[101]

الاشعريين بأمر عظيم تشيب منه النواصي ، حتى استقلت الشمس وقام قائم الظهيرة وعلي عليه السلام يقول لاصحابه : حتى متى نخلي بين هذين الحيين ؟ قد فنينا ( 1 ) و أنتم وقوف تنظرون ، أما تخافون مقت الله ؟ ثم انفتل ( 2 ) إلى القبلة ورفع يديه إلى الله عزوجل ثم نادى " يا الله يا رحمن يا واحد يا صمد ( 3 ) يا الله يا إله محمد ، إليك اللهم ( 4 ) نقلت الاقدام ، وأفضت القلوب ، ورفعت الايدي ، ومدت الاعناق ، و شخصت الابصار ، وطلبت الحوائج ، اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا ، وكثرة عدونا ، وتشتت أهوائنا ، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين سيروا على بركة الله " ثم نادى : لا إله إلا الله والله أكبر كلمة التقوى ، قال : فلا والذي بعث محمدا نبيا ( 5 ) ما سمعنا برئيس قوم منذ خلق السماوات والارض أصاب بيده في يوم واحد ما أصاب ، إنه قتل فيما ذكر العادون زيادة على خمس مائة من أعلام العرب ، يخرج بسيفه منحنيا فيقول : معذرة إلى الله وإليكم من هذا ، لقد هممت أن أفلقه ولكن يحجزني عنه أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي " وأنا أقاتل به دونه ، قال : فكنا نأخذه و نقومه ، ثم يتناوله من أيدينا فيتقحم به عرض الصف ، فلا والله ماليث بأشد نكاية منه في عدوه ( 6 ) .
وقال في موضع آخر : روى أبوعبيدة أن عليا عليه السلام استنطق الخوارج بقتل عبدالله بن خباب فأقروا به ، فقال : انفردوا كتائب لاسمع قولكم كتيبة كتيبة ، فتكتبوا كتائب وأقرت كل كتيبة بمثل ما أقرت به الاخرى من قتل ابن خباب *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر و ( خ ) : قد فنيا .
( 2 ) " : ثم استقبل .
( 3 ) " : يا رحمن يا رحيم يا واحد يا أحد .
( 4 ) " : اللهم اليك .
( 5 ) " : بالحق نبيا .
( 6 ) شرح النهج 1 : 220 .

[102]

وقالوا : ولنقتلنك كما قتلناه ، فقال عليه السلام : والله لو أقر أهل الدنيا كلهم بقتله هكذا وأنا أقدر على قتلهم به لقتلتهم ، ثم التفت إلى أصحابه فقال ( 1 ) : شدوا عليهم فأنا أول من يشد عليهم ، وحمل بذي الفقار حملة منكرة ثلاث مرات ، كل حملة يضرب به حتى يعوج متنه ، ثم يخرج فيسويه بر كبتيه ، ثم يحمل به حتى أفناهم ( 2 ) .

باب 107 : جوامع مكارم أخلاقه وآدابه وسننه وعدله وحسن سياسته صلوات الله عليه

  .
1 - لى : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن حميد ، عن ابن قيس ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : والله أن كان علي ( 3 ) ليأكل أكل العبد ويجلس جلسة العبد ، وأن كان ليشتري القميصين السنبلانيين فيخير غلامه خيرهما ، ثم يلبس الآخر فإذا جاز أصابعه قطعه ، وإذا جاز كعبه حذفه ولقد ولى خمس سنين ما وضع آجرة ، على آجرة ، ولالبنة على لبنة ، ولا أقطع قطيعا ولا أورث بيضاء ولا حمراء ، وأن كان ليطعم الناس خبز البر واللحم وينصرف إلى منزله ويأكل خبز الشعير والزيت والخل وما ورد عليه أمران كلاهما لله رضى إلا أخذ بأشدهما على بدنه ، ولقد أعتق ألف مملوك من كد يده تربت فيه يداه ( 4 ) وعرق *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : فقال لهم .
( 2 ) شرح النهج 1 : 252 .
( 3 ) في المصدر : والله كان على يأكل اه .
( 4 ) أى صار التراب في يد ، وكأنه اشارة إلى عمله عليه السلام في البساتين .
( * )

[103]

فيه وجهه ، وما أطاق عمله أحد من الناس وأن ( 1 ) كان ليصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وأن كان أقرب الناس شبها به علي بن الحسين عليهما السلام ، وما أطاق عمله أحد من الناس بعده ( 2 ) .
بيان : قال الفيروزآبادي : قميص سنبلاني : سابغ الطول ، أو منسوب إلى بلد بالروم ( 3 ) .
2 - لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن ابن مرار ، عن يونس ، عن عبدلله بن سنان ، عن الثمالي ، عن ابن نباتة أنه قال : كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إذا أتي بالمال أدخله بيت مال المسلمين ، ثم جمع المستحقين ، ثم ضرب يده في المال فنثره يمنة ويسرة وهو يقول : يا صفراء يا بيضاء لا تغريني ، غري غيري .
هذا جناي وخياره فيه * إذ كل جان يده إلى فيه ثم لا يخرج حتى يفرق ما في بيت مال المسلمين ويؤتي كل ذي حق حقه ثم يأمر أن يكنس ويرش ، ثم يصلي فيه ركعتين ، ثم يطلق الدنيا ثلاثا يقول بعد
-بحار الانوار مجلد: 37 من ص 103 سطر 14 الى ص 111 سطر 14 التسليم : يا دنيا لا تتعرضين لي ولا تتشوقين [ إلي ] ولا تغريني ، فقد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي عليك ( 4 ) .
3 - لى : الطالقاني ، عن محمد بن جرير الطبري ، عن الحسن بن محمد ، عن محمد بن عبدالرحمن المخزومي ، عن محمد بن أبي يعفور ، عن موسى بن أبي أيوب التميمي عن موسى بن المغيرة ، عن الضحاك بن مزاحم قال : ذكر علي عليه السلام عند ابن عباس بعد وفاته فقال : واأسفاه على أبي الحسن ، مضى والله ما غير ولا بدل ولا قصر و لا جمع ولا منع ولا آثر إلا الله ، والله لقد كانت الدنيا أهون عليه من شسع نعله ، ليث * هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وانه .
( 2 ) أمالى الصدوق : 169 .
( 3 ) القاموس 3 : 398 .
( 4 ) أمالى الصدوق : 170 ( * ) .

[104]

في الوغى ، بحر في المجالس ، حكيم في الحكماء ، هيهات قد مضى إلى الدرجات العلى ( 1 ) .
4 - ب : أبوالبختري ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : كسى علي عليه السلام الناس بالكوفة ، وكان في الكسوة برنس خز ، فسأله إياه الحسن ، فأبى أن يعطيه إياه ، وأسهم عليه بين المسلمين فصار لفتى من همدان ، فانقلب به الهمداني ، فقيل له : إن حسنا كان سأله أباه فمنعه إياه ، فأرسل به الهمداني إلى الحسن عليه السلام فقبله ( 2 ) .
5 - لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن ابن أبي نجران عن ابن [ أبي ] حميد ، عن ابن قيس ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين علي عليه السلام كل بكرة يطوف في أسواق الكوفة سوقا سوقا ومعه الدرة على عاتقه ، وكان لها طرفان وكانت تسمى السيبة ( 3 ) ، فيقف على سوق سوق فينادي : يا معشر التجار قدموا الاستخارة ، وتبركوا بالسهولة ، واقتربوا من المبتاعين ، وتزينوا بالحلم ، و تناهوا عن الكذب واليمين ، وتجافوا عن الظلم ، وأنصفوا المظلومين ، ولا تقربوا الرباء " وأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الارض مفسدين " يطوف في جميع أسواق الكوفة فيقول هذا ، ثم يقول : تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها * من الحرام ويبقى الاثم والعار تبقى عواقب سوء في مغبتها * لا خير في لذة من بعدها النار ( 4 ) جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار عن ابن محبوب ، عن ابن أبي المقدام ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله ، إلى قوله : " مفسدين " قال : فيطوف في جميع الاسواق - أسواق الكوفة - ثم يرجع فيقعد للناس ، قال : *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالى الصدوق : 245 .
( 2 ) قرب الاسناد : 96 .
( 3 ) السبية خ ل .
( 4 ) أمالى الصدوق : 298 .

[105]

فكانوا إذا نظروا إليه قد أقبل إليهم قال " يا معشر الناس " أمسكوا أيديهم وأصغوا إليه بآذانهم ورمقوه بأعينهم حتى يفرغ من كلامه ، فإذا فرغ قالوا : السمع و الطاعة يا أمير المؤمنين ( 1 ) .
كا : العدة ، عن سهل ، وأحمد بن محمد ، وعلي ، عن أبيه ، جميعا عن ابن محبوب عن ابن أبي المقدام ، عن جابر ، عنه عليه السلام مثله ( 2 ) .
6 - ل : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن سهل ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن إبراهيم النوفلي رفعه إلى جعفر بن محمد عليهما السلام أنه ذكر عن آبائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام كتب إلى عماله : أدقوا أقلامكم ، وقاربوا بين سطوركم ، واحذفوا عني فضولكم ، ( 3 ) واقصدوا قصد المعاني ، وإياكم والاكثار ، فإن أموال المسلمين لا تحتمل الاضرار ( 4 ) .
7 - ل : محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي ، عن أحمد بن الفضل الاهوازي عن بكر بن أحمد القصري ، عن زيد بن موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : خرج أبوبكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد ( 5 ) وعبدالرحمن بن عوف وغير واحد من الصحابة يطلبون النبي صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة ، فوجدوني على الباب جالسا ، فسألوني عنه ، فقلت : يخرج الساعة ، فلم يلبث أن خرج وضرب بيده على ظهري فقال : كس ( 6 ) يا ابن أبي طالب ، فإنك تخاصم الناس بعدي بست خصال فتخصمهم ، ليست في قريش منها شئ : إنك أولهم إيمانا بالله ، و أقومهم بأمر الله عزوجل ، وأوفاهم بعهد الله وأرأفهم بالرعية ، وأعلمهم بالقضية *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالى المفيد : 115 و 116 .
( 2 ) فروع الكافى ( الجزء الخامس من الطبعة الحديثة ) : 151 .
( 3 ) في المصدر : واحذفوا من فضولكم .
( 4 ) الخصال 1 : 149 .
( 5 ) في المصدر : وسعد وسعيد اه .
( 6 ) كن خ ل .

[106]

وأقسمهم بالسوية ، وأقضاهم عند الله عزوجل ( 1 ) .
ل : بهذا الاسناد عن بكر بن أحمد قال : حدثنا أبوأحمد جعفر بن محمد بن عبدالله بن موسى ، عن أبيه ، عن جده موسى ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام مثله ( 2 ) .
8 - ل : القطان ، عن ابن زكريا القطان ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن عبدالرحمن بن الاسود ، عن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن معمر ، عن عمار بن ياسر وعن جابر بن عبدالله قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : أحاجك يوم القيامة فأحاجك بالنبوة ، وتحاج قومك فتحاجهم بسبع خصال : إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والعدل في الرعية ، والقسم بالسوية ، والاخذ بأمر الله عزوجل ، أما عملت يا علي أن إبراهيم عليه السلام موافينا يوم القيامة فيدعى فيقام عن يمين العرش فيكسى من كسوة الجنة ويحلى من حليها ، ويسيل له ميزاب من ذهب من الجنة فيهب من الجنة ماهو أحلى من الشهد وأبيض من اللبن وأبرد من الثلج وأدعى أنا فأقام عن شمال العرش ، فيفعل بي مثل ذلك ، ثم تدعى أنت يا علي فيفعل بك مثل ذلك ، أما ترضي يا علي أن تدعى أذا دعيت [ أنا ] وتكسى إذا كسيت أنا ، وتحلى إذا حليت أنا ؟ إن الله عز وجل أمرني أن أدنيك فلا أقصيك ، وأعلمك ولا أجفوك ، وحقا عليك أن تعي وحقا علي أن أطيع ربي تبارك وتعالى ( 3 ) .
9 - ل : ابن موسى ، عن العلوي ، عن الفزاري ، عن محمد بن حميد ، عن عبدالله بن عبدالقدوس ، عن الاعمش ، عن موسى بن طريف ، عن عباية بن ربعي قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام : أحاج الناس يوم القيامة بسبع : إقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، والامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والقسم بالسوية ، والعدل في الرعية ، وإقام الحدود ( 4 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الخصال 1 : 163 و 164 .
وفيه : وأفضلهم عندالله عزوجل .
( 2 ) 1 : 164 .
( 3 و 4 ) الخصال 2 : 13 .
( * )

[107]

10 - ل : الحسن بن محمد السكوني ، عن محمد بن عبدالله الحضرمي ، عن خلف بن خالد ، عن بشر بن إبراهيم ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن معاذ بن جبل قال : قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : أخاصمك بالنبوة ولا نبي بعدي ، وتخاصم الناس بسبع ولا يحاجك فيهن أحد من قريش .
لانك أنت أولهم إيمانا ، وأوفاهم بعهدالله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسوية ، وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم في القضية ، وأعظمهم عندالله مزية ( 1 ) .
11 - ع ، ن : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن محمد بن معروف عن أخيه عمر ، عن جعفر بن عقبة ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : إن عليا عليه السلام لم يبت بمكة بعد إذ هاجر منها حتى قبضه الله عزوجل إليه ، قال : قلت له : ولم ذاك ؟ قال : كان يكره أن يبيت بأرض قد هاجر منها رسول الله ، وكان يصلي العصر ويخرج منها ويبيت بغيرها ( 2 ) .
12 - ما : حمويه ، عن أبي الحسين ، عن أبي خليفة ، عن مسلم ، عن هلال بن مسلم الجحدري قال : سمعت جدي حرة - أو حوة - قال : شهدت علي بن أبي طالب عليه السلام اتي بمال عند المساء ، فقال : اقسموا هذا المال ، فقالوا : قد أمسينا يا أمير المؤمنين فأخره إلى غد ، فقال لهم : تقبلون أن أعيش إلى غد ؟ فقالوا : ماذا بأيدينا ، قال : فلا تؤخروه حتى تقسموه ( 3 ) ، فأتي بشمع فقسموا ذلك المال من تحت ليلتهم ( 4 ) .
13 - ما : ابن مخلد ، عن ابن سماك ، عن أبي غلابة الرقاشي ، عن عازم بن الفضل ، عن أبي يحيى صاحب السفط - قال : وقد ذكرته فحماد بن زيد فعرفه - عن معمر بن زياد أن أبا مطر حدثه قال : كنت بالكوفة فمر علي رجل ، فقالوا : هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، قال : فتبعته فوقف على خياط فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم فلبسه ، فقال : الحمد لله الذي ستر عورتي وكساني *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الخصاب 2 : 13 .
( 2 ) علل الشرائع : 155 .
عيون الاخبار : 37 .
( 3 ) في المصدر : حتى تقتسموه .
( 4 ) أمالى الشيخ : 257 و 258 .
( * )

[108]

الرياش ، ثم قال : هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إذا لبس قميصا ( 1 ) .
14 - ما : بإسناد أخي دعبل ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال : أتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أصحاب القمص ، فساوم شيخا منهم ، فقال : يا شيخ ! بعني قميصا بثلاثة دراهم .
فقال الشيخ : حبا وكرامة ، فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم فلبسه ما بين الرسغين ( 2 ) إلى الكعبين ، وأتى المسجد فصلى فيه ركعتين ، ثم قال : الحمدلله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس ، وأؤدي فيه فريضتي ، وأستر به عورتي ، فقال له رجل : يا أمير المؤمنين أعنك نروي هذا أوشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : بل شئ سمعته من رسول الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ذلك عند الكسوة ( 3 ) .
15 - جا ، ما : المفيد ، عن علي بن بلال ، عن علي بن عبدالله الاصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن محمد بن عبدالله بن عثمان ، عن علي بن أبي سيف ، عن علي بن حباب ، عن ربيعة وعمارة ( 4 ) أن طائفة من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مشوا إليه عند تفرق الناس عنه وفرار كثير منهم إلى معاوية طلبا لما في يديه من الدنيا ، فقالوا : يا أمير المؤمنين أعط هذه الاموال وفضل هؤلاء الاشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم ومن نخاف عيه من الناس ( 5 ) فراره إلى معاوية ، فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام : أتأمروني أن أطلب النصر بالجور ؟ لا والله ما أفعل ( 6 ) ما طلعت شمس ولاح في السماء نجم ، والله لو كان *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالى الشيخ : 247 .
( 2 ) الرسغ - بالضم - المفصل ما بين الساعد والكف أو الساق والقدم .
( 3 ) أمالى الشيخ : 232 و 233 .
( 4 ) في المصدرين بعد ذلك : وغيرهما .
( 5 ) في أمالى الطوسى " ومن يخاف عليه " وفي أمالى المفيد : ومن يخاف خلافه عليك من الناس .
( 6 ) في أمالى الطوسى : لا افعلن .

[109]

مالهم لي ( 1 ) لواسيت بينهم ، وكيف وإنما هو أموالهم ، قال : ثم أتم ( 2 ) أميرالمؤمنين عليه السلام طويلا ساكتا ، ثم قال : من كان له مال ومأواه فساد ( 3 ) فإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف ، وهو وإن كان ذكرا لصاحبه في الدنيا فهو تضييعه ( 4 ) عند الله عزوجل ولم يضع رجل ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمه الله شكرهم وكان لغيره ودهم ، ( 5 ) فإن بقي معه من يوده ويظهر له الشكر فإنما هو ملق يكذب ( 6 ) يريد التقرب [ به ] إليه ، لينال منه مثل الذي كان يأتي إليه من قبل ، فان رلت بصاحبه النعل فاحتاج إليه معونته أو مكافاته فشر خليل وألام خدين ، ومن صنع المعروف فيما آتاه فليصل به القرابة وليحسن فيه الضيافة ، وليفك به العاني ، وليعن به الغارم وابن السبيل والفقراء والمجاهدين في سبيل الله ، وليصبر نفسه على النوائب والحقوق ، فإن الفوز بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة ( 7 ) .
16 - ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم رفعه قال : قال علي صلوات الله عليه : لولا أن المكر والخديعة في النار لكنت أمكر العرب ( 8 ) .
17 - ثو : العطار ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن أبي *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في أمالى الطوسى : والله لو كان مالى .
وفي أمالى المفيد : والله لوكانت اموالهم لى .
( 2 ) أتم : أبطأ .
وفي أمالى الطوسى : " أزم " وفي أمالى المفيد " أرم " أى سكت .
وفي الكافى ايضا كذلك ، وسيأتي تحت الرقم 28 .
( 3 ) كذا في النسخ ، وفي المصدرين : فاياه والفساد .
( 4 ) في امالى المفيد : فهو يضعه .
( 5 ) : وكان لغيرهم وده .
( 6 ) ملقه وملق له : تودد إليه وتذلل له وأبدى له بلسانه من الاكرام والود ماليس في قلبه .
وفي المصدرين : فانما هو ملق وكذب .
( 7 ) أمالى المفيد : 104 و 105 .
أمالى الطوسى : 121 و 122 .
( 8 ) ثواب الاعمال : 261 .
( * )

[110]

الجارود ، عن حبيب بن سنان ، عن زاذان قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إن المكر والخديعة والخيانة في النار لكنت أمكر العرب ( 1 ) .
18 - جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام رقعة إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول للناس بالكوفة : يا أهل الكوفة أتروني لا أعلم ما يصلحكم ؟ بلى ولكني أكره أن أصلحكم بفساد نفسي ( 2 ) .
19 - شا : أبومحمد الحسن بن محمد بن يحيى ، عن جده ، عن أبي محمد الانصاري عن محمد بن ميمون البزاز ، عن الحسين بن علوان ، عن أبي علي زياد بن رستم ، عن سعيد بن كلثوم قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأطراه ومدحه بما هو أهله ، ثم قال : والله ما أكل علي ابن أبي طالب عليه السلام من الدنيا حراما قط حتى مضى لسبيله ، وما عرض له أمران قط هما لله رضى إلا أخذ بأشد هما عليه في دينه ، وما نزلت برسول الله صلى الله عليه وآله نازلة قط إلا دعاه ثقة به ، وما أطاق عمل رسول الله صلى الله عليه وآله من هذه الامة غيره ، وأن كان ليعمل عمل رجل كان وجهه بين الجنة والنار : يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار مما كد بيديه و رشح منه جبينه ، وأن كان ليقوت أهله بالزيت والخل والعجوة ، وما كان لباسه إلا الكرابيس ، إذا فضل شئ عن يده من كمه دعا بالجلم فقصه ( 3 ) .
20 - سر : أبان بن تغلب ، عن إسماعيل بن مهران ، عن عبيدالله بن أبي الحارث الهمداني قال : جاء جماعة من قريش إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا له : يا أمير المؤمنين لو فضلت الاشراف كان أجدر أن ينا صحوك ، قال : فغضب أمير المؤمنين *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) ثواب الاعمال : 261 .
( 2 ) أمالى المفيد : 120 و 121 .
( 3 ) لم نجده في الارشاد المطبوع .
( * )