[161]
وقال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح هذا الكلام : جاء في أخبار علي
عليه السلام التي ذكرها أبوعبدالله أحمد بن حنبل في كتاب فضائله وهو روايتي
عن قريش بن السبيع بن المهنا العلوي ، عن أبي عبدالله أحمد بن علي بن المعمر ،
عن المبارك بن عبدالجبار بن أحمد بن القاسم الصيرفي المعروف بابن الطيوري ،
عن محمد بن علي بن محمد بن يوسف العلاف المزني ، عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن
حمدان بن مالك القطيعي ، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه أبي عبدالله أحمد
قال : قيل لعلي عليه السلام : يا أمير المؤمنين لم ترقع قميصك ؟ قال : يخشع القلب و
يقتدي به المؤمنون ( 1 ) .
وروى أحمد أن عليا عليه السلام كان يطوف الاسواق مؤتررا بإزار مرتديا برداء
معه الدرة كأنه أعرابي بدوي ، فطاف مرة حتى بلغ سوق الكرابيس ، فقال
لواحد : يا شيخ بعني قميصا بثلاثة دراهم ( 2 ) فلما جاء أبوالغلام أخبروه ، فأخذ
درهما ثم جاء إلى علي عليه السلام ليدفعه إليه ، فقال ( 3 ) : ما هذا - أو قال : ما شأنه
هذا - ( 4 ) ؟ فقال : يا مولاي إن القميص الذي باعك ابني كان يساوي درهمين ،
فلم يأخذ الدرهم وقال : باعني برضاي وأخذ برضاه .
وروى أحمد عن أبي البوار بائع الخام بالكوفة قال : جاء علي بن أبي طالب
عليه السلام إلى السوق ومعه غلام له ، وهو خليفة ، فاشترى مني قميصين وقال
لغلامه : اختر أيهما شئت ، فأخذ أحدهما وأخذ علي الآخر ، [ قال ] ثم لبسه
ومد يده فوجد كمه فاضلة ، فقال : اقطع الفاضل ، فقطعته ثم كفه وذهب .
وروى أحمد عن الصمال بن عمير قال : رأيت قميص علي عليه السلام الذي اصيب
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : ليخشع القلب ويقتدى بى المؤمنون .
( 2 ) : بعنى قميصا تكون قيمته ثلاثة دراهم ، فلما عرفه الشيخ لم يشتر منه شيئا ،
ثم أتى آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئا .
فأتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم .
( 3 ) في المصدر : فقال له .
( 4 ) : او قال ما شابه هذا .
( * )
[162]
فيه ، وهو كرابيس سنبلاني ، ورأيت دمه قد سال عليه كالدردي .
وروى أحمد قال : لما أرسل عثمان إلى علي وجدوه مدثرا بعباءة محتجزا ،
وهو يذود بعيرا له ( 1 ) .
والاخبار في هذا المعنى كثيرة وفيما ذكرناه كفاية ( 2 ) .
57 - نهج : من كلام له عليه السلام والله لان أبيت على حسك السعدان مسهدا
واجر في الاغلال مصفدا أحب إلي من [ أن ] ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض
العباد وغاصبا لشئ من الحطام ، وكيف أظلم أحدا لنفس يسرع إلى البلى قفولها
ويطول في الثرى حلولها ، والله لقد رأيت عقيلا وقد أملق حتى استماحني من
بركم صاعا ، ورأيت صبيانه شعث الالوان ( 3 ) من فقرهم كأنما سودت وجوههم
بالعظلم ، وعاودني مؤكدا وكرر علي القول مرددا ، فأصغيت إليه سمعي ، فظن
أني أبيعه ديني وأتبع قياده مفارقا طريقتي ، فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه
ليعتبر بها ، فضج ضجيج ذي دنف من ألمها ، وكاد أن يحترق من ميسمها ( 4 ) ، فقلت
له : ثكلتك الثواكل ياعقيل أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه وتجرني إلى
نار سجرها جبارها لغضبه ؟ أتئن من الاذى ولا أئن من لظى ؟ وأعجب من ذلك
طارق طرقنا بملفوفة في وعائها ومعجونة شنئتها كأنها ( 5 ) عجنت بريق حية أو قيئها ،
فقلت : أصلة أم زكاة أم صدقة ؟ فذلك كله محرم علينا أهل البيت ، فقال : لاذا ولا
ذلك ( 6 ) ولكنها هدية ، فقلت : هبلتك الهبول أعن دين الله أتيتني لتخدعني أمختبط
أم ذو جنة أم تهجر ؟ والله لو أعطيت الاقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن
أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيره ما فعلته ، وإن دنياكم عندي لاهون من ورقة
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : وجدوه مؤتزرا بعباءة محتجزا بعقال وهو يهنأ بعيرا له .
( 2 ) شرح النهج 2 : 714 و 715 .
( 3 ) في المصدر : شعث الصدور غير الالوان .
( 4 ) الميسم : الحديدة أو الالة التى يوسم بها .
( 5 ) في المصدر : كأنما .
( 6 ) : ولاذاك .
( * )
[163]
في فم جرادة تقضمها ، ما لعلي ونعيم ( 1 ) يفنى ولذة لا تبقى ، نعوذ بالله من سبات
العقل وقبح الزلل وبه نستعين ( 2 ) .
بيان : السعدان : نبت وهو أفضل مراعي الابل ، ولهذا النبت شوك يقال
له : حسك السعدان .
والمسهد : الممنوع من النوم .
وصفده يصفده : شده وأو ثقه ،
وكذلك التصفيد .
والحطام : ما تكسر من اليبس ، شبه به متاع لفنائه .
والقفول : الرجوع من السفر ، وهو إما كناية عن الشيب فإن الشباب إقبال
إلى الدنيا والشيب إدبار عنها .
أو الموت فإن الآخرة هي الموطن الاصلي ،
فبالموت يرجع إليها أو إلى ما كان قبل تعلق الروح به ، والاسناد إلى النفس مجازي
أو المراد بالنفس البدن ، والاظهر عندي أن القفول جمع القفل استعيرت لاوصال
البدن ومفاصلها والاملاق : الفقر .
قوله عليه السلام : " شعث الالوان " أي مغبر الالوان
ويوصف الجوع بالغبرة .
والعظلم بالكسر : النيل ، وقيل : هو الوسمة .
قوله عليه السلام :
" ذي دنف " أي ذي سقم مولم .
والثكل فقدان المرأة ولدها .
قوله : " شنئتها " أي
أبغضتها ونفرت منها ، ولعل المراد بالصلة ما يتوصل به إلى تحصيل المطلوب من
المصانعة والرشوة ، وبالصدقة الزكاة المستحبة .
ولا يبعد حرمتها على الامام ،
ويحتمل أن يكون المراد بالحرمة ما يشمل الكراهة الشديدة ، ويقال : هبلته أي ثكلته
والهبول بفتح الهاء من النساء التي لا يبقى لها ولد ، والمختبط : المصروع ، وذو الجنة
من به مس من الشيطان ، والذي يهجر هو الذي يهذي في مرض ليس بصرع كالمحموم
والمبرسم ( 3 ) .
والجلب بالضم : القشر .
والقضم : الاكل بأطراف الاسنان .
السبات بالضم : النوم .
أقول : قد مضت الخطبة وشرحها ، وإنما كررت لما فيهما من الاختلاف .
58 - ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن غياث بن مصعب ، عن محمد بن حماد
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : ولنعيم .
( 2 ) نهج البلاغة 1 : 479 - 481 .
( 3 ) البرسام : التهاب في الحجاب الذى بين الكبد والقلب .
[164]
عن حاتم الاصم ، عن شقيق البلخي ، عمن أخبره من أهل العلم قال : قال جابر بن
عبدالله الانصاري : لقيت علي بن أبي طالب عليه السلام ذات يوم صباحا فقلت : كيف أصبحت
يا أمير المؤمنين ؟ قال : بنعمة من الله وفضل من رجل لم يزر أخا ولم يدخل على
مؤمن سرورا ، قلت : وما ذلك ( 1 ) ؟ قال : يفرج عنه كربا أو يقضي عنه دينا أو يكشف
عنه فاقته ، قال جابر : ولقيت عليا يوما فقلت : كيف أصبحت يا أمير المؤمنين ؟ قال :
أصبحنا وبنا من نعم الله وفضله مالا نحصيه مع كثير ما نحصيه ، فما ندري أي نعمة
نشكر ، أجميل ما ينشر أم قبيح ما يستر ؟ قال : وقال عبدالله بن جعفر : دخلت على
عمي علي عليه السلام صباحا وكان مريضا ، فقلت : كيف أصبحت يا أمير المؤمنين ؟ قال :
يا بني كيف أصبح من يفنى ببقائه ويسقم بدوائه ويؤتى من مأمنه ( 2 ) ؟ .
أقول : سيأتي بعض أخبار مكارمه صلوات الله عليه في خطبة الحسن عليه السلام بعد
وفاته ، وفي أبواب خطبه ومواعظه وسائر أبواب هذا الكتاب ، وقد مر كثير منها في
الابواب السابقة .
1 - ع : السناني ، عن الاسدي ، عن محمد بن أبي بشر ، عن الحسين بن
الهيثم ، عن سليمان بن داود ، عن علي بن غراب ، عن الثمالي ، عن ابن طريف ،
عن ابن نباتة قال : قلت لامير المؤمنين عليه السلام : ما منعك من الخضاب وقد اختضب
رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : أنتظر أشقاها أن يخضب لحيتي من دم رأسي ، بعهد معهود
أخبرني به حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله ( 2 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : وما ذلك السرور .
( 2 ) أمالى ابن الشيخ 49 و 50 .
والرواية من مختصات ( ك ) فقط .
( 3 ) علل الشرائع : 69 .
[165]
2 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن حفص
الاعور قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن خضاب اللحية والرأس أمن السنة ؟ فقال :
نعم ، قلت : إن أمير المؤمنين عليه السلام لم يختضب ، قال : إنما منعه قول رسول الله صلى الله عليه وآله :
إن هذه ستخضب من هذه ( 1 ) .
3 - كا : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن ابن سنان ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : خضب النبي صلى الله عليه وآله ولم يمنع عليا عليه السلام إلا قول النبي صلى الله عليه وآله :
تخضب هذه من هذه ( 2 ) .
نهج : قيل له صلوات الله عليه : لو غيرت شيبتك ( 3 ) يا أمير المؤمنين ، فقال :
الخضاب زينة ونحن قوم في مصيبة ، يريد به رسول الله صلى الله عليه وآله ( 4 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 و 2 ) فروع الكافى ( الجزء السادس من الطبعة الحديثة ) : 481 .
وفيه : تختضب .
( 3 ) في المصدر : شيبك .
( 4 ) نهج البلاغة 2 : 255 .
وفيه : يريد به وفاة رسول صلى الله عليه وآله .
[166]
1 - ع : القطان ، عن عبدالرحمن بن محمد الحسني ، عن فرات بن
إبراهيم ، عن الفزاري ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل ، عن أحمد بن نوح
وأحمد بن هلال ، عن ابن أبي عمير ، عن حنان قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ما العلة
في ترك أمير المؤمنين عليه السلام صلاة العصر وهو يحب أن يجمع ( 1 ) بين الظهر والعصر .
فأخرها ؟ قال : إنه لما صلى الظهر التفت إلى جمجمة تلقاءه ( 2 ) ، فكلمها أمير -
المؤمنين عليه السلام فقال : أيتها الجمجمة من أين أنت ؟ فقالت : أنا فلان بن فلان ملك
بلاد آل فلان ، قال لها أمير المؤمنين عليه السلام : فقصي علي الخبر وما كنت وما كان عصرك
فأقبلت الجمجمة تقص خبرها ( 3 ) وما كان في عصرها من خير وشر ، فاشتغل بها حتى
غابت الشمس ، فكلمها بثلاثة أحرف من الانجيل لان لا يفقه العرب كلامها ، قالت :
لا أرجع وقد أفلت ( 4 ) ، فدعا الله عزوجل فبعث إليها سبعين ألف ملك بسبعين ألف
سلسلة حديد ، فجعلوها في رقبتها وسحبوها ( 5 ) على وجهها حتى عادت بيضاء نقية ،
حتى صلى أمير المؤمنين عليه السلام ثم هوت كهوي الكوكب ، فهذه العلة في تأخير
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) كذا في ( ك ) .
وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : وهو يجب له أن يجمع .
( 2 ) : ملقاة .
( 3 ) في المصدر : من خبرها .
( 4 ) اى قال امير المؤمنين عليه السلام للشمس : ارجعى ، فقالت : لا ارجع وقد افلت .
( 5 ) أى جروها .
( * )
[167]
العصر ، وحدثني بهذا الحديث ابن سعيد الهاشمي عن فرات بإسناده وألفاظه ( 1 ) .
2 - لى : ( 2 ) القطان ، عن محمد بن صالح ، عن عمر بن خالد المخزومي ، عن
ابن نباتة ، عن محمد بن موسى ، عن عمارة بن مهاجر ، عن ام جعفر أو أم محمد ( 3 )
بنتي محمد بن جعفر ، عن أسماء بنت عميس وهي جدتها قالت : خرجت مع جدتي
أسماء بنت عميس وعمي عبدالله بن جعفر حتى إذا كنا بالضهياء ( 4 ) حدثتني أسماء
بنت عميس قالت : يا بنية كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا المكان ، فصلى رسول الله
صلى الله عليه وآله الظهر ثم دعا عليا فاستعان به في بعض حاجته ، ثم جاءت العصر ، فقام النبي
صلى الله عليه وآله فصلى العصر ، فجاء علي عليه السلام فقعد إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله فأوحى الله
إلى نبيه فوضع رأسه في حجر علي عليه السلام حتى غابت الشمس لا يرى منها شئ على
أرض ولا جبل ، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لعلي عليه السلام : هل صليت العصر ؟
فقال : لا يا رسول الله انبئت أنك لم تصل ، فلما وضعت رأسك في حجري لم أكن
لاحركه ، فقال : اللهم إن هذا عبدك علي احتبس نفسه على نبيك فرد عليه
شرقها ، فطلعت الشمس ، فلم يبق جبل ولا أرض إلا طلعت عليه الشمس ، ثم قام
علي عليه السلام فتوضأ وصلى ثم انكسفت .
ص : الصدوق ، عن محمد بن الفضل ، عن إبراهيم بن محمد بن سفيان ، عن علي
ابن سلمة ، عن محمد بن إسماعيل بن فديك ، عن محمد بن موسى بن أبي عبدالله ، عن عون بن
محمد بن علي بن أبي طالب ، عن أمه أم جعفر ، عن جدتها أسماء بنت عميس مثله ،
وقال بعد نقل الخبر : ولعله عليه السلام صلى إيماء قبل ذلك أيضا ( 5 ) .
-بحار الانوار مجلد: 37 من ص 167 سطر 19 الى ص 175 سطر 18
3 - ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن أحمد بن
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) علل الشرائع : 124 .
( 2 ) كذا في النسخ ، وهو سهو فان الرواية لم تذكر في الامالى وهى مذكورة في العلل : 124 .
( 3 ) في العلل و ( ت ) : عن ام جعفر وام محمد .
( 4 ) في العلل و ( م ) : " بالصهباء " وعلى كلا التقديرين موضع بقرب خيبر .
( 5 ) مخطوط ( * ) .
[168]
عبدالله القزويني ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن أبي بصير ، عن عبدالواحد بن
المختار الانصاري ، عن ام المقدام الثقفية قالت : قال لي جويرية بن مسهر : قطعنا
مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام جسر الصراة في وقت العصر ، فقال : إن
هذه أرض معذبة لاينبغي لنبي ولا وصي نبي أن يصلي فيها ، فمن أراد منكم أن
يصلي ( 1 ) فليصل ، فتفرق الناس يمنة ويسرة يصلون ، فقلت أنا : والله لاقلدن
هذا الرجل صلاتي اليوم ، ولا أصلي حتى يصلي ، فسرنا وجعلت الشمس تسفل ،
وجعل يدخلني من ذلك أمر عظيم ، حتى وجبت الشمس وقطعنا الارض ، فقال :
يا جويرية أذن ، فقلت : تقول أذن وقد غابت الشمس ؟ فقال : أذن ، فأذنت ،
ثم قال لي : أقم ، فأقمت ، فلما قلت : " قد قامت الصلاة " رأيت شفتيه يتحركان
وسمعت كلاما كأنه كلام العبرانية ، فارتفعت الشمس حتى صارت في مثل وقتها في
العصر ، فصلى ، فلما انصرفنا هوت إلى مكانها واشتبكت النجوم ، فقلت أنا : أشهد
أنك وصي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا جويرية أما سمعت الله عزوجل يقول :
" فسبح باسم ربك العظيم " ؟ فقلت : بلى ، قال : فإني سألت الله باسمه العظيم
فردها علي ( 2 ) .
ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد مثله ( 3 ) .
فض يل : بالاسناد يرفعه إلى محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده الشهيد عليهم السلام
مثله ( 4 ) .
كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن محمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن الحسين بن سعيد ، عن عبدالله بن يحيى ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي بصير
مثله ( 5 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : أن يصلى فيها
( 2 ) علل الشرائع : 124 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 58 .
( 4 ) الروضة : 30 الفضائل : 71 .
( 5 ) مخطوط .
( * )
[169]
بيان : الصراة ( 1 ) نهر بالعراق .
ووجوب الشمس غيبوبتها وسقوطها .
4 - ب : محمد بن عبدالحميد ، عن أبى جميلة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
صلى رسول الله صلى الله عليه و آله العصر ، فجاء علي عليه السلام ولم يكن صلاها ، فأوحى الله ( 2 ) إلى
رسوله عند ذلك ، فوضع رأسه في حجر علي عليه السلام فقام رسول الله صلى الله عليه وآله عن حجره
حين قام وقد غربت الشمس ، فقال : يا علي أما صليت العصر ؟ فقال : لا يا رسول
الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم إن عليا كان في طاعتك ( 3 ) ، فردت عليه الشمس
عند ذلك ( 4 ) .
5 - شف : موفق بن أحمد المكي ، عن شهردار ، عن عبدوس ، عن أبي الفرج
بن سهل ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن زكريا العلائي ( 5 ) عن الحسن بن موسى ، عن
عبدالرحمن بن القاسم ، عن أبي حازم محمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي
بن موسى ، عن أبيه ، عن جده محمد بن علي بن موسى بن جعفر ، عن آبائه صلوات
الله عليهم ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : يا أبا الحسن كلم
الشمس فإنها تكلمك ، قال علي عليه السلام : السلام عليك أيها العبد المطيع لله ،
فقالت الشمس : وعليك السلام يا أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين
يا علي أنت وشيعتك في الجنة ، يا علي أول من ينشق ( 6 ) عنه الارض محمد ثم أنت
وأول من يحيا محمد ثم أنت ، وأول من يكسى محمد ثم أنت ، ثم انكب علي ساجدا
وعيناه تذرفان بالدموع ، فانكب عليه النبي صلى الله عليه و آله فقال : يا أخي وحبيبي ارفع
رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماوات ( 7 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) بالفتح .
( 2 ) في المصدر : فاوحى إلى رسوله .
( 3 ) و ( ت ) بعد ذلك : فاردد عليه الشمس اه .
( 4 ) قرب الاسناد : 82 .
( 5 ) في المصدر : البغدادى .
( 6 ) : تنشق .
( 7 ) اليقين في امرة أمير المؤمنين : 25 و 26 .
( * )
[170]
كشف : من مناقب الخوارزمي حدثنا عبدالرحمن بن القاسم الهمداني ، عن
أبي حاتم محمد بن محمد الطالقاني ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهم السلام مثله ( 1 ) .
6 - يج : من معجزاته صلى الله عليه وآله أن عليا عليه السلام بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض
الامور بعد صلاة الظهر ، وانصرف من جهته تلك وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وآله العصر
بالناس ، فلما دخل علي عليه السلام جعل يقص عليه ما كان قد نفض ( 2 ) فيه فنزل
الوحي عليه في تلك الساعة ، فوضع رأسه في حجر علي عليه السلام وكانا كذلك
حتى إذا غربت ، فسري عن رسول الله صلى الله عليه وآله في وقت الغروب ، فقال لعلي عليه السلام :
هل صليت العصر ؟ قال : لا فإني كرهت أن ازيل رأسك ، ورأيت جلوسي تحت
رأسك وأنت في تلك الحال أفضل من صلاتي ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فاستقبل القبلة
فقال : اللهم إن كان علي في طاعتك وحاجة رسولك صلى الله عليه وآله فاردد عليه الشمس ليصلي
صلاته ، فرجعت الشمس حتى صارت في موضع أول العصر ، فصلى علي عليه السلام ثم
انقضت الشمس للغروب مثل انقضاض الكواكب .
وروي أن النبي صلى الله عليه وآله قال :
يا علي إن الشمس مطيعة لك فادع ، فدعا فرجعت ، وكان قد صلاها بالاشارة ( 3 ) .
7 - يج : روي عن زاذان عن بن عباس قال : لما فتح النبي صلى الله عليه وآله مكة
ورفع الهجرة بقوله : " لا هجرة بعد الفتح " قال لعلي عليه السلام : إذا كان الغد كلم
الشمس حتى تعرف كرامتك على الله ، فلما أصبحنا قمنا ، فجاء علي إلى الشمس
حين طلعت فقال : السلام عليك أيتها المطيعة لربها ، فقالت الشمس : وعليك السلام
يا أخا رسول الله ووصيه ، ابشر فإن رب العزة يقرؤك السلام ويقول لك : ابشر
فإن لك ولمحبيك ولشيعتك مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ،
فخر عليه السلام ساجدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ارفع رأسك حبيبي فقد باهى الله بك
الملائكة ( 4 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) كشف الغمة : 44 و 45 .
( 2 ) نفض الطريق : نظر جميع مافيه حتى يتعرفه ، وفي ( م ) : نفذ .
وفي ( ت ) : نقض .
( 3 و 4 ) لم نجدهما في الخرائج المطبوع .
( * )