[221]
قالت : كان أبي والله مولاه فقتل بين يديه يوم صفين ، ولقد دخل يوما على أمي و
هي في خبائها وقد ارتكبتني ( 1 ) وأخا لي من الجدري ( 2 ) ما ذهب به أبصارنا ، فلما
رآنا تأوه وأنشأ يقول :
ما إن تأوهت من شئ رزيت به * كما تأوهت للاطفال في الصغر
قد مات والدهم من كان يكفلهم * في النائبات وفي الاسفار والحضر
ثم أدنانا إليه ثم أمر يده المباركة على عيني وعيني أخي ، ثم دعا بدعوات
ثم شال يده ، فها أنا بأبي أنت ( 3 ) والله أنظر إلى الجمل على فرسخ ( 4 ) ، كل ذلك
ببركته صلوات الله عليه ، فحللت خريطتي ( 5 ) فدفعت إليها دينارين بقية نفقة كانت
معي ، فتبسمت في وجهي وقالت : مه خلفنا أكرم سلف على خير خلف ، فنحن اليوم
في كفالة أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ، ثم قالت : اتحب عليا ؟ قلت : أجل
قالت : ابشر فقد استمسكت بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، قال : ثم ولت وهي
تقول :
مابث حب علي في ضمير فتى * إلا له شهدت من ربه النعم
ولا له قدم زل الزمان بها * إلا له ثبتت من بعدها قدم
ماسرني أنني من غير شيعته * وأن لي ما حواه العرب والعجم ( 6 )
قب ، يج : عن عبدالواحد بن زيد مثله ( 7 ) .
33 - كنز : روي بحذف الاسانيد عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال :
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر و ( ت ) : وقد ركبني .
( 2 ) بضم الجيم وفتحها : مرض يسبب بثورا حمرا بيض الرؤوس تنتشر في البدن وتتقيح
سريعا وهو شديد العدوى .
( 3 ) في المصدر : فها أنا يا بأبى أنت .
( 4 ) " : على فراسخ .
( 5 ) الخريطة : وعاء من جلد أو غيره يشد على ما فيه .
( 6 ) بشارة المصطفى : 86 و 87 .
( 7 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 472 .
ولم نجده في الخرائج المطبوع .
( * )
[222]
رأيت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو خارج من الكوفة ، فتبعته من ورائه
حتى إذا صار إلى جبانة ( 1 ) اليهود ، فوقف في وسطها ونادى : يا يهود يا يهود ، فأجابوه
في جوف القبر : لبيك لبيك مطلايخ - يعنون بذلك يا سيدنا - فقال : كيف ترون
العذاب ؟ فقالوا : بعصياننا لك كهارون ، فنحن ومن عصاك في العذاب إلى يوم القيامة
ثم صاح صيحة كادت السماوات ينقلبن ، فوقعت مغشيا على وجهي من هول مارأيت
فلما أفقت رأيت أمير المؤمنين عليه السلام على سرير من ياقوتة حمراء على رأسه إكليل
من الجوهر ، وعليه حلل خضر وصفر ، ووجهه كدائرة القمر ، فقلت : يا سيدي
هذا ملك عظيم ، قال : نعم يا جابر إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود ، و
سلطاننا أعظم من سلطانه ، ثم رجع ودخلنا الكوفة ودخلت خلفه إلى المسجد ، فجعل
يخطو خطوات وهو يقول : لا والله لا فعلت لا والله لا كان ذلك أبدا ، فقلت : يا مولاي
بمن تلكم ومن تخاطب وليس أرى أحدا ؟ فقال : يا جابر كشف لي برهوت فرأيت
الاول والثاني يعذبان في جوف تابوت في برهوت ، فنادياني : يا أبا الحسن يا أمير -
المؤمنين ردنا إلى الدنيا نقر بفضلك ونقر بالولاية لك ، فقلت : لا والله لا فعلت
لا والله لا كان ذلك أبدا ، ثم تلا هذه الآية " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم
لكاذبون ( 2 ) " يا جابر وما من أحد خالف وصي نبي إلا حشره الله أعمى يتكبكب في
عرصات القيا مة " ( 3 ) .
34 - عيون المعجزات : حدث محمد بن همام القطان ، عن الحسن بن الحليم
عن عباد بن صهيب ، عن الاعمش قال : نظرت ذات يوم وأنا في المسجد الحرام إلى
رجل كان يصلي ، فأطال وجلس يدعو بدعاء حسن إلى أن قال : يا رب إن ذنبي عظيم
وأنت أعظم منه ، ولا يغفر الذنب العظيم إلا أنت يا عظيم ، ثم انكب على الارض
يستغفر ويبكي ويشهق في بكائه ، وأنا أسمع وأريد أن يتمم سجوده ويرفع رأسه و
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) بفتح الجيم : المقبرة .
( 2 ) سورة الانعام : 26 .
( 3 ) مخطوط .
وأورده في البرهان 1 : 522 .
( * )
[223]
اقايله ( 1 ) وأسأله عن ذنبه العظيم ، فلما رفع رأسه أدرت إليه وجهي ونظرت في وجهه فاذا
وجهه وجه كلب ووبر كلب وبدنه بدن إنسان ، فقلت له : يا عبدالله ما ذنبك الذي استوجبت
به أن يشوه الله خلقك ؟ فقال : يا هذا إن ذنبي عظيم وما أحب أن يسمع به أحد
فما زلت به إلى أن قال : كنت رجلا ناصبيا ابغض علي بن أبي طالب عليه السلام وأظهر
ذلك ولا أكتمه ، فاجتاز بي ذات يوم رجل وأنا أذكر أمير المؤمنين عليه السلام بغير الواجب
فقال : مالك ؟ إن كنت كاذبا فلا أخرجك الله من الدنيا حتى يشوه بخلقك فتكون
شهرة في الدنيا قبل الآخرة ، فبت معافى وقد حول الله وجهي وجه كلب ، فندمت
على ما كان مني ، وتبت إلى الله مما كنت عليه .
وأسأل الله الاقالة والمغفرة ، قال
الاعمش : فبقيت متحيرا أتفكر فيه وفي كلامه ، وكنت أحدث الناس بما رأيته ،
فكان المصدق أقل من المكذب ( 2 ) .
35 - كا : علي بن محمد ، عن علي بن الحسن ، عن الحسين بن راشد ، عن
المرتجل بن معمر ، عن ذريح المحاربي ، عن عباية الاسدي ، عن حبة العرني قال :
خرجت مع أمير المؤمنين عليه السلام إلى الظهر ، فوقف بوادي السلام كأنه مخاطب لاقوام
فقمت بقيامه حتى أعييت ، ثم جلست حتى مللت ، ثم قمت حتى نالني مثل ما
نالني أولا ، ثم جلست حتى مللت ، ثم قمت وجمعت ردائي فقلت : يا أمير المؤمنين
إني قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة ، ثم طرحت الرداء ليجلس عليه
فقال ( 3 ) يا حبة إن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين
وإنهم لكذلك ؟ قال : نعم ولو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين ( 4 ) يتحادثون ،
-بحار الانوار مجلد: 37 من ص 223 سطر 19 الى ص 231 سطر 18
فقلت : أجسام أم أرواح ؟ فقال : أرواح ، وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع
الارض إلا قيل لروحه : الحقي بوادي السلام وإنها لبقعة من جنة عدن ( 5 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) كذا في النسخ ، والصحيح : اقاوله .
( 2 ) مخطوط .
( 3 ) في المصدر : فقال لى .
( 4 ) باهمال الحاء وتقديم المثناة على الموحدة من احتبى الثوب : اشتمل أو جمع بين ظهره
وساقيه بعمامة ونحوها .
( 5 ) فروع الكافى ( الجزء الثالث من الطبعة الحديثة ) : 243 .
( * )
[224]
36 - أقول : قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : روى عثمان بن سعيد
عن عبدالله بن بكير ، عن حكيم بن جبير قال : خطب علي عليه السلام فقال في خطبته ( 1 ) :
أنا عبدالله وأخو رسوله لايقولها أحد قبلي ولا بعدي إلا كذب ، ورثت نبي الرحمة
ونكحت سيدة نساء هذه الامة ، وأنا خاتم الوصيين ، فقال رجل من عبس : من لا
يحسن أن يقول مثل هذا ؟ لم يرجع إلى أهله حتى جن وصرع ، فسألوهم هل
رأيتم به عرضا قبل هذا ؟ قالوا : وما رأينا به قبل هذا عرضا ( 2 ) .
37 - مهج : روي عن جماعة يسندون الحديث إلى الحسين بن علي عليهما السلام
قال : كنت مع علي بن أبي طالب عليه السلام في الطواف في ليلة ديجوجة ( 3 ) قليلة النور
وقد خلا الطواف ونام الزوار وهدأت العيون إذ سمع ( 4 ) مستغيثا مستجيرا مترحما
بصوت حزين من قلب موجع ( 5 ) وهو يقول :
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم * يا كاشف الضر والبلوى مع السقم -
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا * يدعو وعينك يا قيوم لم تنم -
هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي * يا من أشار إليه الخلق في الحرم -
إن كان عفوك لا يلقاه ذو سرف * فمن يجود على العاصين بالنعم ؟
قال الحسين بن علي صلوات الله عليهما : فقال لي أبي : يا أبا عبدالله أسمعت
المنادي لذنبه المستغيث ربه ( 6 ) ؟ فقلت : نعم قد سمعته ، فقال : اعتبره عسى أن تراه
فما زلت أختبط في طخياء ( 7 ) الظلام وأتخلل بين النيام فلما صرت بين الركن و
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : في أثناء خطبته .
( 2 ) شرح النهج 1 : 254 .
( 3 ) الدجوجى والديجوج : الليل المظلم .
( 4 ) في المصدر : إذا سمعنا .
( 5 ) : بصوت محزون من قلب موجوع .
( 6 ) : أسمعت المنادى ذنبه المستغيث بربه .
( 7 ) خبط الليل : سار فيه على غير هدى .
والطيخاء : الليلة المظلمة .
( * )
[225]
المقام بدا لي شخص منتصب ، فتأملته فإذا هو قائم ، فقلت : السلام عليك أيها العبد
المقر المستقيل المستغفر المستجير ، أجب بالله ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأسرع في
سجوده وقعوده وسلم فلم يتكلم حتى أشار بيده بأن : تقدمني ، فتقدمته فأتيت به
أمير المؤمنين فقلت : دونك ها هو ، فنظر إليه فإذا هو شاب حسن الوجه نقي الثياب ( 1 )
فقال له : ممن الرجل ؟ فقال له : من بعض العرب فقال له : ما حالك ومم بكاؤك واستغاثتك ؟
فقال : ما حال من اخذ بالعقوق فهو في ضيق ارتهنه المصاب وغمره الاكتئاب ، فإن
تاب فدعاؤه لايستجاب ( 2 ) ، فقال له علي عليه السلام : ولم ذاك ؟ فقال : إني كنت ملتهيا
في العرب باللعب والطرب ، أديم العصيان في رجب وشعبان ، وما اراقب الرحمن
وكان لي والد شفيق رفيق يحذرني مصارع الحدثان ويخوفني العقاب بالنيران ، و
يقول : كم ضج منك النهار والظلام والليالي والايام والشهور والاعوام والملائكة
الكرام ، وكان إذا ألح علي بالوعظ زجرته وانتهرته ووثبت عليه وضربته ، فعمدت
يوما إلى شئ من الورق وكانت في الخباء ( 3 ) ، فذهبت لآخذها وأصرفها فيما كنت
عليه فمانعني عن أخذها ، فأوجعته ضربا ولويت يده ( 4 ) وأخذتها ومضيت ، فأومأ بيده
إلى ركبته يريد ( 5 ) النهوض من مكانه ذلك فلم يطق يحركها من شدة الوجع والالم
فأنشأ يقول :
جرت رحم بيني وبين منازل * سواء كما يستنزل القطر طالبه -
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : نقى الاثواب .
( 2 ) : فأرتاب ودعاؤه لايستجاب .
وقد ذكر القضية في هامش مصباح الكفعمى
ص 260 .
وفيه كذلك : " فقال ما اسمك ؟ قال : منازل بن لاحق الشيباني ، وأنا ممن قد ابتلى
بالعقوق وإضاع الحقوق ان دعا لم يجب وان تاب لم يقبل توبته اه .
( 3 ) الورق : الدراهم المضروبة ، ومنه قوله تعالى في سورة الكهف " فابعثوا أحدكم بورقكم
هذه إلى المدينة " .
والخباء - بكسر الخاء - : ما يعمل من وبر أوصوف أو شعر للسكن .
( 4 ) لوى الحبل ونحوه : فتله وثناه - ولى عليه الامر : عوصه .
يقال : لوى أعناق الرجال
أى غلبهم .
( 5 ) في المصدر : يروم .
( * )
[226]
وربيت حتى صار جلدا شمردلا * إذا قام ساوى غارب العجل غاربه ( 1 )
وقد كنت اوتيه من الزاد في الصبا * إذا جاع منه صفوه وأطائبه
فلما استوى في عنفوان شبابه * وأصبح كالرمح الرديني خاطبه ( 2 )
تهضمني مالي كذا ولوى يدي ( 3 ) * لوى يده الله الذي هو غالبه
ثم حلف بالله ليقدمن إلى بيت الله الحرام فيستعدي الله علي ، فصام أسابيع
وصلى ركعات ودعا وخرج متوجها على عيرانة ( 4 ) يقطع بالسير عرض الفلاة و
يطوي الاودية ويعلو الجبال حتى قدم مكة يوم الحج الاكبر ، فنزل عن راحلته
وأقبل إلى بيت الله الحرام ، فسعى وطاف به وتعلق بأستاره وابتهل بدعائه ( 5 ) و
أنشأ يقول :
يا من إليه أتى الحجاج بالجهد * فوق المهادي من أقصى غاية البعد ( 6 )
إني أتيتك يا من لا يخيب من * يدعوه مبتهلا بالواحد الصمد
هذا منازل من يرتاع من عققي ( 7 ) * فخذ بحقي يا جبار من ولدي
حتى تشل بعون منك جانبه ( 8 ) * يا من تقدس لم يولد ولم يلد
قال : فوالذي سمك السماء وأنبع الماء ما استتم دعاءه حتى تزل بي ما ترى
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الشمردل : الطويل والفتى السريع من النوق .
قاله في اقرب الموارد .
والغارب :
الكاهل أو ما بين الظهر أو السناء والعنق .
والعجل : ولد البقرة .
وفي المصدر : الفحل .
( 2 ) الرديني : الرمح ، نسبة إلى ردينة وهى امرأة اشتهرت بتقويم الرماح .
ولعل المراد
من الخاطب اللسان أى صار لسانه كالرمح في الحدة والذرابة .
( 3 ) تهضمه : ظلمه وغصبه .
( 4 ) قال الفيروزآبادى : العيرانة من الابل الناجية في نشاط .
وقال الشرتونى في الاقرب
العيرانة من الابل : التى تشبه بالعير في سرعتها ونشاطها .
( 5 ) في المصدر : وابتهل لله بدعائه .
( 6 ) المهاد : الارض المنخفضة .
وفي المصدر " المهارى " والمهر : اول ما ينتج من الخيل
والحمر الاهلية .
( 7 ) في المصدر : لا يرتاع من عققى .
( 8 ) : بحول منك .
وفي ( ت ) : حتى تشل بعون منك خائبة .
( * )
[227]
ثم كشف عن يمينه فإذا بجانبه قد شل ، فأنا منذ ثلاث سنين أطلب إليه أن يدعو لي
في الموضع الذي دعا به ( 1 ) علي فلم يجبني ، حتى إذا كان العام أنعم علي ( 2 ) فخرجت
به على ناقة عشراء ( 3 ) اجد السير حثيثا رجاء العافية ، حتى إذا كنا على الاراك
وحطمة وادي السياك ( 4 ) نفر طائر في الليل فنفرت منها الناقة التي كان عليها ، فألقته
إلى قرارا الوادي ، فارفض بين الحجرين فقبرته هناك ، وأعظم من ذلك أني لا اعرف
إلا المأخوذ بدعوة أبيه ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : أتاك الغوث أتاك الغوث ، ألا
اعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وآله وفيه اسم الله الاكبر الاعظم الاكرم الذي يجيب
به من دعاه ، ويعطي به من سأله ، ويفرج به الهم ، ويكشف به الكرب ، ويذهب
به الغم ، و يبرئ به السقم ، ويجبر به الكسير ، ويغني به الفقير ، ويقضي به الدين
ويرد به العين ، ويغفر به الذنوب ، ويستر به العيوب ؟ إلى آخر ما ذكره عليه السلام في
فضله ، قال الحسين عليه السلام : فكان سروري بفائدة الدعاء أشد من سرور الرجل بعافيته
ثم ذكر الدعاء على ما سيأتي في كتابه ، ثم قال للفتى : إذا كانت الليلة العاشرة فادع
وائتني من غد بالخبر ، قال الحسين بن علي عليهما السلام : وأخذ الفتى الكتاب ومضى ،
فلما كان من غد ما أصبحنا حسنا حتى أتى الفتى إلينا سليما معافى والكتاب بيده
وهو يقول : هذا والله الاسم الاعظم استجيب لي ورب الكعبة ، قال له علي صلوات
الله عليه : حدثني ، قال لما هدأت العيون بالرقاد واستحلك ( 5 ) جلباب الليل رفعت
يدي بالكتاب ودعوت الله بحقه مرارا ، فاجبت في الثانية : حسبك فقد دعوت الله
باسمه الاعظم ، ثم اضطجعت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي وقد مسح يده الشريفة
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : دعا فيه على
( 2 ) : انعم لى .
( 3 ) العشراء - بالضم فالفتح - : الناقة التى مضى لحملها عشرة اشهر او ثمانية .
( 4 ) قال في المراصد ( 1 : 49 ) : أراك واد قرب مكة .
انتهى .
وكأن " حطمة " أيضا اسم
موضع ، كما أن الظاهر من قوله " وادى السياك " الوادى الذى ينبت فيه الاراك الذى يتخذ عوده للسواك .
( 5 ) حلك واستحلك : اشتد سواده .
( * )
[228]
علي وهو يقول : احتفظ بالله العظيم ( 1 ) فإنك على خير ، فانتبهت معافى كما ترى
فجزاك الله خيرا ( 2 ) .
أقول : سيأتي شرحه في كتاب الدعاء .
38 - ختص ، خص : من كتاب البصائر لسعد بن عبدالله ، عن عباد بن سليمان
عن أبيه ( 3 ) ، عن عيثم بن أسلم ( 4 ) ، عن معاوية بن عمار ( 5 ) قال : دخل أبوبكر على
أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يحدث إلينا في أمرك شيئا ( 6 )
بعد أيام الولاية في الغدير ( 7 ) ، وأنا أشهد أنك مولاي مقر بذلك ( 8 ) ، وقد سلمت
عليك على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله بإمرة المؤمنين ، وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أنك وصيه
ووارثه و خليفته في أهله ونسائه ، وأنك وارثه ، وميراثه قد صار إليك ، ولم يخبرنا
أنك خليفته في امته من بعده ، ولاجرم لي فيما بيني وبينك ، ولاذنب لنا فيما بيننا
وبين الله تعالى ، فقال له علي عليه السلام : إن أريتك رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يخبرك
بأني أولى بالامرالذي أنت فيه منك وأنك إن لم تعزل ( 9 ) نفسك عنه فقد خالفت
الله ورسوله صلى الله عليه وآله ؟ فقال : إن أريتنيه حتى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به ،
فقال عليه السلام : فتلقاني إذا صليت المغرب حتى اريكه ، قال : فرجع إليه بعد المغرب
فأخذ بيده وأخرجه إلى مسجد قبا ، فاذا هو برسول الله صلى الله عليه وآله جالس في القبلة ،
فقال له : يا فلان وثبت على مولاك علي عليه السلام وجلست مجلسه وهو مجلس النبوة
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : احتفظ باسم الله العظيم .
( 2 ) مهج الدعوات : 231 - 240 .
( 3 ) في الاختصاص : عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه اه .
( 4 ) كذا في النسخ ، والصحيح " عيثم بن اشيم " راجع جامع الرواة 1 : 448 .
وسائر
التراجم .
( 5 ) في الاختصاص بعد ذلك : عن أبى عبدالله عليه السلام .
( 6 ) : حدثا .
( 7 ) في المصدرين : بالغدير .
( 8 ) : مقر لك بذلك .
( 9 ) : لم تعتزل .
( * )
[229]
لايستحقه غيره ، لانه وصيي وخليفتي ، فنبذت أمري وخالفت ما قلته لك ، و
تعرضت لسخط الله وسخطي ، فانزع هذا السربال الذي تسربلته بغير حق ولا أنت
من أهله ، وإلا فموعدك النار ، قال : فخرج مذعورا ( 1 ) ليسلم الامر إليه ، وانطلق
أمير المؤمنين صلوات الله عليه فحدث سلمان بما كان جرى ( 2 ) ، فقال له سلمان :
ليبدين هذا الحديث لصاحبه وليخبرنه بالخبر ، فضحك أمير المؤمنين عليه السلام وقال :
أما إنه سيخبره و ليمنعنه إن هم بأن يفعل ، ثم قال : لا والله لا يذكران ذلك أبدا
حتى يموتا ، قال : فلقي صاحبه فحدثه بالحيث كله ، فقال له : ما أضعف رأيك و
أخور قلبك ( 3 ) ! أما تعلم أن ذلك من بعض سحر ابن أبي كبشة ( 4 ) ؟ أنسيت سحر
بني هاشم ؟ فأقم على ماأنت عليه ! ( 5 )
39 - ختص : أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن خالد بن ماد
القلانسي ومحمد بن حماد ، عن محمد بن خالد الطيالسي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : لما استخلف أبوبكر أقبل عمر على علي عليه السلام فقال له : أما علمت أن أبابكر قد
استخلف ؟ فقال له علي عليه السلام : فمن جعله كذلك ( 6 ) ؟ قال : المسلمون رضوا بذلك !
فقال له علي عليه السلام : والله لاسرع ماخالفوا رسول الله صلى الله عليه واله ونقضوا عهده ، ولقد
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) أى خائفا .
( 2 ) في " خص " : بما كان وما جرى .
( 3 ) : واخور عقلك .
أى أضغف .
( 4 ) قال في القاموس ( 2 : 285 ) : وكان المشركون يقولون للنبى صلى الله عليه وآله : ابن
أبى كبشة ، شبهوه بابى كبشة رجل من خزاعة خالف قريشا في عبادة الاصنام ، أو هى كنية وهب
ابن عبد مناف جده صلى الله عليه وآله من قبل امه لانه كان نزع إليه في الشبه ، او كنية زوج
حليمة السعدية او كنية عم ولدها .
( 5 ) الاختصاص : 272 و 273 .
مختصر بصائر الدرجات : 109 - 110 .
وما نقله المصنف
مطابق له .
وبينه وبين المروى في الاختصاص اختلافات كثيرة لم نذكرها لذلك ولعدم الجدوى .
والرواية موجودة في بصائر الدرجات : 78 .
( 6 ) في المصدر : لذلك .
( * )
[230]
سموه بغير اسمه ، والله ما استخلفه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ( 1 ) عمر : ما تزال تكذب على
رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته وبعد موته ، فقال له : انطلق بنا يا عمر لتعلم أينا الكذاب
على رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته وبعد موته ، فانطلق معه حتى أتى القبر إذا كف فيها
مكتوب : " أكفرت يا عمر بالذي خلقك من تراب ثم من نطفه ثم سواك رجلا ؟ "
فقال له علي عليه السلام : أرضيت ؟ والله لقد فضحك الله في حياته وبعد موته .
( 2 )
أقول : قد مر أمثالها بأسانيد جمة في كتاب الفتن
1 - ص : الصدوق ، عن الحسن بن محمد بن سعيد ، عن فرات بن إبراهيم ، عن
جعفر بن محمد ، عن نصر بن مزاحم ، عن قطرب بن عليف ( عطيف خ ل ) ، عن حبيب
بن أبي ثابت ، عن عبدالرحمن بن سابط ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال :
كنت ذات يوم عند النبي صلى الله عليه وآله إذ أقبل أعرابي على ناقة له ، فسلم ثم قال : أيكم
محمد ؟ فاومئ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : يا محمد أخبرني عما في بطن ناقتي حتى
أعلم أن الذي جئت به حق واؤمن بإلهك وأتبعك ، فالتفت النبي صلى الله عليه واله فقال :
حبيبى علي يدلك ، فأخذ علي بخطام الناقة ثم مسح يده على نحرها ثم رفع طرفه
إلى السماء وقال : اللهم إني أسألك بحق محمد وأهل بيته وبأسمائك الحسنى و
بكلماتك التامات أنطقت هذه الناقة حتى تخبرنا بما في بطنها ، فإذا الناقة
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في بعض نسخ المصدر كذلك : فقال له عمر [ كذبت - فعل الله بك وفعل - فقال له :
إن تشأ أن اريك برهان ذلك فعلت ] فقال عمر اه .
( 2 ) الاختصاص : 274 .
( * )