما علمنا أن أحدا كان في هذه الامة بعد
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : وقد أسبل الظلام .
( 2 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 309 .
( 3 ) في المصدر : كان يأكل .
( 4 ) المحاسن : 283 .
( 5 ) الزرى : المحتقر الذى لا يعد شيئا .