[191]
أقول : قال العلامة رحمه الله في كتاب كشف اليقين : كان بعض الزهاد يعظ
الناس ، فوعظ في بعض الايام وأخذ يمدح عليا عليه السلام فقاربت الشمس الغروب و
أظلم الافق ، فقال مخاطبا للشمس :
لا تغربي يا شمس حتى ينقضي * مدحي لصنو المصطفى ولنجله -
واثني عنانك إذ عزمت ثناءه * أنسيت يومك إذ رددت لاجله -
إن كان للمولى وقوفك فليكن * هذا الوقوف لخيله ولرجله
فوقفت الشمس وأضاء الافق حتى انقضى المدح ، وكان ذلك بمحضر جماعة
كثيرة تبلغ حد التواتر ، واشتهرت هذه القصة عند الخواص والعوام ( 1 ) .
1 - يج : روي أنه اختصم رجل وامرأة إليه ، فعلا صوت الرجل على المرأة
فقال له علي عليه السلام اخسأ - وكان خارجيا - فإذا رأسه رأس الكلب ، فقال رجل : يا
أمير المؤمنين صحت بهذا الخارجي فصار رأسه رأس كلب فما يمنعك عن معاوية ؟
قال : ويحك لو أشاء أن آتي معاوية إلى ههنا على سريره لدعوت الله حتى فعل ،
ولكنا لله خزان لا على ذهب ولا على فضة ولا إنكارا ( 2 ) بل على أسرار تدبير الله ، أما
تقرأ " بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ( 3 ) " وفي رواية : قال :
إنما أدعوهم لثبوت الحجة وكمال المحنة ، ولو أذن لي في الدعاء بهلاك معاوية لما تأخر ( 4 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) كشف اليقين : 167 .
-بحار الانوار مجلد: 37 من ص 191 سطر 19 الى ص 199 سطر 18
( 2 ) كذا في ( ك ) ، وفي ( ت ) : ولا انكار .
وفي ( م ) : ولا انكارا على أسرار تدبير الله .
وفي
المصدر : فلا انكار على اه .
( 3 ) سورة الانبياء : 26 و 27 .
( 4 ) الخرائج والجرائح : 16 و 17 .
( * )
[192]
2 - يج : روي عن الصادق عليه السلام قال : كان قوم من بني مخزوم لهم خؤولة من
علي عليه السلام فأتاه شاب منهم يوما فقال : يا خال مات ترب ( 1 ) لي فحزنت عليه حزنا
شديدا ، قال : فتحب أن تراه ؟ قال : نعم ، فانطلق بنا إلى قبره فدعا الله وقال : قم
يا فلان بإذن الله ، فإذا الميت جالس على رأس القبر وهو يقول : وينه وينه ، سألا
معناه ( 2 ) لبيك لبيك سيدنا ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ما هذا اللسان ألم تمت
وأنت رجل من العرب ؟ قال : نعم ولكني مت على ولاية فلان وفلان فانقلب لساني
على ألسنة أهل النار ( 3 ) .
3 - يج : روي عن الباقر عليه السلام أن عليا مر يوما في أزقة الكوفة ، فانتهى
إلى رجل قد حمل جريثا ، فقال : انظروا إلى هذا قد حمل إسرائيليا ، فأنكر الرجل
وقال : متى صار الجريث إسرائيليا ؟ ! ( 4 ) فقال علي عليه السلام : أما إنه إذا كان يوم
الخامس ارتفع لهذا الرجل من صدغه دخان فيموت مكانه ، فأصابه في اليوم الخامس
ذلك فمات ، فحمل إلى قبره ، فلما دفن جاء أمير المؤمنين عليه السلام مع جماعة إلى قبره
فدعا الله ، ثم رفسه ( 5 ) برجله فإذا الرجل قائم بين يديه يقول : الراد على علي
كالراد على الله وعلى رسوله ، فقال : عد في قبرك ، فعاد فيه فانطبق القبر عليه ( 6 ) .
4 - يج : روي عن علي بن حمزة ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه عليهما السلام
قال : كان علي عليه السلام ينادي : من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وآله عدة أو دين فليأتني ،
فكان كل من أتاه يطلب دينا أو عدة يرفع مصلاه فيجد ذلك كذلك تحته فيدفعه
إليه ، فقال الثاني للاول : ذهب هذا بشرف الدنيا في هذا دوننا ، فما الحيلة ؟ فقال :
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الترب : الصديق أو من ولد مع الانسان و كان على سنه .
( 2 ) كذا في النسخ ، والظاهر : سألنا معناه فقال اه .
( 3 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
وفي ( م ) و ( ت ) : فانقلب لسانى إلى اه .
وتأتى الرواية
عن البصائر تحت الرقم الثامن .
( 4 ) كذا في النسخ ، والاظهر " متى صار الاسرائيلى جريثا " .
( 5 ) رفسه : ضربه في صدره .
( 6 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
( * )
[193]
لعلك لو ناديت كما نادى هو كنت تجد ذلك كما يجد هو ، وإذا كان ، إنما تقضي عن
رسول الله ( 1 ) فنادى أبوبكر كذلك فعرف أمير المؤمنين الحال فقال : أما
إنه سيندم على ما فعل ، فلما كان من الغد أتاه أعرابي وهو جالس في جماعة من
المهاجرين والانصار فقال : أيكم وصي رسول الله ؟ فأشير إلى أبي بكر ، فقال : أنت
وصي رسول الله وخليفته ؟ قال : نعم فما تشاء ؟ قال : فهلم الثمانين الناقة التي ضمن
لي رسول الله ، قال : وما هذه النوق ؟ قال : ضمن لي رسول الله صلى الله عليه وآله ثمانين ناقة
حمراء كحل العيون ، فقال لعمر : كيف نصنع الآن ؟ قال : إن الاعراب جهال ( 2 )
فاسأله : ألك شهود بما تقول ؟ فطلبهم منه ، قال : ومثلي يطلب الشهود ( 3 ) على رسول
الله صلى الله عليه وآله بما يتضمنه ( 4 ) ؟ والله ما أنت بوصي رسول الله وخليفته ، فقام إليه سلمان
وقال : يا أعرابي اتبعني أدلك على وصي رسول الله صلى الله عليه و آله فتبعه الاعرابي حتى
انتهى ( 5 ) إلى علي عليه السلام فقال : أنت وصي رسول الله ؟ قال : نعم فما تشاء ؟ قال :
إن رسول الله صلى الله عليه وآله ضمن لي ثمانين ناقة حمراء كحل العيون فهلمها ( 6 ) ، فقال له
علي عليه السلام : أسلمت أنت وأهل بيتك ؟ فانكب الاعرابي على يديه يقبلها ( 7 ) وهو
يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وخليفته ، فبهذا وقع
الشرط بيني وبينه وقد أسلمنا جميعا ، فقال علي عليه السلام : يا حسن انطلق أنت وسلمان
مع هذا الاعرابي إلى وادي فلان فناد : يا صالح يا صالح ، فإذا أجابك فقل : إن
أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول لك : هلم الثمانين الناقة التي ضمنها رسول -
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في ( م ) : انما يقضى دين رسول الله .
( 2 ) في المصدر : ان الاعرابى جاهل .
( 3 ) : يطلب منه الشهود .
( 4 ) : بما ضمنه لى .
( 5 ) : حتى انتهى به .
( 6 ) : فهاتها .
( 7 ) : يقبلهما .
( * )
[194]
الله صلى الله عليه وآله لهذا الاعرابي ، قال سلمان : فمضينا إلى الوادي فنادى الحسن ( 1 ) فأجابه :
لبيك ياابن رسول الله ، فأدى إليه رسالة أمير المؤمنين عليه السلام فقال : السمع والطاعة
فلم يلبث إذا خرج ( 2 ) إلينا زمام ناقة من الارض ، فأخذ الحسن عليه السلام الزمام ( 3 ) فناوله
الاعرابي فقال : خذ ، وجعلت النوق يخرج حتى تم الثمانون على الصفة ( 4 ) .
5 - يج : روي عن عيسى الهرهري عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن فلانا و
فلانا وابن عوف أتوا النبي صلى الله عليه وآله ليعتبوه فقال الاول : اتخذ الله إبراهيم خليلا
فماذا صنع بك ربك ؟ وقال الثاني : كلم الله موسى تكليما فما صنع بك
ربك ؟ وقال ابن عوف : عيسى بن مريم يحيي الموتى بإذن الله فما صنع بك
ربك ؟ فقال للاول : اتخذ الله إبراهيم خليلا واتخذني حبيبا ، وقال للثاني :
كلم الله موسى تكليما من وراء حجاب وقد رأيت عرش ربي وكلمني ، وقال للثالث :
عيسى بن مريم يحيي الموتى بإذن الله وأنا إن شئتم أحييت لكم موتاكم ، قالوا :
قد شئنا وعلى ذلك داروا ، فأرسل النبي صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام فدعاه فأتاه ، فقال له :
أقدمهم على القبور ، ثم قال لهم : اتبعوه ، فلما توسط الجبانة تكلم بكلمة
فاضطربت وارتجت قلوبهم ودخلهم من الذعر ( 5 ) ما شاء الله ، وامتقعت ألوانهم ولم
تقبل ذلك قلوبهم ، فقالوا : يا أبا الحسن أقلنا عثراتنا ، قال : إنما رددتم على الله ،
ثم إن النبي صلى الله عليه وآله بعث إلى علي عليه السلام فدعاه ( 6 ) .
أقول : رواه السيد المرتضى رضي الله عنه في عيون المعجزات عن أحمد بن زيد
عن أحمد بن محمد بن أيوب بإسناده مثله ، وفيه : فقالوا : حسبك يا أبا الحسن أقلنا
أقالك الله ، فأمسك عن استتمام كلامه ودعائه ورجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : فنادى الحسن يا صالح .
( 2 ) : أن خرج .
( 3 ) : زمامها .
( 4 ) الخرائج والجرائح : 17 .
وفيه : حتى كملت الثمانون الناقة على الصفة .
( 5 ) الذعر بفتح الاول وضمه : الخوف والفزع .
( 6 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
( * )
[195]
له : أقلنا ، فقال لهم : إنما رددتم على الله لا أقالكم الله يوم القيامة .
يل : مرسلا مثله ( 1 ) .
بيان : قوله : " وعلى ذلك داروا " أي اتفقوا واجتمعوا .
ويقال : امتقع
لونه - على بناء المفعول - إذا تغير من حزن أو فزع .
6 - يج : روي عن سعد الخفاف عن زاذان أبي عمرو قلت له : يا زاذان إنك
لتقرأ القرآن فتحسن قراءته فعلى من قرأت ؟ قال : فتبسم ثم قال : إن أمير المؤمنين
مر بي وأنا أنشد الشعر ، وكان لي خلق حسن فأعجبه صوتي ، فقال : يا زاذان فهلا
بالقرآن قلت : يا أمير المؤمنين وكيف لي بالقرآن فوالله ما أقرأ منه إلا بقدر ما
اصلي به ، قال : فادن مني ، فدنوت منه فتكلم في أذني بكلام ما عرفته ولا علمت
ما يقول ، ثم قال : افتح فاك ، فتفل في في ، فوالله ما زالت قدمي من عنده حتى
حفظت القرآن بإعرابه وهمزه ، وما احتجت أن أسأل عنه أحدا بعد موقفي ذلك
قال سعد : فقصصت قصة زاذان على أبي جعفر عليه السلام قال : صدق زاذان إن أمير المؤمنين
عليه السلام دعا لزاذان بالاسم الاعظم الذي لا يرد ( 2 ) .
7 - يج : روي عن عمر بن اذينة عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دخل الاشتر على
علي عليه السلام فسلم فأجابه ثم قال : ما أدخلك علي في هذه الساعة ؟ قال : حبك يا
أمير المؤمنين ، قال عليه السلام : فهل رأيت ببابي أحدا ؟ قال : نعم أربعة نفر ، فخرج الاشتر
معه فإذا بالباب أكمه ومكفوف ومقعد وأبرص ، فقال عليه السلام : ما تصنعون ههنا ؟
قالوا : جئناك لما بنا ، فرجع ففتح حقا له ، فأخرج رقا صفراء فقرأ عليهم فقاموا
كلهم من غير علة ( 3 ) .
8 - ير : سملة بن الخطاب ، عن عبدالله بن محمد ، عن عبدالله بن القاسم ، عن
عيسى شلقان ( 4 ) قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن أمير المؤمنين عليا عليه السلام
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الفضائل : 70 - 69 .
( 2 و 3 ) لم نجدهما في المصدر المطبوع .
( 4 ) في المصدر : عن عيسى بن شلقان .
( * )
[196]
كانت له خؤلة في بني مخزوم ، وإن شابا منهم أتاه فقال : يا خالي إن أخي وابن
أبي مات وقد حزنت عليه حزنا شديدا ، قال : فتشتهي أن تراه ؟ قال : نعم ، قال :
فأرني قبره ، فخرج ومعه برد رسول الله صلى الله عليه وآله السحاب ، فلما انتهى إلى القبر
تململت شفتاه ، ثم ركضه برجله فخرج من قبره وهو يقول : " رميكا " بلسان الفارس
فقال له عليه السلام : ألم تمت وأنت رجل من العرب ؟ قال بلى : ولكنا متنا على سنة
فلان وفلان فانقلبت ألسنتنا ( 1 ) .
9 - يج : روي عن الرضا عن آبائه عليهم السلام أن غلاما يهوديا قدم على أبي بكر
في خلافته فقال : السلام عليك يا أبابكر ، فوجأ عنقه وقيل له : لم لا تسلم عليه
بالخلافة ؟ ثم قال له أبوبكر : ما حاجتك ؟ قال : مات أبي يهوديا وخلف كنوزا
وأموالا ، فإن أنت أظهرتها وأخرجتها لي أسلمت على يديك وكنت مولاك ، و
جعلت لك ثلث ذلك المال وثلثا للمهاجرين والانصار وثلثا لي ، فقال أبوبكر : يا
خبيث وهل يعلم الغيب إلا الله ؟ ونهض أبوبكر ، ثم انتهى اليهودي إلى عمر فسلم
عليه و قال : إني أتيت أبابكر أسأله عن مسألة فأوجعت ضربا ، وأنا أسألك عن
المسألة وحكى قصته ، قال : وهل يعلم الغيب إلا الله ؟ ثم خرج اليهودي إلى علي
عليه السلام وهو في المسجد ، فسلم عليه وقال : يا أمير المؤمنين ، وقد سمعه أبوبكر
وعمر ، فوكزوه وقالوا : يا خبيث هلا سلمت على الاول كما سلمت على علي
والخليفة أبوبكر ؟ فقال اليهودي : والله ما سميته بهذا الاسم حتى وجدت ذلك
في كتب آبائي وأجدادي في التوراة ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : وتفي بما تقول ؟
قال : نعم واشهد الله وملائكته وجميع من يحضرني ، قال .
نعم ، فدعا برق
أبيض فكتب عليه كتابا ثم قال : تحسن أن تكتب ؟ قال : نعم ، قال : خذ معك
ألواحا وصر إلى بلاد اليمن وسل عن وادي برهوت بحضرموت ، فإذا صرت بطرف
الوادي عند غروب الشمس فاقعد هناك فإنه سيأتيك غرابيب سود مناقيرها وهي
تنعب ، فإذا نعبت هي فاهتف اسم أبيك وقل : يا فلان أنا رسول وصي محمد صلى الله عليه وآله
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 76 .
( * )
[197]
فكلمني ، فإنه سيجيبك أبوك ، ولا تقر عن سؤاله ( 1 ) عن الكنوز التي خلفها ، فكل
ما أجابك به في ذلك الوقت وتلك الساعة فاكتب في ألواحك ، فإذا انصرفت إلى
بلادك بلاد خيبر فتتبع ما في ألواحك واعمل بما فيها ، فمضى اليهودي حتى انتهى
إلى وادي اليمن ، وقعد هناك كما أمره ، فإذا هو بالغرابيب السود قد أقبلت تنعب
فهتف اليهودي فأجابه أبوه وقال : ويلك ما جاء بك في هذا الوقت إلى هذا الموطن
وهو من مواطن أهل النار ؟ قال : جئتك أسألك عن كنوزك أين خلفتها ؟ قال : في
جدار كذا في موضع كذا في حيطان كذا ، فكتب الغلام ذلك ، ثم قال : ويلك اتبع
دين محمد ، وانصرفت الغرابيب ورجع اليهودي إلى بلاد خيبر ، وخرج بغلمانه و
فعلته وإبل وجواليق وتتبع ما في ألواحه ( 2 ) فأخرج كنزا من أواني الفضة و
كنزا من أواني الذهب ، ثم أوقر عيرا وجاء حتى دخل على علي عليه السلام فقال : يا
أمير المؤمنين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك وصي محمد وأخو
وأمير المؤمنين حقا كما سميت ، وهذه عير دراهم ودنانيز فاصرفها حيث أمرك
الله ورسوله ، واجتمع الناس فقالوا لعلي : كيف علمت هذا ؟ قال : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله وإن شئت خبرتكم بما هو أصعب من هذا ، قالوا : فافعل ، قال : كنت
ذات يوم تحت سقيفة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وإني لاحصي ستا وستين وطأة ، كل
ملائكة ، أعرفهم بلغاتهم وصفاتهم وأسمائهم ووطئهم ( 3 ) .
بيان : وجأت عنقه وجاء : ضربته .
قوله : " مات أبوه ( 4 ) " إنما غير كلامه
لئلا يتوهم نسبة ذلك إلى نفسه صلوات الله عليه .
ونعب الغرابيب ينعب بالفتح و
الكسر أي صاح .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) ولا تعرض عن سؤاله خ ل .
ولم نفهم المراد .
( 2 ) في ( ك ) : ما في الراحة .
( 3 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
( 4 ) لم تذكر هذه الجملة في متن الرواية .
ويمكن سقوطها عند النسخ فان بعض عباراتها
مضطربة تحتمل ذلك .
( * )
[198]
10 - يج : روي أن قوما من النصارى كانوا دخلوا على النبي صلى الله عليه وآله وقالوا
نخرج ونجئ بأهلينا وقومنا ، فإن أنت أخرجت لنا مائة ناقة من الحجر سوداء ( 1 )
من كل واحدة فصيل آمنا ، فضمن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وانصرفوا إلى بلادهم ،
فلما كان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله رجعوا فدخلوا المدينة ، فسألوا عن النبي صلى الله عليه وآله
فقيل لهم : توفي صلى الله عليه وآله ، فقالوا : نجد في كتبنا أنه لا يخرج من الدنيا نبي إلا و
يكون له وصي ، فمن كان وصي نبيكم محمد ؟ فدلوا على أبي بكر ! فدخلوا عليه و
قالوا : لنا دين على محمد ، قال : وما هو ؟ قالوا : مائة ناقة مع كل ناقة فصيل وكلها
سود ، فقال : ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله تركة تفي بذلك ، فقال بعضهم لبعض بلسانهم :
ما كان أمر محمد إلا باطلا ، وكان سلمان حاضرا وكان يعرف لغتهم ، فقال لهم : أنا
أدلكم على وصي محمد ، فإذا بعلي قد دخل المسجد ، فنهضوا إلى وجثوا بين يديه
فقالوا : لنا على نبيكم دين مائة ناقة دينا بصفات مخصوصة ، قال علي عليه السلام : وتسلمون
حينئذ ؟ قالوا : نعم ، فواعدهم إلى الغد ، ثم خرج بهم إلى الجبانة والمنافقون
يزعمون أنه يفتضح ، فلما وصل إليهم صلى ركعتين ودعا خفيا ، ثم ضرب بقضيب
رسول الله على الحجر فسمع منه أنين يكون ( 2 ) للنوق عند مخاضها ، فبينما كذلك
إذا انشق الحجر وخرج منه رأس ناقة وقد تعلق منه رأس الزمام ، فقال عليه السلام لابنه
الحسن : خذه ، فخرج منه مائة ناقة مع كل واحدة فصيل كلها سود الالوان ،
فأسلم النصارى كلهم ثم قالوا : كانت ناقة صالح النبي واحدة وكان بسببها هلاك
قوم كثير ، فادع يا أمير المؤمنين حتى تدخل النوق وفصالها في الحجر لئلا يكون
شئ منها سبب هلاك أمه محمد ، فدعا فدخلت كما خرجت ( 3 ) .
11 - يج : روى جميع بن عمير قال : اتهم علي عليه السلام رجلا يقال له الغيرار
برفع أخباره إلى معاوية ، فأنكر ذلك وجحده ، فقال عليه السلام : أتحلف بالله أنك ما
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) صفة للناقة .
وفي ( م ) و ( ت ) : من الحجر لنا سوداء ،
( 2 ) في ( م ) و ( ت ) : كما يكون .
( 3 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
( * )
[199]
فعلت ذلك ؟ قال : نعم ، وبدر فحلف ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : إن كنت كاذبا
فأعمى الله بصرك ، فما دارت الجمعة حتى أخرج ( 1 ) أعمى يقاد ، قد أذهب الله بصره ( 2 ) .
شا : عبدالقاهر بن عبدالملك بن عطاء ، عن الوليد بن عمران ، عن جميع بن
عمير مثله ( 3 ) .
12 - يج : روي عن الاصبغ بن نباتة قال : كنا نمشي خلف علي بن أبي
طالب عليه السلام ومعنا رجل من قريش ، فقال لامير المؤمنين عليه السلام : قد قتلت الرجال
وأيتمت الاولاد وفعلت ما فعلت ، فالتفت إليه عليه السلام وقال : اخسا ( 4 ) ، فإذا هو
كلب أسود ، فجعل يلوذبه ويتبصبص ، فوافاه برحمة ( 5 ) حتى حرك شفتيه ، فإذا
هو رجل كما كان ، فقال له رجل من القوم : يا أمير المؤمنين أنت تقدر على مثل هذا
ويناويك معاوية ؟ فقال : نحن عباد الله مكرمون لا نسبقه بالقول ونحن بأمره
عاملون ( 6 ) .
13 - يج : روي عن سليمان الاعمش ، عن سمرة بن عطية ، عن سلمان
الفارسي قال : إن امرأة من الانصار يقال لها ام فروة تحض على نكث بيعة أبي بكر
وتحث على بيعة علي عليه السلام ، فبلغ أبابكر ( 7 ) فأحضرها واستتابها فأبت عليه ، فقال :
يا عدوة الله أتحضين على فرقة جماعة اجتمع ( 8 ) عليها المسلمون فما قولك في إمامتي ؟
قالت : ما أنت بامام ، قال : فمن أنا ؟ قالت : أمير قومك وولوك فإذا أكرموك ( 9 )
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في ( م ) حتى خرج .
( 2 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
-بحار الانوار مجلد: 37 من ص 199 سطر 19 الى ص 207 سطر 18
( 3 ) الارشاد : 166 .
وفيه : الغيزار .
( 4 ) في ( م ) : اخسا يا كلب .
( 5 ) في المصدر : ويبصبص فرآه فرحمه .
( 6 ) الخرائج والجرائح : 19 .
( 7 ) في المصدر : فبلغ ذلك ابابكر .
( 8 ) : على فرقة اجتمعوا عليها المسلمون .
( 9 ) : امير قومك اختاروك قومك فولوك فان كرهوك عزلوك .
( * )
[200]
فالامام المخصوص من الله ورسوله لا يجوز عليه الجور ، وعلى الامير والامام
المخصوص أن يعلم ( 1 ) ما في الظاهر والباطن وما يحدث في المشرق والمغرب من
الخير والشر ، فإذا قام في شمس أو قمر فلا فيئ له ، ولا يجوز الامامة لعابدوثن
ولا لمن كفر ثم أسلم ، فمن أيهما أنت يا ابن أبي قحافة ؟ قال : أنا من الائمة الذين
اختارهم الله لعباده ! فقالت : كذبت على الله ولو كنت ممن اختارك الله لذكرك في
كتابه كما ذكر غيرك فقال عزوجل : " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا
وكانوا بآياتنا يوقنون ( 2 ) " ويلك إن كنت إماما حقا فما اسم سماء الدنيا ( 3 ) و
الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة ؟ فبقي أبوبكر لا يحير ( 4 )
جوابا ، ثم قال : اسمها عند الله الذي خلقها ، قالت : لو جاز للنساء أن يعلمن علمتك ( 5 )
فقال : يا عدوة الله لتذكرن اسم سماء وسماء إلا قتلتك ( 6 ) ، قالت : أبا لقتل تهددني والله
ما ابالي أن يجري قتلي على يد مثلك ولكني أخبرك ، أما السماء الدنيا أيلول ،
والثانية ربعول ( 7 ) ، والثالثة سحقوم ، والرابعة ذيلول ( 8 ) ، والخامسة ماين ، و
السادسة ما جير ( 9 ) ، والسابعة ايوث ، فبقي أبوبكر ومن معه متحيرين ، فقالوا
لها : ما تقولين في علي ؟ قالت : وما عسى أن أقول في إمام الائمة ووصي الاوصياء
من أشرق بنوره الارض والسماء ، ومن لا يتم التوحيد إلا بحقيقة معرفته ( 10 ) ، و
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : لا يجوز عليه الجور على الامة ، والامام المخصوص يعلم اه .
( 2 ) سورة السجدة : 24 .
( 3 ) في المصدر : سماء الدنيا الاولة .
( 4 ) : لا يجيب .
( 5 ) : ان يعلمن الرجال لعلمتك .
( 6 ) : لتذكرين اسم سماء وسماء أو لا قتلنك .
( 7 ) : ريعول .
( 8 ) : ديلول .
( 9 ) : ماحير .
( 10 ) : الا بمعرفته .
( * )