[171]

8 - شا : مما أظهره الله تعالى من الاعلام الباهرة على يد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام ما استفاضت به الاخبار ورواه علماء السير والآثار ونظمت فيه الشعراء الاشعار رجوع الشمس له عليه السلام مرتين : في حياة النبي صلى الله عليه وآله مرة وبعد وفاته اخرى ، وكان من حديث رجوعها عليه المرة الاولى ( 1 ) ما روته أسماء بنت عميس وأم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله وجابر بن عبدالله الانصاري وأبوسعيد الخدري في جماعة ( 2 ) من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وآله كان ذات يوم في منزله وعلي عليه السلام بين يديه إذ جاءه جبرئيل عليه السلام يناجيه عن الله سبحانه ، فلما تغشاه الوحي توسد فخذ أمير المؤمنين عليه السلام فلم يرفع رأسه عنه حتى غربت الشمس ، فاصطبر ( 3 ) أمير المؤمنين عليه السلام لذلك إلى صلاة العصر ، فصلى أمير المؤمنين عليه السلام جالسا يؤمئ بركوعه وسجوده إيماء ، فلما أفاق من غشيته قال لامير المؤمنين عليه السلام : أفاتتك صلاة العصر ؟ قال : لم أستطع أن أصليها قائما لمكانك يا رسول الله والحال التي كنت عليها في استماع الوحي ، فقال له : ادع الله حتى يرد عليك الشمس لتصليها قائما في وقتها كما فاتتك ، فإن الله تعالى يجيبك لطاعتك لله ورسوله ( 4 ) ، فسأل أمير - المؤمنين عليه السلام الله في رد الشمس ، فردت ( 5 ) حتى صارت في موضعها من السماء وقت صلاة العصر ، فصلى أمير المؤمنين عليه السلام صلاة العصر في وقتها ثم غربت ، فقالت أسماء : أم والله لقد سمعنا لها عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب .
وكان رجوعها ( 6 ) بعد النبي صلى الله عليه وآله أنه لما أراد يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من أصحابه بتعبير دوابهم ورحالهم ، فصلى ( 7 ) عليه السلام بنفسه في طائفة معه العصر *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : في المرة الاولى .
( 2 ) في المصدر و ( ت ) : وجماعة .
( 3 ) : فاضطر .
( 4 ) : ولرسوله .
( 5 ) : فردت عليه .
( 6 ) : وكان رجوعها عليه .
( 7 ) : وصلى .
( * )

[172]

فلم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس وفاتت الصلاة كثيرا منهم ، وفات الجمهور فضل الاجتماع معه ، فتكلموا في ذلك ، فلما سمع كلامهم فيه سأل الله تعالى أن يرد الشمس عليه لتجتمع كافة أصحابه على صلاة العصر في وقتها ، فأجابه الله تعالى في ردها عليه ، وكانت في الافق على الحال التي تكون عليه وقت العصر ، فلما سلم القوم غابت الشمس ، فسمع لها وجيب شديد هال الناس ذلك ، فأكثروا من التسبيح والتهليل والاستغفار والحمد لله على النعمة التي ظهرت فيهم ، وسار خبر ذلك في الآفاق ، وانتشر ذكره في الناس ، وفي ذلك يقول السيد بن محمد الحميري : " ردت الشمس " إلى آخر ما سيأتي من الابيات ( 1 ) .
9 - شى : عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : دخل علي عليه السلام على رسوله صلى الله عليه وآله في مرضه وقد أغمي عليه ، ورأسه في حجر جبرئيل وجبرئيل في صورة دحية الكلبي ، فلما دخل علي عليه السلام قال له جبرئيل : دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني ، لان الله يقول في كتابه " واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " ( 2 ) فجلس علي عليه السلام وأخذ رأس رسول الله صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره ، فلم يزل رأس رسول الله صلى الله عليه وآله في حجره حتى غابت الشمس ، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله أفاق فرفع رأسه فنظر إلى علي عليه السلام فقال : يا علي أين جبرئيل ؟ فقال : يا رسول الله ما رأيت إلا دحية الكلبي دفع إلي رأسك قال : يا علي دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني لان الله يقول في كتابه : " واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فجلست وأخذت رأسك فلم يزل في حجري حتى غابت الشمس ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أفصليت العصر ؟ فقال : لا ، قال : فما منعك أن تصلي ؟ فقال : قد أغمي عليك فكان رأسك في حجري ، فكرهت أن أشق عليك يا رسول الله ، وكرهت أن أقوم وأصلى وأضع رأسك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم إن عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك حتى فاتته صلاة العصر ، *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الارشاد للمفيد : 163 و 164 .
( 2 ) سورة الانفال : 75 .
سورة الاحزاب : 6 .
( * )

[173]

اللهم فرد عليه الشمس حتى يصلي العصر في وقتها ، قال : فطلعت الشمس فصارت في وقت العصر بيضاء نقية ، ونظر إليها أهل المدينة ، وإن عليا قام وصلى فلما انصرف غابت الشمس وصلوا المغرب ( 1 ) .
10 - قب : روى أبوبكر بن مردويه في المناقب ، وأبوإسحاق الثعلبي في تفسيره ، وأبوعبدالله بن منده في المعرفة ، وأبوعبدالله النطنزي في الخصائص ، والخطيب في الاربعين ، وأبوأحمد الجرجاني في تاريخ جرجان : رد الشمس لعلي عليه السلام ، ولابي بكر الوراق كتاب طرق من روى رد الشمس ، ولابي عبدالله الجعل مصنف في جواز رد الشمس ولابي القاسم الحسكاني مسألة في تصحيح رد الشمس وترغيم النواصب الشمس ( 2 ) ولابي الحسن شاذان كتاب بيان رد الشمس على أمير المؤمنين عليه السلام وذكر أبوبكر الشيرازي في كتابه بالاسناد عن شعبة ، عن قتادة عن الحسن البصري ، عن أم هائئ هذا الحديث مستوفى ثم قال : قال الحسن عقيب هذا الخبر : وأنزل الله عزوجل آيتين في ذلك : قوله تعالى : " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا " ( 3 ) يعني هذا يخلف هذا لمن أراد أن يذكر فرضا نسيه أو نام عليه أو أراد شكورا ، وأنزل أيضا " يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل " ( 4 ) وذكر أن الشمس ردت عليه مرارا : الذي رواه سلمان ، ويوم البساط ، ويوم الخندق ، ويوم حنين ، ويوم خيبر ، ويوم قرقيسينا ويوم ببراثا ( 5 ) ، ويوم الغاضرية ، ويوم النهروان ، ويوم بيعة الرضوان ، ويوم صفين *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) تفسير العياشى : ج 2 ص 70 .
وقد رواه في البرهان 2 : 98 .
( 2 ) بضم الشين والميم وسكونها جمع الشموس : الذى يكون عسرا في عداوته شديد الخلاف على من عانده .
( 3 ) سورة الفرفان : 62 .
( 4 ) سورة الزمر : 5 .
( 5 ) في المصدر " قرقيساء ويوم براثا " وقال في المراصد ( 3 : 1080 ) : قرقيساء بلد على الخابور عند مصبه وهى على الفرات ، جانب منها على الخابور وجانب على الفرات فوق رحبة مالك بن طوق .
وبراثا محلة كانت في طرف بغداد ، بنى بها جامع تجتمع بها الشيعة ، وآثاره باقية إلى الان .
( * )

[174]

وفي النجف ، وفي بني مازر ، وبوادي العقيق ، وبعد أحد ، وروى الكليني في الكافي أنها رجعت بمسجد الفضيح ( 1 ) من المدينة ؟ وأما المعروف فمرتان في حياة النبي صلى الله عليه وآله بكراع الغميم وبعد وفاته ببابل .
فأما في حال حياته صلى الله عليه وآله فما روته ( 2 ) أم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر الانصاري وأبوذر وابن عباس والخدري وأبوهريرة والصادق عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى بكراع الغميم ، فلما سلم نزل عليه الوحي وجاء علي عليه السلام وهو على ذلك الحال ، فأسنده إلى ظهره ، فلم يزل على تلك الحال حتى غابت الشمس ، والقرآن أن ينزل على النبي صلى الله عليه وآله ، فلما تم الوحي قال : يا علي صليت ؟ قال : لا ، وقص عليه ، فقال : ادع ليرد الله عليك الشمس ، فسأل الله فردت عليه الشمس بيضاء نقية .
وفي رواية أبي جعفر الطحاوي أن النبي صلى الله عليه وآله قال : اللهم إن عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ، فردت ، فقام وصلى علي ( 3 ) عليه السلام ، فما فرغ من صلاته وقعت الشمس وبدت ( 4 ) الكواكب .
وفي رواية أبي بكر مهرويه قالت أسماء : أم والله لقد سمعنا لها عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب .
قال : وذلك بالضهيا في غزاة خيبر ، وروي أنه صلى إيماء ، فلما ردت الشمس أعاد الصلاة بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله .
وأما بعد وفاته صلى الله عليه وآله ما روى جويرية بن مسهر وأبورافع والحسين بن علي عليهما السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام لما عبر الفرات ببابل صلى بنفسه في طائفة معه العصر ، ثم لم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس وفات صلاة العصر الجمهور ، فتكلموا في ذلك ، فسأل الله تعالى رد الشمس عليه فردها عليه ، فكانت في الافق ، فلما سلم القوم غابت ، فسمع لها وجيب شديد هال الناس ذلك ، *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : الفضيخ .
( 2 ) : ماروت .
( 3 ) : فقام على عليه السلام وصلى .
( 4 ) : بدرت .
( * )

[175]

وأكثروا التهليل والتسبيح والتكبير ، ومسجد الشمس بالصاعدية من أرض بابل شائع ذائع .
وعن ابن عباس بطرق كثيرة أنه لم ترد الشمس إلا لسليمان وصي داود ، وليوشع وصي موسى ، ولعلي بن أبي طالب وصي محمد صلوات الله عليهم أجمعين .
وأما طعن الملاحدة أن ذلك يبطل الحساب والحركات فمجاب بأن الله تعالى ردها ورد معها الفلك ، فلا يختلف الحساب والحركات ونقول ( 1 ) بردها ثم يحدث فيها من السير ما يظهر وتلحق بموضعها ولا يظهر على الفلك ، وذلك مبني ( 2 ) على حدوث العالم وإثبات المحدث ، وأما اعتراض ابن فورك ( 3 ) في كتاب الفصول من تعليق الاصول أنه لو كان ذلك صحيحا لرآه جميع الناس في جميع الاقطار فالانفصال منه بما أجيب عنه من اعترض على انشقاق القمر للنبي صلى الله عليه وآله .
محمد بن مسلم عن أبي جعفر عن جابر قال : كلمت الشمس علي بن أبي طالب عليه السلام سبع مرات ، فأول مرة قال له : يا إمام المسلمين اشفع لي إلى ربي أن لا يعذبني ، والثانية قالت : مرني أحرق مبغضيك فإني أعرفهم بسيماهم ، والثالثة ببابل وقد فاتته العصر ، فكلمها وقال لها : ارجعي إلى موضعك ، فأجابته بالتلبية ، والرابعة قال : يا أيتها الشمس هل تعرفين لي خطيئة ؟ قالت : وعزة ربي لو خلق الله الخلق مثلك لم يخلق النار ، والخامسة فإنهم اختلفوا في الصلاة في خلافة أبي بكر فخالفوا عليا ، فتكلمت الشمس ظاهرة فقالت : " الحق له و بيده ومعه " سمعته قريش ومن حضره ، والسادسة حين دعاها فأتته بسطل من ماء الحياة
-بحار الانوار مجلد: 37 من ص 175 سطر 19 الى ص 183 سطر 18 *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : أو يقول .
( 2 ) : يبنى .
( 3 ) بضم الفاء وفتح الراء وهو الاستاذ ابوبكر محمد بن الحسن ( الحسين خ ل ) ابن فورك الاصبهانى المتكلم العارف الاديب الفاضل الواعظ ، اقام بالعراق مدة يدرس العلم ثم توجه إلى الرى ، والتمس منه أهل نيسابور التوجه اليهم ففعل .
فبنى له بها مدرسة ودار فأفاد فيها وصنف من الكتب ما يقرب من مائة ، توفى سنة 446 أو 406 ودفن بنيسابور بالحيرة ( الكنى و الالقاب 1 374 ) .
( * )

[176]

فتوضأ للصلاة فقال لها : من أنت ؟ فقالت : أنا الشمس المضيئة ، والسابعة عند وفاته حين جاءت وسلمت عليه وعهد إليها وعهدت إليه .
وحدثني شيرويه الديلمي وعبدوس الهمداني والخطيب الخوارزمي من كتبهم وأجازني جدي الكيا شهر آشوب ومحمد الفتال من كتب أصحابنا نحو ابن قولويه والكشي والعبدكي وعن سلمان ( 1 ) وأبي ذر وابن عباس وعلي بن أبي طالب عليه السلام أنه لما فتح مكة وانتهيا إلى هوازن قال النبي صلى الله عليه وآله : قم يا علي وانظر كرامتك على الله ، كلم الشمس إذا طلعت ، فقام علي عليه السلام وقال : السلام عليك أيتها العبد الدائب ( 2 ) في طاعة الله ربه ، فأجابته الشمس وهي تقول : وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيه وحجة الله على خلقه ، فانكب علي ساجدا شكرا لله تعالى ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله يقيمه ويمسح وجهه ويقول ( 3 ) : قم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك ، وباهى الله بك حملة عرشه ، ثم قال : الحمد لله الذي فضلني على سائر الانبياء وأيدني بوصية سيد الاوصياء ، ثم قرأ " وله أسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها " الآية ( 4 ) .
11 - جا : المرزباني ، عن أحمد بن محمد بن عيسى المكي ، عن عبدالرحمن بن محمد بن حنبل قال : أخبرت عن عبدالرحمن بن شريك ، عن أبيه ، عن عروة بن عبيدالله ابن بشير الجعفي قال : دخلت على فاطمة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام وهي عجوز كبيرة وفي عنقها خرز ( 5 ) وفي يدها مسكتان ، فقالت : يكره للنساء أن يتشبهن بالرجال ثم قالت : حدثتني أسماء بنت عميس قالت : أوحى الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وآله فتغشاه الوحي ، فستره علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بثوبه حتى غابت الشمس *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : عن سلمان .
( 2 ) دأب في العمل : جد وتعب واستمر .
( 3 ) في المصدر : وقال .
( 4 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 459 - 364 والاية في سورة آل عمران : 83 .
( 5 ) في المصدر " خرزة " وهو ما ينظم في السلك من الجذع والودع ، أو الحب المثقوب من الزجاج ونحوه ، و الفصوص من الحجارة .
والمسك بفتحتين : الاسورة والخلاخل .
( * )

[177]

فلما سري عنه صلى الله عليه وآله قال : يا علي ما صليت العصر ؟ قال : يا رسول الله اشتغلت عنها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم اردد الشمس على علي بن أبي طالب ، وقد كانت غابت ، فرجعت حتى بلغت الشمس حجرتي ونصف المسجد ( 1 ) .
بيان : لعل مرادها بالتشبه هنا ترك الحلي والزينة ، ويقال : سري عنه الهم - على بناء المجهول من التفعيل - أي انكشف .
12 - لى : القطان ، عن القاسم بن العباس ، عن أحمد بن يحيى الكوفي عن أبي قتادة ، عن جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران ، عن زاذان ، عن ابن عباس قال : لما فتح الله عزوجل مكة خرجنا ونحن ثمانية آلاف رجل ، فلما أمسينا صرنا عشرة آلاف من المسلمين ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله الهجرة فقال : لا هجرة بعد فتح مكة ، قال : ثم انتهينا إلى هوازن فقال النبي صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام : يا علي قم فانظر كرامتك على الله عزوجل ، كلم الشمس إذا طلعت ، قال ابن عباس : والله ما حسدت أحدا إلا علي بن إبي طالب عليه السلام في ذلك اليوم ، وقلت للفضل : قم ننظر كيف يكلم علي بن أبي طالب عليه السلام الشمس ، فلما طلعت الشمس قام علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : السلام عليك أيتها العبد الصالح الدائب في طاعة الله ربه ، فأجابته الشمس وهي تقول : وعليك السلام يا أخا رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيه وحجة الله على خلقه ، قال : فانكب علي عليه السلام ساجدا شكرا لله عزو جل ، قال فوالله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله قام فأخذ برأس علي عليه السلام يقيمه ويمسح وجهه ويقول : قم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك وباهى الله عزوجل بك حملة عرشه ( 2 ) .
ص : الصدوق ، عن ابن موسى ، عن أحمد بن جعفر بن نصر ، عن عمر بن خلاد ، عن أبي قتادة مثله ( 3 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) امالى الشيخ المفيد : 55 و 56 ( 2 ) امالى الصدوق : 351 .
( 3 ) مخطوط .
( * )

[178]

13 - ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عبدالله بن بحر ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي المقدام ، عن جويرية بن مسهر قال : أقبلنا مع أمير المؤمنين عليه السلام من قتل الخوراج حتى إذا قطعنا في أرض بابل حضرت ( 1 ) صلاة العصر ، قال : فنزل أمير المؤمنين عليه السلام ونزل الناس ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا أيها الناس إن هذه الارض ملعونة ، وقد عذبت من الدهر ثلاث مرات ، وهي إحدى المؤتفكات ( 2 ) وهي أول أرض عبد فيها وثن ، إنه لا يحل لنبي ولوصي نبي أن يصلي فيها ، فأمر الناس فمالوا عن جنبي الطريق يصلون ، وركب بغلة رسول الله فمضى عليها ، قال جويرية : فقلت : والله لاتبعن أمير المؤمنين ولاقلدنه صلاتي اليوم ، قال : فمضيت خلفه ، فولالله ما جزنا ( 3 ) جسر سوراء حتى غابت الشمس ، قال : فسببته أو هممت أن أسبه ! قال : فقال : يا جويرية أذن ، قال : فقلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : فنزل ناحية فتوضأ ثم قام فنطق بكلام لا أحسبه إلا بالعبرانية ، ثم نادى بالصلاة ، فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير ، فصلى العصر وصليت معه ، قال : فلما فرغنا من الصلاة عاد الليل كما كان ، فالتفت إلي فقال : يا جويرية ابن مسهر إن الله يقول : " فسبح باسم ربك العظيم " فإني سألت الله باسمه العظيم فرد علي الشمس ( 4 ) .
14 - ير : محمد بن الحسين ، عن عبدالله بن جبلة ، عن أبي الجارود قال : سمعت جويرية يقول : أسرى علي بنا من كربلاء إلى الفرات ، فلما صرنا ببابل قال لي : أي موضع يسمى هذا يا جويرية ؟ قلت : هذه بابل يا أمير المؤمنين ، قال : أما إنه لا يحل لنبي ولا وصي نبي أن يصلى بأرض قد عذبت مرتين ، قال : قلت : هذه العصر يا أمير المؤمنين فقد وجبت الصلاة يا أمير المؤمنين ، قال : *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : حضره .
( 2 ) المؤتفكات : المدن التى أبادها الله وقلبها على أهلها .
( 3 ) في المصدر : ما صرنا .
( 4 ) بصائر الدرجات : 58 .
( * )

[179]

قد أخبرتك أنه لا يحل لنبي ولا وصي نبي أن يصلي بأرض قد عذبت مرتين وهي تتوقع الثالثة ، إذا طلع كوكب الذنب وعقد جسر بابل قتلوا عليه مائة ألف تخوضه الخيل إلى السنابك ( 1 ) ، قال جويرية : والله ( 2 ) لاقلدن صلاتي اليوم أمير المؤمنين عليه السلام ، وعطف علي عليه السلام برأس بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله الدلدل حتى جاز سوراء قال لي : أذن بالعصر يا جويرية فأذنت ، وخلا علي ناحية فتكلم بكلام له سرياني أو عبراني ، فرأيت للشمس صريرا وانقضاضا حتى عادت بيضاء نقية قال : ثم قال : أقم ، فأقمت ثم صلى بنا فصلينا معه ، فلما سلم اشتبكت النجوم فقلت : وصي نبي ورب الكعبة ( 3 ) .
15 - يج : روي عن أسماء بنت عميس قالت : إن عليا بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله في حاجة في غزوة حنين وقد صلى النبي صلى الله عليه وآله العصر ولم يصلها علي عليه السلام فلما رجع وضع رسول الله صلى الله عليه وآله رأسه في حجر علي ورفعه ، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله قد اوحي إليه ، فجلله بثوبه ، فلم يزل كذلك حتى كادت الشمس تغيب ، ثم إنه سري عن النبي صلى الله عليه وآله فقال : أصليت يا علي ؟ قال : لا ، قال النبي صلى الله عليه وآله : اللهم رد على علي الشمس ، فرجعت حتى بلغت نصف المسجد ، قالت أسماء : وذلك بالصهباء موضع طلوع ( 4 ) .
16 - من عيون المعجزات المنسوب إلى السيد المرتضى رضي الله عنه قال : حدثني ابن عباس الجوهري ، عن أبي طالب عبيد الله بن محمد الانبار عن أبي الحسين .
محمد بن يزيد ( 5 ) التستري ، عن أبي سمينة محمد بن علي الصيرفي ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن حماد بن عيسى ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) جمع السنبك : طرف الحافر .
( 2 ) في المصدر : قلت والله .
( 3 ) بصائر الدرجات : 59 .
( 4 ) لم نجده في الخرائج المطبوع .
( 5 ) في ( م ) و ( ت ) : محمد بن زيد .
( * )

[180]

سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت أباذر جندب بن جنادة الغفاري قال : رأيت السيد محمدا صلى الله عليه وآله وقد قال لامير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة : إذا كان غدا اقصد إلى جبال البقيع وقف على نشز ( 1 ) من الارض ، فإذا بزغت الشمس فسلم عليها ، فإن الله تعالى قد أمرها أن تجيبك بما فيك ، فلما كان من الغد خرج أمير المؤمنين عليه السلام و معه أبوبكر وعمر وجماعة من المهاجرين والانصار حتى وافى البقيع ، ووقف على نشز من الارض ، فلما طلعت الشمس قال عليه السلام : السلام عليك يا خلق الله الجديد المطيع له ، فسمعوا دويا من السماء وجواب قائل يقول : وعليك السلام يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكل شئ ( 2 ) عليم ، فلما سمع أبوبكر وعمر والمهاجرون والانصار كلام الشمس صعقوا ، ثم أفاقوا بعد ساعاتهم وقد انصرف أمير المؤمنين عن المكان ، فوافوا رسول الله صلى الله عليه وآله مع الجماعة وقالوا : أنت تقول : إن عليا بشر مثلنا وقد خاطبته الشمس بماخاطب به البارئ نفسه فقال النبي صلى الله عليه وآله : وما سمعتموه منها ؟ فقالوا : سمعناها تقول : " السلام عليك يا أول " قال : صدقت هو أول من آمن بي ، فقالوا : سمعناها تقول : " يا آخر " قال : صدقت هو آخر الناس عهدا بي يغسلني ويكفنني ويدخلني قبري ، فقالوا : سمعناها تقول : " يا ظاهر " قال : صدقت بطن سري كله له ، قالوا سمعناها تقول : " يا من هو بكل شئ عليم " قال : صدقت هو العالم بالحلال والحرام والفرائض والسنن وما شاكل ذلك ، فقاموا كلهم وقالوا : لقد أوقعنا محمد صلى الله عليه وآله في طخياء ! وخرجوا من باب المسجد ، وقال في ذلك أبومحمد العوني : إمامي كليم الشمس راجع نورها * فهل لكليم الشمس في القوم من مثل ( 3 ) يل : عن أبي ذر مثله ( 4 ) .
بيان : الطخياء بالمد : الليلة المظلمة ، وتكلم بكلمة طخياء لا يفهم .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) النشز : المكان المرتفع .
( 2 ) في ( م ) : على كل شئ .
( 3 ) مخطوط .
( 4 ) الفضائل : 72 و 73 .
( * )