[181]
17 - كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن سهل العطار ، عن أحمد بن محمد ، عن
أبي زرعه عبدالله بن عبدالكريم ، عن قبيصة بن عقبة ، عن سفيان بن يحيى ، عن
جابر بن عبدالله قال : لقيت عمارا في بعض سكك المدينة ، فسألته عن النبي صلى الله عليه وآله
فأخبر أنه في مسجده في ملاء من قومه ، وأنه لما صلى الغداة أقبل علينا فبينا نحن
كذلك وقد بزغت الشمس إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فقام إليه النبي صلى الله عليه وآله
فقبل بين عينيه وأجلسه إلى جنبه حتى مست ركبتاه ركبتيه ، ثم قال : يا علي
قم للشمس فكلمها فإنها تكلمك ، فقام أهل المسجد وقالوا : أترى عين الشمس تكلم
عليا ؟ وقال بعض : لا زال ( 1 ) يرفع حسيسة ابن عمه وينوه باسمه ( 2 ) ! إذ خرج
علي عليه السلام فقال للشمس : كيف أصبحت يا خلق الله ؟ فقالت : بخير يا أخا رسول الله يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو لكل شئ عليم ، فرجع علي عليه السلام إلى النبي
فتبسم النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا علي تخبرني أو أخبرك ؟ فقال : منك أحسن يا رسول الله
فقال النبي صلى الله عليه وآله : أما قولها لك : يا أول ، فأنت أول من آمن بالله ، وقولها : يا آخر
فأنت آخر من يعاينني علي مغسلي ، وقولها : يا ظاهر فأنت آخر من يظهر على مخزون
سري وقولها : يا باطن فأنت المستبطن لعلمي ، وأما العليم بكل شئ فما أنزل الله تعالى
علما من الحلال والحرام والفرائض والاحكام ، التنزيل والتأويل والناسخ والمنسوخ
والمحكم والمتشابه والمشكل إلا وأنت به عليم ، فلولا ( 3 ) أن تقول فيك طائفة من
أمتي ما قالت النصارى في عيسى لقلت فيك مقالا لا تمر بملا إلا أخذوا التراب من
تحت قدميك يستشفون به ، قال جابر : فلما فرغ عمار من حديثه أقبل سلمان فقال
عمار : وهذا سلمان كان معنا فحدثني سلمان كما حدثني عمار ( 4 ) .
18 - كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن محمد بن زكريا
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في ( م ) : لا يزال .
( 2 ) الحسيسة : الصوت الخفى .
ونوهه ونوه باسمه أى دعاه برفع الصوت ورفع ذكره .
( 3 ) في ( م ) : ولولا .
( 4 ) ( مخطوط .
وأوردهما في البرهان 4 : 287 .
( * )
[182]
عن علي بن حكيم ، عن الربيع بن عبدالله ، عن عبدالله بن حسن ، عن أبي جعفر
محمد بن علي صلى الله عليهما قال : بينا النبي صلى الله عليه وآله ذات يوم ورأسه في حجر علي
عليه السلام إذنام رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكن علي عليه السلام صلى العصر ، فقامت الشمس تغرب ،
فانتبه رسول الله صلى الله عليه وآله فذكر له علي عليه السلام شأن صلاته ، فدعا الله فرد عليه الشمس
كهيئتها في وقعت العصر ، وذكر حديث رد الشمس فقال : يا علي قم فسلم على
الشمس وكلمها فإنها ستكلمك ، فقال له : يا رسول الله كيف أسلم عليها ؟ قال :
قل : السلام عليك يا خلق الله ، فقالت : وعليك السلام يا أول يا آخر يا ظاهر يا
باطن يا من ينجي محبيه ويوبق مبغضيه ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله ماردت عليك الشمس
وكان علي كاتما عنه ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : قل ما قالت لك الشمس ، فقال له ما
قالت ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : إن الشمس قد صدقت وعن أمر الله نطقت ، أنت أول
المؤمنين إيمانا وأنت آخر الوصيين ، ليس بعدي نبي ولا بعدك وصي ، وأنت
الظاهر على أعدائك ، وأنت الباطن في العلم الظاهر عليه ، ولا فوقك فيه أحد ، أنت
عيبة علمي وخزانة وحي ربي ، وأولادك خير الاولاد ، وشيعتك هم النجباء يوم
القيامة ( 1 ) .
19 - كا : العدة ، عن سهل .
عن موسى بن جعفر ، عن عمرو بن سعيد ( 2 ) ،
عن الحسن بن صدقة [ عن عمرو بن صدقة ] ( 3 ) عن عمار بن موسى قال : دخلت أنا
وأبوعبدالله عليه السلام مسجد فضيح ( 4 ) فقال : يا عمار ترى هذه الوهدة ؟ قلت : نعم
قال : كانت امرأة جعفر ( 5 ) التي خلف عليها أمير المؤمنين قاعدة في هذا الموضع و
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) مخطوط .
وأردهما في البرهان 4 : 387 ، .
( 2 ) في المصدر : عن عمر بن سعيد .
( 3 ) يوجد في ( ك ) فقط والظاهر أنه سهو .
( 4 ) في المصدر " الفضيخ " وقال في المراصد ( 3 : 1015 ) : فاضح موضع قرب مكه عند أبى
قبيس كان الناس يخرجون إليه لحاجتهم ، وقيل : جبل قرب ريم وهو واد بالمدينة .
( 5 ) هى أسماء بنت عميس رضى الله عنها : وقوله " خلف عليها " اى كان قائما في الزوجية
مقامه .
( * )
[183]
معها ابناها من جعفر ، فبكت فقالا لها ابناها : ما يبكيك يا أمه ؟ قالت : بكيت
لامير المؤمنين عليه السلام فقالا لها : تبكين لامير المؤمنين ولا تبكين لابينا ؟ قالت : ليس
هذا لهذا ( 1 ) ولكن ذكرت حديثا حدثني به أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الموضع
فأبكاني قالا : وما هو ؟ قالت : كنت وأمير المؤمنين في هذا المسجد فقال لي : ترى ( 2 )
هذه الوحدة ؟ قلت : نعم ، قال : كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله قاعدين فيها إذ وضع
رأسه في حجري ثم خفق حتى غط وحضرت صلاة العصر ، فكرهت أن أحرك رأسه
عن فخذي فأكون قد آذيت رسول الله صلى الله عليه وآله حتى ذهب الوقت وفاتت [ الصلاة ]
فانتبه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا علي صليت ؟ فقلت : لا ، فقال : ولم ذاك ؟ قلت :
كرهت أن اوذيك ، قال : فقام واستقبل القبلة ومد يديه كلتيهما وقال : اللهم رد
الشمس إلى وقتها حتى يصلي علي ، فرجعت الشمس إلى وقعت الصلاة حتى صليت
العصر ثم انقضت انقضاض الكوكب ( 3 ) .
ص : الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن موسى بن جعفر البغدادي مثله ( 4 ) .
بيان : غطيط النائم : نخيره .
20 - ما : ابن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ، عن علي بن الحسن بن
فضال ، عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن رزق الغمشاني ( 5 ) ، عن يحيى بن العلاء
الرازي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لما خرج أمير المؤمنين عليه السلام إلى النهروان
وطعنوا في أول أرض بابل حين دخل وقت العصر فلم يقطعوها حتى غابت الشمس ،
فنزل الناس يمينا وشمالا يصلون إلا الاشتر وحده ، فإنه قال : أصلي حتى أرى
-بحار الانوار مجلد: 37 من ص 183 سطر 19 الى ص 191 سطر 18
أمير المؤمنين قد نزل يصلي ، قال : فلما نزل قال : يا مالك إن هذه أرض سبخة
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : ليس هذا هكذا .
( 2 ) ء ترين .
( 3 ) فروع الكافى ( الجزء الرابع من الطبعة الحديثة ) 561 و 562 .
( 4 ) مخطوط .
( 5 ) قال في جامع الرواة ( 1 : 50 ) : احمد بن رزق الغمشانى بجلى ثقة ، له كتاب يرويه
جماعة منهم عباس بن عامر .
( * )
[184]
ولا تحل الصلاة فيها ( 1 ) فمن كان صلى فليعد الصلاة ، ثم قال : استقبل القبلة فتكلم
بثلاث كلمات ماهن بالعربية ولا بالفارسية فإذا هو بالشمس بيضاء نقية حتى إذا
صلى بنا سمعنا لها حين انقضت خريرا كخرير المنشار ( 2 ) .
[ 21 - كتاب الصفين لنصر بن مزاحم : عن عمرو بن سعد ، عن عبدالله بن
يعلى بن مرة ، عن أبيه ، عن عبد خير قال : كنت مع علي عليه السلام أسير في أرض بابل
قال : وحضرت الصلاة صلاة العصر ، قال : فجعلنا لانأتي مكانا إلا رأيناه أقبح من
الآخر ، قال : حتى أتينا على مكان أحسن ما رأينا ، وقد كادت الشمس أن تغيب ،
فنزل علي عليه السلام ونزلت معه ، قال : فدعا لله فرجعت الشمس كمقدارها من صلاة
العصر ، قال فصلينا العصر ثم غابت الشمس ( 3 ) ] .
22 - يف : روى ابن المغازلي في كتاب المناقب بإسناده أن خبر رد الشمس
أن النبي صلى الله عليه وآله كان يوحى إليه ورأسه في حجر علي عليه السلام فلم يصل العصر حتى
فات وقت الفضيلة - وقيل : حتى غربت الشمس - فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا رب
إن عليا عليه السلام كان على طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ، فرأيتها غربت
ثم رأيتها قد طلعت بعد ما غابت .
وفي ابن المغازلي أيضا عن أبي رافع قال : فردت
الشمس على علي بعد ما غابت حتى رجعت صلاة العصر في الوقت ، فقام علي عليه السلام
فصلى العصر فلما قضى صلاة العصر غابت الشمس .
وهذا ممكن من طرق كثيرة عند الله تعالى ، منها أن يخلق مثل الشمس في
الموضع الذي أعادها الله إليه ابتداء ، أو يهبط بعض الارض فتظهر الشمس ، أو
يخلق مثل الشمس في صورتها ويجعل حكمها في صلاة علي كحكم تلك الشمس
وغير ذلك من مقدوراته يعلمها سبحانه ، وقد رووا أيضا أن الشمس حبست لبعض
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) عدم جواز الصلاة فيها ليس لكونها سبخة أى غير معمروة لم يحرث فيها ، بل لا جل كونها
ملعونة معذبة ومن احدى المؤتفكات كما مر عن بصائر تحت الرقم 13 .
( 2 ) أمالى ابن الشيخ : 64 .
( 3 ) مخطوط .
والرواية مذكورة في ( ك ) فقط .
( * )
[185]
الانبياء فيما سلف ( 1 ) .
أقول : قال السيد المرتضى - رضي الله عنه - في شرح البائية للسيد الحميري
حيث قال :
ردت عليه الشمس لما فاته * وقت الصلاة وقد دنت للمغرب
ويروى " حين تفوته " ، هذا خبر مشهور عن رد الشمس له عليه السلام في حياة
النبي صلى الله عليه وآله لانه روي أن النبي صلى الله عليه وآله كان نائما ورأسه في حجر أمير المؤمنين عليه السلام
فلما جاز ( 2 ) وقت صلاة العصر كره عليه السلام أن ينهض لادائها فيزعج النبي صلى الله عليه وآله من
نومه ، فلما مضى وقتها وانتبه النبي صلى الله عليه وآله دعا الله بردها فردها عليه ، فصلى عليه السلام
الصلاة في وقتها ، فإن قال قائل ( 3 ) : هذا يقتضي أن يكون عليه السلام عاصيا بترك الصلاة
قلنا : عن هذا جوابان : أحدهما أنه إنما يكون عاصيا إدا ترك ( 4 ) بغير عذر ،
وإزعاج النبي لا ينكر أن يكون عذرا في ترك الصلاة ، فإن قيل : الاعذار في ترك جميع
أفعال الصلاة لا تكون إلا بفقد العقل والتمييز كالنوم والاغماء وما شاكلهما ، ولم
يكن عليه السلام في تلك الحال بهذه الصفة ، فأما الاعذار التي يكون معها العقل والتمييز
ثابتين كالزمانة والرباط والقيد والمرض الشديد واشتباك القتال فإنما يكون عذرا
في استيفاء أفعال الصلاة وليس بعذر في تركها أصلا ، فإن كل معذور ممن ذكرنا
يصليها على حسب طاقته ولو بالايماء ، قلنا : غير منكر أن يكون صلى الله عليه وآله صلى موميا
وهو جالس لما تعذر عليه القيام إشفاقا من إزعاجه ( 5 ) صلى الله عليه وآله وعلى هذا تكون فائدة
رد الشمس ليصلي مستوفيا لافعال الصلاة ، وتكون ( 6 ) أيضا فضيله له ودلالة على عظم
شأنه ، والجواب الآخر أن الصلاة لم تفته بمضي جميع وقتها ، وإنما فاته ما فيه
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الطرائف : 21 .
( 2 ) في المصدر : فلما حان .
( 3 ) : فان قيل .
( 4 ) : إذا ترك الصلاة اه .
( 5 ) : من ازعاجه النبى صلى الله عليه وآله .
( 6 ) : وليكون .
( * )
[186]
الفضل والمزية من أول وقتها ، ويقوي هذا الوجه شيئان : أحدهما الرواية الاخرى
لان قوله " حين تفوته " صريح في أن الفوت لم يقع وإنما قارب وكاد ، الامر
الآخر ( 1 ) قوله : " وقد دنت للمغرب " يعني الشمس وهذا أيضا يقتضي أنها لم تغرب
وإنما دنت وقاربت الغروب .
فإن قيل : إذا كانت لم تفته فأي معنى للدعاء بردها حتى يصلي في الوقت
وهو قد صلى فيه ؟ قلنا : الفائدة في ردها ليدرك فضيلة الصلاة في أول وقتها ، ثم
ليكون ذلك دلالة على سمو محله وجلالة قدره في خرق العادة من أجله .
فإن قيل : إذا كان النبي صلى الله عليه وآله هو الداعي بردها له فالعادة إنما اخرقت
للنبي صلى الله عليه وآله لا لغيره ، قلنا : إذا كان النبي صلى الله عليه إنما دعا بردها لاجل أمير المؤمنين
عليه السلام ليدرك ( 2 ) ما فاته من فضل الصلاة فشرف انخراق العادة والفضيلة تنقسم ( 3 )
بينهما عليهما السلام .
فإن قيل : كيف يصح رد الشمس وأصحاب الهيئة والفلك يقولون ذلك
محال لا تناله قدرة ، وهبه كان جائزا على مذاهب أهل الاسلام أليس لوردت الشمس
من وقت الغروب إلى وقت الزوال لكان يجب أن يعلم أهل الشرق والغرب ( 4 ) بذلك
لانها تبطئ بالطلوع على بعض أهل البلاد ، فيطول ليلهم على وجه خارق للعادة ،
وتمتد من نهار قوم آخرين مالم يكن ممتدا ، ولا يجوز أن يخفى على أهل البلاد
غروبها ثم عودها طالعة بعد الغروب ، وكانت الاخبار تنتشر بذلك ويؤرخ هذا
الحديث ( 5 ) العظيم في التواريخ ، ويكون أبهر وأعظم من الطوفان ، قلنا : قد دلت
الادلة الصحيحة الواضحة على أن الفلك وما فيه من شمس وقمر ونجوم غير متحرك
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : وكاد .
والامر الاخر .
( 2 ) : بردها له وليدرك .
( 3 ) : والفضيلة به منقسم .
( 4 ) : المشرق والمغرب .
( 5 ) : الحادث .
( * )
[187]
بنفسه ولا بطبيعته على ما يهدى ( 1 ) به القوم ، وأن الله تعالى هو المحرك له والمصرف
باختياره ، وقد استقصينا الحجج على ذلك في كثير من كتبنا ، وليس هذا موضع
ذكره ، فأما علم أهل الشرق والغرب ( 2 ) والسهل والجبل بذلك على ما مضى في
السؤال فغير واجب ، لانا لا نحتاج إلى القول بأنها ردت من وقت الغروب إلى وقت
الزوال أو ما يقاربه على ما مضى في السؤال بل نقول : إن وقت الفضل في صلاة
العصر هو ما يلي بلا فصل زمان أداء المصلي لفرض الظهر أربع ركعات عقيب الزوال
وكل زمان - وإن قصر وقل - تجاوز ( 3 ) هذا الوقت فذلك الفضل ثابت ( 4 ) ، وإذا ردت
الشمس هذا القدر اليسير الذي تفرض ( 5 ) أنه مقدار ما يؤدى فيه ركعة واحدة
خفي على أهل الشرق والغرب ولم يشعروا به بل هو مما يجوز أن يخفى على من
حضر الحال وشاهدها إن لم ينعم النظر ( 6 ) فيها والنتقير عنها ، فبطل السؤال
على جوابنا الثاني المبني على فوت الفضيلة .
فأما الجواب الآخر المبني على أنها
فاتت بغروبها للعذر الذي ذكرناه فالسؤال أيضا باطل عنه ، لانه ليس بين مغيب
جميع قرص الشمس في الزمان وبين مغيب بعضها وظهور بعض إلا زمان قصير يسير
مخفي ( 7 ) فيه رجوع الشمس بعد مغيب جميع قرصها إلى ظهور بعضه على كل قريب
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) كذا في النسخ ولكنه سهو ، والصحيح كما في المصدر " يهذى " من الهذيان : التكلم
بغير معقول .
( 2 ) في المصدر المشرق والمغرب .
( 3 ) : يجاوز .
( 4 ) الصحيح كما في المصدر " فائت فيه " وتوضيح الجواب أن المفروض فوت وقت فضيلة
العصر ورد الشمس لدرك ذلك الوقت ، وحيث ان وقت الفضيلة لصلاة العصر بعد مضى زمان اتيان
الظهر عقيب الزوال من دون فصل زائد ففوات هذا الوقت يتحقق بمضى زمان قليل ولو بمقدار
اداء ركعة واحدة ، ورد الشمس بهذا المقدار لدرك الفضيلة مما يمكن خفاؤه على من حضر الحال
فضلا عن غيرهم .
ولا يخفى ما فيه فتأمل تعرف .
( 5 ) في المصدر : يفرض .
( 6 ) انعم النظر في المسألة : حقق النظر فيها وبالغ .
وفي المصدر : امعن .
( 7 ) في المصدر : يخفى .
( * )
[188]
وبعيد ، ولا يفطن إذا لم يعرف سبب ذلك بأنه على وجه خارق للعادة ، ومن فطن
بأن ضوء الشمس غاب ثم عاد بعضه جوز ( 1 ) أن يكون ذلك بغيم أو حائل .
حتى تبلج نورها في وقتها * للعصر ثم هوت هوي الكوكب
التبلج مأخوذ من قولهم : بلج الصبح يبلج بلوجا إذا أضاء ، والبلجة آخر
الليل ، وجمعها بلج ، وكذلك البلجة بالفتح أيضا ما بين الحاجبين إذا كانا غير
مقرونين ( 2 ) ، يقال منه : رجل أبلج وامرأة بلجاء .
فأما هوي الكوكب غيبوبته
يقال ( 3 ) : هو يت أهوي هويا إذا سقطت إلى أسفل ، وكذلك الهوي في السير وهو
المضي فيه ، ويقال : هوى من السقوط فهو هاو وهوي من العشق فهو هو مثل عمي
فهو عم ، وهوت الطعنة تهوي إذا فتحت فاها ، ويقال : مضى هوي من الليل أي
ساعة .
وعليه قد حبست ببابل مرة * أخرى وما حبست ( 4 ) لخلق معرب
هذا البيت يتضمن الاخبار عن رد الشمس في بابل على أمير المؤمنين عليه السلام
والرواية بذلك مشهورة ، وأنه عليه السلام لما فاته وقت ( 5 ) العصر ردت له الشمس حتى صلاها
في وقتها ، وخرق العادة ههنا لا يمكن نسبته ( 6 ) إلى غيره عليه السلام كما أمكن في أيام
النبي صلى الله عليه وآله .
والصحيح في فوت الصلاة ههنا أحد الوجهين اللذين تقدم ذكرهما في رد
الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وآله وهو أن فضيلة أول الوقت فاتته بضرب من الشغل
فردت الشمس ليدرك الفضيلة بالصلاة في أول الوقت ، وقد بينا هذا الوجه في تفسير
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : يجوز .
( 2 ) : والبلجة أيضا بالفتح الحاجبان غير مقرونين .
( 3 ) : فاراد به سقوط الكوكب وغيبوبته .
يقولون اه .
( 4 ) : ولم تحبس .
( 5 ) : في وقت العصر .
( 6 ) : أن ينسب .
( * )
[189]
البيت الاول ( 1 ) وأبطلنا قول من يدعي أن ذلك كان يجب أن يعم الخلق في الآفاق
معرفته حتى يدو نوه ويؤر خوه وأما من ادعى أن الصلاة فاتته بأن تقضى جميع
وفتها إما لتشاغله بتعبير العسكر أو لان بابل أرض خسف لا تجوز الصلاة عليها فقد
أبطل ، لان الشغل بتعبير السكر لا يكون عذرا في فوت صلاة فريضة ، وإن أمير -
المؤمنين عليه السلام أجل قدرا وأتقن دينا من أن يكون ذلك عذرا له في قوت صلاة فريضة ( 2 )
وأما أرض الخسف فإنما تكره الصلاة فيها مع الاختيار ، فإذا ( 3 ) لم يتمكن المصلي
من الصلاة في غيرها وخاف فوت الوقت وجب أن يصلي فيها وتزول الكراهية .
فأما قوله : " حبست ببابل " فالمراد به ردت ، وإنما كره لفظة الرد أن يعيدها ( 4 )
لانها قد تقدمت .
فإن قيل : حبست بمعنى وقفت ومعناها يخالف معنى ردت قلنا : المعنيان
ههنا واحد ، لان الشمس إذا ردت إلى الموضع الذي تجاوزته فقد حبست عن المسير
المعهود وقطع الاماكن المألوف قطعها إياها ، فأما المعرب فهو الناطق المفصح
بحجته يقال : أعرب فلان عن كذا إذا أبان عنه ( 5 ) .
إلا لاحمد أو له ولردها * ولحبسها تأويل أمر معجب
الذي أعرفه وهو المشهور في الرواية " إلا ليوشع أو له " فقد روي أن يوشع
ردت عليه الشمس ، وفي الروايتين معا سؤال وهو أن يقال : لم قال : " أوله " والرد
عليهما جميعا وإذا ردت الشمس لكل واحد منهما لم يجز إدخال لفظة " أو " والواو
أحق بالدخول ( 6 ) لانه يوجب الاشتراك والاجتماع ، ألا ترى أنه لا يجوز أن يقول : ( 7 )
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : في تفسير البيت الذى اوله " ردت عليه الشمس "
( 2 ) : الصلاة الفريضة .
( 3 ) : فأما إذا .
( 4 ) : وأما قول الشاعر " وعليه قد حبست ببابل " فالمراد بحبست ردت ، وإنما
كره ان يعيد لفظة الرد اه .
( 5 ) إلى هنا يوجد في الغرور والدرر أيضا بأدنى اختلاف في بعض الالفاظ ، راجع ج 2 : 340 - 343
( 6 ) في المصدر : بالدخول ههنا .
( 7 ) : أن يقول قائل .
( * )
[190]
" جاءني زيد أو عمرو " وقد جاءاه جميعا ، وإنما يقول ( 1 ) إذا جاءه أحدهما ، والجواب
عن ذلك ( 2 ) أن الرواية إذا كانت " إلا لاحمد أوله " فإن دخول لفظة " أو " ههنا صحيح
لان رد الشمس في أيام النبي صلى الله عليه وآله يضيفه قوم إليه دون أمير المؤمنين وقد رأينا
قوما من المعتزلة الذين يذهبون إلى أن العادات لا تنخرق إلا للانبياء عليهم السلام دون
غيرهم ينصرون ويصححون رجوع الشمس في أيام النبي صلى الله عليه وآله ويضيفونه إلى النبوة
فكأن الشاعر قال : إن الشمس حبست عليه ببابل ، وما حبست لاحد إلا لاحمد عليه السلام
على ما قاله قوم أو له على ما قاله آخرون ، لان رد الشمس في أيام النبي صلى الله عليه وآله
مختلف في جهة إضافته ، فأدخل لفظة الشك لهذا السبب فأما الرواية ( 3 ) فإذا كانت
بذكر يوشع عليه السلام فمعنى " أو " ههنا معنى الواو ، فكأنه قال : إلا ليوشع وله كما
قال الله تعالى : " فهي كالحجارة أو أشد قسوة ( 4 ) " على أحد التأويلات في الآية .
انتهى ( 5 ) .
أقول : لا يبعد أن يكون عليه السلام مأمورا بترك الصلاة في الموضعين لظهور كرامته
أو يقال : من يقدر على رد الشمس يجوز له ترك الصلاة إلى غروبها ، لكن الوجوه
التي ذكرها رحمه الله أوفق بأصول أصحابنا .
وقال محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم في كتاب العلل : علة رد الشمس على
أمير المؤمنين عليه السلام وما طلعت على أهل الارض كلهم .
قال العالم : لانه جلل الله
السماء بالغمام إلا الموضع الذي كان فيه أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه ، فإنه جلاه
حتى طلعت الشمس عليهم .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : وإنما يقول قائل ذلك .
( 2 ) : عن السؤال .
( 3 ) أى رواية الشعر .
( 4 ) سورة البقرة : 74 .
( 5 ) لم نظفر على نسخة المصدر إلا بنسخة مخطوطة نفيسة في مكتبة " ملى - طهران "
وقابلناه عليها .
( * )